أظن أننا نشعر بحقد إضافي على كل من يكتب قصة حب رديئة، ربما لأننا نبحث عن قصة الحب الكاملة، ربما لأننا نتماهى ونندمج مع قصص الحب وكأننا نعيشها، المشكلة أن قصص الحب الرديئة كبحر خضم، حتى صار القارئ يتوجس من عبارة (قصة حب)، صار يشعر بأنه سيمر من جديد بكل تلك المشاعر الغريبة، بكل تلك العبارات المستهلكة، بكل تلك المشجاة (الميلودراما) الرديئة والتي تثير الأعصاب، ولكننا لا نتوقف عن القراءة في الحب، لا نتوقف عن البحث عن قصة الحب التي سنجد فيها أنفسنا، نريد وبشدة أن يكتب أحد ما عن شيء يشبه ما مررنا به، فربما يفلح في تفسير ألغاز الحب وعواصفه التي جرفتنا طويلاً.
قبل شهور وجدت كتاباً في المكتبة، قلبته بعدم اهتمام مبدئي، لا شيء كان يجذبني له، بدى لي كآلاف الكتب الأخرى التي تتحول إلى مصائد للغبار على الرفوف المنزوية، ولكن قراءة سريعة لنبذة الغلاف الخلفي جعلتني أحصل عليه بلا تردد، لقد اقترب كاتبه مني بشكل مروع، لقد كتب عن تجربة مشابهة لتجربتي، لقد صرنا أنا وهو كعديلان في الحب.
لم اقرأ الكتاب بعد بالطبع، وقد لا أفعل أبداً خوفاً من أن يطوح الكاتب بكل هذا التقارب المتخيل، ربما في النهاية أقتنع أنه لا أحد سيكتب عني، وأن هذه المهمة هي مهمتي المؤجلة حتى حين.
جيلبر سيسبرون؟!! حسناً!! يكتب جيلبر عن الحب، عن دون جوان فرنسي يعبر الكثير من الأجساد والقلوب لأن المرأة التي أحبها تزوجت صديقه، إنها قصة حب غريبة، معقدة، نعيش مع أبطالها حتى كهولتهم، وحتى يظهر لنا أبنائهم، تذكرت وأنا اقرأها رائعة ماركيز (الحب في زمن الكوليرا)، تلك قصة حب تستحق القراءة.