What do you think?
Rate this book
147 pages
First published January 1, 1949
تأملات ميخائيل نعيمه التي كتبها على لسان الأرقش هي تأملات لا تأتي إلا من عالم و متفلسف و خبير بالحياة زاهدا فيها. و خصوصا ما يتعلق منها بالموت و فلسفته و لم يأتي مصحوبا بالألم و لماذا يبدو و كأنه يخبط خبط عشواء فيأخذ الطفل قبل أن يكبر و يقضي على العروس في ليلة زفافها بينما هو فقط لا يتحرك إلا بميزان دقيق لا يحيد عنه. لو وضع نعيمه تلك التأملات في صورة قصصية روائية طويلة في شكل أخر غير صورة مناجاة النفس و المونولوجات الطويلة التي كانت أشبه بمقالات صحفية – أقول لو فعل ذلك لكانت الرواية أقل مللا و لكانت الفائدة أكبر و المتعة أكثر.
و ماذا يملك الأرقش ليوصي به لغيره؟ إنه ليملك وجها كخشبة نخرها السوس. و ذلك الوجه قد أوصي به للدود من زمان. و إن على بدنه لثيابا. و لكن لا بدنه ملكه و لا ثيابه ملكه. بل ملك الأرض التي أقرضته إياها. و إنه ليملك أشواقا لافحة لمعرفة نفسه. فلمن عساه يوصي بأشواقه إلا لنفسه؟