Jump to ratings and reviews
Rate this book

الشرفات #1

شرفة الهذيان

Rate this book
صدر للشاعر والروائي "إبراهيم نصر الله" رواية "شرفة الهذيان"، (التي افتتح بها مشروعه الروائي: (الشرفات) والذي يضم عدداً من الروايات لكل منها استقلالها، إلى جانب مشروعه الروائي الكبير "الملهاة الفلسطينية").

ففي أسلوب خاص، وسخرية مبطنة، وتعابير مختصرة لصورٍ متعددة من الحياة، وبجرأة نادرة على كسر الشكل الروائي الحديث الذي استقر، والتقليدي في آن. وبصور معبرة كومضات تأتي ثم تغيب، بطقوس متفردة خارجة عن المألوف بحدتها وشكلها المدروس، يحاور الشاعر "إبراهيم نصر الله" في هذا العمل الروائي حالة الاغتراب المُرّة التي باتت تحتل مساحة شاسعة في الروح العربية منذ حرب الخليج الأولى مروراً بالظلال القاسية لما آل إليه الحال الفلسطيني وصولاً إلى مرحلة ما بعد 11 أيلول/سبتمبر واحتلال العراق. هي شرفات يطل من خلالها أديبنا على واقع الحال الذي يعيشه بطل الرواية "رشيد النمر" وعائلته، هي محطات تمثل صوراً لحياة الإنسان العربي الباحث عن هويته وعن حريته وعن أمنه فلا يجده، عصر مليء بالصراعات والحروب والفقر إلى درجة أنه ينظر في المرآة فيجد صورة أخرى لذاته، يقول بطل الرواية: "أريد أن أتأمل نفسي في مرآة لا تعكس صورتي!!

أوليسَ هذا صعباً، وما وجه الصعوبة في ذلك. هذا يعني أنك ستكون حيث كنتَ، بلا جفنين، وبأحلام تُذكِّرُكَ بالنهار، وبلا طريق، وفوق ذلك كلّه، وحيداً، مع هذه المرآة العمياء!! وسأله صديقه الميت: ولماذا تصاحبني؟! لأنني لا أستطيع أن أرى نفسي فيك! ولماذا لا ترى نفسك فيّ؟! لأنك بلا عينين! فهمت قصدي، أليس كذلك؟

"شرفة الهذيان" شكل جديد في الأدب الروائي الحديث كسر من خلاله "إبراهيم نصر الله" مفهوم بناء الشخصية باللاشخصية، وكسر الفن بالفن كي تكون ثمة مساحة في هذا (العبث الملحمي) الذي نعيش، يمكن من خلالها محاورة واقع جديد لم يعد ممكناً محاورته إلا بالذهاب إلى منطقة الحدود القصوى.

206 pages

First published January 1, 2005

43 people are currently reading
1399 people want to read

About the author

Ibrahim Nasrallah

73 books5,948 followers
Ibrahim Nasrallah (Arabic: إبراهيم نصرالله), the winner of the Arabic Booker Prize (2018), was born in 1954 to Palestinian parents who were forcibly displaced from their land in Al-Burayj, Palestine in 1948. He spent his childhood and youth in a refugee camp in Jordan, and began his career as a teacher in Saudi Arabia. After returning to Amman, he worked in the media and cultural sectors till 2006 when he dedicated his life to writing. To date, he has published 15 poetry collections, 22 novels, and several other books. In 1985, he started writing the Palestinian Comedy covering 250 years of modern Palestinian history in a series of novels in which each novel is an independent one; to date 13 novels have been published in the framework of this project. Five of his novels and a volume of poetry have been published in English, nine in Persian, four works in Italian, two in Spanish, and one novel in Danish and Turkish.

Nasrallah is also an artist and photographer and has had four solo exhibitions of his photography. He won nine prizes, and his novel Prairies of Fever was chosen by the Guardian newspaper as one of the most important ten novels written by Arabs or non-Arabs about the Arab world. Three of his novels were listed on the International Prize for Arabic Fiction for the years 2009, 2013, and 2014. In 2012 he won the inaugural Jerusalem Award for Culture and Creativity for his literary work. His books are considered one of the most influential and best seller Arabic books, as new editions are released frequently and many young readers are attracted to his books.

In January 2014, he succeeded in summiting Mount Kilimanjaro in a venture that involved two Palestinian adolescents, a boy and a girl, who have lost their legs. The climb was in support to a nongovernmental organization dedicated to providing medical services to Palestinian and Arab children. Nasrallah wrote about this journey in a novel entitled The Spirits of Kilimanjaro (2015). In 2016, Nasrallah was awarded the Katara Prize for Arabic Novels for this work.

His novel The Second Dog War was awarded the International Prize for Arabic Fiction (Arabic Booker) for 2018. In 2020 he became the first Arabic writer to be awarded the "Katara Prize" for Arabic Novels for the second time for his novel "A Tank Under the Christmas Tree".

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
70 (10%)
4 stars
128 (19%)
3 stars
190 (28%)
2 stars
148 (22%)
1 star
121 (18%)
Displaying 1 - 30 of 164 reviews
Profile Image for Ali Mohamed.
200 reviews425 followers
March 15, 2016
الرجل قال فى غلاف الرواية أنها هذيان و ما كذَّب خبرا !!

الرواية نوع من الهلوسة أو الهذيان و أنا لا أدرى ماذا فعل نصر الله ليصل لتلك الحالة أكان محموما و الحُمى أشتدت عليه فجعلته يهذي فسجّلها على الأوراق أم أنه كان مخمورا ! قد أسكرته روح الأديب فسجّل الهلاوس على الورق و أصدره للناس رواية !

فى تقييمي الرواية سيئة للغاية و مُبهمة و غامضة تكاد لا تفهم منها سطرين كاملين , سطور متراصة فى الشكل لكن لا علاقة لها ببعضها فى المعنى بل تكاد تكون متضادة , و تحتوى على نوع مُرّ من الرمزية ذلك النوع الذى يجعلك أصلا لا تُدرك معنى الرمز و مغزاه و يظل كالغُصة فى حلق القارئ يتوقف حين و أحايين ليفكر فى معنى الرمز فلا يصل من بحثه بشيئ فيمضى فى الصفحات لعل و عسى يتضح المعنى لكن لا أمل , تصل إلى نهاية الرواية فتسأل نفسك أكنت أنا الذى أهذي ؟ , و تتذكر تلك المقولة البائسة المراوغة التفاههة التى كانوا يقولونها أثناء دراستنا للشعر " المعنى فى بطن الشاعر " و لكن هذة المرة تقول المعنى فى كرش نصر الله إن كان له كرش

لم أُحب أن أقولها و لكن هذة كانت تضييعا كامل لوقتى , و لكن الأمل الوحيد أن يقرأ أحد من أصدقائى الأعزاء هذة الرواية فيما بعد و يبين لنا مغزى الرمز فيها لعل و عسى نخرج منها بفائدة تُذكر غير زيادة عدد الكتب المقروءة المسجل على الجود ريدز !

لكن أيا كان ما قد حصل فإن هذا لا يغير من نظرتى لنصر الله شيئا , كيف بمن قرأ زمن الخيول البيضاء أن يشك فى مقدرة نصر الله الروائية و الأدبية , قد أكون منتقدا له فى هذا العمل و لكنى لستُ -ولن أكون إن شاء الله- مُتَجَنِّيا فالرجل روائى فذّ و أديب أريب لا يُشقُّ له غبار ولا يحيد له بنان و لكن حكمة الله اقتضت أن الكمال لله وحده و ما كَمُلَ شيئ إلا نقص .

إلى التجربة المقبلة مع عمل جديد من أعمال نصر الله إن شاء الله :)
Profile Image for Muhammad Galal.
573 reviews747 followers
March 4, 2017
" ما الذي تعنيه بكلامك هذا؟"
ما أجمل هذيانك يا أبا خليل!
استمتعت أيّما استمتاع من قبل ب" براري الحمّى" و هي شبيهة بهذيان البطل في هذه الرواية ، كم رسمتَ البسمة على وجهي مرارًا و تكرارًا أثناء القراءة ،
طرافة في العرض ، و نقل سلس للأحداث ، صراحة تمنّيت أن أكون إحدى شخصيات هذا العمل البديع.

رواية تحمل خليطًا من الملحميّة و العبثيّة ، و هي الأولى ضمن مشروعه الروائي" الشرفات" ،
هذه الرواية بها : شعر ، مسرح ، قصّة ، سيناريو سينمائي ، خيال سينمائي ، صور فوتوغرافية ، مقتطفات من الجرائد ، رسوم هندسيّة ، الشكر خاص للكاتب و لدار النشر على هذا العمل ، رواية طريفة من نوعها ، "نصرالله" هو الرائد بالنسبة لي في هذا المجال العبثي.

المواقف الكوميدية التي تمّ سردها بسلاسة أشبه ما تكون بالمشاهد و النصوص الحواريّة في أفلام " وودي آلين" ، الحوار بين" رشيد النمر" و جاره الدكتور رائع للغاية ، و بين "رشيد" و زوجته طريف جدًا ، "نصر الله" في حاجة إلى مخرج عالمي مثل "فيلّليني" حتى يصبح قادرًا على وضع هذه النصوص الحوارية في قالب سينمائي رائع.

إبداع "نصر الله" يكمن أيضًا في استفادته من كل ما يحدث حوله ، موقف حدث له ، حكاية سمعها ، فيلم شاهده ، موضوع قرأه ، حواسه مركّزة دائمًا و عنده موهبة فذّة في التقاط كل هذه المؤثرات و الربط بينها بإبداع.

من الآخر الرواية دي عايزة واحد لاسع عشان يحبّها ، في العادة لا أفهم الرمزية ، لكن ما فهمته من تصوير "نصر الله" أنّك سيصل بك الحال ألّا تجد قفصًا"سجنًا" يضمّك ، و هذا ما كان في أغنيّة النهاية :

ضيّعت مساء الأمس طريقي للقفص المنذور
بكيت ليمنحني أحد قفصًا مهجور
قالوا لن تجدَ هنا شيئًا مهجورًا غير الدور
و جناح العشب الأخضر.... و غناء العصفور!!


"نصرالله" كاتب صعب تكراره ، و أنصح الجميع القراءة له.
Profile Image for Ahmed.
917 reviews8,002 followers
December 28, 2014
لا شك فى ابداع ابراهيم نصرالله المتدفق. وانه بقلمه قادر على ابقاء القضيه الفلسطينيه فى الذاكره الى ان يرث الله الارض ومن عليها(اكرر ان اقلام الادباء من طراز نصرالله ودرويش وسوزان ابو الهوى وغيرهم وغيرهم هى القادره على حفظ القضيه وان ذاكرة الحكومات والشعوب كذاكرة السمك)
ملهاة نصرالله تحفه . فعلا تحفه (ولكنها تبقى اقرب الى التقليديه منها الى اى شئ آخر (وهذا لا يقلل من ابداعها شئ)
ولكن اذا اردت ابداع غير مسبوق برمزيه ساحره وزيارة اماكن لم يسبق لك زيارتها على الاطلاق فانصحك ببرارى الحمى او تحفته : شرفة الهذيان.
شرفة الهذيان: عندما تخاطب عقلك وحلمك وان يخاطبوك.
عندما تتشابك خيوط الروايه مع بعضها لدرجة التعقيد ثم تجدها بسيطه فجأه امامك.
حينها فاعلم انك امام ابداع غير مسبوق وقلم ادبى قلما ان ترى مثله.
Profile Image for Omar Kassem.
580 reviews174 followers
May 21, 2023
《الأحلام تخذل دائمًا كالأصدقاء الذين يموتون أولاً، أو يموتون فيما بعد، ويتركوننا خلفهم ننتظرهم في تلك الأماكن الغامضة》

شرفة الهذيان..الكتاب الاول من خماسية الشرفات لإبراهيم نصر الله، ولقد صدق عنوانه فهو عبارة عن هذيان بهذيان لا معنى له ولا سبب، وأسوء ما قرأت للكاتب على الإطلاق!

《من قديم
لم يقعوا في خطيئة أن يكون هناك شيء
أعلى من قاماتهم
حتى لوحات الإعلانات
كي لا تسول لهم أنفسهم أن يتظروا للأعلى》

لا أعلم ان كنت سأُكمل في هذه الخماسية بعد صدمة الجزء الاول، ولكن غالبًا سأُعطي الكاتب فرصة أخرى لأنني أعلم جودة قلمه، وله أعمال مميزة وأعجبتني سابقًا.

《ما الذي يمكن أن يفعله المرء بجفنين بلا عين؟ يفتح بهما فوهة بئر الذي في جمجمته..بئر الأحلام》
Profile Image for Natheir Malkawi.
139 reviews73 followers
September 29, 2013
لا أعرف إن كانت رواية جميلة أم سيئة، إن فهمت أو حتى لم أفهم.. كل ما أعرفه أني أنهيت الرواية. أعتقد أن هنالك شيء مميز في إبراهيم نصرالله وهو القدرة الهائلة على التجدد في ظل طرحه لمواضيع استهلكت كثيرًا من قبل، حتى تكاد تجزم أنك لم تقرأ شيئًا في هذه المواضيع من قبل. وأمر آخر.. اختياره للأسماء عبقري، وفي هذه الرواية تحديدًا كان اسم (رشيد النمر) قمة في الذكاء والابتكار
Profile Image for مينا ساهر.
Author 1 book421 followers
January 25, 2011
عبث عبث عبث
الرواية عبثية للغاية، و مليئة بالرموز بعضها فهمته و بعضها غلق على ذهني .. لكن الرواية في المجمل ممتعه، و أعتقد تحتاج لقرءاة ثانية ...
الحوار المستخدم جميل، بالذات الدائر بين رشيد النمر و جاره ..

هناك الكثير من الإسقاطات الواضحه
ستسأل نفسك حتما من و العصفور و علاقته بضوء الشمس .. و من هو بائع العصافير .. لماذا ممنوع التصوير في ناحيه الغرب داخل المركز ؟؟
الكثير من الأسئلة التي لن يجيبها إلا أنت -لا الرواية
Profile Image for Areej Ibrahim.
34 reviews21 followers
June 29, 2012
الروايه تمثل معنى البحث عن الحريه المستحيله في عالمنا العربي . من خلال رحلة الهذيان العبثيه ، و التي لن نتمكن من الوصول إلى شيء فيها فهي بدأت بسقوط قطرة دم على كتف (رشيد نمر) ليأخذنا بعدها الى عالم القتل الذي سببه الصقر الشرس للعصافير التي أرادت ان تغني فقط.. تغني للحريه والامل والحياه والعداله ، لكن الصقر مزق لحمها ، وتناثر دمها وريشها في كل
مكان.

هذيان نصرالله صور لنا ان السعي لتحقيق الحريه والعدل والديمقراطيه في عالمنا العربي، تكون نهايته القتل بكل شراسة، وكيف اننا لا نجرؤ على الصراخ فنعيش في عمق الصمت ، راضخين راضيين شاكريين !

"شرفة الهذيان" واقعيه خياليه ، لغتها جميله وسردها رائع ، حواراتها عميقه ابتعدت عن اي نمط تقليدي كما ان الصور والاعلانات كان لها تأثير كبير ! فمنها صورة الرئيس الأمريكي و صورة معتقل غوانتينامو وسجن ابو غريب وتعذيب المعتقلين وصورة قتلى العراق وصورة الطفل الفلسطيني محمد الدرة .. صور قالت لنا ما تعجز عنه كل الكلمات.

تبين لي من تلك الشرفة العاليه ان مآساه عالمنا العربي ،، انه يعيش في اقفاص محددة الجهات فقد ختم نصرالله روايته :

ضيعت مساءَ الأمس طريقي للقفص المنذور
بكيت ليمنحني أحد قفصا مهجور
قالوا لن تجد هنا شيئا مهجورا غير الدّورْ
وجناح العشب الأخضر .. وغناء العصفور

على أمل ان يثور الانسان العربي ويعلن انتفاضته على جدران الاقفاص الحديديه فله ان يعود الى عالم العصافير المحلقه ليعيش معنى الحريه الحقيقيه ...



70 reviews87 followers
April 7, 2016
شرفة .. عصفور
شرفة .. عصفور وصقر
والاولاد يرغبون بشراء كلب ينبح .. !
لا أدري بحثت جاهدتا" لعلي أجد فكرة واضحة لأكتب عنها أو تقيمها ولكن عبثا" أحاول
عذرا"
عبث .. عبث .. ثم كذلك عبث
لعل المشكلة عندي ان الفكرة لم تصل إلي كما يجب أن تكون .....
نجمة واحدة فقط لأسم الكاتب الذي يلمع في سماء الأدب ..
Profile Image for Mona M. Kayed .
275 reviews306 followers
March 19, 2017

على الرغم من غزارة الأفكار في هذه الرواية ، إلا أنها جاءت بجودة أقلّ من باقي أعمال نصر الله .

تعتمد الرواية على الصور المقطعة المتلاحقة ، مما يعني بالضرورة كثرة الشخصيات و بالتالي اختلاطها على القارئ . تطرق الكاتب أثناء الأحداث إلى مجموعة من المآسي التي عاناها سكان الأردن ، فمن شحنة القمح المختلطة بالفئران إلى مياه الشرب الملوثة بالمجاري ، لتكتشف أننا "نحن الأردنيون" هم سكان شرفة الهذيان هذه . و هو واقع و حقيقة .

الرواية مصاغة بلغة شعرية بحتة ، هذه الرمزية العالية لا تستوي مع البناء الفني للرواية، و هو (برأيي) سبب ضعف جودتها و قلة الإقبال عليها قياساً بالمؤلفات الأخرى ، و مع ذلك لم أندم على الوقت الذي أمضيته في قرائتها.
Profile Image for Anas310.
45 reviews
October 13, 2014
كم هو مزعج الشعور الذي تغصب به نفسك على اتمام رواية كما يغصب طفل صغير على تناول دواء سيء الطعم

Profile Image for Eslam Alobaid.
138 reviews23 followers
October 1, 2015
الرواية حقيقةً هذيانٌ في هذيان , أنا لم أفهم حقيقةً إلى الآن كيف تعتبر شرفة الهذيان روايةً ؟!

Profile Image for عاطف عثمان.
Author 18 books220 followers
April 27, 2012
انتهيت من ربع الكتاب ولم أصادف شيئًا يشجعني على الاستمرار - بل الأحرى أن أقول أن ما صادفته يشجعني على اعادة الكتاب إلى الرف.
------
شيء سخيف جدا أن تضطر لقراءة نص يخبرك الناشر أنك ستجده غير مألوف ويكسر الشكل التقليدي الخ الخ، ثم تجد ذكر لشخصيتي "توم وجيري" وتحت الاسمين صورة لهما، وكلام عن العصافير ثم تجد صورة لعصفور.

شيء طفولي ومغرق في السذاجة أن يستهلك الكاتب 3 صفحات ونصف في لعبة سفسطائية على لسان طفل ليس له قدرة على ابتكارها.

وبالطبع هذا كتاب لا يستحق أن تشتريه، ولا أن تستعيره، ولا أن تقرأه حتى لو لم يكن لديك شيئًا آخر تفعله.
Profile Image for Abu Iyas.
177 reviews88 followers
June 28, 2011
١
هذا الكتاب أبعد ما يكون عن الهذيان ، كل ماوجدتُه ، المواراة الفنية ، مواراة بشكل إبداعي فني رمزي ٠

٢
مليئة بالرموز التي احتجت أن أقف عندها ، أُعيد أحداث تاريخية، أغوص في أماكن "أتوهمُها" ، حاولت قدر الإمكان "التقاط خيط المعنى الرابض" في الرواية٠

٣
الكتاب أحد سلاسل روائية للمؤلف:٠
١-شرفة الهذيان
٢-شرفة رجل الثلج
٣-شرفة العار
Profile Image for Rachida.
265 reviews106 followers
April 2, 2011
اقتباس
- مالذي تتمناه أكثر من وجود عينين لك ؟
- جفونا
- وما حاجتك لهما ؟
- لكي لا يرى قعر روحي
- وما الذي تتمناه غير وجود الجفنين ؟
- نوما هنيئا بداخلهما
- ومالذي تريده بعد النوم؟
- أحلاما غير شريرة لا تذكرني بالنهار
- ومالذي تريده أكثر من قدمين يمكن أن تحملاك بعيدا ؟
- أتمنى وجود الطريق
- ومالذي تتمناه من وجود الطريق ؟
- أن أذهب إلى آخره ، ثم ألتفت خلفي و أرى الأشياء بعيدة
- ومالذي تريده من البعد ؟
- من البعد ؟ أن أتأمل نفسي في مرآة لا تعكس صورتي
- أوليس هذا صعبا ؟
- وما وجه الصعوبة في ذلك ؟
- هذا يعني انك ستكون حيث كنت ، بلا جفنين ، وبأحلام تذكرك بالنهار ، وبلا طريق ، وفوق ذلك كله وحيدا مع هذه المرآة العمياء


Profile Image for Tasneem.
Author 3 books883 followers
June 26, 2010
أنـا حزينة جداً...

فلقد كنت متشوقة و متحمسة لتجربة القراءة لإبراهيم نصر الله و لم أختار هذا الكتاب لأي سبب سوى أن المكتبة لم يكن لديها أية أعمال أخـرى له .. فاشتريت شرفة الهذيان.

و لكن و بعد محاولات عديدة لتكملة الكتاب.. لم أستطع.

فهو و بحق مليء بالهذيان الذي فاق قدرتي العقلية على استيعابه.


ربمــا تكون هذه الرواية ذات مغزى أو تحمل رسالة مبهمة و لكنها للأذكياء فقط و من الواضح أن خارخ هذا التصنيف.


مازال لإبراهيم نصر الله تجربة أخـرى معي.. أتمنى أن تكون أفضل من سابقتها
Profile Image for بسام عبد العزيز.
974 reviews1,362 followers
February 3, 2014
اسمها يعبر تماما عن مضمونها.. هذيان!

إبراهيم نصر الله يدمج عبثية بيكيت وسردية صنع الله إبراهيم ليخرج بهذه الرواية.. و لأنني لا أحب العبثية .. و اكره سردية صنع الله إبراهيم المغرقة في الوصفية فلم أستطع تحمل قراءة الرواية..

حاولت أن أفهم الاحداث الرئيسية.. حاولت أن أفهم الرمزية التي يحاول نصر الله إيصالها .. لكن كل محاولاتي تحطمت على صخرة الهذيان!

أولى قراءاتي لنصر الله و كانت بداية سيئة بالفعل..
Profile Image for Abdullah Abdulrahman.
519 reviews6 followers
September 1, 2011
حاول نصرالله من خلال هذا العمل إن يُضفي طابعاً جديداً على شكل الرواية العربية .. من خلال دمج عدة فنون و أشكال أدبية في قالب روائي موغل في الرمزية , و قد أجاد في ذلك . إلا إن العمل لم يترك في نفسي ذات الأثر الذي تركته قراءة أعماله الأخرى . العمل مليء بالنصوص المنفصله/المتصله , و فيه ضجيج من التصويرات و الإسقاطات الأدبية اللذيذة .
Profile Image for Raba'a Alhwashla.
185 reviews36 followers
February 23, 2019
رواية ملغومة بالرمزية والإسقطات، لم أفهم معظم ما فيها، ولكني أستمتعت في قرائتها وفهم بعض رموزها ومحاولة تحليل بعض الإسقاطات وتوضيح بعض الغموض.
حللتها كما أرى انا، وأخاف أن يكون ما رأيته بعد عما رآه الكاتب، بل أظن أن كل قارئ سيرى فيها ما يريد.
إختيار موفق للعنوان!
Profile Image for Sumaia Sawalha.
79 reviews3 followers
October 23, 2014
شرفة الهذيان .. وأيُّ هذيان إن كان الكاتب إبراهيم نصر الله
رواية أخرى بأسلوبه الرمزي الذي لا يتقنه سوى مبدع مثله

قراءة مرهقة ولكنّها ممتعة .. لا شيء يُكتب جزافاً كل شيء له معنى وإن استعصى على الفهم

العصافير
الصقر
الأقفاص
جهة الغرب الممنوعة
الأحلام
..
..
وكل التفاصيل

فهمت أشياء وتسائلت عن معنى أشياء أخرى
وبصراحة كنتُ بحاجة إلى مراجعة لهذه الرواية لتصبح الرؤية أوضح ..
وجدت هذه المراجعة لـ د. نبيه القاسم
وهي مراجعة مفيدة جداً لكل من استعصى عليه شيء في هذه الرواية
شخصياًأفادتني بشكل كبير ^_^:

يُطلّ علينا إبراهيم نصر الله في روايته " شرفة الهذيان" الصادرة عام 2005 من شرفته العالية التي يراقبُ عَبْرَها ما يجري في الحياة، فيهوله الذي يرى، الصّمْت المُطبِق الذي لا يقطعه غيرُ دَويّ مُفزعٍ لصقر شرس يُهاجمُ عصفورا ضعيفا فيمزّقه. الناس يَظهرون على شكل دُمى تتحرّك، وإذا نطقت فكلمات قليلة موجزة مُحدّدة الهدف. يعيش وسط أسرته التي لا ينجحُ في التواصل معها، فهم بالنسبة إليه في عداد الموتى لأنّه الذي قتلهم، ولكنهم يُقاسمونه الدار، لا يتعاطفون معه، ولا يَقبلون ما يقول، حتى ابنته الوحيدة التي تشعر بالتعاطف معه وتُؤيّده في أكثر ما يقول، لا تُسارعُ لنجدته، وتتركه ليُواجه مصيرَه وحيدا.



رحلة بطل "شرفة الهذيان" هي رحلة البحث عن الحريّة واكتساب المعرفة التي لا حدود لها. لكنّها تتكشّفُ له عن رحلة عَبَثيّة لا تُمكّنه من الوصول إلى شيء. فطريقُه التي بدأها بقَطرة دمٍ سقَطت على ثوبه ولم ينجح في إزالة آثارها انتهت بقَتْل الصقر الشرس للعصافير التي أراد أن يحتفظ بها في بيته، فقد مزّق الصقرُ أجسادَها ، وتناثرَ دمُها في كلّ اتّجاه.



هذه الرحلة العَبَثيّة في البحث عن الحريّة تتجلّى للقارىء من الصفحة الأولى التي يرسم فيها عبثيّة وجود الانسان العربي في هذا الزمن العربي الذليل. فهذا الانسان المسمّى عربيّا، وجودُه يتمحور في عدم وجوده بالنسبة للحاكم ورجالاته، ولغته العربية الغنيّة لم يحفظ منها غير كلمتين الرعب والجحيم اللتين تُصوّران واقعَه الحياتي. وابراهيم نصر الله يُلخّص لنا بايجاز وذكاء وحِدّة وقَسوة وصَرخة عالية يريدُ أن تصل إلى كلّ مكان وإنسان في العالم، الصورةَ المثلى للانسان العربي كما يُحدّدها له الحاكم. فهذا الحاكم يخاطب الانسان العربي راسما له خطوط الحيّز المسموح له التّواجد فيها والتحرّك ضمنها والتصرّف كما يحلو له. وبذكاء مقصود جعل الكاتب اسمه يأتي مباشرة بعد كلمة باستطاعتك في أوّل كلام الحاكم . وكأنّ الكاتب أراد أن يقول لنا : أنا هو العربي الذي يقصدني الحاكم، وأنا هو النموذج الذي يريد أن يجعلني عبرة للغير فيما لو خرجت على قيوده وعصيت أوامره. يقول الحاكم:



"باستطاعتك أن تُغمض عينيك وأن تُديرَ ظهرَك؛ باستطاعتك أن تفقدَ صبرَك وأنتَ تبحثُ عن الريموت كنترول باحثا عن محطّة أخرى تُطفىء بها النارَ التي أشعلتها فجأة قطرةُ العَرَق التي راحت تنحدرُ من أعلى رقبتك حتى آخر نقطة من عمودك الفقري..

نعم باستطاعتك أن تلعنَ اللغةَ، تلك التي لم تُسعفك بأكثر من كلمتين هما: الرعب والجحيم. وأن تتلاشى بعد لحظات في حديث أطفالك الموتى عن الاحتمالات الغامضة والمحتملة لبرامج سهرة الليلة.



باستطاعتك أن تُتابع الكذبَ على الهواء مُباشرة المدّة التي تحتاجها كي ��طمئنّ على المستقبل وتواصل السهرة مع أيّ فيلم تختار. لا بأس، فهم لا يُريدون منك أكثرَ من ذلك.



باستطاعتك أن تذهبَ أبعد: أن تدخل في حديث مُعاد وأن تكتشفَ المصادفةَ الغريبة في كونك ميتا مثل الآخرين ، فهم لا يريدون منك أكثرَ من ذلك.



باستطاعتك أن تُقَبّلَ أطفالك أو لا تُقبّلهم قبل النوم، تلك حريّتك التي لن يتدخّل فيها أحد؛ وأنْ تنام على جانبك الأيمن أو الأيسر، وأن تحلم بأجمل ممثّلة غير عابىء بعيون الأقمار الصناعيّة السّاهرة، تلك حريّتك التي لن يتدخّل فيها أحد.



باستطاعتك أن تتناولَ الإفطار في السابعة أو العاشرة وان تتناول خبزا أبيض أو أسمر ، لا فرق هنا، تلك حريّتك التي لن يتدخل فيها أحد.



باستطاعتك أن تمدحَ القمرَ دون أن يطلبوا منك بصماتك العشر وفصيلة دمك وخريطة الوراثة، تلك حريّتك التي لن يتدخل فيها أحد.



��استطاعتك أن تحبّ زوجتك أو تظلّ مُخلصا لذكرى مارلين مونرو .. أن تصطحبَ العائلة إلى (بُرغركَنغ) أو (فرايد تشكن) وأن تُعلن انحيازَك لأيّ مشروب غازيّ تُريد، تلك حريّتك التي لن يتدخل فيها أحد.



باستطاعتك أن تفتح بيتا في الماضي وتأوي إليه، أو تفكّر في سقف قرميديّ أحمر، أن تتشبّث بسطح بيتك الطينيّ أو تتطلّع بلهفة إلى عتبات الرّخام الجديدة، تلك حرّيتك التي لن يتدخل فيها أحد. باستطاعتك أن .. ولكن حين يأتون .. تذكّر: لن تكون أكثر من كتلة العُري تلكَ، فوق كتلة العري التي تحتها فوق كتلة العري التي تحتها، ولعلهم سيُتَمْتِمُونَ بخشوع وهم يرون قطرة العَرق تلك التي تنسابُ من عنقك نحو آخر نقطة خفيّة من عمودك الفقريّ إذ يُشْرِعونَ حماستَهم، وهم يتضاحكون.. متطلّعين لعتمة كهفك الصغير.(ص3)

هذا هو الانسان العربي اللاشيء الذي يُريد الحاكم العربي وجوده ليس غير.



وبهذه الصورة القاتمة، وبهذه الحدّة يبدأ ابراهيم نصر الله روايته (شرفة الهذيان) ورحلة رشيد النمر العَبثيّة التي بدأت بسقوط قطرة الدم فوق كتفه الأيمن وهو في طريقه لتسلّم عمله الجديد "مسؤولا في مركز الإعلام"، وإذ حاول إزالة آثار بقعة الدم زادت مساحة لترسم له من حيث لا يدري صورة لحياته المستقبلية التي سيكون نزيف الدم المستمر ما يميّزها. فعمله الجديد الذي اعتقد أنه سيكون بداية لحياة جديدة وتحقيق آمال دفينة تزامن مع ما بشّرت به مذيعة التلفاز بوصول جودو . و "جودو" صموئيل بيكت الذي كان يحمل لمنتظريه الآمال والأحلام والتي طالما تاقوا لتحقيقها تقابلت مع وجود الأجنحة للعصفور الذي رآه رابضا تحت شَبَك الشرفة الحديدي، هذه الأجنحة التي تأخذ الواحد إلى عالم جميل فيه تتحقق كل الأحلام المأمولة.



لكن جودو تكشّفَ لنا من خلال الرسم المرافق عن جورج بوش الإبن الذي اعتقد العرب أنه سيكون الرئيس الأمريكي الذي سيُعيدُ لهم حقوقهم وينحازُ إليهم وإلى مصالحهم ضدّ خصومهم وأعدائهم. فكان الأكثر إساءة وعداوة لهم فاحتلت جيوشُه بلادَهم واستأثرَ بثرواتهم وأثار النزاعات الدينية والمذهبية والقطرية فيما بينهم. والأجنحة التي بشّرت بالآتي الجميل تكسّرت تحت وطأة الظُّلاّم وثقل قضبان أقفاص الحديد.



حتى عمله الجديد "مسؤولا في المركز الإعلامي تكشّفَ عن خدعة كبيرة. فالمطلوبُ منه في عمله ليس الإعلام الصحيح والمباشر والسريع والخدمة الممتازة لطالبي المعلومات والحقاق ، وإنما المطلوب هو التستر على الحقائق وانكارها ، والمواظبة على إعطاء المعلومات الكاذبة والخادعة ومنع تسرّب أيّ معلومة لا تُرضي السيّد الحاكم وأسياده. وليس هذا فقط وإنما يُطالَب بالعمل المتواصل على كبت كلّ مظاهر التمرّد وتفتّح الأحلام وتعاظم الآمال، مما يجعله يُخمد في داخلة كلَّ مَظاهر الفرح والأمل والتطلّع المستقبلي الجميل، "من قديم أعدّ الرجال خزائن مضيئة وحشروا فيها ظلالهم وسُمرة نسائهم وشَعْرَ بناتهم الأسود والضحك الذي لم يكن له ذات يوم سبب، وخرجوا لمكاتبهم مطمئنين. من قديم لم يقعوا في خطيئة أن يكون هناك شيء أعلى من قاماتهم حتى لوحات الإعلانات كي لا تُساورهم أنفسهم أن ينظروا للأعلى. من قديم ربطوا القيلولة بحبال قويّة ورفعوا الأسيجة حول أجسادهم وحرصوا أن يكون ثمّة واحد منهم، دائما، ساهرا في الظهيرة بعينين حمراوين."(ص 20-21). ويُصبح شريكا في قتل أحلام الصغار وتدمير مستقبلهم." قال له الشرطي: هل أنتَ واثق من أنّ أبناءك لم يحلموا أو زوجتك، في غفلة منك؟ قال : بالتأكيد. ولماذا سأله الشرطي بغضب. لأنني قتلتهم أجاب رشيد. وهل دفنتهم كما ينبغي؟ تلعثم، غير متأكّد. فقال له الشرطي بلطف باغته: عُد لأسرّتهم وتأكد. (ص22) ومشاركا في حماية وصَون العدو بينما يسمح بامتهان بلاد الأهل والأشقاء وفتحها أمام كلّ طامع غريب. فالتعليمات الصارمة واضحة كما نقلها الموظف القديم لرشيد النمر :"ما نسيتُ قوله أنّ بإمكان الذي يجيئك لالتقاط الصّور، بإمكانه أن يُوجّه الكاميرا إلى الشمال ويصوّر، إلى الجنوب ويصوّر، إلى الشّرق ويصوّر، إلى السماء ويصوّر! أمّا إلى الغرب فإيّاك ثم إيّاك أنْ تسمح له بذلك. فهذا ممنوع.. ممنوع تماما، أعني تماما تماما.(ص18).



ظلّ رشيد النمر، رغم الواقع الذي فُرض عليه ولم يكن متوقعا له يحتفظ ببعض الأحلام الوردية ويأمل بحياة أفضل ويثق بقدرته على فعل شيء ما. فقد اعتقد أنّ بإمكانه، وقد أصبح يعمل ويكسب، أنْ يشتري عصفورا ليؤنسَ ساعات جلوسه في البيت، ولم ينتبه لتحذير ابنه الصغير له حيث نبّهه إلى خطورة اقتناء العصافير بينما نصحه بشراء كلب للحماية، فوجود عصفور في البيت يستدعي المشاكل العديدة التي لا قدرة لهم بمواجهتها ومنعها مثل حضور الصقر الذي سيقوم بافتراس العصفور. وراح الصغير في تفصيل تحذيراته لأبيه وتعداد الإشكالات الصعبة والخطيرة التي سيواجهها حتى وصل أخيرا إلى إمكانية تدخل أمريكا بالأمر واحتلال البلاد وقتل الناس.(ص29-33)



لكن رشيد النمر اقتنى العصافير، وخاض تجربة طويلة ومؤلمة مع الصقر الذي كان يهاجم العصافير ويقتلها حتى أنه في مرة هاجم رشيد النمر نفسه.



ونُفاجَأ بأنّ رشيد النمر مع المدة، يصبح مُنَفّذا لرغبات المسؤولين عنه فيشتري القفصَ ليضعَ فيه العصافير ليُسلّمها للمسؤولين، ولم يعد جمالُ العصفور وصوتُه العذب ما يشدّ رشيدَ النمر وإنما الرغبة في إثبات الإخلاص والولاء للسيّد الحاكم . وهكذا يتقابلُ ويتقاطع عملُ رشيد النمر في مركز الاعلام ومهمته الملقاة عليه بمنع الزائرين من تَعَدّي الحدود المسموح بها مع قيامه بتجميع العصافير والمساعدة في قتلها أو تسليمها للسلطات. وبهذا تخلّى عن حلمه وأمله وما عاش عمره ينتظر تحقيقه. لكن تخلّي رشيد النمر عن اقتناء العصفور، حلمه الذي راوده لسنوات، لا يعني استحالة تحقيق الحلم عند الغير . فقد فوجىء رشيد ذات صباح بسماع غناء هائل لم يسمع مثله من قبل، كان غناء جميلا وصافيا. راح يركض للشرفة، ووجد نفسه وجها لوجه مع عصفور جميل ، وهكذا بقيّة الرجال. ولكن ما أقلقه أن العصفور حطّ على شرفته هو.(ص186)



وتساءل :" ما الذي يحدثُ لو مرّ الشرطيّ من تحت الشرفة ورأى عصفورا طليقا يغني على حافّة شرفتي بالذات؟ شبه مجنون كان." (ص187)



اختفى في الداخل، وحين عاد كانت السكين في يده تلمع. وهوى بالنصل سريعا، لكنّ العصفور كان أسرع وطار. ولهذا اشترى بندقية وأعلن أنه سيقوم بقتل العصفور ويُنهي المشكلة. وانتظر طويلا وعندما أطلّ الصباح خيّل إليه أنه يسمع أصوات عصافير، غير واضحة تماما، أشرع بابَ الشرفة بحذر شديد، وجد نفسه مع مجموعة من الفراخ اللحميّة التي خرجت للتوّ من البيض.(ص 189)



ومع مرور الساعات بدأ الخوف يتسرّب إلى قلب رشيد النمر " ماذا لو جاءت الطيور وهاجمتنا مرّة واحدة، الطيور التي قتلناها والتي أكلناها والتي قيّدناها من أرجلها (190). وفي قمّة تملك الخوف به رأى الأقفاص الطائرة في السماء تحطّ على الشرفات وسطوح البيوت وأرصفة الشوارع وساحات المدارس وأكتاف المارّة وحافلات النقل العام و .. وحتى لم يعد هنالك أيّ مكان يتّسع لها . وعلى شرفته حطّت عدّة أقفاص لا يخفى جمالها، فتملكته البهجة وراح يُصفّق ويتقافز"(ص191). واختلف مع زوجته حول امتلاك قفص ضخم مُزيّن بطريقة فريدة ، ووسط فرح أولاده وتقافزهم برؤية الأقفاص المحلّقة التي غمرت كلّ شيء انتبه إلى ابنته تُحدّق في عينيه مباشرة، وفجأة تراجعت خطوتين ثم أدارت وجهها، عاقدة يديها خلف ظهرها.(191) وحميت المعركة في كل مكان حول الأقفاص وامتلاكها حتى هبط الليل ثم عمّ الصمت. ضوء باهر أخرس ينبثق من قلب الصمت.. ضوء باهر حادّ مثل عماء خاطف يستمرّ للحظات طويلة ، ثمّ: عتمة. صرخ رشيد النمر في زوجته: قولي شيئا.. فردت عليه: ماذا تقول؟. !!



وعاد الصمت ليخيّم فصرخت زوجته: قل شيئا. أجابها : ماذا تقولين؟!! (ص 192)



فلا هي سمعته عندما صرخ عليها . ولا هو سمعها عندما صرختْ عليه.



فقد تقطّعتْ وسائلُ الاتصال بينه وبين زوجته وسادت العتمة والصمت.

وتنتهي قصّة السعي نحو الحريّة المستحيلة في عالمنا العربي بالنسبة لرشيد النمر بقبوله بحياة الأقفاص والخنوع الكامل للسيّد الحاكم، لكنّ نظراته المنتبهة لتحديق ابنته في عينيه مباشرة ومُتابعتها وهي تتراجع وتُدير ظهرَها عاقدة يديها خلف ظهرها يُبقي لدينا بعضَ الأمل أنّ رشيد النمر لا يزالُ يحتفظ ببعض الحلم وببعض الرغبة في تحقيقه.



قلت "السعي نحو الحريّة المستحيلة" لأنّ إبراهيم نصر الله في "شرفة للهذيان" تعرّض للفترة الزمنية التي عاشها عالمنا العربي في أسوأ فترات تاريخه الممتدة من يوم فوز الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن برئاسة الولايات المتحدة حتى يومنا هذا. فباسم الديمقراطيّة والحريّة والعدالة التي ادّعى بوش إصراره على نشرها وتثبيتها في عالمينا العربي والإسلامي انتهكت الأوطان واحتلتها الجيوش وتفاقمت الصراعات القوميّة والقطرية والدينية والطائفيّة وحتى العشائرية، وتدمّر الاقتصاد الوطني وزاد استغلال الرأسمال وأصحاب السلطة، وكبُر بشكل هائل عددُ الفقراء، وتوقف تطوّر المجتمع والإبداع في مختلف المجالات في معظم البلدان، وسادت الثقافة السطحيّة الهشّة المتمثلة بكثرة الفضائيات العربية وما تُقدّمه من رُخص وضحالة كما برز في كلام رشيد النمر عن ابنه: "أحيانا يبيعُ جواربَ نسائية وحمّالات صدور وغيارات داخلية، وقبل يومين قال له أحدهم: عليك أنْ تفهمَ أنّك لن تستطيع بيعَ أيّ قطعة من هذه القطع. وحين سأله: لماذا؟ أجابه: لأنك تبيعها فارغة، في حين تبيعُها الفضائيّات لنا طوال الوقت ممتلئة. وحين عاد الولد للبيت اختلى بغرفته سبعَ ليال وحين خرج قال لي: فعلا، إنّهم يبيعونها ممتلئة ويُعلّمون الناس كيفيّة استعمالها أيضا."(ص68-69) . وعلا صوت وقوّة التيّارات الدينيّة السلفيّة وتَراجع موقعُ المرأة إلى عقود بعيدة. كل هذا يجري مع التلويح بالسّوط الأمريكي والتّغني بالحريّة والديمقراطية والعدالة التي سيفرضُها جودو الأمريكي على العالم.



ابراهيم نصر الله صوّر لنا مأساةَ الرجال الأحرار في عالمنا العربي، الساعين نحو تحقيق الحلم بوطن تُرفرف عليه أجنحةُ الحرية ونِعمَةُ الديمقراطية وينعُمُ بالعدالة، كيف تكون نهايتهم القتل بكل شراسة، وكيف أنّ المواطنَ لا يجرؤ على إسماع انتقاده حتى في الأمور البسيطة ، فما عليه إلاّ الرضوخ والقبول والرضا وشكر السيّد على نِعَمِه.



لقد تعرّض ابراهيم نصر الله في روايته للعديد من القضايا والمواقف والأحداث التي كان لها أثرها على العالم ككل وعلى عالمنا العربي وعلى هذا البلد أو ذاك بشكل خاص. فذكر حَدثَ تَفجير بُرجَي التجارة العالمية في نيويورك وما كان من نتائج ذلك، وذكر أحداثَ العراق وسجونَ الإعتقال الأمريكية والتعذيب في غوانتينامو وأبو غريب وغيرها. وذكر حادثة تَزويد الحكومة الاسرائيلية للأردن بمياه المجاري ��دلا من المياه الصالحة للشرب والمستحقة للأردن كما نصّت اتفاقيّةُ الصلح بين البلدين وكيف أدّى ذلك إلى النقص في مياه الشرب واستغلال البعض للمتاجرة السوداء بالماء ممّا استدعى تدخل وزارة الصحة الأردنية.



رواية "شرفة الهذيان" التي يضيع قارئها ما بين شدّة واقعيتها من جهة وسرياليتها والمشاهد الخيالية التي تتوالى، هي تجربة جديدة ومتطوّرة في إبداع ابراهيم نصرالله. وبالإضافة إلى لغته الجميلة وسَرده الأخّاذ وحواراته العميقة والواضحة في قَصْديّتها فقد خاض تجربة جديدة في كتابة الرواية، بعيدا عن البناء التقليدي الذي عَرفناه في الرواية منذ سنوا��، فمن حيث الشكل لا نجد السرد التقليدي ولا الحبكة الروائيّة، واستعاضَ عنها بالخبر الصحفي والإعلان الرسمي والدعائي وبالصورة الفوتغرافية والمأخوذة من الإنترنيت. وهو يدرك كم لهذه الإضافات من تأثير وكم بامكانها أن تختصر الكلام الكثير . فصورة الرئيس الأمريكي ومن ثم صورة معتقل غوانتينامو والمعتقلين فيه وصورة المعتقلين أثناء تعذيبهم وصورة عشرات القتلى نتيجة للحرب القذرة في العراق وصورة الطفل الفلسطيني محمد الدرة لحظات قتله كلّها كافية أن تقول لنا ما تعجز عنه آلاف الكلمات. كما أن تكرار صور العصافير المُعَرّضَة للذبح والقَتل، ورغم ذلك تبقى مصرّة على الحياة والطيران والوجود تقول لنا الكثير، أنّ الأملَ باق وأنّ الغدَ لحاملي مَشاعل الحرية وأصحاب الأحلام والآمال الكبيرة. وشخصية الإبنة التي شذّت عن الآخرين، رغم صمتها الدائم، قالت نظراتها الكثير، وصورة حنظلة الفلسطيني المرافقة لظهورها ذات دلالة على تفاهة كل الآخرين وأنها وحدَها المصيبةُ ووحدها العارفةُ ووحدها المنتصرة في النهاية. أمّا من حيث المضمون فقد تطرّق لمختلف القضايا والأفكار والمواقف، وعرضها بشكلها السريالي المثير في المتلقي حالات مُتناقضة من الخوف واليأس، ولكنّه أبقى نافذة للأمل بحَتميّة انتصار أصحاب الآمال والأحلام الكبيرة.



كما أنّ عنصرَي الزمان والمكان افتقرا للتسلسل الزمني والوضوح والتّحديد المكاني حيث قدّم لنا مَشاهدَ مُتفرّقة تقتربُ في الكثير منها إلى مشاهدَ من عالم اللامعقول الغرائبي، وذلك ليُؤكّدَ لنا، كما عرفنا ذلك في روايات عبد الرحمن منيف وخاصّة روايات: "الأشجار واغتيال مرزوق، شرق المتوسط (بجزأيها)، حين تركنا الجسر والنهايات"، أنّ ما تابَعناه في الرواية من عالم غرائبي وأحداث لا يتصوّرُها الإنسانُ العادي هو واقع الانسان العربي في كل قطر عربي في هذا الزمن العربي الرّديء.



وتكاد المَشاهد المُتتابعة والمتنوعة تفتقرُ للوصف المطلوب الذي يُعطي للصورة المشهَديّة كاملَ حاجيّاتها اللازمة لإشراك المتلقي في تفاصيل الحدَث، ولهذا افتُقِدَت تلك العلاقةُ التي تربط بين المكان والانسان، فمكان العمل "مركز الإعلام المَركزي" بالنسبة لرشيد النمر ظلّ مكانا مجهولا مُحَرّما عليه التعرّف على كل جوانبه ولهذا لم يشعر نحوه بأيّ انتماء ومحبّة ، بل كان يشعر فيه بالضيق والتفاهة والخوف وافتقاد الأمن. وهذا صحيح في علاقته مع الشارع والبيوت المقابلة لبيته التي ظلّت غريبة بالنسبة له رغم تجاوبها مع ما يقوم به من فعل. وحتى بيته هو لم يجد فيه الدفء والأمان والرّاحة والمحبّة ، فلم يصف لنا هذا البيت ولم يُدخلنا إلى أي مكان فيه. حتى الشرفة لم يصفها لنا وفقط اكتفى بذكرها. ولهذا كان البيت بالنسبة له مكانا معاديا لا يجد فيه الراحة ولا الأمان، وزوجته وأولاده يتحوّلون ليكونوا الخصمَ حتى أنّه لا يتورّع عن قتلهم، فلا تفاهمَ بينهم ولا ودّ ولا حلم مشترك، هو في عالمه وهم في عوالمهم.



وسابقة شجاعة ولكنها خطرة، إذا حاول تقليدَها مَن ليس بمستوى وقُدرة ابراهيم نصر الله الإبداعية، وأقصد مشاركةَ ابنه "علي" في الرابعة عشرة من عمره وابنته "مَي" في الثانية عشرة من عمرها في كتابة بعض صفحات من الرواية.



وكما صدّر ابراهيم نصر الله روايتَه بأحْكام الحكّام ومَطالبهم غير القابلة للنقاش فقد أنهاها بأغنية تحكي مأساة هذا العالم العربي والأنسان العربي الذي لم يعُد له إلى أين يتّجه غير القبول بعالم الأقفاص المحدِّدَة له واقعَه ومستقبلَه، فعالمُه الذي بقي له عالم فارغ من كل شيء ولا أملَ له فيه:



ضيّعتُ مساءَ الأمس طريقي للقفص المنذورْ

بكيتُ ليمنحني أحد قفَصا مَهجورْ

قالوا لن تجدَ هنا شيئا مهجورا غير الدّورْ

وجناح العُشب الأخضر .. وغناء العصفورْ (ص 193)



وبكلمات الصغير لوالده رشيد النمر ليلا بعد شهر على ليل الصمت الطويل: "مال الصغيرُ نحو أذن أبيه وهمس: لقد حذّرتُكَ، لقد قلتُ لكَ بوضوح، لا تضعنا في موقف حَرج كهذا، لكنّكَ لم تسمعني، لو اشتريتَ لنا كلبا .. كنتَ ارتحتَ .. وأرحتَنا!!!"(ص195)



وبهذه النهاية اللاذعة بسخريتها الحارقة يريد ابراهيم نصر الله أن يُعيدَنا إلى شرفته العالية التي منها كان يجب أن يرى كلّ شيء ويعرفَ كلّ شيء، ولكنها بدل من أن تكونَ بُرجَ المراقبة والمعرفة ومُنطلقَ الأمل والدّافعَ للتمرّد والثورة والمواجهة والخروج للعمل، نَراها تتقلّص لتُدخِلَ الواقفَ فيها في حالة من الهذَيان اللانهائيّة. ولكنّها في الوقت نفسه تُذكرُنا بهذا الواقع غير المحتمََل لنَتَبصّر فيه من جديد لننتفضَ ونثورَ ونعلنَ أنّنا لن نقبلَ بديلا عن عالم العصافير الجميل بما تُمثله من حريّة وديمقراطيّة وعَدالة.


د. نبيه القاسم

---------------------------------------------------------------------


Profile Image for Anas.
202 reviews137 followers
August 22, 2015
انطباع حول رواية (شرفة الهذيان) لمؤلفها إبراهيم نصر الله ~

وهي هذيانٌ كاسمها...

.

=====

رواية (شرفة الهذيان) الصادرة في عام 2005 هي الأولى في سلسلته الروائية المسماة (شرفات)، والمختومة في عام 2015 بشرفتها الخامسة وهي رواية (شرفة الفردوس) التي سبق الحديث عنها منذ أيام قليلة.

و(شرفة الهذيان) هي ثالث رواية أقرؤها من هذه السلسلة، ويؤسفني كل الأسف أن أقول بأنها من أسوأ ما قرأت على الإطلاق...

الرواية - ومثلها (شرفة الفردوس) - مغرقة إغراقاً شديداً في الخيال والرمزية، وتتعمد عن سبق إصرار وترصد التطويح بك في عوالم سريالية وعجائبية، تاركة لك تلك المهمة الشاقة في تحليل الرموز وتفسيرها واستنباط ما الذي أراد الكاتب أن يقصده بها.

أسلوب الرواية ثقيل ومضلل، وإن لم يخل من حوارات رشيقة في بعض الأحيان، وحوارات غثائية لا معنى لها في أحيان أخرى، إلا أن ذلك لم يمنع الرواية من أن تكون موجهة فقط للناقد النخبوي المتشامخ، ولا أقول هنا القارئ النخبوي، بل الناقد النخبوي الجالس في برجه العاجي المتعالي.

في عالم من الطيور والأقفاص والصقور، والصور المدمجة في صفحات الرواية على سبيل التجديد والخروج عن المألوف، ضمَّن المؤلف في تلك الصفحات ترميزات وإشارات لواقع الخنوع العربي لأنظمته المستبدة، ولخضوع تلك الأنظمة المستبدة نفسها للكيان الغربي المتسلط... أو هذا ما فهمه النقاد الذين يزعمون أن الأديب المبدع في أيامنا هذه صار يختبئ خلف الرمزية مكرهاً لئلا يطاله بطش الأنظمة في حال لو صرَّح بما يريد قوله.

وهنا سؤال يطرح نفسه، حول القيمة الأدبية الحقيقية للرواية الرمزية عندما تأخذ بعداً سريالياً عجائبياً... ذلك أن الخيال والترميز والعجائبية في الكتابة يمنح العمل الأدبي هالةً عظيمةً من الغموض والرهبة تحيط به، ومن تلك الهالة الضبابية يقتات النقاد والمحللون الأدبيون، ومن مقالاتهم يقتات الكاتب ويقتني مجداً لروايته وقد اقتنصه من دعوى العمق والدلالات الفخمة المترفة، لكن الإشكال هو عندما نجرِّد الرواية من رمزيتها وسرياليتها، ونبدد تلك الهالة المفتعلة المحيطة بها، لنراها عارية تماماً بأفكارها الأساسية التي أراد الكاتب التعبير عنها... وعندها فقط سنجد أنفسنا أمام حقيقة مخيبة للآمال حقاً، وأمام فكرة بسيطة مبذولة تم تفخيمها بواسطة هالات الرموز والتعابير الخيالية والأوصاف العجائبية.

لمثل هذا، يمقت أمثال هؤلاء الكتاب تجريد أعمالهم وتعريتها من تلك الهالة، لأن الهالة هي مصدر قوتهم ورزقهم، ومنها تصدر مقالات النقاد وقراءاتهم وتحليلاتهم التي تمد العمل بأذرع جديدة من الأبعاد العميقة الكاذبة...

وجميع هذا، دون الأخذ بعين الاعتبار بأن هذا النوع من الكتابة يخلِّص الكاتب من مسؤولية الحبكة والترابط القصصي، وهو أصعب ما في الكتابة الروائية، ويتيح له فرصة مجانية في أن يكتب ما يشاء مما يتخيله، متحرراً تماماً من القوانين العقلية والواقعية، وسواء كان ما يكتبه ذا معنى أو يخلو منه، فإنه في النهاية سيصنف ضمن الأدب الرمزي السريالي، وربما يكتشف النقاد والمحللون في العبارة أبعاداً لم تخطر ببال كاتبها نفسه، ينسبونها له في نهاية الأمر وإليه ترجع عائدتها من المجد الأدبي الزائف.

إنني بصراحة لم أحترم قط ما يسمى بفن (الرسم التجريدي)، وما زلت أعتبره احتيالاً ونصباً الغرض منه اكتساب مجد مجاني مبني على تلك الهالة الرمزية التي لم يبذل فيها الرسام كثير جهد، لكنها تفتح أبواباً لا حدود لها أمام النقاد والمحللين ليُكسبوا اللوحة الفارغة هالات متراكمة من الغموض والرهبة والدلالات المدعاة، لكننا لو قمنا بتعرية كل ذلك وتبديد تلك الهالات فلن نجد شيئاً يُذكر سوى قماشاً ملطخاً بالأصباغ القبيحة.

فكذلك هذه الرواية (شرفة الهذيان)، فإن نظرتي لها لا تختلف عن نظرتي لأي لوحة تنتمي إلى (الرسم التجريدي)، فهذه إن كانت قماشاً ملطخاً بالأصباغ فقط، فتلك إذاً مجرد صفحات ملطخة بالهذيان والتهويمات والخيالات الفارغة.

وفي المحصلة، هي رواية لم أستمتع بقراءتها ولم أتلهف لتقليب صفحاتها سعياً لاكتشاف المزيد منها، بل لم أبلغ ربعها إلا ووجدت نفسي أستعجل نهايتها، وأنظر كم بقي من الصفحات، وأواصل قراءتها مستثقلاً لها متمنياً الخلاص منها في أقرب وقت ممكن.

فإن كان هذا هو ما يراد بـ (تجديد الفن الروائي)، فإني أفضل ألا يتم تجديد الرواية، وأن تظل الرواية كلاسيكية كما كانت من قبل قديماً...

.

بقيت لي شرفتان وأنتهي من مطالعة هذا المشروع الأدبي، وسيكون لنا لقاء جديد إن شاء الله بعد انتهائي من الرواية القادمة وهي (شرفة الهاوية).

وبعد الشرفات إن شاء الله سأنتقل لقراءة سلسلة روائية أقدم لنفس الكاتب وهي (الملهاة الفلسطينية)، وإليها تنتمي رائعته التي أبهرت الجميع (زمن الخيول البيضاء).

هو مشروع قرائي سأنهيه بإذن الله تعالى، وحتى لو لم يعجبني بعض ما أقرأ، فإني أظل حريصاً على اكتسابه وضمه إلى رصيد مطالعتي الذي ما زال ينقصه الكثير والكثير من الأعمال الروائية الرائجة في ساحتنا الأدبية الغنية...

.

تم بحمد الله الانتهاء من قراءة رواية (شرفة الهذيان) بتاريخ 21/08/2015.

.

أنس سعيد محمد
22/08/2015
Profile Image for Tahani.
94 reviews82 followers
July 27, 2014
؛
كنت مع كل صفحة أطويها ألمح عصفوراً يطير فَزِعاً بحثاً عن ملاذٍ بعيداً عن قيد السيناريو الغريب لهذه الرواية، كل العصافير في هذا الكتاب هربت من النصل الذي يسارع إلى جزّ رؤوسها كلما صدح غناؤها في الفضاء واخترق سمع الخنوع الذي بات رابضاً خلف أبواب الشرفة يتحيّن الفرص للانقضاض على صوت الحرية حتى من قبل أن يصدر من الحنجرة.
.

#شرفة_الهذيان عمل يحمل بين ثناياه حوارات عميقة ومشاهد هزلية ساخرة، وأخرى سينمائية لا تخلو من المبالغة حيث العصافير يتضاعف حجمها ما إن تتعرض لأشعة الشمس وتضيق بها أقفاصها وتنفجر أجسادها المنتفخة ويتطاير الريش في كل مكان وتسقط قطرات الدم من السماء الصافية على أكتاف العابرين مخلفّةً بقعة حمراء تتسع على أقمشة معاطفهم وأفواه فاغرة وأعين شاخصة وأجواء عابقة بالذهول..!
.

هنا حيث الحياة التي تكون هي نفسها الموت، والحرية التي تُقاس بمقدار ما نملك من أقفاص، والصداقة التي لا نتوانى عن رميها بالرصاص ما إن يلوح في الأفق مطمع جديد، وهنا الحق الذي يُحارب بحبسه في الأقفاص المعتمة.
.


يروي #إبراهيم_نصرالله الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة العربية "منذ حرب الخليج الأولى وصولاً إلى مرحلة ما بعد 11 سبتمبر واحتلال العراق" من وراء حجاب الرمزية التي يتقنها جيداً، مستعيناً بالإسقاطات التي تلمسها أثناء القراءة رغم جهلك بكنهها ومعناها.
.

ليست العصافير التي حوربت وتم القضاء عليها سوى أصوات الجموع التي ثارت في وجه الظلم والطغيان، وأحسبُ تلك الفتاة التي بقيت ترقب الأحداث بصمت بالغ، عاقدة ذراعيها خلف ظهرها ليست إلا الكرامة الموبوءة بالعروبة والتي استفحلت الغرغرينا في جسدها الغض فصار لا بد من بترها...
.

كل ما كتبته أعلاه لا يخرج عن كونه تفكير بصوت عالٍ إذ ليس بالإمكان كتابة تقريرٍ عن أمر لم تفهمه، وهو متاحٌ للجميع، قابل للتأويل كيفما اتفق مع فكر القارئ واستيعابه ومدى وعيه بالرمز والمعنى المبطّن بالنص في ثوب روائي جميل يأخذك رغم واقعيته إلى أبعد مما يتسع له خيالك..
.

ملاحظة: ربما هي ليست أفضل ما كتب #إبراهيم_نصرالله ولكن تظل واحدة من أعماله المتميزة على الدوام.
انتهى*
Profile Image for محمد حمدان.
Author 2 books879 followers
February 2, 2020
شرفة الهذيان – إبراهيم نصر الله

من ضمن عموم أعمال نصر الله الروائية، تحمل هذه الرواية الرقم 11 في التسلسل التاريخي وقد صدرت لأول مرة عام 2005. وهي الأولى في مشروعه الروائي "الشرفات" وهو المشروع الذي وصل عدد أعماله الروائية فيه حتى اليوم، 6 أعمل. بينما له مشروع آخر وهو مشروع "الملهاة الفلسطينية" وقد بلغ عدد أعماله الروائية 10.

إنها ثالث رواية أقرأها له بعد براري الحمى وحارس المدينة الضائعة.. ولم تشذ هذه الرواية عن النمط المتكرر لنصر الله في هذه الروايات ألا وهو: الرواية الجديدة.

كنت قد تعرفت من قبل على مفهوم الرواية الجديدة من خلال قراءتي لكتاب "نحو رواية جديدة" – ألان روب جرييه وكتاب "بحوث في الرواية الجديدة" – ميشال بيتور. وهما رائدا الرواية الجديدة ولهما دور في التنظير الأدبي للرواية الجديدة في الأدب الفرنسي قبل انتشارها في العالم. وفي العالم العربي، نستطيع القول بأن إبراهيم نصر أحد أهم كتاب الرواية العربية الجديدة. على الأقل، ضمن ما قرأته له حتى اللحظة من خلال رواياته الثلاث آنفة الذكر.

حسناً، ما هي الرواية الجديدة ؟
إنها رواية متمردة على أركان الرواية التقليدية حتماً، وهي في ذات الوقت لا تسعى لسرد الواقع. وتحاول بشتى الطرق أن تذكر القاريء بأنه يقرأ رواية ليس إلا.. في تحدِ صارخ لمبدأ الإقناع الذي تعكف الرواية الحديثة جاهدة عليه كي يكون على أكمل وجه. وتتميز الرواية الجديدة كذلك بشخوصها التي لا تتطور ولا تملك خلفية شخصية كافية كي تجعلها مقنعة.. إنها أقرب ما يكون لكاريكاتور مصور. وفي الرواية الجديدة للمكان ،أو لنقل للعناصر غير الآدمية دور أكبر بكثير مما لها عليه في الرواية الحديثة. فمن الجائز جداً أن تكون بطولة رواية جديدة ما هي لشيء لا لشخص. حين يقرأ أي شخص أياً من هذه الروايات الثلاث سيجد كل أو معظم ما سبق.
والآن، لنتوقف قليلاً على هذه الرواية بالذات.

تتحدث الرواية عن رشيد النمر وحكايته "الغريبة" -كالعادة- مع عائلته وعمله الجديد ومع العصافير. أجل، مع العصافير. وما يثير الإنتباه في هذه الرواية لربما أكثر من الحكاية نفسها. هو أسلوب السرد؛ فالفصول ليست فصولاً بمعنى الكلمة، إنما هي مشاهد أو فواصل، تتراوح بين سرد، وما يشبه قصائد الشعر، بل إنه وفي بعض الفصول فإننا نجد حتى السرد يحمل شكل السطور الشعرية وقد ذهب أحد النقاد بأن الكاتب أراد السرد أن يتخذ شكلاً أفقياً وعامودياً فيما قد يبدو للبعض كالقفص ! وهو ما ينسجم مع موضوع الرواية والذي ذهب فيه البعض إلى أنه ليس سوى الحرية. وقد يبدو ذلك مثيراً للإهتمام، خاصة مع كل ذلك التوظيف للعصافير التي أوصت الحكومة الشعب بصيدها وحثت مواطنيها على الإتجار بالأقفاص ! فالمكان الطبيعي للعصافير في دولة رشيد النمر، هو الأقفاص. وكما هي العادة مع نصر الله فالأحداث الغرائبية لا تتوقف، فرشيد النمر يقرّ بأنه ميت، وأنه كان قد قتل عائلته من قبل، قبل أن يناموا ويستمروا في حياة أخرى. بل حتى العصافير، التي تأكلها الصقور، أو يذبحها رشيد ذاته، تموت، لتقوم فيما بعد.

يرغب أولاد رشيد بأن يقتنوا كلباً، لكن رشيد كان يرغب في عصفور، ولذا انتهز فرصة طلب أولاده لكلب لتحقيق حلمه في أن يربي عصفوراً.. وهذا ما قد يمثل مثالاً آخر على سلب الحرية. فرشيد لم يحقق حلم طفولته بأن استجاب أهله له في تربية عصفور. وهو بدوره لم يلبِ طلب أولاده بكلب. فجلب لنفسه عصفوره الخاص، والذي حدث بأن أكله صقر، ولكن هذا دفع رشيد بأن يجلب عصفوراً آخر ليأكله الصقر أيضاً.. مما أغراه بأن يجلب الكثير من العصافير حتى يأكلهم الصقر الذي أكل عائلة رشيد ورشيد ذاته قبل أن يذهبوا إلى النوم بعد ذلك. وفيما يشكل استثناءً صارخاً، نجد ابنة رشيد، تضع يديها خلف ظهرها وتعطي عائلتها ظهرها فيما يشبه موقف حنظلة المشهور وهي الشخصية الكاريكاتورية الأشهر لناجي العلي والتي تمثل وقفة رفض وتمرد في عام 1973 حين بدأت بوادر التطبيع مع الكيان الصهيوني. وهنا، نجد الابنة في موقفها هذا تظهر رفضها لسلوك عائلتها الراضخ والمتمثل في انصياعها لسياسة الحكومة في صيد العصافير وحبسها في الأقفاص. وما يثير الإهتمام أكثر، هو أن العصافير نفسها، واعية لما يحدث معها. وهي أيضاً، كما هو حال ابنة رشيد، رافضة لما يحدث. فنرى أحدها، وهو يكبر بشكل غير طبيعي. لدرجة أنه أصبح أكبر من القفص. وقد كبر بهذه الطريقة وهو في داخل القفص، فحطمه. ليجده رشيد على هذه الحال، مما أثار ذعره وجعله في حرص على أن يذبحه فوراً:

أدرك العصفور أنه وقع في الفخ، وأنه سيموت. لكن يأسه لم يمنعه من أن يحلم بشمس تشرق فجأة ساطعة على غير عادتها، فيكبر أكثر وأكثر فلا تغدو السكين، التي التمعت، أكثر من شوكة، مقارنة بحجم رقبته، ويكون مصير البيت مصير القفص !
لكن الشمس لا تشرق هكذا، هو يعرف ذلك وصاحبه يعرف. انتهى الإقتباس.

وما يثير الانتباه أيضاً، هو عمل رشيد "الغريب" فهو حارس ما، وظيفته تتلخص في استقبال الصحفيين ومنعهم من الصعود إلى السطوح للتصوير، ومنعهم أيضاً من التصوير لجهة الغرب رغم أنه لا يوجد شيء هناك ! ما السبب في ذلك ؟ ذلك لأن رشيد قد حلم حلماً !
الحلم أيضاً، هو رمز من رموز الحرية أو لنقل الرغبة في التحرر. ونستطيع أن نلاحظ بأن رشيد قد استلم عمله من رشيد نفسه إنما "العجوز" وهو الذي يعرف أن رشيد الشاب قد حلم. وليس العجوز وحده من هو على اطلاع غريب بما يفعله رشيد بل الشرطي كذلك، وكل من هم على الشرفات؛ الذين يراقبون ما يفعله رشيد من على شرفته بل ويتخذونه قدوة فيفعلون مثله تماماً.

علاقة رشيد بحبيبته مشابهة بعلاقة بطل روايته الأخرى حارس المدينة الضائعة بزميلته في الجريدة. كلاهما انتهت دون أمل. ويمكن للقاريء أيضاً، أن يلحظ لمز زوجة رشيد بعجز رشيد من تأدية واجباته الزوجية.. فهي ما تنفك بالإحتكاك بزوجها بمناسبة أو من غير مناسبة بداعي أنه "لعل وعسى" ولكن، دونما فائدة ! ومن السهل الإستنباط بأن عجز الرجال هو دلالة على القهر. الإنسان غير الحر، هو إنسان مقهور دون شك. قد يتناسل، ولكنه عاجز ! قد يعيش، ولكنه ميت ! وأي سلوك أو حركة يتخذها غير الحر فهي غير مستهجنة إطلاقاً.

أتفهم تماماً، السهولة التي قد ثثير فيها الحنق مثل هذا الأسلوب في سرد مثل هذه الأفكار، خاصة تلك الصفحات الأربع التي أسهب فيها ابنه في إعادة خلق تلك الدعابة الشهيرة التي استخدمها المنتصر بالله في مسرحية العالمة باشا "قدامك حل من اتنين". إن مشاهدة هذه الدعابة في مسرحية قد تثير ضحكك ولكن قراءتها على امتداد صفحات أربع وعلى لسان طفل لا يمكن له أن يخلق مثل هذه الدعابة هو أمر ليس باللامعقول بل هو مثير للحنق وجداً كذلك.

أستطيع التفكير بالكثير من الطرق التي يمكن لكاتب آخر أن يعبر فيها عن نفس الأفكار إنما بطريقة أفضل، وهذا بدوره يطرح السؤال المثير: لماذا إذن، يختار كاتب ما مثل هذا الأسلوب. وهنا، أستطيع التفكير بعدد من الإجابات، أحدها هو أننا نعيش في العالم العربي، حيث أن الأدب قد يورط صاحبه في المشاكل، ولا ننسى ديوان "نعمان يسترد لونه" والذي تعرض تحول بسببه نصر الله إلى القضاء. وهذا وهو محض شعر، فكيف برواية موضوعها هو الحرية ! هل يمكننا مثلاً أن نتخيل كيف يمكن أن يكون الأمر لو فرضنا بأن منع التصوير باتجاه الغرب هو لأنه اتجاه فلسطين مثلاً ؟ أو أن الحكومة التي تمنع التصوير باتجاه الغرب هي ذاتها التي تصادر حريات السكان بالطريقة التي نراها في الرواية ؟ إن نصر الله من الجيل الذي عاش في أكثر الأوقات توتراً في الأردن، ونستطيع أن نتفهم تحفظه في أسلوب الهذيان الذي قد يعطيه راحة في قول ما يشاء دون أن يجرؤ أحد ما على اتهامه بأي شيء، فمن هذا الذي يستطيع أن يخرج بيقين ما من كل هذا الهذيان المكتوب في هذه الرواية ؟ ورغم كل هذا، فقد يتمكن أحد ما من التحذلق كما فعلت أنا هنا، ويخرج بأي شيء قد يثير الشبهات وهنا يأتي دور الرواية الجديدة للتذكير بأنها مجرد رواية.. محض خيال أو بالأحرى هذيان. هذا كل شيء. وهي في هذا الخصوص على وجه التحديد قد أدت وظيفتها بشكل ممتاز.

خلاصة، هل هي رواية جيدة ؟ قد تكون كذلك لأي فرد آخر سواي. أما بالنسبة لي، فللمرة المليون، لا ثم لا ثم لا.. للرواية الجديدة.
Profile Image for نيرة نجدي.
61 reviews42 followers
April 5, 2021
نوع مختلف تمامًا عن بناء الرواية التقليدية، أو حتى الحديثة؛ فكما يقال كسر مفهوم بناء ورسم الشخصية باللاشخصية، عبث ملحمي عظيم، لاتدرك متى وطأت قدماك داخل الدوامة، هل مذُ سقطت قطرة الدم الأولى فوق كتف القميص، لتتبعها قطرة دم أخرى بعد ثلاث دقائق فقط
أم لما قبل هذا بكثير؟
بالحقيقة يحمل العمل إسقاطات قوية على تاريخ المواطن العربي، الحروب، الانقسامات، والعدوات وحتى الصداقات. ويتمثل هذا الأمر في عائلة "رشيد النمر"، التي تتكون من الأب، الأم المدخنة، والأبناء؛ بما فيهم الابنة الكبرى التي تأخذ صف أبيها تدافع عنه ببعض الأحيان، وطبيبه، صديقه بلا جفنين.
آه من العصافير، أما كان الأمر لينتهي بسلام لو جلب كلبًا كما أرادوه، فقد أخبره ابنه الصغير:
-كنت سترتاح لو اشتريت لنا كلبًا!
وأخبرته زوجته:
-لقد ورطتنا مع الصقر؛ أي ورطت نفسك.
فالضحية الأولى كان عصفور يقاوم الموت برجل واحدة، بعد التهام الصقر لرجله الأخرى!
عمل رائع يستحق الإشادة، وقد عرفت إنه فيما بعد كان بداية الشرفات.
Profile Image for Njlaa Basalat.
26 reviews15 followers
September 15, 2013
هذيان هذيان لا أظنني فككت جميع رموز الرواية!
Profile Image for Georgette Rizqallah.
253 reviews30 followers
January 9, 2018

3.5
كل منا يهذي بطريقته، نعيش في أقفاص بأحجام مختلفة وكلما نكبر ونشعر بأن قفصنا أو قفص من يهمنا صغر نسرع لنجلب أكير منه، نفكر بالتحرر ولكن الخوف
والهذيان اليومي يمنعنا من أخذ هذه الخطوة، هذا الهذيان يجعلنا ننظر في اتجاه معين، يغلق عقولنا، لو نظرنا للغرب لكان من الممكن أن نحظى بحياة يكون داخلنا فيها على قيد الحياة.
نقضي حياتنا ونحن نتخيل بأننا أحياء، قد نضحك ونعمل ونقوم بكل واجباتنا ولكن هناك شيء مات بداخلنا!

قد يرى الكثير هذه الرواية مجرد كلام وهذيان ولكن ما المشكلة إذا كان واقعنا مجموعة من الهذيان والصراع اليومي بين ما هو داخلنا وخارجنا!

سأهذي لعل ما مات بداخلي يعيش!
Profile Image for وادفل عبد الناصر.
566 reviews79 followers
February 12, 2023
تدورُ الروايةُ في عوالمَ متصلةٍ من الهذيان، حلقات متصلة من تخاريفَ (أو ربما رموز)، تهويمات يسبح فيها (رشيد النمر) الشخصية الرئيسية ، والوحيدة التي حملت اسمًا في الرواية، هو وسائر الشخصيات التي سُميت بوظيفتها الحياتية أو البيولوجية أو الاجتماعية ، الزوجة والأبناء والجار والشرطي وبائع العصافير.
العصافيرُ كانت العقدة الرئيسية في الرواية، التي بدأ دخولها في الرواية حين قرر رشيد شراء عصفور ليضعه في الشرفة، بينما أراد أبناؤه أن يشتري لهم كلبا، ثم ظهرالصقر وبدأ بالتهام العصافير، التي كان رشيد يشتريها كل يوم، ثم التهم الصقر رشيدا وزوجته وأبناءه، لتبدأ مرحلة جديدة من حياة الأسرة الحية الميتة، اشتبكت فيها حكايات العصافير -التي اتخذت مناحيَ مختلفة- مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
مثلت الرواية بحساسية حالة الاغتراب والتشظي التي يعيشها العربي، حالة القهر واليأس وفقدان الأمل، الذي كان (نصر الله) يمنحنا أحيانا إضاءات له، ككوة من نورٍ تنفتح في أفقٍ معتم، حين يتكلم عن العصافير وتغريدها وابنته التي كانت تحمل روحا مختلفة عن بقية أبنائه، ولكن هذه الكوة سرعان ما تُغلق، حين تُذبح العصافير وتدير ابنته ظهرها. ولكن العصافير تعود للظهور والتغريد، وتهبط عشرات الأقفاص على كل الشرفات، وتختم الرواية بجملة في منتصف الصفحة على خلفية سوداء:
وقراءة “شرفة الهذيان” ممكنة على عدة مستويات وبعشرات التفسيرات، فهذه التخاريف المتصلة التي تجدف فيها الشخصيات، تتيح للمتلقي أن يفسرَ الرواية كيف يشاء، وهو يشارك بفعالية في عملية تأويل عميقة على عدة مستويات
Profile Image for yoyo.
99 reviews13 followers
December 22, 2014
الرواية من منظروي الشخصي .. شئ عجيب.. حابس للانفاس.. كعادة ابراهيم.. في الاستعاره.. في تبطين الاشياء والكلام والسياسه.. الكلام يبدو من خارجه مجرد تخاريف وهذيان لذلك سميت بشرفة الهذيان.
عصافير.. دم.. منع التصوير.. اشياء تبدو مجرد هذيان ولكن الكاتب يقول شئ وراء التخاريف.

مافهمته من الروايه.. أننا أصبحنا عبيد.. أمواتا أحياء وطاردنا الحريات فقتلناها وأكلناها وهى في الرواية في رمز العصفور الذي منع باتا إقتنائه من قبل السلطات.. ولكن سمح بأكله وذبحه وشيه !
فأرتضينا بالعبوديه وأصبحنا حماتا لها.. أصبحنا عملاء. من غير قصد في سبيل تعبيد انفسنا أكثر وأكثر.

اما بالنسبه لحادث برجي التجارة العالمي.. شدد الكاتب قي تسميتهم بالفيلم .. ههههه وهذه حقيقه.. فلم مخابراتي لغزو العراق .. وترهيب المسلمين.

أما إبنته التى وصفتها أمها انها لاترى أبعد من أنفها .. فهى حنظله.. الفتى الشهير في رسومات ناجي العلي.. الذي يرى الظلم والاحتلال والقتل والتشريد.

أما بالنسبه للاقفاص.. فنحن نعشق الاقفاص.. بحجة السلام.. فلنغلق نفسنا اكثر واكثر .. ونرضى بالتعبيد والذل.. بيوتنا أقفاص.. ازواجنا أقفاص .. ابنائنا أقفاص!

ما أجمل الهذيان الذي يدعوك لتقف وتتأمل !
Profile Image for Joman Akel.
180 reviews44 followers
September 7, 2011
حسناً، تقييمي لا يعطي حكما صادقا عن الكتاب بل عن قراءتي له. وهذه الرواية لم تناسبني مطلقا. ثقيلة ومغرقة في الرمزية، الصور التي فيها صدمتني وشعرتُ بها معرقلة.. بصراحة كنتُ أقرأ وطيلة الوقت اقول لنفسي: هالكتاب.. مِدري شلون!

المشكلة الأكبر في مشروع الشرفات بشكل عام.. أنّه جاء بعد الملهاة. وبعد رواية زمن الخيول البيضاء تحديدا، تلك الرواية التي حين أنيهتُ قراءتها، قلتُ لنفسي: على إبراهيم نصر الله أن يتوقّف عن الكتابة، لأنّ أيّ شيء سيكتبه بعد هذه سيبدو (بائخاً).. وهذا ما حدث.أعني هذا ما أحسستُ به.

* أنصح بها من يميلون لقراءة الكتب أكثر من مرة،ويحبّون الرمزيّة والغموض والتحليل.. وبالمناسبة هذا لا يعني أنها تصلح لمن أحبّ (شفرة دافنشي) أو روايات أجاثا كريستي!
Profile Image for Shaimaa Ali.
655 reviews331 followers
May 20, 2014
أتفهم تماما عنوان الكتاب وأنه سوف يحتوى قدرا من الهذيان لا بأس به! ولكن محتوى القصة نفسه ممل ورتيب .. وأردت الانتهاء منها سريعا.
لا زالت الشهرة الطاغية للشرفات وللملهاة الفلسطينية تشجعنى على القراءة مرة أخرى لنصر الله اما هذه الرواية فلن تحسب !!
Profile Image for ضُحى.
355 reviews46 followers
August 27, 2016
من الآآآآخر:

أزعل على الرواية لو تتخذ هذا المنحى بدعوى التجديد و"كسر الشكل الروائي الذي استقرّ,والتقليدي في آن,وكسر مفهوم بناء الشخصية باللاشخصية,وكسر الفن بالفن كي تكون ثمة مساحة في هذا (العبث الملحمي)الذي نعيش"


أقول للرواية: كسر إن شاء الله

:P
:"|



Displaying 1 - 30 of 164 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.