"قلبي الليلة مرهق بجرح، حزين كالمطر الأسود، في محطة قطار فقيرة نائية.. حتى الأصوات، تؤلمني، حتى كلمات الحب ترهقني... فقلبي الليلة مرهق كجرح، وكل ما حوانا يتوق إلى الصمت والسكينة... ولكن الناس يمارسون الكلام مستعيضين بالصوت عن المعنى، يثرثرون... يثرثرون... ولا يصمتون لحظة واحدة، ربما خوفاً من سماع صوت أعماقهم، كلمات... كلمات... كلمات، تتطاير في الفضاء...". هكذا تطل غادة السمان من شرفات الكتابة: في أعماقها يقين المغامرة، وفي كلماتها بعد يحتضن فضاء الداخل وضوء يفترس ظلام الخارج. وهي في هذه النصوص كما لم تقرأها أبداً... يبدو الحنين عندها وكأنه حنين إلى المطلق.
English: Ghadah Samman. غادة أحمد السمان (مواليد 1942) كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية عريقة، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه. أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.
:الدراسة والاعمال
تخرجت من الجامعة السورية في دمشق عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي، حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت، عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي. ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965. ثم سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها. ورغم أن توجها الفكري اقرب إلى اللبرالية الغربية، إلا أنها ربما كانت حينها تبدي ميلا إلى التوجهات اليسارية السائدة آنذاك في بعض المدن العربية وقد زارت عدن في اليمن الجنوبي في عهدها الماركسي وافردت لعدن شيئا من كتاباتها. كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان وجيلها، يومها كتبت مقالها الشهير "أحمل عاري إلى لندن"، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" وأثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي وكتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد أدبية ستكتبها لاحقا. في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكرة وسلوكه. في أواخر عام 1974 أصدرت روايتها "بيروت 75" والتي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب الأهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية. مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهم الروائيين والرئيات العرب.
هنا نجد غادة السمّان وهي تعتقل العديد من اللحظات وتخلّدها للأبد عبر شعرها هذا. مشاعر متضاربة متناقضة تُخرجها للملأ وتشاركنا بما سكن كيانها واحتل عرش قلبها. حس مرهف وتفاصيل لافتة. هناك مقاطع تقرأها وتتعجب من دقتها وغرابتها في آنٍ واحد. كيف خطر ذلك على بالها وكيف تمكنت من صياغته بهذا الشكل. مشاعر كثيرة منها المفهوم ومنها اللامنطقي والغير مفهوم.
الحب اكذوبتي المفضلة لانه يخدرني عن التفاصيل و اللامعنى ...و يفجرني ... ***انا اختار الحب و لا يهمني كثيرا اختيار الرجل..ليس مهما ( من ) أحب المهم ان اكون في ( حالة حب )***و لانني اسمع باستمرار تكات ساعة الزمن بصوت عال كطلقات الرصاص اعي باستمرار:ان كل لحظة قد تكون اخر لحظة و كل لحظة تمضي هي شيء فريد و ثمين ما دامت لن تكرر...و لنقض على حبي و افترسه !***و ما دام لا غد لن و ما دام لا غد لنا لماذا لا نعيش دورة حبنا باكملها في يوم واحدبعيدا عن التطويل و الإطناب ؟؟
أنهيت قبل أيام قراءة (اعتقال لحظة هاربة) الواقع تحت التسلسل الخامس لأعمال غادة السمان غير الكاملة أحببت أن أقتبس ما أشار أسفله قلمي :
اعتقال زخة مطر ملون :
تنهدتك زمناً .. و كانت المسافة بين جرحي و غرورك ليلة احتضار .. و كانت المسافة بين صرختي و أذنيك قارة لا مبالاة و كانت المسافة بين رأسي و رأسك وسادة شوك ... و ها أنا أجلس في المكان العتيق و قد فرغ تماماً من حضورك ...
- - - -
اطلاق سراح لحظة معتقلة :
أين أنت ؟ بعيد كذكرياتي داخل رحم أمي و قريب كجلدي
- - - -
اعتقال اشارة استفهام ! :
يا غريب إلى أين تذهب الأغاني بعد أن نسمعها ؟ ...
إلى أين تمضي كلمات الحب بعد أن نقولها ؟ ..
إلى أين ترحل اللحظات الحلوة بعد أن نعيشها ؟ ..
إلى أين يذهب لهب الشمعة بعد احتراقها ؟ ..
إلى أين تذهب لمساتك بعد أن تمضي يدك ؟ ..
أين يذهب البرق بعد انطفائه ؟ و عواصف الغابات بعد رحيلها ؟ و الشهب بعد احتراقها ؟ قل لي إلى أين لأنتظرك هناك يا حبيبي
* ترجم هذا النص إلى الانجليزية
- - - -
اعتقال عين تقاوم المخرز .. ( و العين تقاوم المخرز ) ..
ذات يوم، كان حبك مؤلماً كالجرح الذي يسببه طرف الورقة : موجع ، و حاد ، وردي النزف ، صامت ، و سري ... و يعرفه كل من عايش الورق الحاد الأطراف ... الذي يحدق فيك بعد أن يجرحك بعينين ناصعتي البراءة و البياض ..
_ _ _ _
اعتقال لحظة ذل :
و يوم افترقنا ... وقفت أمام المرآة فلم تظهر فيها صورتي ، و كان لا أثر لي ... و وقفت فوق الميزان في الصيدلية فلم يتحرك المؤشر و ظل يشير إلى الصفر ... و وقفت أمام قاطعة التذاكر و طلبت مقعداً في السينما فلم ترني ، و باعت الواقف خلفي ...
وحده الفن قد ينجح في اعتقال لحظة هاربة ما دون أن يقتلها أو يموت بموتها *** فقلبي الليلة مرهف كجرح و كل ما هو أنا يتقو الى الصمت و السكينة ... و لكن الناس يمارسون الكلام مستعيضين بالصوت عن المعنى يثرثرون ...يثرثرون... و لا يصمتون لحظة واحدة ربما خوفا من سماع صوت اعماقهم كلمات ...كلمات ...كلمات تتطاير في الفضاء سحابة كثيفة من البعوض تقتحمني تكاد تخنقني تضيق انفاسي ... كلمات ...كلمات ...كلمات.. *** لقد تعثرت وسقطت مرة تلو مرة وصار جبلي هوة وسهلي مستنقعا... لقد احترقت مرة تلو المرة وشاهدت الشمس تصير لهبة شمعة والعمالقة يتحولون اقزاما... لكن شيئا من ذلك كله لم يستطع إطفاء تلك الجمرة المشتعلة ابدا في اعماقي
السؤال اللي كان بيرن ف عقلي بشكل مستمر هو انا ليه مكمل ف القرايه؟ من أول الاهداء وانا عيني مدمعه يبقي انا مستني ايه؟ وجع قلب صافي مفهوش اي هزار أو رحمة هي تعرف ماذا تفعل ب قلبك بشكل واضح تلك القبضة الابدية الممسكة بروحك احساس ايوه انا عارف دا معناه ايه
الكتب لا تصنيف له عاوز تقول شعر او نثر او كلام او قصص قصيرة قول اللي انت عاوزه
بالنسبة لي انا كنت حاسس اني قاعد معاها ف مخيم لاجئين بعد الحرب الاهلية اللبنانية تحكي لي قصتها ونقوم من وقت للاخر نلف طبيعي جدا أن تحب غسان كنافني
أراهم الان يقرأون الشعر لبعضهم البعض
الاكيد اللي يكتب كلام شبه دا
انه العقاب... ان تكون لك ساقان مختلفتان و ليل اخر و فراش اخر و حلم اخر و قدر اخر و اصدقاء آخرون و درب اخرى و أن احبك!... *** انه العقاب ان تمضي كائنا مستقلا ان تفكر باشخاص باشخاص لا اعرفهم و تتذكر احداثا لم نعشها معا و تحاور اصواتا لم اسمعها و تصافح أي لم المسها و أن أحبك!... *** انه العقاب انهم قصوك من ضلعي و منحوك جدسا غير جسدي و ذاكرة غير ذاكرتي و نزوات غير نزواتي و عمرا غير عمري و أن أحبك بعد هذا كله !
22/10/1977
او
اعتقال القاتل و القتيل معا ...ها انا انتهي كالعادة مع رجلين احدهما كنت احبه و الآخر صرت اكرهه و كلاهما أنت!.. ** لقد انتصب جدار بيني و (بينكما) عبثا احطمه بمعول التفاؤل الزجاجي *** آه ماذا تقول ( لكما) من قلبها موجة ملونة استسلمت لمراكب الرياح النارية آه ماذا تقول ( لكما) من نسيت ان الحب حفنة غبار مضيء على شاطىء رمال الزمن عبثا نعتقله بين الأصابع كطفل بريد امتلاك حفنة رمل في يده... و لأنه يشدد قبضته عليها تنزلق من بين تنهدات اصابعه... *** و ها انا انتهي كالعادة مع رجلين رجل خذلني و رجل خذلته و كلاهما انت ... رجل قتلني و رجل قتلته و كلاهما انت رجل احببته و رجل كرهته و كلاهما انت *** و ها انا من جديد وحيدة و معزولة و يتدفق من عروقي دم اخضر كنزف غابات تتوجع على امتداد الافق دونما نهاية ... و عبثا اعمر بيت سكيني بهدوء النملة و عبثا الملم ذاتي الممزقة ( بينكما) *** .. و ها انا انتهي كالعادة مع رجلين احدهما كنت احبه و الآخر صرت اكرهه و كلاهما انت!.. *** اطوف في خرائب حبنا و الزمن كلب يعوي في اثري و يطاردني ناهشا اطراف ذاكرتي... و البلابل المعدنية تزعق بحناجرها النارية المنصهرة و الفرح يولي الادبار .. و اكاد اعلق في صنارة الشوق و اتدلى منها في شحوب الغابة مثل مشنوق على شجرة الفجر *** و تطلع الي من رئتي فيموت الانتحار منتحرا!.. *** لكن نجوم النسيان الخضراء تسارع لتنبت بارضي المحروقة و اخلعك عني كما تخلع الافعى ما كان بعضها و انضوك عني كما ينضو الجريح كفنه وقت الغروب ليرتدي شمس الغد *** وداعا لرعبي من عذوبة احدكما و شراسة الآخر ... وداعا لسحر احدكما لمسة الموت الخاطف للآخر! *** وداعا حنان الدفء الربيعي يعقبه العنف الصقيعي البارد و عنف المناخات اللانسانية و الصمت المشحون العدواني الصمت الصراخي الفتاك وداعا ايها السيدان معا: القتيل و القاتل ....
أو
تحبني ؟ إذن أنت خصمي الوحيد! *** اذا كنت معي فأنت ضدي ! *** تحبني ؟ هل تعرف كيف ترتق ثقبا في القلب ؟ و كيف تخيط انابيب الايام الحزينة النازفة في روحي ؟ و كيف تربط الكمامات على صرخات بلا افواه في داخلي؟ و هل تقدر على ايقاف احتضار الروح ؟ *** تحبني ؟ اذن انت خصمي الوحيد و كل خيانة صغيرة طالما اقترفتها ( سرا ) هي (بروفة) لخيانة الحياة لنا و كل كذبة صغيرة هي موت صغير يذكرني بكذبة الحياة الكبيرة التي عبثا نبتلعها كل مساء مع اقراصنا المنومة و المخدرة ... و كل غلطة صغيرة منك هي جريمة بحق الفرح لانك تكشف لي كم هو هش و زائف *** تحبني؟ اذن انت خصمي الوحيد... لكن الألم لقحني ضد الكلمات الناعمة العذبة كعذوبة لسان الافعى ... و صارت لدي مناعة ضد حبك الخطر... انا المرأة المصفحة بالكدمات اتقنت فنون الالم قبل الحب و اشهد ان هذا الذي يلتمع في يدك هو نصل خنجر لا هلال وفاء فانا ابصر جيدا لانني مغمضة العينين معك! *** تحبني ؟ اذن انت خصمي الوحيد و حين الاطفك احسني مثل محكوم بالاعدام يبدي اعجابه بالكرسي الكهربائي و يغازل حبل المشنقة ويراقص الجلاد 12/4/1977 ............................ ليس من المنطقي ساعاتها اننا نقول انها مجرد أديبة ف الموضوع تعدي فكرة الادب دخل ف مرحلة الوجع الصافي
أول عمـل أقرأه لغادة السمـان وبالتأكيد لن يكون الأخير
..
أسلوبها وطريقتها مميزة
لغتها بسيطـة فى مفرداتها . عميقة فى معانيها واحساسها
ويـــــآآه على كم المشاعـــر والأحاسيــس التى تصفها
احساس رآئع تشعر به وأنت تقـرأ كلماتها التى دونتها بعنايـة
...
<< اعتقال تناقض>>
آه كم أكره أن أحبك و أن يسكنني كل لحظة ذلك الوجع الغامض بك و التوق اللامحدود لسماع صوتك… *** آه كم أكره أن أحبك و ان يغمى على ايامي و تستحيل صفراء و باهتة كصفحات كتاب عتيق منسي في الغبار *** آه كم أكره أن احبك لأعود تلك المهرة البيضاء الراكضة في براري الفضول الرافضة لأي لجام أو كابح… آه كم أكره أن لا احبك و اعود تلك الذئبة التي تاكل بقية الذئاب او ياكلونها … بدلا من تلك الحمامة البيضاء حارة و نابضة كقلب حي عار *** آه كم اكره ان احبك و تخترقني كحربة و تتجول داخلي بحرية كشبح أثير في بيت مسكون *** آه كم أكره ان لا احبك… و كيف لا احبك و فيك شيء من الصخور و الغابات و الرياح و ازهار الصبار و العواصف و الورود الوحشية و الينابيع و المعادن المائية و العناصر و الحلم و كل ما هو مهيب … و ازلي في عمرنا الهش؟
.........
<< اعتقال خيبة ترتدى الحكمـة >>
والحب حصـان أبيض أسطورى من سقط تحت سنابكـه تمزق فى حفرة من الوحل وبكى طـويلاً ريثمـا تلتثم جـورحه.. ومن سـاسه وامتطـاه رحـل به الى دنيا خرافية السحـر المهم أن تمتطى الحـب لا أن يمتطيك ... ولا تخلع أقنعتــك فى دهاليز الحــب بل أحكم الصاقها على وجهـك وعلى جــراحك وخفايا روحـك
فكـل قناع ينزلق قليلاً تتلقى فى موضعــه طعنـة حادة
..... فالحـب كما نحلم به
هـو حلم خُلق لنحلم به فقط .. ومن يمــآرس حبه بصدق يتمــــــزق كأى حـآلم يصــر على استمـرآر حلمـه حتى بعــد أن يغادر فــراشـه .. !!
آه كم قلت لك أنّ الرصاصة التي تُطلق لا تُستردّ... •••••• أحببت فيك الحلم. فكيف اغتلته؟ •••••• أنساك؟ كمن يحاول حفر نفق في الجبل بإبرة.. •••••• يثرثرون...يثرثرون ولا يصمتون لحظة واحدة ربّما خوفاً من سماع صوت أعماقهم •••••• من الصعب أن تظلّ حيّاً حين يموت كل ما حولك الأبواب والنوافذ والأفق والمطر والمحراث والأشجار والإنسان الذي أحببت أحببت...أحببت •••••• وسأكتب لأنني لا أتقن شيئاً آخر ولا أمقت شيئاً آخر ولا أعشق شيئاً آخر..
أسأل الله لكِ يا غادة أن تفهمي معنى الحب و تفرقي بين الحب و بين النرجسية و بين الحب و بين الامتلاك .. بين الحب و بين الرغبة في التحكم
ففي كل أشعارك و كتاباتك تتهجمين على من يحبونك وتتهمينهم بالخيانة أو اللامبالاة تمنيت أن أقرأ مقطعاً واحداً فقط عن الحب الخالص الصافي الذي لا اتهامات فيه و لا لف أو دوران .. و لم أجد
و لكنك بارعة يا غادة بارعة في انتقاء الكلمات و بارعة في رصفها غريبة هي كلماتك أحياناً .. و مبهمة هي تصاويرك و لكنها و بطريقة ما تتفذ إلى القلب و تُلقي فيه ما يجول بخاطرك
كان هذا الكتاب من أوائل الكتب التي اقتنيتها في حياتي و هو الكتاب الأول الذي اشتريته لـ غادة لذلك له مكانته الخاصة جدا في قلبي ، من لم يقرأ لغادة عرابة الادب إذن لم يعرف أن يسبر غور الكلمة ولا ان يسير في شعاب الحرف ولا دروب العبارات أو بالاحرى لم يعرف ابجديات الحب
لا تستطيع أن تقرأ أي كتاب لغادة السمان من غير أن تسأل من أين تأتي بهذه الكلمات... ماذا كانت تشعر... ماهي الحالة التي كانت فيها... ماذا كانت تفكر... الكتاب عبارة عن مجموعة من اللحظات المعتقلة كتبت في السبعينات ولكنك ستشعر عند قراءة الكتاب بأن بعضها كتب خصيصا للتعبير عن لحظة تمنيت لو بإمكانك اعتقالها من اللحظات التي تركت أثرها في قلبي وعقلي:
فليظل الشريان نابضاً.. معلقاً بين الحضور والغياب... على أسوار الليل والترقب... وليظل الحلم نائياً.. كندف الثلج فوق الذرى... لئلا تدوسه أقدام الواقع اليومي الموسخة... لا أريد حبا... أريد حلما... لا أريد جسداً ..أريد ظلاُ.. هل تعني لك شيئا هذه اللغة!... أم تراك مثلهم جميعا ستقرأها دون ان تقرأني...
آه كم حدثتك عن حبي... دون أن أدري ... انني كنت أتلو مزاميري على طائر مهاجر... آه كم قلت لك... إن الرصاصة التي تطلق... لا تسترد... وإن حبي ليس مقعداً في حديقة عامة... تغادره حين يحلو لك... وترجع إليه متى شئت...
آه كم كررت لك ... إن رداء الحب... شفاف كجناح الفراشات... وإن خدشه لا يرفا بإبرة النسيان... آه كم حذرتك من اللعب بفأس العبث... في غابة الحب... لأن أشجارها تحمل إلى الأبد... أي كلمة حلوة تنقشها على جذوعها... وأي جرح.. أي جرح
ولكنك لم تصدق ... ان مخمل قلبي... يستطيع أن يصيير فولاذاً... وأن ينابيعي المتفجرة في مواطئ قدميك... تستطيع أن تستحيل صبارا ناريا... مسموم الأشواك ...وان كلمة وداعا ... صارت تعني ببساطة : وداعا!!.. هل يمكن للابتسامة ... أن تشرق ثانية... على شفاهنا المغسولة بالدم... كل منا بدم الآخر؟!...
الحب أكذوبتي المفضلة... لأنه يخدرني عن التفاصيل واللامعنى... ويفجرني... أنا اختار الحب ولا يهمني كثيرا اختيار الرجل... ليس مهماً (من) أحب... المهم أن أكون في (حالة حب)..
الصدى... استمرار الحياة عبر شريان الموت الموهوم... الصدى... صرختك الصامتة... والرصاصة تخترقك... بعد أن أخطو فوق جسدك ... نحو عصفور الفرح الذهبي ... الذي كنا نطارده معا... حين اصطادوك... لأتابع المحاولة...
أتعذب قليلاً لأجلك... فقد شاهدنا السحب معاً... أنت وأنا... شاهدنا الجبال معا... لمسنا العشب معاً... وانصتنا إلى انهمار المطر معاً..بكينا معاً وهذينا معاً... واحتضرنا معاً في ليالي غربة الروح...والآن نغتال ذلك كله؟...
آه موجع وحاد... هو شوقي إليك... حتى ليكاد يشبه ألماً جسدياً... وتأتيني أيامنا كرمال موجة... تجرحني على حباتها... وتأخدني إلى صدرك.. ثم تردني إلى شاطئ الليل... في علية الموسيقى ةالصخب والنسيان..
. اشعر أن أنبل مافي أعماقي يموت... إنني استحيل إلى امرأة جديدة... لا أعرفها... وإذا التقينا... فلن تعرفني أنت أيضاً... أحببت فيك العبير لا الزهرة...النبض لا الجسد... حفيف الريح عبر أغصانك... لا الجذع الخشبي... أحببت فيك الحلم ... الحلم... فكيف اغتلته؟..
التقينا ومن يومها... اقتادني حبيبي إلى الليل... ولم يطلق سراحي...
ولم تسأل عني!... سألت عنك يا حبيبي ... العناوين كلها التي أعرف... سألت عنك فندق الليل ... وشارع الأمواج... وأزقة الشواطئ كلها... وعلى شاطئ البحر انتظرتك... وكان رأسي ينبض كقلب... وتوقعت أن أراك قادماً إلى حياتي(عكس التيار)... وانتظرتك... سألت عنك حديد الكورنيش الصدئ... وقرات اسمك... مكتوبا بحشائش البحر في القاع.. وناديتك... وأحببتك حبا غير داجن... ينتشر ويتسع... كالنباتات الليلية الملعونة... وصرخت باسمك من قاع الانتظار.. وعلى سطح الماء اتسعت دوائر العنفوان... وانتظرتك... كفلاحة ومرهفة كجرح...
تنهدتك زمناً... واسلمتك مقاليد روحي... فبعثرتني على أجنحة الطائرات... ومزقتني ونثرتني... مطراً ملوناً في ليل الغرباء... لكنني رددت في ليل الفراق... أينما كنت سأكون معك... أينما كنت ستظل معي... حتى ضاع صوتي... ولم تترك لي الخيار... كان علي أن اختار ... بين موتي معك ... أو موتي بدونك... فاخترت أن أرمي بزمننا... على قارعة النسيان... علني أنجو منك...
القصف قد هدأ... ورائحة البارود تلاشت... وخرجنا من جحورنا... الصراصير والفئران ونحن... حضورك كثيف وآثر... مفرط الحنان... وكل ماهو أنا... ينبض حباً لك... برقة متناهية ... وكل ماهو أنا... مسكون بالسلام في حضورك...
تنطلق رصاصة ... ويتمزق المساء!.. جبئني واختبئ في داخلي!...
آه الصمت... واشتهي لو كان حبيبي سمكة ... يسبح إلى جانبي بصمت... يحد�� في وجهي بصمت... ويحبني بصمت... ويهجرني بصمت..
لقد تعثرت وسقطت... مرة تلو المرة... وصار جبلي هوة... وسهلي مستنقعاً... لقد احترقت مرة تلو المرة... وشاهدت الشمس تصير لهبة شمعة.. والعمالقة يتحولون أقزاماً...لكن شيئاً من ذلك كله... لم يستطع اطفاء تلك الجمرة ... المشتعلة أبدا في أعماقي...
قبل أن تضجر... علمني كيف أدير خدي الأيمن... لمن انتهى للتو من ألتهام خدي الأيسر... وعلمني ... كيف أصلي بصوت عال ... من أجل الذين قطعوا لساني... وكيف أمزق رادار الوعي المنتشر كشبكة عنكبوت على طول روحي... علمني كيف امنح ببراءة للذين يتاجرون بي بإجرام... علمني كيف أحب أصدقائي وأنا كفيلة بحب أعدائي!.
واختلطت العناصر... وسكنت الحياة في الموت... ولولاك... لولا حلمي المحموم بك... لولا يقيني بولادتك شابا مفترسا... لولا انتظارك... لانهرت على الشاطئ... مثل قذيفة فارغة... لم تصب هدفها...
حذار من ذاكرتي المثقوبة ... فقد تتسرب أنت أيضاً عبرها... ذات يوم!.. أنا المرأة التي لا تدمع... لأنها لا تعرف من الفصول غير فصل الحب... وسأظل أحب وأحب... أحبك الآن بصدق... كما أحببت الآخر قبلك بصدق... وكما سأحب الرجل الآتي!...
وحيدة اكتشفت نفسي... مثل طفلة سقطت خلسة من باص المدرسة...ووحيدة كنت معهم... ووحيدة أنا بدونهم.. ووحيدة أنا بدونهم إلى الأبد!
الآن أشلائي متناثرة فوق سريري... وعلى جانبيه... رأسي المقطوع قرب الوسادة... يدي تحت المنضدة.. قدمي في الناحية الأخرى من السرير.. يركض حولها صرصار...أرى بحياد.. أن أحدا لم يقس علي... وأنني أرغب حقا... في أن تكون الأشياء كما هي عليه .. وأن أظل وحيدة مع موسيقاي وجنوني وأقلامي وأحزاني وأحلامي... وشريط الهاتف المقصوص يشهد علي... وتهربي المستمر منهم كقطرة زئبق .. يشهد علي
مازلت انتظر رجلا لا أعرفه.. كي احبه الليلة ... ولا أطلب منه أن يكون وسيماً أو ثرياً أو ذكياً أو عبقرياً... يكفي أن يكون صامتاً... كي ألصق فوق صمته ملايين الكلمات... التي أتمنى لو اسمعها ... وأن يكون وحيداً.. كي أتوهم أنه كان ينتظرني... وأن يكون حزيناً.. كي أتوهم أنه مثلي... وبعدها سوف أحبه واضطهده بحبي..
استيقظي أيتها الحمقاء الحزينة... التي يطالعني وجهها في المرآة.. كلما ذهبت إلى الحمام لاتقيأ نزف قلبي... اللحظة هي الحقيقة الوحيدة... تذكري ذلك... والكذب البشري هو الصدق الوحيد... تذكري ذلك ... والنسيان هو الدواء الوحيد... تذكري ذلك...
"قلبي الليلة مرهق بجرح، حزين كالمطر الأسود، في محطة قطار فقيرة نائية.. حتى الأصوات، تؤلمني، حتى كلمات الحب ترهقني... فقلبي الليلة مرهق كجرح، وكل ما حوانا يتوق إلى الصمت والسكينة... ولكن الناس يمارسون الكلام مستعيضين بالصوت عن المعنى، يثرثرون... يثرثرون... ولا يصمتون لحظة واحدة، ربما خوفاً من سماع صوت أعماقهم، كلمات... كلمات... كلمات، تتطاير في الفضاء...".
تطل علينا غادة السمان في هذا الكتاب من شرفات الكتابة ومن أبجديتها الخاصة والمنفردة جداً لتكتب عن المغامرة، والحب، التمرد، العشق، واللحظات الهاربة التي تحاول ساعيه الحفاظ عليها لتبدد بكلماتها عتمة فضاء مشاعرنا الداخلية، وتبعت بضوء يفترس ظلام الحياة الخارجية المحيطة بنا.
غادة في هذه النصوص ستقرأها كما لم تقرأها من قبل، حيث يبدو الحنين عندها وكأنه حنين إلى المطلق.
غادة لديها قدرة رائعه علي الخوض داخل اغوار نفسك ومشاعرك بكلماتها، في هذا الكتاب ستحاول معها إعتقال لحظات كثيرة هاربة بين الحلم والحب والعقاب والتناقض.
كتاب ينصح به لمن يرغب في رحلة شاعرية يبحر بيها بعيداً عن هنا برفقة كلمات ولحظات هاربة أثره ❤️🌷
" لقد اتقنت دروس حُبك وتعلمت الا ألتصق بك تمامًا كي ﻵ تزهد بي والا ابتعد عنك تمامًا كي ﻵ تنسآني ! "
" حبي ليس مقعدا في حديقة عامة تغادره حين يحلو لك و ترجع اليه متى شئت "
" ألا ترى يا حبيبي أن الزبيب ..محاولة بائسة لاعتقال حبة عنب هاربة"
مميزة هي فكرة غادة السمان في تخليد أجمل مواقف الحياة في صورة شعرية مختزلة خلف القضبان لذلك بدأت كل خواطرها بكلمة " إعتقال " كما في : إعتقال ليلة البكاء بـ 99 قرش إعتقال اكذوبة في لحظة صدق إعتقال مخابرة هاتفية إعتقال لحظة إستشهاد
وربما قصدت بالاعتقال نظرة المجتمع المتشدد على مواقف بريئة في ذاتها لم تكن قد إرتكبت جرماً!!
____ إعتقال رأسين برصاصة واحدة :
و مشينا لافتات الشوارع مرفوعة فوق الجثث و شارات المرور مطحونة و منصهرة و نظرات العابرين القلائل حراب مسنونة من الخوف المتبادل و اختبات يدي داخل قبضة يدك و احتوتني كاحتواء الجفن للعين في العاصفة *** انها الحرب و ضوء القمر ستارة رعب مسدلة فوق الاحتضار و الموت المرتجف خوفا الميت خوفا و شوارع بيروت المذعورة تركض تحت اقدامنا الراكضة المذعورة *** و حين اقترب راسك من راسي سمعنا عشرات الاسلحة ( تخرطش ) صوت ادخال الطلقة في بيت النار ووعينا مئات الرصاصات المتاهبة تحت اصابع نزقة و التصقنا و كانت تكفي راسي و راسك رصاصة واحدة
من الصعب أن تظل حيا حين يموت كل ما حولك الأبواب و النوافذ و الأفق و المطر و المحراث و الأشجار و الانسان الذي أحببت أحببت .. أحببت ..
و ها انا انتهي كالعادة مع رجلين رجل خذلني و رجل خذلته و كلاهما انت ... رجل قتلني و رجل قتلته و كلاهما انت... رجل احببته و رجل كرهته و كلاهما انت
فلينفجر القلب بلحظة اعتراف : تعال ما زلت أحبك. أكره كل ما فيك و أحبك ! ... فلينفجر القلب بلحظة ذل اني أكره كل ما فيك و أحبك .. أحبك .. أحبك
كان حبي بك كحب الرعيان و كان حبك لي كحب العباقرة و الفلاسفة و ها أنا أتابع رحلة التوازن الجهنمي في مجاهل حبك فلا تلمني اذا سألتني ذات فجر مشمس هل تحبينني ، و اذا أجبتك : نعم و لا !
أية لعنة قذفت بك الى جحيمي ؟ أية لعنة قد تنتزعك من جحيمي ؟ و هل كانت صدفة ، ان التقينا للمرة الأولى في مطار و افترقنا ، كعابرين في قطارين مسرعين كل منهما متجه الى ناحية معاكسة ؟
الحب كما نحلم به هو حلم خلق لنحلم به فقط.. ومن يمارس حبه بصدق يتمزق كأي حالم يصر على استمرار حلمه حتى بعد أن يغادر فراشه -------------------- لريد ان اكون وحيدة مع ضربات قلبي لاسمع صوت الزمن و اريد ان اكون وحيدة مع خفقات عقلي لاسمع احد اصوات الحقيقة
كان حُبك وأنتهي " كان " فعل ماض ناقص جداً ،، وهو في حياتي لا يُرفع و لا ينصب ــ لا احبك ،، لا ،، لا لا التي اصرخ بها ــ ليست " لا" النافيه للجنس بل " لا " النافيه لوجودك بأكمله في حياتي .
في كلِّ مرةٍ أقرأ فيها سطور غادة، أشعر وكأنّي في بُعد واسع يحتضن فضاء داخلي، وهناك في زواية هذا البُعد تقبع غادة حاملةً معها كلماتها البهيَّة وتحتضنني بشعاعٍ من نور، أشعر بالحنين أيضًا… الحنين المطلق.
ألا ترى معي أن البحر لحظة اعتقل السمكة بعشقه قتلها أيضاً **** فأحببني كما أنا لحظة هاربة واقبلني كما أنا وكن بحراً شاسعاً كالبحر عميقاً كالبحر كي أصب فيك نفسي!! **** أسمع من جديد ذلك الصوت الذي لا ينسى صوت انفجار القذيفة وأعيش مشهد الذين تساقطوا بها فزعي عليهم وفرحي بأنهم ليسو أنا!! **** لا أريد حباً أريد حلما لا أريد جسداً أريد ظلاً هل تعني لك شيئاً هذه اللغة..!! أم تراك مثلهم جميعاً ستقرأها دون أن تقرأني..؟ **** أين أنت ؟ بعيد كذكرياتي داخل رحم أمي وقريب كجلدي **** الصدى استمرار الحياة عبر شريان الموت الموهوم **** تنهدتك زمناً وكان البرد الأنيق مكوماً خلف الفندق النائي والظلام المسكون بالظلال محايداً ولا مبالياً كضحكات عابري السبيل **** صرير اللغة داخل الفكرة والصرخة على أوتار الحنجرة وشهقة الرفض (اللامشهوقة) في شارع المومياءات الراكضة. **** من الصعب أن تظل حياً حين يموت كل ما حولك **** وأحياناً ينزف القلب أكثر مما ت��مح به التقاليد فنهرب إلى الصيغ السائدة لإهداء كتاب...!! ترى ماذا تفضل جرحي العاري الموسخ بدم الفوضى الحائرة أم قناعي اللائق؟ **** فلينفجر القلب بلحظة ذل:تعال إنني أكره كل ما فيك... واحبك أحبك أحبك. التاريخ :الآن والبارحة وغداً
كلمات .. كلمات .. كلمات آه توجعني الأصوات البشرية الليلة لو يصمتون لحظة وينصتون الى صوت البحر وصوت النسغ الراكض في الشجر وصوت تفتح الأزهار الليلية وصوت دبيب السلطعون فوق الرمل وحوار القمر والأمواج في لعبة المد والجزر وصوت السكون لقلب سئم لعبة الكلمات المتقاطعة الحضارية الملقبة خطأ بالحوار
اعتقال اشارة استفهام ! : يا غريب إلى أين تذهب الأغاني بعد أن نسمعها ؟ ... إلى أين تمضي كلمات الحب بعد أن نقولها ؟ .. إلى أين ترحل اللحظات الحلوة بعد أن نعيشها ؟ ..
إلى أين يذهب لهب الشمعة بعد احتراقها ؟ ..
أين يذهب البرق بعد انطفائه ؟ و عواصف الغابات بعد رحيلها ؟ و الشهب بعد احتراقها ؟ قل لي إلى أين لأنتظرك هناك يا حبيبي
لقد تعثرت و سقطت مرة تلو المرة و صار جبلي هوة و سهلي مستنقعاً لقد احترقت مرة تلو المرة، و شاهدت الشمس تصير لهبة شمعة، و العمالقة يتحولون أقزاماً.. لكن شيئاً من ذلك كله لم يستطع إطفاء تلك الجمرة المشتلة أبداً في اعماقي