من فضل الله العظيم على العباد أن أوجد لهذا الدين رجالاً مخلصين ، باعوا أرواحهم ، ونذروا أنفسهم ودماءهم لخدمة دينهم ، فبلغوا بصدقهم وإخلاصهم وهممهم العالية شأواً قصياً ، فكانوا حقاً ممَّن تُشدُّ إليهم الرحال . ومن هؤلاء الرجال العظام : الإمام العالم العامل الورع الصالح الحافظ محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي ، مؤلف كتاب : « حلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار ... » .
ومن شدة حبه للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وشمائله الحميدة .. ألَّف « حلية الأبرار » ؛ ليكون دستوراً للمسلم في الاقتداء الكامل بسيد ولد آدم صلى الله عليه وآله وسلم في جميع الأقوال والأفعال والأحوال .
يجد فيه قارئه من الفوائد الكثير الطيب المبارك مع غاية التحقيق والإتقان ؛ فإنه قد حوى : العقيدة والفقه والحديث والسلوك وغير ذلك ، كل ذلك مع التحري والضبط ، وجودة الجمع ، وحسن العرض ، ووضوح العبارة ، وتبيان مراتب الأحاديث بعد الإشارة إلى مخرجيها . وقد جمع فيه ثلاث مئةٍ وستة وخمسين باباً ، ابتدأ فيه بالذكر ، ثم عمل اليوم والليلة ، وختم ذلك بالاستغفار . وقد اقتصر في ذلك على إيراد ما يحتجُّ به في العمل من الحديث الصحيح والحسن ، وهذه مزية كبيرة من مزاياه .
أبو زكريا يحيى بن شرف الحزامي النووي الشافعي (631هـ-1233م / 676هـ-1277م) المشهور باسم "النووي" هو مُحدّث وفقيه ولغوي مسلم، وأحد أبرز فُقهاء الشافعية، اشتهر بكتبه وتصانيفه العديدة في الفقه والحديث واللغة والتراجم، كرياض الصالحين والأربعين النووية ومنهاج الطالبين والروضة، ويوصف بأنه محرِّر المذهب الشافعي ومهذّبه، ومنقّحه ومرتبه، حيث استقر العمل بين فقهاء الشافعية على ما يرجحه النووي. ويُلقب النووي بشيخ الشافعية، فإذا أُطلق لفظ "الشيخين" عند الشافعية أُريد بهما النووي وأبو القاسم الرافعي القزويني.
ولد النووي في نوى سنة 631هـ، ولما بلغ عشر سنين جعله أبوه في دكان، فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن تعلم القرآن الكريم وحفظه، حتى ختم القرآن وقد قارب البلوغ، ومكث في بلده نوى حتى بلغ الثامنة عشر من عمره، ثم ارتحل إلى دمشق. قدم النووي دمشق سنة 649هـ، فلازم مفتي الشام عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاري وتعلم منه، وبقي النووي في دمشق نحواً من ثمان وعشرين سنة، أمضاها كلها في بيت صغير في المدرسة الرواحية، يتعلّم ويُعلّم ويُؤلف الكتب، وتولى رئاسة دار الحديث الأشرفية، إلى أن وافته المنية سنة 676هـ.
كل ما يحتاج المسلم معرفته عن ما يقوله ويتأدب به في كل حياته وبكل أحيانه وأعجبني أن النُسخة مُحققة بالإضافة لإشارات النووي رحمه الله حول بعض البدع والمنكرات مما ينتحلها الناس ويرددونها دون أصلٍ لها.
«يستحبُّ الإكثار من الذِّكر أوَّل النَّهار، وآخره، وفي اللَّيل، وعند النَّوم، والاستيقاظ، وفي ذلك أحاديث كثيرة جدًّا مشهورة في الصَّحيحين وغيرهما مع آيات القرآن الكريم، وقد جمعتُ معظم ذلك مهذَّبًا في كتاب الأذكار» النووي
هدوء و اطمئنان و سكينة تنبت فى النفس حينما يقرأ المرء هذه الأذكار و الأدعية التى تشمل الليل و النهار من حياته و ما يقع فيهما من أحداث مهما صغرت ، شعور بمعية الله و حفظه ، افتقار إليه و طلب المعونة منه ، تجعل المسلم هادىء النفس ثابت الوجدان يسير فى الحياة قد غمره اليقين ، يتذكر فى كل لحظه ان له ربا قادر على أن ينجيه من كل كرب و يبعد عنه كل ضرر و شر
(٢)
بجانب الهدوء و البركة يظهر ايضا فى نفس القارىء لهذه الاذكار سؤال متكرر .. " كيف صاغ عليه الصلاة و السلام هذه الكلمات المدهشة " !! ؟؟ موجزة لا لغو فيها و لا هزل ، عليها من المهابة و الجلال ما يميزها عن بقية كلام الناس قديما و حديثا ؟ !.. و استيعابها لهذه التفاصيل الكثيرة فى حياة المسلم من الامور العجيبة المحيرة ، فهى و ان كانت من كلامه عليه الصلاة و السلام لكنها تمتلىء بالانوار الربانية التى يزداد الإنسان بفضلها يقينا فى نبوته و رسالته صل الله عليه و سلم
(٣) ثم هذه الأحاديث النبوية رغم عظمتها و رقتها و لطفها ، تختلف اختلافا تاما عن القرآن الكريم مما ينقض و يهدم كلام المستشرقين من انكارهم نبوته صل الله عليه و سلم و زعمهم انه قد اخترع القرآن من عند نفسه .. و هى من الدعاوى السخيفة التى تسقط بسهولة لكل قارىء للقرآن و السنة حينما يلاحظ بسهولة مقدار الاختلاف الهائل بينهما .. إذ لو كانا من مصدر واحد كما يزعمون لكان بينهما من التشابه ما لا يخفى على أحد
(4) و كتاب " الاذكار " كتب الله له الانتشار فى الارض و القبول بين المسلمين كما هو الحال فى بقية كتب الامام النووى رحمه الله , و افضل الطبعات هى طبعة دار الهدى فى الرياض , تحقيق عبد القادر الارناؤوط رحمه الله
كتاب الأذكار الشهير للإمام النووي رحمه، الغني بالأحاديث والآثار التي لا يستغني عنها المسلم في ليله ونهاره، في سحره وضحاه، في روحه ومجيئه، فهو فعلاً حصن للمسلم في كل وقت وحين.. أنهيت قراءته في الـ22 من شهر رمضان 1441، وقد عاهدت نفسي ألا أدع قراءته أبداً، فهو كتاب يقرأ لمرات ومرات.. وقد أُلحِق بالكتاب ثلاثون حديثاً يدور حولها الإسلام فكانت كافية وافية شافية للقلب والروح.. وقد قام "محمد ناجي العمر" بتحقيق أحاديث الكتاب وتبيان حسنها من ضعيفها مع ذكر مواطن الضعف إن أمكن أو ما يتقوى به الحديث من شواهد أخرى
رحم الله الإمام النووي, ما قرأت له مصنفا إلا وأحسست بإخلاصه وصدقه وبصيرته أسأل الله أن يرفع درجاته وينفعه كما نفعنا بهذا الكتاب وأمثاله من المصنفات الممتعة الكتاب يجمع الكثير من الأذكار والسنن وأنصح به من يقبل على رمضان :)
كتاب رائع غير باقي الكتب، وذلك بسبب الشرح الكافي والوافي المتضمن جميع أمور المسلم الحياتية فهو لا يكتفي بذكر الأحاديث والأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل يذكر الأحكام الفقهيه وما يجب فعله وما لا يجوز. فقد احتوى الكتاب على : العقيدة والفقه والحديث والسلوك وغير ذلك.
هذا الكتاب يجب أن تحويه كل مكتبة فهو مرجع مهم في كل مرحلة من مراحل حياتنا وليس من الكتب التي تقرأ مرة واحدة ثم تلقى في الرفوف أنصح به وبشدة..
«وقد ألَّف العلماء في الذِّكر وفضله والدُّعاء كتبًا عظيمة، ولم يغفلوا هذا الموضوع، بل كتبوا فيه كثيرًا، وعلى رأسهم الإمام النَّووي رحمه الله تعالى، وكتابه عظيم النَّفع في بابه، وقد قيل فيه: بع الدَّار، واشتر الأذكار» القحطاني
لا يختلف عن رياض الصالحين باستثناء انه دونه في المستوى بل من قرأ رياض الصالحين سيلاحظ ان كتاب الاذكار شبه مكرر و لن يغني في شيء .. بعض النقاط لم تعجبني كباب الدعاء على اعضاء الوضوء هذا الدعاء الذي انكره عديد العلماء كالدعاء مثلا عند غسل الرجلين اللهم ثبتني على الصراط او الدعاء اللهم لا تحرمني رائحة نعيمك عند الاستنشاق ذكر ان الفقهاء قالو بانه مستحب لكنه لم يذكر ان العديد استنكروه و اعتبروه من البدع و ليس عن السلف كما ذكر.. هذا احد الامثله و انصح برياض الصالحين
للأسف الكتاب لم يأخذ شهرته كما لرياض الصالحين لنفس المؤلف فأرى من أخذَ رياض صالحين يجب عليه أن يأخذ الأذكار فإن الأذكار كتابٌ سهل ولا يحتاج أن تقرأه كاملاً بل تنظر في الفهرس وتأخذ الفصل الذي تريد أن تعرفه وفيه من الآداب الجمّة النبوية فرحمه الله رحمة واسعة -ومعلومة (توفى وهو في الأربعينات وألف هذهِ الكتب الذي قلَّ أن لا تجده في بيت مسلم فكيفَ لو أطال الله عمره؟ و الله يحي ويميت وهو أحكم الحاكمين سبحانه)
وفي دار الحديث رقيق معنى على بسط لها أصبو وآوي عسى أني أمس بحر وجهي مكانا مسه قدم النواوي رضي الله عنك يا سيدي وأرضاك يعلم الله كم أحبك ، وجمعني بك عند سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم النبي الأكرم في الفردوس الأعلى