النظرات كتاب قصصي أدبي للأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي و يتألف من ثلاثة أجزاء يشمل العديد من القصص الموضوعة والمنقولة والتي شرع في نشرها عام 1907 في بعض الجرائد المحلية.
هو مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي أديب مصري من أم تركية قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ ,و صياغة عربية في غاية الجمال و الروعة.لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بصاحب له كان يترجم الروايات و من ثم يقوم هو بصياغتها و صقلها في قالب أدبي رائع . كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كتب بالعربية في العصر الحديث.
ولد مصطفى لطفي المنفلوطي في منفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط في سنة 1289 هـ الموافق 1876م ونشأ في بيت كريم توارث أهله قضاء الشريعة ونقابة الصوفية قرابة مائتى عام ونهج المنفلوطى سبيل آبائه في الثقافة والتحق بكتاب القرية كالعادة المتبعة في البلاد آنذاك فحفظ القرآن الكريم كله وهو دون الحادية عشرة ثم أرسله أبوه إلى الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده وقد أتيحت له فرصة الدراسة على يد الشيخ محمد عبده وبعد وفاة أستاذه رجع المنفلوطى إلى بلده حيث مكث عامين متفرغا لدراسة كتب الأدب القديم فقرأ لابن المقفع والجاحظ والمتنبي و أبى العلاء المعري وكون لنفسه أسلوبا خاصا يعتمد على شعوره وحساسية نفسه.
المنفلوطي من الأدباء الذين كان لطريقتهم الإنشائية أثر في الجيل الحاضر، كان يميل إلى مطالعة الكتب الأدبية كثيراً، ولزم الشيخ محمد عبده فأفاد منه. وسجن بسببه ستة أشهر لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي وكان على خلاف مع محمد عبده، ونشر في جريدة المؤيد عدة مقالات تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف ووزارة الحقانية وأمانة سر الجمعية التشريعية، وأخيراً في أمانة سر المجلس النيابي.
للمنفلوطى أعمال أدبية كثيرة اختلف فيها الرأى وتدابر حولها القول وقد بدأت أعمال المنفلوطى تتبدى للناس من خلال ما كان ينشره في بعض المجلات الإقليمية كمجلة الفلاح والهلال والجامعة والعمدة وغيرها ثم انتقل إلى أكبر الصحف وهي المؤيد وكتب مقالات بعنوان نظرات جمعت في كتاب تحت نفس الاسم على ثلاثة أجزاء.
عند إنتهاءك من هذا الكتاب أغمض عينيك وتنفس مستشعرًا جمال ما كُتب وما قرأته. ثمّ دوّن في نهاية هذا الكتاب: " اللهم إن عبدك المنفلوطي كتب فأبدع فجازه عني "وعن كل من قرأ له الفردوس الأعلى يا أرحم من سُئل وأكرم من أعطى.
مجموعة من المقالات التي لا تُقرأ إلا على جرعات مترفقه, وذلك لتترك لعقلك العنان في التفكير والتّفَكُر.
هي مقالات تُقرأ ثم تُقرأ من جديد. مُتشوقة لقراءة باقي الأجزاء.
هناك كتاب حاربوا بأقلامهم ضد العدو وقاتلوا أشد قتال ، وهناك من يهجو ومن يمدح ومن يفيد ومن يثرثر ومن يذّكر ، أما المنفلوطي فأراه كاتب المساكين والبائسين ،يداوي جروحهم بكلماته ويدمع حبر قلمه لدمع أعينهم ، يقوي عزيمتهم ويرفع همتهم . فأراه كاتبا حزينا ،ففي بعض مقالاته يُخيل إلي أنه كتبها بدمع عينيه كمقالة الدفين الصغير وهو ابنه المُتوفى. وفي مقالات أخرى يحلل صفة من الصفات ويذكر أسبابها وطرق علاجها كمقالة البخيل. وهناك مقالات لدي فيها تحفظ كمقالتي يوم الحساب ورسالة الغفران وهو يتخيل أنه في حلم ورأى من هم في النار ومن هم في الجنة ومن دخل هذه وهذه ومن عفى الله عنه وأخرجه من النار كبعض الشعراء وغيرهم ( بتحديد الاسم ) فلو أنه استخدم علمه بوصف الدارين بدون ذكر الأسماء لكان أجدى وأحوط ،فلسنا نحن البشر من يحدد أي دارٍ يدخل هذا أو ذاك. وبعيداً عن المحتوى ، فالفائدة عظيمة للقارئ في تقوية الملَكة اللغوية .
في كتابات المنفلوطي ستجد الإنسانية والضمير في أبهى حلله، وستجد فيه الحكم والآراء وكثير من العطف، هنا ستجد الأناقة في التعبير والإحتراف في صياغة العبارة حيث يكتمل جمالها ورونقها كما لم تجدها من قبل، هذا لأن المنفلوطي يبتدع لغته الخاصة، لغة مليئة بالروحانية والصدق والألم في كنف أسلوبه النثري البديع، يضع آراءه وأفكاره، فتخرج صافية لا تشوبها شائبة، يقتبس من روحه النور فيضيء بكلماته لنا الطريق، يصحح المفاهيم ويضع النقاط على الحروف، وهو على ذلك بحر زاخر من الكلمات والمعاني، ويستهوي ببلاغته القلوب.
والمنفلوطي هو رجل الإنسانية والمشاعر الجياشة، وهو نصير المظلومين، وهادي الحيارى، مرهف الحس، لين الطبع شفوق ورحيم، ولكل من يقرأ للمنفلوطي لا يمكنه أن يغفل عن أسلوبه العاطفي الجياش، إذ كثيراً ما تغلب عليه نزعة العاطفة بشكل ملحوظ، ولشدة رفقه وطبية قلبه نراه يحنو على المخطيء وإن كان مذنبا ومهما عظمت جريرته، أستطيع أن أصفه بأنه نصير المحزونين والمظلومين والبائسين بلا منازع ..
أما لغته فهي لغة شاعرية للغاية، بل أكاد أجزم أن اُسلوب المنفلوطي هو الجمال بعينه، عندما يكون الجمال عبارة عن حروف تحمل بين طياتها كل تلك المعاني السامية، وهو خير من يكتب عن المعاناة الإنسانية وشقاء الإنسان وعن المشاعر والأحاسيس، وخير من يتحدث بلسان أصحابها، فإن تحدث أوجع وإن وصف أجاد، له قدرة عجيبة على ترجمة الحزن والبؤس بأكثر العبارات بلاغة، مذهل لا أدري من أين يأتي بتلك المعاني والتشبيهات ومن أي معين يستقيها ليكون لها هذا التأثير وهذه القوة في التعبير، اسلوبه رائعة من روائع الأدب العربي، أوتي ملكة اللغة، روض الكلمات، حسنها، شذّبها وأعطاها قيمة ومعاني سامية، نجده في بحث مستمر عن جوهر الإنسانية وعن الشرف والفضيلة المهجورة في نفوس البشر، نراه يبحث عن الجمال ويتأمل كل صغيرة وكبيرة، على أنه يرى ما يعجبه ويتغاضى عن كل قبيح، يرى الفضيلة والصدق والشرف هي الأصل، وما يبغض شيء كما يبغض الكذب وإن كان يسيرًا فهو يراه أصل كل رذيلة، يبحث عن المعاني النبيلة المخبوءة في نفوس البشر، ويوظف اللغة والنص في خدمة تلك المعاني.
يجد المستغيثون والمحزونون والمفجوعون والحيارى والمنكوبين والمغلوب على أمرهم ملاذاً في كلماته -التي ما يملك غيرها ليعزيهم بها- مهما عظمت جريرتهم، حيث ألمّ بخلجات نفوسهم وما كدر صفوها، فيعالج بها قلوبهم التي كدرتها هموم الحياة ومصائبها وأحزانها، فتكون كلماته كبلسم لقلوبهم المكلومة بعد أن أثخنتها جراحها، وبعد أن كانوا صرعى آلامهم حتى أدركهم اليأس أو كاد .. يلوذون بظلالها من لفحات هذه الحياة وزفراتها، ويجدون في كلماته عزاء لهم يصبرهم ويوجههم، فتعتلج في صدورهم الآمال، فنراه يتحسر لأجلهم ويتألم لألمهم، يقول في ذلك أن "النفس التي لا تهزها المآسي نفس ماتت فيها معاني الإنسانية"
.. وبالرغم من إعجابي الكبير بلغته البديعة إلا أنه لا كمال لكتاب مهما كان، وكنت أجد نفسي لا أتفق معه في بعض آراءه، على أني أتفق معه في أكثرها وأختلف معه في القليل، ومن هذا القليل أنه كثيراً ما كان يعذر المخطيء وهو في قمة خطئه وحتى مع اقترافه أسوأ وأقبح الافعال نراه يبرر له ويشفق عليه، حتى يتوهم أنه ما انحرف عن الجادة وأنه لا يد له فيما حصل وما هو إلا ضحية المجتمع، حتى أنه يصل لدرجة العطف على المرأة وإن كانت سافلة ومنحطة وبغيّ ثم يدعو ويشجع الشباب على الزواج منهن، ويرى أنهم مأجورين على ذلك وله أسباب ذكرها من وجهة نظره، فهو يرى أن الكثير هم ضحايا المجتمع والتربية، وما فعل ذلك إلا لطبيعته الشفوقة، وهو في الغالب أراد التهوين على المذنب والتخفيف من حدة ألمه، لكنه بغير قصد ربما سهل على غيره اقترافه وليس هذا ما كان يريد..
وهو يتعاطف كثيراً مع المرأة ويقف في صفها ويراها ضعيفة وحقوقها مسلوبة، وأنها مستضعفة ومغلوب على امرها، وهو ينظر إليها نظرة المشفق وكثيراً ما يأسف عليها.. لم أحب اُسلوب الشفقة ذلك، وإن أحببت بعض مقالاته الأخرى عندما يتجنب المبالغة في الإشفاق .. وهذه وجهة نظر .. نقصت نجمه لما ذكرته ..
بعض مقالات هذا الجزء في مقالته (الصدق) أعجبتني كلماته ورده كالعادة إلا أني لم أره الرد المناسب لمن أساء استخدام الصدق في كثير من المواضع، وما حدث ذلك في رأيي إلا نتيجة لبغضه للكذب فما يبعض شيء ويمقته ويمتقع منه كما يفعل الكذب ويحتقر كل كاذب ومغال في الوصف وإن كان يسيراً كما ذكر في مقدمته..
اعجبتني مقالة (الإنصاف) ومن عادتي أنه إذا أعجبني ما أقرأ أضع خطاً رفيعاً تحته، أما هذه المقالة فوجدتني أرسم خطاً تحتها حتى وصلت إلى نهايتها فأيقنت أني أُعجبت بكل كلمة فيها ..
بشكل عام كل مقالاته رائعة .. . . تنوع كتاب النظرات بأجزائه الثلاث بين مقالات، وقصص، ورد على رسائل، وترجمة لبعض الأعمال الأدبية ..
** إن كنت تريد أن تجد المنفلوطي بشخصه وآراءه وأفكاره فأنصحك بقراءة النظرات فلن تجده في الروايات المترجمة أو حتى في القصص التي يؤلفها هو بقدر ما ستجده هنا **
كتاب لطيف أحببت القليل من مقالاته، ووجدت بعضها جيد والآخر ضعيف. المنفلوطي كاتب عظيم لديه أسلوب بديع وبيان أخاذ ولغة عظيمة ووصفه رائع. وتتجلى الحكمة في كلماته.
المنفلوطي باختصار شديد يعاني من انفصام حاد في الهوية - وهي ظاهرة شائعة جدا وفي تزايد منذ أن بدأت الخلافة العثمانية تترنح ونخر الاحتلال في بلاد الاسلام فكانت الهزيمة المادية ثم تبعتها المعنوية وانبهار المغلوب بالغالب وضياع البوصلة واستبطان الباطل واستهجان الحق .
المنفلوطي لفظه عربي أصيل متأثر بالقرآن وروحه غربية غريبة متأثرة بفرنسا ويحضرني هنا مقولة عبد الفتاح كيليطو في كتابه " لن تتكلم لغتي " عن أن المنفلوطي كان يشتري ملابسه الداخلية من فرنسا وبغض النظر عن مدى حرفية هذه المقولة فإنها تصف المنفلوطي بدقة .
كنت قد نويت أن أكتب مراجعة طويلة أفصل فيها القول عن الدعوة إلى " الفضيلة والأخلاق " أو " المشترك الإنساني " - وهي ما تتسم به كتابات المنفلوطي - وكيف أن هذه الدعوات أفخاج ومزالق تقود إلى نتائج خطيرة ولكن مقالة " تأبين فولتير " أتت علي صراحة ووجدت أنها تلخص موقفي من المنفلوطي.
فولتير " الرجل العظيم ، الرجل الخالد "
"ما مات فولتير حتى احْدَوْدَبَ ظهره تحت أثقال السنين الطوال، وأثقال جلائل الأعمال، وأثقال الأمانة العظمى التي عُرضتْ على السموات والأرض فأبينَ أن يحملنَها فحملها وحدَه، وهي تهذيب السريرة الإنسانية، فهذَّبها فاستنارتْ فاستقامَ أمرُها"
" كان فولتير رجلًا وأكبرَ من رجل، كان وحدَه أمةً كاملة، إنه عاهد نفسه على إنجاز عملٍ عظيم فأنجزه ولم يُخْلِفْ وعدَه، وكأنَّ الإرادة الإلهية المتجلية في الشرائع تَجَلِّيَها في الطبائع، نثرت كنانة هذا المجتمع الإنساني وعَجَمَتْ عِيدانَه، فوجدت فولتير أصْلَبَهَا عُودًا، فاختارته للقيام بالعمل الذي قام به فأتمَّه."
" فيا أيها الرجل العظيم، طِبْتَ حيًّا وميتًا."
" إنَّ الرجل العظيم لا يَظهر في المجتمع وحيدًا إلا قليلًا، وكلما كَثُرَ العظماء حوله ارتفع شأنه وعلا ذكره، فهو كالشجرة تكون في نَظَرِ الناظر أَطْوَلَ في الغابة الشَّجْرَاءِ منها في التُّرْبَةِ الجرداء؛ لأنها تكون في منبتها ومستقرِّها. وكان فولتير في غابة من العقول الكبيرة — روسُّو، وديدرو، وبوفون، وبورماشه، ومونتسكيو — أولئك القوم المفكرون هم الذين علَّموا الناس النظر في حقائق الأشياء والتفكُّر الموصل إلى إتقان الأعمال، وعلَّموهم أنَّ صَلَاحَ القلب أثر من آثار صلاح العقل، فأجادوا وأفادوا."
" إنَّ الحرب المباركة لا أثر لها في الوجود."
" وجهتنا إلى تلك الروح العالية، إلى تلك الحياة العظيمة، إلى ذلك الدفين المقدس، إلى فولتير، ولنركعْ أمام قبره عسى أن يمدنا بروح منه ويَهدينا إلى حظيرة السلام، فإنه بعد مرور قرنٍ على موته لم يزل في الأحياء الخالدين."
والمقالة كلها شناعات وهراء من هذا القبيل ولكن هذه مقتطفات فحسب ولا أملك إلا أن أسأل أين كان عقله ودينه عندما كتب هده المقالة .
ختاما أتمنى بشدة أن يعاد تقييم الأدب والأدباء على ميزان الشرع وأن نواجه هذا الانفصام في الهوية في أنفسنا أولا قبل المجتمع ...لابد من مواجهة حقيقية واعية ومستمرة في نفس كل مسلم بين ما يعلن الإيمان به وما يقتضيه هذا الإيمان وبين ما هو مستعد للتصفيق له والموافقة عليه ...ولنعد النظر فيما أصبح مسلمات الآن في المجتمع
من المثير أن تقابل عقلًا قد سمعت عنه كثيرًا ، وقلمًا قيل به الكثير كان هذا الكتاب باكورة قراءاتي للمنفلوطي .
وكما قال - رحمه الله - لا بد من النقد لأن النقد هو التعبير سواء باستحسان أو بامتعاض .
أوافقه وأجدني أندمج معه محللًا وباحثًا عن الحقيقة ، وأجد أن تصويره الفنّي لا يتوائم مع ذائقتي كاندماجي مع استنتاجاته , ربما قد تكون خلفيته وعائلته التي اشتهرت بالقضاء لها دور في ذلك ، لا أدري .
استفدت من هذا الجزء ولا أظنّ أنني سأتردد في أن أقرأ بقية الأجزاء إن سنحت الفرصة .
مفردات عذبة ومعاني سامية ترتقي بفكر ولغة القارئ العربي، عبر الكاتب الجليل عن أفكاره وآرائه في عدة مقالات تناول فيها العديد من القضايا الاجتماعية والدينية والسياسية والثقافية آن ذاك.
"قيل لأحد العلماء: إن فلانا حفظ متن البخاري. فقال: لقد زادت نسخة في البلد!" من اكثر الجمل التي اعجبتني في الكتاب
ومن الجمل التي دفعتني للتفكير " لولا السرور في ساعة الميلاد ما كان البكاء في ساعة الموت, ولولا الوثوق بدوام الغني ما كان الجزع من الفقر, ولولا فرحة التلاق ما كانت ترحة الفراق"
كانت مقدمة الكتاب طويلة بعض الشئ ولكنها ساحرة وجذابة، تنقل فيها الكاتب بكل رشاقة للتعريف بنفسه بأسلوب منفرد منقطع النظير. الجزء الأول من الكتاب كان جد ممتع بأسلوب المنفلوطي الرائع والراقي، باختصار النظرات كتاب يخاطب القلوب بروح أدبية.
أريد أن أشكر في البداية صديقتي الغالية منى على أنها اختارت هذا الكتاب للقراءة المشتركة معاً، وجعلتني أنهل باختيارها من هذه القصص الرائعة الشئ الكثير الذي لا أستطيع أن أعبر عنه بالكلمات ولكن سأحاول بالاحساس.
تتميز لغة المنفلوطي بقوة وفصاحة عظيمة، وأنا أحب أن أقوي من لغتي، فكنت أتابع بعيني المعاني والمفردات وأندهش لهذه العظمة. كتاب لا تكفيه قراءة واحدة.
أما عن القصص المتنوعة الواردة في الكتاب فهي كأنها مدرسة في الحياة يحب يعلمك فيها المنفلوطي من خبراته وآرائه، كتبها بقلب فيه من الحزن والحس وطيبة الشعور والرقة، يا لجمال لغته وعظمته، كأنه يكتب بقلم من نور.
أحببت كثيرا هذه القصص ولم أتفق مع بعضها، فيها من الحكم والدروس والعلم، شئ عظيم، مثل مقال في سبيل الإحسان والعلماء والجهلاءوغيره. لم أحب نظرته للمرأة وتصوير ضعفها بهذا الشكل. ولكن بعتبر الكتاب من قراءات السنة العظيمة ولي لقاء مرة أخرى مع الجزء الثاني من الكتاب.🤍
اي نظرات هي نظرات المنفلوطي ...تفيض حكمة و عبرة في كل المجالات ...فلم يترك لنا جانبا من جوانب الحياة الا و عقب عليه باسلوبه اللغوي البديع و فكره النابغ و القويم ....احببت كثيرا ما تكتب اناملك يا سيد مصطفى و انا متشوق لقراءة الجزئين الاخرين من الكتاب و الفضفضة معك في غوائل و ماسي حياتنا اليومية التي لا تختلف كثيرا بين زماني و زمانك رغم ان الفرق الزمني بيننا حوالي المئة عام ... شكرا لك على كل ماقلت لنا لقاء اخر باذن الله تعالى
كتب المنفلوطي عبارة عن نزهة مسلّية في حدائق أدبية محبّبة... فإذا كنت تبحثُ عن: سلاسة التعبير وجماله التشابيه المناسبة اللائقة المعاني الرفيعة العالية فعليك بكتب المنفلوطي أما إذا كنت تبحث عن رواية وأحداث متسارعة ومشوّقة ومحسومة فإنك لن تجد ضالتك لديه حتماً..
"والتاريخ أضنّ من أن يحفظ بين دفتيه من مجد الأدباء إلا مجد أولئك الذين يودعون نفوسهم صفحات كتبهم ثم يموتون وقد تركوها نقية بيضاء من بعدهم وحياة الكاتب بحياة كتاباته في نفوس قرائها" هذا ما ذكره المنفلوطي في مقدمته وهو ما ينطبق عليه تمامًا فكتاباته ما زالت حيةً بين الناس ينهلوا منها الأدب الصافي لغةً ومعاشًا فقد كان المنفلوطي يحيا بالفضيلة وللفضيلة ولا تُذكر الفضيلة إلا ويُذكر معها المنفلوطي، فهو كاتب الإنسانية الأول والداعي إلى الإحسان والأخلاق الحسنة رحمه الله.
صحبته لعدة أشهر أنهل منه على مهل بشكل شبه يومي آنس بأسلوبه الأدبي البليغ وكلماته العذبة الرقراقة التي تُثري لغتك وفكرك وترفع من ذائقتك الأدبية. المقدمة كانت نفيسة جدًا رغم طولها أما المقالات فكانت متنوعة وثرية، منها ما يمسح على المحزون ويُكفكف دمعه وبكلمات تقطر رحمة وشفقة عليه يُنير بصيرته بعادة الدهر في التقلب وعدم الركون إلى حال واحدة. ومنها ما حاجّ به اللورد كرومر والأخرى التي تحدث فيها عن المدنية الغربية فقد كان منافحًا عن الإسلام بشدة. ومنها مقالتين ظريفتين لطيفتين إحداهما عن ظهور شعرة بيضاء في رأسه والأخرى عن مطاردته للبعوض. فقط مقالتي رسالة الغفران ويوم الحساب أحسست بأنهما لا تجوزان وفيهما شيء من التألي على الله. مقالاته التي تحدث فيها عن الزواج والمرأة والتربية لمست فيها شيئًا من الحكمة والإنصاف، وأحببت مقالته في مناجاة القمر جدًا.
ما أروعك ! يا صاحب النظرات ،، فصاحتك و بلاغتك المُتمرسة سرّها يكمن بكتابتِك بقلبك ، كانت نظرات لها سمة في قلوبنا لله درك ! فأيُّ فكرٍ ذاك الذي كتبت بِه فَ سلبت عقولنا و تمكنت من عواطِف قلوبنا ، كلماتِك استأثرت أرواحنا و عباراتك كأنها كُتبت بالأمس ولم يمضِ عليها عقد من الزمن ، قُربها لمشاعرنا يأبى أن يستوعب بأنها كُتبت منذ زمنٍ بعيد ، منطقك و حكمتك أحدث تأثيراً في نفسي ، لعليّ أحتاج إعادة ما كتبت يا صاحب النظرات !
في كُل نظرة كانت لي وقفة و تأمُل
رحمِك الله رحمة واسع�� يا صاحب النظرات ( المنفلوطي )
نصحتني به صديقة وقالت لي انه من أفضل الكتّاب ؛ وأرى ان المنفلوطي يستحق هذا ! منذ فترة لم اقرأ كتاب يُظهر جمال اللغة العربيّة كما ينبغي ويدافع عنها! ، وحُسن انتقاء المفردات ، ووضوح المعنى والهدف المكتوب. أحببت في المنفلوطي حُبّه للشعر ، اشعرني ذلك برغّبة بقراءة الشعر ؛ بفضل اختياره لأحسن و أنغم الأبيات الشعرية فوددت المزيد . أعجبتني وجدانياته .. احسست بها كما أراد و اُطربت بها . كانت هذه أولى مطالعاتي لحرف مصطفى المنفلوطي. وأظنها حمّستني لقراءة المزيد منه :).
إذا كنت _مثلي_ من عشّاق اللغة العربية فهذا الكتاب سيعجبُك حتماً! كتاب تستمتع فيه بجمال الأدب العربيّ واللّغة العذبة، وبعظمة أفكار المنغلوطي. يُلقي الكاتب في كلّ مقالة نظرة على أحوال المجتمع، تتناول مواضيع عديدة كالفقر، الغنى، الفضائل، الأخلاق، الدّين، الإنسانيّة، وغيرها. كانت تجربة جيّدة وممتعة، لن أتردّد بقراءة بقيّة الأجزاء. رحمك الله ياصاحب النظرات.
المنفلوطي الذي طالما ما فهِمتُ نوع تراجمه وتصنيفها وفرق ترجمته عن تعريبه، وأظن الغمامة بدأت تنزاحُ بعد مقدمته الرائعة في هذا الكتاب الذي -حسب فهمي مجددًا- هو مجموعة مقالاتٍ وقصص متواترة كُتِبَت في إحدى المجلات، فقضاياها تختلف، والقصةُ أو المقالُ منفصلٌ تمامًا عن الآخر، وغالِبُها يتمحورُ حولَ قضيةٍ رئيسيةٍ واحدة أظنُّها شكّلت الهمَّ الأكبر للكاتب فصار لا ينفكُّ يُذكِّرُ بها ويُشيرُ إليها؛ أن تحيا إنسانًا.
عرّج على قضايا مُتفرِّقةٍ في المجتمع العربيِّ المسلم عامةً والمصري إن شئنا التفصيل، المحتمع الذي ديدنهُ هو ذاتهُ يُعيدُ أخطاءهُ وتاريخهُ كأنَّ ما كان ألمًا قبل خمسين عامًا فهو اليوم كذلك ألمٌ يُعاشُ ويستشري.. ربما غفِلنا كمجتمعٍ عن إصلاحِ صدوعِ لحمتِنا ولمعَ لنا بريقٌ غربيٌّ فتبِعناه لِنصحو على خُدعةٍ كبيرةٍ وقعَ فيها كُلنا.
هذا غيضٌ من فيضِ ما أشارَ لهُ الكاتب، وإن كنتُ لا أحُبِّذ اللهجة الوعظية المباشرة التي يتكلمها في بعض مقالاته، ولا أفهمُ بعض الآراء كما لا أتبناها، إلا أن اللهجة تلك دلالةٌ على الضميرِ الحيّ والسعي الحثيث الصادق حتى تتأصل الفضائل في الناس.
أما اللغة.. فأخّاذة، يُجيدُ الكتابة عن مواضيعَ بسيطة وعابِرة لا عُمق مبالغٌ به فيها فتضيعُ الغايةُ منه بحثًا عن العمق، إلا أني قرأتُها بمتعة أتذوّقُ قلمًا يحترمُ دينه ومجتمعه ويخافُ عليه. هذي هي اللغة التي تُخجِلُك من لُغتِك لِتُعيد النظر فيها.
في الجزء الأول من كتاب النظرات لقد أطلعنا الكاتِب الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي على نظرته الى كثير من الجوانب الدنيَويّة في اسلوب أدبي أخّاذ و جميل... نظرته الى المرأة في المجتمَع الإسلامي نظرَته الى المسيحي و نظرَتُه الى الحريّة و أيضاً نظرتُه الى مُعاملة الزوج لِزوجَتِه و نظرتُه الى الإحسان حتّى البعُّوظه لم تخلى مِن نظرَته و ألقى بِها حكمه رائعة لم تخطُر على خاطِري قط ، النظرات كثيرة و لاكِن فريدة من نوعِها.
اسلوب الكاتِب هوَ أسلوب روائي نقدي سَلِس و لاكِنُّه مليئ بالمصطلحات الفصحى الّتي تحتاج لِشرح المعنى لِيفهم القارِئ المغزى من التشابيه المَقصوده بصورة صحيحة ،أنصَح من أراد ان يقرأ لمصطفى المنفلوطي أن يختار نسخة مُحقّقه و تحتوي على معاني للمصطلحات.
تم القراءة في الجزء الأول ما بين الخميس 17 / 9 / 2015 م إلي الثلاثاء 29 / 9 / 2015 م
الأديب العظيم مصطفي لطفي المنفلوطي الأديب الذي أحبه من أعماق قلبي وشغافه وإن من بعض أمنياتي هي لقاءك والجلوس إليك والافضاء عندك إفضاء الخليل لخليله والأستاذ لتلميذه ولكن السيف سبق العذل بعقود مديدة، فسأحاول أن أقتنع بملاقاك علي الأوراق ثم أما بعد :
ولقد أنجزت لكم يا سيدي وأستاذي العزيز الجزء الأول من النظرات ، وفيها قرات أعظم مقدمة لكتاب قراته في التاريخ إلي الآن المقدمة عظيمة الأثر في كافة النواحي الانسانية والجمالية والوجدانية والأدبية والسلوكية، أحاط بالكل، فإحتاط بها الجيمع، لهي عندي من أفاضل بل هي الأفضل ما بين المقدمات التي قرأُتها يومًا ما
فإذا تجاوزتها لقيتني أمام مقالات مملوءة بما يمتع النفس ويُجلو الروح، ويُلق في الجوف الكثير من الألفاظ والعبارات التي أحب أن أسمعها وأعرفها وأعترف لك يا أستاذي أنني كلما مثلا قرأت كتاب من الكتب في هذه الحُقبة التي أنت عشت فيها او القديمة مذ عهود غابرة أتخيلني أعيش في وسطكم، أتنفس ما تتنفسون وأشرب من معين الماء نفسه، ووقتها أشعر بذاتي وأحس بكياني كُله ..
وأعترف لك يا أستاذي أنك قد أرهفت الحس، فلقد أصبح الدمع في المآقي قريب قُرب الحبيبة بحبيها وملامتستها ليده وهذا عندي جلي الأثر، عظيم للغاية
وأقول لك يا سيدي أن كُل المقالات راقت لي، فهي دفقات شعورية خالصة، كما كُنت تقول أنك لم تُك تجلس لتكتبها إلا لأنها حدثت فعلاً فإنفعلت بها نفسك، فتحرك بها قلمك في المساء في هذا الوقت الذي تُحب الكتابة فيه .. ولكن من أكثر المقالات التي راقت لي هذه التي كان الصياد بتحدث فيها عن مفهومه للسعادة وعن عدم وجود ما يُسمي بالشقاء حتي أنه قال :
"" من أراد ان يطلب السعادة، فليطلبها بين جوانب النفس الفاضلة وإلا فهو أشقي العالمين وإن ملك ذخائر الأرض وخزائن السماء ""
المقالات يا سيدي تسح بالحكم الجلية، تأسر باللب أ ولست أنت القائل " "" لولا السرور في ساعة الميلاد ما كان البكاء في ساعة الموت، ولولا الوثوق بدوام الغني ما كان الجزع من الفقر، ولولا فرحة التلاق ما كانت ترحة الفراق""
لشد ما أسرتني، وجذبتي إليك يا سيدي الأستاذ العزيز، وها أنا ذا أجد الخطي في الجزء الثاني تحياتي إليك
انا لم أقرأ كتاب ولكنها تجربة مريت بها , اسلوب المنفلوطى يجبرك انه تدمنه لدرجة انه لو يوم لم اقرأ الكتاب احس ان فى شئ ناقص , الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات بعضها افكار كانت عندى وجسدها المنفلوطى ورسخها على الورق وبعضها افكار جديدة , تلك المقالات اضحكتنى وابكتنى اسعدتنى واحزنتنى , مهما كان مش هقدر اعبر عن جمال الكتاب فقط اقرأه لتعرف بنفسك
الكتاب بشكل عام جيد بس انا ماحبيته حيل ، واكثر شي حبيته بالمنفلوطي لمن يترجم القصص ويزيد عليهم من اسلوبه ولغته الجميله مثل ماجدولين والفضيلة وفي سبيل التاج والشاعر كلهم رائعين بلا استثناء أما هالكتاب كان تقريبا كأنه تجميع للمواضيع مو مرتبطة ببعض تم وضعها في كتاب واحد 🧐 الكتاب باختصار جيد بس مو من الكتب الي راح اقراها مرة ثانيه كلش
في كُل مرةٍ أقرأُ فيها للمنفلوطي أشعر أن عقلي يتذوقُ شيئًا لذيذًا، الكاتب الذي أتمنى دائمًا أن أنسى ما قرأته له حتى أعيد مرة أخرى وذلك لقلة الأعمال الأدبية لديه. قرأت النظرات بعد انتهائي من الفضيلة وسبيل التاج والشاعر ومجدولين ورغم أنه هنا سلك طريقًا مختلفًا إلا أنهُ لا زال ساحرًا يأسر القلب والعقل بما يكتب.