Jump to ratings and reviews
Rate this book

ليل الغرباء

Rate this book
نبذة النيل والفرات:
"الدار، حظيرة أصوات مختلفة تنبعث من تحت أقنعة مختلفة... شيء يشبه الضحك، والحوار، والموسيقى والترحيب والهمس... أنا وغازي اخترقنا أقنعة القراصنة. ننتهي من تنكرنا قبل وصول ضيوفنا سادة المدينة... ليس من الصعب علي أن أميزهم رغم أقنعتهم. فوجوههم لم تكن قط حقيقية كما هي اليوم. هاهو النائب الكبير السيد فوزي في قناع نعامة، ذو جسه في ثياب جارية تراقص سفيراً في قناع بهلوان. مشاهد ممتعة حقاً. السيد سعيد مع عشيقته المديرة في زي لاعب كرة قدم ترافقه غجريته، وزوجته المطلقة سميحة في زي الأرملة الضروب وقد أخفت وجهها تماماً. الحظ أن نادر لم يحضر. كنت أتوقع ذلك فقد صار يشبهني كثيراً بلا مبالاته"!

"ليل الغرباء" عمل أدبي رائع عن قضية قومية عزيزة هي فلسطين، ولكنه في الحقيقة يمتد ليصبح عملاً أدبياً عن القضية العربية كلها، يرتعش بالمحبة الصافية الصادقة لها، والوعي العميق بأبعادها الأصيلة. معه يشعر القارئ أنه يسير على جمر ملتهب من أول سطر إلى آخر سطر. فلغته الأدبية الرفيعة، وألفاظه المدببة الجارحة؛ المدونة بأسلوب "غادة السمان" جعلت منه مرآة تعكس واقع القضية العربية ومآسي أبنائها.

141 pages

First published January 1, 1966

65 people are currently reading
1168 people want to read

About the author

غادة السمان

69 books7,940 followers
English: Ghadah Samman.
غادة أحمد السمان (مواليد 1942) كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية عريقة، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه.
أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.

:الدراسة والاعمال

تخرجت من الجامعة السورية في دمشق عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي، حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت، عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي. ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965.
ثم سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها. ورغم أن توجها الفكري اقرب إلى اللبرالية الغربية، إلا أنها ربما كانت حينها تبدي ميلا إلى التوجهات اليسارية السائدة آنذاك في بعض المدن العربية وقد زارت عدن في اليمن الجنوبي في عهدها الماركسي وافردت لعدن شيئا من كتاباتها.
كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان وجيلها، يومها كتبت مقالها الشهير "أحمل عاري إلى لندن"، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" وأثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي وكتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد أدبية ستكتبها لاحقا.
في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكرة وسلوكه. في أواخر عام 1974 أصدرت روايتها "بيروت 75" والتي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب الأهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية.
مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهم الروائيين والرئيات العرب.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
198 (26%)
4 stars
205 (27%)
3 stars
228 (30%)
2 stars
90 (11%)
1 star
38 (5%)
Displaying 1 - 30 of 116 reviews
Profile Image for Taghreed Jamal El Deen.
685 reviews674 followers
May 20, 2020
سبع قصص قصيرة تصوّر فيها غادة عدة مواضيع متداخلة : الحب ، الفقد ، التيه ، الحرمان ، التبلّد ، فقدان الهويّة ، التخبّط ، الإزدواجية ، الوحدة ، القسوة ... وجميعها تدور في الغربة.
القصة الأفضل برأيي كانت " ليلى والذئب ".

إقتباساتي :

‏رأيت كل شيء قبل أن ألتقي بك ،
لكن كل شيء يبدو الآن جديداً .. كأن عالمك ما كان قط لسِواك.

‏- أحس بأنني أملك العالم كله .. إني سعيدة
- أحس بأنني جزء من العالم كله .. ذلك ما يسعدني
- أنا أملكه
- أنا أنتمي إليه وبذلك أملكه

‏.الجروح تلتئم والجسد يستمر ، والدم النازف هو وحده الذي يضيع

‏ما الفرق بين أن أرحل ولا أرحل ما دمنا في رحيل دائم أحدنا عن الآخر ،
والحبل الذي يشدنا لا ينقطع فيرمينا ، ولا نريد أن يقصر فيوحّد بين كيانينا.

‏وفي نهاية النفق كانت ما تزال نقطة من نور ، هي اليقين ، هي الإيمان القاطع النهائي بشيء إسمه قضيّة.

‏علاقتنا بما حولنا مفتعلة وقائمة على الظرف الحالي ، لا على رابط إنساني مشترك نلتف حوله أبدا.

‏هذا كل ما يمكن أن يخطر لهم ، إنهم يشخصون أمراض الغير من خلال أمراضهم.

‏لست حزينة بالضبط ،لكن الأشياء كلها امتزجت واختلطت وتشوهت ..!

‏سأظل أحلم بالساعات التي لن تصدأ ، لأنها لن تكون.

‏أكره أن أرى النهايات ، أن أرى بقايا الأشياء الجميلة نشوهها كي نتلذذ بها ثم لا نملك إلا أن نتقزز منها.

‏متناقضون .. تخفون أعينكم بإحدى أيديكم كي لا تروا ما تفعلونه باليد الأخرى.

‏ربما لم تكن جريمة أن نفترق ،
ربما كانت الجريمة هي أن لا نجرؤ على ارتكابها في الوقت المناسب.

‏إنك تحبين البديل ، الملجأ ، اليقين الذي أمثله لك
أخشى من أن أقول أنك لا تحبينني أنا .. أنا على حقيقتي.

في الليل يتغيّر وجه العالم ، وربما يستعيد وجهه الحقيقي.

الجوع وحده هو الذي يجمعنا إلى مائدة واحدة ، لا جسر ، لا خيط ، لا حوار.

كلهن نائمات ، يتلقّين من النوم أحلامهن صدقة ،
أنا وحدي أطير من بين القضبان لأكتشف أحلامي .. لأصنعها.

تأكلين حينما أجوع ، تئنّين ألما حينما أمسك بحبات الأسبرو وأتهيأ لابتلاعها ، وتهمسين " رأسك يؤلمني ".

كلانا لاجئ ، الحب وحده هو البديل ..
هو وحده يستطيع أن يضفي على بيوتنا الميتة صفة الوطن.

- ماذا تقرأ يا حسان ؟
- جغرافيا يا بابا .. يقولون إن الشمس تشرق من الشرق وتغرب في الغرب
- الشمس يا ابني تشرق من الغوطة حيث قطعنا رقاب الفرنسيين ، وتغرب وراء قاسيون ، قرب المئذنة التي كان جدك يؤذن فيها

ومن كل حجر رصيف ، من كل بناء ، من كل ذرّة ريح في دمشق يفيض شيء محبب مشحون بالأصالة والحنان.

وكنت أحس بأن مآذن دمشق تنهار فوق رأسي حجرا حجرا ، ودمشق تنهار في عيني ، وأني أحبها .. وأحبها .. وأرفض أن أهجرها.
Profile Image for Raya راية.
838 reviews1,625 followers
July 9, 2017
"يبدو أنّنا نحب الموسيقى والعطور لأنّها تعيد خلق أجواء سبق لنا أن عشناها.. إنّها كالفن، أسلوب نحارب به موت اللحظة، أسلوب لإعادتها إلى الحياة، لبعث ظلالها وأصدائها ولو لبرهة."



أعدّ نفسي محظوظة جداً مؤخراً، لأنني وقعت على مجموعة كتب تعتبر من الجواهر والنفائس، وكان منهما هذه المجموعة القصصية، وتعتبر أولى قراءاتي لغادة السمان.

تدور أفكار هذه القصص حول عدة محاور: الحُب، الحرمان أو الفقد، التيه أو الضياع، الإحباط، فقدان الهوية، الحاجة، الوطن.. والرابط الأساسي الذي يجمع بينها هو الغربة. وتؤكّد لنا هذه الأفكار مدى إدراك غادة للمشاكل المنتشرة في مجتمعاتنا ومدى تعمّقها في هذه المجتمع.

فاجأتني غادة بقوة كلماتها الحادة مثل نصل خنجر، وتعبيراتها الجزلة والبليغة، مما يؤكد للقارئ بأن الكاتب ضليع جداً في استخدام اللغة. وجدت نفسي وأنا اقرأ -لغة- هذه القصص أقارنها -بلغة- ببعض الأعمال الحديثة، وأُصاب بنوع من الإحباط لما حل بلغتنا من تدهور! غادة السمان مدرسة حقاً وليت من يكتبون الآن يسيرون على خطاها!

أما عن الأسلوب، فهو استخدام تيار الوعي، فنحن نغوص مع بطل القصة بأفكاره وذكرياته وما يعتلج بصدره من مشاعر وأحاسيس وأشجان وأحزان وغضب وثورة وتغيّيرات.
أجادت غادة استخدام هذا الأسلوب بشكل مذهل جداً، وعن نفسي لا أحبه كثيراً لأنني أشعر بأن النص ثقيل الوطئة على قلبي ونفسي.

أذكر أنني وقفت جداً عند هذه الفقرة، وطرأ على بالي سلسلة من الذكريات والأفكار:


بداية جيّدة وموفقة مع السيدة غادة السمان

...
Profile Image for نبال قندس.
Author 2 books6,945 followers
January 2, 2014
خمس نجمات لسبع حكايات، غمستني فيها غادة وأغرقتني كما تغرق قطعة بسكويت في كأس شاي دافيء.
كانت ضربات قلبي تدق على إيقاع الكلمات. يرتفع النفس ويهبط.
شعرت بالغربة تتغلغل في أعماقي، كأنني أعيشها حقاً بكل تفاصيلها الباردة والزرقاء.
كنت أجوب الشوارع برفقة حسان بحثاً عن رأس أكرم بين الرؤوس التي تسير في الزحام، بين الجثث التي تملأ المشرحة.
وقفت أتأمل برفقة نادية وجه أخيها غازي الذي قطع شرايين يده وغرق في الدماء لأنه بات يخشى العودة إلى القدس بعد غربته الطويلة.
واستقبلت برفقة فاطمة جثث إخوتها الذين اقتتلوا لأنهم ينتمون كلٌ إلى حزب سياسي مختلف، على الرغم من أنهم جميعاً كانوا يحدثونها عن الأشياء ذاتها "الشعب، العقيدة العمل"
وسألت نفسي هل تنبأت غادة حين كتبت هذه القصة عام 1966 أن هذا ما سيحصل في دمشق في 2011 وحتى الآن؟
شعرت في حكايتها بكل المغتربين، بكيت لأجلهم وصليت لتهدأ أرواحهم. وتألمت على كل من ترك حبيبته خلفه قبل أن يمضي إلى بلاد لزجة تفوح منها رائح العفن، البرد والموت.
أسفت على حال كل الذين انهارو واحدا بعد الآخر وعلى مشاركتهم بعضهم البعض في التستر على سقوطهم المفجع.

شكراً غادة على روعتك. وسحقاً للغربة.
Profile Image for Marwa Assem Salama.
142 reviews31 followers
September 22, 2017
ست ليالٍ تعيسة لست نساء، أما الرجل فكان واحد! إذ تم تحديده بدقةٍ في الإهداء: " إليك يا من جعلتني أعي غربتي لك، ولذكرى حكاية لم نعشها". فما أن يفترق بطلا كل قصةٍ حتى يتوقف تلقائياً عدّاد ذكرياتهما المشترك عن العمل، ويبدأ كلا منهما باستلام يومه المنفصل من الله. فهذا اليوم الذي نظن أننا نتقاسم تاريخه مع الجميع، لم يخلقه ربك في النهاية واحداً لكل الناس. لكل منّا يومه الخاص، الذي يُسعده أو يُشقيه، فيربيّه! ثمة ثغرةٌ وحيدةٌ فقط تنفرج من نسيج الكون، حين تشارك وليفك نفس إحداثيات المكان، إذ تهبكما القدرة اللطيفة على اقتسام حصتكما من الأيام، فتتبادلا بنفس الحين نهاران وليلان اثنان، سير الطريق وذات الخوف، رأي العين ولقمة الجوف ، مع نفس فاتورة الكهرباء! وبذلك سويّا تكبران. يُطلق على هذه العملية الحيوية اسم "العمر" والتي هي المرادف الدقيق لما نسميه "الحياة"! هنا مثلا التقا بطلا غادة بعد اغتراب سنين، ليجدا أنهما حين كبرا منفصلين، لم يتعرف أحدهما على يومه في وجه الآخر، فالقلب قد قسى ، والمناضل قد سأم، وجرحه الذي كان غضاً وقت الفراق قد التأم، وحتى حينما كانت تُشرف كل حكاية على الانتهاء، كان صوت النداء يمتد حتى مشارف القصة التي تليها :"حازم، أين أنت الآن يا حازم؟!" وكأن لا فكاك من حصار الغربة حتى حينما عاد، أو لأنه حين صار شخصاً مختلف، فقد أبّد إليه الافتقاد! عادةً ما تختار غادة اسم "حازم" لأحب أبطالها فقط، أستطيع الإحساس بذلك بقوة، فهو اسم ابنها الوحيد، الأمر الذي أراه فعلا أدبيا شديد الحنان، وسط نص مظلم اختارت كاتبته "ليل لندن الأجرب الذي يجثم على كل شيء" أو "بلاد يموت من لا يعمل فيها" كمسرحٍ كئيبٍ للأحداث، وسط أصدقاء هم "لاجئون غرباء جاءوا للعمل في بلادٍ لم يألفوا قسوتها"، ليفتعلوا في مساء الأعياد أوطانهم البعيدة والضحكات، في بار اختارت له غادة ببراعة مرةً اسم "فرسان دون كيشوت" كرمز ساخر للغربة وكأنها حرب ممتدة لطواحين الهواء. الأمر الذي سيجعل مشهد الأمل الوحيد هنا، هو لإحدى البطلات وهي تحجز أول طائرة للوطن.

هنا إلقائي الصوتي للكتاب كاملا:
https://www.youtube.com/watch?v=Xq5fq...


تجربة لكتابة مشهد تخيليّ قصير عن ليلٍ نسائي تعيس:

"لو مزّق الله نسيج كونه الرباعي الأبعاد يوماً ، وكان لنا أن نقتسم، فليكن لخلقه أبعاد المكان الثلاثة كلها، وسأسعد أنا وحدي ببُعد الزمن!" قالت له ذلك ذات فجرٍ بثقة من روّض الوحدة من قبل كحيوانٍ أليف! لم تنتبه آنذاك أنها كانت قد حصلت منه لتوّها على جرعتها اليومية من أُنس أحاديث المساء حتى شبعت، ولم تفهم أنه حين ابتسم، لم يكن سوى كأبٍ يخبره طفله بأنه يستطيع وحده أن يحطم جدار ، فيقول له: صدقت! وها قد استجاب الله و أسقط عليها كِسفاً من الزمان، لها وحدها، ترميها كل ليلة بحجارةٍ من افتقاد مكتوم، حتى حلّ اللوم الآثم محل الرجاء في دعاء الصلاة: "لم يا الله؟! لم ؟! لقد كبرت على الوحدة، وأطالب بورقةٍ أخرى كابتلاء! "..و كيف لا ، وقد أدركت أن غيابه هو بالذات، لم يكن إلا الثمرة الملعونة التي كشفت منها كل السوءات. حين يغيب الشخص الوحيد الذي يعرفك بحق، فاعلم بأنه يحمل في حقيبته، وعن غير قصد، هُويتك الحقيقية قبل الثياب، تلك الهويّة التي لا يعرفها عنك كل من تبدو لهم بانطباع المظهر الكذاب أوالمفارقات الإنسانية التافهة، تقياً بريئاً، أوحماسياً مرحاً جريئاً، فيحبوك! ومن أحبك لما ليس فيك، فكأنما أحب سواك!.... "كل ما بيني وبين الآخرين ظن، وإن الظن لم يغنني عنك شيئا" كانت تهمس لأشياءه الباقية في الغرفة، وتفكر في كل ذلك بينما تستعد لليلٍ ثقيلٍ آخر تنوي بعده التغيب عن العمل، تماما كاليوم الذي سبقه واليوم الذي تلاه......"عليّ أن أُحسن إخفاء مراثييّ أولاً، كي أحافظ على منصبي الاجتماعي المجيد كشخص مستقرٍ سعيد، يهز رأسه متفهما حين يشكو الجميع مراثيه" ...فلطالما كانت تؤمن بأن ليس ثمة من هو أكثر بؤساً من ذاك الذي سار بشوكة لا ترى في قدمه، فلا هو استطاع نزعها سراً، ولاهو تجرأ وسط المثخنين بالجراح على شكواها في العلن.. " ولكن الشوكة في عقلي وعقلي هو عالمي الجميل، فقط ينزعها مني الله، وأعود فأربت على كتف العالم بحروبه ومآسيه رأفةً وحناناً" هكذا كانت تُطمئن روحها التي لم تعد ترى منها الآن سوى قبح الأنانية والتمركز حول الذات، ولكن في الحقيقة لم يكن ذلك عذر هروبها الوحيد، فقد كانت تدرك جيدا بالإضافة إلى ذلك، أن في مجتمعها الشرقي تظل الشكوى المتفق عليها للنساء في المجال العام، هي من حضور الرجل فقط، أما الشكوى من غيابه فلن تستدع سوى خيالٍ جامح من الشهوات، وهي حتى لم تحب الجنس يوما!... "تعجبني مقدماته فقط، ارتباكاته الأولى قبل لحظة اللمس، وأحب الرقص!" كانت تقول له، فلا يلبث بمرحه اللانهائي أن يشاركها فيه دوما بحركاتٍ بلهاءٍ كعربجي سكيّر فيُضحكها حتى الدمع، ويفسد عليها أناقة فلسفتها المزعومة عن "فتنة الرقص ، كحضور جماليّ تام لا يُمس، يُتاق إليه ولا يُطال". دائما ما كان يُضحكها تذكر كل تلك المرات، غير أنها لم تضحك كالسابق عندما تذكرت تلك المرة التي ابتكرت فيها حيلة "صندوق التنمية " !! حيث طلبت منه أن يضع لها في حصالة ثلاث جنيهات فقط مقابل كل علاقة حميمة لهما، كانت تستشعر احساسا مقيتا بالذنب اتجاهه في تلك الفترة، فاهتدت بأفكارها العجيبة لأن تجمع مال كل شهر ثم تتصدق به من أجله في السر، فياللعاهرة النبيلة! لكن سرعان ما تحولت تلك الدراما البائسة في أول الأمر إلى كوميديا ضاحكة في نهايته، إذ فتحتها آخر الشهر فعلا لكن لتجد فيها مبلغاً مُبالغاً فيه من المال، لا يمكن تصديقه منطقياً عن هذه المدة ولو كانت حتى من أنشط العاهرات ، فتراجعت فوراً عن استكمال اللعبة اللتي ابتكرتها : "مساكين هم الرجال، يقسو عليهم العالم تماماً كما يقسو علينا، فهو مثلما يقيس الأنوثة بالخصوبة ومتر الخياط، يكيل الفحولة بالموازين والأعداد. لو كان عالماً عادلاً لقاس الاثنين بالحنان، ولكنت أنت حينها سيد رجال الأرض أجمعين ، أما من كان مثلي فلا يُباع في كلا السوقين بفلس!!" ...كم تمنت لو أنها قالت له ذلك بدلا من ضحكها الماجن يومها حين أخبرته بطرافة مافعل. لم تكفِ كل تلك الذكريات وغيرها للأسف لقتل ليل ذاك المساء الممتد إلى قيامة الرب على ما يبدو، وكانت قد أنهت حصتها اليومية من الشكوى في الأغنيات، " حسناً ، سأشاهد فيلما إذن!" هكذا فكرت ، ثم مالبثت أن استدركت: "لا أريد من فيلم الحرب مشاهد الكرّ والفرّ ، بل أريد حواراً طويلاً بين الأبطال وليكن مثلا عن حُزن ما بعد النصر لا الهزيمة، أو عن لاجدوى القتال، وفيلم الحب كذلك لا أريد منه الغزل والغيرة وهذه التفاهات، بل حواراً طويلاً بين اثنين عن كل مافي الحياة، أما الكوميديا فعليها أيضا (خمّن ماذا؟!) نعم بالضبط، أن تكون حواراً، وليكن عبثيّا ذكياً أو لتكن سوداء".. الحوار فقط ، دائما ما كانت في بحث محموم عن الحوار، وكان يفهمها فينتقي لها ماتحب، لكنها الآن أدركت أنها لم تكن في جوعٍ إلى هذا وحسب، بل إلى حوارهما هما الاثنان أكثر! إذ يبدءآن بعد نهاية كل فيلم بممارسة هوايتهما المفضلة في التحليل السينمائيّ حتى انبلاج الفجر!.... "حسنا! سأعيد مشاهدة شيء كنا قد شاهدناه سويا من قبل" قالت لنفسها بعقلانية مُفتعلة، وهي تتوجه إلى جهازه الذي لم تفكر يوماً بفتحه من قبل، والذي تركه لها في دولاب ثيابها قبل السفر، ليطالعها ملفٌ باسمها، وبالطبع ظنتها مجرد صور، لكنها حين فتحته وجدت كتاباتها! كلها ،وجدتها مرتبة وبالتواريخ! كانت تعلم أنه يقرأ لها، أحيانا، ولكنها هنا وجدتها مجتمعة، حتى تلك التي كانت تعتبرها مسودات غير قابلة للنشر، وتتركها مبعثرة في وريقاتٍ منفصلة هنا وهناك. بل حتى تلك التي كان يلتزم الصمت اتجاهها وكأنه لم يراها، كلها كان قد نسخها بعناية، تذكرت فورا أنه هو من شجعها على الاستمرار في الكتابة ، وتحديدا منذ اللحظة التي قرأ فيها الرسالة التي دوّنتها نيابةً عن صديق صِباهما المسكين، ليبوح فيها بحبه لتلك الحسناء التي عذبته..." كانت فتاة غبية ومتعجرفة للدرجة التي جعلت ثلاثتنا حينها نعد مجرد سلامها وابتسامها له من بعد الرسالة انتصار!!" ...حدثت نفسها بذلك وهي تبتسم لتلك الذكرى أيضا، ولسببٍ ما ومض في ذاكرتها فجأة مشهد النهاية من فيلم "ماري وماكس" الذي أحباه سويا، فأعادت مشاهدتها وبكت على ذكراها كما لم تبكِ حين شاهدتها أول مرة، في تلك اللحظة ظنت أن الليل هو أقسى مايمكن أن يمرّ عليها، لكن كان ثمة ما هو أقسى منه، قدرتها اللعينة على التقاط صورة مجازية للحظة الراهنة، لاستبقاءها في ذاكرتها للأبد، إذ رأت نفسها فجأة كفنانةٍ من الدرجة العاشرة قد عفا عليها الزمن، أضُيئت عليها تلك الليلة بالذات أضواء المسرح بعد انتهاء فقرتها البليدة التي اعتادتها منذ سنوات، أضيئت من كل اتجاه، لتكتشف بأنه لم يكن في الحاضرين يوماً أحد سواه، وبأنه ظل جمهورها الوحيد، وبأنه قد رحل..
Profile Image for الزهراء الصلاحي.
1,608 reviews667 followers
October 28, 2020
التقييم: 3.5/5
..
من الواضح أن سنة 2020 هى سنة البدء بتجارب جديدة مع الكُتّاب، فمنذ عدة أعوام وأنا أرغب في القراءة لغادة السمان لكن هناك شيء ما يردني كل مرة، حتى جاءتني هذه المجموعة القصصية كهدية لتكون أول تجربة لي معها.
..
"- أحب رائحة البارفان هذه .. ما اسمها؟
= إنك تمتدح ذوقي دائماً ..
- الحقيقة أنني أحبها لأنها تذكرني بحبيبة غالية خلفتها ورائي.
= وهل اسمها يشبه اسمي أيضاً؟
- أجل! اسمها سوسن يا سوزان.
= طباعها، شخصيتها، أفكارها، هل تشبهني أيضاً؟
- أجل! لها عنادك واعتدادك وطموحك وقوة شخصيتك أى جميع الصفات التي أحبها فيك.
= وهل ستتزوج منها حينما تعود؟
- طبعاً لا.
= لماذا؟!
- لأن لها هذه الصفات.
= أيها الشرقي المتناقض!!
..
سبع قصص تتحدث عن "فلسطين" وعن الغربة التي فُرضت على بعضهم واضطر البعض الآخر لها، و"ليل الغرباء" وما يعانوه من وحشة ووحدة لأنهم لا يشعروا بدفئ موطنهم حتى لو لم يجدوا الأمان فيه.
..
لم أندمج بشكل كلي من بداية المجموعة القصصية، لكن مع قراءتي وتوغلي في أعماقها تأثرت بها كثيراً وخاصة آخر قصتين.
..
تجربة أولى موفقة مع السيدة "غادة السمان" ولنا عودة.
Profile Image for Bookish Dervish.
826 reviews277 followers
November 4, 2021
يشكل هذا العمل القصصي، بالإضافة إلى الرقص مع البوم و أعلنت عليك الحب، أبرز أعمال الأديب السورية غادة السمان. و انت تشق طريقك كقارئ لهذا الكتاب، ستجد ان أسلوب غادة في الحكي رشيق أنيق، تعتمد الجمل القصيرة المتتالية. هذا حسن عال، ولكنه، في رأيي، لا يصلح لكل قصة.
العامل المشترك لكل قصة هو الشخصية المحورية النسائية و التي تشكو من الغياب و توجه خطابا معاتبا للحبيب و من خلفه المجتمع الشرقي الذكوري، هذا ربما بإستثناء حكاية حسام الدمشقي الذي يحب سوزان و لكنه يُبقي من خلالها و من خلفها حبا و شغفا بسوسن، تلك العربية التي تتميز، على غير عوائد العرب، بشخصية قوية تتسبب بفراقها لحسام.
بعض الجمل لا معنى لها عندي مثل: اريد أن أهرب من اللامكان إلى الإمكان!!!!! هذه بهلوانيات لغوية لا تقدِّم و لا تأخر.
لا بأس به على العموم.
Profile Image for Dalia Al Sadek.
60 reviews25 followers
December 11, 2013
جميلتي غادة
كالعادة هي مميزه بكل حروفها النابضة بقلب محترق من الغربه والدم والحرب والتعب
من الاوطان التي لا تزيد بنا الا حسرة وتعب وقهر كم اتمني ان يكون لي وطن !
كلمات ممزوجه بالحزن واليتم قريبه جدا من واقع نتعايش بية
تباً للاوطان 

اقتباسات جميلة
الاهداء
إليك يا من جلعتني أعي غربتي لك ، ولذكرى حكاية لم نعشها.
***
تمطر تمطر برداً رمادياً وسأماً تمطر منذ الصباح وعلي وتيرة واحدة علي وتيرة واحدة
في قطار بطئ يخترق صحاري شاسعة ميتة ، وركابة لا يعرف بعضهم بعضاً وكل منهم يتحدث لغة لا يعرفها الاخر ولا احد يدري الي اين يمضي او من اين اتي ...
***
إن تجهمت حش لي ، وإن صمت أغرقني بفصاحة مفاجئة.. ب راغبة به استخف بي ، وإن أعرضت عنه اشتعل وجداً
***
قلت لي : هل رأيت الميناء في الليل ؟ ولم أجبك لم اقل لك إنني رأيت كل شي قبل أن التقي بك لكن كل شيء يبدو الان جديداً كأن عالمك ما كان قط لسواك كأن الثلج الذي اندفة في دربك جديد ناصع لم تطأ قدم سواك من قبل ولن تبقي فية سوى اثارك انت من بعد ومع ذلك صمت كنت اعرف كم يمكن ان يضحكك مثل هذا الكلام فتتهمني من جديد بالانتماء الي قرن مضى
وانت الي اي قرن تنتمي ؟ وحنانك الجارف الذى يشع من ومضات صغيرة من اسلوبك في رعايتي من اهتمامك ودفئك ؟
***
أنا الملكه !
ليست المشكلة انا وانت . المشكلة أننا نفقد وجهنا حينما تتسخ مدينتنا ونموت اذا تشوهت او انتحرت اننا ندافع عن اطفالنا حينما ندافع عن قيمنا اننا ندافع عن انانيتنا حينما نفتديها
***
شكراً للسجن ، ولغدر الأصدقاء !

حازم !
سأقول لك باختصار : اسمعي هذا الدرس الجديد ، واحفظيه وحده.

حازم !
ليس في الحياة حقيقة تستحق ان يموت الانسان لاجلها ..

حازم !
الوطن هراء .. أية دار دافئة مريحة أملكها هي وطني !

حازم !
والمبادئ ليحكم الأذكياء باسمها ، وليمت الاغبياء من اجلها !

حازم !
والشعب طفل غبي ، ينادي أي سارق يختطف أمه : يا عمي !

حازم !
والتضحية مصير الخراف في أعياد الجلادين الجياع ...

حازم !
والمدينة مومس بلا ذاكرة ولا قلب ، يمتلكها من يحتويها بين ساعديه
***
مرة قلت لي : لا أطمئن إليك يا ليلى .. تتصرفين كالاطفال ... ردود فعلك كالاطفال تحبين بسرعة وتنسين بسرعة ولا تعرفين في بعض اللحظات معني ما تحسين بة..
***
عبثاً أصرخ .. ��ي حلقي انتحرت الاصوات رعبا وشىء رخو سقط علي رقبتي أحس بما يشبه الملاقط الدقيقة يتمسك بلحمي واتقزز هلعاً
متعبة أكثر تعباً من أن استعيد التفاصيل
***
أكره ان ارى النهايات ان اري بقايا الاشياء الجميلة نشوهها كي نتلذذ بها ثم لا نملك إلا أن نتقزز منها
***
إذا أمطرت ، سوف أبكي .
***
أمسية أخرى باردة
لست جائعة ، ولا اعرف شيئا اسمه وقت الطعام وقت الطعام عندي هو لحظة جوعي وقد ينقضي يومان قبل ان يحل ذلك المنبة الاجتماعي لا ادري لماذا تعطل في داخلي .

Profile Image for Samia chellat.
Author 2 books192 followers
January 17, 2018
ليتَ شِعري كم أنك تزيدين الحروف حُسنًا و بهاء 😍 ..
ما أروع قلمك غادة ! ..
أحببتك من أول قراءة و لن أتوانى عن قراءة المزيد و المزيد لك .. 💓
Profile Image for Mohammed omran.
1,798 reviews188 followers
March 10, 2018
إن الوضع الذي يطرأ على المرء أزاء تقريره الأغتراب ،هو وضع يقوم على توثيق اللحظة والأخذ بالحسبان مايترتب على هذا التقرير من نتائج والتي لايمكن أن يتوقعها إجمالاً فتضل الرحلة متروكة للمستقبل . ولأنها رحلة في الزمان والمكان معاً يشوبها الأرتقاب الطويل ويرافق هذا تزاحم شديد للأفكار فيبدأ المرء بتخطي أبعاده النفسية ويستقصي أطراف المعظلة هذا إن جاز لنا أن نسميها معظلة ،بينما هي في الحقيقة مرحلة توليد جديدة للذات.
والغربة لايقتصر معناها على البعد عن الوطن فالغربة لها وجوه أخرى تتفاوت درجاتها كلاً على حسب الضروف التي يعيشها المرء.
فقد يشعربالغربة في وطنه ولربما يشعر بها في محيطه الأجتماعي,وأحياناً مع ذاته.
فالغربة قد تكون فعل أختياري أوفعل مفروض ،من هنا يجب أن يتعايش المرء مع هذا الضرف،وهناك معنى يجب ان لانتغافل عنه وهو طبيعة الدافع الذي يحفز المرء على الأغتراب في الفعل الأختياري ،فقد يكون الدافع أقتصادياً صرفاً،أوقد يكون بحثاً عن الهوية النفسية والضروف الملائمة للعيش،أو يكون من قبيل الترويح عن النفس كما يحدث في السفر السياحي... وغير ذلك،فكل تفكير في الأغتراب يسبقه تهيئ نفسي وأستعداد ذهني أيظاً.
فمسافات الأرتباط والحنين التي يجب أن يجتازها الإنسان في سفره وإبتعاده عن الوطن تشغل حيزاً في ذهنه،فيتغلب المرء على هذه المشاعر السلبية برصد الأهداف المستقبلية والعائد المعنوي والمادي الذي يحصل عليه المرء من غربته.
فالغربة هي تجوال في الذات...ورصد لتعابير الأحاسيس …وتفوق على لغة الحنين.
وكما قال تشيخوف:(الجثة فقط تحتاج الى ثلاثة أمتار...أما الأنسان فيحتاج الى العالم بأسرة.. ليدرك ميزات نفسه...وخواص روحه الحرة).
Profile Image for Hawraki.
618 reviews90 followers
October 17, 2011
شخصياً يعجبني أسلوب غادة في القصص تحديداً، دخُولها في التفاصيل المفصلة للأشياء ورؤيتها للأمور بعينٍ أخرى. هذا الكتاب بالذات يحمل كماً كبيراً من السواد والحُزن.. والجمود. على العموم غادة جميلة، وثلاثة نجمات للكتاب ليس لأني أخالف الأفكار، إلا لأني قرأت الكتاب في الوقت الغير مناسب تماماً، وأجدني أفهمهُ أكثر من اللازم.
Profile Image for عزام الشثري.
591 reviews730 followers
October 4, 2020
لا تكتب غادة مافي قلبها
بل تأخذ بيدك إلى داخل قلبها
حيث تعيش مع الحمم الشعوريّة
وبذور الانفعالات قبل الزراعة

كأنّك داخل حلم
محكوم بقوانين الأرض
متمرّد على فتور البشريّة

سمعت الكتاب مرّتين
من مزامير السيّدة ميم
لكنّي أظنّه من الكتب
التي يناسبها القراءة أكثر
Profile Image for Nouru-éddine.
1,431 reviews264 followers
June 27, 2021
::انطباع عام::

هذه مجموعة قصص اجتماعية بامتياز، وهي تؤرخ لحقبة فقدان الإيمان والثقة والحب والضياع على إثر تمزق الأوطان. ترد كلمة مدينة ولا يهم أنها مدينة ماذا، لكن غادة تقول: عربية! بعلامة تعجب. وواضح أنها تقصد أي مدينة عربية، خلفت في نفوس قاطنيها هذا الدمار النفسي المتنوع في كل قصة من قصص هذه المجموعة.
اللغة فظيعة ومليئة بالمحسنات وهذا ما لا أحبذه. فاللغة مثل البهارات إذا زادت عن حدها فسد مذاق الطبخة. واهتمام غادة باللغة متجاوز حدوده، وإن كانت لم تهمل المواضيع، لكن اللغة كانت هي سيدة الحدث وليست الثيمات الهيكلية للقصص. ورغم كل ذلك، أعجبتني حقا هذه المجموعة.

***

::اسم المجموعة وتقييم كل قصة::

ليل الغرباء هي ليل المغتربين. ليل الضائعين. والليل هو مهبط لعنات الضائعين، والباحثين عن أفيون ينقذهم من صحوة الليل، ليضيعوا مجددا حتى النهار، ثم يلتحمون في قطار لحم النهار الباحث عن لقمة العيش.

فزاع طيور آخر: ★★★★★
صادمة.

المواء: ★★★★
مليئة بالتوتر.

بقعة ضوء على المسرح: ★★★
لا بأس.

ليلى والذئب: ★
يلعن الملل!

يا دمشق: ★★★
مليئة بالتناص المكاني الذي لا يفهمه إلا أهل الشام.

أمسية أخرى باردة: ★
كلا!

خيط الحصى الحمر: ★★★★★
أفظع القصص! وأكثر ما فعلت بي فعلها! تبا لك يا غادة!

***
::اقتباسات::









***

Profile Image for محمد سعيد.
198 reviews43 followers
April 2, 2013
خمس نجوم ولو فيه ميه ياخدهم
غادة السمان لها اسلوب منفرد غريب ولذيذ
Profile Image for Abeer Nwaider.
167 reviews6 followers
April 29, 2018
العنوان يختصر المضمون مجموعة قصص قصيرة تتناول الغرباء بانواعهم غرباء الوطن غرباء الاهل غرباء المشاعر غرباء القضايا غرباء الزمان والمكان غرباء الظروف غرباء المحيط

جاء الكتاب بوقت اشعر فيه بشعور هؤلاء الغرباء فشعرت ان غادة السمان تصف ما بنفسي تماما وكأنها ترى خفايا قلبي
نحن الغرباء التعساء اينما تظاهرنا الرضى والسعادة يستيقظ الحنين ليعيدنا لواقعنا
خاصة بهذه الظروف التي تمر بها اوطاننا نشعر بالعجز كما لو اننا مصابين بشلل رباعي والرغبة الجامحة بان نفعل شيء لننقذ بلادنا من الهاوية تقتلنا ولكن الشلل يجعلنا مجرد لفائف سجائر بفمٍ شره يحرقنا رويداً رويداً وهو يتلذذ بذلك ويشعر بالنشوى ونحن لانقوى الا على الاحتراق
اللغة الادبية رصينة كما كتاب ذلك الزمن الجميل جذابة ومنمقة وقوية
الحنين والالم والغربة والضياع والفقد تتجسد على شكل كتاب بعنوان ليل الغرباء
ما يؤخذ على الكاتبة النظرة السوداوية والنهايات المأساوية في كل القصص فبرأيي حتى للحنين وجه جميل لولا اغترابنا لما شعرنا بقيمة الوطن الحقيقية فينا ولربما كنا الان كما الكثيرين من سكان الارض نحلم ونسعى ما امكننا السعي لسفر والاقامة في المغترب
ليس حديث الكتاب فقط عن غربة الاوطان ولكنه لامسني بشكل خاص
القصة التي ارعدتني كانت القصة الاولى (فزاع طيور اخر ) عندما يغترب الانسان عن انسانيته

الكتاب من القطع المتوسط 171 صفحة
التصنيف أدب \قصص قصيرة
التقييم جيد***
Profile Image for ضحى  يُمن.
85 reviews35 followers
June 28, 2019
مجموعة قصصية جمعت غربة العرب في الغرب
Profile Image for yusra emad.
140 reviews5 followers
March 20, 2020
تجربة فريدة جداً
غادة من قراءتي الأولى لها اكتشفت أنها ثورة في مفهوم المرأة الكاتبة العربية
جريئة حادة ومعبرة.. أسلوبها الأدبي ممتع و غني و غزير و متين.
قصص سبعة قصيرة ترويها على لسان شخصيات جميعها في الغربة تعايش صدمة اختلاف الحيوات تبحث عن الهوية الضائعة و حضن الوطن و الثورة و القضية
شخصيات حزينة محرومة جريحة محبة لا مبالية مشتاقة تائهة كلها أجادت غادة تصويرها
أفضل القصص بالنسبة لي هي: بقعة على ضوء المسرح
Profile Image for Mahmoud Aghiorly.
Author 3 books684 followers
December 26, 2022
تتحدث هذه الخواطر السبعة التي كتبتها غادة السمان عن الحب والتضحية والغاية التي يعتقد بها الناس. وتركز في أحدى القصص على فكرة المبادئ والوطن والحكمة ليست ما يستحق التضحية الحقيقية أمام خسارة الإنسان لنفسه، و تميل لترويج فكرة أن الحب هو الأمر الذي يعطي قيمة للحياة. كما تتحدث غادة السمان كما جرت العادة عن الخلافات اللغوية والفرق الذي يوجد بين العالم الخاص بالكاتبة ومصطلحاته وعالم الآخرين. بصورة عامة النص كنصوص غادة يتمحور حول العاطفة والحب وماهي قدرة الحب على التغيير و التدمير في آن تقيمي للعمل 2/5

مقتطفات من رواية ليل الغرباء للكاتبة غادة السمان
----------------------------
إليك يا من جعلتني أعي غربتي لك ولذكرى حكاية لم نعشها
----------
الاصوات كلها تموت عند عتبة عالمي بهدوء حقيقي
----------
ما الفرق بين ان ارحل او لا ارحل ما دمنا في رحيل دائم احدنا عن الاخر ؟
--------------
لقد اكتشفت الحقيقة الكبرى , ليس في الحياة حقيقة تستحق ان يموت الانسان لأجلها , الوطن هراء .. أية دار دافئة مريحة ��ملكها هي وطني .. والمبادئ ليحكم الاذكياء باسمها وليموت الاغبياء من اجلها والشعب طفل غبي ينادي اي سارق يخطف امه يا عمي , والتضحية مصير الخراف في اعياد الجلادين الجياع والمدينة مومس بلا ذاكرة او قلب يمتلكها من يحتويها بين ساعديه
--------------
الحوار بيننا ميت مادامت الكلمات في عالمك تعني شيئاً آخر عما تعنيه في عالمي
---------
كلهن نائمات يتلقين من النوم احلامهن صدقة الا انا وحدي اطير من بين القضبان لاكتشف احلامي وأصنعها
--------
هكذا هم الناس يشخصون امراض الغير من خلال امراضهم
-----------
ان المبادئ التي كنت ادعي لنفسي الايمان بها آمنت بها لأنني انا بحاجة للإيمان لا لذاتها
--------
المأساة ان كلا منا احب الاخر على طريقته فكانت أقسى جرائمنا باسم حُبنا
---------
لا احب نفسي بما فيه الكفاية لأنقذها بالموت ولا اكره شيئاً بما فيه الكفاية لكي اهرب من بالموت
-------
علاقتنا بما حولنا مفتعلة وقائمة على الظرف الحالي لا على رابط انساني مشترك نلفت حوله
---------
لم يعد لهذه الحياة المشردة معنى ... تحولنا الى آلات تتسول جنسية ومجتمعاً
---------
Profile Image for Hind.
2 reviews
March 30, 2016
أول كتاب قرأته وقد أخذته صدفة من رفٍ مهمل وكانت هذه بداية تعرفي الى الكاتبة العظيمة المريضة بالصدق
"غادة السمّان"
كتاب ليل الغرباء أحد الكتب التي لم أقرأ أحرفها فحسب بل عشتها بصدق وحُفِرت على ألواح القلب والعقل
لأن من كتبها كتبها بصدق صارخ لايعرف الصمت ولا يعرف الخجل ولايعرف التواري خلف الدلالات الكلامية التي قد تحمل أكثر من معنى
كتاب عميق يحوي الكثير من الرمزية التي تجعل القارىء يفكر كثيرا ويستشعر أكثر
Profile Image for يـٰس قرقوم.
345 reviews559 followers
May 14, 2018
أعتقد أنّني سأكتفي بتعليق مصطفى محمود، حينما كتب عن هذا العمل :

"وفي ليل الغرباء يشعر القارئ أنّه يسير على جمرٍ مُلتهب من أوّل سطر إلى آخر سطر، لغتها أدبيّة رفيعة، وألفاظها مُدبّبة جارحة، وأسلوب غادة احتراق ومُعاناة ولهاث"

النسخة التي أقتنيها قديمة جدًّا، نشرتها دار الآداب عام 1973 ومزوّدة أيضًا برسومات عند بداية كلّ قصّة بريشة الفنّ "فاروق البقيلي"
Profile Image for وئام الشاهر.
45 reviews6 followers
September 7, 2015
ياللمصادفة التي جمعت كل هذا الرعب والغربة والتيه، بكل الرعب والغربة والتيه الذي يمر بنا ونحن ننتظر تأكيد خبر موتنا.
Profile Image for Razan Yousef.
214 reviews2 followers
Read
August 18, 2017
لا أشعر بأي شيء اتجاه هذا الكتاب سوا أنني سمعته كتابا صوتيا، و كان صوت القارئة اجمل الكتاب نفسه.
تجدونه على اليوتيوب
Profile Image for Alanoud.
119 reviews7 followers
July 28, 2021
لم أشعر حتى للحظة، أن ليلى وحازم والبقية كانوا غرباء، لقد غاصوا في روحي، حتى كأنني صرت أرى ذئب ليلى جروًا حنونًا.
واه على غادة كم تملك من حساسية وقدرة مكنتها من خلق كل شيء في قلب كل قارئ بسهولة.
Profile Image for °°°jouli°°°.
345 reviews7 followers
August 3, 2020
أول مجموعة قصصية للأديبة السورية غادة السمان... تحتوي مجموعة ليل الغرباء على سبع قصص...
القصة الأولى – فزاع طيور آخر... أكثر قصة أحببتها لأنها كانت في غاية الجنون ومقدمة بطريقة في غاية البلاغة... تروي حكاية امرأة مزقتها الوحدة والغيرة وعدم قدرتها على الانجاب.
القصة الثانية – المواء... كانت أطول من الأولى وأكثر غرقا في الكآبة تروي حكاية فتاة رحلت عن الرجل الذي تحب ولم تستطع تخطي الأمر.
القصة الثالثة – بقعة ضوء على المسرح... وهي تكملة القصة الثانية والتي منحتها معنى أكبر وشعورا بالصدق والواقعية... إنها قصة حول ما يمكن أن يصبحه المرء الذي فقد قضيته عندما وضع تحت اختبار يفوق احتماله (الأبطال يوجدون في خيالنا، والمناضلون ليسوا مثاليين... هم فقط بشر هذا ما فكرت به).
القصة الرابعة – ليلى والذئب... هذه أطول قصة في المجموعة... تحكي عن فتاة تعيش في خوف مستمر... فتاة تتمرد وتقوم بأمور صبيانية.. فتاة تبحث عن الاهتمام... فتاة لم تحصل على حب والديها الثريين، لأنهما كانا بعيدين ومشغولين وغارقين في عالمهما الخاص... فتاة توسمت الحب في شخص شاب... أرادت أن تلوذ به هربا وبحثا عن الأمان والملجأ... لكن ذلك لم يجدي لأنهما انفصلا.
القصة الخامسة – يا دمشق... مجددا كما في القصة الثانية والثالثة تحكي هذه الأخيرة عن الاغتراب... وهنا على لسان بطل رجل بدل امرأة... رجل يتعذب... تائه بين وطن عاش فيه وغربة لم يعرف فيها نفسه ولا ما يفعله.
القصة السادسة – ليلة أخرى باردة... قصة عن الحرب الأهلية... تلك التي تمزق حياة البطلة( والتي هي من الأساس ضائعة)... ورغم أنها تحاول أن تنخرط فيما يدعى بالنضال ولكنها ما تلبث أن تتخلى عن منظمتها التي لم تؤمن بها يوما.
القصة السابعة – خيط الحصى الحمر... أكثر القصص قربا لقلبي... القصة الأخيرة... والتي تروي مأساة اللاجئين الفلسطينيين الذين يتخبطون في البلاد العربية الأخرى.
أن للقصص محاور مشتركة فعادة ما تدور حول بطل أو بطلة متعبين مرهقين ممزقين يتأرجحون بين الطيبة والشر (وهذا في الحقيقة ليس سيئا لأنه يعبر عن الطبيعة الإنسانية). المحور الثاني يخص الحب الغريب الذي عادة ما تمزقه الخيانة وينتهي بالفراق (أنا لا أفضل هذا النوع من الحب لأنني أراه مبتذلا كما أنني لا أحب الغرق في الرومانسية التي تبدو مغرقة في الأوهام بعيدة عن الواقعية). وبالرغم من هذا البعد عن الواقعية فإنها تبدو غارقة في المادية من خلال حياة المجون ومعاقرة الخمور والتصرف بطريقة لا تشبه المجتمعات المحافظة وهو ما يمثل محورا آخر تدور حوله قصصها. إضافة إلى محور الوحدة والضياع وفقدان الهوية (دون محاولة البحث عنها) والاستسلام والخنوع. وآخر محور هو مخور القضية والنضال والاغتراب مع فقدان البوصلة والأمل.
كانت هذه أول تجاربي مع غادة لأنني كنت مترددة فيما يخص أسلوبها الأدبي فالأسلوب المليء بالمجاز ليس هو أسلوبي المفضل... لأنني أعتقد حقيقة أن التعبير الصادق عن الإنسانية يكون أقوى وأقرب إلى القلب.
وهذا ما زال رأيي بعد الانتهاء من مجموعتها القصصية فيبقى أسلوبها على كل حال ليس الأسلوب الأمثل بالنسبة لي.
أمنح الكتاب ثلاث نجمات من أصل خمس.
Profile Image for Syram STR.
4 reviews7 followers
November 9, 2021
كلام عام (من غير حرق)

كل القصص مبنية على جملة إهداء الكتاب :

إليك

يا من جعلتني أعي غربتي لك

ولذكرى حكاية لم نعشها.

غادة تخاطبه كعشيق، وهو عشيق نعرفه باسم الوطن

● أشكال الوطن :

في حين أن الطعام يسد ما نعرفه بالجوع أو حاجة الجوع، فإن الوطن هو الذي يُشبع حاجة الانتماء.

وعندما يتحول الشخص من منتمي إلى لا منتمي في البلد الذي هاجر إليه، فإنه يسعى لسدّ حاجته للانتماء ببدائل أخرى، يعرف يقيناً أنها بدائل خُلّبيّة، فاسدة وكاذبة وهذا ما يُتعسه ويخلق فيه غربته.

وفقاً للكتاب:

للوطن أشكال، هو ليس فقط حدود جغرافية أو عقار، هو (حسب ترتيب القصص) هو امتلاك النفس بامتلاك حرية الاختيار، هو صدر دافئ، هو شريك مخلص، هو أسرة، هو مستقبل وهدف، هو عقيدة، هو الأرض.

وللغربة أشكال تتجاوز الحنين: هي القيود، الضياع، تلاشي الهوية، تلاشي الأمل، التخبط وعدم الفهم فقدان الإيمان والثقة، الخيبة، العقم، الإحساس بعدم الجدوى وأخيراً .. الإلحاد.



ليل الغرباء هي ليالي المغتربين، عرب عموماً وفلسطينيين خاصّة، متدينين غير ملتزمين (مسيحية، وإسلام) وملحدين أو على طريق الإلحاد.

ليل الغرباء قصص تمثل عصرها بنموذجية : أسلوب العرض (تيار الوعي وشريط الفيديو)، والموضوع (الغربة والثورة الجنسية)، وتمثل مؤلفتها بإخلاص : اللغة الشعرية، العنصر العبثي من (من تخصص غادة بمسرح اللامعقول) والرومانسية الباطلة.

● اللغة الفنية

أبرز صفة للنص هي فنونه البيانية وفيها غلبة لغته على موضوعه، بالأخص القصص الأربع الأولى، حيث نستشعر تفوق غادة-الشاعرة على غادة-الروائية وسيطرتها على نبض الجملة.

عبارات قصيرة وسرد لاهث وبعض مواضع التكرار، كلها تخدم الموضوع لكنها .. مبالغ بها ومُرهقة للقارئ بالأخص أنها لا تتكاثف في ذروة الحدث إنما تعمّ على طول القصة.

كذلك المُحسنات متكوّمة في كل عبارة سواء مهمة أو غير مهمة، صور وكنايات، تقابل وتضاد، كلها تشوش الخيال تضلله وتمنعه عن رسم صورة كليّة للمشهد.

أما في القصص الثلاث الأخيرة كان الإيقاع أبطأ والنص أكثر فتوراً وهدوءاً كأننا ننتقل من تخبط لوعي ورؤية أوضح.


آخذين بالاعتبار زمن النشر والتأليف، يُشهد لغادة استخدامها للصور المتراسلة أو ما يُعرف بالحس المتزامن وهو استشعار العنصر بحاسة لا تستقبله، مثل إعطاء الرائحة لون أو اللون طعم، أمثلة من النص : "رائحة باردة الزرقة"، "ببطء أخرس". وأنوّه: هي ليست أول من استخدمته بكل الأحوال، لكن تُحتسب لها.


● هيكل النص

خصائص عصر المؤلفة وتخصصها في مسرح اللامعقول يظهران جليان في سينمائية المشهد وأسلوب السرد.

استخدمت ما يُعرف بشريط الفيديو\الفيديو-تيب ولمن لا يعرف الفيديو-تيب هو البكرة القديمة التي كان يُلف عليها الشريط الذي يحمل الصور، هذه الطريقة في عرض الحدث يتم فيها مقاطعة أو مداخلة نصين من زمنين مختلفين بشكل مفاجئ من غير تمهيد سردي ليعطي القارئ إحساس وكأن شريط عرض الفلم تغير بكبسة زر وبكبسة أخرى نعود للفلم الأصل، وبهذا يتم عرض الذكرى أو التنقل بين المتخيل والواقع.

تم الفصل بين التيار الحاضر والذكرى باستخدام قوسين، المشكلة أن الاستخدام لهذا الأسلوب كان مربك في بعض المطارح، لا أدري إن كان الخلل مصدره الطبعة التي قرأتها أم النص الأصلي، فأحياناً تنقلنا الأقواس إلى الماضي وأحياناً للجهر المباشر في الحديث خلال ذات القصة ثم تعود لتكون حوار داخلي وهذه نقطة أخرى أزعجتني أثناء القراءة.


》》لكنني لن أنسى أن أعترف أن الموقف أو كلمة الوصل في النقلة كانت دوماً عبقرية (أي الموقف أو الكلمة التي تسبق القوس والكلمة التي تبدأ بها الذكرى)


في السرد استخدمت غادة "تيار الوعي" وأنا (لسبب أسطوري شخصي) لا أحبه عندما يكون مونولوجاً داخلياً.

تيار الوعي بطبيعته فوضوي ومتداخل وعشوائي واستخدامه مع الفيديو تيب واللغة الشعرية كلها معاً وفي آن واحد جعلني أرغب لأكثر من مرة بالتوقف عن القراءة ورمي الكتاب، جعلت النص مكثف لدرجة خانقة.

يمتعني أن يكون فحوى النص وعمقه يطرح موضوع قاسي خانق كالغربة لكن "ليل الغرباء" صدمني بسطح ولغة خانقين، وهذه نقطة سلبية أخرى.

● المواضيع

إنه ذات الوجع المعهود إنمّا يُسرد من المنفى. فلسطين فلسطين فلسطين والنكسات التي رفضت غادة أن تسميها نكسات، الهزائم السياسية والإخفاق في النهوض بالدولة الأم وآثار هذا الإخفاق على من خسر المعركة في أرضه فرحل أو تم ترحيله.

تيه العالق في برزخٍ تاريخيّ، على عتبة بين عصرين متنافرين لا هو راضٍ عن القيم القديمة فيلتزم بها ولا عقله يتقبّل الانفلات والانفتاح الآتي فيسارع إليه. وفي برزخٍ مكانيّ، فلا ينسى جذوره التي سقت سنواته الأولى ولا يندمج بالمحيط المتواجد ضمنه.

الثورة الجنسية التي أزاحت اللجام عن الأفواه والعصابات عن العيون والستر عن العورات وما بين تقبلها ورفضها. وهنا سأقول: للأمانة، تطرق غادة للموضوع لم يكن منفراً، إباحياً أو تجارياً ولم يتجاوز "التماشي مع العصر وطرح للفكر الرائج" بل الحق يُقال : استخدمت الموضوع بطريقة أدبية قدر الإمكان وتعطي رمزية لضياع وتيه الشخصيات : "الآن لا جنس لي على الإطلاق"

لكن ما يزعجني دائماً _على النطاق العربي_ هو تصنيف الكاتب كـ (جريء) فقط لأن الجنس مرّ في كتاباته، ولا أقصد غادة السمان فقط (مع الإضافة، أني لم أقرأ كل أعمالها) بل بشكل عام، كم هذا مؤسف.

المهم ..

الازدواجية (التناقض) والانعكاس (التشابه)، هي نقاط تكررت بكثرة، ربما تم اعتبارها عنصر جديد في عصرها لكنني وجدتها (في عصرنا هذا) مستهلكة ولم توظف بالشكل الذي يعطي انطباع بالغ الأثر ولا يساهم برفع المستوى.


وما وجدته غريباً أشد الغرابة وخارج عن المألوف (لي على الأقل) هو تحول الشخصيات وتطورها خلال نطاق القصة (في :فزاع حقل آخر، المواء، بقعة ضوء على مسرح، ليلى والذئب)

وهو شيء لم أعتد قراءته في قصة قصيرة ولا أستطيع اعتباره نقطة إيجابية فأنا لم أرتح له، أعي أن الأدب العربي _حسب اطلاعي المحدود_ يحب ويركز ويهتم بتطور الشخصية المركزية لكن ذلك مرهق في حيّز القصة القصيرة التي أساسها الدهشة والصدمة لا رحلة تحول حتى لو أسلمنا لحقيقة أن القصة القصيرة هي رواية مصغرة ومكثفة.


ويؤسفني القول أني استمتعت بتحليل القصص أكثر من استمتاعي بقراءتها، فهي غنية تقنياً وعلى صعيد الموضوعات المطروحة وعلى صعيد اللغة لكن هذا الغنى والتنوّع والجدة (بالنسبة لعصرها) لم يخلق كلّاً متماسكاً.


شخصياً وجدت الصورة الكلية التي تخلقها القصة مخلخلة، غزيرة بفظاظة ويخرّبها القسريّة.

عمل يُقرأ لكن لا تُعاد قراءته.

قراءتي للقص كل على حدى هنا
https://www.wattpad.com/story/2473820...
Profile Image for Fatimah  Al-Zahraa.
42 reviews12 followers
February 11, 2019
بل إنني ظللت سنوات عديدة أظن العيد رجلاً متكبراً، لا يزور إلا الأطفال الذين لهم أم وأب، والبيوت الفخمة. أما الخيام، والضائعون، فالعيد يكرههم لسبب أجهله، ولا يمر ببابهم.
ذلك كله لا يعني أي شيء لدي.. وحينما أذكره، يغمرني ذلك الشعور باللامبالاة، الذي يرافق استعادتنا لفيلم عتيق نسيناه!..

كلمات مرهقة و حزينة جدا...انها الغربة, غربة الروح و الوطن.
Profile Image for ريما.
168 reviews15 followers
May 29, 2021
غرباء الوطن ،غرباء الاهل وغرباء الانفس..مثلت غادة الم الغربة الى حد يجعلك تسأل بالمنتصف هل هذا فقط وحى قلم؟!! مستحيل..لابد انها قاست شئ من هذا..لابد انها قاست كل هذا!!
اين انت يا اكرم؟! اين انت يا فيراس؟! اين انتى يا دمشق؟! واين انتى يا سوسن؟! وتضيع انت فى ظلمة هذه النداءت المغتربة الضائعة
Profile Image for Muayad Habeeb.
410 reviews6 followers
August 7, 2025
مجموعات قصصية لغادة السمان مكتوبة بأسلوب نثري بعيدا عن الأحداث والحبكة القصصية ...
......
قراءة على وتيرة من ألتأمل هذا ما تحتاج للاستمتاع بهذا النمط الغريب من القصص للاقتراب من فلك أسلوبها الأدبي الثري
Displaying 1 - 30 of 116 reviews

Join the discussion

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.