Jump to ratings and reviews
Rate this book

خضراء كالبحار

Rate this book
"هي أيضاً ستموت، ذات يوم، وتمضي حاملة جسدها إلى سعير روحها الشقية. قد يدفنونها إلى جانب نعمان. لكنها لن تقترب قط من روحه الطاهرة. روحها هي ستدفن في أعماق البحار. شيء صغير حدث لها في أوائل آذار وأزاح عن عينيها ستائر وعلامات. كانت تخرج بسيارتها من معهد الدراسات الصحفية عند المغيب، وسرعان ما أجبرتها حركة المرور الكثيفة على التوقف. وسرعان ما انهمر المطر قوياً وصائقاً. لا برق ولا رعد. فقط طبول المطر. منذ شهور لم تنتبه إلى المطر. مدت إصبعيها وشغلت المساحتين. راح فراس يهطل مع المطر، يروح ويجيء أمام عينيها مع المساحتين، بل ويمد يده ويقبض على يدها ويشدها رافضاً ثمن المساحتين.. اغرورق المطر. انغبش وصار ضباباً مشرشراً. ولحظة انطلق موكب السيارات. نتشت منديلاً ورقياً ليكون مساحة لعينيها. هذا كله ذهب أدراج المستشفى في الطابع الرابع، في تلك الحجرة، راح المشهد الأخير للخال نعمان يقوض السوسن داخل جوانحها ويهتك المطر. هذا كله تذكرة من الله. إنه يخدرها من هذه الشروش الآثمة التي سقاها فراس نصار بمطره في وجدانها. الحب جميل وسيعد وحر؛ لكنه مثل غياهب البحار، قادر أن يهلك، لأنه لا أحد يستطيع تحمل الخطيئة. الشيء الصحيح هو العائلة والولاء والشرف. هذه الروابط القديمة ليست قراراً يوقع عليه العقل وانتهينا. إنها شيء ينبع هو الآخر من الغياهب. يأتي حاملاً الرضا والطمأنينة، والاستمرار، أنساق بيضاء، لا برق فيها ولا رعد. لا سيول. ولا تهديد".

بلطف ورقة يحمل هاني الراهب خيال القارئ إلى عالم أبطال روايته، ليقترب من تجربتهم التي تجتاحها نزوات جسدية حيناً، وارتقاءات روحية أحياناً، وصراعات بين ذاك الجسد وبين تلك الروح لا تسكن ولا تستكين، طارحاً في ثنايا روايته رؤىً فلسفية تنزع إلى إيجاد فلسفة لتلك العاطفة التي تجتاح روح الإنسان فتتركه في حيرة، وفي دوران دائم حول نفسه في محاولة لمعرفة كنهها.

358 pages, Paperback

First published January 1, 2000

18 people want to read

About the author

هاني الراهب

15 books48 followers
ولد هاني الراهب في اللاذقية عام 1939، درس الأدب الإنجليزي في الجامعة الأميركية في بيروت ونال شهادة الدكتوراه من بريطانيا وكان عنوان رسالته (الشخصية الصهيونية في الأدب الغربي)، درّس لسنوات طويلة في جامعة دمشق، ثم سافر الراهب إلى اليمن والكويت، عاد إلى دمشق وتوفي فيها إثر مرض عضال أصابه (6 شباط عام 2000)، كتب الرواية والقصة والنقد الأدبي، له ثماني روايات وثلاث مجموعات قصصية ـ ، صدر آخرها بعيد رحيله وعدد من الكتب المترجمة، نال في العام 1961 جائزة مجلة الآداب اللبنانية وفي عام 1981 نال جائزة اتحاد الكتاب العرب عن روايته (الوباء)

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
4 (44%)
4 stars
2 (22%)
3 stars
1 (11%)
2 stars
2 (22%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 3 of 3 reviews
Profile Image for Ahmed.
202 reviews35 followers
October 5, 2016
قرأتها منذ عدة سنوات.... كنت سنة خامسة طب بشري ، في أكثر لحظات الحياة رومانسية..... فأمضيت معها وقتا من خيال
Profile Image for Sona Al Lati.
5 reviews25 followers
July 19, 2025
رواية من الأغماق و الألفاظ البهية المتمشية في دخاليز الشخصيات المحبة التي فراقها كان محتوماً
Displaying 1 - 3 of 3 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.