What do you think?
Rate this book
440 pages, Paperback
First published February 21, 2015
عن الخلاف بين فريقين لم يتفق كلاهما يوما على رؤية هلال رمضان و بدء الصيام في يوم واحد. كلاهما لم يهنيء الأخر أول يوم عيد. لأن لكلاهما يوم عيد أول لا يوافق يوم الآخر. كلاهما لم يتفق على موعد صلاة. على نسبة زكاة.يروي الأحداث بطريقة الفلاش باك عن الثلاثين سنة السابقة و التي تسبق اليوم الذي تدور فيه أحداث الرواية فيتذكر ما قبل الغزو العراقي ثم أفضل فصول الرواية عن فترة الغزو حين ساند البعض الكويت و خزلها البعض الأخر فصار مواطنوا تلك الدول يصنفون حسب موقف قيادتهم السياسة االتي لم تشاورهم أبدا و لم تأخذ رأيهم مرة.
هكذا كانت الوجوه و الأصوات تستدعي نفسها مع كل دولة يشار إليها في خبر. تينا. الأستاذ دسوقي و جابر المصري. شاكر البهري و علامين البنجابي. الحلاق الباكستاني مشتاق. عدنان السوري و الأستاذ مرهف. زميل الفصل عبدالفضيل السوداني و آخرون. كنت من دون قصد تقولبهم. تعلبهم. تضعهم في مواقف مختلفة وفقا لمواقف أنظمتهم.السنعوسي توفيقي إلى أبعد حد. عازفا أحيانا عن ذكر العيوب معددا المزايا لا لشيء إلا ليبعد الشر تماما كمجالس الحكماء و خطباء الوحدة الوطنية المنتقدين من قِبَله في الرواية. فبائع الأيس كريم الفلسطيني لم يش بعباس بل ساعدهم على معرفة مكانه و الجواهرجي العراقي ساعدهم بالمال و أعاد بضاعتهم إليهم دون أن يدروا و هذا بالطبع لا غبار عليه و لكنه بدا و كأنه ينفي التهم الغير منطقية أصلا بمواقف تلفيقية ساذجة ما كانت تصلح كأمثلة في دستوبيا أعدها أصلا للبالغين لا للناشئة.
قصة الفئران الأربعة التي لم تحكيها الأم حصة لأحد قط يحكيها الراوي هنا ليسجل تاريخ ثلاثين عاما من العنصرية و الطائفية. الفأر شرر و معظم النار من مستصغر الشرر و الفأر لظى و هو من أسماء نار جهنم التي يود المجرم لو يفتدي منها بأخيه و صاحبته و بنيه و من في الأرض جميعا ثم يغنيه و لكنها لظى نزاعة للشوى. أما الفأر الثالث فهو جمر و هو ما بعد الشرر التي توقد النار و اللظي الذي يحرق الجلود فيأتي الجمر الذي ينضج اللحم و يتقلب عليه في أسياخه المحمية فوق الجمر الملتهب المصفى الذي يظل ينضج دون أن يشعل أو يحرق أو يبقى أثرا إلا من رماد و هو الفأر الرابع و هو أيضا إرث النار فالنار لا تورث إلا الرماد كما قالت الأم حصة و كما نقول نح��: تبات نار تصبح رماد.
أنتم لا تبكون موتاكم. أنتم تبكونكم بعدهم. تبكون ما أخذوه برحيلهم. يخلفونكم بلا جدار تتكئون عليه.
ذاكرته سيئة من يتذكر كل شيء. و أنا ملعون بذاكرتي. لو أنني نسيت مثل البقية.أجمل ما في الرواية أن السنعوسي أعطى الرواية بعضا من نفسه فصارت ملئي بذكريات الطفولة التي جائت تلقائية بسذاجتها و أسئلتها و حيرتها و بهجتها فأضفت على الرواية جوا من الذكريات الجميلة سيما تعليقات أمه حصة التي كانت دائما في الصميم.
كُلهم سَفله
القتيل و من .. قتله
يدّعون .. بأنّهم .. يحمِلون
الصليب إلى "الجُلجلة"
وهم .. يحرقون العروقَ
إذا .. برعمَت .. سُنبلة