نبذة موقع النيل والفرات: امتطى العقاد لهذا الكتاب صهوة فكره، بغية الإحاطة بعظمة بطله، فبطله ذو لونٍ جديد، وعبقريته ذات طابع فريد، والكتاب ليس سرداً لسيرة عمر بن الخطاب، ولا عرضاً لتاريخ عصره، وإنما هو وصف له، ودراسة لأطواره، ودلالة على خصائص عظمته، واستفادة من هذه الخصائص لعلم النفس، وعلم الأخلاق، وحقائق الحياة، لذلك ركز العقاد على ما يفيد هذه الدراسة، سواء لديه أكان من حادث صغير أم عظيم. كما أظهر حرجه عندما حاول أن يجاري من يسمون بالكتّاب المنصفين، الذين يقرنون المدائح بالمعايب، ويمزجون النقائص بالمناقب، ولا يأتون بحسنة إلا نقبوا عن سيئة تمحوها، أو تقلل منها، وكأن سّر حرج العقاد، أنه لم يجد عيباً ولا ما يستحق اللوم في حياة عمر وأطواره، مما جعله يتوقع أن يتهم بالمغالاة والتحيز والإعجاب، إذ كيف يحاسب -هو أو غيره- عمر بن الخطاب، وقد كان عمر يحاسب نفسه بأعنف مما كان يمكن أن يحاسبه غيره؟
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
طرح ادبي "تحليلي " لسيرة عمر رضي الله عنه بمنظور العقاد واسلوبه الممتع ، بعيداً عن اسلوب السرد التاريخي المفصل ... اعجبتني هذه الطريقة في الطرح ، لانها تشجع علي التأمل ووالتفكر اكثر بمواقف سيدنا عمر رضي الله عنه .... كما انه الكاتب في نظري كان موفقاً في تقسيم الكتاب ( صفاته ، عمر والدولة الاسلامية عمر و نبي ، عمر والصحابه .... الخ )ولكن تمنيت منه ذكر المصادر لبعض المواقف ... لنتمكن من التوسع فيها اكثر كعزل خالد بن الوليد الذي عدد فيه الاسباب بشكل كبير وملفت ! ... كما انه بالغ في بعض المواقف .... كقصة طلاق احد زوجات عمر " عاصية " رغم قوله عدم توفر معلومات حول اسباب ذالك الا انه حاول تفسير ذلك من اسمها واسم عائلتها ! مما وجدته مبالغا فيه ... ولكن هذا بالتأكيد لايطغي علي روعة الكتاب في طريقة القائه الضوء علي سيرة البطل عمر رضي الله عنه ....
اقتبس من الكتاب >> قول عمر
"ان الله تبارك وتعالي لاينصر قوما الا بصدق نياتهم "
"تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة و الحلم ، وتواضعوا لم تتعلمون منه وتواضعوا لمن تعلمون ، ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم "
" تفقهوا قبل ان تسودوا" > اشارة الي ان التفقه قبل السيادة
" أحذركم عاقبة الفراغ فأنه أجمع لأبواب المكروه من السكر"
" من كتم سره كان الخيار بيده"
" ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر ولكنه الذي يعرف خير الشرين "
هو الكتاب الوحيد الذي قرأته لعباس العقاد رحمه الله .. في حياتي ..
الحق أن فيه بعض المبالغة في الوصف في إلباس الشخصية هالة خرافية إعجازية .. عمر بن الخطاب رضي الله عنه حباه الله الكثير من الصفات النادرة لكن ليست بتلك الأوصاف .. المبالغ فيها أحياناً ..
هو رجل ملهم .. لديه قوة تركيز عجيبة .. وعنده حضور ذهني وقيادي من النوع النادر رضي الله عنه ..
في عبقرية عمر أذكر أن عباس العقاد حاول أن يعطي كافة تصرفات عمر على أنها عبقرية .. أغفل جانب التوفيق من الله أولاً وأخيراً .. وإعانته له سبحانه في كثير من الأمور ..
دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام .. اللهم انصر الإسلام بأحد العمرين وقد كتب الله أن يكون بن الخطاب رضي الله عنه فكان دخوله للإسلام عزاً ونصراً للمسلمين المستضعفين في مكة ..
أجزم بأن مسلسل عمر الفاروق في رمضان سيكون شيئاً آخراً مختلفاً !
صدق أنيس منصور عندما قال عن أستاذه العقاد أنه يحضر الدنيا إليه ، ويحضر التاريخ والأنبياء وأهم الشخصيات فى العالم ، ليقلب فيها بأنامله ، ويحركها ويشكلها ويقرأها ويحكيها كما شاء ، وكيفما شاء .. وهنا فى " عبقرية عمر " حضرت تلك المقولة فى ذهنى بشكل ملفت لما لمسته من عبقرية للعقاد ، فى تطويعه لكل ما هو صعب فى الفهم والتحليل والدراسة ، وتحويله إلى شئ سهل فى فهمه واستيعابه ورؤيته ووضوحه .. فالعقاد لم يتناول عمر بن الخطاب كسيرة يحكيها ، ولكن تناوله فى دراسة تحليلية جمع فيه كل العلوم التى يعرفها وتعرفها الكرة الأرضية فى النفس البشرية والمختصة بالإنسان . فسخر علم النفس وعلم الإجتماع وعلوم السياسة وعلوم الدين وعلوم الحكم والولاية والثقافة والأدب والفن فى فهم وتحليل شخصية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ليخرج هذا الكتاب وهو يمتلك بين طياته مفاتيح تلك الشخصية العبقرية ، التى اتسمت بالقوة والعدالة والرحمة والزهد والحكمة والفقه والتدين والتأدب والتثقف وتذوق الفن والجمال ، ليشكل كل ذلك مؤسس دولة وحضارة المسلمين ، ويكون مثال يضرب به لكل من أراد أن يخوض فى أي بحر فى بحور الحياة السياسية أو الإجتماعية أو الدينية أو القضائية ، فهذا الرجل فخر للإسـلام وللمسلميــن .. وكذلك العقاد فخر للإســلام والمسلميـن .. فمن غير العقاد يستطيع أن يرى كما رأي ، وأن يدرس كما درس ، ويحلل كما حلل ، ويفهم ويستوعب كما فهم واستوعب ، فيضرب الأمثال ويستشهد بما أوثر عن عمر ليؤكد وجهة نظره ، أو ينفى ما افترى على عمر من اعداء الإسلام ومن الحاقدين على هذا العادل القوي الرحيم ، سيف الله ورسوله وصاحبه وخليله ، الذي قال فيه رسول الله " لو كان بعدي نبي ، لكان عمر بن الخطاب " ، وقال فيه أيضاً صلى الله عليه وسلم " عمر بن الخطاب معي حيث أحب ، وأنا معه حيث يحب ، والحق مع عمر من بعدي حيث كان " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فيالعمـر برحمته وعدله وقوته وعزته للإسلام والمسلمين ، ويالعقـاد بفكره وفهمه ودراسته وشرحه وتمجيده لأبطال الإسلام والمسلمين
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث قال (( لم أري عبقرياً يفري فريه ))
*_______________* بادئ ذي بدء عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل لن تعرف الأرض رجلا مثله وفي حديث النبي شهادة لا تعلوها شهادة ودراسة سيرته وشخصيته مكسب كبير لعلم النفس والسياسة والاجتماع والاقتصاد فلا سبيل لمآخذ ولا لنقد بل كما قال العقاد " وأي سبيل للناقد إلي رجل كان يحاسب نفسه هذا الحساب ؟! " وأضيف بل أي سبيل إلي رجل قوّمه وربّاه النبي صلي الله عليه وجعل القرآن دليله ودستوره ؟! وبالتالي فإن أي منصف لو تناول شخصية عمر لن ينتهي إلا بالتسليم لعبقريته .
(وقد اتفقنا سابقا أن العبقريات ليست سيرة ذاتية للشخصيات كما تناولتها كتب السيرة وأن هذة الإضافة تحسب للكاتب لا عليه ))
وبناءا عليه فقد تناول العقاد عبقرية سيدنا عمر بأسلوب تحليلي نفسي شامل لجوانب الشخصية بداية من نشأته قبل الإسلام و قصة إسلامه ومواقفه في حياة النبي _صلي الله عليه وسلم _ وبعد موته في خلافة أبي بكر مرورا بخلافته وتأسيسه للدولة الإسلامية والحكومة العصرية انتهاءا بتناول شخصيته مع الصحابة وفي بيته مطوّعاً قلمه وبيانه وسعة علمه وإطلاعه فى علم النفس والاجتماع والسياسة وغيرها في الفهم والتحليل ليقدم للقارىء عبقرية هذة الشخصية الفريدة ملماً بجميع جوانبها وحقيقة فقد أبدع فى هذا الكتاب واستفاض فيه وأظهر فيه خلاصة فكره وعلومه مقارنة بسابقيه من العبقريات ولو قرأت عبقرية عمر قبل عبقرية محمد والصديق لقيمتهم بأقل من تقييمي الأول لهم _ لكن لا بأس فى هذا _:D
وأعتقد أنه يمكنني القول الآن بعد اطلاعي علي أكبر وأثري 3 أجزاء من سلسلة العبقريات أن أهم ما يؤخذ علي العقاد هو نسبته العبقرية للشخصيات دون أن ينسب جزءا من هذا الفضل والتوفيق لله سبحانه وتعالي وكان هذا واضحا كل الوضوح فى تحليله لبعض الواقائع مثل واقعة* يا سارية الجبل* فقد عولها علي الفراسة والنباهة وعلي أنه كان مشهورا بين معاصريه بمكاشفة الأسرار الغيبة وذكر طرفاً من رأي علم النفس فى جواز هذة الواقعة وأنا لا أنكر رأيه وأنما أنكر ! عدم تعويلها _بجانب ما ذكر _ علي اليقين الصادق والعقيدة الراسخة وأنها كرامة من كرامات الله عز وجل له ! وأعتقد أن هذة نقطة هامة جدا فى عقيدة المسلم لا يجب الاغفال عنها أبدا ، بيد أنها بمثابة بصيص أمل لمن أراد أن يقتدي بسيدنا عمر ويحاول أن يعيد ذكراه بيننا وإلا فهذة الهالة من القداسة وحصرها في حدود الشخصية بمثابة تعجيز بالنسبة لمن أراد الاقتداء ولا حول ولا قوة إلا بالله ^^
رحم الله سيدنا عمر ورضي عنه وصلاة الله وسلامه علي سيده ومعلمه وجزي الله العقاد خيرا ومرة أخري وأعاننا علي منطقه وبيانه وتعقيده :D
لن اتحدث عن اللغه المستخدمه فإسلوب العقاد معروف .. متميز دائما بطريقة كتابته والتى يستخدم فيها اللغه العربيه الأصيله والتى كنت اتنمى ان نعتاد عليها فى الكتابات الجديده كلها لانها لغتنا ولغة ديننا ...
استخدم الاسلوب التحليلى فى تحليل شخصية امير المؤمنين عمر بن الخطاب .. لم يتحدث عنه كمواقف او كلام يأخد مجرى عادى مثل كتب كثيره عن عمر بن الخطاب ولكن يقوم بوصف كل صفه وحدها وربطها بالشخصيه حتى يتمكن من توضيح جميع الجوانب بشكل كبير وشكل لا خطأ فيه .. لم استمتع بالقدر الكافى حيث ان اللغه كانت صعبه بالنسبه لى بعض الشئ مما جعلنى افقد المتعه بالكتاب بشكل كبير
ولكن يعتبر من اجمل الكتب التى كتبت عن عمر رضى الله عنه واتمنى من الجميع ان يتجه الى قراءه مثل هذه الكتب حتى نعتاد عليها اكثر
«عبقرية عمر» هوالكتاب الذي يعد ترتيبه الثاني في عبقريات العقاد وفي رأيي أنه من أقواهم وأجملهم كلغة ووصف
عبقرية الفاروق يكتبها العقاد بعبقريته الفذة، قرأت هذا الكتاب عندما كنت طالبة، وأدهشني وقتها أسلوب العقاد الذي لا أعتبره سهلاً على حديثي القراءة أتذكر وقتها أنني كنت أقف أمام بعض الكلمات وألجأ إلى مُعلمي، فيقول لي مبتسمًا: العقاد يتميز بأنه الكاتب الذي يكتب السهل الممتنع. لكن لا شك أن الذي يقرأ العقاد لا بد وأن يكتسب الكثير، سوف يثري وجدانه ولغته وعقله، وسوف يكتسب ألفاظاً وكلمات فخمة من اللغة العربية الجميلة التي لا تضاهيها أي لغة في العالم
كنت لأول مرة وقتها أعرف مثلاً كلمة الخِب (المخادع) حين كتب العقاد عن لسان الفاروق رضي الله عنه وقال: "لست بالخِب ..ولكن الخِب لا يخدعني" وتهت وبهت أمام زميلاتي وكأنني حفظت مختار الصحاح كاملاً .
هذا الكتاب يتحدث عن عمر الإنسان كأجمل مايكون الوصف . أُتهم العقاد بالمغالاة في الوصف لشخصية "عمر" وأنا أعتبر هذا الإتهام باطلًا، فكيف لمن لقب بالفاروق ألا يكون عبقريًا، وكيف لمن قال عنه النبي محمداً "لا يفري فريه أحد " ألا تفرد له الكتب والصفحات
العبقرية لا تعني الكمال مطلقًا، فالكمال لله عز وجل وحده لكن العبقري هو كلّ ما يتعجّب من كماله كبشر وقوّته وحذقه.
العقاد يصف عمر كملامح، فيجعلك ترسم صورة حية أمام عينك بطوله الفارع، وهيبته التي تضفي عليه قوة وبسالة
ويصف عمر الإنسان قبل وبعد الإسلام، فتتعجب لأن عمر إنسان صاحب مبدأ وقضية في الحالتين .. وهو من أشد المخلصين لقضيته، فقبل اسلامه كان يدافع عن ما كان يظنه حق ولا يهاب أحدًا، وهو الذي يدافع عن الإسلام بعدما آمن فيكون ثاني الخلفاء الراشدين ومثالاً للعدل والرحمة
العقاد لم يكتب عن عمر لكي نقرأ مجرد صفات، العقاد كتب عبقرية عمر ليرسم لنا ملامح دولة سليمة البنيان والنهج بنيت على أكتاف شخصيات كعمر رضي الله عنه، كتب لكي يصف لنا كيف يكون السلام النفسي، وكيف يكون الجندي وكيف يكون الرجل في بيته، وكيف يكون العدل لا شك لمن قرأ عبقريةعمر بقلم العقاد المميز أن يقف أمام هذه الشخصية العظيمة طويلًا، ويقول استحققت يا ابن الخطاب أن تكون وريثًا في الجنة وبصحبة سيد الخلق أنصح بقراءة جميع عبقريات العقاد وعلى رأسهم عبقرية عمر رحم الله العقاد فقد ترك لنا إرثًا كبيرًا من الثقافة والتاريخ، والشعر على الرغم من أنه لم ينال الا شهادة الإبتدائية.
إقتباسات من الكتاب أعجبتني
(مثل الخلق كمثل النهر المندفع تحسة الشواطىء والقناطر ويفيض فى موعد ويعرف لة مجرى، ويحسب له مقدار).
(فليست الخشونة نقيضة الرحمة، وليست النعومة نقيضة للقسوة، وليس الذين يستثارون ولا يستغضبون بأرحم الناس. فقد يكون الرجل ناعمًا، وهو منطوٍ على العنف والبغضاء، ويكون الرجل خشناً وهو أعطف خلق الله على الضعفاء)
(لم ار عبقريًا يفري فريه).
رضي الله عن عمر وأرضاه، وألحقنا الله بالصالحين انصح بقراءة العبقرية، بقلم العقاد
أول إحساس وصلني بعد الإنتهاء من هذا الكتاب ومن قبله "مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب" هو الخجل والأسف على تقصيري وتأخري الشديد في التعرف عن قرب على عمود من الأعمدة الأساسية للإسلام وهو عمر بن الخطاب، وبعد رحلة قصيرة مع هذين الكتابين العظيمين، سريعا ما أدركت لماذا قال رسول الله ﷺ لو كان بعدي نبي لكان عمر، أنصح لكل من لم يقرأ عن عمر بن الخطاب بالإسراع بالقراءة عنه؛ تنتظرك الكثير من المفاجئات في هذه الشخصية الفذة؛ التواضع والزهد والرحمة والعدل وعبقرية القيادة والحكم الرشيد والمزيد والمزيد :)
أجمل ما وصف به العقاد دين عُمر؛ "دين الرجل القوي الشجاع الذي ينتصر بدينه في ميدان الحياة، وليس بدين الواهن المهزوم الذي تركته الدنيا فأوهم نفسه أنه هو تاركها ليقبل على الآخرة"
من أجمل أقوال عمر؛ "كان كلما رأى شاباً منكساً رأسه، صاح فيه: "ارفع رأسك فإن الخشوع لا يزيد على ما في القلب، فمن أظهر للناس خشوعاً فوق ما في قلبه فإنما أظهر للناس نفاقاً إلى نفاق"
"وكان يقول، ويعنـى ما يقول، ويعمل بما يقول" هكـذا لخّص العقاد كل شئ .. الرجل الذى قال فيه محمد صلى الله عليه وسلم " لو كان بعدى نبى لكان عمر" الرجل الذى كان اخلاقًا تمشى على الأرض .. الرجال الذى أعز الله به الاسلام .. الرجل الذى قال عنه معاوية "وأمّا عمر فأرادته الدنيا ولم يُرِدها" الرجل الذى كانت حياته كتلة من التضادات، قوته وضعفه،طمأنينته وخوفه، اندفاعه وصبره .. ورغم كل هذا كان منسجمًا مستقـرًا .. حياة مثيرة للدهشة، تحتاج مجلدات سميكة لحصر مواقفها وتسجيل أحداثها ، ولهذا سأختصر كل هذا الكلام، وأطلب منك بهدوء أن تقرأ الكتاب ..
لنتحدث قليلًا إذًا عن العقاد .. العقاد .. أحد عظماء الأدب المصريين، وأحد المدافعين الشرسين عن الدين والعقيدة .. كان شرسًا فى نقاشاته وجدالاته، لا يقبل النقد، وكان لا يتورّع عن استخدام أسوء الألفاظ فى مهاجمة خصمه .. كما يوصف العقاد بأنه يملك واحدًا من أصعب وأعقد أساليب الكتابة فى العصر الحديث، وهذا ما وجدته بقوّة فى الكتاب .. وعندما سألوا العقاد لماذا لا يستخدم أسلوبَ كتابة أكثر سهولة من هذا حتى يفهمه الجميع رد قائلًا كلامًا معناه : "أنزل أنا بأسلوب كتابتى للناس والا هم اللى يرتقوا بفهمهم ولغتهم لأسلوبى ؟ " فى رأيى المتواضع، تكلّف الصعوبة لا يختلف شيئًا عن الابتذال .. كان يجب على العقاد أن يفهم أن "سهولة اللغة" ووصولها إلى فهم الكثيرين لا يدل أبدًا على ضعف الكاتب أو عدم قدرته الأدبية..
حقيقةً، أفسـد عليّ أسلوب العقاد الكثير من المتعة، ولولا أننى مُلزمٌ بقراءة هذا الكتاب لما قرأته ..
الكتاب كان حلو, الصراحه عايزه ابدأ بالسلبيات .. سامحوني :) اول حاجه اسلوب العقاد معقد جدا + في بعض الروايات ليست صحيحه و برغم ذلك قام بذكرها و لم يذكر انها ضعيفه مما اربكني + لو حد عايز يستفيد من الكتاب الاستفاده الكامله لازم لازم يكون قارئ سيره عمر الاول عشان يقدر يفهم تحليل الشخصيه , فما عبقريه عم الا تحليل لشخصيه عمر , كفايه كده علي العيوب ^^
في الاول العقاد كان عارف ان نقاده هيقولوا ان العقاد قد بالغ في وصف عدل عمر و كيف انه شخصيه تكاد تكون خاليه من العيوب , لذلك ذكر العقاد في المقدمه هذه النقطه و بررها و فعلا لو حد لم يقرا المقدمه هيقول في عاقله الباطن " ما هذه الشخصيه الاسطوريه , اكيد العقاد بيبالغ " ^^
قد اسر العقاد قلوبنا و عقولنا معا ...فقد بدأ يحلل هذه الشخصيه من وجه نظر الغرب و من وجه نظر العرب قديما و من وجه نظرنا نحن الحاليه , و بجميع المقايس العلميه قد اثبت العقاد عبقريه عمر و فراسته و حتي من الامثله العلميه اللي استدل بها علي فراسته هي انه كان ايسر " يستخدم اليد اليسري " , فكل مسلم او حتي غير مسلم يشهد بفراسه و عبقريه عمر
صفات عمر من ابرزها عدله و ذكر العقاد فعلا ان عدله ايضا له اصول اجتماعيه فهو من بني عدي و قد كانوا معروفون جيلا بعد جيل بالعدل و التحكيم بين القبائل . و طبعا لولا الاسلام لما كان عمر هو عمر, و كمان من ابرز صفاته الرحمه , و قد يتعجب الفرد فكيف كان شديدا و و رحيما في ان واحد و هنا تاتي العبقريه , فعمر بالشخصيه المتوازنه و ليست بالمندفعه كما يعتقد الكثيرين , و في الكتاب في هذا الفصل مبين امثله كتيير ومنعا مثلا موقفه مع ابو بكر عند وفاه النبي صلي الله عليه وسلم و كيف كان رغم شدته و حزنه كان رحيما و متوازنا " اعيدوا قراه الفقره دي حلوه " و كمان من اقوال عمر اللي تدل علي وعيه و ادراكه " الذي يعرف الشر احري ان يقع فيه " ^^
من الاشياء اللي حبتها كمان رقه عمر فقد كان مرهف الاحساس و دي صفه نادرا ما تكون في الرجال و من يتحلي بها يكون اشرف الناس و للاسف هم ندره و الدليل علي ذلك كتابته للشعر , فلم يقل امرا الا و اذابه في الحان شعريه و كان كلما ذكر سيره اخ امامه كان لا يتمالك دموعه و يبكي كالطفل رثاء لاخيه المتوفي
فصل مفتاح الشخصيه كان رائع , لو الكتاب كله هذا الفصل لكفي :) باختصار سر عمر هو نفسه سر الحندي . فانت علمت سر الحندي في انضباته و وفائه و عدله و حزمه و غيرته و نخوته , ستعلم سر عمر :)) حتي في كلامه و مشيته و كلامه فهو الجندي فقد كان شديد الوطء علي الارض و جهوري الصوت و هو من قال " من كثر ضحكه قلت هيبته و كثر سقطه قل ورعه "
و اخيرا قد جاءت لي خاطره
عمر بن الخطاب كان بشرا بطاقات بشرية محدوده مهما اتسعت نعم اوؤمن ان هناك شخصيات لا تتكرر كعمر ولكن اليس يمكننا الاقتراب من عالمه اليس بامكاننا التحلي بصفاته و اخلاقه كل شئ ممكن اذا اردنا سر عمر هو ايمانه بالقضيه الموضوع مش صعب
إن المكر في محله محمود يدل على قوة الماكر وأنه غالب على خصمه قوة الشخصية تعني لا تظلم ولا تظلم شديد مع الاقوياء رحيم مع الضعفاء. داهية لست بخب ولا الخب يخدعك تعرف كيف تعطي وكيف تاخذ وتعرف الحدود التي لا يجب ان تتعداها والحدود التي لا يجب ان تسمح للاخر بان يتعداها معك. ان تكون قويا هي ان تكون مخالبك ظاهرة لكن لا تستخدمها الا عند الحاجة وحش متحضر. لا تسمح لاحد ان يمتص طاقتك او يدوس عليك لكن في نفس الوقت لا تمتص طاقة احد ولا تدس على احد. ومن بدا خذ بحقك السن بالسن والعين بالعين والبادئ اظلم. ان تكون لطيفا اكثر من اللازم او تكون طاغية هو وجهان لعملة واحدة فيه ظلم وطغيان. لا تكن لينا فتعصر ولا تكن قاسيا فتكسر. ان عدم قدرتك على الايذاء ليس لطفا او طيبة بل هو ضعف شخصية وايذاؤك للاخرين بدون سبب يتوجب ذلك هو طغيان وظلم. ان المؤمن يحسن الى الاخرين من باب الاحسان لوجه الله لكن اللطيف يفعل ذلك بسبب نقص قدرات عقلية بسبب سذاجته بسبب ظنه ان البشر يشبهونه طيبون مثله وهذا نقص فيه وليس شيئا يمدح به
البشر يتدافعون وهذه سنة الكون وهذا يعني ان قوة الشخصية من اهم الاشياء التي يجب ان يتميز بها الانسان. لا يظلم احد ولا يسمح لاحد ان يظلمه. البعض يشبهون النبي عيسى لطفاء رحماء لكنهم يصلبون ويجب ان يتعلموا القسوة والبعض حكماء كعمر بن الخطاب اشداء على الاقوياء رحماء على الضعفاء والبعض طاغية كفرعون يفسدون في الارض. وبعد القوة تحتاج الى الدهاء عدم معرفة الشر ليس شيئا يمدح به الشخص لكنه نقص في الشخص الانسان السوي ليس مصابا بمتلازمة داون الانسان السوي ممثل بارع يقول ما يجب ان يقال لا ما يحب ان يقول هو ليس بخب لكن الخب لا يخدعه
وليست القوة او الدهاء محمودا او مذموما في حد ذاته لكن طريقة استعمالهما هي التي تكون محمودة او مذمومة. عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان رجلا قويا داهية لكن يستخدم قوته ودهاءه لنصرة المظلوم وردع الظالم رحيم مع الضعيف شديد مع القوي
لا يعجبكم من الرجل طنطنته ، ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس ، فهو الرجل
تعلموا العلم و علموه الناس , و تعلموا الوقار و السكينة , وتواضعوا لمن تعلمتم منه و لمن علمتموه , ولا تكونوا جبارة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم
اللهم اقدرني على من ظلمني لأجعل عفوي عنه شكراً لك على مقدرتي عليه
استعيذوا بالله من شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر
لاتنظروا إلى صيام أحد، ولا إلى صلاته، ولكن انظروا من إذا حدّث صدق، وإذا ائتُمِن أدى، وإذا أشفى – أى هم بالمعصيةة – ورع
لا يكن حبك كلفاً ولا بغضك تلفا
من عرّض نفسه للتهمة، فلا يلومنّ من أساء الظن به
ان الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها،اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر كريم
من كثر ضحكه قلت هيبته
اعرف عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين
ما وجد أحد فى نفسه كبرا الا من مهانة يجدها فى نفسه
أصابت امرأة وأخطأ عمر
ليس خيركم من عمل للآخره وترك الدنيا أو عمل للدنيا وترك الآخره .. ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه وإنما الحرج في الرغبة فيما تجاوز قدر الحاجة وزاد على حد الكفاية
من كتم سره كان الخيار بيده ، ومن عرض نفسه للتهمة ، فلا يلومن من أساء الظن به
عندما نتحدث عن عمر .. فـ لتلتزم الصمْت ولتلزم النصْت !
فما استمتعت استمتاعاً بالقراءة أشدّ من استمتاعى - وإمتاعى - بأسلوب العقاد فى إحاكة ونسج خيوط هذا الكتاب كأننا نتكلم هنا عن عبقريتين ! عبقرية القول .. وهى من سردت حكاية وحللت شخصية العبقرية الثانية ، ألا وهى عبقرية العمل تحليلاً ؛ لم أرَ مثيلاً له قطّ ، فلم يرَ النبى عبقرياً يفرى فرْيَه
فلقد أحسن العقاد صنعاً وأبلى حسناً فى وصفه إياه .. وصفٌ ؛ يجعلك تشعر وكأنك تراه أمامك رأى العين وتحليلٌ لشخصيته ؛ - من جوانبها النفسية والفكرية والروحية - وكأنك تعيش معه فى زمانٍ واحدٍ ، ولكن أين ؟! وكيف ؟ وماذا ؟ ماذا نقول ..؟
ماذا نقول .. فى من كان فظاً غليظاً القلب بطش وأدمى وجه أخته فما إن أسلم .. حتى صار تحت عينيه خطان أسودان من جهشه للبكاء من خشية الله ؟
ماذا نقول .. فى من كان يعشق الخمر عشق الأم لأبنائها فما إن أسلم .. حتى أعز الله به الإسلام عزاً عزيزاً ؟
ماذا نقول .. فى من كان يتمناه النبى من بعده نبياً ؛ إن كان هناك نبى ؟
ماذا نقول .. فى من نهى واليه ألا يتكئ فى مجلسه وأن يجلس كسائر الناس ؟
ماذا نقول .. فى من رفض الطبيب - وهو على فراش الموت - تفضيلاً لكتابة وصيته على الاهتمام بصحته .. وإيثاراً لمصلحة العامة على مصلحته الخاصة ؟
ماذا نقول .. فى عبقريةٍ ؛ جمعت جميع متناقضات الصفات .. فما لبثت لتنتج مزيجاً بسيطاً من القوة والعدل ؟ مما يجعلك تتسائل .. أوُجد عمر قبل العدل ، أم وُجد العدل قبل عمر ؟
ماذا نقول .. وماذا نقول .. وماذا نقول ؟
خشيت أن أقتبس وأحتفظ بما راق لى من مقالات ، لأجد نفسى وقد نسخت الكتاب وكتبته من جديد ، دون أن أدرى !
فلو أردنا أن ننقد هذا الكتاب ، لكفانا فخراً مقدمته وخاتمته ! وما استهلت به تلك وما انتهت به هذه ؛ حيث قالت : صحبنا عمر فى حالاتٍ كثيرةٍ تختلف فيها صور الرجال ، صحبناه فى جاهليته وإسلامه ، وفى سرّه وعلانيته ، وفى بيته وحكومته ، وفى دينه وثقافته ، وفى اتصاله بالله واتصاله بالناس ، فإذا الصورة المجملة من جميع هذه الصور المختلفة صورة رجلٍ عظيمٍ من معدن العبقرية والامتياز بين الناس على اختلاف العصور
مشروع صيف ٢٠٢٣ مع قراءات السيرة الشخصية لناس أود أن أعرفهم أو أعرف أكثر عنهم، أو أشخاص أثرت في تاريخ البشرية ولا أعرف عنهم شيئا
أول كتاب أبدأ به المشروع، ولما كنت قد قرأت سيرة خير الخلق رسول الله من قبل في الرحيق المختوم و عبقرية محمد، فاتجهت الى المحطة التالية لي مع شخصية طالما أثارت فضولي، وأحببت أن أعرفها أكثر عن قرب، وهي شخصية الفاروق عمر بن الخطاب. فمن هو هذا الرجل الذي كان من نصيبه أن يدعو رسول الله ربه بأن يدخل الإسلام هو أو ابن الحكم، فيختاره الله؟ من الواضح أن النبي رأى فيه وهو لايزال على الجاهلية عظمة لا يليق بها إلا أن تكون على هدي الحق، وأنه سيكون له شأن كبير في إعلاء راية الاسلام. جاء كتاب العقاد ليجاوب عن كثير من الاسئلة التي كانت لدي عن عمر، ومن كان هو قبل وبعد الاسلام، وقبل وبعد الخلافة، واستطعت أن أخرج من الكتاب بصورة أوضح عن هذا العظيم، بملامح ومواقف كثيرة تدل على طباعه وتكوين شخصيته. أسلوب الكتاب نفسه لم يكن مريح في القراءة، لكثرة الألفاظ الغريبة (كل فصل له هامش كبير لمعاني الكلمات) وكثرة الجمل التي تكرر نفس المعنى بتوصيفات مختلفة. قرأته على تطبيق 'أبجد' ولم يكن هناك فهرس للمراجع التي قام العقاد باستخدامها في بناء هذا العمل، ولكن حتى إن لم يكن هذا مذكورا في النسخ المطبوعة، فسمعة العقاد ورصيده الأدبي شهادة كافية له في رأيي بصحة المعلومات الواردة في الكتاب.
الفراسة رُوي عن عمر بن الخطاب: من لم ينفعه ظنه لم تنفعه عينه الألمعي الذي يظن بك الظن *** كأن قد رأى وقد سمعا
العبقرية قال العقاد: ويكثر بين العبقريين من كل طراز جيشان الشعور وفرط الحس وغرابة الاستجابة للطواريء... ولهم في الجملة ولع بعالم الغيب وخفايا الأسرار
البطولة والتناقض كل بطولة فهي عرضة للمبالغات والإضافات، ومن ثم لا تسلم من تناقض الأقاويل
شوق كان عمر يذكر الصديق من أصدقاءه فيقول: يا طولها من من ليلة!... فإذا صلى الغداة غدا إليه . فإذا لقيه التزمه أو اعتنقه
سوء ظن واحد واختلاف هناك فطنة تسيء الظن لأنها تعرف الشرور التي في طبائع الناس، وهناك فطنة تسيء الظن لأنها تشعر شعور السوء قال عمر: لست بالخب ولا الخب يخدعني
الميزان وعمر مالفرق بين العدلين؟
مكابرة أرتد جبلة بن الأيهم لأجل لطمه
عمر والشعر والمرء ساع لأمر ليس يدركه *** والعيش شح وإشفاق وتأميل ◄ قال عمر: على هذا بنت الدنيا. قال الأصمعي: ما قطع عمر أمراً إلا تمثل فيه ببيت من الشعر.
مثل بديع - قال العقاد: مثل الفكر كمثل السفينة الطافية على وجه النهر، لها شراع ولها سكان، وعليهما رقيب من النواتية -الملاحون- والربان. ومثل الخلق كمثل النهر المتدفع حبسه الشواطىء والقناطر ويفيض في موعد ويعرف له مجرى، ويحسب له مقدار ومثل السورة الجامحة التي لست بفكر يسوس ويساس، ولا خلق متميز بسماته وخصائصه ومراميه كمثل السيل العرم
شهادة قال العقاد: ولهذا كانت دراسة عمر غنيمة لكل علم يتصل بالحياة الإنسانية كعلم الأخلاق، وعلم الاجتماع، وعلم السياسة وقال: يندر أن يظفر الباحثون في طبائع الإنسان بمغنم نفسي هو أوفر ثمرة وأغنى محصولاً من دراسة عمر بن الخطاب
ظواهر وبواطن سياسة عمر مع الولاية أنه كان يتحرى البواطن ويمعن في تحريها، ولا يكتفي من الناس بالظواهر بخلاف حكمه في القضاء.
الجندي ومفتاح شخصية عمر الشجاعة، الحزم، الصراحة، الخشونة، الغيرة، الطاعة، النجدة، النخوة، النظام، حب الإنجاز في حدود التبعات والمسؤوليات، تقدير الواجب، الإيمان بالحق. العقاد: هذه الخصائص تجمعت بعد ألوف السنين من تجارب الأمم في تعبئة الجيوش فرق بين الجندي المطبوع وبين غيره قال عمر: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكنت عبده وخادمه وجلوازه ـ شرطيه ـ .
المشاورة فن عسير إن الذي ينتفع بمشورة غيره لأقدر ممن يشير عليه. روى يوسف بن الماجشون عن عمر كان إذا أعياه الأمر المعضل دعا الأحداث فستشارهم لحدة عقولهم هذه من البدع الملهمة في هذا الفن العسير أنه لم يلتمس الرأي عند أهل الحنكة والخبرة وكفى، بل كان يلتمسه كذلك عن أهل الحدة والنشاط ممن يناقضون أولئك في الشعور والتفكير
سياسة حاكم قال عمر: وأنه لا يصلح - أي الحكم- إلا بشدة لا جبرية فيها، ولين لا وهن فيه
إمارة وتجارة كان عمر يحصي أموال ولاته ومن تعذر بالتجارة على كثرة ماله لم يقبل عذره وكان يقول: إنما بعثناكم ولاة ولم نبعثكم تجاراً
(( خذها وأنا ابن الأكرمين)) تقف صاغرة عندما تصرخ (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!)).
القوة لا تناقض الإعجاب كان يقول كالساخر وماهو بساخر: بخ.. بخ يابن الخطاب أصبحت أمير المؤمنين أكان يقولها لأنه كان يجهل أنه أكفأ العرب للخلافه بعد صاحبيه؟.. كلا.. كان يقولها لأنه يعرف النظر إلى المثل الأعلى.. يعرف الإعجاب بمن فوق. يعرف محمداً، ويعرف أن اللحاق به لا يطاق. يعرف الإعجاب بطلاً معجباً ببطل.
لماذا يستصغر نفسه؟ من الخطأ أن يتوهم متوهم أن عمر كان يتصاغر لأنه يشعر بصغره لا.. وإنما كان عمر يتصاغر لأنه يشعر بعظمته ويكبح ما يخامره من اعتداده بنفسه. فمحال أن تمتلىء النفس بمثل هذه القوة ثم تخلو من الشعور بقوتها واعتدادها بنفسها. قال عمر لابنه: إن أباك أعجبته نفسه فأحب أن يضعها
الإعجاب لا يناقض الاستقلال لم يكن أحد يعجب بمحمد أكثر من إعجاب عمر. ولم يكن أحد مستقلاً برأيه في مشورة محمد أكثر من استقلال عمر. فهو آيه الآيات في أن الإعجاب لا تغض من صراحة الرأي.
النسب من وصايا عمر: تعلموا النسب ولا تكونوا كنبط السواد إذا سئل أحدهم عن أهله قال من قرية كذا
حب وزواج قال لرجل هم بطلاق امرأته لأنه لا يحبها: أو كل البيوت بني على الحب؟ فأين الرعاية والتذمم؟
إنسان عظيم و رجل عظيم تكلم العقاد بكلام عظيم كذلك عن الفرق بينهما. في حادثة أسكات النبي صلى الله عليه وسلم الأسود بن سريع الشاعر عندما دخل عمر. وقال عليه السلام: هذا عمر... هذا رجل لا يحب الباطل الإنسان العظيم فقال العقاد: (( فالنبي لا يكون رجلاً عظيماً وكفى. بل لا بد من أن يكون إنساناً عظيماً فيه كل خصائص الإنسانية ال��ي تعم الرجوالة والأنوثة والأقوياء والضعفاء، وتهيئه للفهم عن كل جانب من جوانب بني آدم فيكون عارفاً بها وإن لم يكن متصفاً بها قادراً على علاجها وإن لم يكن معرضاً لأدوائها، شاملاً لها بعطفه وإن كان ينكرها بفكره وروحه. لأنه أكبر من أن يلقاها لقاء الأنداد وأعذر من أن يلقاها لقاء القضاة وأخبر بسعة آفاق الدنيا التي تتسع لكل شيء بين الأرض والسماء لأنه يملك مثلها آفاقاِ كآفاقها هي آفاق الروح.)) معللًا اختلاف التصرف بين النبي صلى الله عليه وسلم وعمر بأن غرور الشاعر بأماديحه وما أشبه ذلك من الصغائر الآدمية التي كثيراً ما يطيقها الإنسان العظيم ويبرم بها الرجل العظيم. وعمر استفاد من معلمه دروس في الانسان العظيم بدت واضحة في تصرفات عمر بعد توليه الخلافه.
العاقل قال عمر: ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، ولكنه الذي يعرف خير الشرّين
مركب النقص قال عمر: ما وجد أحد في نفسه كبراً إلا من مهانة يجدها في نفسه
الفراغ قال عمر: أحذركم عاقبة الفراغ فإنه أجمع لأبواب المكروه من السكر
الوسامة كان عمر ينفي الفتيان الحسان كما فعل بنصر بن حجاج ومعقل بين سنان وكان يقول لهم: استعينوا بالله من شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر وقال: لا تكرهوا فتياتكم على الرجل القبيح فإنهن يحببن ما تحبون
صبي وجل في آن واحد قال عمر: أحب أن يكون الرجل في أهله كالصبي فإذا احتيج إليه كان رجلاً
ماذا يقال فيك يا عُمر وقد قال فيك َرسُول الله صَل الله َعليه وَسلم لو" كان نبي َمن بعَدي لكان عمُر " ملئت الارَض عدَلا وقسطا فكنت خيرَ امَام للمؤمَنين وخَير خليفهَ لهُم فالمواقف التي تشَهد لعمُر بن الخَطاب عنَ عدله بيَن النَاس كثيره ولا يكفَيه ان يذَكر اي منهاَ ولكنَ يكَفي ما قيل َفيه . ممنَ همُ ليَسو مَن ا"حَكمت فعَدلت فَـ امَنت فـ نمَت يا عُمر فمَكانته لدي جمَيع المُسلمين علي مر العُصور هي المَعني الحرفي المتُجسد للعدَل ومن هُنا استَفاد العقاد في سَرد تَلك الصفَات الحميَده في عُمر بَن الخطاَب وتعمَق في شخصيُته رضي الله عُنه وفي حياتهُ قبل اسَلامه الي وصولُه الي خلافه المسُلمين وعن كل تفصيَله في شَخصيته وما يُقابلها من تصرَفات ناَبعه من َداخل تلك اَلشخصَيه تجاه عموم المسلمين في انحَاء الارَض وكيَف كاَن له من صَفات نادرا مَا تجدهُا متجُمعه في شَخص واحدَ فتعَمق العقاد في تلك الشَخصيه العظيمه وخرج لنَا بـ الكثير من الَعَبر والمواَقف التي تبيُن لنا عبَقريه عُمر والذي خصهَ العقاد بتَشبيه بليَغ حيث قال " وكاَن َيقول، ويعنـَى ما يقُول، ويعَمل بَما يقُول" بضَع كلَيمات قلَيله ولكن المعنَي منها كبَير لمَن يَعي قَيمتها رحم الله العقاَد وجزُاه الله خيرًا عن تلك النَبذه القصَيره في بَحر عظَيم من عُظماء الاسَلام عُمر بَن الخَطاب"رضيَ الله عنُه وارضَاه
أول كتاب أقرأه من سلسلة العبقريات وثاني كتاب للعقاد
في هذه العبقرية قام العقاد بتحليل شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه من خلال إستعراض أهم الأحداث في حياته, وعرض لصفاته ومحاولة دراستها، مستخدماً لغة صعبة وجزلة وأسلوب أدبي قوي .. تستعصي على الفهم احياناً وتدهشك بعمق اللغة العتيقة عند العقاد أحياناً اخرى ..
هناك بعض المآخذ على العقاد وهي انه أورد روايات ضعيفة السند وكرر الكثير منها ، ولم يوثق هذه الروايات والأحاديث وانما اعتمد على السرد للأحداث وتعليقه عليها وإظهار جوانب العبقرية التي تميّز بها عمر بن الخطاب الذي دعا له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، وقد كتب الله أن يكون ابن الخطاب رضي الله عنه فكان دخوله للإسلام عزاً ونصراً للمسلمين المستضعفين في مكة..
وأقرأ الآن كتاب الطنطاوي أخبار عمر وأخبار عبدالله بن عمر .. وهو كتاب تفصيلي لحياة عمر بن الخطاب والأسلوب سهل ويسير على الفهم أكثر من كتاب العقاد .. وأرى أنه يجب قراءة كتاب الطنطاوي قبل كتاب العقاد لأن الثاني موجز السرد ويعتبر كملخص لسيرة ابن الخطاب .. اما الأول فإنه ممتع ومفيد لمن يهتم بتعدد الروايات وذكر المآخذ والأخبار كلها
يقول مهدي عبدالحق مصطفى عن الكتاب: جمع العرض الشيق والاسلوب الجزل ,دقة التحليل وروعة الاستنباط,فما أثبت لعمر صفة الا وأقام عليها الدليل ومادرأ عنه تهمة الا استند على برهان. استطاع ان يبرهن كل صفات الجندي المثالي في عمر بما قدم له من أدلة ومااتى به من برهان كما ركز المؤلف على منهج عمر في التقشف وبين انه لم يكن عن عجز وانما وفاء لحق الصداقة, صداقة النبي صلى الله عليه وسلم وصداقة ابو بكر الصديق فكان لا يستسيغ شيئا لم يتحقق لكليهما.
الاخوة والاخوات...الذين كتبوا ملاحظات على الكتاب واسلوبه,المؤلف كان هدفه فقط ابراز عبقرية عمر وتحليلها في المواقف التي مر بها عمر رضي الله عنه في حياته. ولم يكن الغرض من التأليف كتابة سيرة عمر.
"من المحقق أن الخشونة حرمان من الصقل والمرونة، ولكننا نخطئ كل الخطأ إن حسبناها حرمانا من البر والرحمة، لأن المرء قد يكون ناعم الملمس وهو قاس مفرط القسوة، ويكون خشن الملمس وهو رحيم مفرط الرحمة، ويغلب في هذه الحالة أن تكون خشونته درعا يستر بها مواضع اللين في خلقه، وضربا من الخجل أن يطلع على ناحية فيه يتطرق إليها الضعف وتنفذ منها الرماية. فالخشونة نقيض الصقل والنعومة، وليست نقيض العطف والرحمة وعمر بن الخطاب من أفذاذ الرجال الذي تتجلى فيهم هذه الحقيقة أحسن جلاء "
و لم يهمه من قتله, بعد أن حمل إلى منزله , إلا أن يعرف ألمظلمة كان قتله, أم لبغى من القاتل? فلما علم أنه أبو لؤلؤة قال : (الحمدلله الذى لم يجعل قاتلى يحاجنى عند الله بسجدة سجدها له قط, ما كانت العرب لتقتلنى) و همه بعد ذلك أن يلقى حسابه عند الناس و هو وشيك أن يلقى حسابه عند الله , فأمر ابن عباس أن يخرج إلى المهاجرين و الأنصار يسألهم : أعن ملأ منكم و مشورة كان هذا الذى أصابنى ? فصاحوا معلنين : لا و الله , ولوددنا أن الله زاد فى عمره من أعمارنا.
أجمل ما في اسلوب العقاد في تناوله للعبقريات أن عنده حجة قوية لدحض كل حادثة جدلية أصابت الشخصية بالاتهام.. هو مقنع.. مؤمن تمام الإيمان بوجود العبقرية.. مُجل تمام الإجلال لشخص سيدنا عمر كما كان مع الصديق.. لا تعيش الاحداث مع العقاد ولكنك ترى هؤلاء العِظام وكأنهم بُعثوا أمامك من جديد.. كأنك تعرفهم حق المعرفة وتدرك تماما كل صفاتهم وطبيعة شخصيتهم...
كتاب صوتي.. 8س و 17 د بصوت القارئ إسلام عادل كتاب جامع بصورة مجملة جوانب متنوعة من حياة الصحابي عمر بن الخطاب. تعرفت أكثر على أخلاقه و مكانته في مجتمعه في عهد النبي صلى الله عليه و سلم . كتب بلغة بسيطة و تقسيم أجزاء الكتاب كان بتسلسل و انتظام.
عبقرية عمر تأليف/ العقاد ..................... كعادة العقاد في دراسته للشخصيات لا يحكي حكاية ميلاد الشخصية، ثم سيرتها في الحياة وحتي الممات، بل يقدم العقاد شخصياته في أبواب تبدو كالمتفرقة، لكنها في حقيقتها مترابطة _ كحبات السبحة _ بخيط رفيع هو عنوان الكتاب. يري العقاد أن الكتابة عن شخصية مثل عمر تعتبر صعبة لكثرة ميادين العبقرية التي نبغت فيها هذه الشخصية الفريدة في التاريخ الإنساني. يبدأ العقاد الكتاب بفصل بعنوان: عبقري، بدأه بكلمة قالها النبي (ص) عن عمر وصفه فيها بالعبقري، ثم تبعه بفصل تحدث فيه عن معدن شخصية عمر كرجل ممتاز، وتحدث عن صفاته الشخصية التي قد يعتقد البعض أنه يتصف بالغلظة والشدة وربما القسوة والعنف في بعض الأحيان، لكن العقاد ينفي هذه الصفات تماما، بل ويقول بعكسها عن عمر. في فصل عن مفتاح شخصية عمر يقول العقاد: "مفتاح الشخصية هو الأداة الصغيرة التي تفتح لنا أبوابها، ولكل شخصية إنسانية مفتاح يسهل الوصول إليه أو يصعب علي حسب اختلاف الشخصيات، وليست السهولة والصعوبة هنا معلقتين بالكبر والصغر، ولا بالحسن والدمامة، ولا بالفضيلة والنقيصة، فرب شخصية عظيمة سهلة المفتاح، ورب شخصية هزيلة ومفتاحها خفي أو عسير. وفي اعتقادنا أن شخصية عمر من أقرب الشخصيات العظيمة مفتاحا، لمن يبحث عنه، فليس فيها باب معضل الفتح، وإن اشتملت علي أبواب ضخام. والذي نراه أن "طبيعة الجندي" في صفتها المثلى، هي أصدق مفتاح "للشخصية العمرية" في جملة ما يؤثر أو يروى عن هذا الرجل العظيم." ثم تحدث العقاد عن إسلام عمر وعلي غير الشائع بأنه أسلم يوم زار أخته وضربها فرق قلبه لها، فإن العقاد يؤكد أن إسلام عمر لم يكن وليد هذه اللحظة وإن كان ��ها الموقف تأثيره الكبير. تحدث العقاد عن دور عمر الكبير في التأسيس للدولة الإسلامية بالكثير من الابتكارات التي أدخلها في النظام الإداري للإمبراطورية الإسلامية، كما تحدث عن حياته بجوار النبي فلخصها في قوله أن العلاقة بينهما تلخصت في إعجاب رجل عظيم بإنسان عظيم. ثم تحدث عن علاقة عمر بالصحابة وأكثر ما تحدث عن علاقة عمر بعلي بن أبي طالب رد فيه علي افتراءات المفترين بأن كان بينهما خصومة أو منافسة علي الخلافة. تحدث عن ثقافة عمر ورد فيه علي بعض الافتراءات التي وصفت عمر بقليل الدراية بثقافة عصره، ورد الافتراءات التي أشيعت عن أمره بحرق مكتبة الإسكندرية ورد حادث الحرق إلي تاريخه الأصلي بالأدلة. تحدث عن عمر في بيته، وكيف كان يتعامل مع أفراد أسرته. في هذا الكتاب قدم العقاد مقدمة يجب أن تقرأ قبل الإقدام علي القراءة عنه في أي مكان آخر.
" فليست الخشونة نقيضاً للرحمة ، وليس النعومة نقيضاً للقسوة . وليس الذين يستثارون ولا يستغضبون بأرحم الناس . فقد يكون الرجل ناعماً وهو منطوٍ على العنف والبغضاء ، ويكون الرجل خشناً وهو أعطف خلق الله على الضعفاء ، بل كثيراً ما تكون الخشونة الظاهرة نقاباً يستتر به الرجل القوي فراراً من مظنّة الضعف الذى يساوره من قبل الرحمة. فلا تكون مداراة الرقّة إلا علامة على وجودها وحذراً من ظهورها ". ✨
ألا يقسو الضعيف؟ فلم العجب إذاً من رحمة القوي؟ كل ما هنالك أن رحمة الضعفاء غير رحمة الأقوياء .. فأما العقل الذي يرى الرحمة غريبة في الأقوياء، ويرى القسوة غريبة في الضعفاء، فهو يرى غير الواقع من هؤلاء وهؤلاء.. إذ الواقع في الدنيا أن القسوة لا تدل على القوة، وأن الرحمة لا تدل على الضعف، وأن ليس في الدنيا أقسى من الأطفال وهم أضعف من فيها من الضعفاء!
كنت أؤجل قراءة هذا الكتاب كثيراً، وسعيدة أنني بدأت بالعبقريات، الكتاب من 221 صفحة محتواه جيد جداً، لولا أني لاحظت أن العقاد يورد بعض الروايات الضعيفة، إلى جانب أن جودة المحتوى تأثرت بالتكرار والإسهاب، شعرت أن الكتاب المفترض اُختُصِر بدل الإسهاب، لكن بشكل عام من المهم قراءة الكتاب لنستشعر قدر هذا الصحابي الجليل، ولا شك أن المواقف المذكورة في الكتاب والتنبيهات على تفاصيل شخصية عمر -رضي الله عنه- أثرت بي جداً !
أكثر ما أثر فيني بالكتاب قصة إسلام عمر رضي الله عنه، جداً مؤثرة، كيف دخل الهدى لقلبه رضي الله عنه واستقر :
" فأخذ عمر سيفه وتوشحه ثم عمد إلى رسول الله وأصحابه فضرب عليهم الباب، وقام رجلٌ من أصحاب النبي فنظر ثم رجع إلى رسول الله وهو فزع، فقال: يا رسول الله! هذا عمر بن الخطاب متوشحاً السيف، فقال حمزة بن عبدالمطلب: تأذن له، فإن كان يريد خيراً بذلناه له، وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه! فقال رسول الله: ائذن له، ونهض إليه حتى لقيه، فأخذ بمجمع رداءه ثم جذبه جبذةً شديدة وقال؛ ما جاء بك يا ابن الخطاب؟ فوالله ما أرى أن تنتهي حتى يُنزل الله بك قارعة؟ فقال عمر: يا رسول الله! جئتك لأؤمن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله! "
طيلة قرائتي والعقاد يستعرض مواقف تصف هيبة الناس من عمر رضي الله عنه، حاولت أن أقرب صورة عمر الشخصية، عن طريق استعراض صور شخصيات مهيبة، فوجدت أن الشخصيات المعاصرة التي وردت على بالي لا تصل درجة الهيبة الموصوف بها عمر رضي الله عنه! فعلاً كان متفرداً ..
............
من المعلومات الجديدة عليّ التي وردت في الكتاب هي أن اسم أم عمر بن الخطاب (حنتمة)، وهي ابنة عم أبا جهل، و كذلك ابنة عمّ سيف الله المسلول خالد بن الوليد بن المغيرة، ومعنى (حنتمة) الجرّة الخضراء.
........
اقتباسات من الكتاب:
* " إن طبيعة عمر وخلائقه كانت تؤهله للزعامة من جدارةٍ واقتدار، ولكن أي نوعٍ من الزعامة كان يمكن لعمر أن يناله؟ لم تكن هناك زعامة مهيأة له -لولا الإسلام- إلا زعامة قبيلته (بني عُديّ)، أو زعامة قريش قبيلته الكبرى، ثم ينتهي به الأمر عند هذا الحد، ولا يُسمع له بعد ذلك خبر، شأنه في ذلك شأن من سبقوه، ولكن الإسلام هو الذي أبرز طاقات عمر، وحدد له الزعامة اللائقة به، والدور الملائم له، ليُعِزَّ به الإسلام ويزداد هو بالإسلام عزّاً .. فعُمر الذي عرفه تاريخ العالم، وليد الدعوة المحمدية دُون سواها، ولولا الإسلام، لما عَرَف العالم عُمر ".
* " قال ابن مسعود في عُمر -رضي الله عنهما- : [كان إسلامه فتحاً، وكانت هجرته نصراً، وكانت إمامته رحمة ].
* " قال عمر -رضي الله عنه- في أحد خُطَبه : [ كُنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكنت عبده وخادمه وجلوازه (الجلواز بكسر الجيم: الشرطي)، وكنت بين يديه كالسيف المسلول، إلا أن يغمدني أو ينهاني عن أمر فأكف عنه، وإلا أقدمت على الناس لمكان أمرِه] ".
* " إن الإنسان إذا غيّر معيشته فإنما يُغيّر صناعة، وإذا غيّر موطنه فإنما يُغيّر بلداً، ولكنه إذا غيّر عقيدته الدينية فقد غيّر كونه واستبدل به كوناً آخر، وغيّر مصيره في الدنيا وبعد الموت ".
* " كان عمر -رضي الله عنه- مسلماً شديداً في إسلامه، فلم تكن شدته في إسلامه خطراً على الناس، بل كانت ضماناً لهم ألا يخافه مسلم ولا ذمي ولا مُشرك في غير حدود الكتاب والسنة ..
وكان عمر يحب ويكره كما يُحب الناس ويكرهون، ولكن لا ينفعك عنده أن يحبك ولا يضيرك عنده أن يكرهك إذا وجب الحق ووضح القضاء، قال يوماً لأبي مريم السلولي (قاتل أخيه): والله لا أُحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح، فقال له أبو مريم: أتمنعني لذلك حقاً؟، قال عمر: لا، قال أبو مريم: لا ضير، إنما يأسى على الحب النساء ".
* " قال شهود دفن عمر -رضي الله عنه- : [فلمّا حُمِل، فكأن المسلمين لم تُصبهم مصيبة إلا يومئذ]، وفارق الدنيا وهو مظلوم، فما دلّها شيءٌ على عِظَم فضله ولا عِظم الحاجة إلى العدل فيها؛ كما دلّها هذا الختام ".
...........
من أقوال عمر -رضي الله عنه-:
" [ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، ولكنه الذي يعرف خير الشرّين ]".
" [ لا يكن حُبُّك كلفاً ولا بُغضك تلفاً ].
..................
أنصح بقراءة سيرة هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه .
إن عبقرية عمر ليست تأريخا عن سيرة عمر الذاتية من ميلاده او اسلامه الى استشهاده وانما هي عن عبقريته وفقط، دراسة عن شخصيته وتميزه ومفتاح شخصيته (الجندية) وهذا الفصل من اجمل ما قرات حيث يقول ان افعال عمر في مجملها كان دافعها الجندية في الالتزام والتعبد لله وانما كان لا يعرف الزيغ لا لقصر نظره او لضعف في عقله اقصره عن طريق الشر او الخطا انما لانه جندي لا ينبغي له ان يحيد عن مراد الله وانما هو يعرف طرق الشر بل ويقو�� مرؤوسيه عنها، ثم كيف اسلم وكيف صاحب الرسول واورد مواقفه في مراجعة النبي وتنزيل القران موافقا لرأيه بعد ذلك وكيف كان يفكر ليستحق ان يكون ثالث ثلاثة بعد الرسول وابو بكر (وقد اجمع علماء الامة ان عمر ثاني اصحاب الرسول ترتيبا بعد الصديق فلا يسبقه احد رضي الله عنه) وما ميزه عن غيره وجعله عبقريا بشهادة رسول الله (لم ارى عبقريا يفري فريه) فهي ليست شهادة من العقاد وانما من النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كيف تميز حينما كان وزيرا لابي بكر ثم حينما تولى الخلافة وانشأ الدولة الاسلامية وابدع في مجالات الحياة المختلفة من سياسة واقتصاد ومالية وقضاء وعسكرية وغيرها (فأوجز ما يقال فيه انه وضع دستورا لكل شيء و تركه قائما على اساس لمن شاء بعد ذلك ان يبني عليه) ثم تكلم عن ثقافة عمر وحبه للادب والشعر وكيف انه لو وزن اليوم بمثقف من الفطاحل لوزنه وزاد عليه حيث انه -وندر ان تجد مثله- عبقريا فنانا في مجالات عدة، يفهم ويجيد ويبدع في كل مجال كأنه هو المجال المفضل لديه، ثم في النهاية علاقته بأهل بيته.
فلا اختراع في جملة اخبار عمر وان جاز الشك في بعضها او جاز اسقاط الكثير منها، ومن شاء فليشك في هذا الخبر او ذاك ما بدا له الشك وليسقط منها ما بدا له الاسقاط، فسيبقى بعد ذلك جميعه خبر يدل على عدله ولا سبيل الى نقضه، وخبر يدل على رحمته ولا سبيل الى نقضه، وخبر يدل على غيرته ولا سبيل الى نقضه، وخبر يدل على فطنته ولا سبيل الى نقضه، وخبر يدل على ايمانه ولاسبيل الى نقضه، ويبقى ذلك التركيب العجيب الذي هو موضع الاعجاز وموضع الدهشه وموضع التساؤل.
وخليق بمثل هذا الرجل الا يكون على شعار غير شعار الجند حيث كانوا : الامر هو الامر والطاعة هي الطاعة ذلك هو الجندي المطبوع، جنـدي مـن جنـود الله في معترك الحـق والإيمان، وإذا استوفينا المثـل إلى أقصاه فالقانون المطاع هو القرآن ، والقائد الأعلى هو النبي الـذي يـوحى إليه ، وليس أحـد بعـد ذلك أكبر من أن يطيع. يأمر الله فالطاعة واجب لا هوادة فيه. ويأمر القائد الأعلى فقد يراجعه من دونه ويرتفعان معا إلى القانون لأن الطاعـة لا تمنع المراجعة والمشاورة ، ولكنها تمنع التمرد على القائد الأعلى وإنكار سلطانه حيثما استقر على قرار ، فإذا رجع القائد عن أمره فحسن والمراجعة إذا خير لا ضرر فيه ، وإذا مضى في أمـره فلا خلاف، إذا فيما يجيب ، والذي يجب إذا أمر واحد : وهو أن يطاع . كذلك راجع عمر النبي في مسائل شتي ، فأخـذ النبي برأيه في بعـض هـذه المسائل وخالفه في بعضها ، فلم تكن طاعته فيما خولف فيه أقل ولا أضعف مما وفق عليه.
العقاد صراحا ادهشني في هذا الكتاب وكاني اقرا لاول مرة عن عمر رضي الله عنه، اورد اشياء جديدة علي واتى بتحليلات وشروح جديدة لاحاديث ومواقف معروفة، فمهما قرات عن عمر من قبل سيصبح عاديا مقارنا لما ستقرأه من العقاد.
رضي الله عنه وجمعنا به في الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم
دراسة جميلة لشخصيّة عمر ، فالكاتب العبقريّ ، حلّل شخصية ابن الخطّاب معتمداً على طفولته و هي من أهمّ مراحل الإنسان في تكوينه النفسيّ ، و يبدأ بعدها بسرد الأحداث الّتي تصف هذا التكوين ، من الأخلقيّات الّتي تتوّج بالعدل ، إلى النفسيّة الّتي توّجت بالثبات و القوّة . ومن هنا يكتشف العقّاد أنّ عمر الجاهلي هو نفسه عمر الإسلاميّ ، بالتكوين النفسي و الأخلاقيّ ، لكن نظرته للوجود تغيّرت ، فعداءه للإسلام أوّل ما ظهر لأنّه ظنّه عدوّاً يهدّد بيئته و قومه فحاربه ليدافع عن عقيدته ، هذا الدفاع عن العقيدة بالنسبة للعقّاد نفسه دفاع عمر عن العقيدة الإسلاميّة ، لكنّ الإختلاف بالعقيدة ذاتها ! بينما العقيدةالجاهليّة كوّنته جنديّ عظيماً و مقدام ، كوّنته العقيدةالإسلاميّة بطل تاريخي ، يمثّل طور تاريخيّ للإنسانيّة !
أجمل النتائج الّتي توصّل لها الكاتب ، الفارق بين محمّد عليه السلام ، و ابن الخطّاب : فالأول إنسان عظيم أمّا الثاني فهو رجل عظيم ، و الفرق بيّن بينمها ، فالرسول كان يمثّل الإنسان بإنثويته و رجوليته ، بعاطفته و عقلانيتة ، أمّا عمر فهو الجنديّ الشديد ، الرجل الّذي استصغر ابنه لأنّه عجر عن تطليق أمرأته !
أيضاً ، يوضّح الكاتب بذكاءٍ هذه الشخصيّة بتركيباتها المعقدة ، هذه الشخصية الّتي توازن بين العدل و القوّة ، و القسوة و الرحمة ؛ فلا عجب إذن أن يكون الصدّيق الرقيق أجرأ من عمر بإتخاذ قرار الحرب !
و من أجمل الفصول ، فصل عمر و الدولة العصريّة ، فهنا يوضّح الكاتب أنّ الحكم على الحضارة ، أي حضارة ، بنظرة تنتمي للقرن العشرين ، غباء و جهل ، و خاصّة عند المقارنة بالإنجازات الماديّة ، فما يميّز الخضارات و الثقافات ، جوهرها : أخلاقياتها ! و خاصّة إذا كانت نظرة أوربيّة ..
الكتاب لذيذ .. ليس لأنّه توفّر لمن حسن طالعه و حضر معرض الأسرة الأردنيّ بـ 35 قرش أي ما يعادل 30 ليرة سوريّة ، إنّما لأنّ العقّاد عبقري