تُعدّ «قرية ظالمة» من أجمل ما كتب د.محمد كامل حسين، بل يراها البعض أجمل ما كُتِب عن الأيام الأخيرة للسيد المسيح. تناول المؤلف فى هذه القصة بأسلوب راق وسرد شائق مشكلات الإنسان النفسية والفكرية والاجتماعية المزمنة. وقد ترجمت إلى لغات عديدة كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والهولندية والتركية، واستحق من أجلها جائزة الدولة فى الأدب عام 1957. كان د.محمد كامل حسين (1901-1977) جراحًا بارعًا وأستاذًا نابها، تفوق فى الطب فكان يُعَدّ رائد طب العظام فى مصر، ونال جائزة الدولة فى العلوم عام 1967، فأصبح بذلك أول مصرى يحوز جائزتى الأدب والعلوم. وله عدة كتب تتناول اللغة العربية والأدب والنقد والطب والعلوم، ومن أهمها «الوادى المقدس» (دار الشروق، 2007) «وقوم لا يتطهرون» (دار الشروق، 2004) «والذكر الحكيم» و«اللغة العربية المعاصرة» و«التحليل البيولوچى للتاريخ» و«وحدة المعرفة»
الدكتور محمد كامل حسين (1901 - 1977)، ولد في إحدى قرى محافظة المنوفية، تربى في كنف أخيه الأكبر بعد وفاة أبيه وهو لا يزال بعد صغير، كان الأول في البكالوريا (الثانوية العامة حاليًا)، وكذلك ظل الأول داخل فرقته في كلية طب قصر العيني، حيث تخرج فيها وعمره اثنان وعشرون عامًا فقط، بعدها أوفد في بعثة دراسية إلى بريطانيا حيث نال إجازة الزمالة في كلية الجراحين الملكية. وكان أول مصري يحصل على ماجستير جراحة العظام من جامعة ليفربول.
وهو يُعد بحق رائد طب العظام في مصر فلقد قام بإنشاء قسم جراحة العظام، كما ساهم في إنشاء مستشفى الهلال الأحمر في القاهرة. وفي عام (1950) اختاره الدكتور طه حسين أول مدير لجامعة إبراهيم (عين شمس حاليًا)، لكن التعقيدات الإدارية ومناورات السياسة دفعته إلى تقديم استقالته منها بعد عامين، هذا ولقد كان عضوًا في مجمع اللغة العربية والمجمع العلمي المصري الذي تولى رئاسته أكثر من مرة.
الصراع بين الشهوة و العقل و الضمير في دراسة فلسفية صيغت في اطار قصصى اختار له الكاتب يوم واحد هو اخر ايام السيد المسيح عليه و على نبينا الصلاة و السلام القصة ممتعة و العرض شيق و بسيط و مباشر جدا.
كتاب فلسفي بحت متخف في عباءة الروايات. مونولوجات طويلة تقدمها شخصيات الرواية عن الخير والشر والشجاعة والتردد والعدل والظلم والقلب والعقل. متعة حقيقية لكل من يتخبط في طريق الحقيقة.
"الإنسان بدون الله هزأة لا معنى لعمله ولا قيمة للدوافع التي تصدر عنها أعماله، فإن ما يميّز الإنسان عن الحيوان هو الضمير، والضمير من الله وبدون الله لا يكون ابن آدم إلّا حيواناً عاقلاً ذكياً، أمّا أن يكون بدون الله إنساناً فذلك من المُحال."
قرية ظالمة.. أورشليم التي ظلمت السيد المسيح وأصدرت عليه حُكماً بالصلب ظلماً! خوفاً من أن تضلّهم أفكار وأعمال الخير والمحبة والإنسانية التي ينادي بها.
رواية فلسفية فكرية من الطراز الرفيع جداً، تدور أحداثها في يوم واحد، يوم صلب السيد المسيح من قبل بني إسرائيل. حجم القصة لا يكاد يتجاوز ربع الرواية مقارنة بحجم الأفكار الفلسفية فيها، حيث يناقش فيها مسألة الضمير الإنساني ومدى ارتباطه وتأثيره بالفرد والجماعة، ومسألة الدين وعلاقته بالنظام، ومسألة المبادئ الإنسانية. تم تناول الموضوع من وجهة نظر ثلاثة أطراف في هذه الرواية وهم: بنو إسرائيل، والحواريون والرومان، بأسلوب سردي رصين عميق وبلغة راقية مُحكمة جداً.
أُعجبت جداً بقصة السيدة مريم المجدلية -كما أوردها الكاتب-، والجندي المسيحي المؤمن ورجل الدين اليهودي قيافا. وقد جاءت الحوارات بين الشخصيات وتوارد الأفكار غاية في العمق والتأثير والقوة، وفكرتها مبتكرة وحديثة، وهي المرة الأولى لي في قراءة هكذا أعمال وموضوعات. تحتاج هذه الرواية لصبر وأناة في القراءة، فلا يمكنك أن تمر على فصولها مرور الكرام، فكل سطر فيها يحتوي على فلسفة وفكرة، وكل كلمة فيها تخفي وراءها الكثير من المعاني، إنها من النوع المُجهِد والذي يحتاج إلى تدبّر وتعمّق كبيرين. عدا عن كمية الاقتباسات الهائلة والجمل التي بحاجة لإعادة قراءة مرات ومرات، كم أحب هذه الأعمال التي تدفعك إلى إعمال عقلك في كل ما حولك، وكم نحن بحاجة لهكذا روايات وأعمال على درجة عالية من التفوّق والرقي.
نادمة جداً لأنني لم أكتشف هذه الرواية من قبل. وأرى بأنها إحدى الأعمال العظيمة التي قرأتها وسأقرؤها في حياتي. رحم الله الدكتور محمد كامل حسين صاحب هذه التحفة المتفرّدة التي يجب أن تُطرح كمنهاج للدراسة. ولي عودة أخرى له في أعمال ثانية.
أعجبني جداً هذا الاقتباس، فهو يبيّن حالنا اليوم كعبيد لأوثان صنعناها بإيدينا وأفكارنا أضلّتنا وأضللنا أنفسنا بها عن الطريق القويم: "ألا فاعلموا وعلّموا الناس أن من الأوثان التي يعبدونها ما ليس بحجارة ولا أصنام، وسيصنع الناس لأنفسهم أصناماً ليست من الحجارة يعبدونها من دون الله فيضلّون بها ضلالاً أبعد من ضلال عبادة الأصنام وسيسمّونها مبادئ وسيضيفون عليها من الإجلال ما يزيد على إجلالهم الضمير، وسيقدّمون حياتهم لها قرباناً على مذابحها."
رواية نفسية فلسفية عظيمة جدا لم أكن أفهم كيف يقدم قوم متدينون مثل اليهود في القرن الأول الميلادي على قتل نبي ورسول عظيم كعيسى عليه السلام الرواية تعرض الصراع النفسي على لسان كل المشاركين في الأحداث كقيافا حبر اليهود الأعظم وحيرته هل يرفض هذا الحكم الآثم بقتل نبي كريم فيحاول انقاذه والذي يجد في دعوته خطرا على مستقبل الشعب اليهودي ودعوتهم بالتفرد و العلو على باقي البشر و حكم العالم أم يؤيد الحكم و يعلى من مصلحة الشعب اليهودي كما يراها هو وكل جماعة الصديقيون الذي يمثلهم
وكذلك حيرة الحواريون الضعفاء أم القوة الرومانية المسيطرة و وقوة اليهود المسيطرون على المؤسسة الرسمية الدينية لبني إسرائيل هل يحاولوا أن ينقذوا نبيهم بالقوة أم يستجيبوا لأمره لهم بعدم التدخل
وكذلك ذكرت حيرة بيلاطس حاكم الرومان الذي ألقت الضوء عليه هل ينفذ هذا الحكم الذي يراه جائرا أم يرفض و يكون في ذلك إغضابا للشعب اليهودي
💚المكتبة العربية الفديمة بها روايات عظيمة ..أرشحها بقوة لمحبي الروايات التاريخية و النفسية 😊🌹🌹تحية خاصة للأصدقاء مشاركي القراءة الجماعية
لا أجد أفضل ما قاله أستاذنا صلاح فضل فى مقدمة طبعة مكتبة الاسرة لهذا العمل عندما قال (والروايه إن كانت تمضى على غير ما نألف اليوم من التقنيات السرديه وأساليب الأداء الفنى واللغوى , مما يجعلها بطيئة الإيقاع كثيرة الجدل عميقة الفلسفه إلا أنها نموذج بديع للعمل الفنى الكلاسيكى الذى يستحق مكانة دائمة فى ذاكرة الأجيال المتلاحقه)وللحق من الصعب أن تعبر عن هذا العمل مثلما عبّر عنه الأستاذ.ومقدمته رائعه وتستحق القراءة بعناية.
أعتقد ان العمل لو وُضع فى اطار مسرحى لكان أفضل , هناك الكثير من المنولوجات الداخليه والحوارات المكثفه.
لغه أكاديميه بامتياز ومحترفه جدا,
أعتقد انه من التجاوز أن نسميها روايه فهى روايه ناقصة للبناء الروائى.
تقسيم العمل لثلاث وجهات نظر أعطاه نوع من الديناميكيه والحرارة واختلاف وجهات نظر من طرف شخصيات الروايه أعتقد أن العمل نسخه أقل متعه من (عزازيل) لمن قرأ عزازيل. فى المجمل عمل جيد وسيضيف لك الكثير.
قرية "أورشليم" .. يسكنها بنو إسرائيل ويحتلها الرومان .. يدعوهم نبي الله عيسى عليه السلام إلى المسيحية ويأتى لهم بالمعجزات الدالة على نبوته وصدق رسالته .. ولكنهم يكذبونه ويتصدون لدعوته ويتهمونه بالكفر .. ثم يصدرون عليه حكما بالصلب دون محاكمته. رواية فلسفية رائعة تدور حول الجدال الفكري بين العقل والضمير .. والصراع بين الخير والشر، والحق والباطل.
انتهيت من الرواية منذ فترة، لكن لا اعلم لماذا كان صعبا علي كتابة مراجعة عنها رغم اعجابى الشديد بيها اعتقد ان هذه الرواية هى اكثر رواية اخذت منها اقتباسات فى حياتى الكاتب تطرق للعديد من النقاط الشائكة التى اتفق معه فى بعضها واختلف فى البعض الاخر
اولا فكرة الجماعة الجماعة لا عقل لها ولا ضمير وتميل الى الظلم اكثر من العدل واستخدام القوة اكثر من استخدام الحكمة وان الجرائم سهلة الارتكاب فى الجماعة لان الذنب يوزع على الجميع فيستسهله الاشخاص وان الخير صعب على الجماعة لان كل شخص يريد الاستئثار بالتقديروالمدح من يريد دليلا على ذلك يقرأ عن مشهد قتل والتمثيل بجثة (هيباتيا .(
ثانيًا الضمير هو فطرة في الانسان وهو ما يجعله مختلفا عن الحيوانات
ثالثًا فكرة الحرب ولو تم اخذ رأى الجنود المتحاربين فيها او كان القادة يذهبون اليها لما قامت الحروب ابدا ولكن القادة يتخذون الاخطاء التى يترتب عليها الحرب فيرسلون الجنود للموت لاصلاح اخطائهم ولا يهمهم ان يموت الجيش الى اخر جندى فيه لان الخطر بعيد عنهم وانا اتفق واختلف مع هذه النقطه فى نفس الوقت فهى تنطبق على بعض الحروب التى تنتج بسبب جنون القادة كحرب الخليج وحرب العراق لكن لا يجوز ان نعتبرها قاعده عامه لكل الحروب فهى تحمل نظرة رومانسية للاحداث وهذه النظرة ليست صحيحة فأولا الجنود لن يرفضوا دائما الحرب على العكس الجندى يشعر ان وظيفته هى المحاربة ويتحمس لها ثانيا الناس ليسوا سيان فى القدرات فقد يبرع هذا القائد فى رسم الخطط والمكائد للعدو اكثر من براعته فى ميدان القتال ثم ان بعض القادة لن يردعهم نزولهم الى الميدان عن جنونهم كهتلر مثلا
رابعا شأننا فى التفريق بين الحق والباطل كشأننا فى التفريق بين الجمال والقبح لايجب علينا ان نكون على مسافة بعيدة جدا او قريبة جدا فعند القرب الشديد لن ترى سوى قدر انملة وعند البعد الشديد كقمة جبل لن يظهر الجمال من القبح يجب ان يكون الانسان على مسافة وسطية عن الحدث حتى يرى الامور صحيحة بعيدا عن اى تعصب
خامسا ان اى امة مثل الانسان ولكن قد يمر الانسان امام مرأة مقعرة فترى جزء من جسده صغيرا جدا واخر كبيرا جداا كذلك الامم فيها خيرها وفيها شرها الا انهاعلى مدار التاريخ قد تتضخم فضائلها حينا وقد تصغر حينا كالانسان الذى تنازعه نفسه بين الخير والشر
سادسا: حسن ظن الناس بالحاكم اكبر اسباب نجاحه
سابعا:تعود النظرة الرومانسية للكاتب فى كلامه عن الحق وكيف انه اذا انتصر الحق بالقوة فالنصر للقوة لا الحق وان القوة ستستخدم بواسطة الباطل فى نهاية الامر لان من ��فات القوة ميلها للشطط وهذا ليس دائما صحيحا
ثامنا ان حب العدل يحتم علينا ان نغضب للمظلوم مهما يكن قدره بين الناس ومهما يكن بغضهم له ((مائة خط تحت بغضهم))
تاسعا : ان الله لا يجزى طهارة النفس بسلامة الجسد والعكس وهذا صحيح تماما فلو كان المرض يصيب الخاطئين فقط لما تبقى سوى المؤمنين والدافع واضح وصريح فمن لا يكون مؤمنا سيكون معتلا وهذا يناقض فكرة ان الدنيا دار اختبار فاين الاختبار فى هذه الحالة؟ لذا كان الحق جل علاه يجعل المرض يصيب المؤمن والكافر وكان الاختبار فى رد فعل الانسان تجاه المرض لذا المرض هو اختبار من اختبارات الدنيا التى يختار على اساسها الله عباده المتقين الذين يستحقون دخول الجنة
عاشرا : لن يحمى الدين ارتكاب معصية ومخالفة اوامر الله فللدين رب يحميه ولا يحتاج الله ان يعصيه الناس من اجل الدين وهذا كلام منطقى جدا كيف تدافع عن الدين بمعصية اوامره !!! وابسط مثال من يغضبون لإهانة الرسول فيتظاهرن عند السفارة الاجنبية ويسبون الدين !!
النقطة الحادية عشر: من انت لتقرر من يستحق الموت ومن لا يستحق وقد يكون جانبك الصواب فى فكرتك عن الشخص وقد يتوب اما القتل فهو اهدار نفس فهل تتحمل اهدار نفسا بغير حق ومنذ متى صرنا الهة نحاكم الناس ؟ الى الله مرجعهم وهو من سيحاسبهم
النقطة الثانية عشر: الشورى وسيلة لا يؤمن معها الزلل وكم اتمنى ان يفهم الناس ذلك ليست كل شورى نتيجتها صحيحة ومقدسة
النقطة الثالثة عشر: الارهاب والقمع قد يؤخر الثورة لكن يجعلها امرا حتميا
وهناك العديد من الافكار الاخرى التى تناولها الكاتب ولكن كانت هذه النقاط اكثر ما لفت نظرى
العيب الوحيد فى الرواية - وهى ليست رواية على النحو المألوف - هو تكرار طرح الافكار والتعبير عنها كثيرا لدرجة تصل احيانا الى الملل
ولكن من المؤكد ان استاذ محمد كامل حسين مفكر رائع ومن المؤكد ايضا ان تلك لن تكون اخر قراءتى له.
جرعة فلسفية دسمة يعجبني الكاتب الذي يجعلني أفكر في كل جملة والا أمرر أي جملة ولقد تحقق ذلك لدرجة أني أثناء الرواية نسيت موضوعها وأحداثها وانشغلت بالتفكير في عمق الكلمات وأبعاد الجمل الحوارية لذلك أعجبتني الرواية
من أنا لأقرر و أقيم? كتاب ممتع و محفز للفكر بشكل لم أصدقه عن القرية الظالمة التى أقرت صلب النبى الجديد "سيدنا المسيح عليه السلام" و الذى رفعه الله إليه نصرا منه و عزة و عن تضارب الآراء و عقل الإنسان الذى يستطيع أن يهديه إلى خير السبيل أو يزين له طريق الضلال فكثير من حجج مقنعة فى ظاهرها و باطنها العذاب أعجبتنى اللمحات التاريخية و سررت لمعرفة بعض الوقائع التى خفت على عن هذا الزمان و كم هو مجحف أن سبب إجتماعهم على تسليم المسيح للرومان لصلبه هو إنكارهم لدينه الذى كان يدعو إلى الحب و السلام و مواجهة العدو و الصديق ببشاشة الحديث و طهارة القلب فى حين أنهم يؤمنون أن القوة خير دليل, هدف و غاية مما يعطيك لمحة عن تصرف يهود الزمن الحالى و ما يدعون بالقول يكذبه الفعل عن حبهم و سعيهم للسلام راااائع
**** أحياناً يحتاج العقل إلى وجبة فكرية تتكون مقاديرها من تركيزٍ شديد؛ و أفكار مثيرة للاهتمام؛ و حوارات دسمة مرهقة بين مكنونات النفس البشرية من شهوة و ضمير و بينهما العقل.... على أن تكون مطهية بنارٍ أدبية هادئة تضيف إلى تلك الوجبة حلاوة المذاق .. هذه الوجبة الشهية والمقلقة في نفس الوقت موجودة بين طيات كتاب "قرية ظالمة".
**** "قرية ظالمة" للكاتب الطبيب "د. محمد كامل حسين" أولى مطالعاتي_ للأسف_ مع الكاتب؛ بل و تعتبر أول رحلة حقيقية عامةً في بحر الفلسفة و التي لا يمكن الإبحار في هذا المجال بالذات إلا مع ربان متمكن مثل هذا الجراح الكاتب.
**** حقيقةً أثار هذا العمل الرائع سؤالاً في ذهني وهو ما علاقة الأدب بالطب؟ و لماذا كل ما هو عمل أدبي لطبيب يكون جميلاً؟!!! فمن "العَرَّاب" و مروراً "بالعمري" و "أسامة الشاذلي" صاحب "شمعون" و "دميانة"....الخ و انتهاءًا الآن "بمحمد كامل حسين"... فهل الغريزة الأدبية تنفجر من خلال التعامل مع آلام البشر و معاناتهم و محاولة تخفيفها كما نوه العَرَّاب لهذا أم أن الموضوع له عمق أكبر من ذلك!! 🤔🤔.
**** التصنيف : - استخدم الكاتب الإطار الروائي كأداة لعرض مبحث فلسفي دسم؛ و محفز فكرياً و مرهق ذهنياً... فجعل من حادثة محاولة صلب "المسيح" عليه السلام نقطة تقابُل العقل والدين و المادة.... و لذا من رأيي أرادها الكاتب روايةً فخرجت مباراة حوارية بين مكونات النفس البشرية صالحة لكل زمانٍ و مكان... فلطالما تسائلت عن حادث استشهاد الخليفة الراشدي "عثمان بن عفان" و عما كان شعور أهل الإسلام وقتها من مدافعٍ أو مهاجمٍ أو محايد؛ و أيضاً عند مقتل "الحسين" رضي الله عنه و ما كان يجيش بخاطر "ابن سعد بن أبي وقاص" أو "يزيد بن معاوية" عند قتله... و هكذا - و لذا هي دراسة فلسفية عميقة ممزوجة بعلم النفس موضوعة داخل إطار روائي ناقص لم تكتمل أركانه كما أنها رمزية مليئة بالإسقاطات التي تصلح في العديد من الأحداث على مر التاريخ.
**** اللغة و الحوار : - تميز العمل بلغة عربية قوية تحتاج للتركيز و تليق بمقام هذا المبحث المجهد ؛ فهي تجبرك على التمهل لاستقراء ما بين السطور و لكن الكلمات كانت تصل للوعورة أحياناً. - اعتمد الكاتب على وضع شخصيات رمزية كالفيلسوف و الحكيم و القائد و الجندي و عمل حوارات عميقة مفعمة بأفكار مختلفة و خرجت كأنها أحاديث بين النفس البشرية الواحدة و كأن العقل يخاطب القلب و يرد عليهما الضمير.
**** الشخصيات: - تنوعت الشخصيات بين الثابت تاريخياً مثل "مريم المجدلية" و بين الرمزي مثل الجندي الروماني و الحداد فكانوا خير عوناً لإثراء الحوار الفلسفي و النظر إلى الحادث من جميع النواحي النفسية و الفكرية. - قلة التركيز على الشخصيات الحقيقية و العزوف عن إدخال العديد منهم في الأحداث جعلَ الرواية تركز على الفكرة على حساب الشخصيات و حوَّلَ الشخصيات الحقيقية إلى رمزية بدلاً من الاستفادة من واقعيتها و تعقيداتها.
**** الأحداث : - شحيحة و لكن أكثر ما يميز الكتاب أن الكاتب توقفَ في تلك الأحداث القليلة عند بداية تنفيذ الصلب لأنها نقطة الاختلاف الجوهرية و العقائدية بين: ١- المسلمين "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُم ". ٢- المسيحيين حيث إقرار الصلب و القتل.
- اتخذ الكاتب من الحادث سبيلاً لمناقشة أفكار جديدة مثل الجماعة و أضرارها ؛ فصل الدين عن السياسة؛و أفضل الأفكار و المناقشات كانت عن الحرب و البطولات الزائفة على حساب الجندي المجهول لحساب القائد المتربع في قصره.
**** مآخذ على الكتاب : ١- بالرغم من الحيادية التي حاول الكاتب التمتع بها من خلال عرض كل الآراء الفكرية على لسان شخصياته الحقيقية منها و الرمزية؛ إلا أن الكاتب وقعَ في فخ المباشرة لدرجة التحدث بلسانه بوعظٍ مباشر في عدة صفحات متتالية تبدأ من صفحة (١٦١) و انتهت بدعاء من الكاتب. ٢- طول الحوارات بشكلٍ فج و عدم وضوح المتحدث في أغلب الأحيان أشعرَ القارئ بالتوهان و خصوصاً مع إيقاف الأحداث لصفحات كثيرة لحساب تلك الحوارات... و لذا كان من الأفضل الإشارة إلى المتحدث بين الحين والآخر. ٣- تكرار الأفكار و الآراء الفلسفية في عدة فصول أدخل القارئ في دائرة الملل أحياناً ٤- الرواية تتسم بالإيقاع البطيء في بعض أجزائها، خاصةً عند التركيز على التأملات الأخلاقية والدينية، مما يمنع من تطور الأحداث ويشعر البعض بالملل. ٥- بعض القراء قد يجدون اللغة الفلسفية المستخدمة في الرواية معقدة أو غير جذابة، خصوصًا لأولئك الذين يفضلون السرد البسيط والمباشر. ٦- بالطبع هي لم تكن رواية بالمعنى الكلاسيكي المعهود و لكن كان يحتاج الكاتب أيضاً إلى الدفع بالمزيد من الأحداث وسط المناظرات الفلسفية لتغذية العمل بالمزيد من التشويق و تجنب الملل و السأم الذي ظهر للأسف. ٧- "مريم المجدلية" شخصية حقيقية ثابتة في يقين التاريخ المسيحي؛ و لذا كانت تحتاج إلى التدقيق التاريخي أكثر من ذلك... خصوصاً مع نفي العديد من المصادر المسيحية_ لأنها غير موجودة في التاريخ الإسلامي_ أنها كانت غانية أو عاهرة؛ كما كان من الممكن الموائمة بين ما يراه القارئ المسيحي و بين ما يراه الكاتب لأن حادث العهر لم يكن مؤثراً على سير الأحداث القليلة. ٨- كنت أتمنى ظهور المسيح "عيسى" عليه السلام في تلك الصراعات بشكل أكبر فالمفترض أنه بطل الأحداث و محورها.
**** إجمالاً كانت رحلة موفقة إلى عالَم جديد بعمل قوي دسم مرهق فكرياً ممتع ذهنياً؛ يحتاج للقراءة الهادئة... جمَع بين الأدب في الإطار الروائي و بين الفلسفة في المحتوى؛ استمتعت كثيراً في معظم صفحاته و لولا بعض الملل و التشتت الذي أصابني لاستحق العلامة الكاملة.
مبدأيا كدا الرواية دى مينفعش بأى حال من الأحوال تُقرأ فى مكان فيه دوشة , لازم تُقرأ فى هدوء و راحة تااااامة بعيد عن إن يكون جنبك ستات راغيين لدرجة لا يصدقها عقل كل اللى يهمهم فى الحياة إن العيل مكلش سندوتشات الجبنة و مربية الحضانة أخدت منه الزبادى و إن كل الأدوية اللى الدكاترة بيوصفوها بتجيب قرحة فى المعدة و كل الهرى الساذج اللى بيوجعوا بيه دماغ اللى خلفونا ! -_-
نتكلم بقى على الرواية :3
هى رواية عظيمة و لكن قراءتها مُرهقة جدا و تحتاج إلى تركيز و تكرار و تمهل فى القراءة و تقليب للسطور على كل وجه حتى تفهم الحكمة و المغزى من وراءها
طبعا هى فلسفية من الطراز الرفيع و تكاد لا تخلو إحدى صفحاتها من رؤية فلسفية أو إمعان فى تفصيل و توضيح ماهو واضح بالضرورة و بديهي ,, و هذا هو دأب الفلسفة و المتفلسفين دوما
مثل هذة القراءات بالنسبة لى مجهدة جدا فأنا أرى توضيح ما هو واضح أصلا هو مجرد إرهاق للسان و العقل و ليس أجمل للأنسان و للعقل من البساطة
الرواية لا تخلو طبعا من بعض علامات الإستفهام -أو إن شئت قُل المآخذ- فهى ليست قرآنا منزلا و لكنها عمل روائى أولا و أخيرا فيرد فيها ما يرد فى الأعمال الأدبية من تجاوز أحيانا , فمثلا فيها بعض النقاط العقدية و التاريخية التى أرى أنها تحتاج إلى مراجعة و إن كان مبررها العمل الروائى إلا أنها تظل أخطاء فى حد ذاتها , و إن كان ما يخفف من وطأتها أنها لم ترد فى كتاب عقائدى أو بحث تاريخي .
لغة الرواية رائعة جـــدا و أرى أنها لعبت دورا بالغ الأهمية فى تبسيط هذا القدر الهائل من الحوار الفكرى الفلسفي الذى يقع بين الشخصيات و فى نفس كل شخصية , و لولا أن اللغة بتلك البساطة و هذا الجمال لتحولت الرواية إلى عمل مبهم أو يصعب فهمه إلا على من درس مناهج الفلسفة و المنطق .
الرواية دسمة جدا من حيث الإستفادة و هى لا تُقرأ على أنها حكاية فالجزء القصصي فيها صغير إلى حد ما و غير ممتع لأنه مكرر و معروف , و لكن تُقرأ رجاء استبيان ما فيها من صراعات نفسية و عقلية و اخلاقية و فكرية و الإستفادة منها بشتى الطرق الممكنة
قد تكون هذة الرواية من أصعب القراءات التى مررت بها حتى الآن ولا أستغرب هذا الإهتمام الهائل بها و ذلك التقدير الذى حظيت به فى الأوساط الأدبية و ترجمتها إلى الكثير من اللغات الأخرى
جميل جدا معرفة أن المؤلف لم يقتصر على كونه أديبا و فيلسوفا و لكنه أيضا جرّاح فقد جمع بين جوانب العلم المادى و اللغوى الأدبى و كذلك العقلى و هذا ولا شك يحتاج إلى مجهود عظيم و عقلية بارعة أكاد أقسم أنها كانت تطل برأسها من وراء السطور
لابد أننى سأضيف هذة الرواية إلى قائمة (ما يجدر قراءته مرة أخرى) لأن مثلها لا يُقرأ مرة واحدة و إنما مرات
السطور التالية هى إقتباسات أعجبتني جدا أثناء قراءتى للرواية و وددت أن أوردها فى المراجعة , و إن كانت الرواية كلها أو أغلبها إلا قليلا يصلح لأن يكون إقتباسات , و من قرأ الرواية أو من سيقرأها سيدرك فعلا ما تعنيه هذة الجملة فكل سطر يصلح أن يكون حكمة فى موقف من المواقف
" يحتوى الليل الألم فيزيده شدة و يحتوى الألم الليل فيزيده طولا "
" إن الله لا يجزى طهارة النفس بسلامة الجسم ولا يعاقب على خطيئة الروح بسقم الأبدان "
" أبقِ عليك إيمانك فإن الإيمان لا يُعرف إلا عند الشدائد و نحن فى شدة لا تعادلها شدة "
" إن الدين يأمرك أن تطيع العقل حتى يقول لك الضمير قِف "
" من ذا الذى يُفيد من الدعوة إلى عدم العنف , إن أكثر الرجال عنفا هم الأشرار , و يزيدهم عنفا و شرا و جرأة على الطيبين أن يكون هؤلاء ممن يؤمنون بعدم العنف , فيفسحوا بذلك المجال أمام الأشرار يؤذونهم و هم لا يخشون أن يقابل هؤلاء العنف بعنف مثله "
" من عمل ما ليس من طبعه و لو كان صوابا تعرض لخطرين خطر النفاق و خطر الإخفاق "
" إن القول و الرأى يكذبان أما العمل فلا يكذب و من يريد أن يبدو شجاعا و هو جبان يبوء بخيبتين إحداهما فى نفسه و الأخرى فى عمله "
" إن عاطفة الرحمة لا تذهب بشيئ من قوة العدل إن كان الحكم عدلا و هى تخفف من وطأة الظلم إن كان الحكم ظلما "
" فالجماعة تقدم على الشر فى يسر لأن أفرادها يقتسمون وزر الإثم فلا يشعر أحد منهم أنه آثم حقا , و يعفيه من الندم أن له شركاء و أن نصيبه من الذنب ضئيل و أنه لو لم يشترك فيه لوقع على كل حال , و الجماعة تقدم على الخير فى صعوبة لأن كل فرد منها يؤثر أن يُنسب إليه الفضل , و الجماعة تُحجم عن الخير فلا يُعفى ذلك أحد من أفرادها من الندم و تأنيب الضمير و يظل كل فرد منها يعد نفسه آثما , إذ لم يقم بواجبه وحده و لو كره غيره أن يتعرض للخطر "
- كنت سأكتب مراجعة سريعة للأفكار التي عالجها هذا النص ولكن بعد انتهائي الآن يمكنني القول أنني لم أقرأ حتي الآن نصاً يناقش هذا الكم من الأفكار ولذا فسأعرض عن ذلك...كيف استعرض الكاتب أفكاره في هذه الرواية؟
ببساطة اتخذ من الأيام الأخيرة للسيد المسيح عليه السلام خلفية للأحداث ليسرد من خلالها كل الأفكار التي أراد أن يناقشها...وكيف فعل ذلك؟
ثلث من الكتاب كان علي لسان بني إسرائيل وثلث علي لسان الحواريين وثلث علي لسان الرومان...وبدقة أكثر، الكتاب عبارة عن سجال فكري أشبه بالمناظرة علي طول الرواية بأكملها...وما موضوع هذا السجال الفكري؟
هذا الاقتباس في أول الرواية يحمل في ثناياه باختصار شديد الإطار العام لأفكار الكتاب:
"فالضمير الإنساني قبس من نور الله، لا يكون للناس هدي بغيره، وكل فضيلة تنقلب نقصاً، وكل خير يصبح شراً، وكل عقل يصير خبالاً، ما لم يكن للناس من ضميرهم هاد"
- والحقيقة الأفكار التي ينطق بها هذا النص في غاية الروعة وتدعو إلي كثير من التأمل وإن كان القارئ ربما لن يتفق مع بعض ما جاء في الكتاب...لعل مأخذي الوحيد علي الكتاب أنني لم أشعر أنها رواية..أعترف أنني لست عالماً بالمواصفات التي يصبح بها العمل الأدبي رواية ولكن في هذا الكتاب احتوت النقاشات الفكرية الكتاب كله حرفياً وبلغة مباشرة كل المباشرة حتي أني في أحيان كثيرة كنت أشعر أن الكاتب يوقف الأحداث ليخاطبني وجهاً لوجه ويخبرني بحكمة ما يحدث لدرجة أن صفحة كاملة في منتصف الرواية كانت عبارة عن دعاء! حتي أن قائل هذا الدعاء غير واضح وأغلب ظني أنه الكاتب يحدثني أيضاً D":
- كل ما ذكرته أظنني سأتغاضي عنه بسبب استمتاعي بمحتوي الكتاب من أفكار :))
- ويجب عليَّ الإقرار بأن هذا الكاتب لغته عظيمة بلا شك، فأسلوبه ولغته من أجمل ما قرأت في الآونة الأخيرة كما أنه واضح منها تأثره الشديد بالقرآن الكريم...
"إني لأري أن قتل رجل واحد ظلماً يعادل مجد أمة بأسرها وعظمة إمبراطورية بأجمعها ونعيم سراة الأرض كلهم"
أعرف أن كثيرٌ من أصدقائي هنا و ممن سبق لهم قراءة هذا الكتاب لن يعجبهم تقييمي هذا... و لكن لي أسبابي و دوافعي:
الكتاب يحكي عن قصة القرية الظالمة التي اتحد أهلها مع الرومان من أجل التخلص من الرجل الصالح الذي يدعو إلى الله و السلام و الحب
انتظرت من الرواية أن تُشبع نهمي و شغفي لمعرفة الذي دار في هذه الفترة من الزمن، كيف أجمعوا أمرهم على التخلص من سيدنا عيسى و تفاصيل ما تم..
لكن الرواية - و لا يجوز أن يطلق عليها رواية- كانت عبارة عن جدل فلسفي صعب جدا..
كما أن لغة الوعظ المباشر فيها كانت عالية جداً لدرجة أشعرتني بالملل.
أتعبتني الرواية - ليس لأن الكاتب يستعمل لغة صعبة و حسب- و لكن تبني الكاتب للسؤال و الرد عليه في حوار فلسفي جدلي مرهق عقليا جدا، لدرجة أني نسيت كثيرا النقطة الأصلية التي بدأ فيها الكاتب هذا الجدل
ربما عرض الكاتب الكثير من النقاط المهمة و أكد على أن الضمير هو الرقيب على أفعال البشر و أنه الفارق الحقيقي بيننا و بين الحيوانات، كما شرح أن القوة إذا انتصرت للحق لا تلبث أن تستفحل و يكون لها اليد العليا و يضيع الحق..
و لم يحدثني الكتاب عما حدث في القرية الظالمة و لم يحكي لي عما دار هناك, بل تبنى أن يفلسف ما فعلوا و ينهاني عنه و أضاع ما كتب بكثرة التكرار و التأكيد على ما يقول و طول الحوارات و الجدال.
ربما تقرأوه صديقي لتسنبط منه ما عجزت أنا عن فهمه..
" ونحن لا نفرق بين الخير والشر لقربنا منهم، أيكون خير اليوم شراً بعد عشر سنين؟ ثم يعود خيراً بعد عشرين؟ أيكون ما نراه هنا خيراً يراه الناس في روما شراً؟ أين الخير؟ وأين الشر؟ انهما يتشابهان ما لم نكن منهما على بعد خاص في الزمان والمكان، وما هذا البعد ؟ وماذا بقى بعد ذلك من قدسية الخير.؟ "
الخير والشر؟ هل يوجد خير مطلق؟ وهل هناك شر مطلق؟ حسناً إذا كان هناك خيراً مطلق وشر بين، فكيف أستدل بهم وأستدل إليهم. وأسال عنهم؟ بالضمير وحده؟ ولكن إذا تنازع فئتان، هل كلاهما لا يملكان من الضمير شيء؟ أم هل أحدهم يملك الخير والأخر بيديه مفاتيح الشر؟ حسناً فهل من يملك الشر يعرف ذلك؟ أصدقائي أعذروني على إضطرابي في الحديث، لكن عقلي مشتت جداً، فبأي وسيلة نتحقق من الخير؟ وبأي وسيلة نتحقق من الشر؟ لدينا دستور سماوي، وقرأن نؤمن به جميعاً، ونعلم أنه الحق، لكن لا أعلم هل سأجد فيه دائماً جميع الإجابات؟ إذن هل صديقي المسيحي يعلم أن انا من أملك الخير وهو لا يملكه،؟ فماذا إن كان أنا لا أملك الخير اصلا؟ يا الله هل خلقتنا بنزعة متساوية من الخير والشر؟ تنازع بعضها البعض؟ ويقتلان بعضهما البعض بداخلي؟ هل أصارع فكري وحدي؟ أم هذه سنتك في أرضك الفانية؟
هل كانوا الناس في المانيا لا يملكون ضميراً عندما أتبعوا هتلر مؤمنين مصدقين لعقيدته؟ هل كان هتلر يظن في نفسه شراً؟ أم يرى وسيلته هي الغاية الأعظم والأوضح لكمال العالم البشري؟ وماذا بعد تلك الحقبة بعشرة اعوام، جميع من كان يحالفون النازية لفجأة يروها هي أسوء نظام ديكتاتوري على الأبد وهتلر شر البرية، وأكثرهم رعباً على الإطلاق، هل كان ذلك مرتبط بأن الهزيمة كتبت للألمان؟ أم لأن الحقيقة أصبحت أكثر إتساعاً بمرور الوقت؟ فلو الحقيقة أصبحت أكثر وضوحاً بمرور الوقت فمعنى ذلك إنه من الصعب جداً أن نملك الخير اليقيني في وقت الحدث ذاته،ومعنى ذلك أننا دائماً نحتاج لأيام وشهور وسنين حتى نتبين الحق حق، ويتضح لنا الضلال ضلالاً؟ وذلك يعني – أسفاً - إني سأغادر تلك الدنيا الفانية من قبل أن اعرف أين كان الخير وتحت أي راية كان يحارب
’’ أن ضمير الفرد الأنساني أقوى ما يهدينا الى الخير، بل هو وحده سبيل الهدى الى الحق، ولكنه يخطئ ويضطرب ويحار، حين تعرض له أمور الحياة، ويكون عليه أن يختار بين أمرين لكل منهما وجه من الحق "
وإن كنت أرى أن الخير تركنا وُرفع مع عيسى عليه السلام إلى السماء، ورُفع عن الارض بوفاة خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، وبمجرد أن امتلك البشر زمام أمورهم، وأصبح لا خير بيننا، كل الأمر شر، وكل المحدثات شرور، هناك فقط من هو اقل سوءً وأطيب منقلباً، وهناك من هو قاس لاذع كلهيب جهنم. هناك من هو شيطان صغير، ومن هو إبليس الأكبر، ولو تواجد بيننا جبريل عليه السلام لقتلوه الناس أو وضع خلف القضبان سريعاً. فالخير لا مكان له فينا، والشر بمرور الوقت يتفحل ويزداد قوة، ربما يظل الخير في عاداتنا وفي اخلاقنا وفي صلاتنا وخشوعنا وركوعنا وسجودنا، وصيامنا وصداقتنا وزكاتنا، لكن بين حكامنا، تالله ألا يُحكًم بينهم بالحق والخير، فهم أهل الدنيا وانصارها، ويدعون الله بحسنات الحياة، وما لهم في الآخرة من خلاق.
السؤال التي طرحته الرواية في أول 50 صفحة، هل كان يرى بنو إسرائيل صلب سيدنا عيسى عليه السلام شراً؟ أم كان ذلك خيراً وقتها، وشراً بعد عشرة أعوام؟ هل كانوا الناس في روما يرونه خيراً؟ أم كان أمر شيطاني إسرائيلي لاغبار على ظلمه لنبي الله عليه السلام. فكيف سيحاسب الله الجماعة؟ الفرد يملك ضمير، والجماعة لا تملك ضمير، فأن ضمير الفرد لا يمنع الجماعة من أن ترتكب الذنوب، وأن الجريمة مهما تكن عظيمة وضخمة، تهون وتصغر بتوزيعها بين القبائل والأمم
’’ أن الجريمة مهما تكن مبينة يسهل وقوعها أذا وزعت توزيعا يجعل نصيب الفرد من ذنبها أصغر من أن يضطرب له ضميرة "
بنو إسرائيل، قوم الله المختار وشعبه المفضل على العالمين، قوم الأنبياء والرسل، وقوم الصالحين والعابدين والكهنة والحكمة، هم أنفسهم قوم الظالمين والطالحين وقاتلين الانبياء والرسل، الله كان يمهل بني إسرائيل فرصة دائما للعودة إليه، أمهلهم في مواقف كثيرة جداً وفي خلال قرون عديدة وتاريخ طويل، الله دائما كان يريد لهم العودة، وهم كانوا يريدون الفرار، لذلك صلب المسيح عليه السلام كان سبباً كافياً، لتشتيتهم وتفريقهم حتى حين، لرفع رحمة الله من عليهم، وقدوم الرحمة التالية من مهد العرب، من نسل إسماعيل عليه السلام، ليأتِ خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم.
’’ وهكذا حكم على المسيح بالصلب من أجل كفره بالله! فهل يبقى بعد ذلك لأحد ثقة في حكمة الانسان؟!. " " ان الجريمة تمت في ما يتعلق بالانسان حين حكم على المسيح بالموت، ولا ينقص من اثمها شيئاً ان رفعه الله اليه. " " ولم تتم هذه الجريمة الا لأنها وزعت على عدد كبير من الناس، لم يعد أحد يرى نفسه مسئولا عنها. "
فضيلة الحب، السمة الآلهية الأعظم، الصفة التي اكتسبها آدم من جنة الفردوس لا من فناء الأرض وترابها، الله هو الحب، المسيح يدعو إلى الحب والتطهر، وهكذا أتم الله دعوته وأكملها في القرأن الكريم، الحب لا يدعو إلى الكره ابداً ولا يستويان، ولا ينبغي لقلبك أن يحمل في بطينه الأيمن طهارة وحب عفيف، وفي بطينه الأيسر شر ورجس شيطاني خسيس. الكره من خطوات الشيطان وأعماله النارية بين أهل الطين، الشيطان يدعوكم إلى البغض والفحشاء، والله يدعو إلى المغفرة وجنات عرضها السماوات والارض، فمن تتبعون؟
’’ والناس يختلط عليهم الأمر فيحسبون أن حبهم للصديق لا يكون الا ببغضهم لعدوه، وأن حب الوطن مثلا لا يكون إلا ببغض أعدائه، وشتان بين العاطفتين فالحب لا يدعو إلى الشر أبداً، وإذا رأيته يدعو إلى الشر فأعلم أنه قد استحال في قلب صاحبه إلى بغض لعدوه ’’
وهل إعتدال الدافع يكفي لطهارة الفعل، وهل طهارة الدافع تغير من الفعل؟ نعم وألف نعم وأعجبني جدا عرض الكاتب لتلك النقطة وتفكيره السامي فيها، في حديث الحواريين قبل صلب المسيح عليه السلام. هذا الكتاب دعاني إلى التفكير كثيراً، كاتبه مفكر في المقام الأول، ثم كاتب في المقام الثاني، وبرغم ذلك يملك أسلوب أدبي رائع، وسرد منظم ولغة عربية عميقة، ويتنقل بين الأفكار والأحداث والأزمنة كيفما يشاء، دون ملل او رتابة للأحداث، ومع ذلك فالكاتب يعرض الأفكار بشكل روائي واضح، يوضح لنا تلك القرية الظالمة التي أهلكت البشرية إلى يوم يبعثون.
’’ وما فائدة طهارة الدوافع مادام العمل واحداً؟ أن الدوافع تستمر في النفس بعد أن يتم الفعل فتراها تنحرف بنا إما إلى الشر إن كانت شراً، وإما إلى الخير إن كانت خيراً فترى من عواقب العمل الواحد ما يكون شراً وما يكون خيراً طبقاً لما في القلوب من دوافع "
وجبة دسمة جداً من الفلسفة والفكر، مرهقة لحد كبير، مؤلمة في كثير من الأوقات، تبحث عن ماهية الحقيقة والحرب، هل كانت هناك حرباً – بأسم الدين او الوطن – حقاً ذات يوم؟ كيف لأبناء الوطن الواحد وأبناء الدين الواحد، وأبناء الجنس الواحد أن يقتتلوا فيما لا يملكون، فيما لا يدركون. من المعتدي ومن المعتدى عليه؟ من القاتل ومن المقتول؟ أيهما قتل الأخر، من فاز بالنصر وقتل ضميره، أم من فقد روحه وجسده وخسر وطنه؟ لا أعلم أيهما الخسران حقا لكن كلاهما ساء السبيل بهم.
’’ أما الدفاع عن الوطن بالاعتداء على الأعداء فهو باطل، يزينه الناس لرجال أخطأهم التوفيق، ولو كانوا أكثر حكمة لجنبوا قومهم الموت في سبيل أخطاء ارتكبوها، والذي يسوق قومه الى الحرب انما يقتل قومه قبل أن يقتل أعداءه، وكلا المتقاتلين يظن أن عدوه المعتدي، وأنه هو الذي يدافع عن نفسه وطنه، وهو وهم يخدعهم به رجال بين أمرين أم أن يكونوا لا ضمير لهم، ولا رادع، وأما أن يكونوا جهلاء مخطئين ’’
وايضاً أوضحت الرواية الكثير من أسرار العقيدة المسيحية، وبدايات الحقبة التاريخية لصلب المسيح عليه السلام، الشعور بالذنب والخطئية والمغفرة والمحبة العلامة الأكبر المميزة للعقيدة المسيحية، وبقليل من البحث ستجد الكاتب كان موفقاً في الخلفية التاريخية للرواية، رغم بالطبع إنها رواية معظمها موضوع من الكاتب، إلا أنه قرر بناء قصته على حقائق وتاريخ ملقح من الأخطاء والتطرف والتدين الزائد والرهبنة المبتدعة. وجبة دسمة كنت أبحث عنها كثيرا، رغم إني ألتهمتها ببطئ شديد، إلا إنها كانت الأختيار الأفضل لي في هذا العام حتى الأن.
من الروايات الرائعة التى استحوزت على من بداية قرائتها...فكثيرا ما كنت أقرأ روايات وأتركها للملل أو لكثرة السرد بها ... الكاتب يصف بصورة دقيقة التحليل النفسى والاجتماعى والسياسي للأشخاص بالرواية ويزيد من الجانب الانسانى .. فتقرأ الرواية وكأنها ترتسم أمامك أو كأنك تعيشها بالفعل .. وهى تحكى عن يوم جمعة - وهو اليوم الذى صلب فيه المسيح ...- عليه السلام وكيفية التحضير النفسى لهذا اليوم ...
فحتى إذا كان فى إنقاذ حياته منفعة كبيرة .. فإن فى تنفيذ الحكم عليه دون التدخل من الناس ..المنفعة الأكبر .. فتعلو القيم الانسانية وما يدعو الدين المسيحى له على إنقاذ حياة سيدنا عيسى بأمر منه
فتخيلوا معى .. ماذا سوف يحدث لو ذهب الحواريون و هدموا قيمة السلام والمحبة من أجل الغضب والانتقام ..وكيف كان سيؤثر هذا على ديانة يعتنقها معظم سكان العالم الأن !!
أتكلم عن السيد المسيح وكيف اتجهت القرية الظالمة لصلبه ..فهو ساحر مجنون على كلامهم بدأ الكاتب فى شرح بشكل مفصل ... التحليل النفسى والفكرى لكل من الشخصيات التى تعبر عن مجتمع بأكلمه
كسيدة أحال الدين بينها وبين حب زوجها وزوجها الذى يعبد النجاح والوصول إلى القمم
والبسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة .. من يعيشون فى كل زمان ومكان يستعبدهم النظم .. ومن كان غارق فى الظلام ويبحث عن النور بداخله .. ووجده فى النور الإلهى ثم انتقل الكاتب من التحليل النفسى والفكرى إلى التحليل الاجتماعى .. والسياسى وكيف كانت تتعامل النظم مع جنودها وكيفية تفكير كل من الجندى المأمور ... والقادة الممثلين لهذه النظم ...
وكيفية استخدامه للحروب لتبقى الجنود فى إنشغال دائم بمجد زائف خادع لا حق لهم فيه .. وكيف بنيت أسطورة الجندى المجهول .. والتى فى الحقيقة لا تفيد بشىء .. للأموات ولكن تفيد الأحياء من القادة ليبقى مجدهم ومصالحهم الشخصية فيرتفعوا على جثث من ماتوا
وكيف أن النظام القمعى يؤجل تحقيق الثورات والنظام الرحيم يعجل بها ... وكيف أن الناس يعبدون الأنظمة عبادة شديدة لكن حينما يضيقوا منها يقوموا بثورات لتبنى نظام أخر يعبدوه بعد النظام الأول
كيفية فكر الناس والجموع الغاضبة حين يغشي ضمائرها الظلام ..
أيضا .. كيف تأثر كل من الحكيم والفيلسوف وفكر كل منهما ... بما رأوه من ظلم هذه القرية وكيف يعاقب كل من يخالف النظم التى بنوها القادة أنفسهم
وفى النهاية ..اختتمت الرواية ..بجزء رائع يشرح فيه الكاتب بمنتهى البساطة .. الفرق بين القوى المحركة الثلاث للانسان ..القوة العقلية والضمير والقوة الحيوية .. وتوازن كل منهما ومقدار القيم الانسانية التى يجب أن تعلو فى كل زمان ومكان
وكيفيف صناعة الأصنام ..والتى ليست أوثان من الحجر ولكن أحيانا أشخاص أو قيم أو مبادىء ... تعبد أو ربما ديانة ما ...
وأن أهم ما فى الأمر هو التحرر ..وفى عيادة الله الخلاص =)
في رواية 1984 قال أورويل "الكتب الجيدة هى التي تقول لك ما تعرفه بالفعل!" أعتقد ان هذا الكتاب ينطبق تماما على هذه المقولة..
الدكتور محمد كامل حسين في هذه الرواية يناقش فلسفة الدين.. فلسفة الحياة.. فلسفة الحرية.. فلسفة الخير و الشر.. يناقش كل المعضلات التي تمر في عقل أي شخص عادي توقف مرة ليسأل نفسه عن المعنى و الهدف من كل هذا..
إذا كنت تبحث عن رواية بالشكل الروائي المتعارف عليه فهذه ليست وجهتك على الإطلاق.. إما إذا كنت تبحث عن كتاب سيثيرك عقليا.. كتاب سيجهدك ذهنيا.. كتاب سيجبرك على التفكير.. فهذا هو بالفعل الاختيار الملائم تماما!
الدكتور يستخدم الإطار الروائي كغلاف خارجي ليشرح لنا وجهة نظره بخصوص الفلسفات السابقة الذكر.. فالكتاب في حقيقته أشبه بمناظرات فلسفية أو مقالات طويلة أكثر من ان يكون رواية فعلية..
الجيد في الكتاب أن الدكتور لا يتبني وجهة نظر معينة.. بل أنه يتخذ من الحوار بين الأبطال وسيلة لعرض المشكلات الفلسفية من شتى وجوهها.. فلا يقول لك "خذ هذا هو الصواب .. هذا هو رأيي و ستؤمن بها غصبا و قصرا!" .. لكنه عوضا عن ذلك يقول وجهات النظر المختلفة و على القارئ التفكير و الخروج بنتيجة خاصة به..
الدكتور يتعرض لكثير من المحرمات أو التابووهات كما يسمونها.. يعرض الكثير من الآراء التي أعتبرها ثورية تماما في مواجهة الفكر الديني.. لكن بالرغم من هذا لم أشعر لحظة واحدة أن الدكتور يهاجم أو يحتقر الدين... أو يسخر ��ن رموزه و مقدساته.. بل بالعكس أنه يحاول أن يحدد تلك الثوابت و المقدسات و يبني عليها جوهر فكره بالكامل مع شعوري الكامل بأنه بالفعل مؤمن حقيقي..
اختلفت مع الدكتور في الكثير و اتفقت معه في الكثير.. لكن الحد الفاصل هو أنه يتكلم بحياد و موضوعية بل و الأهم من هذا يتكلم بناءا على ثقافة واسعة و فلسفة عميقة.. وهذا هو الحد الفاصل الذي يجعلني احترم محدثي حتى لو كان متعارضا معي في الراي..
شكرا للدكتور على هذه المتعة العقلية الخالصة التي لم أحظ بها منذ فترة طويلة جدا
" وهكذا حكم علي المسيح بالصلب من أجل كفره بالله ! فهل يبقي بعد ذلك لأحد ثقة في حكمة الإنسان ؟ إن الجريمة تمت في ما يتعلق بالإنسان حين حكم علي المسيح بالموت .. ولا ينقص من إثمها شيئاً أن رفعه الله إليه " ، في البداية أين ذهبت النجمة ؟ ، أعتقد أنها ذهبت في مشكلة واجهت كل قارئ لتلك الرواية وهي أن العنوان خدعه والرواية لم تشبع فضوله الذي قاده لإقتناءها لمعرفة تلك القرية ودورها في صلب المسيح بشكل أكثر إستفاضة .. ولكن إن الشخص يحتار في تصنيفها ما بين الرواية وكتب الفكر والفلسفة ، هي في الأساس رواية محورها الضمير والإيمان .. وعلي لسان أبطالها دارت العديد من النقاشات حول ماهية أمور معنوية وعقلية .. وعن الإيمان والإستدلال له عن طريق العقل أم القلب .. وعن السياسة والدين والتصادم الأخلاقي بينهم .. وفندت أيضاً العديد من المبادئ الوهمية الزائفة التي تتعلق بشرف الجندية وعظمة الحروب .. إذا أردت أن تقرأ عن أيام المسيح الأخيرة فبالطبع تلك الرواية ليست وجهتك التي سوف تشبع ما تريده من معرفه ، ولكن إذا تعثرت فيها لا تهملها فهي لا تناقش أمور عن الأيام الأخيرة بالفعل ، ولكنها تناقش أمور لا زالت قائمة وستقوم إلي يوم الدين .. لا تعليق علي الأسلوب الأدبي واللغة ، فأنت أمام المتعة الأدبية والثراء اللغوي .. ولكن عليك أن أردت قرائتها أن تتوحد معها أن تخضع كل حواسك للتركيز في كل حرف في تلك الرواية حتي تدرك سمو معانيها والمواضيع التي تتطرق لها .. وستفشل ، وهذا هو ما سيجعلك تعود إلي قرائتها مرة أخري .. ومتعة من جديد ، " لو كان الناس متعظين بشئ لكانت لهم في أحداث ذلك اليوم عبر وعظات ، ولكنهم لا يتعظون أبداً "
الرواية وجبة فلسفية من العيار الثقيل افكارها مثيرة للاهتمام و تدعوا للتفكير اعجبتني لكنني اتفهم من وصفها بالمملة فهي فعلا كذلك و اعتقد ان هذه نقطة ضعف الرواية الكبرى فكان بامكان الكاتب ان يصوغ نصا فلسفيا لكن بطريقة اقل املالا للقارئ
عندما يقرر الكاتب أن يكتب رواية تحيا طوال الزمن ، عمل أدبي كلاسيكي من الدرجة الأولي
ينقسم الكتاب إلي ثلاثة أقسام سأقوم بوضعهم حسب ما راق لي عند الرومان ، عند بني اسرائيل ، عندالحواريين أعجبني بشدة الجزء الخاص بعند الرومان تدور القصة في اليوم الذي سيصلب فيه السيد المسيح في قرية أورشليم لكني اري أن القصة ليست قصة قرية ستصلب المسيح صاحب الدعوة الجديدة والشاذة عنهم والتي ستؤدي إلي قلب المجتمع رأسا علي عقب إنها قصة كل مدينة وبلد ومجتمع في هذا العالم ، قصة كل صاحب دعوة يريد ان يغير الأمور إلي الأفضل فيقلق مضاجع الطبقات العليا فينتظره الصليب في نهاية الأمر ، إنه الحوار عن الخير والشر ، عن النفس البشرية ، عن أفكار فلسفية خلقها الكاتب في شكل حوار وجعلها تتنكر في شكل رواية لكي تحيا ، وبرغم ذمي ليوسف زيدان لكن هنا تمت الكتابة بشكل أكثر احترافية من الناحية الروائية
متعة هذه الرواية متعة عقلية خالصة لذلك قد يعيب البعض عليها ثقل الحوار فلسفيا في المقام الأول ثم لغويا في المقام الثاني ، ورغم متعتها العقلية بالنسبة لي فإني اخالف الكاتب في كثير من وجهات نظره الفلسفية واري أن الرواية تتارجح ما بين 3 -4 نجوم
تمت بحمد الله {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (157) النساء. كرواية فهي من أمَّل وأثقل ما قرأت من حيث السرد والتكرار وضعف الربط بين الأحداث ولا تستحق نجمة واحدة وبها معلومات خاطئة لا يمكن إغفالها وعلى سبيل المثال تكرار ذكر الأخرة وجهنم على لسان اليهود ومن المعروف أن اليهود عندما شرعوا في كتابة التوراة لم يدونوا أي حديث عن أخرة وحساب وجنة ونار وعقيدتهم دنيوية مادية بحتة أيضا ذكره للمقولة المنسوبة زورا للسيد المسيح عليه السلام والتي لا تعد الا افراط في مهاجمة النساء من كتبة الأناجيل - ككثير من نصوصهم التي تظلم النساء ظلما بينا - ولا اعتقد ان المسيح عليه السلام يمكن ان يخاطب والدته السيدة مريم بتلك اللهجة والطريقة فيقول لها "أيتها المرأة ماذا بيني وبينك" ويكفيني لانكارها قوله تعالى {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} (32) مريم
أما النجمتين فهما للشق الفلسفي في الرواية وأغلب أفكارها الرائعة والتي تحلل كثير من المصطلحات التي نأخذها بمحمل حسن دائما وقد تكون غاية الشرور مثل "الحب, الشجاعة, الوطنية, المجد, مصلحة الجماعة, القومية, الحرب... وغيرها" وخصوصا نهايات الرواية بدءًا من الجزء المعنون بـ عند الرومان لا انصح بقراءتها كرواية ولكن كفكر فلسفي وتحتاج كثير من التفكر والتدبر حتى لا يختلط عليك مقصد المؤلف.
هذه الرواية تحفة روائية فلسفية، قل أن نجد نظيرًا لها في أدبنا المعاصر، باستثناء عزازيل ..... شكرًا للشروق أن أعادت طباعتها استعدنا قراءتها 2016 .
يعود «محمد كامل حسين» في روايته «قرية ظالمة» إلى يومٍ واحد من التاريخ، ولكنه يوم «مشهود»، وهو ذلك اليوم الذي قرر فيه بنو إسرائيل -بإجماع الآراء- قتل نبي الله «عيسى» عليه السلام وصلبه، بعد أن جمعوا له «أدلة الاتهام» وساقوا كل الحجج القوية التي تجعله «مجرمًا» يجب أن يُقتل لحماية «المجتمع» منه ومن خطره وما يدعو إليه، هكذا بين عشيةٍ وضحاها يتحوّل نبي الله الذي يدعو للمحبة والعدل والمساواة بين الناس «مجرمًا» يجب أن يُحارب ويُقتل لكي يتخلص الناس من شروره!.
القرارات الحاسمة لا تبدو كذلك! منذ البداية يبدو الأمر «محسومًا»، لاسيما بين أروقة السلطة وصانعي القرار، ولكن أحداثًا ومواقف بسيطة وعابرة يسلط عليها «محمد كامل حسين» الضوء داخل تلك الأروقة، توضّح بجلاء أن الأمر ليس على ما يبدو عليه، فها هو «رجل الاتهام» (ممثل وكيل النيابة في عصرنا الحالي) تستوقفه زوجته بحوارها البسيط لتجعله يستعيد التفكير في ذلك القرار الذي بدا له «لا يأتيه الباطل من بين يده»، لم يكن القرار سهلاً أبدًا، لا على المستوى الخاص (بين رجال السلطة) ولا على المستوى العام بين عامة الناس، وها هو التاجر الحداد يسعى جاهدًا لأن يبرر للعامل الذي يصنع الحديد الذي سيصلب عليه «المسيح» أن ما يقومون به لا إثم فيه:
إن أكبر الجرائم إذا وزعت على عدد من الناس أصبح من المستحيل أن يعاقب الله أحدًا من مرتكبيها، فنحن نحاجه بالتوراة، وهو لا يجوز أن يخالف ما جاء في كتابه، وإذا كان الذي يعلم الجريمة لا يصنع أداتها، والذي يصنع أداتها لا يعلم عنها شيئًا فإنها تتم في سهولة، إن هذا التوزيع يجعل الناس في حيرة، أين يقع عذاب الله؟ هكذا ترتكب أكبر الجرائم دون عقاب، ألا ترى أن الله والناس لا يعاقبون أحدًا على ما يُرتكب في الحروب من فظائع يرتعد من هولها كل من يسمع بحديثها؛ ذلك أنها ترتكب باسم الجماعة، ولأن الذنب فيها موزع توزيعًا يجعل العقاب الرادع ظلمًا!. لم يقتصر الأمر على موقف «بني إسرائيل»، قادتهم وعامتهم، من قرار صلب المسيح فحسب، بل بدا أن أمر «الاختلاف» سمة عامة طالت الجميع في هذه الليلة، فلم يكن السيد «المسيح» وحده في هذه المصيبة التي ستودي بحياته، بل كان من حوله أتباعه المخلصين من «الحواريين» الذين يأتمرون بأمره وينتهون لنهيه، ولكن الخطب جللٌ هذه المرة والمصيبة محدقة بالجميع، فها هو نبي الله يتآمر عليه الناس ليقتلوه، فكيف يكون تصرفهم المثالي؟!، هل يتركون نبي الله يقتل؟.
كان اجتماع «الحواريين» وما دار بينهم في مجلسهم قبيل صلب المسيح، مشهدًا آخر من مشاهد الرواية المؤثرة ومركزًا حاسمًا لإدارة الأفكار وكيف يكون الاختلاف حتى بين أشد الناس حرصًا على الخير والصالح العام:
اجتمع الحواريون ينظرون فيما يجب عليهم عمله بعد أن أجمع «بنو إسرائيل» والرومان أن يصلبوا المسيح، ولم يكن على وجه الأرض أطهر منهم نفسًا أو أعظم خلقًا أو أنبل غرضًا، وكانوا يبحثون كيف يحقون حقًا لا مرية فيه، وكيف يمنعون ظلمًا لا ريب فيه. ولم يكن بهم ضعفٌ في العقيدة ولا في العزيمة، ولا تهيّب لخطر. ولم يستسلموا لشهوةٍ جامحة، أو أثرةٍ تخرج بهم عن جادة الصواب، بل كان يحدوهم حبٌ قويٌ خالص لوجه الله، ومع ذلك طال بهم الجدل واشتد النقاش، وتبادلوا تهمًا يعلمِ الله أنهم منها أبرياء، ولم يعصمهم من أن تدب بينهم البغضاء إلا صفاء نفوسهم وقوة إيمانهم. اختلف الحواريون فيما بينهم، ففي الوقت الذي رأى فيه فريقٌ منهم أنهم لا يصح ولا يمكن أن يتركوا نبي الله يُقتل بين يدي هؤلاء العصاة، رأى فريقٌ آخر وبقوة حجة أكبر أنهم لا يمكن أن يعصوا أمر نبي الله، ولا أن يلجئوا للعنف والقتال وهو داعية الرحمة والتسامح، واختلف الفريقان كل الاختلاف، وحمل كل فريقٍ منهم حجته القوية بشتى الوسائل، ولكن الأمر انتهى إلى الاستسلام بالأمر الواقع، وليقض الله في أمر نبيه ما كان مفعولاً!. وبعد هذا كله، من حالة التردد والعصف الذهني العام بين أفكار كل فريقٍ وطائفة، يأتي رأيٌ راسخ وشديد الأهمية:. في إضاءات http://ida2at.com/unjust-village-hist...
قريت الرواية يه فى توقيت مثالى ..أكاد أيقن انه علامه من علامات الله لكى تضاء لى جزء من اجزاء الحقيقة وانا بقراها كنت ديما بتردد فى دماغى أغنية الشيخ امام "
"اذا الشمس غرقت في بحر الغمام
ومدت على الدنيا موجة ظلام
وغاب البصر في العيون والبصاير
وتاه الطريق في الخطوط والدواير"
الرواية تروى احداث يوم الجمعة الذى حكم على المسيح فيه بالصلب* وسواء صلب ام رفع الى الله فلقد وقعت الخطيئة وضل الناس واقبس من الرواية "فى أحداث يوم الجمعة ذلك كل عوامل الضلال والخطأ..وفى كل يوم من أيام الحياة تتكرر مأسى ذلك اليوم "
* الرواية صراع بين العقل والضمير معظم من شاركوا فى الحكم على المسيح ضميرهم دلهم ان تلك خطيئة ولكن العقل أضلهم وايضا الجماعة حيث تفرقت الخطيئة على الجميع فاصبح نصيب كل فرد قليل منها.. ان اكبر الجرائم ترتكب فى سهولة و يسر ..اذا وزعت توزيعا يجعل نصيب كل فرد أصغر من يضطرب له ضميرة !!!!
فى كل صفحة حكمة ما وضعة بحبكة رائعه ...
أخيرا أعتقد ان كل فرد هيقرا الرواية ديه هتضيىء له جزء من الحقيقة مختلف عن غيره ...بل واعتقد انا لو قريتها فى المستقبل فى ظروف مختلفه هتنور ليا جزء مختلف من الحقيقة وهذا هو ابداع الكاتب
أحزن كثيراً حينما يكون هناك قراءة جماعية لعمل ولم أستطع قراءته -وهذا نادراً ما يحدث- وكان نصيب هذه الرواية أن تكون مع عمل آخر ولم أستطع قراءتها لكن يشاء القدر أن أجدها صوتياً وأعتقد بأني استمتعت بها سماعياً أكثر مما كنت سأفعل لو قرأتها؛ فالرواية مليئة بالحوارات والمنولوجات الداخلية الفلسفية العميقة التي أحب الاستماع إليها بصوت آخر أكثر من قراءتها. __ اختار الكاتب لروايته يوماً واحداً فقط لتدور فيه وهو آخر يوم في حياة المسيح وتأتي الرواية على لسان أصحاب الرأى بالصلب ومن أيدهم ومن عارضهم وبعض الشخصيات المشهورة في عهد المسيح مثل مريم المجدلية والأحبار وغيرهم. __ رواية نفسية فلسفية متوسطة الحجم عظيمة الأثر!
رواية عظيمة عن قصة صلب المسيح سرد شعري قوي في يوم واحد فقط من حياة بنو أسرائيل اليوم الذي حمله فيه السيد المسيح للصليب ، فحولوا أورشليم من قرية اخصها الله باحتضان رسالة السماء إلي قرية ظالمة و جحيم مظلم . الأبعداد الدلالية و الفلاسفية و القضية التي طرحها المؤلف و التي يعاني منها البشر علي مر العصور .. أخطر القضايا في أسلوب سردي شعرية كلوحة بيانية جميلة . الرواية من أعظم ما قرأت .. و تستحق القراءة أكثر من مرة .
كتاب أدبي الطابع فلسفي المضمون، مترع بالتأملات والحوارات التي تمثل ماتناقض من تيارات وتوجهات وأساليب.
تدور أحداث الرواية -القليلة- حول إرهاصات الحكم على المسيح بالصلب وتصور تعامل كافة اﻷطراف مع رسالة المسيح: الرومان، الحواريون وبنو اسرائيل؛ مابين مؤمن ومفند، مسالم ومحارب، روحاني ومنطقي.
اعجبتني قصة مريم المجدلية، وكذلك الحوار اﻷريب بين الفيلسوف والحكيم بالقرب من نهاية الرواية. كما أن الجو المفعم برسالة المسيح وعظاته حري ببث الطمأنينة والحبور في نفسية القارئ. ثم يختم الكاتب الرواية بفصل فلسفي يطرح بحذق ودارية نظرية أن النفس البشرية تنقسم إلى ضمير، وغريزة وعقل ثم يخلص إلى شكل التوازن المفترض بينها.
توقعت أن أقرأ أكثر عن حياة المسيح أو أقواله أو حتى عن اﻷحداث التي سبقت رفعه إلى السماء، إلا أن ذلك لم يكن من أهداف الرواية كما يبدو. من الجلي أن الكاتب أراده كاتبا يناقش فيه أكثر مما يروي، و يدعو إلى التأمل وليس مجرد الإنصات.
رواية بها مضمون فكري جيد الفكرة كانت جذابة في الأول ومعالجتها كانت جيدة معظم مضمون الرواية بيدور ويدور حوالين فكرة الضمير الإنساني وما يقبله وما يرفضه ومنه بيتكلم على بشاعة الجماعات اللي بترتكب أبشع الجرائم ساعات لإنها بلا ضمير وبلا عقل الجماعة الصاخبة اللي بيتغير فيها الفرد وسلوكه وقد إيه بتصعّب على الشخص التراجع أو أن يكون أكثر تعقلا إزاي ممكن يختلف رأي الفرد وهو لوحده عن وهو في وسط الجماعة بصخبها وده إزاي فعلا ممكن يقود لقرارات جنونية بأقل قدر من الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير لإنه الذنب اتقسم على أفراد كتير تجمّعهم في الخطأ قلل أي شعور بالتأنيب رغم فداحة الجرم كمان من ضمن الأفكار اللي اتطرحت هي محور مسرحية (ثورة الموتى) لأروين شو وهي من الأفكار اللي تقع في اهتماماتي فكرة القادة اللي بيبعتوا جنودهم يضحوا بحياتهم ويفقدوا سنين عمرهم وحياتهم وهما مش عارفين بيحاربوا مين وليه وعشان إيه كل ده...كل حاجة بتضيع لأجل مجد كاذب إذا أصلا تحقق
رواية تحتوي ثلاثة فصول ، كل واحد من زاوية و منظور إنساني و فلسفة و رأي أصحابها من قاطني أورشليم في الحكم على السيد المسيح عليه السلام بالصلب ، بتنفيذ المحتل الروماني و مباركة قتلة الأنبياء .. الفصول هي : عند بني إسرائيل ، عند الحواريين ، عند الرومان .
* إنما يرهق أمثالك أنهم يرون الحياة سباقا ، ومن رآها كذلك فلن يقنع بشيء ، و لن يرضى عن نفسه ، و لو أوتي مُلك القياصرة. و لو أنهم راضوا أنفسهم على أن الحياة ليست سباقا ، و إنما هي تحقيق ما رُكِبَ فيهم من قوة و قدرة، و لو أنهم علموا أن كل واجبهم أن لا تقصر همتهم عن تحقيق ما خُلِقوا له، و ما رُكِب في طباعهم من قوة أو ضعف، لأتفق لهم بذلك كل ما به يسعدون.
اظن ان مؤسسات النشر تعاني خللا فضيعا في وضع كل كتاب في خانته الصحيحه .. ليس لهذا العمل اي علاقه بالروايات ، هو كتاب تربوي ، تثقيفي ، غرضه تصحيح المفاهيم وتوسيع المدارك ، الكاتب عبقري بكل معنى للكلمه ! استطاع ان ياخذ مشهدا واحدا وهو صلب المسيح عليه السلام وحبك شخصيات لا اسم لها ولا هويه ، شخصيات تخاطبك وتثير في نفسك الاضطراب بوجهات نظرها المتعدده فما تكاد ان تستقر نفسيا على رأي حتى يأتيك رأي عكسي تستسيغه نفسك ايضا ! تطرح عليك الصراعات الازليه وتفسر لك امور الدين على حقيقتها المجرده ، نصيحتي الوحيده هي ان تقرأ هذا العمل في جو من التركيز وان تعيد قرآءه المفاهيم مره تلو الاخرى ، انتهيت منه وانا ضائعه عقليا ومبهوره ومتاكده ان انتشار كراهيه الاديان يحمل نصف اوزارها المتدينون ، لو اننا فهمنا الدين حقا لما كنا وصلنا الى هذا الحال . كما انني خرجت بكم كبير من الاقتباسات والاجوبه على المجادلات الدينيه !