حوارات من أجل المستقبل

الحوارات #1

by طه عبد الرحمن

هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من الحوارات التي أجرتها المؤسسات الإعلامية مع د. طه عبد الرحمن في فترات مختلفة. وهي حوارات من نوع الدردشات تسهل على القارئ تحصيل رأي جامع في مسائل التراث والفلسفة والمنطق والترجمة…

Genres: Philosophy

175 pages, Paperback

First published January 1, 2001

About the author

طه عبد الرحمن (من مواليد عام 1944 بمدينة الجديدة المغربية)، فيلسوف معاصر، متخصص في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق. ويعد طه عبد الرحمن أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين في العالم الإسلامي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي.
تلقى طه عبد الرحمن دراسته الابتدائية بمدينة "الجديدة"، ثم تابع دراسته الإعدادية بمدينة الدار البيضاء، ثم بـجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط حيث نال إجازة في الفلسفة، واستكمل دراسته بـجامعة السوربون، حيث حصل منها على إجازة ثانية في الفلسفة ودكتوراه السلك الثالث عام 1972 برسالة في موضوع "اللغة والفلسفة: رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود"، ثم دكتوراه الدولة عام 1985 عن أطروحته "رسالة في الاستدلال الحِجَاجي والطبيعي ونماذجه".
درَّس المنطق وفلسفة اللغة في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ 1970 إلى حين تقاعده 2005. وهو عضو في "الجمعية العالمية للدراسات الحِجَاجية" وممثلها في المغرب، وعضو في "المركز الأوروبي للحِجَاج"، وهو رئيس "منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين" بالمغرب. حصل على جائزة المغرب للكتاب مرتين، ثم على جائزة الإسيسكو في الفكر الإسلامي والفلسفة عام 2006.
تتميز ممارسته الفلسفية بالجمع بين "التحليل المنطقي" و"التشقيق اللغوي" والارتكاز إلى إمدادات التجربة الصوفية، وذلك في إطار العمل على تقديم مفاهيم متصلة بالتراث الإسلامي ومستندة إلى أهم مكتسبات الفكر الغربي المعاصر على مستوى "نظريات الخطاب" و"المنطق الحجاجي" و"فلسفة الأخلاق"، الأمر الذي جعله يأتي بطريقة في التفلسف يغلب عليها التوجه "التداولي" و"الأخلاقي".

Reviews

[Diaa · Rating 4 out of 5]

من النادر أن أقوم بقراءة كتاب وأعيد قراءته مرة أخرى بعد بضع ساعات فقط .
.أخي القارئ أنت لست بصدد مؤلف وكتاب، بل أمام مشروع كامل ، قد تحتاج للإلمام به إلى فترة طويلة، لتدرك جوانبه وتستطيع الحكم عليه

وكمقدمة للتعرف على مشروع الدكتور طه عبد الرحمن لابد من هذه الكتب :

حوارات من أجل المستقبل



الحوار أفقًا للفكر



سؤال المنهج - في أفق التأسيس لأنموذج فكري جديد



الكتابان الأول والثاني عبارة عن مجموعة لقاءات وحوارت كفيلة بتقديم صورة وفكرة عما يدعو إليه الفيلسوف طه عبد الرحمن وما ينادي به .
والكتاب الثالث هو مجموعة مقالات تتعلق بالمواضيع التي تناولها الدكتور طه عبد الرحمن قد يبدو الكتاب الثالث مفكك البناء إلا أنه يقدم نظرة شاملة على المواضيع التي بحث فيها الدكتور .
من خلال قراءتي لكتب الحوارات أقول :
هي دعوة للعودة إلى الذات .....
دعوة للتجديد والسباحة ضد التيار.....
هي إعادة صياغة للتعاريف والمصطلحات.......
دعوة للقيم والأخلاق ، والعلو بها لمكانة تناسب أمة من بعث متمما لمكارم الأخلاق صلى الله عليه وسلم .......
هي دعوة للتمسك بالنقل والعقل ......
هي دعوة لكي يكون كل مسلم متفلسفا وفقيها .......
دعوة للحوار والمناظرة ......
دعوة للرقي إلى مستوى أعلى وأرقى لا أن ينزل الكاتب والمؤلف إلى مستوى الجمهور محاباة له ، وتقربا منه ، فقد ضعنا بسبب هذا الأسلوب الذي عهدنا به المؤلفين ، الذين لا هم لهم سوى مجاراة الجمهور، لكن طه عبد الرحمن مختلف لسان حاله يقول : ها أنا ذا أمدد إليك يدي لأرفعك ، و لنرتقي معا .

هذا الكتاب من وجهة نظري أفضل من كتاب الحوار أفقا للفكر لأنه مبوب بشكل أفضل ، مع ما للثاني من قيمة في التركيز على موضوع الحوار والأخلاق والحداثة ، فكلاهما ضروريان للإطلاع على هذا المشروع، للشروع بالسير في طريق طويل .

في مراجعتي للكتاب سوف أضيف عناوين كتب المؤلف التي تناقش كل موضوع من هذه المواضيع بشكل مفصل ، كل على حدة ، ولتتم الإستفادة من هذا الكتاب الذي يعتبر مقدمة للإطلاع على المشروع . لن أضيف أفكار الدكتور وأراؤه في المراجعة ، لأني في قراءتي للكتابين أضفت أكثر من 60 إقتباس من أراد بإمكانه الرجوع إليها .


الفصل الأول - تراثيات - نحن في التراث كما نحن في العالم لا اختيار لنا معه ولا انصراف عنه .

تجديد المنهج في تقويم التراث



اللسان والميزان أو التكوثر العقلي




الفصل الثاني- فلسفيات – ألا إنه لا يكون لنا من الحداثة والمعاصرة إلا ما لنا من القدرة على الإبداع والمبادرة .

العمل الديني وتجديد العقل



فقه الفلسفة - القول الفلسفي كتاب المفهوم والتأثيل




الفصل الثالث – منطقيات –لا معرفة عقلية تصح بغير منطق مسطر يضبطها .

في أصول الحوار وتجديد علم الكلام



المنطق والنحو الصوري





الفصل الرابع – لسانيات – لقد كان تمرسنا بلغات متعددة عاملا حاسما في تبيان الآثار الواضحة التي تخلفها بنيات اللغة التي يتكلمها الفيلسوف في مذهبه الفكري والعقدي .
في أصول الحوار وتجديد علم الكلام



فقه الفلسفة - الفلسفة والترجمة





الفصل الخامس-ترجميات- أما آن لنا أن نكف عن ممارسة الترجمة البكماء والترجمة العمياء؟؟؟

فقه الفلسفة - الفلسفة والترجمة



فقه الفلسفة - القول الفلسفي كتاب المفهوم والتأثيل





الفصل السادس –رشديات- لماذا لست رشديا ؟ ولماذا لا ينبغي أن نكون رشديين ؟


الفصل السابع – صوفيات – من ينشد الكمال الفلسفي لابد من أن يستشرق أفق الجمال الروحي .

العمل الديني وتجديد العقل





الفصل الثامن –أصوليات- ألا تحتاج الحركات الأصولية إلى يقظة إسلامية ثانية ؟ اليقظة الأولى كانت سياسية وجزئية والثانية يجب أن تكون أخلاقية وكلية .

العمل الديني وتجديد العقل





الفصل التاسع – عولميات – لا خوف علينا ولا نحن نحزن لأن العولمة تفنى والإنسان يبقى .

الاخلاق العالمية مداها وحدودها



الحق الإسلامي في الاختلاف الفكري



وبهذا أضع القدم على بداية طريق طويل .

[Salma · Rating 5 out of 5]

حوار مع طه عبد الرحمن... الأستاذ

ما جذبني للتعرف على طه عبد الرحمن هو بعض المقتطفات التي قرأتها له، و أذهلتني... و لأجل الاطلاع على فلسفته بشكل عام، قرأت هذين الكتابين (حوارات من أجل المستقبل) و (الحوار أفقا للفكر)... و هما بمثابة مقدمة سلسة للتعريف بمدرسته...0
حقيقة أنه فيلسوف إسلامي مختلف، مسكون بهاجس خلق جيل عربي مسلم قادر على التفلسف، عبر إعطائه سر صنعة التفلسف... فما معنى الحداثة العربية إن كانت كلها تقليدا للغرب، أليس شرط الحداثة هو الإبداع؟ هل حقا في واقعنا المعاصر من فلسفة عربية يمكن أن نعدها عربية يمكن أن تعتبر إضافة للفكر الفلسفي العالمي؟ أين موقعنا من الفلسفة حاليا اللهم إلا التقليد و التكرار للغرب، يتساءل طه عبد الرحمن... ثم ما معنى القول بالقطيعة مع التراث و أنت لا تستطيع إلا أن تتصل بتراث آخر لأنك بحاجة لمستند لذاتك! 0
أفكاره لا مسبوقة... يشق طريقا وحده... لم أقرأ لأحد مثله قبلا... يحاجج بطريقة منطقية و رصينة و جمله محكمة... بالإضافة إلى لغته العربية الجميلة و القوية و التي تشعر بأنها لغة عربية فعلا، و ليست عربية معجمة كالطلاسم... و أهم ما في الموضوع أنه يعلم القارئ من خلال كلامه كيف يحاجج... يعيد تحليل الكثير من المفاهيم المعاصرة التي باتت تتكرر كثيرا حتى ظنناها مسلمات و ينقدها... كما أنه مشغول بتجديد التراث و نقده و لكن ليس بأسلوب الجابري و أركون و هذه الشلة... و إنما يقف على الضفة المقابلة لهم... إن كنت تريد أن تنقد ثقافة ما، عليك أولا أن تتقن لغتها و أدواتها، ثم تبني أدوات نقدك اللسانية و التاريخية من داخلها... و ليس عبر إحضار الأدوات التي ابتدعها أصحابها من داخل ثقافتهم و لغتهم لينقدوا ثقافتهم هم و تريد إنزالها إقحاما على ثقافتك ثم تسميه حداثة... فهذا تقليد و ليس إبداعا... فضلا عن هزال النتائج...0
تحدث عن ابن رشد الذي يحتفي به المثقفون العرب دونا عن غيره الذين لم يحتفوا به إلا لاحتفاء الغرب به... يعني تقليدا... و قد يكون مفهوما و مبررا احتفاء الغرب لأنه شرح لهم تراثهم دون إضافة أي نفـَس خاص به، فأوصله إليهم سائغا... و لكن ليس مفهوما هذا الاحتفاء المبالغ فيه للعرب و نبذ غيره... فابن رشد على هذه الحالة هو مجرد مقلد... و ليس فيلسوفا... فهو لم يبدع شيئا جديدا ينطلق من ذاته و ثقافته، و خاصة أنه قد كان فقيها مالكيا، فلا ظهرت آثار فقهه في فلسفته (كما الشاطبي مثلا) و لا آثار فلسفته في فقهه (كما الغزالي مثلا)... لذلك اعتبره مقلدا يونانيا و ليس فيلسوفا مسلما... و ليس العقل اليوناني كوني مطلق، حتى نقول أن اشتغال العربي أو المسلم باليوناني و ترك صنع فلسفته الخاصة هو نوع من الاشتغال بالمطلق... فليس هناك من عقل مطلق و عقل واحد... و هذا ما جعله يتحدث أيضا عن التكوثر العقلي... بمعنى تعدد العقول... و الكلمة مشتقة من التكاثر...0
و هذا يأخذني لأمر آخر أعجبني و بشدة في أسلوبه و هو نحته لاصطلاحاته الخاصة العربية الصرفة، مستعينا بقدرة اللغة العربية للتعبير... و هذا أمر نادر أن أقرأ فيه من المفكرين المعاصرين (و هنا يحضرني محمد محمد يونس علي في كتبه اللغوية الرصينة التي انتهج هذا أيضا)... شعرت به يوظف المعنى الحقيقي لكلمة لغة... ألم توجد اللغة لتنحت منها و تخترع من قوالبها كلمات جديدات؟ و بهذا يكون ضرب عصفورين بحجر، خرج من ابتذال كثير من الكلمات التي استهلكت حتى اهترأت و أحيا وظيفة اللغة...0
و هذا يأخذنا لحديثه بأسى عن (قلق العبارة) و هو ما أطلقه على الترجمة العربية للفلسفة... إذ أنك تشعر بشيء خاطئ في الكلام... و هذا تماما ما أشعر به حين أقرأ هذه الكتابات... تشعر بأن هناك شيئا ما غير صحيح يجعل الكلام غائما... و لذلك اقترح ثلاث طرق متدرجة لترجمة الفلسفة... و ترجمة الفلسفة يفترض أن يتصدى لها فيلسوف كما ترجمة الشعر شاعر... و إلا تفقد معناها...
و أفكار كثيرة مدهشة عن اللسانيات و المنطق و الحجاج و الرشديات و الأخلاق و الاصطلاحات و التصوف و الأصوليات... كنقده مثلا لبعض التقسيمات الأصولية فيه الكثير من الإبداع... كفكرة التقسيم لدى الأصوليين ديانة و عقلا و كأن العقل لا دين فيه أو الدين لا عقل فيه... و أيضا اختراعه بعض العبارات التي اشتهر بها (انظر تجد) كترجمة بديلة عن (أنا أفكر إذن أنا موجود)، و أيضا عبارة (من تشرع و تمنطق فقد تحقق)...0
بل وجدت بعضا من الأفكار التي كنت أفكر بها مسبقا و أتحدث عنها بخجل و صوت خافت، و لكنها بدت لديه أكثر وضوحا و نضجا و جرأة... عن كون الإنسان مخلوق أخلاقي و هذا ما يعرف به و يميزه... عن أن ما يقدمه الفيلسوف _أي فيلسوف_ هو أمر حجاجي، و ليس أمرا برهانيا... و ليس قول فلان ألزم من قول فلان... عن كون كثير من منهجية بعض المؤلفين المحدثين المشهورين فضفاضة غير محكمة و هذا ما يجعلها أكثر انتشارا... لأن المنهجية الفضفاضة أسهل على الفهم و أقل جهدا... عن فكرة هؤلاء أن الغزالي عطل العقل، لأن مفهومهم للعقل قاصر على العقل اليوناني... و كأنه ليس إلا من عقل واحد... عن كون العقل فعل و ليس ذاتا كما يقول... و هذه الفكرة وجدتها أيدت فهمي لحديث رسول الله (ناقصات عقل) حيث أفهمه أنه توجيه من رسول الله لنقطة ضعفهن في عدم استثمار عقلهن، أي ضعف الفعل العقلي من قبلهن و ركونهن للسفاسف أو الاستسهال أو العاطفة المجردة، و الحديث توجيه ليجاهدن أنفسهن و لا يركن... تماما مثل قوله تعالى (خلق الإنسان من عجل)، ثم إردافه بقوله (سأريكم آياتي فلا تستعجلون)... فهو و إن كانت العجلة فيه و لكنه مطالب بالمجاهدة لكبحها و هو قادر على ذلك، و كذلك هي في أمر الفعل العقلي...0

هذان الكتابان ما هما إلا مدخل مفتاحي و تعريفي عبر حوارات و أسئلة له...0
أما (كتاب الحوار أفقا) فهو بسيط يمكن لقارئ غير متمرس قراءته و أخذ فكرة عن فكر الرجل من فمه، أما كتاب (حوارات من أجل المستقبل) فهو أكثر ترتيبا و وعورة، لكنه أيضا سلس كما ينبغي لمقدمة تعريفية لفكر فيلسوف أن تكون... فلغته في كتبه العادية أصعب من هذا... و لكن من خلالهما تستطيع أن تتبين بأي من كتبه ترغب بالبدء...0

لا تستطيع إلا أن تتلذذ بالقراءة لطه عبد الرحمن، تلذذ بالمنطق و المنهجية... تتلذذ باللغة الجميلة و الذواقة (قد كان شاعرا قبل أن ينصرف تماما للفلسفة)... تتلذذ بالمعاني السامية و الأخلاقية و الروحية... نعم فهو يؤمن بارتباط القلب بالعقل، و التصوف بالفلسفة... تتلذذ بمحاولة القيام بالفعل الفلسفي و اللغوي أنت بنفسك... نعم فهو يأخذ بيدك و يدفعك لتفعل و يعطيك الثقة... مما جعلني أشعر بالغبطة و أحلق بأحلامي و أتخيل أني صرت فهمانة هكذا أنا أيضا كثيرا و جدا... و صرت أكتب أشياء عظيمة مثله... رغم أنف الشيطان الشرير الذي ما يفتأ يسخر مني و يثبطني أو يترنم في رأسي بأغنية اللاجدوى المقيتة أعاذني الله و إياكم منه...0
على كل و باختصار...0
طه عبد الرحمن... أستاذ.. أب للفلسفة الإسلامية المعاصرة...0
و أنصح بقراءة أي من الكتابين...0
فإن شئت تكمل في القراءة له أو تترك... أما أنا فعلى بركة الله سأبدأ بالقراءة له...0

أخيرا... أتمنى أن يكتب مذكراته... ليته يفعل ذلك حقا...0

آذار 2014

[Mohammed Ali · Rating 5 out of 5]

" الحوار و الحوار وحده و لا شيء غير الحوار "

لنا عودة إن شاء الله لكتابة مراجعة حول هذا الكتاب الرائع، و لكن بعد قراءة مجموعة من الكتب لهذا الدكتور، لأن الأجوبة جاءت مختصرة نوعا ما و ما هي إلا عصارة كتب أخرى كتبها هذا العقل العبقري .

[Ayoub · Rating 5 out of 5]

الحوار والحوار وحده ولا شيء غير الحوار!

يعوّل المفكّر والفيسلوف طه عبد الرحمن على الحوار أيّما تعويل، بل إنّه يُنزله منزلة الحقيقة التي يرى بتعدّدها مثلما تتعدد طرق الوصول إليها !
والحوار - حسبه - كما أنّه يقلّص هوة الخلاف، فإنّه أيضًا يُسهم في توسيع العقل ويُعمّق مِن مداركه، وهذا ما يبرر اهتمام طه عبد الرحمن الكبير بموضوع الحوار،
ومحاولة تأصيله، والدعوة إليه.
____
تُراثيّات:
يعتبر طه التراثَ مصدر هوية المسلم ومستندًا لذاته، وأن علاقته به هي علاقة وجدانية لا تنفكّ ولا تفتر مهما طرأ عليها.
وينتقد في هذا الصدد المشاريع الفكرية اتي تصدرت لنقد التراث محاولةً اختزاله والقدح في أربابه، وإضعاف ثقة المسلم في نصوصه و واضعيها، بدلًا
مِن تمكينه ْمن الوسائل التي تزوده بالقدرة على الإبداع أو الاجتهاد والتجديد وتقويم التراث واستئناف البناء، لأن أصحاب هذه المشاريع
هم أنفسهم يفتقدون هذه الوسائل وهذه الروح، وفاقد الشيء لا يعطيه.
أما ملامح القراءة الطهائية للتراث فتتمحور حول أربعة قواعد:
1- الاعتناء بالآليات المنطقية واللغوية التي يزخر بها النص التراثي (الآليات الداخلية المأصولة كما يسمّيها) واستخذامها في فهم مضامينه.
2- تحديث اجرائيات هذه الآليات التراثيّة وفق المستجدات المنهجية.
3- ضرورة النقد والتمحيص الكافي للآليات المقتبسة من التراث الأجنبي ( الآليات المنقولة ) قبل تنزيلها على التراث الإسلاميّ ( نقد العقلانيّة الغربية نموذجًا)
4- تنقيح وتلقيح الآليات الغربية بواسطة الآليات الإسلامية والعربية ( عكس وِجة النقد والتقويم )
____
فلسفيّات:
يرى طه عبد الرحمن أن الفيلسوف العربي مثقفُ مقلّد لا جديد عنده، ومتعلم تابع لا متبوع فالتقليد عنده منافِ لروح التفلسف.
ثمّ عدد بعض آفات الفلسفة التي تنجّر عن هذا التقليد وذكر آفة خلط الفلسفة بالسياسية و أسماها بالآفة السلوكيّة،
والآفة الثانية هي آفة الفصل بين الفلسفة والمنطق أو الآقة الخطابية.
والدكتور طه، لا ينتقد من أجل الانتقاد والتشغيب، بل من أجل التقويم والتصحيح، ويط��ح البدائل بل و يسعى لتأسيس
صرح فلسفة عربية خاصّة عن طريق إقدار الإنسان العربي على التفلسف ضمن مجاله التداولي، والخطوة الأولى في سعيه
إلى إرساء هذا المشروع كانت في محاولته تقويم الترجمة الفلسفية، من خلال إقدار المتلقي العربي على التفلسف في النص المترجم.
يناقش أيضًا في هذا الفصل موضوع تعدد العقلانيات، منطلقًا من تعريفه للعقل بأنّه فعلٌ وليس ذاتًا، والفعل متعدد ومتقلّب، فكانت بذاك
العقلانيات غير معدودة، وغير محصورة ( التكوثر العقليّ).
____
منطقيّات:
يتحدث هنا عن اعتنائه بالمنطق تدريسًا وترجمةً وردّا للاعتبار إليه، كونه لازم لكل تفكير واحتجاج، وأنّ تعلُّمه فرض عين لا فرض كفاية
مع التركيز على أنّ هذه الآلة ليست آلةً صورية جامدة لا تتطور بل بالعكس، وضّح أن المنطق مر بعدة أطوار ومازال يتطوّر ..
كما أشاد بعمل ابن تيمية الفلسفيّ ، وعدّه منطقيًا مجدِّدًا وضع أصولًا لمنطق جديد مكان الأصول التي وضعها أرسطو.
____
ترجميات:
نظرية ترجمة النصّ الفلسفيّ لدى طه عبد الرحمن تتحدد ضمن ثلاثة مستويات:
أ- الترجمة التحصيلية: تتوخى الحرفية اللفظية بحيث لا لفظ من ألفاظ النصّ إلاّ نقلته.
ب- الترجمة التوصيلية: تتوخى الحَرفية المضمونية، بحيث لا معنى مِن معاني النص إلا نقلته
ج- الترجمة التأصيلية: التي تتوخى التصرف في النص الأصلي، ألفاظًا ومعاني بالقدر الذي يمكن المتلقي
من اكتساب القدرة على التفلسف في هذا النص، وهذا هو المستوى المطلوب حسبه.
____
رشديات: ( نسبة إلى ابن رشد )
يجيب هنا طه عن سؤال: لماذا لستُ رشديا؟ أو لماذا ينبغي أن لا نكون رشديين؟
وهو يرى أنّ ابن رشد لم يبدع في الفلسفة عن طريق الفقه كما فعل الشاطبي، ولم يبدع في الفقه عن طريق الفلسفة كما الغزالي
وشهرته إنّما تعود لاهتمام الغرب بالتراث الأرسطي، فوجدوا ضالّتهم في شروحات وترجمات ابن رشد التي نقلت هذا التراث
نقلًا حرفيا - ترجمة تحصيلية - فكفاهم عناء الرجوع إليه، بل إن انتسابهم إليه إنما هي إرادة للانتساب إلى العلمانية
كما تجلّت في أطوارها الثلاثة : اللاتيني، التنويري والحداثي.كما أنّه لم يكن إلّا مقلّدًا، وهذا يتنافى مع من يصفه
بالحداثية، إذ أن الحداثة عند طه عبد الرحمن لا تتأتّى إلّا بالإبداع و بالبعد عن التقليد، حتّى في النصّ المترجم.

____
صوفيّات:
يتحدث هنا بإيجاز عن دوافع تجربته الصوفيّة، كما يبيّن المقاصد المعرفيّة التي أرادها من هذه التجربة وهي بيان أنّ التجربة الروحية لا تتعارض مع التجربة العقليّة
وأنّ القوى الإداركية لدى الإنسان متصلة ببعضها البعض على اختلافها بحيث أنه ليست هناك قوة عقلية خالصة، ولاقوة حسية خالصة ولا قوة روحية خالصة كذلك،
كما بيّن أيضًا أن العقل مراتب متعددة بعضها أعقل من بعض، أدناها ما يكون مرتبطًا بالرتبة الأخيرة من رتب الحس وأعقلها ما ارتبط بالرتبة الأولى من رتب الروح!
بالإضافة إلى حديثه عن النظرة الجمالية والنظرة الشِعرية وتجربته مع الشعر.
____
يناقش في فصل " أصوليات" مسارات الحركات الإسلامية داعيًا إياهها إلى التوّجه الأخلاقي بدل التوجه التسييسي
وهنا يفرق بين السياسية التي يتعاطونها، وبين السياسة التي يجب أن يأخذوا بها، والسياسة عنده ليست إلّا الأخلاقية.
أما في الفصل الأخير، الموسوم بعنوان "عولميات" فيناقش فيه موضوع العولمة، ويرى أنها ظاهرة ليست بالجديدة بل ملازمة للتاريخ الإنساني
يبقى فصل "لسانيات" مستشكلًا على الفهم بعض الشيء، ذلك لأنّه يستلزم إلمامًا بمواضيع اللسانيّات، لا سيما التداوليات، بل والرجوع
إلى كتب طه ذاتها التي تعنى بهذا الموضوع.

[Ahmed Almawali · Rating 5 out of 5]

باستثناءِ فصلِ اللسانياتِ - الذي لمْ أفهمْه- استمتعتُ كثيرًا بمجاورةِ هذه الحواراتِ البديعةِ معَ د طه، وهو أعمقُ قليلًا من كتابِ حواراتِه الآخرِ (الحوارُ أفقًا للفكرِ)، خرجتُ من الكتابِ بملخصٍ مؤداه أنّنا نفتقدُ للفيلسوفِ الحقيقي ففي كلِّ الفصولِ ينعى صاحبُنا التأخرَ الفلسفيَّ عندَ العربِ وحتى القراء لا يقلون عنهم " حتى أصبحَ هؤلاءِ القراء يطمعونَ في أنْ يقرأوا المقالَ الفلسفي كما يقرأونَ صحيفةَ الصباحِ عندَ الاستيقاظِ أو يقرأون قصةَ المساءِ عند المساء"
تراثيات > الحديثُ عن التراثِ ينطلقُ من منطلقِ هويةِ الذات، والتعاملُ معه بأدواتِه الداخليةِ الذاتيةِ بالتزامنِ معَ الأدواتِ الخارجيةِ التي لا نكونُ موضوعيينَ ومنصفينَ في التعاملِ معه إن اقتصرْنا عليها، ناقدًا على الجابري في تجزيئيتِه وإنزالِه أدوات عليه لمْ تخلقْ ليتعاملَ بها مع التراثِ.
فلسفيات > واضحٌ أنَّه غيرُ مقتنعٍ بوجودِ فلاسفةٍ عربٍ حقيقيينَ، ولا ترجماتٍ فلسفيةٍ جادةٍ، وهنالك رؤيةٌ ضبابيةٌ في تعريفِ مَنْ هو الفيلسوفُ فالخلطُ بين السياسي والفيلسوفِ، وفصلُ المنطقِ عن الفلسفةِ أمرٌ واضحٌ للمتتبعِ، واعترضوا عليه في تقسيمِه للترجمةِ (تحصيلية وتأصيلية وتوصيلية).
منطقيات > غيابُ دراسةِ المنطقِ في بعض الجامعاتِ، والنظرةُ السلبيةُ التي يعانيها المنطقُ وهو في الأصلِ طريقةُ إصلاحِ وإعمالِ التفكيرِِ، اعتبرَ الأصولَ من المنطقِ وهو منطلق انشاءِ وخلقِ عطاءٍ إسلامي خالصٍ.
رشديات> كما في كتابِ حواراتِه الآخر يرى أنّ ابنَ رشد ما هو إلا مقلدٌ وشارحٌ لأرسطو ولم يأتِ بجديدٍ وجاوزَ كل محاولاتِ وإنجازاتِ تأصيلِ وإعادةِ النظرِ للقضايا الفلسفيةِ اليونانيةِ. ابنُ خلدون لم يتأثرْ به مباشرةً وإنما تأثرَ بنمطِ تفكيرِه وطريقةِ تعبيرِه. الغزالي ظلمَه قومُه، لم يقتدْ به كذلك وإنما صادفَ فكرُه فكرَه.
صوفيات > التوقُ إلى الشعرِ فهو يرى أنَّه الأصلُ لا النثر. الحياةُ فيها جانبان الجمالُ والجلالُ، إنْ فشلنا في الجلالِ فلنعشْ ونبدعْ في الجمالِ. وقعَ في شئٍ مما وقعَ للغزالي وإن كانَ بواعثُهما مختلفانِ فصاحبُنا طلبًا لليقينِ سلكَ هذا المسلكَ. هذا المبحثُ من أجملً ما أعجبني في الكتابِ
أصوليات> الحركاتُ الإسلامية لم تطلبْ قوةَ الكمالِ الروحي ولا الكمالِ العقلي.
الكتابُ فاتنٌ، وهو سهلُ التناولِ مقارنةً بكتب د. طه الأخرى ، ولغتُه أذهلتني فهي لغةٌ ساحرةٌ وعندما أرى مثلَ هذه اللغةِ في حوارٍ فلسفي تكونُ للقراءةِ لذاذتُها المتفردةُ، علمتُ بعدها وفي سياقِ الحواراتِ أن صاحبَنا شاعرٌ ومتذوقٌ للشعرِ فلاريبَ أنْ تكون لغتُه وأسلوبُه كذلك

[Rawan Hamarsheh]

"حوار" ..
تكاد تكون هذه هي الكلمة المفتاحية لكتب الفيلسوف المغربي د.طه عبد الرحمن
لا في كتابه "حوارات من أجل المستقبل" فقط بل وغيرها..
وهو القائل في تقديم كتاب حوارات:
"كما أن الأصل في الكلام من جهة مضمونه هو الحقيقة. فكذلك الأصل فيه من جهة قائله هو الحوار..
فالحوار يسهم في توسيع العقل وتعميق مداركه.."
فكان هذا الكتاب تجميع لحوارات أُجريت معه إعلامياً..
موضوعاتها تُجمع تحت العنوانين التالية:
تراثيات، فلسفيات، منطقيات، لسانيات، ترجميات، رشديات، صوفيات، أصوليات، عولميات.
وفيما يلي بعض الأفكار المنتقاة -لا على سبيل الحصر- وإنّما لدقّة وتخصصية كثير مما لم أنقل
**
-طه عبد الرحمن| فيلسوفاً مُجدّداً:
الدعوة السليمة إلى التجديد هي تلك التي تجعل من الإنسان العربي أو الإنسان المسلم، لا آلة - أي منظومة ميتة من الوسائل والوقائع - وإنما تجعل منه آية .
أي مجموعة حية من المقاصد والقيم؛ ولا يمكن لمثل هذه الدعوة إلا أن تصادم أشد ما تكون المصادمة برنامج «العولمة» المرسوم لشعوب العالم؛ ولا أشك في أن المفكرين الأحياء - أي الأحياء في قلوبهم - من أبناء هذه الأمة ولو أنهم قلة قليلة فيهم واعون لمسؤولياتهم الفكرية في وضع أصول الإبداع المعرفي العربي الإسلامي قائمون بواجباتهم النضالية في مواجهة تحديات السحق أو المحو الذي تتعرض لها أمتهم على يد أعدائها الظالمين، وحتى على يد بعض أبنائها الغافلين، لا ينال من إرادتهم هول الضغوط ولا تلفيق التهم ولا إغراء الأطماع.
**
-الموقف من نقد الدّين:

جاءت الإجابة من وجوه ثلاثة:

ا- الوجه المبدئي المنطقي: إن التراث الناقد للعقيدة الدينية عامة ليس أقوى أدلة عقلية، ولا أقوم شواهد حسية ، ولا أفضل قواعد عملية من العقيدة الدينية نفسها؛ فالمنتقد للدين كالمعتقد له من حيث إمكان توجه الاعتراضات علیه، ومن حيث إمكان دفع هذه الاعتراضات بالإثبات أو الإبطال.
۲ - الوجه الزمني التاريخي: لا أحد ينازع في أن التراث الناقد للعقيدة الدينية لم يصنع التاريخ الثقافي والحضاري مثلما صنعه الالتزام بالعقيدة الدينية على الأقل إلى حد الآن؛ ولا يتوجه علينا الاعتراض بأن التدين كان سببا فيما يسمى اليوم باسم «التطرف الديني» أو من قبل باسم «التعصب الديني ، وذلك للدليلين الآتيين:
* أولهما: ليس كل معتقد في الدين واقعا بالضرورة في التعصب؛ فمبدأ ولکم دینکم ولی دین هو مبدأ مقبول، وقد سلم به وعمل به كثير ممن تعلقت همتهم بالدین، ادعاء أو دفاعا.
* ثانيهما: ليس كل منتقد للدين خاليا بالضرورة من
التعصب؛ فالمنتقد كالمعتقد معرض لمثل هذا التطرف؛ فقد يبني هذا المنتقد، على أفكاره واعتقاداته، مواقف عملية تضرّ بالغير وتمنعه حقوقه في المخالفة.
۳- الوجه العملي الواقعي: لا يمكن إنكار الحقيقة التالية، وهي: إن الخوض في نقد الدين أصبح اليوم أمرا متجاوزا؛ والدليل على هذه المجاوزة أن الوعي بالفعالية الدينية صار في واقعنا أقوى وأعمق من ذي قبل، حتى إننا اليوم أقرب إلى ظهور فلسفات دينية منه إلى استمرار الفلسفات التي تنتقد الدين كما في القرن الماضي والذي قبله أو في مطلع هذا القرن؛ وإني لأتوقع أن ينشط النظر الديني ويتجدد في مطلع القرن المقبل، وأن تخرج بهذا الانبعاث إلى الوجود، فلسفات في العقيدة والإيمان.

**
-التصوّف والتسلّف:

أما عن جانب التصوف من سؤالكم وعلاقاته بمنتقديه من سلفيين» و«لا سلفيين» (ماديين أو تاريخيين أو وضعيين)، فليس من اليسير بسط الكلام فيها، وإنما نكتفي بالقول إن ما يجري على التصوف من انتقادات يجري
كذلك على «التسلف» فالمواقف الثلاثة | كل منها معرض لأن تصدق في حقه الصفات التالية :
أ- التبدیع: وذلك بموجب ما نسميه «مبدأ التحول»، ويقضي هذا المبدأ بأنه ما من تيار عقدي إلا وهو معرض، مع دخول عوامل التطور الزمني والاختلاف البيئي والتكوين الشخصي
لأن تحدث فيه تغيرات وتطرأ عليه تلونات تتعود به قليلا او كثيرة عن أصوله ومنابعه.

ب - التجميد: وذلك بموجب ما نسميه (مبدأ الدوره ويقضي هذا المبدأ الثاني بأنه ما من تيار عقدي إلا وله عمر يتم فيه بمرحلتين متقاربتين أو متباعدتين، تختص إحداهما بالاجتهاد والتجديد وتختص الأخرى بالجمود والتقليد.
ج - موالاة العدو: وذلك بموجب ما نسميه (مبدأ التغلب)، ويقضي هذا المبدأ الثالث بأنه ما من تيار عقدي إلا ويحقق لنفسه أكبر إمكان للتغلب على خصمه بأن ينسب إلى هذا الخصم أشنع نقص يمكن أن يتهم به في ظروف المواجهة وهو بالذات التعامل مع العدو.
**
-التّراث:

إذا كان لا بد من وضع تعریف جامع للتراث، فلا أجد سبيلا إلى ذلك أفضل من أن أقارنه بمفهومين يدخلان في حقله، هما: «الثقافة» و«الحضارة» ؛ فالظاهر أن التراث أعم من الثقافة و من الحضارة؛ فإذا كانت الثقافة هي إنتاج خطابي وسلوكي يستند إلى قيم قومية حية، أي قيم قومية مرغوب فيها و مطلوب العمل بها، فإن التراث - بالإضافة إلى ما يشتمل عليه من قيم قومية حية - قد ينطوي على قيم قومية لم يعد مجتمع الأمة الخاص يرغب فيها أو يطلب العمل بها، أي قيم قومية ميتة؛ وكذلك إذا كانت الحضارة هي إنتاج خطابي وسلو کي يستند إلى قيم إنسانية حية، فإن التراث - بالإضافة إلى ما يشتمل عليه من قيم إنسانية حية - قد يتضمن قيمة إنسانية ميتة، أي قيمة إنسانية لم يعد المجتمع الإنساني العام يرغب فيها أو يعمل بها ؛ وبناء على هذه المقارنة ، يمكن وضع التعريف التالي للتراث الإسلامي العربي، وهو «أنه عبارة عن جملة المضامين والوسائل الخطابية والسلوكية التي تحدد الوجود الإنتاجي للمسلم العربي في أخذه بمجموعة مخصوصة من القيم القومية والإنسانية، حية كانت أم ميتة.

لا تظن أن الاهتمام بالتراث هو اهتمام بماض لا فائد من ورائه، حتى نخشى على أنفسنا الاستغراق فيه بالقدر الذي يحجبنا عن الاهتمام بالحاضر؛ فلو فرضنا أن أحدهم ترك الان تراثه الأصلي، فلا يلزم من ذلك أنه يصير إلى الانقطاع عن كل تراث، بل يلزم منه، على العكس من ذلك، أنه سيتجه إلى الاهتمام بتراث غيره، لافتقاره إلى مستند لذاته؛ فمثلا الذي يدعو باسم «الحداثة» إلى الكف عن الرجوع إلى التراث وإلى الأخذ بالمعرفة الحديثة كما جاء بها الغرب، فإن دعوته لا تعدو
كونها تستبدل مكان الانشغال بالتراث الأصلي الانشغال بتراث أجنبي، ذلك أن المعرفة الحديثة، كما هو معلوم، تجد سندها في التراث الغربي، وتبقى حاملة لسماته وآثاره، ولو نسب إليها ما نسب من «الموضوعية» و«العلمية» و«العقلانية»، لأن هذه المعايير نفسها ليست إلا قيمة أنتجها هذا التراث الأجنبي، وليس لها من الشمولية» أو «الكونية» إلا ما لهذا التراث نفسه ؛ والعجب أن الذين يدعون إلى هذه القيم من العرب والمسلمین ما زالوا عاجزين عن تبیین جانب «النسبية» و«المحلية» فيها، ناهيك عن الدخول في نقدها وتصحيحها، بل لا يتصورون حتى امکان وجود بدائل لها، هذا مع العلم أن واضعيها الأصليين أخذوا يشككون فيها ويبرزون حدودها.
والحق أن التعامل مع التراث الأصلي كان وسيبقى مطلوبا النا كلما أردنا أن نجدد ثقتنا بقدراتنا وتؤصل مصادر استلهامنا.

القواعد التي ينبغي اتباعها في قراءة التراث في أربع:
أولاها، أنه ينبغي للقراءة أن تعتني بآليات النص التراث على الأقل، اعتناءها بمضامينه، وأن تتوسل بهذه الآليات في فهم هذه المضامين؛ والسبب الموجب لذلك هو أن التراث الإسلامي العربي متشبع بهذه الآليات على قدر كبير، ولا سيما اللغوية منها والمنطقية.
وثانيها، أنه ينبغي اعتماد المستجدات في باب المناهج، لا في طمر هذه الآليات التراثية أو طمس معالمها، وإنما في استخراجها وتحديث إجرائيتها، كما لا ينبغي الاكتفاء بتجريد الآليات من التراث من دون التزود بهذه المستجدات المنهجية
لأن هذا التجريد لن يزيد عن اجترار القديم على وجهه القديم، ومثل هذا القديم المزدوج لا يخرج منه أبد جدید.
وثالثها، أنه ينبغي إجراء النقد والتمحيص الكافيين لكل آلية مقتبسة من تراث أجنبي قبل تنزيلها على التراث الإسلامي العربي، حتى نتبين كفايتها الوصفية أو التفسيرية ؛ فبالنسبة إلى آلية العقلانية مثلا، لا يمكن أن نحكم هل في هذا التراث عقلانية، حتى نتأكد ما إذا كان مفهومها المأخوذ عن الثقافة الغربية صالحة لأن تقوم به تراثنا، والحقيقة التي توصلت إليها ان هذا المفهوم لا يصلح لهذا التقويم، لأن العقلانية الغربية مبنية أساسا على التجريد النظري، بينما العقلانية التي تحكم تراثنا مبنية على التسديد بالعمل
ورابعها، أنه ينبغي أن لا يتخذ تنقيح - أو تلقيح - الآليات اتجاه واحدة، فنقح - أو تلقح - الآليات الإسلامية العربية بواسطة الآليات الغربية من دون العكس، بل ينبغي إجراء هذا التنقيح - أو التلقيح - في الاتجاهين معا، فتنقح - أو تلقح - الآليات الغربية بواسطة الآليات الإسلامية العربية، لأن من شأن هذا التنقيح - أو التلقيح - المزدوج أن يفتح طريق الإبداع اللمفكر العربي، إذ يجعله من جهة يخطب الآليات الأصلية ويبعث فيها الحياة، ومن جهة ثانية يفتح في الآليات الحديثة آفاق لم تخطر على بال واضعيها.
**
-ابن رشد:
ابن رشد مقلد ل «أرسطو»؛ بل ليس في فلاسفة الإسلام من هو أشد منه تقليد لفلاسفة اليونان، ولا ينحصر هذا التقليد في شروحه وتفاسيره و ملخصاته وجوامعه - على اختلاف أشكالها وأحجامها - لمؤلفات المعلم الأول، بل إنه يتعداها إلى ما وضعه من مصممات من عنده وما أصبح معدودة عند الباحثين من التأليف الإبداعي، ولا سيما كتبه الثلاثة المشهورة : تهافت التهافت والكشف عن مناهج الأدلة وفصل المقال : إذ يكفي القليل من التأمل في هذه الكتب لكي نتبين كيف أن الكتاب الأول منها هو عبارة عن الدفاع عن التقليد في وجه المعترضین على هذا التقليد، ممثلين في شخص الغزالي...
**
لقد صار الانتساب إلى ابن رشد هو الصك الذي يحصل به المثقف العربي على الشرعية الفكرية أو هو الجواز الذي يدخل به إلى حظيرة المفكرين، وفي هذا من النمو ما لا يمكن لذي بصيرة إلا أن يتوجس منه خيفة، لأن فيه إفقارة صريحة للعقل الإسلامي العربي، لا إغناء له كما يتوهم بعضهم..
لا عجب أن يتهافتوا على الفكر الغربي الحديث، ينقلون ويجترون - كما تهافت هو على «أرسطو»، يشرح ويفسر ۔ معتقدين أنهم دخلوا عصر الحداثة من بابه الواسع، وهم لم يفعلوا إلا أن ازدادوا بعدة عنها، فهل يعقل أن تنال الحداثة من غير توفر القدرة على الإبداع؟
**
- الروح والعقل:

۔ صحيح أن التجربة الروحية لا تمدك بخصائص موضوعية للأشياء، ولا بآليات إجرائية، ولا بقواعد مقررة، ولا بقوانین ثابتة كما تمدك بها ممارسة عقلك النظري قبل دخولك في هذه التجربة ؛ ولكنها مع ذلك تمدك بشيء آخر لا يقل فائدة ولا تأثير عما يمدك به النظر، وهذا الشيء هو بالذات مجموعة من القيم والمقاصد والمعاني المستمدة من الممارسة العملية ؛ ومتى تزودت بهذه القيم الروحية، انفتحت لك، في هذه الخصائص والآليات والقواعد والقوانين الموضوعية التي يمدك بها النظر، إمكانات مختلفة في توظيفها وتوجيهها وإعادة تشكيلها وترتيبها، إمكانات لا تنفتح لك أبدا بدون هذه القيم، ولا تتفاوت العقول فيما بينها إلا بتفاوت نصيبها من هذه الإمكانات الاستثمارية للأشياء ؛ وعلى هذا، فلا بد أن يحظى عقلك من التوسع والتعمق على قدر زادك من هذه القيم، أي على قدر تغلغلك في التجربة الروحية.لا أحد يمكن أن ينكر أن العمل الحسي يؤثر في النظر العقلي، والعمل الحسي ليس درجة واحدة، بل هو درجات.
**
-العولمة:
إن حقيقة الإنسان ليست هي كما يريدها التعولم المعاصر أن تكون، إذ يريد أن يكون الإنسان عبارة عن منظومة من الوقائع والوسائل، أي منظومة آلية!
بل الإنسان كان وما زال مجموعة من القيم والمقاصد..
الإنسان آية قبل أن يكون آلة.
ثمّ إن التعولم المعاصر الذي يحصل للتاريخ الإنساني ليس هو كما يريد لنفسه أن يكون..
ونحن مدموجون به شئنا أم أبينا ..
والإنسان يبقى له سلطان ظاهر على هذا التعولم من جهتين: إحداهما أنه يقدر على أن يأتي بقيم نافعة تواجه القيم الضارة والثانية أن التعولم قد يتعثر في الإمساك بزمام أمره، فتنقلب عليه خططه ومقاصده..
إذن الإنسان المعاصر أقوى من العولمة الجديدة!
**
نسائم ما بعد العاصفة: 🍃
-الجلال والجمال
الإنسان ذو بُعدين اثنين
أحدهما: البعد الجلالي، وهو ما تتفتق عنه قريحته من الحقائق التي تمده بالقوة، علما أو فكرة أو منطقا أو صناعة أو ما شابه ذلك..

والثاني: البعد الجمالي، وهو ما تتفتق عنه موهبته من القيم التي تمده بالرقة، أدبا أو رسماً أو مسرحاً أو موسيقى أو ما شابه ذلك؛ والإنسان الكامل لا بد أن يجمع بين البعدين في حياته الخاصة وحياته العامة، لأنه إنسان متوازن مستوي، فبقدر ما يكون قويا، يكون رقيقا لأن قوته من عقله ورقته من ذوقه؛ لذلك، لا بد أن تكون التربية على الجلال عند الصغار والكبار معا مصحوبة بالتربية علي الجمال، حتى يتحقق هذا التوازن والاستواء.

الجمال مراتب، طرفه الأدنى الجمال الظاهر القريب، وطرفه الأعلى الجمال الباطن البعيد، وببنهما مراتب لا تحصى، والأخلاق كذلك.. وكلما ارتقت رتبتك في إحدى القيمتين، ازداد قربك من القيمة الأخرى..

[Tamara · Rating 4 out of 5]

لا أعلم ماذا أقول عندما أريد أن اتحدث عن شخص الدكتور طه ، ذلك الفيسلوف الإسلامي العظيم والمفكر الفذ والكائن الأخلاقي يأخذك في بعض حواراته التي كرّسها من أجل مستقبل يتطلع إليه ، في البداية يؤكد لنا على أهمية الحوار في تداول المعرفة والآراء وتمرين العقل وتنمية مهارات الحديث والتواصل والتفكير ، ثم تبدأ رحلة التراثيات بتعريف التراث بشكل عام كمفهوم أوسع وأشمل من الثقافة والحضارة ويعرّف لنا آلياته في قراءة التراث والتعامل معه ناقداً آليات بعض المفكرين الذين اختاروا القطيعة مع التراث سواء أكانت قطيعة إجابية أم سلبية . بعدها ننتقل معه الى الفلسفة وواقعها الآن في عالمنا العربي وطرق دراستها واشتغال المتفلسفين العرب فيها ثم يتحدث عن منهجيته الخاصة التي عرّفها بالكتابة الإستدلالية التي لا يباشر الكاتب فيها إلا بعد إلمامه التام بمضامين الفكرة وآلياتها ، بعد ذلك وجدت نفسي مشدودة أكثر الى الفصول التي تحدث فيها عن ابن رشد ونقده لتأثره الساحق وتقليده لسقراط ،ومن أكثر من الدكتور طه كرهاً للتقليد ثم تقليد التقليد وادعاء بأنه منتج جديد من الابداعات الفكرية ، كما بطبيعة الحال سحرني الفصل الذي تحدث به عن الصوفية وتجربته الروحانية وفهمه للتصوف لينتقل بعد ذلك الى الحركات الاصولية واخطاءها الفادحة في نقل صورة غير سليمة عن الاسلام فبدل من اعطاء هذا الدين العظيم حقه بكم هو متفرد في قيمه وقدرته على التفوق بمنظومته الاخلاقية على مادية الغرب يحاولون دائما أن يظهروا للآخر ان قيمه هي الاعلى وأن من حسن حظنا ان الاسلام أيضاً يمتلكها ! ، وفي النهاية يعلّمنا الدكتور أن العولمة ليست وليدة هذا العصر إنما قد يتغير شكلها من زمن إلى آخر وفي زمننا هذا يعتقد الدكتور ان الفكر سيشكل عامل أهم من الاقتصاد في جسم العملاق العولمي إلا أنه يؤكد في النهاية على أن العولمة تفنى وتزول ويبقى الإنسان الذي كرّمه الإله بكونه آية وليس آلة .

والحمدلله رب العالمين :)

[Abu Hasan محمد عبيد · Rating 4 out of 5]

كتاب ممتاز كمدخل لفكر وفلسفة طه عبدالرحمن لأمثالي ممن لم يقرؤوا له من قرا

[27 · Rating 4 out of 5]

باسم الله.
مشروع الدكتور طه عبدالرحمن كان الضالة. فالحمدلله الذي وفقنا للتعرف عليه والقراءة له.
هذا وأشيد بالدكتور شموليته - نظره الت��اولي والجمالي واللساني/المنطقي شخصياً - التي قد تغيب عن رؤية غيره ونظره الفقهي.

[Anissa Bfd · Rating 4 out of 5]

استفدت كثيرا من الكتاب رغم اني لم أستوعب كل ما جاء فيه لبعدي عن مجال الفلسفة

[Nouf · Rating 4 out of 5]

كتاب يشق خارطة الطريق الى فكر المفكر الجليل والفريد في طرحه د\طه عبدالرحمن . صفحات الكتاب قليلة ولكنها ساعدتني على ان اواصل التمعن في طريقة تفكير هذا الفيلسوف . نقد الكاتب فكرة التقليد الاعمى ودعا الى ان يكون للمسلمين طرح فكري خاص بهم بدون ان يقوموا مثلا بالعمل على على ماانتجه الغرب قلبا وقالبا.

وهذافي الحقيقة ماكان دائما يدور في عقلي وناقشة به احدى اساتذتي الافاضل: وهو لماذا يقوم المفكرون العرب وغير العرب من المسلمين من خلال اعمالهم الفكرية الى الذهاب الى التفكير بطريقة المقارنات وان مافي الغرب من قيم ومبادئ هو اساسا موجود في الاسلام؟ لماذا الاجترار؟ ماهو الاختراع الفكري في عملية او نظرية المقارنات ؟ مالذي استفاد منه الغرب وكذلك المسلمين من هذا الانتاج الفكري بالذات؟

[Safaa Zorgan · Rating 4 out of 5]

كتاب قيم يستحق القراءة
من اجمل فصوله فصل التوصف و الحديث عن الجمالي و الأخلاقي و الصلة بينهما
تشديده على اهمية الجمالي في الفن باعتبار الفن وسيلة لنهوض الامة
. فصل الاصوليات كان قيما فوضح الصلة بين الدين و السياسة و علاقةالاصولية بالسياسة
طه عبد الرحمن يرى أن انسب تعريف للانسان بصفته كائن أخلاقي

[محمد الجروان · Rating 5 out of 5]

جرعة طاهوية مكثفة
ينصح بقراءته قبل الشروع في قراءة طه لتحصيل الخطوط العريضة لمشروعه
كم قال مولانا سلطان العميري

[Mohammed Hichem · Rating 4 out of 5]

من أروع ما قرأت .. من يريد التعرف على فكر الفيلسوف طه عبد الرحمن عليه بهذا الكتاب

[Mohammed Saad · Rating 2 out of 5]

هو المفروض حسب ما يُنصح به، الكتاب مَدخل لكتب طه عبد الرحمن، لكن الحقيقة أنه صار لي مَخرجا من الاستمرار في القراءة لكتبه :D

[Thufail Sayuti · Rating 5 out of 5]

كتاب يستحق القراءة لمن يهتم أو يريد أن يتعارف بأهم أفكار الفيلسوف طه عبد الرحمن. وبعد أن كملت القراءة، تبين لي مراد المؤلف في بعض المصطلحات والأفكار الخاصة له خصوصا في كتبه السالفة. والذي يجعل هذا الكتاب سهل للفهم هو أسلوب الكتاب في عرض أفكاره بالسؤال والجواب واستخدام أسلوب الحوار بدل أسلوبه في كتبه الأخرى.

وفق الله الفيلسوف الجهبذ الدكتور طه ونفع به وبعلومه في الدارين آمين.

[Safaa · Rating 5 out of 5]

كتاب قيّم فكري لصاحبه : طه عبد الرحمن الذي يتضح لي ابداعه الفكري وانتهاجه للابداع الفلسفي الذي نادى به , والتجديد الحواري والمنطقي الذي انتهجه وحتى اللغوي والسانيات ,

الكتاب عبارة عن اسئلة محورية تُعرض للدكتور مقسمة كل منها حسب الموضوع العام يتضمن مقدمات ومفاتيح عامّة لكتب الدكتور حيث كانت الاسئلة شاملة تستفسر عن الدوافع التي هيجت الكتابة لديه وافرزت ذلك الانتاج .

محتويات الكتاب: تقديم حول الحوار وأنه حاجة قبل ان يكون اسلوب ودواء لداء الفرقة .
ثم " التراثيات : وفيها يقدم تجديده للنظر حوله التراث الاسلامي منتقد بذلك منهج الجابري وقراءته التجزيئية للتراث داعيا للقراءة التكاملية التأصلية لا التبعية للتراث , ومُقسم للاليات ومأصلا لها .
ثم " فلسفيات " مشير لواقع الفلسفة في عالمنا العربي وتضمين لماهية الفيلسوف والطرح الجديد للابداع الفلسفي .
ثم " المنطق " الذي دافع عنه أشد دفاع وعن مستخدمينه معتبرا ان المنطق ملاصق للمعرفة فلا معرفة عقلية تصح بدون منطق مسطّر لها ويضيف ان: ان من تشرع وتمنطق فقد تحقق !! لا تزندق قما عمّ وانتشر .

ثم ترجميات : موضحا اثار الترجمة السلبي بالطريقة التي تمارس يها هذه الترجبة فاما ان تكون طريقة بكماء لا تنطق ولا ابداع بغير نطق واما طريقة عمياء لا بتصر ولا باداع بغير ابصار .

ثم " صوفيات " دعوة لانشاد الكمال الفلسفي باستشراق افق الجمال الروحي , والتوسع في غذاء الروح بشكل متواز مع التجربة العقلية , وتأطير لمعنى الانسانية واثارها اذ هي الاخلاق ليس الا !!
الاخلاق عين الانساية في الانسان .
ويختم الكتاب ب أصوليات والعولميات .

[A. · Rating 4 out of 5]

فصول الكتاب
تراثيات : نحن و التراث كما نحن مع العالم, لا اختيار لنا
فلسفيات : ألا إنه لا يكون لنا من الحداثة و المعاصرة إلا ما لنا من القدرة على الإبداع و المبادرة
منطقيات : لا معرفة عقلية يصح بغير منطق مسطر يضبطها
ترجميات : أما آن لنا أن نكف عن ممارسة ترجمة بكماء و الترجمة العمياء ؟
رشديات : لماذا لست رشديا ؟ و لماذا لا ينبغي لنا أن نكون رشديين ؟
صوفيات : من ينشد الكمال الفلسفي, لا بد له من أن يستشرف أفق الجمال الروحي
أصوليات : ألا تحتاج الحركات الأصولية إلى يقظة إسلامية ثانية ؟ اليقظة الأولى كانت سياسة و جزيئة و اليقظة الثانية ينبغي أن تكون أخلاقية و كلية
عولميات : لا خوف علينا, و لا نحن نحزن, لأن العولمة تفنى و الإنسان يبقى.

[Khalid Al Wardi · Rating 4 out of 5]

بالرغم من أن الكتاب عبارة عن مجموعة حوارات مع د. طه عبد الرحمن؛ إلا أنها في الحقيقة تختلف عن بقية الحوارات التي قرأتها سابقا والتي عادة تتسم بالعمومية.
الكتاب يحتاج إلى جهد عقلي لفهم مراد ولغة الفيلسوف الكبير طه عبد الرحمن، وهذه المرة اﻷولى التي أقرأ فيها شيئا لهذا الفيلسوف.
أنا اﻵن في حيرة من أمري إن كنت سأقرأ له كتابا آخر في المستقبل القريب أم أحتاج لقراءة كتب أخرى لتمهد الطريق أمام فهم مشروع وأفكار هذا الفيلسوف.
القراءة لمثل هؤلاء العمالقة يشعرك بالمستوى المعرفي البسيط الذي وصلت إليه وأنك ما زلت في بداية الطريق.

[. .. · Rating 5 out of 5]

أعدت قراءته للمرة الثانية أظن
الكتاب يعتبر مدخلاً جيداً وتلخيصاً لبعض أفكار د. طه العامة

وهذا الكتاب أعتمد عليه في كثير من الأسئلة التي ستأتي في كتاب ( الحوار أفقاً للفكر ) البسيط مقارنة بهذا الكتاب

الأسئلة في هذا الكتاب تسر الناظرين

[Rakan · Rating 3 out of 5]

الكتاب مجموعة من الحوارات مقسمة ع فصول

استكشفت من خلاله د.طه عبدالرحمن

والدكتور لايروق لي كثيراً ..

أعجبني فصل صوفيات كثيرا

ثم أصوليات ثم فلسفيات

=)

[منـار عبدالمولى · Rating 4 out of 5]

لعلي سأكتب في وقت لاحق لكتابة ملخصًا للأفكار المستفادة من الكتاب ..

[طارق حميدة · Rating 4 out of 5]

.

[Marwa]

عارف
بعد قدر

رب قف

[Karim Bazan · Rating 3 out of 5]

سمعت عن د.طه كثيراً و لكني لم أقرأ له شيء من قبل,وقد استشرت بعض الاصدقاء وأهل الثقاة ممن يطالعون أعمال الدكتور فنصحوني بأنه قبل أن أشرع في قراءة أي عمل من أعماله بأن استهل قراءتي لكتابين له احدهما كتاب (حوارات من أجل المستقبل) و الثاني هو (الحوار أفقا) ومن هنا كان السبب في قراءتي لهذا الكتاب
والآن بعد انتهائي من قراءة هذا الكتاب أحمد الله على اني بدأت به و ان النصيحة كانت في محلها
فكما هو واضح الكتاب عبارة عن حوارات اجريت مع الدكتور حيث من خلاله يستطيع المرء الاطلاع على المشروع الفكري للدكتور وهو بحق مشروع ثري للغاية فجاءت الحوارات تتناول العديد من القضايا في التصوف و التراث و الفلسفة و اللسانايات و ستلاحظ بوضوح مدي سعة فكرة و ثقافته و اطلاعه...كتاب يستحق القراءة لمن يرغبون في الاطلاع على مشروع الدكتور الفكري

[عِماد عبابنة · Rating 4 out of 5]

رغم أنني استصعبته كثيرا ولم أدرك القصد والمعني من كثير من الاسئلة والاجابات لتعمقها في مجال ليس لي فيه إلى القليل القليل

ولكنه كتاب جميل , جماله في حواره بحيث يكون مُحددا واضحا مؤطرا في السؤال , ولكن في ذات الوقت يحمل من التحفيز للكشف عن مجالات لم يتطرق لها الواحد منا من قبل

كثيرا وأنا أقرأه أتحفز أن أطّلع على مجالات الفلسفة بشكل أعمق والمنطق , والثراث , والتصوف , وابن رشد والغزالي والجابري وأركون
والكثير غيرها ..
بل أيضا التعمق في كتب طه عبدالرحمن نفسه , فقد بهرني هنا بموسوعيته واستقلاله وإبداعه , والأهم امتلاكه لمشروع حقيقي يعمل عليه

[عدنان عوض · Rating 5 out of 5]

بالرغم من أنَّ الكتابيَن: حوارات من أجل المستقبل و الحوار أُفقاً للفكر، يحملان نفس الترتيب و المنهجية في العرض، حيث كل الحديث هو عبارة عن لقآءات مع الدكتور طه عبدالرحمن،
إلاَّ أنَّ الحوارات أشمل في موضوعاتها، وخاليّة من تكرار طرح المواضيع مثل ما هو موجود في الحوار..
وكذلك أعمق و أكثر تركيزاً في العرض، ففي الحوار غلُب الشرح على عرض الأفكار..

كانت قرآءات ماتعة هذه الأيام في حضرة د/طه عبدالرحمن..

أُوصي بالكتابيَن لكل مبتدء مع فكر الدكتور، أو كل من بدأ أحد كتبه واستصعب الأمر..

[Khaled Mounir · Rating 5 out of 5]

جولة في رحاب فكر طه عبد الرحمن
هذا السابح وحيدا عكس التيار
استمتعت بالتجول بين آرائه واجتهاداته المختلفة والتي تستحق التقدير
خصوصا في مسائل الحداثة ونقد التراث والفلسفة والتصوف
طه عبد الرحمن النابذ للتقليد والداعي للاجتهاد والإبداع
من خلال مقتضيات بيئتنا وتراثنا الإسلامي وليس عن طريق تقليد الغرب واقتفاء اثاره
الرجل لا يكتفي بالنقد بل يأصل ويرسم الخطط
هذا الكتاب بالإضافة الي الحوار أفقا للفكر يعد إطلالة عامة وسريعة علي فكر الرجل

[Hanan Albaqami · Rating 4 out of 5]

يتكون هذا الكتاب الماتع النافع من تسع فصول على طريقة السؤال والجواب لا تتعدى في كل فصل عشر أسئلة مؤجزة لكنها مركزة وتتمحور مواضيعها حول، تراثيات، فلسفيات، منطقيات، لسانيات، ترجميات، رشديات، صوفيات أصوليات، عولميات .بالنسبةلي لأول مرة أقرأ لطه عبدالرحمن وكان هذا الكتاب كفيل بالنسبة لي للإطلاع عل فكر طه عبد الرحمن فوجدته مجدداً يحمل مشروع وفكر ويحمل هم التراث الإسلامي وكيفية تجديده.

[K · Rating 4 out of 5]

قرأته و سأقرؤه مرة أخرى. اختيار أسئلة مميزة و تهدف لعرض أفكار طه القديمة. و نجح في ذلك.

أعجبني تبويب الكتاب، و هو أفضل من كتاب: الحوار أفقا للفكر في التبويب.

في الكتاب جواهر مكنونة من فكر طه عبدالرحمن.