يُعتبر خوان خوسيه مياس (1946) أحد أهم كُتاب إسبانيا في الأربعين عاماً الأخيرة، إذا استطاع الكاتب الذي يُطلقون عليه "كافكا الإسباني" أن يُغير مسار السردية الإسبانية بمنحها الكثير من الخيال والغرائبية، وبتطعيمها بجماليات فنية لم تعرفها من قبل. وعبر الاستبطان والتحليل النفسي، وعبر الهواجس الذاتية والوساوس، والأفكار الخيالية البراقة والطازجة، استطاع الكاتب أن يُشيد عالماً موازياً يهدم فيه الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال، الواقع والحُلم، الواقع والفانتازيا، ليقدم بسرديته عالماً نعرفه لكننا أبداً لم نلتفت له. فاستحق بذلك أن يلفت نظر النُقاد والقُراء والباحيثن الأكاديميين، وأن ينال أهم الجوائز الإسبانية مثل جائزة "نادال" و"بلانيتا" وجائزة النقد.
وفي مجموعته القصصية "الأشياء تُنادينا" ينطلق مياس من حادث واقعي بسيط ليصل به إلى أشد الأفكار غرابة. إنه التكنيك الفني الذي يستخدمه ليكتشف غرابة الواقع، ويتعمق من خلاله في الذات الإنسانية عبر بوابة "الغريب"، لنتعرف عبر القصص على أنفسنا، ونُعيد من خلالها تعريفاتنا للعالم. هنا تتجلى، كذلك، أساليبه الفنية وجمالياته المُميزة التي صنعت منه "مايسترو" القصة الإسبانية. فالمألوف ليس مألوفاً كما نظن، والأشياء ليست دائماً كما تبدو، فخلف التفاصيل الصغيرة تكمن الأسئلة الكُبرى، والقصة "المياسية" تفتح للقارئ أفقاً جديداً لمُشاهدة كُل ذلك، واختباره.
بشكل ما، يُعتبر خوان خوسيه مياس نتاجاً لتلاقح كل ميثولوجيات العالم، وابناً باراً للفانتازيا العربية واللاتينية والأوروبية، لكنها الفانتازيا الحديثة، المُرتبطة باليومي والمُعاصر.
Juan José Millás is a Spanish writer and winner of the 1990 Premio Nadal. He was born in Valencia and has spent most of his life in Madrid where he studied Philosophy and Literature at the Universidad Complutense.
His first novel was influenced by Julio Cortázar and consequently shows the influence of the then-prevalent literary experimentalism, as well as the uncertainty of a fledgling author. Although very original, his second book, Cerbero son las sombras (1975), obtained the Premio Sésamo and received a positive critical response.
Thanks to an enthusiastic member of the judges panel for the Premio Sésamo, Juan García Hortelano, he was able to publish Visión del ahogado (1977) and El jardín vacío (The empty garden) (1981) with the prestigious publisher Alfaguara. But his most popular novel was Papel mojado (1983), an assignment for a publisher of young adult literature that was a commercial success and continues to sell well. Simultaneously, he began to publish articles in the Spanish press with great success, so he left the employment of the Iberian press and now makes a living as a journalist and author.
In his numerous works, which are mostly psychological and introspective, any daily fact can become a fantastic event. He created his own personal literary genre, the articuento, in which an everyday story is transformed into a fantasy that allows the reader to see reality more critically. His weekly columns in El País have generated a great number of followers who appreciate the subtlety and originality of his point of view in dealing with current events, as well as his commitment to social justice and the quality of his writing. On the program La Ventana, on the channel Ser, he has a time slot (Fridays at 4:00) in which he encourages viewers to send short accounts about words from the dictionary. Currently, he is constructing a glossary, within which these accounts have a large role. His works have been translated into 23 languages, among them: English, French, German, Portuguese, Italian, Swedish, Danish, Norwegian, and Dutch. In his 2006 novel, titled Laura y Julio, we find his principal obsessions expressed: the problem of identity, symmetry, other inhabitable spaces within our space, love, fidelity, and jealousy.
في هذه المجموعة القصصية يسحبنا "خوان خوسيه مياس" لعالمه الغريب والميتافيزيقي طوال 74 قصة قصيرة. نعم.. كما قرأت 74 قصة قصيرة خلال 300 صفحة فقط! كان يتراوح طول القصة بين صفحتين وثلاثة وأربعة.. مع وجود القليل من الإستثناءات الصغيرة لطول القصص. أظن أن ذلك يُلخص ما قدمه لنا "مياس" في هذه المجموعة القصصية. فالأدب الماورائي أو الميتافيزيقي.. يحتاج إلى إرساء بعض القواعد قبل أن تدخل في حبكة القصص.. ولكنه كان ببساطة وسلاسة ونعومة شديدة يجعلك تقرأ قصة مكونة من صحفتين فقط.. ويصلك محتواها كاملاً، وتعجبك أيضاً! هكذا كان طوال الـ74 قصة الخاصين بتلك المجموعة، ولكن.. بعض القصص كانت تحمل بعض الأفكار شديدة الغرابة.. مما سيجعل ذلك عقبة للبعض في تقبلها أو استحسانها. أيضاً هُناك بعض القصص التي لم أفهم لهما مغزى حتى بعد قراءتها أكثر من مرة.. من لا يحبون أن تنتهى القصة فجأة هكذا، وتقلب الصفحة بكل براءة متوقعاً أن هناك تكملة لتلك الحكاية.. لتُفاجئ أنها أنتهت فجأة.. لا أنصحكم بهذه المجموعة القصصية أبداً.
الكاتب قسم المجموعات القصصية إلى قسمين.. الأول كان يحمل اسم "الأصول" والقسم الثاني باسم "الحياة".. ولولا وجود القسم الثاني لكان تقييمي للكتاب أقل من ذلك بكثير. يكفي وجود تلك القصة الرائعة "ميول الطبقة الوسطى" وتسلسل الأحداث بها. أيضاً يجب الثناء والشكر على مجهودات المُترجم "أحمد عبد اللطيف" الذي كان يغتنم كُل فرصة لإبهارنا بترجمته وملاحظاته الرائعة. ختاماً.. لقد أحببت عالم مياس وكتاباته وعالمه السوداوي الغريب.. لذلك لن يكون آخر لقاء بيني وبينه.
الكاتب " خوان مياس " يقتنص التفاصيل اليومية الصغيرة ويدعك عالقاً بين علامتي استفهام وتعجب كبيرتين جداُ 🙃 الأشياء تنادينا لنتعرف عليها من جديد في عالم مياس الذي يستطيع أن يبهرك ويربكك في آن واحد... تلتقي بما هو غامض مُندس فيما بين الواقع والمتخيل ، يباغتك بغرائبية كل ما هو مألوفاً وعادياً... تفصيلة صغيرة قادرة على إيلامك كما لو كانت وخزة بقلبك ، وأخرى بحسها الفكاهي الساخر قادرة على إستدعاء ابتسامتك... ثمة اتصال خاص فيما بينك وبين صوت السارد والذي كان حميمياً وشفيفاً ، ظاهراً ومتوارياً معاً...، يتقمصك وعندئذٍ قد تنفلت منك صرخة هذا أنااااا.... هذا التماهي مع القصص إما اعترافاً ذاتياً بأنك قد عايشتها او إشباعاً لرغبتك بأن تكون جزء منها... بالنهاية ستدرك بأن ثمة تصدع بذواتنا غير قابل للإلتئام... مياس ...أنت من كُتابي المفضلين وزيارة عالمك هى متعة خالصة.. لا تفقد اعصابك قلت لنفسي ، الجنون يبدأ مع التفاصيل لكنك لست مجنوناً ، لو احتفظت بهدوئك فستعيش....
العزيز (خوانخو) يكتب عن كل شيء في حياتنا. يكتب عن التفاصيل الصغيرة التي قد لا ننتبه لها، عن ماضينا، حاضرنا، عوالمنا الأخرى ..
المميز في كتابات (مياس) قدرته على تحويل كل ما هو روتيني وممل إلي قصة شيقة. حتى التفاصيل الصغيرة التي نمر بها في حياتنا، يحكي عنها بأسلوب شيق، لا تستطيع أن تمل منه .. .
سوف تلاحظ أن الكتاب وزع بشكل بسيط لكنه لفت الأنظار ...تلك المجموعة القصصية التي كتبها الروائي الإسباني بفنتازية واقعية تعتصر إرهاصات تجربتها مع عالم عايشه وأثر فيه ...سوف تجد تلك اللغة البسيطة التي لا تقتفي أثر الجمهور بقدر ما هي حاجة ملحة للفضفضة الذاتية الموجعة والمسرة ...هي خليط لا يمكن تأويله لمرحلة أو سبب أوحتى مسألة إقرانه بحالة ...كتاب أنيق
مجموعة ساحرة بدأت بها أول العام وكنت أتمهل فيها "وأتمزمز" بقصة أو اثنتين يومياً كي لا تنتهي وللأسف انتهت! لا أعرف بمَ أصف هذه المجموعة، إلا أنّ كل قصة فيها عالم رحب من الأخيلة لا بدّ إذا قرأت لخوان أن تضحك/ لا يمكنك إلا أن تضحك ثم بعد أن تضحك تشعر بالحزن الشفيف، ولا تدري سبب هذا الحزن الذي يخترقك دون سبب مقنع. إن كنت سأرشح أفضل قصة في هذه المجموعة فهي: " ميول الطبقة الوسطى" وكل القصص جميلة وبديعة يحسب لخوان أنّه مهتم بالأسرة فأغلب قصصه يستخدم فيها ثيمات الأب والأم والأخ والأخت والعم والعمّة والأزواج في قصصه أشخاص هادئين لكنهم مختلفين
اللغة رائعة جداً ومسحة الغرائبية واللعب على وتر الألفاظ أضاف سحراً آخر للقصص حتماً سأعود لهذه المجموعة التي لا تُملّ أجمل اقتباس مرّ معي في المجموعة: "انظري.. لا أريد أن أضايقك، لكن باولو كويلو يكتب كتابة سيئة جداً، وهو كاتب تافه. بالإضافة لذلك، لا أعتقد أنّ العالم حافل بالعلامات. بيد أنه يتغذى على العكس تماماً. على نقصان العلامات. العالم أسوأ من المطار، العالم أسوأ من مطار فرانكفورت، كل اللافتات موجودة حتى تتوه. حتى تأخذ رحلة غير رحلتك، أو تظلّ معلقاً في متاهة الممرات" لا يكتب هذا إلا خوان ميّاس الرهيب!
بقرأ فيها بقالي أكتر من خمس شهور، كل كام يوم أقرأ كام قصة، وأعيد فيهم تاني، أكتر القصص قرأتها أكتر من مرة، ومع ذلك خلصت. واحد من أهم كتب العام بالنسبالي.
هناك خيط رفيع جداً....يفصل بين الواقع وما ورائه، يفصل بين الحقيقة الراسخة والخيال الجامح الضارب في عوالم أخرى. إذا أستطاع احدهم أن يشد هذا الخيط اللامتناهي، سيقف في ساح الواقعية السحرية، والخيال المعجون بواقع مرئي.
إذا وقفت في ساح الجمال "التي تتوسط الواقع والخيال" ستأخذ من القارئ كل مأخذ، وستنهب منه الشهقات وستجبره على إعمال الخيال، ليتبع سطورك وكلماتك المبهمة التي تحمل بدلاً من الوجه ألف وجه، وبدل من المعنى ألف تفسير. هذا بالضبط ما يفعله خوان خوسيه ميّاس في هذه المجموعة القصصية المتفردة. يدمج فيها الفنتازيا بالواقع الحقيقي، ويضع علامات استفهام، ورؤى ميتافيزيقية، ليُقحمك في حالة فنية متفردة، ويجبرك على النظر في الأشياء بمنظور آخر.
التقنية التي يستعملها الكاتب، هي تقنية الخلط بين الهواجس، ليصنع قالباً من المخاوف التي تواجه بطل كل قصة على حدى، هذه الهواجس تنسل إلى عقله حتى ينبت منها شيء ما غريب.
هذه الهواجس تتعدد أشكالها (أمراض نفسية ــ وسواس قهري ــ كبت المشاعر ــ الرتابة ــ الخوف) وغيرها من الأشياء التي يفتعلها ميّاس لكي يسيطر على القصة بشكل حكيم، ويُنتج لنا نهايات غير منطقية لهذه الأقاصيص، ولكننا في النهاية نحبها.
مجموعة جميلة من الأقاصيص، وأفضل قصتان أعجباني هم: قصة آباء أصدقائي وقصة ميول الطبقة الوسطى
في روايــة friends Absolute لــ جــون لي كاريــه، يقــول أحــد الجواسـيس لجاسـوس مبتـدئ ومرتـاب: نحـن لا نعيـش في الواقـع، إنما نـزوره
شردت كثيرًا في هذه الجملة وأنا أقرأ المجموعة القصصية -الأشياء تُنادينا- للروائي والقاص الإسباني خوان خوسيه ميّاس. كيف يُمكن أن نرى الواقع الذي نعرفه وكأنه غريب علينا؟ إن الواقع هو ذاته الذي نعيشه، فما الذي يجعله غريبًا كما يصوّره ميّاس؟. إنه نوع من السحر الذي يجعل الأحداث السيريالية الغريبة واضحة جدًا لنا بشكل غامض! كيف يُمكن أن نشعر بهذه الغرابة بأنها شيئًا حميميًا وكأنها -تلك الغرابة- خاصة بنا بشكل خاص، أي كأنها تحكينا!
يستخدم خوان السيريالية بشكل مُبهر، والإبهار هُنا ليس في طريقة السرد أو حتى في أشكال القصص التي تترواح بين الماورائي أو الفانتازي أو العبثي في بعض الأحيان، وإنما المُبهر هو تماهي القارئ في السرد والمحتوى على الرغم من إشكالية فهم الم��نى المُلغِز في نهاية كل قصة! المُذهل أن القارئ وبشكل ما يعيد تعريف الأشياء التي تحيط بنا في هذا العالم، ونتعرّف على أنفسنا، أو بالأحرى على المناطق الضبابية منها؛ تلك التي تحتوي على العديد من الأسئلة الكُبرى في هذه الحياة.
تفاصيل بسيطة مُهمَلة في ذاكرتنا أو في الجانب المُظلم من الذاكرة، يُلقي عليها الضوء خوان ميّاس بشكل مُلحّ لينفجر داخلنا شلال من أسئلة بلا إجابات. وفي وسط القصص التي لابد أن نرى أنفسنا في إحداها، ندرك أن التفاصيل البسيطة في الحياة لم تكن في الحقيقة بسيطة، إنما تخفي خلفها ألغاز عميقة لم تسنح لنا فرصة مناسبة لتأمّلها وقت حدوثها، أو لعلّنا لم ننظر إليها حينئذ من منظور صحيح!
ومع إدراك مُتأخر كهذا قد نبدأ في خمش وعينا لاكتشاف بعض معانٍ لذكرياتنا القديمة. قد تكون هذه وسيلة للمتعة أو للتسليّة أو تكون طريقًا لكشف غموض عاش معنا طوال عمرنا، وذلك عند إعادة اكتشاف مدلولات لأحداث مررنا بها ذات يوم في الماضي. أما إن كُنّا سيئو الحظ فقد تحمل لنا دلالات من المُمكن أن تُدمّر حياتنا إن فهمنا المغزى الذي ظل خافيًا عنّا قبل قراءة قصص ترسم الواقع بشكل مختلف مثل هذه القصص.
استمتعت جدًا بقراءة المجموعة القصصية -الأشياء تُنادينا- وهي تحوي أربعة وسبعين 74 قصة قصيرة، يتراواح حجم الواحدة منها ما بين الصفحتين إلى أربع صفحات. تتباين جودة القصص الموجودة في الكتاب، فكما كانت هناك قصصًا رائعة كانت هناك أيضًا قصصًا غير مفهومة وأخرى متوسطة. لكن لُحسن الحظ فإن القصص الرائعة فيها هي الأغلب.
لديّ قائمة طويلة للقصص المُلفتة التي أدهشتني؛ وهي مكونة من 26 قصة وسأكتبها مُرتّبة كما جاءت في الكتاب وليس حسب جودتها.
بتر غير مرئي – أوّل طبق مُشكّل – زوجان من الجوارب – ذراع أبي اليُمنى – الكتابة ضد الرغبة – آباء أصدقائي – الباب – الرجل الذي يبصق – ميول الطبقة الوسطى – تعاقب الأيام – الفراغات بين الأصابع – حين لا يحدث شيء – كل فرد عالم في ذاته – خورخي وماروخا – الأعرج الناقم – تدبير الرب – سيعرفون – قاتلة الشزلونج – حياة – مسألة إيحاء – حكاية حقيقية – الجزء الخلفي – هل حالتي مستعصية يا دكتور – كل شيء غريب جدًا – أخذوا إنريكي إلى السجن – موت بأثر رجعي.
ملحوظة: قصة ميول الطبقة الوسطى وبطلها بيثنتـي أولجـادو، يُمكن أن يُكتب عنهما مراجعة مُنفصلة بسبب جمال القصة الساحر وإتقان رسم شخصية البطل. وهذه القصة هي أفضل القصص في المجموعة على الإطلاق.
الترجمة وعلى الرغم من جهد أحمد عبد اللطيف الواضح فيها، إلا أن هناك بعض المرات التي صَعُب عليّ فهم تركيب الجُملة وشعرت بأن الترجمة كانت عاجزة كي أفهم بعض المقاطع. ولا أنكر صعوبة ترجمة نص غرائبي وإنما قصدت ترجمة الكلمات ذاته وليس المعنى.
كتاب -الأشياء تُنادينا- للروائي والقاص الإسباني خوان خوسيه ميّاس، من إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لعام 2018 تحت إصدارات إبداعات عالمية.
الكتاب مُتوفّر إلكترونياً بصيغة بي دي إف على موقع المجلس الوطني بمبلغ زهيد هو دولار أمريكي واحد. على الرابط التالي
تضم هذه المجموعة القصصية عشرات القصص القصيرة التي لم يتجاوز طولها غالبا الصفحات الثلاث و التي نتعرف من خلال هذه الأقصوصات على خوان خوسيه مياس: كاتب إسباني نهل من عدة مذاهب أدبية و مزج بينها، لينتج هو الآخر أدبا متفردا لا يقل تميزا عنها منفردة.
في كل أقصوصة من الأقاصيص نجد تقريبا البداية نفسها: موقف من الحياة اليومية المعاصرة و هو ما يحيلنا إلى البدايات الكافكاوية، لتتطور بعدها الأمور إلى غرائبية شبيهة بالواقعية السحرية اللاتينية، الميثولوجيا الأوروبية أو حتى قصص ألف ليلة و ليلة، تعكس من خلالها الشخصية الرئيسية شواغل الإنسان المعاصر، هواجسه، أسئلته الوجودية... إلخ, في عالم بات يحتم عليه لا إعادة إكتشافه فقط بل أيضا إعادة إكتشاف ذاته و موقعه منه و علاقته بمن حوله.
ربما يكون الإطار المكاني واحدا و هو العاصمة الإسبانية مدريد، و لكن الجو العام في هذه المجموعة يخرج من هذا الإطار المكاني الضيق إلى فضاء إنساني أرحب من خلال المواضيع المطروحة تحت غطاء من الفانتازيا الحديثة.
هي تجربة قرائية ذكرتني قليلا بتجربتي اليتيمة مع بورخس حين قرأت مجموعة الألف… صحيح أنني لازلت أرى أن بورخيس في مستوى أعلى بطبيعة الحال و لكن ما جاء في هذا العدد من سلسلة ابداعات عالمية "ينادي" القاريء لإكتشاف عالم لا يخلو من الإبداع. تمت 30/09/2018
صعب اتكلم ... الي قدر يختزل قصص بالحلاوه دي و الغرابه دي في صفحتين و تلاته ...اظن هحتاج اكتر منهم عشان اعبر عنها...و بعيدا عن انه غالبا هيبقي مرجع للنقنقنه بعدين ...مش عارفه ليه بيدفعني هاجس ما اني اطبع القصص الصغيره الي عاجبتني اوي و اعملها صواريخ و احدفها عالناس العصبيين الملوليين الي زي في المترو او الشارع ...كنوع من انواع التسليه القصيره المدي الممتده المفعول يمكن نهدى بقي نهدى !!
ربما من الصعوبة أحيانا تقييم المجموعات القصصية، لأن النصوص تكون متفاوتة في الغالب، لكن يحسب لهذه المجموعة إعادة الوهج لفن القصة القصيرة. ما يهمني أنا هو هذا الأسلوب السردي السهل، العفوي، الذي لا يفكر في القارئ الفاحص، ولا الناقد الصارم، فكم من نص في المجموعة بدأ بـ "كانت أمي" كم نص كان يدلل فيه الكاتب نفسه! وهناك أمر لطيف في هذه المجموعة أن الكاتب يكتب الفكرة أكثر من مرة، لهذا هناك أفكار مكررة بأساليب مختلفة، ليس هذا وحسب بل بعض النصوص طالها الحشو الواضح الفاضح كـ "راحة غريبة" و"الجزء الخلفي" لكن ما يشفع لها أن كاتبها أسباني معروف، وفي ظني هذا أمر صحي في الكتابة الإبداعية، الثقة بالنفس، والتناول العفوي بعيدا عن الصرامة التي تحيل عملية الكتابة أحيانا إلى أمر أشبة بعملية حسابية، وأحجية مفخخة بالألغاز، ومسرح للحركات البهلوانية التي ينبهر بها القارئ المبتدئ! نصوص إنسانية، ومحلية لذيذة،وأفكار قريبة من روح الحكايات. وكانت الترجمة بسيطة وواضحة وفي ظني كانت أقرب لروح النص الأصلي.
De Juan José Millás lera apenas "Laura e Júlio" que me entusiasmara em conhecer outros títulos da sua obra. Pensando em abordar "A Desordem do teu Nome", acabaria por ser "Os Objetos Chamam-nos" o livro que daria sequência a um conhecimento mais aprofundado do autor. Dividido em duas partes, "As Origens" e "A Vida", J. J. Millás constrói pequenas histórias (cada uma tem, por média, uma página e meia) onde o fantástico, a fantasmagoria, o onírico, as diversas formas de religiosidade, as mentiras, se entrelaçam na tentativa de captar algum sentido da realidade que nos enforma e nos informa.
Há momentos hilariantes e confesso que, poucos desses pequenos textos, não me trouxeram um sorriso, muito por força da utilização de uma narrativa sobrenatural, por vezes escatológica, muitas vezes absolutamente surreal, comumente transubstancial, o que apenas comprova a enorme, imensa capacidade criativa deste autor espanhol. Percorrer as ruas de Madrid utilizando um mapa de Buenos Aires e conseguir chegar aos locais pretendidos (se bem que com outras designações, obviamente), criar novas tipologias de monstros, bruxos ou fantasmas àqueles que nos habituáramos, como os chefes de pessoal que assinam ordens de despedimentos de pessoas com filhos "para que a situação familiar seja mais dramática", exemplificam a (des) construção da realidade, muito própria de Millás.
O interessante é que, as elucubrações contidas tanto na primeira parte "As Origens" - onde conseguimos identificar algo biográfico (não consigo desassimilar a ideia de que há sempre subjacente à narrativa uma parte que pode surgir com maior ou menor intensidade que nos remete para a experiência pessoal) - como na segunda "A Vida", a narrativa começa sempre com uma frase absolutamente insólita: "A minha mãe passou por várias fases, como Picasso, só que ela, em vez de pintar, andava de cá para lá" ou "Um dia, a minha mãe saiu nua para o corredor e, agarrando-me enlouquecida pelos ombros, ordenou-me que fosse a correr à drogaria e gritasse que pôr papel nas paredes era mais fácil do que pintar". Em "A Vida" deparamo-nos com "Sonhei que comia uma cuecas com faca e garfo. Estavam pré-cozinhadas, dentro de uma caixa de alumínio, e bastava pô-las dois minutos no microondas" ou "Viajo muito sozinho. Ou melhor, gostaria de viajar sozinho porque a verdade é que assim que entro no carro, começo a discutir com alguém imaginário que se instala no assento do lado". E por aí fora ... o certo, é que nos iremos sempre surpreender com a continuidade das histórias e com os seus desfechos.
A que mais me fez sorrir foi "O preço das almas" e começa assim:
"Ao princípio foi um alívio que me aparecesse o diabo, pois embora não tivesse intenção de lhe vender nada, é sempre bom para a auto-estima sabermos que a nossa alma está no mercado. Íamos num taxi, Satanás e eu, ele disfarçado de taxista, claro (...). Atualmente, segundo me explicou, comprava corpos. Os corpos estavam caríssimos. Senti-me elogiado por ele estar interessado no meu, pois nunca me parecera grande coisa".
E é assim que Juan José Millás nos vai encantando. Transformará fantasia em realidade ou a realidade em fantasia? Na mistura do humor com a ironia, o sarcasmo com o surreal, a realidade com o onírico, Millás concebe uma obra de entretenimento, um pouco mais leve que "Laura e Júlio". E vou continuar a querer ler "A Desordem do teu Nome.
الأشياء تنادينا (مجموعة قصصية) خوان خوسيه مياس ........................ قليلا ما تجذبني مجموعة قصصية بهذه القوة منذ أن انتهيت من المجموعة الكاملة للكاتب المصري (يوسف إدريس) العام الماضي، وحينما تكون المجموعة مترجمة فإن هذا ينذر بضياع جزء مهم من جمال النص وينذر كذلك ببقاء منطقة القصة القصيرة خارج منطقة النصوص المدهشة والجذابة. هذه المجموعة القصصية المكتوبة في حوالي الثلاثمائة صفحة في قسمين هما: (الأصول و الحياة) تتضمن قصصا قصيرة تقع فيما بين الصفحتين والأربع صفحات إلا قليلا من الاستثناءات الطويلة، هذه القصص يتحرك فيها قلم الكاتب بنعومة لا تسعر معها بأي ملل وتفاجأ دائما بنهاية القصة الغير متوقعة، في الحقيقة القصص في الغالب كلها غير متوقعة. القصص في الغالب تنتمي لعالمين، عالم الواقع وعالم الخيال، حيث يمزج الكاتب بينهما مكونا ��صصا تنتمي لعالم الفانتازيا والغير معقول، لكن نظرا لبراعته في مزج الخيال بالواقع فإننا نعجب جدا بالقصص ونتمني لو كنا عشنا شيء من خياله في واقعنا، رغم أن خياله أحيانا يكون مريب جدا. من أسباب روعة هذه المجموعة القصصية أنها أولا مكتوبة في حدود ثلاث صفحات لكل قصة، كذلك تمزج هذه القصص بين الواقع والخيال مكونة جوا سحريا من الفانتازيا واللا منطق، كذلك الأسلوب سلس وسهل جدا رغم مروره بالترجمة لكنه لم يفقد شيئا من جماله. من بين القصص الممتازة في هذه المجموعة قصة: الميتة: وتحكي عن أناس يمشون بيننا ويعيشون لكنهم اموات، وبطل القصة رأي واحدة منهن وعرف انها تزوجت واحدا من هذا النوع. ولا أزال اعزب: وتحكي عن مانيكان في معرض ملابس يتعرق جسدها، وأثار ذلك طفلين، أحدهما شغف بها وعمل بالمحل الموجودة فيه وتعرف عليها أكثر. الباب: تحكي عن باب وجده الأب ملقي في إحدى ساحات المدينة فأخذه معه للبيت، لكن الباب كان منفذا لعالم موازي لعالمهم الذي يعيشون فيه. عصفور كناري: تحكي عن زوجة صارت أرملة، وفي يوم دفن زوجها ذهبت لمحل عصافير، ووجدت عصفورا ينظر إليها بعينه بطريقة غريبة واكتشفت أن هذا العصفور هو زوجها. سأموت غدا: تحكي عن شخص يعرف أنه يعيش قبل الناس بيوم، أي أن الناس في يوم الأحد بينما هو يسبقهم في العيش بيوم. الجزء الخلفي: رأي فيه العالم كله مقلوبا كأنه يري في كل شيء جزأه الخلفي، العمارات مقلوب داخلها للخارج، فيري فيها الناس وتفاصيل بيوتهم، والشوارع أيضا مقلوبة، فشبكات الري والصرف ظاهرة. حكاية أشباح: تحكي عن أبيه الذي مات منذ أربعين سنة، حينما فتش مكتبه وجد علبة كبريت عمرها أربعين سنة، كانت الغرفة مظلمة، وحينما أشعل عود ثقاب شاهد مناظر من حياة أبيه قبل أربعين سنة، فأعجبه الأمر وأخذ يشعل عودا عودا حتي يشاهد المزيد. من القصص الأخرى: بتر غير مرئي، موت أمي الحقيقي، ذراع أبي اليمني، رائحة البنزين، الفراغات بين الأصابع، تعصب في المواعيد، خورخي ومازوخا، ثياب الميت، ملابس النساء الداخلية، ثمن النجاح، حكاية حقيقية، جسد وروح، أخذوا إنريكي إلي السجن. كل هذه القصص رائعة للغاية، والمجموعة كلها شديدة الروعة وأنصح بها، وأشكر القائمين علي سلسلة (إبداعات عالمية) بالكويت.
مجموعة قصصية عظيمة من خوان خوسيه مياس بس في نفس الوقت طويلة جدا، 74 قصة ليه؟ ليه؟ للأسف دا مساعدنيش أبدا أكمل المجموعة، فصلت بعد الصفحة 200 وبقيت بجاهد عشان أكمل..
أزاي وهي قصص منفصلة!؟ والمجموعة لطيفة ومش مملة!!؟
عشان الصراحة توهت وسط القصص اللي أفكارها متشابهة دي، تهت وسطها ومعرفتش أعمل ايه؟ ونسيت أنا كان عاجبني ايه فيها.. لو كان انتقى منهم 30 قصة بس وخلى المجموعة 130 صفحة مثلا كنت هنبسط بالجرعة المكثفة واللطيفة دي.. بس أنا فعلا تهت
** انفجر الارتباك في قسم شرطة المدينة في منتصف الصباح حين هاتفهم صحافي بشكل روتيني ليعرف ماذا حدث واضطروا ليقولوا له : لا شئ _ كيف لا شئ؟.. ألم يخطف رجل عقد امرأة او حقييتها.. ألم يأتكم بلاغ بالتعدي ولا بالاغتصاب ولا بالقتل؟ ماذا تريدون ان تداروا؟ بعد المكالمة مع الصحافي توتر مأمور القسم قليلا وهاتف زملاءه في الأقسام الاخري كان الهدوء مطلقا في كل الأقسام وانتهى اليوم من دون ان يعكر هذا السلام الغريب اى شئ او أحد.. الغرابة تتفاقم لو وضعنا في الاعتبار ان احتفالات الكريسماس ترفع درجات الحمى المعتادة التي يمكن ترجمتها بزيادة ملحوظة في البلاغات مقارنة بالاشهر التي تعتبر طبيعية **
إذا اخبرتك انني احتسيت الشاي بالأمس مع الشيطان علي احد المقاهي واخذ يحكي لي عن حياته الزوجية المعفرتة ثم اختفى بدون أثر متهربا من ان يدفع ثمن كوباية الشاي ستخبرني انها قصة تافهة خيالية لا معني لها ولا تعني سوي انك مخرف او انك كاتب ذو أفق محدود... خوان خوسيه مياس يملك قلم سحريا يستطيع ان يحول به تلك القصة التافهة الخيالية الي قصة لها أبعاد اخري اكثر من الخيال أقرب الي ارض الواقع وتظل محافظة علي الجانب الغرائبي بها دون ان يتوقف عن طرح فلسفته وسخريته في قصة قد لا تتخطى الثلاث صفحات... إذا اخبرتك انني قد قرأت كتابا قد كتبه شيطانا فصدقني فذلك لم يكن كتابا يكتبه بشر مثل الذي نلقاهم كل يوم!!
** العالم اسوء من المطار.. العالم اسوء من مطار فرانكفورت.. كل اللافتات موجودة حتى تتوه..حتي تاخذ رحلة غير رحلتك او تظل معلقا في متاهة الممرات **
خوان خوسيه مياس (خوانيخو)... واحد من أهم الأقلام الأدبية في اسبانيا.. بدأ حياته الأدبية برواية "العقل هو الظلال" سنة 1974 ثم توالت أعماله التي شكلت مسيرته الإبداعية ومن أهمها : "امرأتان في براغ" "هي تتخيل" "الحديقة الخالية" "ساذج وميت وابن حرام وغير مرئي" "هكذا كانت الوحدة" "العالم" ـ ترجمت أعماله إلى أكثر من 15 لغة . ـ حصل على العديد من الجوائز منها جائزة "بلانيتا" وهي أكبر جائزة أدبية تمنح في إسبانيا وجائزة نادال وجائزة النقد...فقالو عنه:_
** إنه كافكا السردية الأسبانية لكنه يمتاز عن كافكا بحسه الفكاهي وبسخريته الناصعة من الواقع والذات
**بشكل ما يعتبر خوان خوسيه مياس هو نتاجا لتلاقح كل ميثولوجيات العالم وابنا بارا للفانتازيا العربية واللاتينية والأوروبية لكنها الفانتازيا الحديثة المرتبطة باليومي والمعاصر **
القصص القصيرة من أصعب انواع الأدب... ان تختصر ما يمكن ان تقوله في مئة صفحة الي خمس صفحات وتستطيع ان توصل نفس المغزى والروح والرسالة... فما بالك لو كانت قصصك تلك أيضا مختلفة... تحمل لمسة من الجنون والسخرية والسوداوية والغرائبية المختلطة بالواقع الذي نعيشه وكل هذا في ثلاث صفحات!!
** أدركت عند نهاية السفر إلى اي مدى اعتدنا ان نعيش فقط في جانب واحد من الحياة محض خطأ كأننا نعيش في جانب واحد في بيتنا أو جانب واحد من جسدنا**
الكتاب يحتوي علي ٧٤ قصة قصيرة تم تقسيمهم الي جزئين ( الأصول _ الحياة)... قصص قد تجد اغلبها متشابه في طريقة السرد... شخصياتها قد تبدو لك شخصيات عادية كالتي تقابلها كل يوم ولكن ( الأشياء تنادينا) يروي لنا مياس نداءات تلك الشخصيات المعذبة التي قد تبدو لك مهووسة او علي حافة الهاوية ثم يدفعها مياس بقلمه الي الهاوية... قصص قصيرة عميقة الأثر في النفس والعقل وستجعلك تبتسم.... جدير بالذكر ان الترجمة كانت اكثر من رائعة من الكاتب احمد عبد اللطيف سلسة ولم تنقص العمل شيئا
** مشكلة الحلم الذي ليس حلمك انك لا تعرف أين تسلمه فلا يمكن ان تتوجه الي مكتب الأشياء المفقودة وتقول انك عثرت علي حلم ضائع سيعتبرونك مجنونا.. هكذا فأنت مضطر للاحتفاظ به أعجبك ذلك ام لا. وانا احتفظت به لكني نشرت إعلانا في جريدة لم يرد عليه أحد وقلت ان لدي حلما ليس حلمي لقد حاولت أن اتجرد منه بالف طريقة لكني لم أجد طريقة لانتزعه من رأسي ومنذ فترة قريبة في حفلة أقيمت في المكتب بمناسبة زيادة المبيعات حكيت ذلك لزميل وضحك علي: - لو انك من حلم به فهو حلمك **
التقييم النهائي ٥ نجوم ومن المؤكد ان هذا الكاتب الشيطاني ستجمعني به كتابات اخري له
مياس من كتابي المفضلين اللي بقرأ له وانا عارفة أني هتبسط و "أتمزج" 😂 من أول حاجة قرأتها ليه "هكذا كانت الوحدة" وهو احتل مكانة في قلبي عمالة تزيد مع كل عمل أسلوبه واضح جدا في المجموعة دي ومن أول قصة قرأتها على الفيس في بوست حسيت أنها بتاعته في رواية العالم كان له محاضرة بعنوان " عن أهمية ماهو غير واقعي في بناء ماهو واقعي" ومظنش هنلاقي تعبير أدق من كده عشان نوصف أسلوبه أكتر كاتب بيقدر يمزج الفانتازيا بالواقع بنسب مظبوطة من غير ماتتحول لقصة واقعية جافة او قصة فانتازية من غير معنى المجموعة 76 قصة مابين قصيرة ومتوسطة، منهم على الأقل 70 قصة تقييمهم فوق 4.5 من 5 لو هنقيمهم كل قصة لوحدهم يعني والتقييم العام 5 من قبل ما ابدأ عشان أنا واثقة في مياس ويكتب اللي هو عايزه وشكرا 🤣❤️
- من ضهر الغلاف:
ينطلق مياس من حادث واقعي بسيط، ليصل به إلى أشد الأفكار غرابة، إنه التكنيك الفني الذي يستخدمه ليكتشف غرابة الواقع ويتعمق من خلاله في الذات الانسانية، لنتعرف عبر القصص على أنفسنا ونعيد من خلالها تعريفاتنا للعالم
المألوف ليس مألوفًا كما تظن والأشياء ليست دائمًا كما تبدو
خوان خوسيه ميّاس، الساحر المولع بألعاب التظاهر والغش والتخفي السردية، المتلصص من ثقوب الخزانات الخشبية، الذي قادته موهبته الاستثنائية، والحشيش، والمزاج المتصاعد، أحد قطبي الاضطراب ثنائي القطب، إلى كتابة روايات وقصص مجنونة، كالتي نجدها في كتاب " الأشياء تنادينا " وهو نوع من قصص الفنطازيا الممزوجة بالأحلام والأوهام والأمراض النفسية. إنه قطار التخييل، الذي لا يقف عند حدود معينة، بداعي الحفاظ على سلامة الركاب، بل يغامر بك إلى أبعد من ذلك، ويغور عميقاً إلى درجة يكون من الصعب، على القارئ الإحساس أنه غير مخدوع حتى ذلك الحين، قبل أن يبدأ بالتساؤل عما إذا كان ميّاس هذا يتعاطى شيئاً، بينما هو يكتب بكل هذه الثقة والتهور المنتج، وكأنه يدعونا إلى نسيان شيء اسمه المنطق، والاستمتاع بالقراءة حتى النهاية، وكأنه يقول لنا أن الحياة غريبة.. غريبة أكثر مما هي في الواقع.
Tomar un libro de Millas, es saber que no puedo parar hasta la ultima pagina; y este no fue la diferencia, lo había leído hace algún tiempo, no era pretensión repetirlo, pero para comentarlo con alguien y eso que se te escapan a veces los detalles lo tome de nuevo. Al adentrarte en el mundo de este autor, estas en uno bien distinto, pues escribe de forma rápida, al punto, sin mucho detalle,pero lleno de sorpresa, un humor que me parece genial por que siempre estas sonriendo. Su imaginario casi onírico, siempre te pone a creerte lo que dice. Acá tenemos una selección organizada temporalmente como en una infancia y una adultez, de sus mejores cuentos, con su imaginación con sus accidentes que nos muestran situaciones perfectamente creíbles que solo ubican la realidad desde otros puntos, por que ademas si miras a tu alrededor todos los objetos tienen algo de su dueño.
اكتشفت عالم جديد خلاب قد صنعه خوان خوسيه مياس. الرجل يكتب في هذا الكتاب قصصًا غريبة جدًا، جدًا، ولكنها ممتعة بدون لحظة ملل، وجذابة ومسلية، وغريبة مرة أخرى غرابة غير معتادة، الأمر يشبه أنك تمتلك فكرة صغيرة، وأي شخص سوف يسير بهذه الفكرة خلال الطريق الرئيسي (أ)، ولكن خوان خوسيه مياس يأخذ الفكرة من يدها ثم يسير بها لا في الطريق المختصر (ب)، ولا الطريق المختصر (ج)، بل الطريق الخفي الذي لم يعلم عنه أحد من قبل (د)، فيصنع لك قصة أنت كان من المستحيل عليك أن تفكر فيها أو تتصور أحداثها، حتى لو كانت أقل من صفحتين.
العالم السريالي الذي يكتب فيه خوان خوسيه مياس قد فتنني.
لستُ من محبي الكتب بالقصص القصيرة، ولكن على نحو ما، هذا الكتاب ليس مجرد قصص قصيرة، بل أفكار كثيرة لا يمكن اختزالها. استوقفتني قصص كثيرة، رمزيات كثيرة، مشاعر كثيرة، وتساؤلات كبيرة.
كانت المجموعة القصصية هذه كاشفة: أن حقيقة كل الكتب تكمن في: "تحويل الفوضى الداخلية إلى منتج معلّب":
> "وأنا كنت أنزل إلى الشارع مطرقًا، محاولًا تحويل ما حدث إلى منتج معلّب، فربما بذلك أستطيع فهمه." الأشياء تنادينا – ص40
"ميّاس" يكتب عن حين لا نرى الجماد كجماد، بل نرى روحه، نصبح عبثيين… ولكن منطقيين بطريقة غريبة لا يمكن وصفها:
> "ربما تموت أمي كلية حين يتوقف التليفون عن التنفس. كم هو شيء عبثي بالنسبة لسيدة مثلها..." الأشياء تنادينا – ص59
يوضّح "ميّاس" شيء أساسي: نحن لا نموت بالكسل، بل بالنقص، بالفقد، بالمبتور، بالعدم. قيودنا الحقيقية ليست في الموجود، بل في "العدم":
> "أعتقد أن أبي قد هجر التدخين كسلا، وأنه توقف عن الكلام كسلا، وأنه لم يكن يتحرك عن الكنبة كسلا. فكرت في أحيان كثيرة أنه لن يموت كسلا." الأشياء تنادينا – ص62
> "إنما بالذراع الناقصة، بذراعه اليمنى. بهذه الذراع الغائبة كنت أشعر بأني مقيد.. وما زلت مقيدًا بها." الأشياء تنادينا – ص82
أوقفتني جملته هنا تحديدًا، حيث تلخص شيئًا عن الغموض والجاذبية: ما يجذبنا ليس فقط الموجود، بل الفراغات،والعدم، فمثما نفرض قيودنا بالعدم، يجذبنا ويجعلنا نحلم ذلك العدم، فو يترك مجالًا للخيال، للاكتشاف، للحب أن يستمر:
> "فكرتُ أني مع ذلك سأظل أحبها، إلا إذا تحولت، بالطبع، إلى كائن مفهوم، كما أنا الآن بطريقة ما." الأشياء تنادينا – ص97
إضافة إلى تعليقاتي، يمكننا القول:
يُبين لنا ميّاس في فصل "الأصول" هم علاقاتنا بآبائنا المبهمة، التي لا نعرف فيها ما يريدون. نتيجتها إما أن نتحول لنصبح هم، أو نصبح تضادهم حين نُصبح آباءً.
فصل: الحياة
تبدأ قصص هذا الفصل بالاختلاف. لم تعد معلبة كعلبة سردين تُسخّن لتؤكل فحسب، بل تحتاج بعد كل قصة إلى التمشّي لهضم الأكل المعلّب. فالنصوص هنا لا تُستهلك مباشرة، بل تحتاج وقتًا للتأمل، لإعادة التفكير، وكأنها طعام ثقيل على الروح.
ثم يختزل ميّاس الحياة كلّها في صورة بسيطة، في مطار فرانكفورت:
> "العالم أسوأ من مطار فرانكفورت؛ كل اللافتات موجودة حتى تتوه، حتى تأخذ رحلة غير رحلتك أو تظل معلقًا في متاهة الممرات." الأشياء تنادينا – ص164
الحياة عنده ليست تنظيمًا أو وضوحًا، بل متاهة من اللافتات التي تُضل أكثر مما ترشد.
ابهرني توصيفه لمشروع الرواية، وكيف كشف عن تناقضنا كبشر: نقاتل من أجل سلحفاة كي لا تنقرض، وفي الوقت نفسه نُبيد حشرة بريئة في بيتنا:
> "كان مشروع كتابة رواية باتباع القواعد الشكلية والمضمونية لسلحفاة تعيش خطر الانزواء يبدو له ثوريًا تمامًا." الأشياء تنادينا – ص117
كذلك أذهلتني مُعضلة العمر والهوية:
> "لكن لماذا وأنا صغير كان يؤذيني أن أبدو مجنونًا والآن، وأنا كبير، أستفيد من ذلك؟" الأشياء تنادينا – ص125
ومعها الفكرة الأصعب: ليس سهلًا أن نغيّر هويتنا. علينا أن نتقبل أننا قد نعود إلى ما كنّا عليه، أن لا نستسلم، ولكن نستمر في المحاولة:
> "لكني فكرت أني ربما أعود إلى هويتي السابقة ليلًا وأحتاج إلى التواصل." الأشياء تنادينا – ص133
ثم تناول ميّاس الجريمة: متى تبدأ ومتى تنتهي؟ أهي حاجة وإشباع؟ أم مجرد نفوذ وقوة؟
> "رغم أن الجريمة تمنحني بعض الرضى، إلا أنها لا تشبعني." الأشياء تنادينا – ص149
حتى بلغ السخرية:
> "لغياب غذاء الجريمة، قرر وزير الداخلية الإعلان عن مسابقة للمجرمين." الأشياء تنادينا – ص153
لتصبح الجريمة عنده مرآة للفراغ الإنساني: لا هي إشباع، ولا هي نهاية، بل محاولة للسيطرة على عجزنا.
وفي النهاية يضعنا ميّاس أمام المفاضلة الكبرى: الأدب أم الحياة؟
> "فما بين الأدب والحياة دائمًا ما اخترت الأدب." الأشياء تنادينا – ص166
وأنا أقول: بين الأدب والحياة… حياة. فالأدب قد يبرر أو يشرح، لكنه يظل انعكاسًا؛ أما الحياة فهي الهاوية الحقيقية التي نعيشها، ونمشي في ممراتها، كما لو كنا في مطار فرانكفورت، نبحث عن وجهة لا نعرف إن كانت لنا حقًا.
ثم يصل بنا ميّاس إلى صورة أخرى من العزلة واليأس، حين تصبح أكثر الرسائل "شخصية" هي مجرد تهنئة آلية من مدير محلات كبيرة، مكتوبة بخط مزيف يشبه اليد:
> "لم تكن إلا خطابات من البنك أو فواتير غاز وكهرباء. وأكثرها شخصية كانت تهنئة بعيد ميلاده من مدير محلات كبيرة. وكانت مكتوبة بخط يقلد خط اليد، ومفزوع. احتفظت بكل شيء في مكانه وأدخلت الحافظة في الحقيبة." الأشياء تنادينا – ص178
كأن هذه الرسائل كانت دليله الوحيد ضد الحياة، أو يأسه الأخير من أن يكون له أحد فعلًا.
الامتلاء بالفراغ في العلاقات:
> "منذ فترة ينظر إلى كل النساء على أمل العثور على امرأة ترتدي ملابس زوجته الميتة." الأشياء تنادينا – ص201
من أكثر الاقتباسات التي جعلتني أتأمل، واعيد التفكير في الكثير.. أغلقت الكتاب، ولم أعد له إلا بعد يومين:
> يبدو أنه من المستحيل أن يكون المرء سعيدًا وفي نفس الوقت يفعل ما يحب. الأشياء تنادينا – ص208
هل حقًا في العلاقات، يجب أن يموت أحد اطرافها؟ وكم نحنُ بحاجة إليها؟ ورغم ذلك نتوه في "البعث العبثي، بلا طائل:
> "بدأ بدور الميت، وعلاقتهما، بشكل مذهل، تحسنت فوق الوصف." الأشياء تنادينا – ص213
> "كان قد فكر في الكلب باعتباره حيوانًا مهجورًا، بينما المهجور كان هو ذاته." الأشياء تنادينا – ص243
> "كنت أتألم فوق الوصف حين لاحظت هذا البُعد العبثي بين شخصين مكتوب عليهما الحب المتبادل." الأشياء تنادينا – ص247
> "إلى أي مدى اعتدنا أن نعيش فقط في جانب واحد من الحياة." الأشياء تنادينا – ص263
وأخيرًا، ملاحظة شخصية: يبدو أن ميّاس لديه عقدة تجاه سائقين التكسي، ما يظهر في بعض المشاهد بطريقة ساخرة أو نقدية، مما يضفي على النص لمسة من السخرية الموحش.
وفي النهاية، لم يكن "الأشياء تنادينا" بالنسبة لي مجرد كتاب قصص قصيرة، بل مرآة للفوضى الداخلية التي أحاول أنا أيضًا أن أعلّبها وأفهمها. ومع كل قصة كنت أشعر أن الجمادات تناديني، أن الغياب يقيدني، وأن الحياة ليست سوى مطار فرانكفورت آخر… لكني رغم ذلك اخترت "الحياة".
قصص ذات عمق إنساني وشكل أدبي خيالي عن أشياء تنادينا وليس لها وجود، وكيف نتفاعل مع حضورها الجامد والفعال في آن واحد.. أشياء لم نلقي لها بالا أصبح لها حضور.. أشياء كنا نراها مستحيلة تصبح حقيقة لها وجود. يزود ميّاس الأشياء المادية بالمنطق والإحساس، يبث الروح في المكان والزمان ، يلقي كمية من المشاعر على الأغراض ويجعل الذكريات تتنفس وتأتي على هيئة شخصيات لها حكاية فريدة. كل قصة كانت بمثابة حياة ولغز .. تجد الواقع فيها ممزوج بالغير المنطقي.. تدخل في عوالم نفسية توقظ فيك الفضول والرغبة في معرفة عوالم جديدة.. قرأتها على مهل واكتشفت أن كل قصة تستحق لوقت.. تستحق أن تتمتع بقرائتها.. تستحق أن تجلس لتفكر لتستطعم لذتها.. ولأن كل قصة لها مغزى وعالم.. كنت اتمنى أن لا تنتهي.. وكالعادة كلماتي عجزت عن وصف هذا العمل القصصي الفريد لأن قلم مياس ساحر.
"الحب يكمن في إنقاذ الاخر من الموت" "فالمتصوف يبحث عن الخير عبورا بالشر، أو يتألم ليبلغ السكينة"