رواية تحكي عن رحالة عربي هاجر من بلاده بعد فشلة في الزواج من محبوبته إلى دار الجبل بحثا عن الكمال والعدالة المفقودين في بلاده. يشجعه على ذلك استاذه الذي فشل في اكمال الرحلة بسبب الحرب التي كانت تدور بين البلاد المتجاورة. و يمر في رحلته على عدة بلاد ويتعطل في رحلته أكثر من مرة بسبب زواجه وسجنه. يمر في رحلته على بلاد المشرق حيث يلتقي بعروسة ويتزوجها وينجب منها 5 اطفال. ولكنه يفرق بينه وبينهم بسبب محاولته تعليم اطفاله عقيدته. ثم بعد ذلك يرحل إلى البلد التالية وهي بلاد الحيرة. يرى فيها ان الملك يعتبر تمثيل لله وتدور حرب بين الحيرة والمشرق وتنتصر جيوش الحيرة وتصبح عروسة إحدى السبايا ويشتريها. ولكن الحكيم الأكبر للملك يريدها لنفسة فيتسبب في دخول ابن فطومة إلى السجن لمدة 20 عاما. يقوم انقلاب على الملك الحالي وياتي ملك جديد ويحرر ابن فطومة. يترك دار الحيرة راحلا إلى" بلاد الحلبة " حيث يجد ان الشعوب شديدة الحرية الدينية وان كل الديانات تتعايش في البلد بما فيها الالحاد. يتزوج للمرة الثانية من سامية وهي ممرضة وينجب منها. يرحل إلى دار الامان بحثا عن استكمال رحلته ويرى في دار الامان ان كل فرد مشجع على التجسس على صاحبه.و ان كل فرد لا يحق له ابداء ارائه في غير مجاله وعمله ثم يتركها راحالا إلى بلاد الغروب التي تعتبر المحطة النهائية قبل وصولة إلى دار الجبل ومنها يرحل إلى دار الجبل بسبب الحرب الدائرة وبعد سفر شهر متواصل يصل بوابات دار الجبل وعندها يصل إلى نهاية الرواية ويترك القارئ لاستنتاج النهاية.
Naguib Mahfouz (Arabic author profile: نجيب محفوظ) was an Egyptian writer who won the 1988 Nobel Prize for Literature. He published over 50 novels, over 350 short stories, dozens of movie scripts, and five plays over a 70-year career. Many of his works have been made into Egyptian and foreign films.
بداية العنوان مثير وجذاب فقدر ما يحوي من مداعبة لابن بطوطة إلا أن فكرة الانتساب إلى الأم أعجبتني وإن كان سببها ظلم حاق بالبطل
يحاول نجيب محفوظ البحث عن اليوتوبيا الضائعة متنقلاً بين أغلب الأنظمة التي يمكن أن تحكم بلداً سواء أكانت حقيقية أو قريبة من خيالات الفلاسفة وتأملاتهم مفنداً أشهر الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والدينية والسياسية في تاريخ البشرية
ومع كل المرارة التي تجلّت في الكتاب مفشية حيرة نجيب محفوظ وتأملاته الحائرة في الكون كانت رحلة ابن فطومة تحاكي رحلة نجيب محفوظ الفكرية والروحية في هذا العالم وتعبر عما اعتراه على مدار سنوات عمره من تخبط بين الفلسفات والرؤى السياسية وطريقة الوصول لغاية الإنسان وهي السعادة
ابن فطومة شاب صدم في حبّه وقرر الخوض في رحلة يبحر خلالها خلال العوالم الأسطورية التي صنعها محفوظ من وحي الحقيقة فأنشأ عالماً خيالياً بأسماء مستعارة وإن استمدت من عوالمنا المختلفة أشكالها وغرائبها وأضاف إليها من عنده
وقنديل محمد العنابي أو ابن فطومة هو الباحث عن الضياء ويحمل كما لإسمه نوره في داخله وهي روحه القلقة المتسائلة الغير راضية عن الظلم والتواقة إلى الرحمة والحب يمر على مدار خمسين عاماً بالبلدان المختلفة البدائية منها والغارقة في الحضارة والروحانية الخالصة كذلك ومن خلال تجاربه المختلفة يمكنك استخلاص شيئاً واحدة : لا مفر من الظلم والانتهاك وكأن الإنسان خُلق ليشقى بالفعل فالبلاد البدائية متحررة من القيم ينقصها الحب الحقيقي والاشتراكيون لا يخلون من جمود وتعسف ودموية وكبت هائل للحريات والبلاد القائمة على الحرية المغرقة في العلمانية قدر ما تذهلك باحترامها للأديان وحريات الفرد قدر ما تنفرك بجمودها واستعدادها للخوض في الدماء في سبيل مزيد من الحرية ويبقى الحاكم وحاشيته دوماً مثالاً للطغيان والطمع وإنعدام العدل
وابن فطومة يتساءل : أين المدينة الفاضلة الكاملة ويتحرق للوصول لدار الجبل غاية المراد والمكتملة فيها السعادة الفردية والتي قد تعني الموت أو الوصول لأقصى درجات التصوف والسعادة الروحية
ولكي تصل إلى السعادة الكاملة لابد من تدريبات شاقة على الــ نرفانا فتعمل بلا انتظار ثواب وتطهر روحك من الشوائب وهذا التدريب يتم في دار أخرى تسمى دار الغروب حتى يستطيع المتصوف القاصد دار الجبل الطيران -فعلياً لا مجازياً
فيقول المعلم لابن فطومة الدار هنا تقوم على هذه القوى ، وبها شارفت الكمال
وتقوم حرب جديدة ويضطر رحالتنا إلى الذهاب هناك قبل أن يستكمل تدريبه ويترك نجيب محفوظ النهاية بلا جواب فقد انتهت مخطوطة ابن فطومة وما وصلنا منها أثناء الرحلة لدار الجبل فهل بلغ الكمال حقّاً أم أنه حلماً بعيد المنال ؟
من الملاحظ على الرواية جمالية وصف نجيب محفوظ وانتقاله بين الدور المختلفة بما يدلل على تطور العمران بدءاً من المجتمع البدائي الشهواني إلى الروحاني السامي وما بينهم من مجتمعات تطورت في حضارتها وظلت كل منها ترى في نفسها انها الأمة الأسعد والأرجح عقلاً وحكمة
وتداعبني طوال قراءتي هذه الكلمات
And I find it kinda funny I find it kinda sad The dreams in which I'm dying Are the best I've ever had I find it hard to tell you I find it hard to take When people run in circles It's a very, very mad world
انه الرمز يا عزيزى. أداة نجيب محفوظ المفضلة فى بث الحقيقة أو على الأقل البحث عنها و هو يترك لك الإستنتاج فى النهاية. لك أن تأخذها على أنها رواية مسلية أو تتعذب لفهم ما بها من رموز و البحث عن إجابات لكل الأسئلة.
البرنامج المعلن لرحلة ابن فطومه هو زيارة الديار الست المعروفه: ديار المشرق و الحيرة و الحلبة و ديار الأمان و الغروب و الجبل
يقول جورج طرابيشى في كتابه البديع هرطقات في تحليله للرواية: إن هذه الديار تتشابه بل تتطابق مع تطور التاريخ البشرى بأكمله فدار المشرق التي تطابقها قارة أفريقيا يطابقها أيضا تاريخيا نظام المشاعية البدائية الأمومية
و دار الحيرة التي تطابقها جغرافيا القارة الأسيوية يطابقها تاريخيا نظام الاستبداد الأسيوى و نظام التأليه الأبوى الشرقى
أما دار الحلبة فخريطتها المتطابقة زمانيا و مكانيا هي أوروبا الغربية و في قبالتها دار الأمان المنافسة لها : أوروبا الشرقية و نظام الإشتراكية
تتطابق أيضا تلك الدور مع فصول السنة و مع النمو الطبيعى في العمر
فالشباب العنفوانى لاهب كصيف أفريقيا و سن الرشد معتدلة اعتدال الربيع و الخريف الأوروبيين و الشيخوخة باردة كشتاء روسيا أما دار الغروب فكما يدل اسمها هي دار صقيع ما قبل القبر مثلما أن دار الجبل هي دار ما بعد الموت المتعالية على الزمان و المكان و مقولات الوجود
و بقراءة أخرى فدار المشرق هي دار الوثنية و التأليه الطبيعى و دار الحيرة هي دار التأليه الملكى و دار الحلبة هي دار العلمانية و دار الأمان هي دار الإلحاد و دار الغروب هي دار التصوف و العزوف و دار الجبل هي دار الغيب و السر الميتافيزيقى و في نقطة المركز طبعا من تلك الدور المتداخلة الحلقات دار الوحى المفارق واقعها مع مثالها.
A fable or parable that will probably appeal to those who like Paulo Coelho.
Fattouma, a young unmarried man, upset with the death of his father and re-marriage of his mother, sets out by camel caravan to explore new lands. Each land has a different religion and living conditions, ranging from great wealth to abject poverty, but the people in each country think they are the happiest of people.
The author wrote this in 1983 and got away with criticizing the politics but not the religion of his country. Several times Fattouma says things like “Our religion is wonderful…but our life is pagan.” The political systems bring misery because they have strayed from religious principles.
In one country there is no medical care; no one believes they can or should do anything about illness. When someone dies, it’s the will of God. They are monogamous for a few years but have a communal sex orgy once a year. No one stays married because “life knows no permanence.” Fattouma falls in love and has children with a young woman but after a few years is driven out of the country for his strange behavior in wanting to remain married.
The next country looks a lot like many present-day nations. It’s a heavy-handed police state. Heads of dissidents stuck on poles surround the palace of the god-king. There are two classes of people – the elite, hand-picked and educated for a life of control and luxury, and the great unwashed who can have their low-life pleasures of depravity in taverns as long as they don’t rock the boat.
The next country looks like a modern participatory democracy. The state has nothing to do with religion and all religions are tolerated. There are Muslims, Christians, Jews, Buddhists and atheists. Fattouma even describes a political demonstration demanding state recognition of homosexual relations. Fattouma marries again, has children, and is happy here but wants to see the remaining lands.
The last land he visits calls itself “the land of total justice.” It’s 1984-ish. There is complete equality of wealth. Everyone, including women, are employed. They all must eat the right foods and participate in sports for exercise. They wear prescribed clothing and walk in rows from workplace to home where they have to stay confined at night. Work is highly specialized and engineers aren’t supposed to talk about medicine and farmers aren’t supposed to have opinions about factory work.
They are happy robots. Its basis is in nature, so maybe I should say ants rather than robots: “Look at nature, its basis is law and order, not freedom.” “Their life here is conformity with truth and withdrawal from humankind.” – “A paradise without people.”
Fattouma’s personal life serves to move the plot along. He’s imprisoned for years; his children are killed in a war; he’s constantly searching for his first love (‘Arousa’) and eventually sets out for the “perfect land” over the last hill…There are no great insights here but it’s interesting and fairly short – less than 150 pages.
Mahfouz, an Egyptian who wrote 30 novels, has been called the “most renowned of Arabic novelists.” Best-known for his Cairo Trilogy, he won the Nobel prize in 1988 and lived from 1911 to 2006.
Photo from agefotostock.com Photo of the author from egypttoday.com
على الرغم أن تلك هي القراءة الثالثة ليّ في أدب نجيب محفوظ إلا إني اعتبرها الأولى والأهم ،، لأنها هي التي جعلتني أنظر لأدب هذا الرجل بنظرة مختلفة بانبهار أكبر وشغف أكثر
رحلة ابن فطومة تلك الرواية الصغيرة في محتواها الكبيرة في تأثيرها وأهميتها عن ذلك الرجل الذي ضجر من حياته في دار الإسلام فقرر القيام برحلة يعود منها بكتاب لأهله ومجتمعه يُرشدهم به تلك الرحلة من بلاد المشرق التي تصف حياة الإنسان البدائية وعبادته الوثنية لكُلّ وأي ما يقابله الشمس ، القمر ، الصنم ، الملك لا يهم الشيء ،، يعبدون دون إعمال العقل
ثم بلاد الحيرة التي يعمل فيها الجميع لدى الملك عبيد ،، وتستغل بلاد الحلبة ذلك للانقضاض على البلد بحجة الرغبة في تخليص العبيد في بلاد الحلبة تلك ،، تجد الحرية المطلقة حرية العقيدة ،، وحرية العمل حرية العمل التي لا تتمتع بها دار الأمان ،،الكلّ يعمل ويؤدي دوره المساواة ، العدل المطلق أليس هذا غاية ما يتمناه الناس ؟ إلا أن الرحالة يشعر في عيون هؤلاء الناس بشيء ما ،، تعاسة ما حينئذ يُدرك الرحالة أنه لن يجد الكمال الذي يبحث عنه إلا في دار الجبل ( الجنة ) مدفوعاً بالأمل أن يكون أول من يصل لتلك البقعة التي لم يرها أحد ( ما لا عين رأت ) ولم يُسمع عن أحد وصل لها من قبل !!
هكذا يتناول أصعب وأعمق القضايا ،، بسلاسة وحكمة برمزية مُبدعة يقارن بين حال كثير من المجتمعات وبين مجتمعنا الإسلامي بين مجتمعات تبحث وتجتهد لتصل إلى منهج مُحدد يوفر لها الاستقرار والنجاح بيننا نحن المسلمون ،، ونحن بأيدينا منهج حياة لكننا نسير في الأرض هائمين لا تفكير ، لا اجتهاد ، ولا حتى مجرد تطبيق كما يجب ( ديننا عظيم وحياتنا وثنية ) ..
فكان يبحث هذا الرحالة عن كنز في هذه الرحلة ،، عن الدواء الذي يستطيع استخلاصه منها ليُقدمه لمجتمعه عله يشفى لكن كعادة كُلّ الأشياء القيمة ،، في حوزتنا ولا نكترث لها
*لا أعلم لما ذكرتنى دار الأمان بالصين بلد العمل ،، وذكرتنى دار الحلبة بأمريكا وأوربا أساتذة الاستعمار هو مجرد هاجس ؟ ربما !
بدأ الأمر باقتراح من صديقتي لاسم هذه الرواية لقتل الملل..حسبتها في البداية كتاب للرحالة ابن فطومة حتي بحثت عنها هنا ووجدتها للعم نجيب..
نجيب محفوظ..نقطة :) رحلتي الثالثة مع عم نجيب،مع أدب الرحلات هذه المرة لا الحارة المصرية..
تري هنا بطلنا (قنديل محمد العنابي)،ابن فطومة نسبة إلي والدته فطومة ليس لوالده لكره أهله للوالدة الفقيرة..تري البطل هنا طفلاً و بجانبه شيخه و معلمه..في أرضه (دار الإسلام)..
يا شيخ..إذا كان الإسلام كما تقول ف لماذا تزدحم الطرقات بالفقراء و الجهلاء؟- -الإسلام اليوم يا بني قابع في الجوامع لا يتعدي خارجها.
يواجه الصبي ما يواجهه في دار الإسلام من خيانة الحبيبة و الوطن فيقرر أن يرتحل..يذكر حلمه القديم بزيارة دار الجبل.. دار الحلم،المدينةالفاضلة التي لم يحك أحد عنها قط و لم يعد أحد ممن شدّوا الرحال إليها.
يحكي لك عما مر به في رحلته في دار المشرق عبدة القمر..البدائيين تابعي شهواتهم.
ثم دار الحيرة..عابدي الحاكم الإله،الذي يقتل كل من يتجرأ و يعارضه.
عن دار الحلبة عباد الحرية..الحرية بكل ما تحمله من معانٍ،كعلمانية هذه الأيام.
عن دار الأمان عبدة الأرض،فهي مصدر كل ما يملك الإنسان..المغرقين في النظام..
و طوال رحلته الطويلة يحلم بدار الجبل و الوصول إليها..بكمالها و بهاءها و عدم وجود ما أثار استياؤه من الدور التي مر بها ..
أتُراها الجنة؟
إنتهاء إلي دار الغروب..إلي الحكيم العجوز المُعلم الذي يتولي أمر القاصدين دار الجبل ..يعلمهم ما يجعل وصولهم إليه يسيراً
(أحبوا العمل و لا تكترثوا للثمرة و الجزاء). (بالتركيز الكامل يصل الإنسان إلي ذاته). فتجدها دار لا يتحدث أهلها كأنهم صُم بُكم..مستغرقين في تركيزهم حتي يكون الوصول سريعاً..
و في نهاية الرحلة الطويلة وصل الرحالة إلي مشارف دار الجبل،خشي ألا يعود فأعطي كل ما دوّن و كتب للقافلة و أوصاهم بإرجاعها لأهله..و لم يعرف أحد عنه شيئاً من بعدها..
رحلة فلسفية راقية مع رحالتنا الحائر الذي لا يبرح مكاناً و يذهب للتالي إلا و يشن الأخير حرباً علي الاول..نري من خلالها تقدم العمران و الحضارة في الدور التي يمر بها من البدائية و العري و الشهوانية إلي التقدم التدريجي في العمارة و التفكير و نظم الحكم..حتي نصل لدار الغروب التي تعد الإنسان للحياة في دار الجبل الأرض الفاضلة عن طريق التأمل و التعبد و الإنفصال عن العالم بكل ما يحوي من ملهيات..ألا يذكرك هذا الأمر بشئ؟ :)
كالعادة .. رسالة فلسفية خفية وراء الرواية يمكن الرواية دي من أعلى روايات نجيب , في 120 صفحة قدر يلخص رحلة الإنسان في الدنيا للوصول إلى الكمال أو النعيم "ما لا عين رأت" شبه حياة الإنسان برحلته من دار إلى دار -دار الشروق -دار الحيرة -دار الحلبة -دار الأمان -دار الغروب في كل دار بيشوف حاجة جديدة ولكن الثابت هو تغير فكره من دار إلى دار رواية قمة ف الفلسفة عالية جداً جداً و ف نفس الوقت بسيطة جداً جداً
وعندما بلغتُ سنين رشدى واشتد ساعدى بدأتُ أسأل .. أى الأوطان أفضل ؟ وأى الأديان أحق ؟ ما الذى يميز ذلك الوطن عن ذاك ؟ ما الخلق والمبدأ الذى نحتاجه أكثر من غيره ؟ هل هى الحرية أم العدل أم الأمان ؟ هكذا بدأتُ رحلتى إلى الحقيقة .. سِحتُ فى الأرض بحثًا عن أحكم من فيها .. سنين طويلة وأنا أبحث حتى دلّنى أهل الله على نجيب الحكيم .. ذهبتُ إليه وطلبتُ منه أن يعلّمنى فأحجم .. " لن يتسع عقلك لكل ما ستعرفه .. ستنهار خلاياك وتعجز عن المتابعة " " لن أفعل .. سأكون لك خير تلميذ " " إذًا فاترك قناعاتك كلها هنا قبل أن ترحل معى " وانطلقنا .. بدأت رحلتنا فى بلاد الاسلام ، بلادى .. كنتُ أعرفها جيدًا.. اعرف أهلها ، واعرف عاداتها وتقاليدها ، وأعرف دينها بالتأكيد .. قلتُ : " يا حكيم ، حدثنى عن بلاد الاسلام " أشاح بوجهه وقال : " بلادٌ فاسدة .. سماؤها حق وارضها باطل .. أُمرَ أهلُها بالعدل فظلموا ، وبالإصلاح ففسدوا ، وبالتقوى ففجروا ..ملعونةٌ أرضهم إلى أن يعودوا إلى رشدهم ، أو يقضى الله أمرًا كان مفعولًا .. " " ولكن ، يا حكيم .. أليس منهم من يعبد الله حقًا ويتمسك بما أُمر ؟ " " قلائل يحاولون إيصال السفينة إلى مرفأها الأخيـر بأقل الخسائر " كنا قد وصلنا بلاد ( الشرق ) فهززتُ رأيى فى أسىً ثم قلت " حدثنى عن بلاد الشرق " فقال " بلاد وثنٍ وكفـر .. نساؤها عرايا ورجالها عرايا .. لا قيود لأى شئ .. كل شئٍ مباح .. يعيشون ببساطة ويبحثون عن المتعة والرضا حتى يموتوا .. كلهم عبيد لأسيادهم " لمحنا امرأة عارية قادمة من آخر الطريق فغضضنا بصرنا وأكملنا سيرنا إلى أن وصلنا إلى بلاد ( الحيرة ) .. قلتُ " فحدثنى عن بلاد الحيرة " أخرج تمرة من جيبه وقضم منها قضمة صغيرة ثم وضعها فى جيبه وقال " دار حرب .. ملكها إله ، وأهلها عبيد .. الخارج عن تقاليدها خائن ، والمعارض لملكها خائن ، والمفكر بما لا يريد الإله الملك خائن " مططتُ شفتىّ فى ضيق عندما رأيتُ مجموعة من الجنود يقتادون ، بقسـوة ، عجوزًا لأحد السجون المنتشرة .. " ماذا نفعل الآن يا حكيم ؟ " "لن ننتظـر .. سنبحث عن أول قافلةٍ مغادرة إلى ( الحلبة ) " بتنا الليلة فى أحد النُزُل وانطلقنا فى الصباح مع قافلة تجار إلى ( الحلبة ) .. شددت غطاء رأسى لأغطى أذنى ثم نظرت إلى الحكيم الجلس على الناقة المجاورة وفى يده أحد الكُتب .. " ألن تحدثنى عن بلاد ( الحلبة ) ؟ " نظـر سريعًا إلى رقم الصفحة ثم أغلق الكتاب ووضعه وسط أمتعته القليلة ثم قال " بلاد تُقارب الكمال .. أهلها يعرفون معنى الحرية ويتمسكون بها .. حضارة هائلة وعمارة مهيبة .. حكومة قوية ومعارضة شديدة .. جيشٌ عظيم وسعىٌ لتحرير كل من على هذه الأرض " "ولماذا قلتَ ( تُقارب الكمال ) إذًا ؟ أليست هكذا كاملة ؟ " "لأنها برغم كل هذا ما زالت تعج بالفقـر والمرض .. لقد قطعوا شوطًا كبيرًا ولكن الطريق ما يزال طويلًا" هززتُ رأسى فى اقتناع وقلت " لقد سمعتُ أنهم فى حروب مع بلاد ( الأمان ) " أومأ برأسه " الحقُ ما سمعت .. خلافات قديمة على بعض آبار العيون " " حدثنى إذًا عن بلاد الأمان " " بلادُ عدلٍ قويم .. الكل سواسية .. لا فقيرَ ولا غنى .. الكل يعمل ، والكل يكافأ بقدر ما يعمر .. أهلها أشدّاء وعمارتها عظيمة وحضارتها قديمة .. الملك عندهم يُعيّن بإرادة الشعب وصفوته ، ويُعزل إذا حاد عن الطريق القويم " ابتسمت قائلًا " نعمَ البلاد تلك " قال " وأين المشاعر يا بنى ؟ أين المتعة فى كل هذا ؟ يعملون كآلات ولا يجدون وقتًا لأى شئ آخر " نظرتُ حولى مستفهمًا " وأين نحنُ الآن ؟ ولماذا لا يتحدث كل هؤلاء الناس من حولنا ؟ " قال " أنت فى بلدِ الغروب .. مرحلة ما قبل الكمال .. هنا تستعد لتصل إلى السعادة الأبدية فى أرض ( الجبال ) ..فإن نجحت واصبحت قادرًا على الطيران وصلت إلى الكمال ، وإن فشلت تبقى سائحًا فى هذه البلاد إلى الأبد " "حسنٌ يا حكيم .. هنا نفترق .. فغايتى هى الكمال ، وقد وصلتُ إلى نهاية الطريق .. هنا أبقى ، فإن نجحت فخلود ، وإن فشلت فشتات " هزّ رأسه للمرة الأخيـرة ثم قال " إلى اللقاء يا فتى ، أتمنى أن تصل لما تريد " راقبته يرحل وفى يده عصاه يتوكأ عليها ثم أدرتُ ظهرى وبدأت رحلتى النهائية ..
هنا الرمزية واضحة وضوح الشمس محفوظ يقارن الثقافات والحضارات، الأديان والمذاهب الفلسفية والفكرية المختلفة بعضها ببعض ينتقى من كل منها مميزاته ويوضح عيوبه فالبداية مع دار الإسلام دار المسلمين بلا إسلام فقنديل الباحث عن نوره الداخلى يهجر وطنه بعدما تعرض للخيانة من محبوبته وأمه التى قبلت الزواج بعد أبيه دار المشرق رحلة قنديل تبدأ منذ بدأ الخليقة مع مجتمع القبائل الجاهلية الذى يمارس فيه الناس الحياة على الفطرة فيمشون عراة ويماسون الجنس الجماعى على أنه عبادة، هنا يقابل قنديل محمد العنابى عروسة وينجب منها أربعة أولاد ثم تنشب بينهم الخلافات وتُهاجم دار المشرق ويضيع الأولاد أسرى فى أيدى المحتل ولا يعرف عنهم قنديل شيئاً ا روح قنديل النقية لا تقبل بتلك الممارسات فيقول للمجتمع البدائى مجتمع ما قبل التاريخ عاداته وأصوله وأهمها أن تدع كل ما يقلقك ويخيفك دار الحيرة مجتمع الملك الآله، هنا الملك هو الآله الجميع ينزل على رغباته والجميع يطيعه، مجتمع يميز أفراده إلى صفوة وعبيد دار الحلبة الحضارة الغربية بكل ما فيها من حرية وتحرر، تزوج قنديل محمد ا��عنابى من سامية التى تقدس العمل ولا ترى حريتها إلا فيه ا ينتقد محفوظ هنا الحرية الغربية التى لا ترحم كبار السن وتجعل منهم عبيد للعمل حتى سن متقدمة وإلا لن يجدوا من يوفر لهم احتياجاتهم الأساسية دار الأمان الأنظمة الشمولية والشيوعية، هنا لا أغنياء ولافقراء، لا ترف فى الطعام فقط الاحتياجات الاساسية، حضارة لا تقل عظمة ولا قوة عن حضارة الغرب دار الحلبة، لكن الناس هنا متجهمون غي ودودين، الرئيس يملك جميع الصلاحيات دار الغروب الموت، هذه دار بلا حراس فادخولها بسلام آمنين دار الجبل الجنة التى وعد الله عباده المتقين، دار الكمال أحبوا العمل و لا تكترثوا للثمرة و الجزاء
A fable, a travel journey that allows the author, in a work unlike his strictly realist Palace Walk trilogy, to explore and challenge the beliefs of the central character. Like Pilgrims Progress or Gulliver's Travels it is not so much realistic as hyper-realistic as each of the realms that Ibn Fattouma journeys through is an ideal type rather than a typical place or a representation of an actual country. In the first chapter we see that Ibn Fattouma is taught something of Sufism so perhaps, particularly since one cannot or does not return from the ultimate destination, this is a parable about seeking union with God or more generally about achieving enlightenment.
We begin with Ibn Fattouma's childhood in a Muslim country ruled over by a Sultan and we see him depart with a caravan to journey through the lands to the south with the goal of reaching the land of Gebel. In my vivid imagination the starting point is Egypt since I know that Mahfouz was Egyptian, and therefore the hero travels south through Africa. But in truth, I suspect that like Lemuel Gulliver he journeys through aspects of the human experience.
Each country is a distinct form of human social organisation, each impossibly boardering on another. A warlord ruling over a slave owning society sits hard by a democratic pluralistic multi-faith one. Soldiers armed with swords alongside a country in which they have machine guns. Capitalism and managed economies. Moon worship to king worship to pray as you please.
Each country poses its own challenge to Ibn Fattouma's assumed knowledge and prior experience. Each is a stage in which human interaction is shaped in distinct ways. Only the land of Gebel that to Ibn Fattouma holds out the promise of something transcendent, but that is also the land from which none do return.
ثاني لقاء لي مع الرائع والمبدع نجيب محفوظ بعد رائعته ليالي ألف ليلة وثالث قراءة في أدب الرحلات والتي كان أخرها الخيميائي والتي لم تعجبني ولم تبهرني إطلاقا إبن فطومة .. رواية فكرية فلسفية من الطراز الأول وعندما نقول الفلسفة في أعمال محفوظ فأنا أتكلم هنا عن أرقى فكر وفلسفة قرأتها في حياتي تحكى الرواية عن شاب مهاجر من بلاده بعد فشله في الزواج من حبيبته بحثاً عن الكمال والعدالة المفقودين في بلاده بتشجيع من شيخه ومعلمه وتبدأ رحلة إبن فطومة ماراً بخمسة دور هي دار المشرق .. دار الحيرة .. دار الحلبة .. دار الأمان .. دار الغروب وإن كانت البداية من بلاده بلاد الإسلام أرض دين الله التي تطبق فيها شريعة الطغاة فوصفها محفوظ بأروع وأدق وصف ديننا عظيم ... وحياتنا وثنية وتبدأ رحلته بدار المشرق أرض الوثنية والبدائية ثم دار الحلبة التي تمثل الدول الرأسمالية ثم دار الأمان وتمثل الدول الإشتراكية ودار الغروب التي تعتبر البداية لدخول دار الجبل وهي أرض الكمال المطلق وتبدأ رحلتك مع الرحالة قنديل محمد العنبي بطل الرواية في جو مشابه ليالي ألف ليلة بأشكال السرد التراثي القديم فيتحدث عن عادات الزواج في البلاد المختلفة والأنظمة الإجتماعية والسياسية والدينية في سرد ولغة بديعة ممزوجة بعالم التراث الشعبى والخيال ومع ذلك لن ترى فيها إلا واقعك وبلادك وأرضك وحلمك ويعكف الرحالة على تدوين كل ما مر به من أحداث في رحلته حالماً بالعودة إلى بلاده بكل ما يحمل من كنوز المعرفة يمني نفسه بخلاص بلاده من التخلف والجهل والطغيان فهل يستطيع أن يكمل رحلته إلى دار الجبل ؟ هل واصل رحلته أو هلك في الطريق ؟ هل دخل دار الجبل وأى حظ صادفه فيها ؟ وهل أقام بها لأخر عمره أو عاد إلى وطنه كما نوى ؟ هكذا ختم نجيب محفوظ رحلة إبن فطومة تاركاً لنا الإجابة على السؤال هل الكمال والعدالة المطلقة موجودة ويمكن البحث عنها ؟ هل هي على الأرض ؟ هل ممكن أن تولد من بين أنظمتنا الأرضية ؟ هل يمكن أن نحققها إذا ازددنا معرفة ؟ برأيي الإجابة ليست صعبة ولكن سأحتفظ بها لنفسى ..ليس لأنني عبقرية ولكنه قضاء الله على أرضه فيكفيني من الرواية متعة القراءة وفلسفة عم نجيب الراقية .وليس محاولة الوصول إلى إجابة ..
مناجاة عميقة فى صورة عمل روائى , تنقل فيه محفوظ لأساليب ونظم الحكم المختلفة ناقداً واقع المجتمعات الإسلاميه بصورة بليغه وحس إدركى عال جداً, رحالة مسلم استبد به حس المغامرة فقرر أن يتجول فى العالم المعروف لديه باحثًا عن المدينه الفاضلة التى يبتغى فيها الكمال. وفى جولاته استبدت به الحيرة فتزوج مره وتعرض لظلم الحاكم أخرى وحضر حروب بالجملة وسُجن أجمل سنين عمره .
وفى ثنايا تلك الحبكة التى تبدو للوهلة الأولى تقليدية يقدم صورة الحكم فى كل مجمع وفى الحقيقه (أو هذا ما ظننته) يقدم تخيله لما يمكن أن تحول إليه بلاد الإسلام , أو هى ظنونه فى رحلة بحثه عن النظام المناسب لحكم مجتمع ما.
قتنقل فى 5 بلاد لكل بلد نظامها المغاير وصبغتها الخاصة : فقدم صورة المجتمع الشهوانى الذى لا يفكر إلا بغريزته والتى أضلته للوثنيه , وقدم صورة الدولة والأمنيه التى اخفت لغة العقل وقدم صورة العقل الذى يغلب فوق كل شئ وفى النهاية قدم الصيغه الروحانيه التى لا تفعل أى ش (واحسبه يقصد التصوف)وبين هذا وذاك يتشتت عقله وروحه فيعجب بشئ هنا وشئ هناك. ولا يصل إلى الكمال الذى يريده.
عمل عميق ستنتهى من قراءته بأسرع وقت ولكن سيترك فى نفسك السؤال الخالد : أيهما على صواب وما هى الدعامة الأصليه للحكم : اهو العدل ام الأمن أم تسليم العقل والروح للحاكم ليفعل بها ما يشاء ؟ كيف أضلتنا السبل والطرق فغفلنا عن القيم الحقيقيه لرسالتنا العظيمه. ويكون أبلغ تعبير عن واقعنا (ديننا عظيم وحياتنا وثنية! أجمل فقرات الكتاب هى افتتاحيته التى أسرتنى : (الحياة والموت, الحلم واليقظة, محطات للروح الحائر , يقطعها مرحلة بعد مرحلة , متلقيا من الأشياء إشارات وغمزات , متخبطا فى بحر الظلمات , متشبثا فى عناد يأمل يتجدد باسما فى غموض . عم تبحث أيها الرحلة ؟, أى العواطف يجيش بها صدرك ؟ , كيف تسوس غرائزك وشطحاتك ؟ , لم تقهقه ضاحكا كالفرسان؟ , ولم تذرف الدمع كالأطفال؟ وتشهد مسرات الأعياد الراقصة, وترى سيف الجلاد وهو يضرب الأعناق , وكل قعل جميل أو قبيح يستهل باسم الله الرحمن الرحيم . وتستأثر بوجدانك ظلال بارعة براعة الساحر مثل الأم والمعلم والحبيبة والحاجب , ظلال لا تصمد لرياح الزمن ولكن أسماءها تبقى مكللة بالخلود. ومهما نبى بى المكان فسوف يظل يقطر ألفة , ويسدى ذكريات لا تنسى , ويحفر أثره فى شغاف القلب باسم الوطن)
خير رواية أستفتح بها العام الجديد. يبدع نجيب محفوظ كعادته ويأخذنا في رحلة مع ابن فطومة الذي يبتغي الوصول إلى دار الجبل. رواية في أدب الرحلات حيث التنقل والسفر الملازم للتأمل والحكمة. ولعل من أجمل عناصر هذه الرواية كان عنصر سير الأحداث وسرد المحطات حيث يبتدئ من الوطن مرورًا بدار المشرق والحيرة والحلبة والأمان والغروب انتهاءً بالبداية مكان الهدف دار الجبل. لفتة ذكية وتسلسل جميل. اللغة بديعة وسلسلة تنساب مع سير الأحداث وتتماشى مع الزمان دون تسطيح وبلا تكلّف. حوارات ذات معنى ومشاعر تصلك بكل سلاسة. أسئلة عديدة حول جوهر الإسلام ودعوة لتحريك العقل. طريقة صياغة الجمل لفتت انتباهي وتوقفت عندها غير مرة. انتقاء ذكي لمفردات حيث المقال يتناسب تمامًا مع المقام. هنا أشارككم غيضٌ من فيض: "تأملت كيف نزخرف أهواءنا بكلمات التقوى المضيئة، وكيف نداري حياءنا بقبسات الوحي الإلهي". . "أرى تاريخ قلبي كله مجتمعًا في لحظة ومثال، وقد التقى في بؤرته يقظة الماضي وسحر الحاضر وحلم المستقبل. أي هيام ينسكب على روحي في هذا التكوين الفريد!". . "وجدت نفسي وجهًا لوجه مع ذكاء لماع، ورأي مستنير، وطيبة ممتازة. واقتنعت بتفوقها عليّ في أمور كثيرة فساءني ذلك، أنا الذي لم أر في المرأة إلا متعة للرجل".
’نصف المصائب في البلدان إن لم يكن كلها تجئ من القيود المكبلة للشهوة، فإذا سمعت أن تصير الحياة لهوا ورضى! ’
دار المشرق، دار الحيرة، دار الحكمة، دار الأمان، دار الغروب، والحلم الأكبر دار الجبل
إنها رحلة طويلة شاقة تقطع الأنفاس وترهق الأذهان وتجلد العقول وتتعب الأبدان ويشيب لها العمر ويشيخ لها الشاب ويصبح كهلاً، حتى وأنت تقرأ تجهد عقلك حد الإنهاك وتأخذك في نوبات من التفكير الحاد والإفراط في التأمل. كنت أعتقد دائماً أن التفكير مثل المورفين، قليله يسحر البدن، كثيره يصبح إدماناً قاتلاً.
دار المشرق تلك دار البسطاء، دار البادية والصحراء، هي بداية الخلق ربما حيث خلق أدم ونسله على الارض، حينما كانت لا تضيق الأرض بأهلها أبداً. ودار الحيرة التي وضعت الملك آله لكل شئ، فما بالك بعصر فرعون، إنه الملك والاله الأوحد لهم - معاذ الله - ودار الحكمة - وهي افضلهم - تملك الحرية في كل شئ حد الفوضى، والإفراط في الحرية هلاك وفناء فكان يقول إحسان عبد القدوس في كتابه أنا حرة “ليس هناك شىء يسمى الحرية وأكثرنا حرية هو عبد للمبادىء التى يؤمن بهاوللغرض الذى يسعى إليه إننا نطالب بالحرية لنضعها فى خدمة أغراضنا ........وقبل أن تطالب بحريتك إسئل نفسك لأى غرض سوف تهبها”
ودار الأمان أي دار القانون والأمن ولا يحيد عنه أحد ودار الغروب، أقتربت الأرض من نهايتها وأوشكت الرحلة على الانتهاء حيث مدرسة الجبل فما بالكم كيف تكون؟ أما دار الجبل فلا يعلم عنها أحد إلا الله وهي الحلم البعيد لكل رحالة “حياة بشرية غريبة يمكن تلخيصها فى كلمتين ,دماء و زغاريد”
تلك الرحلة التي اخذت عمر ابن فطومة كله التي هاجر بلده - دار الإسلام- وهو في سن العشرين من العمر هروبا من الطغ��ان وبحثا عن الكمال والعدالة بعدما فشل في أن يتزوج حبيبته الأولى ورحل إلى أقصى بقاع الارض ليمر بدارات عديدة الديانات وبعادات مخلتفة سعياً خلف الكمال وبحثاً عما فقده بأرضه دار السلام
“انظر يا قنديل وطنك دار الاسلام .. ماذا تجد به ؟؟
حاكم مستبد يحكم بهواه فأين الأساس الأخلاقي ؟؟ ورجال دين يطوعون الدين لخدمته فأين الأساس الأخلاقي ؟؟ وشعب لا يفكر إلا في لقمته فأين الأساس الأخلاقي ؟؟”
رواية هي في الأساس فلسفية نوعاً ما تبحث عن الحقيقة وما سيؤكده لك نجيب محفوظ في هذا الأمر أن الكمال لمن خلق الكمال وأن الكمال أمر مستحيل وأن دار الإسلام التي يحكمها دين الله بالفعل يجب أن تكون الأفضل لكن هيهات هيهات فهي أدنى من كل الدارات الأخرى فالإسلام فيها ماهو إلا أسم ووسيلة للشهوات ومكاسب الدنيا فالإسلام فيها لا يصح أن يكون هو الإسلام. “نحن الحائرون بين الواقع القبيح والحلم الذي لا يتحقق”
لكن ماذا لو تم وضع الإسلام كما خلقه الله لنا؟ دين الحق، ودين البشرية ورحمة للعالمين؟ الدين بريء مننا حتى حين. فالإسلام هو من يضع بداخلك القيم والمبادئ الصحيحة التائهة في دار المشرق وأيضا يضع حد للحرية حتى لا تتحول لفوضى وتصبح ظالمة كما حدث في دار الحكمة رغم الحضارة ويمنعك من الوثنية والشرك بالله فلا يمكنك أن تعبد الملك ويكون هو صاحب الحكم الأوحد كما فعلوا في دار الحيرة ويأمرك الله أن تعمل وتتقن عملك وأيضا لك من الرفاهية ما لا يحول بينك وبينه فلا يمكن أن تعيش كالأنعام كما فعلوا في دار الأمان عمل بلا إنقطاع حتى أصبحوا أعظم دار على الأرض وتساوي الجميع ولكن كالحجارة هم بل أشد قسوة
في الختام.. ولمن الملك اليوم؟ لمن الكمال وحده؟ من هو الخالق الحق؟ ومن لا يشرك في حكمه أحداً؟ فهو الله الواحد القهار
اسم العمل :رحلة ابن فطومة اسم الكاتب : نجيب محفوظ عدد الصفحات ١٣٥
ريڤيو بدون حرق ..
"هل شعرت يومًا أنك تريد الوصول للكمال ؟! نجد رمزية نجيب محفوظ تتجلى مرة أخرى في هذا العمل بعدما قرأت له أولاد حارتنا .." _تحكي الرواية عن قنديل الذي يعيش في دار الإسلام، ذلك الرحالة الذي أراد أن يطوف البلدان حتى يصل إلى دار الجبل التى كان شغوفًا بأن يصل لها لما يُحكى عنها أن بها الكمال رغم أن الذي يذهب لها لا يعود حيث يحكى لنا ما حدث هناك ، وضجر قنديل من داره الإسلام بعدما فقد حبيبته وبدأ الانتقال إلى" بلاد المشرق "ووجد في تلك الدار الوثنية من عبادة القمر والملك لا عقل في هذه البلاد وذكرتني تلك البلاد ببداية خلق الإنسان وطبيعة حياته البدائية ،ثم ينتقل إلى بلاد الحيرة التي يعمل فيها الجميع عبيد لدى الملك ، وينتقل إلى بلاد الحلبة تلك البلد التي يوجد بها حرية مطلقة في كل شيء وحرية الأديان ، هل تعتقد أن الإنسان يريد الحرية الكاملة؟ هل الحرية الكاملة تصلح لتأسيس مجتمع؟! ..
ثم انتقل إلى دار الأمان حيث دار العمل ،كل من فيها يعمل لا يوجد عاطل إنهم يقدسون العمل ، كما أنها بلاد العدل فقد وجدوا ان الإنسان لا يطمئن قلبة إلا بالعدل فجعلوا منه أساس النظام ،ووضعوا الحرية تحت المراقبة ،وفي نهاية الرحلة انتقل قنديل في النهاية لدار الغروب وهي دار الموت التي تسبق دار الجبل حيثُ لا شقاء فيها حيث المكافآت والنعيم الأبدي هناك الكمال فحياتهم في هذه الدار موافقة للحق ومفارقة للخلق ، في دار الغروب يهيئ نفسه للتأمل وإخراج القوى الكامنة من ذاته❤️❤️
هل سيصل قنديل إلى دار الجبل ويعود وطنه ليصف ماحدث له ويسجل في كتابة ما رآه وينقل المعرفة لدراه الإسلام؟ هل ستكون دار الجبل مثل باقي الديار السابقة؟ أم هي مجرد وهم؟!
سترى حيرة قنديل في كل دار هل هي الصواب، أم داره الإسلام هي الحق ؟ ورغم وصفه لدار الإسلام بأن " ديننا عظيم وحياتنا وثنية " .. وهي الدار التي بها حاكم مستبد وشعب لا يفكر إلا في لقمة عيشه !! إن رمزية نجيب محفوظ في هذا العمل يتشابه مع رمزية أولاد حارتنا واختلف القراء ايضًا في تفسير الرمزية هنا ولكنه اختلاف سيؤدي في النهاية إلى نفس الهدف ، ولكن أحببت هذا العمل أكثر شعرت أن الرمزية هنا أسمى وأرقى من أولاد حارتنا ، شعرت بأن الحرية المُفرطة ستتحول إلى فوضوية بمرور الوقت ؟! الرواية سحرتني جذبتني شتتني أحيانًا ،تارة وجدتُ نفسي على وشك الإعجاب بالحرية وتحطيم القيود ، وتارة أرفض الحروب والدماء ،والحرية الكاملة وفي النهاية مهما كان سلوكنا البشري وتطور العلم ونهضة الحضارات الأخرى وثقافات وحريات فإن مصيرها الهلاك ومصير الإنسان الفناء ❤️ من الله جئنا وإلى الله نعود ❤️
• في كل ما قرأت لنجيب محفوظ حتى الآن، الرحلة هي محور كتاباته، رحلة الإنسان الروحية للبحث عن الخلاص، سواءً صورها في شكل روائي ملحمي، أو سياسي، أو اجتماعي، أو في شكل رحلة حقيقية كما في روايتنا هنا.
• لخص الكاتب حياة الإنسان متمثلًا في محمد قنديل العنابي أو الرحالة ابن فطومة، بدأ حياته يتيمًا في خصومة مع إخوته غير المعترفين بنسبه، وواجه الحياة بجوار والدته، وأكثر ما أعجبني تصوير صراعاته النفسية مع والدته، فهي ترى أن نظرته للحياة سوداوية، رغم علمها بصدقه، وترهن تصرفاته واختياراته بشماتة إخوته من عدمها، ثم كانت الصدمة عندما فهم ابن فطومة أن أمه إنسانة ككل الناس، لها متطلبات مشروعة، ومن حقها الزواج.
• واستكمالًا لصراعاته النفسية وصدماته فقد خسر حبيبته رغمًا عنه، عندما تزوجت المستشار الثالث للوالي، وهنا تجلت أمام ابن فطومة القوة القاهرة للحكم السياسي الفاسد الذي يحكم دار الإسلام، فهو أصبح في حالة من النقمة على حياته الاجتماعية، وعلى أحوال البلاد السياسية، التي يسودها الظلم والفساد والانحطاط، كل ذلك كان تعجيلًا بالرحلة.
• هذه الرحلة كانت رحلة بحث عن السلام، عن اليوتوبيا، عن الدار المبتغاة في نفس كل إنسان، بحث عن نظام مثالي للحكم، نظام دقيق وعادل للحياة الاجتماعية وطرق العيش، بحث مضني عن العدالة والحرية والأمان، إيجاد تجربة الخلاص لبلاده المنكوبة.
• محفوظ رتب البلدان التي زارها ابن فطومة ترتيبًا يعتمد على تعدد النظم السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، فدار الوطن هي دار الإسلام موطنه الأصلي، وموطن القهر والاستبداد، ودار المشرق مثلت الحياة الوثنية البدائية، ودار الحلبة مثلت الرأسمالية أو النيو ليبرالية، ودار الأمان مثلت الاشتراكية أو الشيوعية، ودار الغروب كانت مظهر صوفي كعادة نجيب، وكأنه أراد أن يقول أن الدنيا فاسدة وظالمة بكل مظاهرها، وأن الحل في التصوف والتعبد والتأمل، تجهيزًا للوصول إلى "دار الجبل" التي تعتبر جنة في الكمال، وبديل لكل النقص المهيمن على ما سبقها من دور.
• رواية تهيمن عليها الرمزية من أول سطر حتى آخر سطر، حاول خلالها نجيب محفوظ سبر أغوار الإنسانية، ومعالجة الرحلة الأبدية لهذا الكائن الشقي الضعيف الهش المثير للشفقة المسمى "الإنسان"، في محاولته للبحث عن الحقيقة، وإيجاد الخلاص.
نجيب محفوظ واحد من ألغاز الكون! اللمحة الفلسفية في حديثه عن الدين والدنيا ليست خفية في كتاباته، لكن لكلامه الكثير من المعاني، يستطيع كل قارئ بأن يؤول رواياته على هواه، ويستخرج المعنى الذي يريده منها.. لكن من العسير أن تفهم ما كان يدور بخلده بالظبط عندما يمسك قلمه.. وهي واحدة من عوامل تميز محفوظ.. كما أن أسلوبه عندما تراه يخيل إليك أن أي شخصٍ يستطيع أن يكتب مثله، لكن عندما تتأنى ترى أنه من العسير أن يكتب هكذا إلا نجيب محفوظ، فهو السهل الممتنع، الممتع إلى أقصى درجة. وهناك في أول صفحة خطأ لغوي، من المؤسف أن يقع أديب مثل نجيب محفوظ فيه، وهو قوله: " باسم الله الرحمن الرحيم " بثبوت ألف ( باسم ) والصحيح بحذف الألف.
وفي هذه الرواية يقدم لنا محفوظ نفحة من نفحاته الفلسفية.. وأول صفحة فيها إن قرأتها بعد نهاية الرواية ستفهم المعنى من وراءها.. هنا يقوم قنديل محمد العنابي الشهير بابن فطومة بترك داره والسعى والترحال وراء المعرفة الكامنة في دار الجبل. فيبدأ رحلته بالذهاب إلى دار المشرق، وهي أرضٌ بائسة ولا حضارة لها، وأهلها وثنيون يعبدون القمر فقط ولا يؤمنون بأي شىء.. وقنديل من دار الإسلام وأثار كل شىءٍ في هذا البلد اشمئزازه، لكنه مع الوقت سيصبح واحدًا منهم وسيمكث أعوامًا فيها ويتناسى رحلته.. إلى أن يرحل من البلاد قسرًا لمخالفته لقواعد الدار. ويرتحل بعدها إلى دار الحيرة، وملكها هو الإله فيها وهو الآمر والناهي، وبالطبع ينفر قنديل من هذه القواعد المخالفة لتعاليمه، ويمكث في هذه الدار كثيرًا وينسى رحلته، إلى أن يسجنه الملك لأنه عاصاه، ويظل في السجن عشرين عامًا، ثم يحرره الملك الجديد. ويرتحل بعدها إلى دار الحلبة، وهي دار متحضرة، وأهلها لا يؤمنون إلا بالحرية المطلقة، وبها الكثير من الديانات ولكنهم كلهم يؤمنون بالحرية المطلقة، كالشيخ المسلم الذي لازم قنديل، فهو يشرب الخمر على سبيل المثال، وهناك المظاهرات المطالبة بالشذوذ الجنسي، والكثير على هذه الشاكله، كما العادة يتناسى قندل هدفه من الرحلة ويسعى وراء الزواج والإنجاب والعمل.. إلى أن يأتي اليوم ويرتحل إلى دار الأمان.. وهي دارٌ يعبد قومها الأرض وقانونها الأول هو المساواه بين الناس، فالكل متساوون من الرئيس لأصغر عامل، لكنها تقيد الحرية، فقنديل كان له من يلازمه كظله حتى في دخوله الحمام.. ولم يطل قنديل المكوث فيها بغية في استكمال رحلته إلى دار الجبل. فيرتحل إلى دار الغروب وهي الأرض التي لا يتكلم فيها أحد فقط يتدرب فيها الناس على التركيز لكي يستطيعوا الوصول لدار الجبل.. ويقول له حكيمها والوحيد الذي يتكلم فيها: " غادرت دارك للمعرفة، ولكنك حدت عن الهدف مرات، وبددت وقتًا ثمينًا في الظلام... " وأختتم مخطوط ابن فطوطة ولم يعرف هل وصل إلى دار الجبل أم هلك في الطريق؟ هل وصل إلى المعرفة؟ هل ظل هناك للأبد...
لا أحد يعرف ولا محفوظ يعرف.. وفي كل دار من هذه الدور أستنتج العنابي شيءً.. بأن ما أكثر ما ساءه ما آل إليه حال الإسلام في بلاده، فالخليفة لا يقل إستبدادًا الأمان أو الحيرة، ويمارس أنحرافاته علانية، والدين نفسه تهرأ بالخرافات والأباطيل... وأن الكهان والحكماء يستخدمون دينهم ليستفيدوا منه، كما يفسر بعض الشيوخ القرآن على هواه.. فأكثر الأحداث في الرواية مشابهة كثيرًا للواقع، وبها الكثير من الإسقاطات.
وما يريد أن يوضحه محفوظ على حسب فهمي للرواية، أن قنديل ترك بلاده التي ملّ منها وظل يرتحل في مختلف مراحله العمرية وراء المعرفة الكامنة في دار الجبل.. وفي ظل بحثه شغلته الشهوة والدنيا عن هدفه الذي ترك بلاده لكي يسعى وراءه، ولم نعرف هل وجدها أم لا؛ لأنه لم يعد بإمكاننا أن نعرف أكثر من هذا.
الحياة و الموت،الحلم واليقظة،محطات للروح الحائر ،يقطعها مرحلة بعد مرحلة،متلقيا من الأشياء إشارات وغمزات ،متخبطا فى بحر الظلمات،متشبثا فى عناد بأمل يتجدد باسما فى غموض،عم تبحث أيها الرحالة؟أى العواطف يجيش بها صدرك؟ لم تقهقه ضاحكا كالفرسان؟ ولم تذرف الدمع كالأطفال ؟ بداية الرواية بهذه الكلمات المشوقة علمت بأنى قادم على عالم جديد من عوالم الامام ،رحلة ابن فطومة رواية نجيب محفوظ فى أدب الرحلات،رواية صغيرة الحجم وأسلوب محفوظ السلس ولغته سهلة الوقع على قارئها ساعدت على انتهائى بسرعة كالعادة فلسفة محفوظ الرقيقة البسيطة المحببة الى النفس والنقد الهادىء لكل مشكلات الامه حاضران فى الرواية سريعة الايقاع هذه الرواية مقسمة الى سبعة فصول الوطن ودار المشرق :اول فصلان وفيهما سرد نجيب مولد الرحاله ابن فطومة ،ونسبه الى أمه بدلا من أبيه،وأيضا تكلم عن حال بلاد الشرق وأمراض العالم الاسلامى وأسباب قيامه بالرحلة دار الحلبة:ترمز الى الغرب وأوروبا وبالأخص أمريكا ..مجتمع الحرية المفتوح الحرية أهم من اى شىء أخر دار الامان: تمثل الصين ومجتمع العمل أولا ثم يأتى بعده اى شىء أخر أفضل فصل فى الرواية اعجبى النقد والتحليل دار الغروب:ترددت كثيراً هل هى بلاد الهند ام ترمز بشكل او بأخر الى مجتمع خاص بالصوفيين ؟! البداية:هى نهايه الرحلة المفتوحة لم نعلم هل وصل الرحالة الى دار الجبل ام حاد عن الطريق هل يصل الى الجنة ام انه لايوجد جنة من الاساس؟ الجميل فى الرواية قدرة محفوظ على رسم صور للمجتمعات المختلفة ونقدها على لسان الرحالة ،ومقارنتها بمجتمع أمتنا الشرقى والاسلامى ..أعتقد انها أراء نجيب محفوظ النقدية والاصلاحية لمجتمعنا الاسلامى وليست كلمات عابرة على لسان البطل وكأن محفوظ يناجى نفسه ويبكى على مجدنا الضائع وما وصل اليه حال أمتنا المستكينه كقطة تختبىء فى غار خصوصا فى فصل"دار الامان
"ولكن ساءنى أكثرما أل اليه حال الاسلام فى بلادى ،فالخليفة لايقل استبدادا عن حاكم الأمان ،وهو يمارس انحرافاته علانيه، والدين نفسه تهرأ بالخرافات والأباطيل ،أما الأمة فقد افتراسها الفقر والجهل والمرض ،فالحمد لله الذى لايحمد على مكروه سواه
رحلة للبحث عن المدينة الفاضلة... للبحث عن الكمال والسعادة في (دار الجبل) المدينة الكاملة كما سمع عنها (ابن فطومة) ، ولكن هل يمكن للإنسان أن يصل لهذا الكمال في هذه الدنيا؟! .... أثناء قراءة الرواية وجدتني توقفت عند فكرة ماذا يحدث لنا إذا لم نتمسك بقوة بأخلاقنا وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف؟.. _فمن أجل أن تحافظ على أخلاقك والقيم الإسلامية التي تعلمتها منذ صغرك . يجب عليك أن تصاحب من يشد أزرك خاصة عند انتشار الفتن... فالثبات على قيمك وأخلاقك ليس من السهل تماماً كما يعتقد البعض. _شعرت ببعض التناقض في شخصية الرحالة (ابن فطومة) عندما قال : (( ديننا عظيم وحياتنا وثنية))، وقلت بيني وبين نفسي لديك كل الحق للأسف هذه الحقيقة المرة التي نعيشها الآن، ولكن هل يجب علينا أن نقول هذه الجملة ونصمت دون فعل؟! أم نحاول أن نمثل ديننا بصورته الصحيحة قدر مانستطيع ، وصدمت عندما وجدت أن بطل الرواية المسلم عندما لم يستطع جهاد نفسه والحفاظ على دينه واخلاقه والاستسلام لعيش حياة وثنية من (خمر وزنا....) ورغم ذلك أراد أن يعلم أولاده ماتعلم من قيم وأخلاق إسلامية دون أن يكون هو قدوة صالحة لذلك... ليت التربية سهلة هكذا. _أُعجبت بحوار في نهاية الرواية يسلط الضوء على اختلاف الباطن عن الظاهر في النفس البشرية ، واصطناع الحجج و البراهين الواهية..... =يقول (قنديل محمد العنابي) ابن فطومة : لكن وطني في حاجة إلى... فسألني متعجباً : _وكيف تركته ؟ _ قمت بالرحلة بأمل أن أرجع إليه بخبرة يكون فيها خلاصه... فقال الشيخ بامتعاض : إنك من الهاربين ، تعللت بالرحلة فراراً من الواجب ، لم يهاجر أحد إلى هنا إلا بعد أن أدى واجبه ، ومنهم من خسر زهرة عمره في السجن في سبيل الجهاد لا بسبب امرأة.... فهتفت جزعاً : _كنت فرداً حيال طغيان شامل... _هذا عذر الخائر! *بعض الأقوال التي أعجبتني : _ لا يوجد بلد سعيد. _ الشكوى هي لغة الإنسان المشتركة. _نحن الحائرون بين الواقع القبيح والحلم الذي لا يتحقق.
يطرح محفوظ السؤال ويجيب عليه. السؤال هو: أين يوجد البلد المثالي؟ والإجابة موجودة في أصل كلمة اليوتوبيا "لا مكان". فلا شرق قدم جنة على الأرض ولا الغرب أعطانا الحل النهائي.
بعد إحباطات عاطفية وأسرية، ينطلق قنديل محمد العنّابي في رحلة لها دوافعها: الهروب من الواقع المحبط، استكشاف العالم، والوصول إلى دار الجبل. يزور الرحّالة العديد من الديار ويدوّن ملاحظاته عن نظام الحكم فيها وعن ثقافتها وأنظمتها الاجتماعية والأسرية.
يتنقل ابن فطومة من دار إلى أخرى متأرجحاً بين ما يشجيه وما يشقيه. بلاد تسير على منهج بدائي وثني، علاقاته منفتحة ونشر ديانة مخالفة لمعتقدهم غير مسموح. ومن هناك إلى بلاد الدكتاتورية وعبادة السيد القائد. ثم إلى أخرى حيث الممتلكات مشاعة والناس تتشابه، ومنها إلى بلاد التطور والبذخ والحرية التي لا حدود لها والنفاق السياسي العتيد. كل بلد في النص ترمز لدولة أو مجموعة من الدول القائمة في أرض الواقع، كما أعتقد بأنه من السهل على القارئ المتوسط أن يميز البلدان المعنية في النص رغم تسميتها التراثية.
يُحسب للنص أنه لا يتحيز مع أحد ضد أحد. فليس الهدف من كتابته تقديس أيدولوجيا معينة أو تشويه أخرى، بل عقد مقارنات عامة وترك الحكم للقارئ. ويظل هناك هاجس لدى الكاتب والقارئ -العربي خاصة- وهو نقد الذات واستفزازها لكسر جمودها والانطلاق نحو آفاق أوسع.
لا شك أن موضوع الرواية من الأهمية بما لا يدع مجالاً للشك. غير أنني لا أحبذ النص الرمزي الذي يعلن للقارئ هدفه بوضوح. لماذا الترميز إذن؟ ربما كان ذلك مطلوباً زمن كتابته على كل حال. ومن ناحية أخرى، أُفضل شخصياً النصوص الرمزية التي يمكن قراءتها كنص عادي والاستمتاع به دون فك الرموز. أي يمكن قراءته على مستويين: سطحي ممتع درامياً، ورمزي يستحث القارئ فكرياً.
من امتع ماقرأت لمحفوظ غير انى قرأتها فى وقتها المناسب حيث ابحث عن روح من الحكمة والتى وجدتها فى هذا الكتاب فهاهو ذا ابن فطومة يبحث عن حكمتة فى كل بلد يزورها ويبحث عن الكمال (دار الجبل) والذى هو لايوجد فى عالمنا تمثل كل دار من هذة الديار دولة من الدول وانظمتها السياسية وتوضح الصراع القائم فى العالم وانة لا مكان للعدل فى هذة الدنيا رمزية رائعه جسدها محفوظ واحدث وجمل معبرة واعتبارية انتهيت من الكتاب فور مابدأتة من شدة استمتاعى به لم يهدنى املا ولكنة اهدانى واقعية
❞ نحن الحائرون بين الواقع القبيح والحلم الذي لا يتحقق. ❝
لا أعلم إلى أي مدى يمكن أن تتجلى رمزية وفلسفة نجيب محفوظ وإسقاطاته وتأمّلاته أكثر من ذلك؟ إلى أي مدى يمكن أن يُرهق عقلي من الدوران حتى يؤلم الصداع رأسي بسبب التفكير والاضطراب؟ إلى أي مدى أنت قادر على التلاعب بنا يا أنجب مَن خط بقلمه في الأدب العربي قاطبة؟
هنا، في واحدة من أكثر روايات نجيب المهدور حقها والتي لم تنل من الشهرة المُستحقة ما يكفي، نشدّ الرحال مع "قنديل محمد العنابي" أو ابن فطومة، نسافر معه رحلته التي قرر أن يسلكها بعد أن تصيبه لدغة الخيانة وتكويه نارها وتضيق به أرضه دار الإسلام بما رحُبت، فيلجأ للتداوي بالترحال من دار إلى دار آملاً أن ينتهي به المطاف للمُبتغى المنشود، دار الجبل وهي دار الكمال اللامتناهي، دار السمو والتجلّي حيث لا شئ ينقص وكل ما هو هنالك يبلغ تمامه في أفضل صورة له، يريد أن يصلها لينهل منها من العلم والحكمة والتقدم ما يعود به إلى وطنه فيفيده وينهض به.
❞ وحدثني قلبي بأنني في وطني معدود من الأموات لا أحد ينتظرني أو يهمه مرجعي، هذا إذا لم يكن الموت قد أدركهم فاستأصل الجذور وبذر في أصولها الغربة والوحشة. كلا لن أرجع. لن ألتفت إلى الوراء. بدأت رحالة، وسأظل رحالة، إنه قرار وقدر، خيال وفعل، بداية ونهاية ❝
يمر بدار المَشرق أولاً، حيث البدائية الفجّة والتصحر والحد الأدنى من الطعام والشراب وحتى الملابس، حيث الوثنية والجهل وانحلال القيد والقانون والقواعد عن أي شئ بما فيها الشهوات أو خصوصاً الشهوات، حيث اللامبادئ واللاحدود واللاقيم.
تهبط الراحلة في المحطة التالية وهي دار الحيرة، حيث الملك هو الإله ولا إله غيره، حيث الجميع عبيد عنده، ثم دار الحلبة، وهنا الحرية بكافة أشكالها في الصواب والخطأ، حيث كل الديانات الأخرى السماوي منها وغير السماوي، بل والإلحاد أيضاً معاً في مكان واحد والكل يمارس ما يحلو له من عقائد وشعائر، هنا حرية إقامة الأذان والصلاة مع حرية المطالبة بالشذوذ في نفس البقعة من الأرض، والكل سواء!
❞ كن صريحًا ولا خوف عليك فلن تخرج المعاني إلا لمن يطرق الباب بصدق. ❝
تأتي بعد ذلك دار الأمان، فأنت تأمن على نفسك ومالك وحياتك ولا مكان للتجاوز أو الجريمة بأي شكل، هنا الحُكم بالحديد والنار ولا مجال لكسر قانون أو قاعدة أو نظام فهم فوق كل شئ، هنا الجميع يعمل ويكد ليلاً نهاراً والانضباط على أشده ولكنك لا تستطيع أن تتنفس، هنا الطعام الوفير والاقتصاد المزدهر ولكن هنا أيضاً المشاعر المتصلبة أو الميتة، هنا العقول جبارة ولكن القلوب كالحجارة أو هي أشد قسوة.
❞ إنه صوت الشهوة والوهم، وقد وجدْنا أن الإنسان لا يطمئن قلْبه إلا بالعدل فجعلْنا من العدل أساس النظام، ووضعْنا الحرية تحت المراقبة.. ❝
ومن دار المغرب الصافية المضطربة التي تشبه سكرات الموت وآخر أنفاس الراحة الأبدية أوشكت الرحلة أن تنتهي ولم يتبقَّ إلا دار الجبل، دار الكمال، فكيف تبدو؟ وهل يستطيع أن يصلها ابن فطومة؟ أم أنها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟
❞ أرى تاريخ قلبي كله متجمعًا في لحظة ومثال، وقد التقى في بؤرته يقظة الماضي وسحر الحاضر وحلم المستقبل. ❝
حقيقةً فهذه الرواية من الصعب تحليلها أو الحديث عن رمزياتها وإسقاطاتها المتجلية في كل سطر، فقد تكون هناك عشرات التفاسير لفلسفة المقارنة بين الديانات والأنظمة السياسية والعسكرية بل والاجتماعية والاقتصادية أيضاً، والتي أوردها نجيب محفوظ في كل فصل أو كل دار من الديار التي ارتادها ابن فطومة، هل هذا فحسب؟ لا، ففي رأيي أنها أيضاً قد تكون تعبيراً عن الاضطراب في رحلة الحياة الدنيا نفسها، من مرحلة إلى أخرى ومن شك إلى يقين، ومن تخبط إلى استقرار ومن ذنب إلى عمل صالح ومن خير إلى شر ومن فتنة إلى اعتصام، إلى أي مدى تصل قوة الإنسان المؤمن أمام كل ذلك؟
❞ وأننا خُلقنا لنكابد الحقيقة ونصمد لها، ونتلقى نصيبنا من السرور والألم بشجاعة المؤمنين ❝
إذاً هل هي رحلة مقارنة بين المذاهب والديانات والمعتقدات والسياسات؟ أم رحلة في غياهب القدر من المولد إلى الممات؟ أم رحلة ما بعد الممات حتى الوصول للمُبتغى فردوس الجنات؟ أم رحلة بحث عن الذات؟ أم رحلة البحث عن المرأة وعن الحب وعن السكن ووليف الروح؟
❞ ناديتها مرارًا فتلاشى صوتي في هدير الأصوات المتصاعدة. لم أفلح في لفْت نظرها أو تنبيهها، هكذا تجلت واختفت كالشهاب تاركةً إياي للجنون والقنوط. ❝
يتركك النجيب متخبطاً لتقرر بنفسك، لتميد بك الأفكار في أقصى أعماق التيه، ولتتخبط في غياهب الحيرة، ولكن احذر، فلا تمكث في دار الحيرة خاصتك طويلاً.. وإلا عانيت كثيراً!
رائعة أخرى لنجيب محفوظ كانت أول روايات 2024 من الأدب العربي، تحفة فنية فاجأتني في جمالها وأمدتني بذلك الشعور الخاطف الذي لا يحدث إلا مع بعض أعماله دون غيرها، وأضيفت إلى مفضلاتي الأدبية المحفوظية حتى الآن بجانب بين القصرين وليالي ألف ليلة وحضرة المحترم (لم أقرأ الحرافيش والسراب بَعد وأتمنى أن يُضافوا لهذه القائمة).
❞ وستظل القوافل تسير حاملة الأموال والآمال.. فمن يحمل الأحزان؟ ❝
رحلة ابن فطومة من (المشرق) .. الى (الغروب) ..، هي رحلة كل باحث عن الكمال و المعرفة .. رحلته منذ فجر التاريخ و الى ما بعد الحداثة ، رحلته خلف السراب .. و خلف حلم بالكمال لا يتحقق ، فالأرض لم تخلق لتكون يوتوبيا ! .. رحلته ، التي تبدأ حقا .. بنهايته (هو) شخصيا ! فمع نهاية الـ (هو) و الـ (هي) و الـ(أنا) .. بنهاية و تعطيل هذا الجسد المادي الذي نتلبسه جميعا ، تكن (البداية) ... بداية الطريق نحو المعرفة .. و ربما الكمال ايضا ! فالوصول الى (دار الجبل) لا يعني بالضرورة الوصول الى الكمال ! .. فالبعض يصلون اليه و هم الى الحيوانات العجماء أقرب ، كما أشار المعلم في الرواية ! ، فلا يصلون بذلك الى معرفة او كمال ، .. و البعض يعانون صعوبات لنقص تدريبهم ، كما عبر الكاتب ، قد توصلهم الى المعرفة دون الكمال ! و الله اعلم :)
اولا تاخد ال 5 نجوم وش ثانيا لو اندهشت من سيرة ابن فطومة فتذكر ان ابن بطوطة شخصية حقيقية و قد سافر فى رحلته الاولى من المغرب مرورا ب ليبيا و تونس و مصر و الحجاز"و التى كان يقصدها ب الاساس للحج" و عمان و الهند و الصين و منغوليا و لحد حدود اليابان ثم رجوعا لبلده بعد 25 سنة ليجد كل من يعرفهم ماتوا فيبدا رحلة جديدة لافريقيا الوسطى و الغربية ثم يعود مرة اخرى للمغرب بعد 10 سنين ثالثا ...لحد دلوقتى مش عارف اقول ايه ...فى الكثير من الاندهاش و الصراخ و ال "ايوه ايوه انا حسيت و عاصرت دا قبل كدا" و الخواطر و الافكار و الرؤى السابقة لاسفار
للاسف انا كنت من النوع اللى اختار السفر و التغرب الامن .... اروح لبلدان و دول اخرى بجسدى فقط او بجسدى و عقلى بالكتير...دون ان انغمس فيها بروحى او بنفسى ف كانت النتيجة دوما انه سفر الى حين .... سفر مشروط سفر امن ...سفر محدود...اروح اتاجر زى التجار فى اسفار "قنديل محمد العنابى".... فيه اللى بيتاجر ببضاعته و فلوسه و فى اللى بيتاجر بمعرفته او حرفته او خدماته ...تجارة...شخص يضمن الاخرون انه لم و لن ينغمس فى عادات او مشاكل او افراح او اتراح بلدهم لان دينه و بلده هى التجارة و فقط .... لذا النوع دا مستأنس لا خوف منه
لا ازال الى الان تراودنى احلام نهارية بخصوص اسفارى مع لمحات من الندم لما لم ازور كذا فى تلك البلد لماذا لا اسافر ثانية كل الصدمات الحضارية القليلة و المحدودة فى حياتى من اسفارى القليلة تجعلنى غير قانع بذلك الوطن جابها على بلاطة عمنا نجيب محفوظ فى اخر الرواية حينما قال على لسان محاور للبطل انت هربت من بلدك مش لمعرفة البلدان الاخرى لتحسينه و أنما هربت لعدم قدرتك على العمل فيه و تغييره وتحسينه فتحججت بحاجتك لمعرفة البلدان الاخرى اولا
كنت اظن حينما اعرف لغة بلد اخر اننى هكذا عرفتها فعلا..ف الحقيقة لا و كذلك الظن حينما كنت اجترأ على اكل و شرب دول اخرى كنت اظن انى هكذا عرفتها و الحقيقة ان لا ف الرواية تعمد ان يشير نجيب محفوظ الى ان الاكل كان تقريبا واحد و اللغة ايضا لم يدخلك فى تفاصيل و تعقيدات لغة مختلفة او اكل مغاير فقط لو عرفت البشر انفسهم لو عرفت مشاكل النظام بشكل عام مقارنة بمشاكل بلدك و مشاكل الافراد بشكل فردى مقارنة بمشاكل الافراد ف بلدك حينها فقط انت عرفتها فعلا حينما تتعامل مع مشاكلهم ك "انسان" مستقر او رحالة لا ك "تاجر" محايد مغلف قلبه و عاطفته بقوانين التجارة و فقط
لو تلاحظ ف اول كل فصل بلد جديد كانت القافلة تدخل البلد ليلا يعسكر التجار بجوار بضاعتهم ف السوق او ف فندق التجار ب السوق فى الصباح يتاجروا ف السوق ربما مع نفس الوجوه من السنةا لسابقة و بعد 10 ايام من التجارة يركبوا مع القافلة و فقط ..هل بذلك عرفوا البلد ؟ اهلها ؟ نظامها ؟ احسوا بها فعلا ؟ بالطبع لا لن تعرف مزايا و مساوىء بلدك لو عشت فيها للابد ....فى تجربة الضفدع لا يعرف ان الماء يغلى تدريجيا الا ان نقل منه لماء ابرد واعيد اليه حينها يدرك ...فيما عادا ذلك فسيظل فى الماء الذى يغلى تدريجيا ليموت و هو متكيف قانعا بذلك الماء الذى لا يدرى انه يستمر فى الغليان -------------------- بلاد "دار" الاسلام "الوحى" دولة تسمى نفسها اسلامية بها حاكم يظن نفسه اله بها مسؤلين فاسدين اهلها لا يفكروا الا بالزواج و التجارة شعب متدين بطبعه بالاسم فقط و بالشكل دون اى روح للاسلام فى الافعال و الحكم --------------------- بلاد "دار" المشرق يحتمل افريقيا و دولها ثروات كثيرة يستغلها المستعمر او حتى الحاكم من نفس الجنسية و الباقيين مجرد عبيد عراة دولة وثنية و ذلك اسهل للسيطرة على جهلة عنها على جماعة من المتدينين حقيقة العاقلين المنطقيين --------------------- بلاد "دار" الحيرة دولة كافرة و ايضا دولة استعمارية
--------------------- بلاد "دار" الحلبة الرأسمالية وا لحرية فى اوجها مع تجاهل سمات و صفات مثل الرحمة او الرأفة ...حيث ان الحرية فى نظرهم تعنى القوة و لاا مانع من "غزو" الاخر "لتحريره" ؟! و ايضا دولة استعمارية -------------------- بلاد "دار" الامان الاشتراكية فى اوجها الكل يعمل كالالات ... بحجة ان العرق يتقسم على الجميع ..العامل ك الرئيس لتفاجىء ب الرئيس اكثر سمنة و صحة منه عن العمال بقية الشعب مع انه المفروض انهم كلهم ياكلون "نفس" الطعام المغذى - لما يفتى العامل فى الزراعة او المزارع فى السياسة ؟ الكل هناك يقوم بعمله و فقط و لاا يتدخل فى السياسية الداخلية اوا لخارجية و ايضا دولة استعمارية ------------------ بلاد "دار" المغرب ربما يقصد بها دار مسنين ؟ مسجد للمتصوفة ؟ غرفة اى جد عجوز زاهد فى الحياة متصوف يتكلم ب الرموز و شديد الشفافية الروحانية ..فى داره وسط ابناؤه الرجال مغرقيين ف المادية و انوثة زوجات ابناؤه و براءة و طفولة احفاده ؟ ربما يقصد بها نهاية رحلة الانسان فى الحياة عامة حينما يبدأو بفهم كل شىء بشكل متاخر و دون ان يتجهزو للنهاية ؟ ------------------ دار" الجبل" هى اليوتوبيا المدينةا لفاضلة ...هرب من وصفها عمنا نجيب محفوظ هروبا رشيقا لانه لا توجد بلد مثل تلك ليصفها الا يوتوبيا افلاطون نظام الحكم او نظام الدولة الامثل ...سياسيا و اجتماعيا -----------------
الملاحظة بين كل تلك الدول...فى كل دولة هناك دوما قلة من الخونة المارقين من يشككون او ينتقدون اسلوب الحكم او الاله و هؤلاء يقتلون او يسجنون للابد....و هناك ايضا قائد الجيش الذى ينقلب على الحاكم او الاله السابق فيقتله ليصبح هو الحاكم او الاله الجديد او كلاهما معا...فى كل دولة دين و يعتبرون اصحاب الاديان الاخرى كافرين بطريقة مباشرة عنيفة او بطريقة متفهمة لطيفة ....فى كل دولة هناك دوما احياء للبسطاء و الفقراء و احياء بها القصور للكبار و المسؤلين و الحاكم .... فى كل دولة هناك دوما افكار استعمارية لما يجاورها من الدولة ان استطاعوا....كل الدول بها ميزات و عيوب الا وطن الفرد الاصلى كله عيوب و فقط ...بل تكاد ان تكون عيوب كل الدول الاخرى مجتمعة
هناك تشابه بين الرحالة فى الخيميائى و الرحالة "قنديل محمد العنابى" و تشابه فى الجو العام ل زيجة العنابى الاولى و زيجة رحالة "الخيمائى" من البدوية فاطمة او زينب مش فاكر اسمها
احيانا حينما تطول الرحلة تصبح هلى المعجزة فى حد ذاتها لا العودة بل انه حتى لا يصبح للعودة معنى و تتضائل هى و معناها و من سنعود اليه فى الوطن
اطماع الانسان هى نفسها فى كل مكان اموال او امراة او اكل او بيت او حتى بلد شخص اخر
بطليّ قلب الليل و "رحلة ابن فطومة" متشابهين فى ظروف زيجة الاب و الام و الميلاد ثم موت الاب ثم تربية بواسطة الام ثم رحلة ... كانت فى حالة بطل " قلب الليل" رحلة حياتية زمانية فلسفية و كانت فى حالة "رحلة ابن فطومة" رحلة مكانية و زمانية فلسفية حتى زيجة كلا منهم زيجة اولى شهوانية قائمة على اعجاب جسدى متبادل ثم زيجة اكثر عقلا و تحضرا تقريبا يحب عمنا نجيب محفوظ تلك الثيمة فى حياة البطل او هو نمو عقلى و سني
كلا من "العنابى" و بطل قلب الليل اللى مش فاكر اسمه ..كلاهما انجبا الكثير من الابناء من الزيجتين و كلاهما فى مرحلة ما لم يعودا يعرفا اى شىء عن الابناء
قال بطل " قلب الليل" لى ابناء قتلة و لصوص و ابناء محامين وقضاة ابناء اغنياء و ابناء فقراء ابناء فى السماء و ابناء فى الارض لا ادرى عنهم شيئا و لاا هم يدروا عنى شيئا و بطل روايتنا هذه "العنابى" اكتفى ب البحث وا لتساؤل حول مصير ابناؤه من زيجته الاولى ...ثم التوقف ثم الانجاب من الزيجةا لثانية و تركهم لاكمال شغفه فلم يعود...و لم يعرف عنهم او عنه شىء اخر هل عاد لهم ؟ اشك ربما يريد عمنا نجيب ان يقول لنا ان الانسان فى الحياة و هى رحلة لا يهتم سوى بنفسه و مصيره لجنة او ل نار لا يهتم بمصير هؤلاء الابناء فهم على اى حال لا يزالو ف الدنيا و هذا اكيد الدور كله عليه هو من قارب على مفارقتها "الدنيا".... يعنى
نجيب محفوظ مؤلف وكاتب روائي عربي، له العديد من الروايات المشهورة والمترجمة إلى عدة لغات. وهو العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل للآداب( https://www.arageek.com/bio/naguib-ma...) ربما قرأت الكتاب على عجالة وربما لم افهمه جيدا ولكن هاهي افكاري حوله: تحليلات: ربما يتحدث عن حيوات الانسان: الملكوت، الذر ، التراب، الاصلاب، الارحام، الدنيا، البرزخ، عالم البعث، عالم الجنة او النار
ربما يتحدث عن الانفس : النفس اللوامة، الامارة بالسوء والمطمئنة
ربما يتحدث عن الانظمة الاقتصادية الموجودة: الديموقراطية والرأسمالية والشيوعية
ربما يتحدث عن الاديان واختلافها
ولكنه يكاد ان يجزم بأنه لا يوجد اي شيئ يحمي الانسان كله بعقله وروحه وممتلكاته من الضياع والتلف وبالطبع هناك انتقاد حاد لتطبيقات الاسلام
هذا ما اجده في كتابات نجيب محفوظ، فإنه ينشد العدل والسلام. وبالطبع فهذا مراد صعب التحقق
ولكن لو نظرنا الى القصة بدون اية تأويلات لوجدنا العجب. رجل في الثمانينات يتزوج امرأة في الثامنة عشر وتلد له طفلا ثم يموت وكأنما قد كتبت له الحياة التي ارادها له الاله. ولم يذهب الى مدرسة بل تعلم على يد شيخ دين كل العلوم واصبح مدهشا في تعلمه (ذكرتني بحياة اطفالنا في زمن الكورونا) ونبذه اخوته من أبيه ثم تتزوج امه الشيخ المعلم ويريد هو ان يتزوج بنت جميلة فسبقه اليها الوالي!! يعني هذه حدوته مصرية بالكامل وعندها يرحل ليرى بلدانا طالما تحدث عنها الشيخ المعلم. وفِي اسفاره تحدث له احداث كثيرة مثل علاء الدين، ويسجن ويتزوج مرتان ويبقى يبحث عن الزوجة الاولى وووو
ما اقصده هنا بأن القراءة الغير مرتبطة بأي تأويل (سواء سمعه القارئ او قرأه في مكان ما ) تذهلنا وتجعلنا نعشق هذا البطل ذو الروح الرهيفة والعاشق المتيم. وتصلح بأن تكون فيلما مصريا من الدرجة الاولى.
اليوم(٣٠/٥/٢٠٢٢) اتممت القراءة الثانية لهذا الكتاب وفي الحقيقة تمنيت ان نعيش في دار الغروب والتأمل ومعرفة ما يفكر فيه الانسان قبل ان يتفوه به. كتاب رائع رغم ما به من حروب وويلات.
رواية متوسطة الجودة لعمنا نجيب محفوظ، تتحدث عن قنديل العنّابي، أو ابن فطومة، والذي يقوم برحلة طويلة من أجل الوصول إلى دار الجبل. كعادة نجيب محفوظ؛ فهو أستاذ في استلال واقعنا المألوف المعاش، وإعادة صياغته في قالب روائي مغاير. يمكنك أن تلمح أن ابن فطومة مقتبس من اسم الرحّالة العربي الشهير ابن بطوطة، والذي له سلسلة رحلات مماثلة، وكذلك يمكنك أن ترى بوضوح قدرة نجيب على التحدث عن المحطات التى مرّ بها بطلنا؛ فهو يمر بدار الأمان التى يعمل أهلها جميعًا، وهناك يمكننا أن نستشعر البلاد الاشتراكية؛ حيث الكل يعمل، وهناك الدار التى تتعامل مع الحرية كقيمة مطلقة، وكذلك الدار التى تعيش حياتها يومًا بيوم من أجل اللحظة، وغيرها. يمكن الاستشعار بأن دار الجبل هي الجنة، مطمح المؤمنين بها في كل الأزمنة. برغم أنها رواية تتخذ أحد الأزمنة الغامضة، لكن جوّ الحارة الذي يتميز به نجيب موجود بها بقوة؛ مرورًا بأسماء مستحدثة، مثل حمادة السبكي، وغيرها. في الجزء قبل الأخير( دار الغروب) يقابل ابن فطومة أناسًا وصلوا للغاية الكبرى في استبطان الأسرار، والتجهز لدار الجبل. نجيب يؤكد حقيقة يؤمن بها بشكل شخصي؛ وهي أن التركيز قيمة عظيمة، وأن الإنسان عليه أن يعمل دون أن ينتظر ثمرة أو جزاء.. هكذا كان نجيب، رحمه الله وبلّل ثراه.