ديوان الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان. تعدّ فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلاً غير مفتعل, وحافظت فدوى في ذلك على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث. ويتميز شعر فدوى طوقان بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد, مع ميل للسردية والمباشرة. كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة, تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين.
على أبواب يافا يا أحبائي، وفي فوضى حطام الدور بين الردم والشوك، وقفت وقلت للعينين: يا عينين قفا نبك، على أطلال من رحلوا وفاتوها، تنادي من بناها الدار، وتنعي من بناها الدار، وأن القلب منسحقاً. وقال القلب: ما فعلت؟ بك الأيام يا دار؟ وأين القاطنون هنا وهل جاءتك بعد النأي، هل جاءتك أخبار؟ هنا كانوا، هنا حلموا، هنا رسموا، مشاريع الغد الآتي، فأين الحلم والآتي وأين همو وأين همو؟ ولم ينطق حطام الدار، ولم ينطق سوى غيابهمو، وصمت الصمت، والهجران
ولدت فدوى طوقان في مدينة نابلس الفلسطينية سنة 1917 م لأسرة مثقفة وغنية لها حظوة كبيرة في المجتمع الاردني وهي تحمل الجنسية الاردنية. ابنة عبد الفتاح آغا طوقان وفوزية أمين بيك عسقلان. تلقت تعليمها حتى المرحلة الابتدائية حيث اعتبرت عائلتها مشاركة المرأة في الحياة العامة أمراً غير مقبول فتركت مقاعد الدراسة واستمرت في تثقيف نفسها بنفسها ثم درست على يد أخيها الشاعر إبراهيم طوقان الذي نمى مواهبها ووجهها نحو كتابة الشعر ثم شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية. عرفت بقصة حبها مع الناقد المصري أنور المعداوي التي وثقها الناقد رجاء النقاش في كتاب ظهر في أواسط السبعينات. وكانت قصة حب أفلاطونية عفيفة عن طريق الرسائل فقط. توالت النكبات في حياة فدوى طوقان بعد ذلك، حيث توفي والدها ثم توفي أخوها ومعلمها إبراهيم، أعقب ذلك احتلال فلسطين إبان نكبة 1948، تلك المآسي المتلاحقة تركت أثرها الواضح في نفسية فدوى طوقان كما يتبين لنا من شعرها في ديوانها الأول وحدي مع الأيام وفي نفس الوقت فلقد دفع ذلك فدوى طوقان إلى المشاركة في الحياة السياسية خلال الخمسينيات. سافرت فدوى طوقان إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي, وأقامت هناك سنتين، وفتحت لها هذه الإقامة آفاقًا معرفية وإنسانية, حيث جعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة الحديثة وبعد نكسة 1967 خرجت شاعرتنا من قوقعتها لتشارك في الحياة العامة بنابلس فبدأت في حضور المؤتمرات واللقاءات والندوات التي كان يعقدها الشعراء الفلسطينيون البارزون من أمثال محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد. في مساء السبت الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 2003 ودعت فدوى طوقان الدنيا عن عمر يناهز السادسة والثمانين عاما قضتها مناضلة بكلماتها وأشعارها في سبيل حرية فلسطين، وكُتب على قبرها قصيدتها المشهورة: كفاني أموت عليها وأدفن فيها
فدوى طوقان من الشاعرات القليلات الواتي تمكنّ من الشعر العربي وأجدنه.. الأعمال الكاملة لفدوى طوقان مليئة بالعاطفة والحب والوطنية والشاعرية والوصف ... وكل قصيدة تختلف عن أختها
حقيقة استمتعت بقراءة شعرها فإن له طعما مختلفا كونه كتب بأحاسيس امرأة
صحيح أن بعض القصائد متكلفة وليست بجودة شعر أخيها ابراهيم طوقان إلا أن لها قصائد من أروع ما يمكن .. مثل:
عن كتاب اخي ابراهيم وتوازن استراتيجي للمبدعه فدوى طوقان بين شهاده مجروحه للشاعر الكبير ابراهيم طوقان واخوها في نفس الوقت خمس نجوم إذا كان في الإمكان اعتبار كتاب «أخي إبراهيم»، نوعاً من سيرة، تتسم بقدر كبير من الشاعرية والوجدانية، للشاعر، فإنه في الوقت نفسه أشبه بسيرة للعلاقة التي قامت بين الشاعر وأخته. وهي علاقة جعلت فدوى لا تترك لحظة تمر في حياتها تبعدها من ذكرى شقيقها، الذي تقول سيرتها، ويفيدنا الكتاب نفسه بالتالي، بأن علاقتها معه بدأت منذ وقت مبكر من حياتها، فكان بالنسبة اليها «الأمل الوحيد المتبقي في عالمها المثقل بعذابات المرأة وظلم المجتمع». وترينا فدوى في كتابها كم أن «عودة إبراهبم من بيروت الى نابلس في تموز 1926، بعد أن أكمل دراسته وحصل على شهادته من الجامعة الأميركية في بيروت، كان عاملاً مساعداً لإعادة بعض الفرح إن لم نقل الفرح كله» الى حياة فدوى التي رأت في قربه «عاملاً مساعداً في إعادة ثقتها بنفسها وترسيخ خطواتها على درب التعليم الذاتي الذي ألزمت نفسها به بعد أن أُجبرت على ترك المدرسة». وتقول فدوى نفسها عن هذا في الكتاب: «كانت عاطفة حبي له قد تكونت من تجمّع عدة انفعالات طفولية سعيدة كان هو مسببها وباعثها. أول هدية في صغري تلقيتها منه. أول سفر من أسفار حياتي كان برفقته. كان هو الوحيد الذي ملأ فراغ النفس الذي عانيته بعد فقدان عمي، والطفولة التي كانت تبحث عن أب آخر يحتضنها بصورة أفضل وأجمل، وجدت الأب الضائع مع الهدية الأولى والقبلة الأولى التي رافقتها (...). كان تعامله معي يعطيني انطباعاً بأنه معني بإسعادي وإشاعة الفرح في قلبي، لا سيما حين كان يصطحبني في مشاويره الى الجانب الغربي من جبال عيبال». > ولكن كان لا بد لتلك السعادة أن تنتهي يوماً، كما تروي لنا فدوى طوقان، في «أخي إبراهيم»، إذ إن القدر لم يشأ أن يترك لها ذلك النور الذي شعّ في سماء ظلماتها. فالذي حدث هو أن إبراهيم سرعان ما أُقيل من عمل أُسند اليه في محطة الإذاعة الفلسطينية ما اضطره الى المغادرة، مع عائلته، الى العراق ليعمل. غير أنه ما لبث أن تفاقم المرض عليه هناك ما استدعى عودته الى فلسطين التي مات فيها من دون أن يمهله القدر طويلاً. وعن هذا تقول فدوى: «وتوفي شقيقي إبراهيم فكانت وفاته ضربة أهوى بها القدر على قلبي ففجر فيه ينبوع ألم لا ينطفئ، ومن هذا الينبوع تتفجّر أشعاري على اختلاف موضوعاتها». والواقع أن فدوى كانت قد بدأت منذ وقت مبكر وبفضل عصامية إبداعية حقيقية، تتابع أخاها في كتابة الشعر. وهي تروي كيف حدثت بداية إبراهيم في اهتمامه الشعري بها. إذ ذات يوم سمعته يحدث أمه عن تلميذين له وجههما في كتابتهما الشعر. فعلقت هي قائلة «نيّالهم». فما كان منه إلا أن قال لها: «تعالي سأعلمك نظم الشعر». وهكذا بدأت فدوى حياتها كشاعرة كما يبدو. > على رغم الحياة القصيرة التي عاشها، عرف إبراهيم طوقان خلالها الكثير من المشقات والآلام كما يُروى لنا في «أخي إبراهيم»، وهي كلها كانت سرعان ما تنعكس في شعره الذي بدا على الدوام متراوحاً بين الرومانسية والكلاسيكية، كما عبر في العديد من قصائده عن الأوضاع التي كانت فلسطين تعيشها خلال الثلث الأول من القرن العشرين، أي تلك الحقبة التي يعتبر إبراهيم طوقان أحد أبرز شعرائها، الى جانب عبدالرحيم محمود.
بعد أن تقرأ سيرتها الذاتية...ستدرك حتما سرّ ذاك الحزن الذي لا يفارق حروفها والذي حاول أخوها إبراهيم أن يبعدها عنه وما استطاع، فطبيعتها الحزينة الانطوائية كانت أقوى من نصيحته
بدأت بقراءة شعرها في ليلة شتائية مليئة بالشجن وتعرفت للمرة الأولى على هذه الشاعرة المبدعة عن قرب
لم أستطع ان أنتقي اقتباسات قصيرة من ديوان فدوى، ديوانها كله اقتباسات، كم هو جميلٌ شعرها، كم هو رقيق، كل قصيدة تسرد قصة بشكل مختصر سلس، شعرها متميز مختلف، يبدو من خلال قصائد فدوى أنها مرت بقصة حب عنيفة، كانت تلك العاشقة الولهانة المتلهفة. لم أفهم كيف أمكنها أن تدون ما أشعر به أنا! إنها حقاً شقيقة روحي. لا أدري لم لم تمر قصائد فدوى بين سطور منهاجنا الفلسطيني المعتبر؟! لم ولن أر كجمال أشعارك يا فدوى، ليتني حييت في حقبتك الزمنية.. ***
اقتباسات أعجبتني، واختصارات لموضوعات قصائد فدوى:
١-وي ! كأني ألمح الدود وقد غشّى رفاتي... ساعيًا فوق حطام كان يوما بعض ذاتي.
٢-أليس في قدرته القادرة أن يمسح البؤس ويمحو الشقاء ! أليس في قوته القاهرة أن يغمر الأرض بعدل السماء ! وارعها صوت عميق مثير جلجل فيها مثل صوت القدر : لم تحبس السماء رزق الفقير، لكنه في الأرض ظلم البشر . .
٣-كرهت حقائق دنيا الورى وهمت بأوهام دنيا الخيال فما يتصّباك إلا الرؤى وسحر الطيوف وسحر الظلال متى يا ابنة الوهم تستيقظين متى ينجلي عنك هذا الخيال أفيقي ، كفاك ، لقد طال مسراك عطشى وراء سراب الرمال تعيشين في ذهلة الحالمين بعيدًا بآفاق كون عجيب ! ويملأ روحك في قيده حنين المشوق وشجو الغريب ...
ألست في الارض ؟ فيم انخطافك ؟ فيم انجذابك نحو الاعالي أأنكرت في الارض هول الفناء ، وظلم القضاء ، وجور الليالي تراك افتقدت جمال العدالة فيها ، فهمت بأفق الخيال أراعك في الأرض سيل الدماء وبطش القوى والرزايا الكبر أراعك فيها شقاء الحياة ؟ اراعك فيها صراع البشر ؟ أمن صرخات القلوب الدوامي تعض عليها نيوب القدر تلوذين في لهف ضارع.. بكو ٍن تسامى نقي الصور بلى هي هذي المآسي الكبار تعذب فيك الشعور الرقيق فتنأين عن واقع راعبٍ الى عالم عبقر ّي سحيق . .
٤- (حياة).. شعر في رثاء الأحبة، مؤثرة جداً.. حياتي دموع وقلب ولوع وشوق، وديوان شعر، وعود حياتي، حياتي أسىً كلها إذا ما تلاشى غداً ظلها...
٥- لم جئت للدنيا ؟ أجئت لغاية هي فوق ظني ؟ املأت في الدنيا فراغا خافيًا في الغيب عني ؟ أيحس هذا الكون نقصًا حينما أخلي مكاني ؟! وأروح لم أخلف ورائي فيه جزءًا من كياني؟! إن كان غيري في وجودهم امتداد للوجود صورٌ ستبقى منهم يحيون فيها من جديد . . فانا سأمضي ، لم أصب هدفًا ولا حقّقت غاية ! عمر نهايته خواء فارغ . . مثل البداية ! هذي حياتي ، خيبة وتمزقٌ يجتاح ذاتي هذي حياتي ، فيم أحياها ؟ وما معنى حياتي؟!
٦-(أعطنا حباً): شعر ذم فيمن قد آذى فدوى كما هو جلي في أبياتها الجميلة..
انتهينا منه، شيعناه، لم نأسف عليه وحمدنا ظله حين توارى دون رجعة لم نصعد زفرةً خلف خطاه لم نرق بين يديه دمعة، أو بعض دمعة بعد أن جرَّعنا من كأس المر الحقود بعد أن أوسعنا لؤماً وغدراً وجحود غاب عنّا وجهه الممقوت ، لا عاد لنا كان شريراً ، أمات الشّعر فينا والمنى كان شرّيراً ، وكانت عينيه تنضح قسوة كرع اللذّة من آلامنا وأتى قتلاً وتمزيقاً على أحلامنا وعلى أشلائنا نقّل خطوة عصفت هبّاته الهوج بأشواق رؤانا بعثرت آمالنا عبر الدروب المغلقة أوصدت باب الغد المأمول في وجه منانا وثنت خطواتنا المنطلقة انتهى ، ما كان إلاّ نزوات وجنونا كان ارهاقا وتعذيبا وهونا وانتهينا منه ، شيعناه ، لم نأسف عليه لم نرقرق دمعةً واحدةً بين يديه
٧-مقتطفات من (قصة الموعد): وكنت أقول لقلبي اللهيف : رويدك يا قلبي ، ماذا دهاك رويدك ، أي جنون عراك وأي اصطخاب وأي اندفاع وكأنك مستقبل في عراك تصارع فيه انتظار السنين ! رويدك زعزعت صدري الضعيف بهذا الخفوق القو ّي الضعيف بهذا الوثوب، بهذا الصراع وكنت أقول لأشواقه : تحملت دهرًا عذاب الفراق وأنت على ظمأ واحتراق فما بالك اليوم لا تصبرين فما وقف الفلك الدائر ولا اليوم ليس له آخر مساء و يمضي و يأتي الغد يجمعنا الموعد ونلقاه ، أوَّاه كم تهدرين ... فما كنت أعلم هل أنا ذاتي ، أم أنا نجم يجوب الفضاء !! أفي الحب قوة خلق تحيل نفوس الحبين كيف تشاء ؟ ترى ما الهوى ؟ أهو روح الحياة ؟ ترى ما الهوى ؟ أهو سر البقاء أتعرف ما هو؟ قل لي، لا ، لا تقل لي و دع سره في انطواء فسحر الهوى هو هذا الغموض وسحر الهوى هو هذا الخفاء كفاني بأن الهوى قد أحال فراغ حياتي غنًى وامتلاء وإني وإياك قصة حب يخّلدها الشعر رغم الفناء !
٨-(آهات أمام شباك التصاريح): عند جسر اللنبي وقفتي بالجسر أستجدي العبورْ آه، أستجدي العبورْ اختناقي، نَفَسي المقطوع محمول على وهج الظهيرة سبعُ ساعاتِ انتظارْ ما الذي قصَّ جناح الوقت؟ من كسّح أقدام الظهيرهْ ؟ يجلد القيظ جبيني عرقي يسقط ملْحًا في جفوني آه، آلاف العيون علّقتها اللّهفة الحرَّى مرايا ألمٍ فوق شباك التصاريح، عناوين انتظارٍ واصطبارْ آه نستجدي العبورْ ويدوّي صوت جنديٍّ هجينِ لطمةً تهوي على وجه الزحام: (عرب، فوضى، كلاب ارجعوا، لا تقربوا الحاجز، عودوا يا كلاب) ويد تصفق شباك التصاريح تسدّ الدرب في وجه الزحام آه، إنسانيتي تنزف، قلبي يقطر المرَّ،دمي سمٌ ونارْ (عرب، فوضى، كلاب..)! آه، وامعتصماه! آه يا ثار العشيره كل ما أملكه اليوم انتظار.. ما الذي قصَّ جناح الوقت؟ من كسّح أقدام الظهيرهْ؟ يجلد القيظ جبيني عرقي يسقط ملحًا في جفوني آه جرحي! مرَّغ الجلاد جرحي في الرغام ليت للبرَّاق عينًا.. آه، يا ذلَّ الإسار! حنظلاً صرت، مذاقي قاتلٌ حقدي رهيب، موغلٌ حتى القرارْ صخرةٌ قلبي وكبريتٌ وفوَّارةُ نارْ ألف (هند) تحت جلدي جوع حقدي فاغرٌ فاه، سوى أكبادهم لا يُشبعُ الجوعَ الذي استوطن جلدي آه يا حقدي الرهيبَ المستثار قتلوا الحب بأعماقي، أحالوا في عروقي الدَّم غسلينًا وقار!!
٩-آه يا حبي الغريب آه يا حبي لماذا؟ وطني أصبح باباً لسقر ولماذا شجر التفاح صار اليوم زقوماً لماذا لم يعد ضوء القمر؟ *** كان قومي يزرعون الأرض يحيون يحبون الحياة يأكلون الخبز والزيت بحبٍّ وفرح كانت الأثمار والأزهار في كل الفصول تفرش الأرض بأقواس قزح أتُرى ترجع تعطي من هداياها الفصول لبلادي وقومي؟ أتُرى ترجع تعطي؟
١٠-وانطلق يدنس طهر القدس شيطاناً ملعوناً، يمقته حتى الشيطان
١١- قصيدة (يتيم وأم).. من أقسى ما قرأت من الشعر لامستني وكأني أم اليتيم واليتيم ابني.
١٢-قصيدة (رقية): أم عانت من ويلات الظلم ترضع ابنها لبن الثأر.
١٣-قصيدة (نداء الأرض): قصة لاجئ لبى نداء أرضه فمات شهيداً على ثراها.
١٤- ساعة في الجزيرة: تتوقع فيها فدوى نهاية قصة حبها مع عشيقها، في النهاية تقرر أن تتناسى التنبؤات وأن تستمتع بهذه الساعة داخل الجزيرة.
١٥- أنا والسر الضائع: سعادة فدوى الغامرة بعدما لقيت ما كانت تأمله وتتمناه. (جميلة جداً).
١٦-لن أبيع حبه: يبدو أن شاعرا إطاليا وقع في حب فدوى التي أهدته هذه القصيدة، فدوى كانت سعيدة بحب هذا الشاعر لها رغم أن قلبها كان في ملك غيره -ابن بلدها- كما قالت.
١٧-الصخرة: اعتقد ان فدوى رمزت إلى القيود الاجتماعية بالصخرة السوداء التي ظلت عالقة فوق صدرها تكتم أنفاسها.
١٨-دوامة الغبار: قصتها مع حبيب تركها بعد عام وسط دوامة الغبار تقاومها وتكابدها حتى لا تبتلعها. (جميلة جداً) اقتباس من أبياتها: أمسك يدي سر بي، غبار الأرض منعقد على دنيا غدي يعمي خطاي المجفلات على طريقي الموصد
١٩-هو وهي: أطول قصيدة قرأتها لفدوى تتحدث بلسان حبيبان كم أحببت أن أتعرف على هذا الشخص الذي أحبته وأعطته هذه المساحة من شعرها.
٢٠-عنك هناك وعنا هنا: حينما الدنيا الهلوك وقفت ضدك واستعصيت أنت وتأبَّيت على العالم أنت أقْبَلوا في معطف الليل وداروا في الظلام دورةً غدَّارةً واقتنصوك *** يا فلسطيني أنت أيها الرافض للموت هزمت الموت حين اليوم مت
٢١-عن الحزن العميق: رجوتك لا تخترق قشرتي بالسؤال لتلمس حزني رجوتك حزني أعزُّ وأقدسُ من أن يقال
٢٢-بين الجزر والمد: (أنا غير ما يرى مني . هذه هي مكيدتي ظفرت بها)... حين الكلمات تصير على ألسنة الكذب هلاميّه أتداخل في ذاتي ، أتقلّص أنكمش وأضمر أتجنب كلذ هلاميات الدرب – وكلّ لزوجته البشريه أتراجع في ذعري أتحاشى في الدرب مراوغة الزئبق أتماسك حتى لا أزلق وأثبّت قدمي في أرضٍ صابونيه أقبض كفي لا أبسطها وأعارف ملامسة الأشياء ، أعارف البسمات الشوهاء ، وأكفر بالانسان الثعلب ****************** لكني حين يعانقني طفل ويلامس وجهي المتعب الخدّ المخمل والكفّان الناعمتان وأصابع زنبق لم ينبت فيها مخلب وتطلّ على قلبي عينان كسماءٍ غسلتها في الفجر الرطب – ملائكة الأنوار يتمدد قلبي يكبر قلبي تهرب من قلبي المغلق كل الأسوار يتدفق فيه النهر القطبيّ- وتنمو فيه الأشجار يرجع من منفاه إلى قلبي الواسع وجه الانسان
٢٣-العودة: عامٌ طويلٌ ظل في عمري يدب كألف عام عامٌ ظللت أجره خلفي وأزحف في الظلام وعواصفٌ ثلجية تصطك حولي والطريق كانت تضيق كأنها أمل يضيق ويضيع في تيه القتام *** عامٌ ودبَّت بعده في البحر معجزة الحياة لم أدر كيف هناك رقَّت بغتةً فوق المياه
٢٤-الصيرورة: جميلة جداً، تتحدث عن تحول الفتية اللاهين إلى مرابطين ومقاومين ضد الأعداء.
٢٥-ايتان: طفل يهودي تخاطبه فدوى وتخشى عليه من فقدان إنسانيته.
اقتباسات من شعر أهداه محمود درويش إلى فدوى: *** إنه لون شهيد إنه طعم صلاه إنه يقتل أو يحيي وفي الحالين: آه *** عالمُ الآثار مشغولٌ بتحليل الحجارة إنَّه يبحث عن عينيه في ردم الأساطير لكي يثبت أني عابرٌ في الدرب لا عينان لي لا حرف في سفر الحضاره وأنا أزرع أشجاري على مهلي وعن حبي أغني *** غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمة علَّقت نسل السلاطين على حبل السراب وأنا المقتول والمولود في ليل الجريمة ها أنا ازددتُ التصاقاً.. بالتراب
«لقاؤنا إذ تسبق الموعدا خطاي تستهدف عبر المدى ركناً هناك على رصيف الشارع الصاخب وحيث ألقاك سبقت مثلي ساعة الموعد هناك تغدو فرحتي فرحتين وأقطع الشارع في لمحتين» شكرًا فدوى طوقان
فدوى طوقان والملقبة بشاعرة فلسطين هي أخت الشاعر الكبير ابراهيم طوقان
فدوى وابراهيم من الشعراء الذين كتبوا بحب وكتبوا فلسطين بصدق مثلهم مثل محمود درويش وسميح القاسم وجبرا وإميل هؤلاء شعراء أحبوا بكل جوارحهم وطنهم لذلك حروفهم بعيدة كل البعد عن الابتذال والمزاودات البرّاقة
من يقرأ لفدوى طوقان يجب أن يعرِج على سيرتها الذاتية أولا _ وهنا أسترجع السيرة الذاتية لأغوتا كريستوف (الأميّة)_ فهي الفتاة التي حِرمت من اكمال تعليمها تحت بند: غير مقبول
وهي التي دأبت على تدريب نفسها بنفسها ثمّ أكمل معها المشوار أخوها الشاعر ابراهيم طوقان وقارئ شعرها سيعلم مباشرة بالمآسي التي مرّت بها الشاعرة ومنها وفاة معلمها وأخيها ابراهيم ثمّ نكبة 1948 وكذلك سفرها إلى لندن والذي أشارت إليه بمجموعة قصائد موجهة لأسماء محدّدة وعاشت كذلك نكسة حزيران 1967
نستهل باقتباس من قصيدة الشاعرة والفراشة: ماذا ؟ تموتين ؟ فواحسرتا على عروس الروض بنت الربيع أهکذا في فوران الصبى يطويك إعصار الفناء المريع وحيدة، لا شيّعتكِ الربى ولا بكى الروض بقلبٍ صديع اختاه لا تأسي فهذي أنا أبكيك بالشعر الحنون الرقيق قد أنطوي مثلك منسية لا صاحب يذكرني أو رفيق أواه : ما أقسى الردى ينتهي بنا إلى كهف الفناء السحيق!
استوقفتني أبيات من قصيدة (مع سنابل القمح) حيث تقول: تأملتُ في السنبل الوادع يموج في الحقل زكياً نماه تكاد في سكونها الخاشع تسمع في السنبل نبض الحياة وفي رؤى خيالها الشارد منجذبا بروعة السنبل لاحت لعينيها يدُ الحاصد يخفقُ فيها شبح المنجل
ففي هذه الأبيات تصفُ بدقّة حقول السنابل والمناجل وأي طفل من القرية سيستحضر على عُجالة موسم الحصاد الله عليكِ يا فدوى ما أعظم أعمالك الشعرية وما أرقها!
اقتباس ثالث من قصيدة (ليل وقلب) وسعتَ عوالم یا قلب ماجت بجم الطيوف وشتى الصور أحاسيس حيرى تهيج وتطغى هياج العباب اذا ما غمر وأخرى تهبُّ، هبوب النسيم تنفس في جانحيه الزهر وتظلم یا قلب حتى كأنك ليل بصدري الكظيم اعتكر وتشرق حتى إخال الضياء بأقطار نفسي منك انتشر
في قصيدة (محراب الأشواق) تقول: لم لا تعود ؟ أنا هنا وحدي هیکل ذكرياتي وحدي ، ولكني احسُّك في دمي، في عاطفاتي أصغي لصوتك ، للصدى المنغوم في أغوار ذاتي وأراك من حولي ، وفي ، وملء آفاق الحياة !
تألّقت في قصيدة (العودة) وأطل وجهك مشرقاً من خلف عام عام طویل ظل في عمري يدب كألف عام عام ظللت أجرّه خلفي وأزحف في الظلام وعواصف ثلجية تصطّكُ حولي والطريق كانت تضيق كأنها أمل يضيق ويضيع في تيه القتام
** هذا الكتاب وددتُ لو أقتبس أغلبه، لكن لا تسعني المساحة هنا لأن أقتبس كل الكتاب
عنوان الكتاب: الأعمال الشعرية الكاملة (فدوى طوقان) اسم المؤلّف: فدوى طوقان الطبعة الأولى: 1993 الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر عدد الصفحات: 550 التقييم: 5/5 القراءة: ورقية
"الديوان الاول "وحدي مع الايام كان فيه الكثير من العناوين التي استعصى علي فهم محتواها
الدواوين التي تلت كانت فعلا جميلة وسهلة
لا أعلم لماذا ولكن في سيرة فدوى وحتى في دواوينها احس ان ايمانها متزعزع, في سيرتها شككت بكونها مسلمة حتى ذكرت ذلك في النهاية بسبب رفضها لاكل بعض الطعام الذي قدم لها لكونه من لحم الخنزير أما في الدواوين فكانت زعزعة الايمان تظهر في بعض الابيات بشكل جلي
على قمة الدنيا وحيدا
اقتبس
أنت يا شمس القضية نم هنا في الوطن الحافي فأنت الآن فيه يا بعيداً وقريباً يا فلسطيني أنت! أيها الرافض للموت هزمت الموت حين اليوم متّ
1- الأغنية الوصية وشرعّتْ جهنمٌ أبوابها وابتلعت براعم الصّبا الطريّ في أقبائها ولم تزل هناك الغنوة حمراء مزهوّة تخترق الظلام والجدران: "يا اخوتي" "بدمي اخط وصيّتي" "أن تحفظوا لي ثورتي" "بدمائكم" "بجموع شعبي الثائرة" "فتح أنا" "أنا جبهة" "أنا عاصفة"
يوم رأينا الموت والخيانة تراجع المدُّ وأُغلقت نوافذُ السماءْ وأمسكتْ أنفاسها المدينة يوم إندحار الموج ، يوم أسلمتْ بشاعة القيعان للضياء وجهها ترمدّ الرجاءْ واختنقتْ بغصَّة البلاءْ مدينتي الحزينة : ستقوم الشجرة ستقوم الشجرة والأغصان ستنمو في الشمس وتخضر وستورق ضحكات الشجرة في وجه الشمس وسيأتي الطير لا بد سيأتي الطيرُ سيأتي الطيرُ .. سيأتي الطيرْ : ياطيري ياطير البحر ، الآن عرفت في الزمن الصعب الواقف في أقبية الصمتْ تتحرك كل الأشياء تنمو البذرة في قلب الموت ينفجر الصبح من الظلماء الآن عرفت وأنا أعرف ركض الخيل ، سباق الموت على الشطآن كيف إذا جاء الطوفان تغتسل الأرض من الأحزان : الأعمال الكاملة لفدوى طوقان شاعرة فلسطين شقيقة الشاعر ابراهيم طوقان ضم دواوين الشاعرة الكاملة تناولت في قصائدها تضحيات الفلسطينيين ونضالهم مجدت الشهداء ، وصورت معاناة الشتات والتهجير تغنت عن الحرية والوطن ، والحب والطبيعة وكما شعراء فلسطين ، حس مرهف ولغة شعرية فاتنة
شعرها جميل جدًا، واذهلتني مفرداتها وقوة صياغتها فلم اعتد على هذه القوة والجزالة فيما يخص الشعر النسائي بشكل عام . في اوقات كثيرة تناسيت أني اقرأ ديوانًا مؤلفته إمرآة وليس هذا من باب التقليل من الشاعرات وإنما بسبب قوة عباراتها وغياب الرومانسية والغزل في معظم قصائدها إلا ماندر وهذا يخالف النهج العام للنساء في الشعر من غزل ومايشابهه.
فدوى الطوقان مثلي الاعلى ...الحزن الذي لا ينتهي . لقد قرات قصتها بقلمها واثرت في لدرجة اني بحثت عن اي كتب تتعلق بها وقرات شعرها وياله من شعر ...... لقد قرات كل كلمة والى ساعات متاخرة من الليل وكان القصائد لي او موجهة الي وفي الكثير من اللحظات شعرت بانه يتحدث عني .......ان لم تكن تحب فدوى الطوقان لا تقرا لها اي شي فلن يكون هناك طعم لكلماتها بالنسبة لك
قرأت فدوى طوقان فعلمت بأننا جميعا أبناء الحياة و أن الحياة هي المعلم الصادق و المدرسة الرسمية في الوجود. وتعلمت بأن الطريق إلى النور أسرع عندما يأخذ بيدنا رفيق وفي. وأن الفرق بين الحب و عدمه كالفرق بين الوجود و العدم. ِ