تثير كتب مراد هوفمان دائما الاهتمام: فما الذي دعا هذا الدبلوماسي الألماني إلى الدخول في الإسلام؟ وفي هذا الكتاب الشيق يتناول المؤلف رحلته الأولى إلى مكة بعد إسلامه متناولا أركان الإسلام وحقيقة الإيمان كما يشعر هو بها، ويحاول أن يدرك القوة الدافعة التي يستمدها المؤمن من دينه، وكيف تستطيع أن تسمو به، وأن يساعد ذلك على تبين ما يمكن أن يصل إليه العالم الإسلامي عند تمسكه بالدين في حياته اليومية
Dr. Murad Wilfried Hofmann (b. 1931, Aschaffenburg, Germany) is a prominent German diplomat and author. He has authored several books on Islam, including Journey to Makkah and Islam: The Alternative. Many of his books and essays focus on Islam's place in the West and, after September 11, in particular, in the United States. He is one of the signatories of A Common Word Between Us and You, an open letter by Islamic scholars to Christian leaders, calling for peace and understanding.
لا يعتنق المرء الإسلام , بل يتخذ دينا يضم جميع الأديان الأخرى _ إيفا ميروفيتش
الغرب هو غروب صباح أشرق في بلاد الشرق _ مراد هوفمان
لأول مرة أقرأ عن الإسلام ممن اعتنقه , و الجميل أن مراد هوفمان كتب كل ما يشعر به بسلاسة و وضوح و أسلوب جميل و مشاعر عميقة بأهمية ما يكتبه , و بأهمية أن يكتبه فهو يقول : أتمنى أن يساعد كتابي هذا على إدراك القوة الدافعة التي يستمدها المسلم المؤمن من دينه و كيف تستطيع أن تسمو به , و أن يساعد كذلك
يكتب مراد هوفمان عن تفاصيل و أفعال تقوم بها يوميا _ كمسلم _ ما بين صلاة أو صوم أو صدقة أو دعاء , و لكنه يكتب عنها من منظور مختلف , فالاعتياد عادة ما يقتل داخل الإنسان بهجة العمل , لكن هذا لم يحدث مع مراد هوفمان.
دبلوماسي مرموق , و باحث عن الحقيقة , و محامي بارع , و سفير لبلده - ألمانيا - لعدة سنوات , يتحول بعد بحث شاق و مضن و بكل اقتناع و بكل مشاعره و أحاسيسه لاعتناق الإسلام , و في هذا الكتاب يحكي لنا قصته
هو في نفس الوقت مهموم بقضايا الإسلام و المسلمين , و بقضايا المسلمين في ألمانيا و أوروبا و غيرها , فنجده بإلمام المعايش للأحداث يتحدث عن قضاياهم و عن ارتفاع نسبة معتنقي الإسلام في أوروبا و عن المشاكل التي تلاحقهم لمجرد سماع كلمة مسلم حتى لو كان من أصل ألماني , فقد وصم للأبد بشعار أنه مسلم . و بالرغم من ذلك ينظر للموضوع نظرة إيجابية جدا فهو يقول مثلا : على الرغم مما تجلبه الملابس الإسلامية من مضايقات للمسلمات الألمانيات , فإن لها مزايا و إيجابيات ,إذ أنها ترشد إلى دينهن , فيتعرف عليهن من يريد أن يحاورهن حول الإسلام , و هو ما يرحبن به لتأكيد إيمانهن . ناهيك عن أن الكثيرات منهن يرتحن إلى حماية ملابسهن لهن من الظهور كسلعة في سوق الشهوات
يتحدث عن معاناة مسلمين اختاروا بمحض إرادتهم أن يكونوا مسلمين , فعاداهم إخوانهم في الدم , و جهل بهم إخوانهم في الدين
كتاب جميل , و نافذة جميلة أطللت منها على معلومات قيمة لم أقرأها من قبل و من أجمل فصول الكتاب الفصلين الأخيرين
============================
لم يخطر ببال أحد أن يصف الأسلحة الذرية التي أسقطت على نجازاكي و هيروشيما ب "القنبلة المسيحية" , و لكن إذا تناثرت شائعات أو حامت شكوك حول قيام دولة إسلامية بصنع أسلحة ذرية , يكثر الحديث فورا عن القنبلة الإسلامية ____________________________
إذا أردنا تقديم الإسلام كبديل حيوي و حديث في عصرنا هذا , فعلينا - لتحقيق هذا الهدف - أن نجري عملية إصلاح هائلة , تتلخص في عدة نقاط :
1 - مراجعة الأحاديث النبوية , و تنقيتها مما ألصق بها بدون وجه حق , و هذا ما فعله في وقتهم عباقرة المحدثين ’ مثل : مالك و البخاري و مسلم 2 - فصل الشريعة - و هي جوهر حق الله غير االقابل للتغيير - عن أعمال الفقهاء 3 - توضيح و تحديد العلاقة بين القرآن و السنة 4 - فصل العناصر الثقافية و الحضارية للتقاليد و العادات الإسلامية عن جوهر الإسلام _____________________________
استنتجت أن مجرد مراقبة الطبيعة وتتبعها فقط لن يقودنا إلى إدراك حقيقة علاقتنا ببيئتنا وبالله.
ألا يشهد تاريخ العلوم على حقيقة مفادها أن الحقائق العلمية يغير بعضها بعضا بسرعة شديدة؟!
كنت بهذه الخطوة قد حسمت يقيني بإمكانية، بل بضرورة، الوحي والدين، ولكن أي دين؟ وأي عقيدة؟ هل هي اليهودية، أو المسيحية أو الإسلام.
فجاءتني الإجابة من خلال تجربتي الثالثة التي تتلخص في قراءتي المتكررة للآية 38 من سورة النجم: " لا تزر وازرة وزر اخرى "، ولا بد من أن تصيب هذه الآية بصدمة شديدة كل من يأخذ مبدأ حب الآخر الوارد في المسيحية مأخذ الجد، لأنه يدعو في ظاهر الأمر الى النقيض , ولكن هذه الآية لا تعبر عن مبدأ أخلاقي، وإنما تتضمن مقولتين دينيتين تمثلان أساسا وجوهرا لفكر ديني، هما:
1 أنها تنفي وتنكر وراثة الخطيئة.
2 أنها تستبعد، بل وتلغي تماما، إمكانية تدخل فرد بين الإنسان وربه، وتحمل الوزر عنه.
3 والمقولة الثانية هذه تهدد، بل وتنسف مكانة القساوسة , وتحرمهم من نفوذهم وسلطانهم الذي يرتكز على وساطتهم بين الإنسان وربه , وتطهيرهم الناس من ذنوبهم , والمسلم بذلك هو المؤمن المتحرر من جميع قيود وأشكال السلطة الدينية.
ما نفي وراثة الخطيئة وذنوب البشر، فقد شكل لي أهمية قصوى، لأنه يفرغ التعاليم المسيحية من عدة عناصر جوهرية، مثل: ضرورة الخلاص، التجسيد، الثالوث، والموت على سبيل التضحية.
بدا لي أن تصور فشل الله في خلقه، وعدم قدرته على تغيير ذلك إلا بإنجاب ابن والتضحية به ـ أي أن الله يتعذب من أجل الإنسانية ـ أمر فظيع ومروع، بل وتجديف وإهانة بالغة.
وبدت لي المسيحية وكأنها تعود لترتكز في أصولها على أساطير متنوعة ومتعددة _____________________________
ومجمل القول انني بدأت انظر الى الاسلام كما هو ، بوصفه العقيدة الأساسية الحقة التي لم تتعرض لأي تشويه أو تزوير .. عقيدة تؤمن بالله الواحد الاحد الذي " لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " (سورة الإخلاص). رأيت فيه عقيدة التوحيد الأولى ، التي لم تتعرض لما في اليهودية والمسيحية من انحراف ، بل ومن اختلاف عن هذه العقيدة الأولى ، عقيدة لا ترى أن معتنقيها هم شعب الله المختار ، كما أنها لا تؤله أحد أنبياء اليهود.
لقد وجدت في الإسلام أصفى وأبسط تصور لله ، تصور تقدمي ، ولقد بدت لي مقولات القرآن الجوهرية ومبادئه ودعوته الأخلاقية منطقية جدا حتى أنه لم تعد تساورني أدنى شكوك في نبوة محمد .
و لقد سمعت مرارا قبل اعتناقي الإسلام مقولة أن التحول من دين الى دين آخر ليس له أي أهمية ، حيث إن الأديان كلها تؤمن في آخر الأمر بإله واحد، وتدعو إلى الأخلاقيات والقيم ذاتها ، وإن السلوكيات والأخلاق الحميدة ، بالإضافة إلى الإيمان بالله في قلب الإنسان ، وأن يتوجه الإنسان إلى الله سرا ، لأهم من الصلاة خمسا، و من صوم رمضان وأداء فريضة الحج ، كم من مرة اضطررت إلى الاستماع إلى هذه المقولات من مسلمين أتراك تخلوا عن عقيدتهم دون أن يدركوا ذلك
إن إلها خاصا سريا ليس بإله ، وكل هذه الحجج والمقولات تبدو واهية ، إذا ما تيقنت أن الله يتحدث إلينا في قرآنه . ومن يدرك هذه الحقيقة لا يجد مفرا من أن يكون مسلما بأعمق معاني هذه الكلمة. _____________________________
من المؤكد، على أي حال، أنه لا شيء يعرض إسلام المرء للخطر أكثر من انقطاع صلته بربه. من ثم يصبح التسبيح بحمد الله هو العنصر المحوري في حياة كل من يعي ويدرك معنى ما يقوله، عندما يقول أنه يؤمن بالله. وبناء على ذلك، فان من لا يصلي ليس بمؤمن من وجهة نظري. فمن يؤكد لامرأة غائبة حبه لها، دون أن تكون لديه رغبة في التحدث إليها تليفونيا أو في الكتابة إليها، ودون أن يلقي نظرة واحدة على صورتها طوال اليوم، ليس محبا لها في حقيقة الأمر. وهذا ما ينطبق تماما على الصلاة. فمن يعي ويدرك حقا المعنى الحقيقي لوجود الله، ستكون لديه بالضرورة رغبة في التأمل وفي التوجه إلى الله كثيرا. وبذلك فقط، يصير ما يردده المسلم كثيرا وهو يقرأ سورة الفاتحة "إياك نعبد وإياك نستعين" حقيقة واقعة. _____________________________
يتجاهل الناس في الغرب ، في حياتهم اليومية ، الحقائق غير المُبهجَة في حياتنا ، كتلكَ المتعلّقة بالميلاد و الشيخوخَة ، و المرض و الموت . فلا ينبغي لشيء دامٍ أن يُعكّر صفو حياتنا النفسيّة الهادِئَة . فالمرأة التي تُعاني آلام المخاض ، تدخُل غرفة التوليد ، ثم تخرُج إلى زوّارها في أبهى زينتها . و في المستشفيات الحديثَة ، يتحوّل المرضى إلى نُزلاء في فندُق . و يُودَع المسنّون في مآوٍ مخصصة لرعايتهم ، و من ثُمّ تُبعَد كلِمَة مُسِن عن أن تُقلقنا . و عندما يتعلق الأمر بالموت يجد المرء في أمريكا نفسه و قد غاب في "دار آخرة" .. فيالها من سُخرية ______________________________
كان هؤلاء الشباب يتسمون بالجدية و المثالية في تعاملهم مع الأمور ز و كانوا يكافحون في ظل ظروف تكتنفها مخاطر و تضحيات شخصية هائلة , من أجل عالم أفضل يقوم على مبادئ الإسلام , خال من الاستغلال , و من الفساد , و من الامتيازات , و من البذخ و الترف , و من الدعارة و المخدرات . و لكنهم ارتكبوا خطأ وحيدا إذ خالفوا أمرا أصيلا و جوهريا في الإسلام ’ ألا و هو عدم الإكراه في الدين كما جاء في الآية 256 من سورة البقرة : " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها و الله سميع عليم " و من ثم , فإنهم أحلوا النفاق العام محل القيم الأخلاقية العامة . و لقد وقعوا إلى جانب ذلك فيما وقع فيه بعض المتزمتين قبلهم , إذ وحّدوا في شخص واحد أشخاص المدّعي و القاضي و منفذ الحكم , فسلكوا بذلك مسلكا ثيوقراطيا-فاشيا
برأيي أن الكتاب كان يستحق أربعة نجمات لولا الثغرات التي لمستها فيه.
الشريعة لم تنتهج النهج الفلسفي في التفسير .. بل حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم"من قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار." والإيمان إذا لم يقر في القلب بتفصيلاته التي قد لا تبرر كلها لم يقر في القلب مهما كانت المحاولات. العقل لا يُقَدّم على النص، والاتزام العملي به ليس تشدداً بل فضل من الله .. يهبه من يشاء من عباده. ولو كانت الشريعة تبعاً لتحليلاتنا وتطويعاتنا .. واقصاءنا للملتزمين تحت بند التشدد لما كانت الجنة محفوفة بالمكاره بل مهرجاناً يجمع الكل فيه حتى لو لم يَكره أو يُكِره نفسه على شيء. هناك دراسة لأبعاد النص، فهم له بشكل يتفق مع الواقع وفقهيات تخرج تزامناً مع الاتجاه العصري وحيثياته، ولكن لا نقول على الله بإسم الفكر، وكأن العقل الذي نملكه لا يتجاوزه قول ولا يثنيه ثابت يستحق الوقوف له. وهذا بالضبط ما يجعلني أنفر من بعض المفكرين الإسلاميين .. لأن منهم من يدلي بدلوه ويمد فيه ويأخذ وسعه من الراحة أيضاً.
جميلة عاطفة هوفمان وتوجهه الحثيث نحو الله، بل حتى تأملاته لقصته من بداياتها ومساراتها.
انتهج العرض الاستعراضي لثقافات إسلامية لأكثر من دولة في جانب من الكتاب وركز على الجزء الألماني والمغربي أكثر .. مع إدراج مواقف تزامنت بأحسايس تخصها وذكريات يبدو استمتاعه بسردها.
الطرح ممتع ويستحق تقييم أعلى ... ولكن بعض الفقرات لم تعجبني والنزعة الصوفية الفلسفية ورفع ابن عربي كنموج مثالي في إحدى الصفحات.
إحدى المواقف أعجبتني خلاصتها وجعلتني أفكر قليلاً .. وذلك حينما تعرض لحادث مهلك كاد أن يودي بحياته .. "وبعد انتهاء الجراح في خياطة ذقني وشفتي السفلى، سألني قائلاً: إنه من الممكن إصلاح وجهي بعد سنوات عن طريق إجراء عملية تجميل. وأضاف قائلاً : إن مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع أحد، وإن الله يدخر لك يا عزيزي شيئاً خاصاً جداً."
أعجبني الحقيقة الكتاب، واللي اكثثر منه تفكير الكاتب. الصراحة صرت احب اقرأ للمسلمين الغير عرب أكثر. فهو زي ماقال المسلمين الاوربيين و الامريكيين ما يعطون دماء جديدة للاسلام فحسب ، لكنهم ما يخافون من طرح شكوكهم وفضولهم. والاجمل انهم ينظرون للاسلام نظرة جميلة :) كنت متوقعة الكتاب يتكلم عن رحلة مكة فقط. وهذا اللي خلاني متوقعته شيء مركز للحج، لاني بهالفترة ادور كتب مميزة هالنوع. لكن تفاجئت انو الفصل الاول مخصص فقط للحج كأحد اركان الاسلام الخمسة. وباقي الكتاب فيها فصول عن بقية اركان الاسلام وفصول لمعاني اسلامية اخرى. الترجمة حسيت فيها ضعف في مرات كثيرة. لكن لازم ما انكر انو اسوب الكتاب حلوة وسهل، لدرجة خلصت اكثر من 150 صفحة في اقل من 3 ساعات. الكتاب برضو تناول حال المسلمين على وجه الخصوص في المانيا. وهالشيء في نظري أضعف هدف الكتاب ، يمكن عشان انا كنت متوقعته فقط عن الحج. لذلك حسيت انو من الافضل فصل مثل هالمواضيع في كتاب عشان ما يحصل لبس للي بيشتري الكتاب من اسمه عشان كذا نقصت نجمة ، والنجمة الثانية اللي نقصتها هو بسبب الترجمة اللي مممكن تكون افضل. عدا هذا انا من معجبين فكر الدكتور مراد.
أتحدث كشخص مسلم بالوراثة ،، او بالفطرة ومن عائلة مسلمة
فالكتاب ليس سيئا ولكنه ليس اسطوريا لكن متميز في شيئ سأذكره لاحقا . فكل الامور أعرفها ،، وكل ماتحدث عنه من مضايقات وإعجاب كشخص حديث عهد بالاسلام سمعت بها ومن الطبيعي ان تحدث
لذلك أصبت بالملل في بعض اجزاء الكتاب **
لكن المميز فيه ،، والذي يهم بشكل أكبر ،، أؤلئك الذي لم يعتنقوا الاسلام ومازالوا في حيرة تجاهه
ألا وهو الفرق بين المسلمين كشعوب ،، والاسلام كدين ومنهاج
وسوء سمعة الاسلام في الغرب ،، لا يتحمله الاسلام بل كل من يدين به ولا يعمل به
ولكنه لا يعفي غير المسلمين من البحث عن الاسلام الصحيح
والاعتدال في الحكم على هذا الدين **
وهذا جزء من كلام أعجبني لمراد هوفمان يقول:
إذا أردنا تقديم الاسلام كبديل حيوي وحديث في عصرنا هذا ، فعلينا لتحقيق هذا الهدف أن نجري عملية إصلاح هائلة ، تتلخص في عدة نقاط:
١- مراجعة الاحاديث النبوية ، وتنقيتها مما ألصق بها بدون وجه حق ، وهذا ما فعله في وقتهم عباقرة المحدّثين ، مثل : مالك والبخاري ومسلم
٢- فصل الشريعة وهي جوهر حق الله غير القابل للتغيير عن أعمال الفقهاء
٣- توضيح وتحديد العلاقة بين القرآن والسنة
٤- فصل العناصر الثقافية والحضارية للتقاليد والعادات الاسلامية ، عن جوهر الاسلام **
وأنا أتفق معه خصوصا في النقطة الثانية ،، وهي فصل الشريعة عن أعمال الفقهاء
فمنذ ان سقطت بغداد في عام 656 م ، بدأ الفقهاء يسمون أقوال إمام المذهب وتلاميذه "نصا في المذهب"
حتى حلت هذه "النصوص" محل النصوص الاصلية ، أي نصوص الكتاب والسنة
قرأت هذا الكتاب فى عدة ساعات من يوم عرفة عام ١٤٣٥ هجرية ..
عرض شيق من مراد هوفمان لأركان الإسلام .. بدأها بالحج وهو ما كان يواكبه مشاهدتى على التلفاز لجموع الحجيج على جبل عرفات كما عرض أيضاً رحلة إيمانه الشخصية واختتمها بالمصاعب التى تواجه المسلمين بألمانيا .. وبالخارج عموماً ربما لم تكن مفيدة بالنسبة لى سابقاً ولكن عندما تسافر وترى مدى الجهد الذى يبذله المسلم فى كل شأن من شئون حياته تقريباً من تدقيق فى اختيار المطعم والمشرب والملبس ، ستدرك نعمة وجودك فى بلدٍ مسلم
ربما يجب علينا ان نقرأ للمسلمين الأجانب لندرك أشياء أصبحنا نأخذها بحكم العادة .. أثناء سفرى كنت أفتقد سماع صوت الأذان .. وصليت الجمعة فى قاعة مؤتمرات لجامعة كندية .. وهنا ربما تمر شهور ولا أذهب لأصلى فى جماعة ..
أختتم بدعاء مراد هوفمان الذى كان يرافقه طوال رحلة حجه: اللهم اجعل الحق يقر فى نفسى ، واجعل الحق حقيقتى الشخصية
ثالث تجاربي مع مراد هوفمان وأفضلها فهذا الكتاب ليس مجرد رحلة إلى مكة لأداء مناسك الحج بل هو رحلة إلى جوهر الدين الإسلامي و فعلا الذين يدخلوا في الإسلام يضخون دماء جديدة وروح شابة للدين تحدث عن الأركان الخمسة للأسلام في 5 فصول تحدث عن وضع المرأة في الإسلام و الصورة الخاطئة عند الغرب تحدث عن الأضحية عن الجنازة عن العداء الغربي للإسلام لكن أكثر فصل أعجبني هو ما تحدث فيه عن القدر و كيف يمكن لمواقف بسيطة عابرة أن تغير مسار حياتنا و كلها من تدبير المولى عز وجل
الكتاب يتناول رؤية الدبلوماسى الالمانى مراد هوفمان الذى أعتنق الإسلام للمفاهيم الإسلامية من صلاة وحج و الإيمان بالقضاء و القدر و ترك المحرمات و رؤية الإسلام للزواج مع المقارنة لكيفية النظر لهذه المفاهيم من وجهة نظر غير المسلمين.
من أمتع فصول الكتاب الفصل الاول الذى يتناول فيها الكاتب رحلته الأولى للحج و أيضا الفصلين الأخيرين حيث وصف لحالة المسلمين فى ألمانيا و مستقبل الإسلام فى بلد كألمانيا يتسم بالتعصب الشديد و العنصرية تجاه الإسلام
كتاب أعجبني صراحة . بالرغم من أنه كتاب واقعي بحت إلا أنه نابع من قلب انسان دخل الإسلام قلبه . أكثر ما أحببت أنني رأيت رجلا قلبت حياته 360 درجة ، فأصبح يتكلم كلامنا ويعيش حياتنا . فإنه لمن الجميل أن تسمع قصص أمثال هذا الرجل . والحمدلله رب العالمين
مراد هوفمان موش مجرد شخص عادي او مستشرق عادي .. هو دبلوماسي كبير ومفكر .. عشان كده حدث إسلامه ماكانش حدث هين ابدا في أوروبا ... في كتابه وجه بعض حديثه لاوروبا وبعضه الآخر للعرب .. وفي الحالتين كان داعي حديثه حبه وغيرته على اسلامه فند نقط كتير متعلقة بالإسلام وطقوسه وأحكامه بشكل فلسفي بديع يدلل على مدى وعيه ودراسته وإلمامه الكبير بالاسلام ، وأيضا المسلمين اللي عاشرهم وعاش وسطهم لفترات كبيرة بحكم عمله الدبلوماسي
ما أجمل أن تسمع عن الإسلام ممن دخلوه اقتناعا بتعاليمه...لتدرك عظمة هذا الدين الذي يغير هذه النفوس بمجرد نطقها شهادة أن لا إله إلا الله...وتصبح رسالتهم بعد ذلك نقله للعالمين...ونشره...والدفاع عنه بكل قوّتهم...
وهذا ما نتعلمه من مراد هوفمان بعد رحلة إسلامه في كتابه هذا...والذي بدأه بالحديث عن رحلته إلى مكة لأداء فريضة الحج... في رحلة تأمل...يسجل فيها الكثير من التفاصيل... ويتأمل الرحلة بكل جوانبها الروحانية والمعرفية والفكرية.
هذه الرحلة التى اجتازها هوفمان لم تشكل كل صفحات كتابه، وإنما توقف من خلال فصول مختلفة عند كثير من القضايا والخواطر الإسلامية التى تشكل فى مجملها رحلة أخرى إلى مكة،لو اعتبرنا أن الرحلة إلى مكة تتجاوز الرحلة المادية لأداء فريضة الحج وحسب...بل هي رحلة تاكيد الانتماء للإسلام ومنبعه، فتحدث عن أركان الإسلام برؤية خاصة لكل ركن منها...وتحدث أيضا عن أسباب اعتناقه لهذا الدين قائلا: لقد وجهني على هذا الدرب"الإسلام" ثلاثة أحداث أساسية، ذات طبيعة إنسانية"مرتبطة بالجزائر"، وجمالية فنية ، وفلسفية.. وأفرد فصلا خاصا للحديث عن المرأة المسلمة وما منحها إياه الإسلام...و واقعها اليوم.
ثم تحدث عن العلاقات بين ألمانيا وبين العالم الإسلامي..وعن دخول الإسلام لألمانيا...وأثر الحرب العالمية الثانية في ذلك.
ومن ثم تطرق لزيادة عدد المسلمين في ألمانيا وحاول الإجابة عن عدد من التساؤلات حول دوافعهم وصور تنظيمهم وموقف الحكومة من الاعتراف بهم والمشكلات التي تواجههم، وهل يستطيع المسلم أن يعيش بشكل طبيعي في ألمانيا؟ وما يمكن أن يضيفه مسلمو الغرب لنشر الإسلام وتدعيم ركائزه...في الوقت الذي حجزت فيه صفة متعصب سلفا للمسلمين...وجعل للإرهاب ثوبا بمقاييس لا تنطبق إلا على المسلمين.. وتحدث عن رحلة البحث عن جهة واحدة تمثلهم وتكون شريك حوار مع المسؤولين الألمان والبرلمان والصعوبات الكبيرة التي واجهتهم بسبب فرقة المسلم��ن وعدم توحدهم.
اتفقت مع الكاتب في الكثير من آرائه وخالفته البعض منها مثل قوله عن حجاب المسلمة: غطاء الرأس يصبح ضروريا فقط عندما يؤدي كشفه إلى إحداث إثارة جنسية!
ووجدت الترجمة لا تليق أبدا بالكتاب لشدة ضعفها.
وأكثر ما أعجبني في كتابه حديثه عن الإسلام في ألمانيا...فقد وجدت فيه معلومات لم أكن على دراية سابقة بها.
اقتباسات من الكتاب:
"إنني أتمنى أن يساعد كتابي هذا على إدراك القوة الدافعة التي يستمدها المسلم المؤمن من دينه، وكيف تستطيع أن تسمو به، وأن يساعد على تبين الأفق الذي يمكن أن يصل إليه العالم الإسلامي عند تمسكه بهذا ��لدين في حياته اليومية"
"ويبقى الانضباط والالتزام بهذا السلوك من جانب هذا الحشد من المسلمين مثيرين للدهشة، حتى بالنظر إلى التزام الحجاج بمسالمة الإنسان والحيوان والنبات، ولم أكن أعتقد قبل هذه التجربة أن التعاليم الدينية تستطيع ان تلغي بعض القوانين والقواعد الاجتماعية لفترة من الزمن."
"إذ إن التوجه إلى الله في الإسلام لا ينحصر في الروح فقط، أو الجسد فقط. فالمسلم في صلاته وفي صومه وفي نحره للأضحية، وفي حجه، ليس حاضرا بروحه وعقله وقلبه فقط، وإنما بلحمه ودمه أيضا، فهو إما أن يكون هو كله حاضرا وإما ألا يكون حاضرا بالمرة، وهذا ناتج عن التوحيد كمبدأ جامع من منظور إسلامي."
"ومجمل القول إنني وجدت عبر الصلاة تلك الطمأنينة والتحرر الداخلي الذي ينتزع المسلم من الضغوط كافة، لأنه يستطيع أن ينتزعه من عالم يقاس فيه الوقت بالمال، والمال فيه كل شئ."
"وبالنسبة لي، لعل أهم أثر جانبي لصوم رمضان فيّ، أنني أستطيع – في رمضان- أن أختبر ما إذا كنت ما أزال سيد نفسي أم أنني صرت عبدا لعادات تافهة، وما إذا كنت ما أزال قادرا على التحكم في نفسي أم لا."
"فمسلمو أمريكا وأوروبا لديهم الكثير ليضيفوه للإسلام ويثروا به هذا الدين، لأنهم لا يخفون فضولهم وشكوكهم، فهم لا يضخون إلى الإسلام دماء جديدة فحسب، بل ينظرون إليه بعيون جديدة أيضا.ونظرا لعدم تعرضهم للتربية التي تخضع المرء للسلطة الدينية..فإنني أراهم بلا شك مهيئين لا لطرق أبواب الاجتهاد التي ظلت مغلقة لفترات طويلة فحسب، بل لاجتيازها أيضا."
القسم الأول من هذا الكتاب سرد لذكريات الكاتب في العالم الإسلامي وما عايشه من تقاليد المسلمين أكثر من كونه كتاباً عن الإسلام نفسه، وبحكم عمل الكاتب في المغرب والجزائر والسعودية وتركيا، فهي بطبيعة الحال أكثر الدول التي يرد ذكر عاداتها دون باقي دول العالم الإسلامي..
أفضل فصول الكتاب في رأيي هو "دروب فلسفية إلى الإسلام" حيث يشرح الكاتب كيف اهتدى إلى الإسلام.. وكذلك الفصل قبل الأخير "الإسلام في ألمانيا إسلام ألماني؟" والفصل الأخير "العدو: الإسلام"، حيث يصف وضع الإسلام والمسلمين في ألمانيا، وأوروبا بصفة عامة، والصعوبات التي تواجه المسلمين.
على أن الكاتب قد وقع، في رأيي، في خطأ خطير.. فالكتاب، كما يظهر من أسلوب كتابته في الأقسام الخاصة بعادات المسلمين، موجه أصلا لغير المسلمين.. وعلى الرغم من ذلك لم يكن الكاتب واضحاً في بعض المواضع في التفريق ما بين الشعائر التي هي من صلب الدين، وبين العادات الإسلامية التي تختلف من بلد إلى آخر، مما قد يؤدي إلى حدوث خلط غير مقصود لدى غير المسلمين. فمثلا في شرح ما يفعله المسلمون في عيد الأضحى، يصف عملية الذبح ثم يصف تعليق المسلمين لهياكل الأضحية في الطريق العام لتجف في الشمس.. هي عادة، على ما يبدو، لدى البعض في السعودية، لكنها ليست من طقوس الأضحية. كذلك قوله "الإعلان عن إفطار رمضان يتم من خلال إطلاق مدفع" قول غير صحيح.. فمدفع الإفطار عادة مصرية، وربما توجد في بعض البلدان العربية أو الإسلامية كذلك، لكنها ليست من طقوس رمضان. نفس الشيئ يتكرر عند الحديث عن عادات المسلمين في الطعام، فيذكر أن حديث المجتمعين معاً على مائدة الطعام ليس من الإسلام في شئ!
فصل "فتش عن المسلمة" هو أكثر الفصول شمولا, حيث يبدو أن الكاتب يتحدث عن المرأة في الإسلام طبقاً للقرآن أكثر من كونه يتحدث عن رؤيته لوضع المرأة في البلاد الإسلامية. ومع ذلك لم يخلو الفصل من بعض المقولات الغريبة مثل حق الرجل في تطليق زوجته لو كانت لا تنجب ذكوراً !!!
على أن الكاتب وقع كذلك في خطأ يقع فيه الكثير من المسلمين.. في معرض حديثه عن تحريم الإسلام للحم الخنزير، وجدته يهاجم هذا النوع من الأطعمة بشدة، سارداً كم كبيراً من الأمراض التي تصيب آكليه والتي "ثبتت علميا" على حد قوله.. ذكرني حينها ببعض دعاتنا الذين يحاولون إثبات صدق الإسلام في كل شيئ وبكل الطرق بما في ذلك عن طريق تحميل بعض المواقف أكثر مما تحتمل.. العالم الغربي كله يأكل لحم الخنزير، وبكثافة! ولم نسمع مع ذلك أن الغربيين يعانون صحياً بسبب لحم الخنزير أو غيره! لماذا المبالغات؟ إنها لا تنفع، لكنها تضر! بصفة عامة ترتفع، في بعض المواضع من الكتاب، نبرة الهجوم على نمط الحياة الغربية، وهي نبرة غير مستحبة في كتاب موجه أصلا للغرب.. وأحمد الله على أنها ليست النبرة السائدة في الكتاب ككل..
***
أما بالنسبة لقراء الكتاب من المسلمين فهو كتاب ممتاز، وسيرة مشوقة لمسلم غربي.. لكن لو نظرنا له ككتاب مقدم للغربيين الذين لا يعرفون شيئاً عن الإسلام، فهو ليس أفضل ما يقدم لهم في هذا المجال.. وإن كان لابد أن أعترف أن بعض فصول الكتاب سالفة الذكر مثل الفصل الخاص بالمرأة و"دروب فلسفية إلى الإسلام"، من الفصول الممتازة فعلا في شرح وجهات نظر إسلامية لا يعرفها الغرب. وهناك مقاطع بعينها تشرح وجهة النظر تلك كأفضل ما يكون مستخدمة تعبيرات بسيطة محددة، فتلخص في سطور قليلة ما نحاول سرده في عشرات الكتب، ومنها مثلا حديثه عن الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي التي تسعى إلى فرض العمل بالشريعة الإسلامية والتعاليم الإسلامية على المجتمع بالقوة، بل وبالسلاح في بعض الأحيان.
وأعود للتأكيد على الأهمية الخاصة للفصلين الأخيرين، حيث يشرح الكاتب وضع الإسلام والمسلمين في الغرب والصعوبات التي تواجههم.. لا يزال الحال على ما هو عليه الآن، وإن كان الوضع السيئ قد تفاقم أكثر مما يصف الكاتب بمراحل، لاسيما ان الكتاب قد صدر عام 1998، أي قبل كارثة الحادي عشر من سبتمبر..
وداعا د. مراد هوفمان 13 يناير 2020 إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقه لمحزونون وإنا لله وإنا إليه راجعون ............................... منذ أيام قليلة أنهيت قراءة كتاب "بهذا ألقى الله" للدكتور حسان حتحوت حسان حتحوت طبيب مصري إسلامي النشأة عاش جزء من حياته بالكويت وانهاها في الولايات المتحدة كداعية لدين الله مراد هوفمان سفير واستاذ قانون ألماني كاثوليكي النشأة وتنقل بين العديد من الدول الاسلامية والغير اسلامية جيفري لانج بروفيسور الرياضيات الامريكي الملحد السابق والمفكر الاسلامي الحالي والذي مازال يقيم في الولايات المتحدة الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيجوفيتش الشيوعي النشأة والذي عاد للاسلام مبكرا وتعب في سجون الشيوعية ولقى الويلات من الصرب الدكتور مصطفى محمود الطبيب والمفكر والاديب المصري الذي بدأ حياته متشكك أقرب للإلحاد من يقرأ لهم يشعر كأنهم ابناء بيئة دينية وثقافية واحدة بل يظن أنهم خريجي مدرسة واحدة وفي الحقيقة هم كذلك فهم ابناء مدرسة الاسلام تلك المدرسة المبنية على العقل والتفكر والتدبر ومهما اختلفت مع احد ارائهم لا يسعك الا ان تعتبره اجتهاد محمود نابع عن عقل وتفكير وليس مجرد نقل او تعصب مذهبي ويظهر في كتابات هوفمان وحتحوت ولانج الفرصة العظيمة لانتشار الاسلام في الغرب في بيئة خصبة ومجتمعات جائعة لروحانيات واخلاقيات بل وعقليات العقيدة الاسلامية ويظهر ايضا في كتاباتهم تجاوز المذهبية والصراعات الايديولوجيا التي جعلتنا غثاء كغثاء السيل واخيرا أدين بالفضل في تعرفي على تلك الشخصيات المفكرة الرائعة وكتبهم للدكتور محمد العوضي جزاه الله عنا أخيرا وليس غريبا على مفكر مثقف صاحب عقل فلسفي موسوعي مثله ان يكون سببا في اهتداءنا لتك الشخصيات
• العنوان و محتوى الكتاب و لما اختار الكاتب الحج كعنوان اساسي
العنوان لو كان "الطريق إلى الإسلام" كان اقرب للمحتوى ولكن يبدو أنه اتخذ مكة رمزاً للإسلام وذلك بسبب انطلاق الإسلام من تلك البقعة المقدسة .. تحدث في الفصل الأول من الكتاب عن رحلة الحج وثم تحدث في الفصول اللاحقة عن امور اخرى متعلقة بالإسلام كأركان الإسلام و وطبيعة تعايشه معها في البلدان التي عاش بها (الجزائر والمغرب وتركيا) وبالتأكيد تحدث عن مسلمي ألمانيا.
• الأسباب و الدوافع التي أنارت بصيرة هوفمان لاعتناق الاسلام
اعتقد ان شمولية الإسلام وحله لجميع الإشكالات العالقة في تفاصيل الحياة اليومية لدى الشعوب والأديان الأخرى .. فجاء الإسلام كالبلسم الذي يعالج قروح وجروح البشرية
• لما نجد الجزائر حاضرة في اغلب سير إسلام الأوروبيين
لأنها الأقرب للغرب من بلدان المشرق العربي من حيث المسافة .. واغلب الأوروبيين يفضلون ان يسكنوا المغرب العربي لأن المناخ متقارب لمناخهم ولكن الأجواء إسلامية .. هذه وجهة نظري
أما هوفمان فإنه عاش بالجزائر والمغرب بسبب عمله الرسمي في هذه البلدان .. وهذا سبب اخر بأن تكون الجزائر مثلاً حاضرة في سير اسلام الأوروبيين .. الوظائف والمهمات الرسمية
• من خلال قراءة هوفمان لأركان الاسلام هل هناك اختلاف بين نظرة الأوروبي للإسلام و نظرة المشرقي، و هل هو أمر متعلق بمعايير ثقافية و عرفية
الإختلاف انهم ينظرون لكل حركة وكل تفصيل على انه امر جديد ومُستغر�� .. على مستوى طريقة الجلوس في الصلاة التي نمارسها بكل طبيعة وعفوية .. أعتقد أن سبب ذلك اننا نمارس الدين بالفطرة لأننا تشربناه منذ الصغر أما المسلمون الجدد فإنهم يهتمون بهذه التفاصيل ويُدهشون بها ويفسرونها من نواحي علمية ويجدون ان الاسلام هو الحل الأفضل فيزداد تعلقهم به أكثر وأكثر
• و أخيرا ما أوجه الشبه بين كتاب هوفمان و كتب اخرى في نفس الموضوع ككتاب الاسلام بين الشرق و الغرب لبيغوفيتش و الطريق الى مكة لمحمد أسد
هذا الكتاب جاء كيوميات لهوفمان عن رؤيته للدين الإسلامي وعن مسلمي ألمانيا بالتحديد .. ولم اقرأ كتاب محمد أسد بعد
أما كتا�� بيجوفتش فهو مختلف تماما لأنه كتاب لخص به الفكر التاريخي الغربي من بدء عصر التفكير الى ان جاء الإسلام حلاً لكل ما استعصى على عمالقة الفلاسفة والمفكرين .. كما أنه كشف عن عناصر دينية في موضوعات مثل: الفن والدراما، القانون وعلم الأخلاق وحتى الفلسفات الوجودية والعدمية ..
وعندما يتحدث بيجوفتش عن الإسلام، فإنه يتحدث عنه في إطار الفكرة الجديدة التي ابتدعها وهي فكرة "الوحدة ثنائية القطب" التي تضم في مركب جديد القضيتين المتصادمتين المنفصلتين في العقل الغربي، أولاهما: الروح والمادة، السماوي والأرضي، الانساني والحيواني، الدين والدنيا، هذه الثنائية الكامنة في طبيعة الإسلام هي التي مكنته من أن يجمع بين المتناقضتين في كيان واحد.
من يقرأ لمفكر كبير مثل بيجوفتش وبفكرٍ عميقٍ وشمولي ككتاب "الإسلام بين الشرق والغرب" .. تصبح ذائقته عاليةٌ جداً وصعبٌ الوصول إليها لإرضائها بأي كتاب مع احترامي لكل مفكر غربي مسلم
مراجعة رحلة إلى مكة - مراد هوفمان هذا هو كتابي رقم ٨ للكاتب مراد هوفمان بعد ١-الإسلام كبديل. ٢-الإسلام في الألفية الثالثة. ٣-الإسلام عام ٢٠٠٠. ٤-خواء الذات و الأدمغة المستعمرة. ٥-الإسلام كما يراة ألماني مسلم. ٦-نظام الحكم الإسلامي في العصر الحديث. ٧-رحلة إلي الإسلام يبدأ الكاتب في مقدمة من ٤٠ صفحة مختصر عن رحلتة في الحج
كان الكاتب رحمة الله منضما لحركة إرهابية فرنسية ضد المسلمين في الجزائر في الستينات، و لكن الإسلام يمحي ما قبلة مثل عمر بن الخطاب، و أسلم الكاتب ١٩٨٠ و عاد للجزائر ١٩٨٧ كسفير لألمانيا في الجزائر. و قارن بين عدة فنون بها حركة كفن البالية مع الفن الإسلامي الساكن و الذي كان الأروع من وجهة نظرة.
الفصل الثالث رائع بحق، وصف مسلم جديد للصلاة و شعورة بها و مواقف عاشها في كثير من عواصم العالم مرتبطة بالصلاة.
الفصل الرابع يصف الكاتب أنه كان قبل إسلامة خبيرا بالخمور وطرق زراعتها، و لكن أبدله الله بالإسلام خيرا و حكي عن أهوال صاحبت مدمني الخمور و منها حادث سيارة حدث له كاد أن يموت فية.
الفصل الخامس حول الصيام، و ما فية من تدريب للنفس علي الطاعة لله و إختبار قوة الإرادة.
الفصل السادس، وصف بعض عادات الطعام و نوادر في زيارات المؤلف المختلفة حول العالم.
الفصل السابع يتحدث عن نظرة الكاتب للحسد و القاء و القدر حيث أنه مر بعدة مواقف نجي من موت محقق و أخي جعلته سبب لأن يقابل زوجتية، و أخري فتحت له ظروف عمل و من أغرب المواقف قيامة بتحاليل قبل السفر لجدة فإكتشف إن عندة سرطان و في مرحلة متأخرة و أزال الكلية و لم يعرف عن المرض إلا مع الفحوصات، و كأن الله يريد أن يعده لأمر ما.
الفصل الثامن عن النظرة للمال و الإقتصاد و أحكام الربا و الزكاة.
الفصل التاسع عن المرأة و خواطر حول الزواج و الطلاق في البلاد التي زارها المؤلف
الفصل العاشر يتحدث عن فترة إقامة المؤلف في تركيا و في هذة الفترة تعامل مع عدة مصالح حكومية و إنتقد تفشي الرشوة، و لكن تركيا أردوجان اليوم غير تركيا الثمانينيات و التسعينات.
الفصل الحادي عشر و يتحدث عن علاقة ألمانيا بالإسلام و خدمات مسلمين ألمان عظام مثل أحمد فون دنفر و محمد أسد، و تطرق إلي كيفية حياة المسلم العادي و التحديات التي تواجهة في ألمانيا، مثل حصص السباحة المشتركة بين الشباب و الفتيات و تحفظ المسلمين عليها، و كذلك تعاملهم مع الأكاذيب التاريخية عن المسلمين في الكتب الدراسية الألمانية. و ما يواجه مسلمي ألنانيا من مشاكل مثل: عدم الإعتراف بالإسلام، عراقيل لبناء المساجد، مشاكل لعلو المئذنة، شكاوي الجيدان للسلطات من صوت الآذان، مشاكل حكومية للدفن علي الطريقة الإسلامية، عدم إعتراف القانون الألماني بقوانين الميراث، و سعي المسلمين لحل هذة المشاكل لعدة إتحادات فيما بينهم
في الفصل ١٢ العدو الإسلام: أشار الكاتب لإرتياح بعض المسيحيين للإسلام و المسلمين فلماذا يظلوا مسيحيين؟ و يقول أن هناك كثير من العلماء المسيحيين يبذلون جهد للوصول للحال قبل مجمع نيقية و الذي يتفق مع وجهة النظر الإسلامية، و هذا يفتح مجالات لحوار و تعاون إسلامي مسيحي. لعبت الخروب الصليبية دور في إذكاء الفزع من الإسلام و المسلمين. و يعلب علي صيحة " الأتراك قادمون" للتذكير أنهم كانوا علي أبواب ڤينا. و نعت المتاب الألمان الرسول ﷺ بأسوأ الأوصاف، و يتغاضون عن شعائر اليهود و يعلقون علي شعائر المسلمين. و كان الإعلام في ألمانيا يغض الطرف عن مذابح المسلمين في البوسنة.
كتاب ممتع خفيف عبارة عن شبه سيرة ذاتية لهوفمن بالأضافة لأرائة ومعتقداته عن الإسلام وأركانه الذي كان تحليله لها شبه فلسفي استمتعت كثيراً بأول فصل و شعرت بأن افكاره المغايرة عن ما كنت اعتقد عن الحج قد اضفت بعداً و عمقاً جديدا لهذا الركن أما بالنسبة للفصول الأخرى فقد كانت جميلة ولكن ليست بذلك العمق الذي وجدته في الفصل الأول اعجبتني أرآءة عن المرأة ولكنني شعرت بأنه يجهل بعض الأسباب من ناحية حجابها و عملها تقبلت جهله عندما كان يتحدث عن المجتمعات العريبة عندما كان يبرر تصرفاتهم بطريقة خاطئة عما يعتقدون و ذلك بحكم كونه من مجتمع مغاير و لكنني مع الأسف لم اتحمل جهله عندما كان يتحدث عن الحكمة من بعض الأوامر في الإسلام تمنيت لو كان اطلاعة اكبر على التفاسير والكتب الإسلامية وفي الختام عندما قال بأن هذا الكتاب من الممكن أن يعتبر كمدخل لفهم الإسلام فإنني مع الأسف لم اتفق معه هو في الحقيقة كتاب للمسلمين لكي يستمتعوا بتجربة أخ لهم في الإسلام ويستفيدوا نوعا ما من خبرتة الدبلوماسية و يتعرفوا على وجهة نظره في كيفية فهم الدين و الإعلاء من شأنه ولكنه لا يعتبر على الأقل بالنسبة لي كمدخل للإسلام
الكتاب ممتع وسلس من الدبلوماسي والسفير الألماني السابق مراد هوفمان يحكي فيه عن رحلته إلى الحج من المغرب إلى مكة ويحكي رحلته هو إلى الإسلام ثم يتكلم عن فهمه لأركان الإسلام ومواضيع هامة اخري مثل المرأة وتعدد الزوجات والميراث والقضاء والقدر وغيرها كما يتكلم عن انطباعه عن الإسلام في الدول العربية وتركيا وحياة المسلم في الغرب كما يتطرق في اخر الكتاب عن تحديات الإسلام والجالية الإسلامية في أوروبا
احب قراءة كتب المسلمين الذين اسلموا من غير العرب فهي تعطينا نظرة أخرى وفهم مختلف لدين جميل أحمد الله على كوني ولدت مسلما فهذه نعمة تستوجب الشكر كثيرا
كتاب بديع التهمته التهاماً في بضع ساعات قصيرة لجمال المحتوى بعد أن احتملت البداية غير المشجعة في مقدمة الكتاب. بداية الكتاب جاءت على شكل خواطر جميلة لأغلب الشعائر الاسلامية من صلاة وصوم وحج ألخ بعدها انتقل الى البعدين التشريعي والقضائي واللاهوتي في الاسلام كاتباً قبسات فكرية جميلة عن ما ألفه المجتمع الإسلامي وختمها بفصل عن الاسلام في ألمانيا وماتعرض له شخصيا من عنصرية من بعض مواطنيه. الكتاب جميل وانصح بقراءته والاستفادة من مصادره ومراجعه
كان هذا الكتاب من اوائل الكتب التي أضفتها إلى قائمتي و لكن لم يكتب لي القدر قرأته في حينها... و الان قرأته قراءة جماعية في (صالون الجمعة)..شكرا للجميع
بداية ...العنوان لا يوحي بالمحتوى بتاتا...الفصل الاول فقط هو ما يتكلم عن رحلة الحج في مكة المكرمة من بدايتها ...أما ما تبقى من الفصول فهو عبارة عن تعريف عام لدين الاسلام و أركانه و قيمه و أفكاره و عن المسلمين و تقاليدهم و السيرة الذاتية للكاتب و بعض الافكار و الحشو و المتاهات التي شوهت الكتاب يبشكل سيء
من المؤكد انه لشيء جميل ان نجد من يؤمن بدييننا الاسلامي الحنيف في بلاد الغرب.. ومن يتمسك و يدعو إليه...و لكن اتضح لي انه يجهل الكثير من الاشياء عن دييننا...كما انه كان كثير التحدث عن الطوائف الاخرى...لم استوعب من أي طائفة ينتمى هو...أحببت سيرة إسلامه و كيفية إتباعه لتعاليم الدين..ولكن كنت كثيرا ما أشعر بضياعه و تشتته...لا أدري لماذا
حديثه عن الدين كان شيقا...فأسلوبه كان بسيط و سهل الفهم و الادراك..أخذ أركان الدين على فصول متتابعة و ناقش و حاور كل ركن باستقلالية و شفافية و موضوعية
الفصول الاخيرة كانت مملة..متعبة..."كريهة" بشكل لا يطاق...مليئة باحداث و تواريخ و قمم واجتماعات و مؤتمرات و نقاشات و أحاديث أنا في غنى عنها...هذا سبب لي ضجر و ملل و نفور وكره
تعبت منه في النهاية..فلم أستطع فهم تحت أي نوع من الكتب هو.. أهو سيرة ذاتية؟؟...أدب رحلات؟؟...كتب فكرية؟؟؟أم كتب تتحدث عن الدين؟؟ و هذا سبب لي ضياع
* لقد وجدتُ في الإسلام أصفى وأبسط تصور لله ، تصور تقدمي ولقد بدت لي مقولات القرآن الجوهرية ومبادئه ودعوته الأخلاقية منطقية جدا حتى أنه لم تعد تساورني أدنى شكوك في نبوة محمد *
ملفت قراءة الإسلام في قلب وروح أجنبي أعتنقه وآمن بكل تفاصيله ، موردا بكتابه مقولة الفرنسية ايفا ميروفيتش " لايعتنق المرء الإسلام بل يتخذ دينا يضم جميع الأديان الأخرى " . الكتاب رحلته وأفكاره .. وهو الدبلوماسي الألماني النشط في بلاده .. يستوقفني دائما كم الدعوات لقراءة الكتب المناهضة للإسلام والتشكيك فيه وبنبيه ، وهاأنا أرى الوجه الاخر في محاولة هوفمان دحض كثيرا من الشبهات الدارجة ..
# اذا ماتيقنت أن الله يتحدث الينا في قرآنه ، من يدرك هذه الحقيقة لإيجاد مفرا من أن يكون مسلما بأعمق معاني هذه الكلمة # من يعي ويدرك حقا المعنى الحقيقي لوجود الله ستكون لديه بالضرورة رغبة في التأمل وفي التوجه إلى الله كثيرا .. وبذلك فقط يصير مايردده المسلم كثيرا وهو يقرأ الفاتحة " اياك نعبد واياك نستعين " حقيقة واقعه # كل صورة ترسم باللونين الأبيض والأسود إنما هي أشبه بالملصق فالعالم لاينقسم إلى أخبار وأشرار .. # الاسلام الحقيقي تجده في المنفى ( عن المسلم الفرنسي جون كارتينجي ) # الليبرالية في حقيقة الأمر غير متسامحة مع غيرها من الأيدلوجيات اي أنها كأيديولوجيا مثلها مثل منظومات فكرية أخرى
مراد هوفمان مفكر ودبلوماسى المانى شهير وشغل مناصب رفيعة فى الحكومة الالمانية وكان اسلامه محل جدل كبيير وتحدث فى الكتاب فى كل فصل عن ركن من اركان الاسلام واشياء اخرى وتلاحظ من القراءه اقتناعه الشديد بالدين الاسلامى العظيم ويلخص الحرب على الاسلام فى سطور ( يشكل الاسلام الخطر الاوحد على المستبدين من حكام العالم الاسلامى وليس اوروبا هؤلاء الذين ينظرون الى الاسلام على انهم اعداء الدستور والقوانين وينكرون على الاسلام نظامه الشامل الخاضع لحقوق الانسان هذا النظام الذى لا يخضع الى تدابير بشرية وانما نظام الهى وينكرون على الاسلام امكاناته الديمقراطية ويتغاضون عن عمد حقوق الاقليات التى اقرها الاسلام)
أثار اسم الكِتاب رغبةً في قراءته،رحلة رائِعة فِعلاً،كلِمات لن تُصدّق أنها تصدر من شخص ألماني سِياسي كان مسيحيّاً في الماضي! ، فمقدّمة الكاتب تُنذر بجمال الكِتاب و توعُّد الرد على مخالفيه ، و من ثم بدأ برحلته التي جعل فيها بصمات بين الفينة و الأخرى، فتناول عدّة مواضيع مهمّة و رائِعة ، فِعلاً أردت أن أكون حاجّاً لبيت الله في عيد الأضحى القادم ! ، أحسست أن هوفمان استوعب الحج بطريقَة سليمَة ، ماديّاً و روحيّاً ، فكانت أروع العبارات التي قرأتها في الفصل الأول هي : ” رُبطت مناسك الحج ظاهرياً و باطنياً ، مادياً و روحياً ، و هذا الأمر ليس بغريب على المسلمين الذين تؤلف عقيدتهم بين الروح و المادّة معاً ، إذ إن التوجه إلى الله في الإسلام لا ينحصِر في الروح و الجَسَد فقط ، فالمُسلِم في صلاتِه ، في صومِه ، في نحرِه لأضحيته ، و في حجه ليس حاضِراً بروحِه و عقلِه و قلبِه فقط ، إنما بلحمِه و دمِه أيضاً ، فهو إما أن يكون هو كله حاضِراً و إما ألا يكون حاضِراً بالمرة ” .
ثمّ تحوّل موضوع الكِتاب و عنوانه إلى موضوع آخر ، فقد انهى الرِّحلَة إلى الحَج ، و بدأ بقَصِّ أحداث رحلته الفكريّة الفلسفية و دروبها إلى الإسلام ، فتحت العنوان الجميل ، دروب فلسفية إلى الإسلام ، ذكر هوفمان أهم المنعطفات التي جعلت منه مُسلِماً في النِهايَة ، فكانتَ أهم الأسباب في مُعايشته الإسلام و أهلِه ، قبوله كمبعوث دوبلماسي ألماني إلى الجزائِر ، إثرَ محاضرته التي ألقاها بالفرنسية عن المسألة الجزائريّة ، فقد شاهَد المُسلمين غُزاةً ، رِجالاً و نِساءاً و أطفالاً ، يُقتلون على أيدي منظمة الجيش السرّي ، أُعجِبَ بتبرّع مواطن جزائري مُسلِم من دمِه لإنقاذ امرأه مسيحيّة كانت زوجَة هوفمان ! ، عايَش الثورَة الجزائرية من مكتبِه و من سيارته التي كانت تجوب شوارع الجزائر و أسلحة الإرهابيين موجّهة إليها ! . حبّه للفن من شبابِه ، و عشقه للفن التشكيلي و رقص الباليه كانَ سبباً لإسلامِه ! ، فأُعجِب بالفن الإسلامي كنوع من الفنون الرائِعَة ، فتأثّر بالقصور و المساجد و المدن الإسلامية ، كالجامِع الأموي و قصر الحمراء ، من الجميل أن يكون سبب إسلام شخص هوَ الفن الإسلامي ! ، فالإسلام يجذب الجميع بتعاليمه و عقائده و حتى فنونه . و مِن أسباب إسلامِه المثيرة هي تلقيه للتعليم الالجيزويتي في ألمانيا و هي رهبنة مسيحية كاثوليكية رجالية، و نِضاله الفكري ضد النازية و شبيبة هِتلَر ، فكان فِكره سليماً من البدايَة ، فكان يؤمن بوجود إله ولكن ما هي تلك العقيدَة او الطريقَة التي يمكن ان يتواصل فيها معه ؟ ، قرأ القُرآن باللغَة الفرنسيّة ، و وقف على آية “ألا تزرُ وازرة وزرَ أُخرى ” في سورة النجم ، و أهدَم فيها الدين و القسيسيّة و الرهبانيّة المسيحيّة بطريقة ذكيّة ، فلا ترث الخطيئَة الخطيئَة ! ، و لا يكون هُناك من متدخل في شؤون العلاقة بين العبد و ربّه ! و أن يكون هُناك من يحمِل الوزرَ غيره ! ، و هدَم بطريقَة جميلَ عمَل القساوسة و الرهبان المسيحيين الذي يُمثلون الوساطَة بين العبد و ربِّه ! ، و أخيراً وصل إلى الإسلام بفكرِه السليم ، وصل إلى الأفكار السليمَة التي تُبنى على التوحيد والمساواة ، و في النهاية ، و في إحدى المقابلات مع إحدى أصدقائه ، عرض عليه هوفمان مخطوطته الفلسفية التي كتبها لتبيين الطريق لإبنِه ، فقال : “إن كنت مقتنعاً بما استخلصته ، فأنتَ مُسلِم ! ” ، فَنُشِر كِتابه ” درب فلسفي إلى الإسلام “، فهنيئاً لكَ هوفمان .
تحدث هوفمان عَن الصلاة كحاجَة ، و تحدث عنها بمنظوره الفلسفي المنطقي ، فقد أسلَم من الناحية الذهنية ، و يجب عليه الآن أن يجد الطريقَة للإتصال مع الله و يُؤمن من ناحية عمليّة ، وصف الصلاة بطريقته ، فلم يكن ذاك الذي لا يدري شيئاً عن صلاتِه ، فواضح انه يعرف أحكام الصلاة و فقهها ، فقد أشار إلى تحريك الشفتين عند القراءَة سرّاً ، و جميلَة هيَ طريقَة عرضِه للمُسلِم الذي تُحترم منطقَة صلاتِه ! ، فالجميع لا يَجرُئ على المرور مِن أمامِه ، فِعلاً إن المسلمين الجُدد ممن دخلوا في هذا الدين ، ينظرون غلى أقل التفاصيل الصغيرَة التي نحن نجدها بديهية و روتينية ! ، فأرجوا أن يقوم الإسلام مُجدداً من دول الغرب ، فدول الشرق هُنا تحررت من دينها و معتقداتِها .
و بينما اقرأ في السطور ، بدأ هوفمان بالتحدث عن ضرورة تعلمه و حفظِه لِكتاب الله بلُغتِه الأصلية ، فبدأ بحفظِ سورة الفاتِحَة ، و الجميل الرائِع أن هوفمان لَم يجعَل بسم الله الرحمن الرحيم آيَةً ضمن السورة ، فمن الرائِع معرفة هذا الشخص بتلك الأمور التي يجهل بِها الكثير منا كمُسلمين . عرف هوفمان معنى الصلاة ، ففهم أنها الدُّعاء و الصلّة بينه و بين الله ، و أن مكانها لا يُعَد ذا أهميّة ، ” فأينما تُوّلوا وجوهَكم فثَمَّ وجهُ الله ” ، فكما عانى هوفمان آلام العضلات و المفاصِل و القدمين من الجلسَة في الصلاة عانيناها نحن ،و لكن تألّم و هو يُحب الصلاة و يعرف أصلها و آمَن بأن الصلاة هيَ عنصُر الاحَة الوحيد لَه ، بينما نحنُ ! ، و قد تجول في مسامعي الآن تلك الكلِمات التي قالها لي ابن عمتي في المسجد فإحدى أشهُر رمضان ، ” لا أستطيع الجلوس في المسجد لفترات طويلَة ! ” ، فهذا مُسلِم و ذاكَ مُسلِم ! .
تعرض هوفمان غلى الحملَة تطعين و تجريح ، ولكن بأدبِه و فكره و اقتناعِه بالإسلام ، تحدّى تلكَ الإساءات بآيَةٍ يمُرّ الكثير عَنها و لا يُبالون ! ، “إياكَ نَعبُدُ و إيّاكَ نستعين ” ، فآمَنَ بِه و عبَد ثُم استعان ! ، فقد فهم هوفمان العبادَة و الصلاة فهماً رائِعاً ! ، أدرَك أنها الوحيدَة التي ستخلصه من كل الهموم و التعاسَة و تعب الحياة اليوميّة ، و صارت لديه مبدأ حياة ، فكان يحمِل الكثير ليكتبه في ذلك الفصل و لكن .. غربت الشمس و حانت الصلاة .
كانَ هوفمان من عُشاق الخَمر إلى درجَة أنه أقام بعض الحفلات التي يتنافس بِها لتمييز الخمر و أنواعِه ، و لكن قوّة و روح الإسلام منعته من الإستمرار ، فوصفه بأن صاحب شخصيّة جاهلية في الماضي هو بحد ذاتِه أنجاز لمن هم في عُمرِه ، فأدرَك أن تحريم القُرآن للخمرِ هوَ الصواب ، و تأكد من هذا بعدما أصيب بالحادث الذي كان سيُفقده حياته ! ، و لكن الخالق أعطاه الفُرصَة ليكون مُسلماً بعد ثلاثين عاماً ! .
بعدَ انتهائِه من عامود الإسلام ، بدأ هوفمان بالحديث عن رمضان و الصيام بنفس الوتيرة ، فقد صام قبلَ إسلامِه مع إحدى العاملين لديه في منزلِه شفقةً عليه ! ، و بعدَ إسلامِه فهم ماديّة و روحانية الصيام في رمضان فهماً لا يفهمه مُسلمو العالم العربي اليوم ! ، كان هوفمان من الذين حافظوا على وقتِهم و نِظامهم الغذائي المتوازن في رمضان ، بعكس بعضنا اليوم الذي ذلب ناهره ليلاً و ليله نهاراً ، فتلكَ هيَ كلِماته : ” ينطوي الصوم ، إلى جانب بعده المادي ، على بُعد روحاني يصير بدونه مجرد حركات تجويع بهلوانيّة ” ، فِعلاً هيَ كلِمات توبيخ للعربي الذي يجوع و يعطَش و يشتاق إلى علبة سجائره فقط ! ، و ينسى البعد الروحي من رمضان ! ، فقد أيقظ هوفمان في نفسي ذلك البُعد ، فأنا العربي الذي يستفيق على روعَة دينِه ، التي لا يرى جمالها اليوم ألمان أسلموا في العقد الخمسيني من عمرهم ! .
تأثُّر هوفمان بالإسلام واضِح جِداً ، فقد تأثّر بالعادات اليوميّة للمسلمين كتناولهم الطعام على الموائِد و بعض أطباق المطبخ الإسلامي ، الذي هوَ بمعنى أدَق مطبَخ عربي شرقي ، و لكن من الفَخر أن المشرق العربي استحدَث ثقافَةً لنفسِه سُميّت بالثقافَة الإسلاميّة ، تُميّزه عن غيرِه من الثاقافات و الدوَل و الشعوب ، فغبي كُل عربي مُسلِم يتحرر في كُل يوم من عادة من عادات�� ابويه أو جدّيه موافقة للسنّة و الإسلام ! ، فبذلك حرر نفسه من عادات ميّزته عَن غيره من عالم الغرب ، فالنعتز بثقافتنا التي تأثّر بِها غيرنا و أسلَم بسببها ، و لنتمسّك بِها و نحميها من الإختفاء و الضمور .
بينَ السطور ظهرت تلك الفقرات التي تتحدث عَن ألمانيا في فترة معيّنة سمحت لليهود بأن يذبحوا ذبائحهم وفق أحكام شريعتهم ، بينما لم تسمَح للمُسلمين بفعل المثل ! ، أتعلم لِماذا ؟ ، لأنهم قرأوا كِتاب الله و عروفا أن المُسلِم لَن يأكُلَ من لحومهم إلا إن اضطّر ، قال تعالى : “فمَن اضطر غيرَ باغٍ ولا عادٍ فإن ربك غفور رَحيم ” ، فاستنتجوا انه يجب عليهم أن يمنعوا الذبح الحلال ليضّطر المسلم للأكل من ذبائحم ، فبذلك إثراء اقتصادِهم ! .
و تحتَ العنوان الذي يُثير الرّهبة لمَن يعرف عقيدته حقّ المعرفَة “قدريّون طموحون! ” ، تناوَل هوفمان بأسلوب رائِع و مُقنِع موضوع القضاء و القدر و القسمة و النصيب ، فمن المُثير أن الموضوع الأكثر بحثاً من قبل القرّاء الغربيين عن الإسلام هو إيمان المُسلمين بالقَدر ، ولكن الليبراليّة الغربيّة و مبادئ التاريخ التي تشربها الغربيون على مدى الإيام من النظام الرأسمالي الذي لا يُؤمن بوجود إله أصلاً أو حتى الإشتراكي تحول بينهم و بين تصديق أن هُناك من يدير شؤونهم في الخفاء حتى لو كانوا كُفاراً ! ، فهُم يحبّون تحطيم رؤوسهم بأسئلة كيف و لِماذا الفلسفيّة التي تُمرِض القلب ، و لكن نحنُ نُسلّم و نقتنِع أننا نمتلك القدر و بيَد الله كُل شيء لا محالَة ، فعارُ على المُسلمين اليوم من إحدى فرقَهم أن لا يُؤمنوا بالقَدر أوأن يُؤمنوا بأن للقَدر كُل السيطرَة ! ، و يأتي هوفمان الحديث العهد بالإسلام و يَكتب المواقف التي أثبتت له و لنا عَن وجود القدَر و أن الله هوَ المصرّف للأمور من قبل ولادَة الإنسان إلى مماتِه ! ، فحياتنا لمن أمعَن النظَر بِها هي سلسلة دراميّة ضخمَة ، حبَكَ أسرارها و أحداثها خالقُنا عزّ و جَل ، فهوَ يعلَم و كُل شيء ، فهو يعلم ما كان و ما يكون و ما إذا كان كيفَ كانَ يكون ! ، فكُل ما حدث مع هوفمان بدءاً من دراسته و مروره بالجزائر و زواجِه و أحداث حياتِه أوصلته إلى الإسلام بطريقَة رائعَة . نحنُ كُمُسلمون لسنا بقدريين مُستلسلمين للقَدر ! ،إنما نُؤمن بوجود المُصرّف و بوجود خيارنا بهذِه الحياة ! ،فنحنُ من يختار أن نُصلّي أو لا أو نسجُد لله أو نركَع ! ، فنحنُ مسيّرون من الناحية الشرعية و مُخيّرون من الناحية الكونيّة ، بأمرنا الله بالصلاة و بالأمر بالمعروف و النهي عن المُنكر و لنا الخيارُ في ذلك ، و لكن لا نُنكِر معرفَة الله بكُل شيء قبل ما كان أصلاً ! ، فكُل المقادير مكتوبَة عنده جلّ جلاله .
و في إحدى الفقرات ظهرَت على شفتاي الإبتسامات العريضَة ، بعدما عرفتُ مِنّةً الله عليّ بأن وفقني لأعرِف عقيدته الحقّة و جعلني ممن يمرّ مرورو السلام على جاهلي الماركسيّة و الفرويديّة و القدريّة الإشتراكيين بقوانين التاريخ و مبادئه التي يزعمون ، فقد ذكر هوفمان نظرية المادية التاريخيّة أو الماديّة الجدلية التي تُنادي بوجود قوانين جدليّة لا مفر منها تُسيّر المُجتمع و الإنسانيّة ، فجهِد ماركس و غيره من الشيوعيين لوجود و تنظير النظريات التارخية الفاشلَة ! ، في حين أن ايمانهم بوجود الخالق هوَ الحل الوحيد لهم لكي يقرّوا هانئين و يشعروا بالأمان .
الشيء الذي يُهم الغرب في الإسلام هو إيماننا بالحسد ، ففي الغرب لا يُؤمن الكثير بالحسد بالرغم من وجود تاثيراته و حقائقه على أرض الواقع ، و لكن هم دائماً يُجمّلون الأمور السيئَة و يحولونها إلى مصطلحات ذات نسق جميل تُبشر بالأفضَل دائماً ، فيسمونه تأثيرات نفسيّة أو إشعاع خبيث ، أو حظ عثِر ! و المُصطلح الثالث المُهم غربيّا هو الجِهاد ، التي نظُر إليها الغرب إلى أنها الحرب المُقدّسة التي ننظُر إليها ، و لا يَدرون المعنى الجهادي الحقيقي .
أما بالنسبَة للفقرات الأخيرة من الفصل السابِع ، فقد تشتت ذهني في موافقة هوفمان أو رفض رأيِه ، اقرأوها و لكم الرأي ….
تناول هوفمان موضوعات يجِدها المُسلمين اليوم قديمَة ! ، و أمر تعوّدوا عليه بالمدارِس و وُعّاظ المساجِد ، و لكن نظَر إلى الأمور مِن ناحيَة مُغايرة تماماً ،فنحنُ ننظر للزكاة أو الأضحيّة كأمر عادي –كعوام- ، ولكن هوفمان الدارس المتخصص في الإقتصاد و السيايسة و الحركات الدبلوماسية وجد أن الزكاة هيَ مفتاح النجاة لإقتصاد الكثير من الدول ،و قد طبّق على أرض الواقع على بعض المؤسسات في ألمانيا نِظام الزكاة و حصلوا على رأس المال الخالي من الفوائِد الربحيّة التي تُعدّ في عالمنا الإسلامي رباً ، فقد فسّر آية الربا تفسيراً حقّاً موافقاً للنظام الإقتصادي الجديد ، و عرف أن للربا أنواعاً عِدّة يجب على الجميع تجنّبها ففيها دمار رؤوس الأموال و الدولة ! . أنا لا أحب الإقتصاد كثيراً و لا الحديث عنه ، و لكن بضوء قراءتي لنظام الزكاة الإسلامي الذي يُفر كل شيء في الدولة الإسلامية للفرد و للمجتمع ككُل ، فإني فخور جدّاً بوجود ذلك الدبلوماسي المعروف و قد أثنى على النظام الإقتصادي الإسلامي بجميع جوانبِه ، و نحنُ بعيدون عنه كُ البُعد حاليّاً ! .
و بإحدى الفقرات و من لِسان غَربي ، قال هوفمان عِبارات استوقفتني ! : ” يتجاهل الناس في الغرب ، في حياتهم اليومية ، الحقائق غير المُبهجَة في حياتنا ، كتلكَ المتعلّقة بالميلاد و الشيخوخَة ، و المرض و الموت . فلا ينبغي لشيء دام أن يُعكّر صفو حياتنا النفسيّة الهادِئَة . فالمرأة التي تُعاني آلام المخاض ، تدخُل غرفة التوليد ، ثم تخرُج إلى زوّارها في أبهى زينتها . و في المستشفيات الحديثَة ، يتحوّل المرضى إلى نُزلاء في فندُق . و يُودَع المسنّون في مآوٍ مخصصة لرعايتهم ، و من ثُمّ تُبعَد كلِمَة مُسِن عن أن تُقلقنا . و عندما يتعلق الأمر بالموت يجد المرء في أمريكا نفسه و قد غاب في دار آخرة .. فيالها من سُخرية ! “
و عند وصولي بالقراءَة للفصل التاسِع ، عرفتُ أن المُسلمة بالرغم مما تتعرض له من مضايقات في الشارع الغربي ، إلّا أن الغربيين بأعلامهم و مفكّريهم قد تأثّروا بتلك العظيمَة ، و ذكروا محاسنها ، فكان العنوان للفصل : ” فتش عن المُسلمَة ” ، فابحث عنها لتتخذها زوجَةً ، فهيَ بلا مُنازِع أجمَل الفتيات على الإطلاق . ففي مضمون الأحكام التي ذكرها هوفمان عَن وضع المرأة في الإسلام ، ذكر هوفمان أن المرأة المُسلمة لا سيما الشرقية تسعى إلى التكامُل مع الرجُل و ليسَ محاكاته أو تقليده ، فهذا هو الطبيعي الذي يجب أن يكون ، فلا بُد للمرأة بواجباتها أن تُكمّل الرجل كزوجة و أم و معلّمة أو … ، لا أن تنصرف إلى التحرّر الذي لا يَحمِل معنىً ، أ اعتبار الرجُل –شيئاً- يُمكِن الإستغناء عنه ، أو أن تُنادي إحدى الفتيات بمساواة الرجل و المرأة المٌفرط ! ، فبعض النساء المُسلمات ذو التفكير غير السليم ، اللاتي تأثّرن بالتفكير الليبرالي الذي يدعو إلى التحرر المُطلق و أن لا سُلطَة للدين أو حتى الأب عليهن ، ألفن الكُتب التي تدعو إلى التحرر من وجه التهميش و الظلم الذي يزعُمنَ حدوثَه لهُن ، و عندما تُدقق بتلك المُؤلفة تجدها مُنقّبَة ! ، أو أميرَة في عائلَة ملكيّة في إحدى البُلدان العربيّة ! ، فمنَ المُخزي أن نثور على مُعتقداتنا و ثقافتنا الإسلامية في حين أن الناضجين الغربيين يدعون إليها ، فالثقافةَ الإسلامية هي الوسيلَة الصحيحَة للثورَة ضِدّ العالم الغربي .
ولكنّ الخطأ الفادِح الذي ارتكبه هوفمان بنظري هو رؤية الأتراك أو المغاربة بعيون إسلاميّة بالنسبَة لحفلات الزواج ، فالزواج الإسلامي لا يؤيّد المعازف و الضوضاء التي تحدُث في تلك البُلدان عندَ عقد القِران ، فحفل الزفاف له القوانين في الشريعَة الإسلاميّة ،و ينصب مُعظم تلكَ الليلَة حول الوليمَة و الموعظَة التي يُلقيها أحدهم ، فالبساطَة و عدم التكلّف هي عنوان الزفاف الإسلامي ، في حين أن العادات التي تجري الآن من جاهَة أو فاردِه! ، أو مهر غالي مُبالَغ بِه ، أو سُؤال الرجُل عَن شهادتِه في بادئ الأمر ، أو الحِنّاء و جلوس العروسين على – اللوج- على مرأى من النساء اللواتي تزيّنّ بالكثير من مستحضرات التجميل و الملابس المُثيرَة ! على مرأى من العريس ، ما هيَ إلى عادات ابتدعها الناس منذُ عقود ، فبالرغم من عدم وجودها في الجزائر أو تركيا و لم يرها هوفمان ، فلو رآها هُنا لاعتبرها من ثقافَة المُسلمين ! ، و لكن من الجَميل أن يُعارض هوفمان بعض تلك التقاليد .
ينظُر البعض إلى الإسلام و المُسلمين بشهوانيّة كونه يبيح زواج أربع نِساء ! ، و يَظُن أن بالضرورة أن يكون المُسلِم المُلتحي مُلتفأً بنِسائِه ذوات الجمال العربي الأخّاذ ، فلا ألوم ذلك الشهواني على تفكيره ، فقد تشّرب ثقافة التحرر الجنسي و النظر إلى كُل شيء بجنسيّة ! ، فهذا المسكين لا يدري أن مُعظَم المُسلمين لا يتزوّجون إلا مرّة واحِدة ! ، و قليلٌ هم من يتزوج إثنتان أو أربَع ! ، و لكِن الرجُل العربي يتمسّك بزوجته و يحميها و يشعُر بالمسؤولية اتجاهها فيُخلِص لتلك الواحدَة طوال حياتِه ولا يحتاج للزواج بأُخرى ! ، في حين أن الرجُل الغربي يتزوّج واحِدَة نعم و يَحرُم عليه أن يتزوّج الثانيَة بحجّةً الحفاظ على الزوجيّة في حين أنه يرتبط بالكثير من العاشِقات في الخفاء ! ، إن القوانين الغربيّة المُتمثّلة بالدساتير و الإيدولوجيات الرأسماليّة أو الشيوعيّة أو الإشتراكية أو الماركسية أو أو أو … إنما هيَ وهم يتوهّمه الغربيون بأن بِه السعادَة المرجوّة ! ، فبالنظر إلى القوانين الوضعيّة و الدساتير الغربيّة التي تُحرّم المُخالفات بجميع أنواعها قد تُبالِغ بالعدل – الوهمي- لدرجَة أنها قَد تظلِم أُناساً كثُر .
إن شعور النزعَة الأبوية للشرقيين من الرجُل على ابته أو زوجته أو اخته أو قريبته أو جارته هو أمر رائِع يفتقده الغرب ن فالأمر ليسَ غيرةً أكثر مما هوَ شعور بالمسؤولية تجاه تلك الفتاة و حمايتها و أن لا تُصاب حتى بنوع من الإحراج أو الكَلام الذي يمِس شرفها ن يجِب أن تفتخر المرأة الشخصيّة بذلك الأسد الذي يحميها – بحدود طبيعية – من العالم الخارجي ، و أن تعترف بأن الرجُل يمتلِك حق القوامَة عليها بمسؤولية حمايتها من المخاطِر و بإعالتها و نفقتها ، فكُل من تقرأ آيَة (الرّجتل قوّامون على النساء ) ممن لا تفهم المعنى الحقيقي لتلك الآيَة و تفهم الأمور بطريقَة نرجسيّة تعصّبية قد تفهمها بطريقَة شوفينيّة ! ، فالنحمد أن اللُّغَة العربيّة قَد تحمِل المعنى الحقيقي لتلكَ العِبارَة ، في حين إن فُسّرت إلى لُغة أُخرى قد تفقد معناها أو تفهمها إحداهُنّ بطريقَة خاطِئَة ، و لا يجِب على الرجال كذلك أن يفهَم تلكَ الآيَة بطريقته الإستعلائيّة كذلك .
لا يجوز لهوفمان أن يصف سفر المرأة مع محرَم بأنها حدود مُبالغ فيها ، فهيَ في البِدايَة قوانين شرعيّة فقهيّة يجِب على الدولَة الإلتزام بِها ، و للأسف أن الكثير من الدوَل لا تلتزم بذلك الشيء .
هُناك أمور كثيرَة أخطأ بِها هوفمان ، فعمَل المرأة لا يُعارضه الإسلام بتاتاً كما يعلَم الجميع ، و يعلَم الجميع كذلك أن وجود المرأة في منزلها هوَ الأفضَل ، و لكن يجب أن نتفق على أن المرأة بقيادتها و عملها محصورَ’ ضمن قيود مُتاعرف عليها عُرفاً و ديناً ، فلا يجوز لا أن تكون قاضيَة أو رئيسَة حكومَة ! ، ليسَ نُقصاً لها أو منها ، و لكن لطبيعتها العاطفيّة التي تحول بين أن تُصبِح رئيسةً أو قاضيَة ، و لا أجِد كلام بعض الليبراليات المُتعصبات للجنس الناعم منطقياً في أنه يحق للمرأة بأن تعمَل و تخوض ما يخوضه الرجُل ! ، فالمرأة العاقلة تسعى لأن تُكمّل الرجُل من خلال ما تقدر عليه من مهام بسيطَة ، لا أن تتكافأ مع الرجُل و تستغني عنه ! .
مثلما قال هوفمان ، فأنا لا أحب معاملة المرأة كطفلَة لا تُحسن التصرّف ، فنحن بالنهاية أبناء لمرأة ، و لولا المرأة لما خُلقنا ، و أن اهتمام الرجل بالمرأة إلى حد أنها طفلَة لا تمتلك أي قرار أو فكرة دون زوجها هو أمر ساذج ! ، فالمرأة بنظري هيَ التي قد تزرَع الأفكار الحسنَة برأس زوجها ، أو قد تُحسّن بذكائِها علاقته مع أمّه أو أخوه ، و قد تُشير عليه بعمَل دون آخر ، أو بِشراء غرض دون آخَر ، فالعلاقَة تكامليّة أكثر منها سلطويّة من الرجُل .
أما بقول هوفمان أن الآيات الآنفة الذكر هي آيات لا تخص نساء العامّة و إنما تخص نساء النبي فهو أمر خاطئ ! ، و لا ألومه لحداثة عهدِه بالإسلام ، فالخِطاب في الآيات يخُص كل من تُؤمن بالله و رسولِه ، و فيها من النصائح و الأوامر التي يجب على كل من هيَ مُؤمنَة أن تفعلها ، أما الإستعفاف فو طلب العفّة و السعي ورائها لمن لا يقدِر الزواج ، فالصبر حتى يُغنيه الله بفضلِه و يرزقه بالزواج بإذنِه ، فلا أدري إن كان هوفمان يقصد آيات أُخرى في القُرآن الكريم ، أما الإختلاف في المذاهب فلا يختلف على حِجاب المرأة الشرعي الكامِل ، و إنما هوَ تغيّر في بعض عادات و أزياء كُل منطقَة باختلافها عَن الأُخرى .
أنا مع هوفمان في أن مفهوم الحِجاب قد تغيّر في بلادنا الشرقيّة ، فلو أتيت إلى إحدى الفتيات مِن العوام التي لا تعرف عضن الحِجاب الذي تلبسه إلا أن والدها امرها بذلك و لتسألها لمَ ارتديتي الحِجاب فستقول : أنا حُرّة و هاد لبسي ! ، في حين أن جوهَر الحِجاب منسي ! ، فلا تعجَب أن تلبس احداهُن الحِجاب خوفاً من أن تُظِهر شعرها غير المُسرّح ، أو لتستريح من عناء تسريحه كُل صباح ، أو أن تُخفي وجهها بنقاب عَجزاً منها أن تطلي وجهها بالمكياج كُل صباح ! ، فيجي على المُربي و الأب و الأم و كل من هوَ مسؤول عَن فتاة أن يُنبهها إلى حكمتِه و مشروعيّته و حكمه ، و أنه فرض واجِب و لا يُعدُّ لِباساً لها تلبسه لأنها أحبّت ذلك فقط ، أما اللاتي يرتدين الإشارب فقط و من الأسفَل فلا دَخلَ لها بالحِجاب فذلك جَهلٌ لا اختلافَ عليه ! .
لا أُحب فكرَة أن الدين بالقلب فقط ، و أن اللباس لا يُمثّل الفرق ، فالمُسلِم يُكمّل جانبه الروحي و المادّي معاً ، فكما هو مُميَّز بروحه و عقيدته فيجب أن يتميّز بلباسِه أو لباسِها ، فقد قال هوفمان كلمات لا أجدها صائبة : ” أتمنى ألا يجد القارئ صعوبة في أن يعترف بأن الإسلام أغنى و أعمق من مُجرّد غِطاء رأس المرأة ” ، صحيح أن الإسلام لا يتمثّل بِغطاء الرأس فقط ، و لكن ما الفائِدَة إذا ما كانت المُسلِمَة تُشبِه غيرها من النِساء السافرات الأجنبيات ! ، فأين نزعَة الإختلاف و التميّز في ذلك ؟ ، فأنتَ يا هوفمان من قال أن المُسلِم يجمَع بين الروحيّة و الماديّة معاً و بانسجام ، فيوكون حاضراً بصلاتِه بجسده و روحِه معاً ، و المرأة المُسلِمَة حاضِرَة بذلك الحِجاب المادي الذي يُكمّل روحها و يُميّزها عَن غيرها ! .
||🌷 .. في كل مرة أقرأ كتابا أو مقالة لمن منّ الله عليه بنعمة الهداية والاسلام أشعر بنور إلهي ومساحات من الفرح لأنني ولدت مسلمة ولله الحمد.. ولأنني عبر هذا العمر مررت بالعديد من المواقف والتأملات التي أحدثت في فكري وروحي تغييرا جذريا تجاه الدين والانسان والقيم والمبادئ.. لذا كلما قرأت كتابا لمن دخل الاسلام وعبر عنه أشعر بأن شيئا في داخلي قد تجدد أو يحتاج للتجديد.. #مراد_هوفمان سفير ألمانيا في المغرب وعاش بالجزائر إبان الاحتلال الفرنسي.. تفاعل وتعايش مع المسلمين بقيمه الانسانية حتى منّ الله عليه بالنور.. يطرح في كتابه الجميل العميق أركان الاسلام من منظور قيمي ومادي ومعنوي ليس كطقوس تعبدية ولا ممارسات دينية بل من منظوره العميق تجاه الصلاة والصيام والزكاة والشهادة للقيمه الحقيقية لهذه الأركان التي يقوم عليها عماد كل مسلم.. أعجبني في الكتاب حديثه عن الحج ومضامينه تجاه هذا المنسك .. حقيقة استشعرت المناسك وكأنني بينهم فقد سرد التفاصيل بكل سلاسة وحب وتشعر بأنه قد كتبها بلهفة محب لتجربة مثالية وخلاقة.. قارن كثيرا في كتابه بين أصول هذه الأركان وبين ماشاهده في عالمنا الاسلامي من بذخ وتجاوز للحدود الدينية عن الرشوة وخطب الجمعه التي لا تتجاوز مخاطبة المسلمين بما هو مسلم لديهم من مفاهيم وقيم وماتعارفوا عليه.. ومن الاضافات الرائعه أيضا حديثه عن المجتمع الألماني وطقوس الاسلام وأحوال المسلمين عموما فيه .. هذا الكتاب يسرد كسيرة ذاتيه وآراء وتحليلات يعكس خلالها #مراد_هوفمان فلسفته للدين وفقهه وعقيدته من منظوره وتعكس أيضا أحوال مجتمعاتنا العربية والاسلامية في ممارساتها للدين بين قناعاتها وأفكارها وفاعليتها في حياتنا اليومية سواء بالانضباط والتقيد أو التجاوز ،، وكيف لها أن تؤثر سلبا وإيجابا على من يتعايشون معنا من ملل أخرى💕 ..
الكتاب ممتع بلا شك في موضوعاته التي تطرق إليها وفي طريقة السرد؛ وفي الفصل الحادي عشر المعنون ب(الإسلام في ألمانيا .. إسلام ألماني؟) قال مراد هوفمان: "إذا أردنا تقديم الاسلام كبديل حيوي وحديث في عصرنا هذا، فعلينا -لتحقيق هذا الهدف- أن نجري عملية إصلاح هائلة، تتلخص في عدة نقاط:
١- مراجعة الاحاديث النبوية، وتنقيتها مما ألصق بها بدون وجه حق، وهذا ما فعله في وقتهم عباقرة المحدّثين، مثل: مالك والبخاري ومسلم
٢- فصل الشريعة -وهي جوهر حق الله غير القابل للتغيير- عن أعمال الفقهاء
٣- توضيح وتحديد العلاقة بين القرآن والسنة
٤- فصل العناصر الثقافية والحضارية للتقاليد والعادات الاسلامية، عن جوهر الاسلام"
وهذا بلا شك إن دل فإنه يدل علي وعي هوفمان بحقيقة الإشكال بل هو لب مشاكل أهل الأديان جميعًا.
بعض المواضع مكررة في كتابات سابقة له -لذا بدأ لي وكأني قرأت الكتب مسبقاً مع أني لم أفعل- لم أتفق معه في بعض آراءه، مع هذا فهو كتاب لا بأس به، القراءة عن الإسلام من زاوية من وصل إليه مقتنعاً تعطي نظرة ورؤية مختلفة عن رؤيته من زاوية من ولد فيه. أيضاً الكتاب موجه للألماني أو لغير المسلم أكثر من كونه موجهاً للمسلم كما ذكر في نهاية الكتاب "بالرغم من طابع السيرة الذاتية الذي يتصف به الكتاب فإنه يصلح في المقام الأول كدليل عملي للطريق إلى الإسلام، أي في سبيل الله"
احسن حاجة انه بيكتب عن عادات وتقاليد الشعوب والحياة الاجتماعية وأيضا داخل فيها اخبار الرؤساء بمعني كتاب تاريخ الشعوب وليس الملوك اتمنا كتاب التاريخ الاسلامي كنا كتبوا التاريخ بهذا الشكل وليس عن تاريخ الملوك والحروب كما فعلوا للاسف
كتاب لطيف، للأسف يحتوي بعض الأخطاء الدينية التاريخية خصوصا وددت لو أن المؤلف كان قد عرضه على مختص أو عالم اسلامي حتى لا يقع في الأخطاء إلا أن كان كتابا جميلا عموما