في أكثر من رواية، كانت "رجاء عالم" تدور حول عالم مكّة، معبّرة عن حبّها وشغفها بكل ما يحيط بتلك المدينة، تدور في الهامش، في الأسطوري، تكتب عن مكّة/ المدينة، الغيب، كأنها تبحث عن بوابة للدخول إلى المتن: الإنسان.
ها هي في "طوق الحمامة" تخترق تلك البوابة، وتسير ذهاباً وإياباً عبر آلة "آلة للزمن" تجوب ذلك الوجود الإنساني، الذي هو وجودها الشّخصي أيضاً.
تقول: "اقرأ هذا الكتاب لجدى الاول يوسف العالم المكى ، الذى كان يجسد الخبز تحت سجادة صلاته فى الحر. العالم الذى امن ان العلم المنقول هو علم ميت عن ميت .. وان الحى الحى هو ما يفيض فى روح العارف من بحر الحى "
Raja'a Alem is a Saudi Arabian novelist from Mecca/Hejaz. She received her BA in English Literature and works as a tutor for the Center for Training Kindergarten Teachers in Jeddah, Saudi Arabia.
لم اشعر بالملل كما شعرت وانا اقرأ هذه الرواية، يبدو انه لديها مشكلة في الحفاظ على الإثارة في الرواية، مع ان الموضوع الذي تعالجه جد مهم، ولكن هناك فلسفة زائدة لا ادري ما الهدف منها.
مكة بتاريخها منذ سيدنا آدم عليه السلام مرورا بإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام تاريخ عريق ولكن فعلا لا اثار ولا بقايا لهذا التاريخ .
كان هناك مبالغة من الحكومات في محو الاثار خوفا من عبادتها او التوسل بها. تركز المؤلفة على هذا الشيء وكيف تحولت مكة الى شكل معدني.
وصراع بين الحداثة والتقليد في حياة أهل مكة الذين بصفتهم أهل وسكّان هذه المدينة المقدسة ويتمسكون بالتقاليد والاثار القديمة ولكن الحداثة تحاول ان تجرفهم.
الكاتبة السعودية رجاء عالم حكت في هذه الرواية عن المرأة التي "تعيش ولا تحيا".
حين فازت روايتها هذه بالبوكر عام ٢٠١٠م قالت في معرض ردها على أسئلة أحد الصحفيين، لم يكن يحق للمرأة السعودية أن تملك الكتب لذلك كانت تسعى للحصول عليها بالسر.
تبدأ رواية طوق الحمام بظهور مفاجئ لجثة فتاة ملقاة بين جدارين في حي أبوالرووس الشعبي، ذلك الحي الذي تحول إلى راوي بشخصية زقاق.
سأضيف بأن سبب تسمية هذا الحي بهذا الأسم يعود إلى واقعة شهيرة في عهد أحد أشراف مكة إذ عُلّق في أطراف الزقاق أربعة رؤوس لرجال أدينوا بتهمة سرقة كسوة الكعبة، بعدما أستغلوا فرصة الإحتفال بموكب المحمل المصري وخروج الشريف وعسكره لإستقبال المحمل مع أعيان مكة، فسرقوا الكسوة القديمة، ولكن أُلقى القبض عليهم وعُلقت رؤوسهم في الزقاق.
هذه الرواية عبارة عن مرثية حنين نابعة من حزن الراوية على مكة القديمة، بجبالها وأحيائها وأزقتها وساكينيها بمجدهم الإنساني والإجتماعي المعتق.
ومكةالجديدة بناطحاتها ومبانيها الشاهقة من الزجاج والحديد، وغيلان المال المتربصين بها.
عشت في هذه الرواية وقائع الحياة في مكة وجدة والطائف والعديد من المناطق السعودية، طغى عليها قدسية مكة المكرمة ومجتمعها المكاويّ كما نسمية.
اللغة كانت شعر روائي، مميّزاً حيناً، ومعقداً حيناً آخر.
وعن الإختلاف أقول مكة ماتزال هي المدينة الوحيدة في العالم التى تهب كل يوم حياة جديدة، حين تقبل الحجر الأسود.
الرواية بشكل عام جميلة، رغم طولها الذي كان يمكن إختصاره.
إذا كانت حميمة المكان تأسر الكاتبة وتلهمها الابداع فلماذا هذه البعثرة والعشوائية في نقل الصورة أسألها بالذي علمها مالم تعلم ماذا يعني (نصف قمر حناءو وبحمرة الزبالة) ولماذا جعلتني رجاء أدور حول نفسي مجاهدا اللحاق بمالم أستوعبه ......ترى أكانت تكتب أحجيات أم تستعرض طلاسم الحديث لتروي حكاية يغور قارئها في غياهب التيه والشتات ....سيئة
عند انتهائي من تلك الرواية ، وبالنظر إلى تقييمات الأصدقاء ، وجدتها دون قدرها و مظلومة للغاية من وجهة نظري ، ولكن لولا اختلاف الأذواق لبارت الكتب ولم تجد من يقرأها.
المهم : نحن أمام عمل فريد بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، عمل حميمي بامتياز ، يصوّر بيئة تصوير كامل ، تصوير يدمجك فيه ويضعك في قلبه ، مكة المكرمة كما لم نعرفها أبدًا ولم نقرأ عنها من قبل، عمل سعودي : يصور السعودية وناسها وبشرها ، يصور العادات والتقاليد ويقدم لك انطباع شامل عنها ، شخصيات متميزة بتقديم لغوي أكثر من رائع يقرب لك الصورة الذهنية للعمل فيجعلك تحبه و تقرأه بشغف.
الرواية تبدأ بداية قوية بجريمة قتل في زقاق مكي ، فتخوض الرواية عبر الزقاق و ناسه متخذة منه موضوع محوري لها ليكون منبع لقوة الرواية وجمال السرد وبديع الوصف.
الحس الرمزي والصوفي في الرواية مبهر للغاية ، حس فلسفي عميق يضيف للرواية عمق متزن.
في المجمل : هي نوعية الأعمال التي تترك أثر قوي بعد القراءة ، أثر نفسي قبل أي شئ آخر ، تلك الأعمال التي تملئ العقل و تزحمه بتفاصيلها و حكايتها.
تصنف هذه الرواية من ضمن الرواية المكانية الكاتبة بذلت جهدا واسعا لتجعل للمكان حضورا فاعلا أكثر من مجرد مكان تدور فيه الأحداث لقد برعت في ذلك لكنها أخفقت على الجانب الآخر فجاء الأمر على حساب السرد فبدت الحكاية مفتعلة ومملة لأقصى حد كنت أقرأ تصوير الأمكنة الفنية بإستمتاع لكني حزنت لأن رجاء أهملت الجانب الرئيسي في الحكاية فلم يأتي هذا الجهد في الوصف المكاني متوازيا ومناسبا لأحداث القصة
كنت أقول أن رجاء لعلها تأثرت باسمي أحمر رائعة باموق فالروايتين محورهما قصة جريمة كما إن الروايتين استخدمتا اسلوب الراوي المتعدد وفي الوقت الذي كتب باموق روايته مستلهما أحداثها من فناني العصر العثماني وتناول بالتفصيل فن تلك المرحلة من خلال الوصف الشائق للوحات عمدت رجاء إلى استغلال المكان وتناولته بالشرح والوصف الدقيق غير أن اسمي أحمر نجحت على جميع الجوانب لكن لم يحدث ذلك في طوق الحمام
اقتباس: لقد اخترتُك أنت بالذات لهذه القضية بناءً على خياراتِك الحياتية ، لمدة ربع قرن كنتَ أمام معادلة أن تحيا أو تترقى في المنصب ، فاخترت بلا تردد تاركًا الحياة وراءك بلا نظرة أسف ... لذا تركتُ لك زمام هذه القضية ، لكنك خذلتني ، و حولت ربع قرن من تاريخك إلى مهزلة . أنت انكسرتَ و تركت للكلماتِ تضليلك .. لقد اخترتك بعناية لتلميعك مثل عصا بليارد ، لكنك أثبت أنك لا تزيد عن كرةٍ ضمن الكراتِ على الطاولة . لقد حولت القضية إلى تراجيديا شخصية ، أنظر إلى شعرك و قد شاب في أقل من أسبوع
حينما وصلتُ إلى هذا الجُزءِ بالضبط أحسستُ أو خُيل إلي أن ناصر المحقق السعودِي سوف يتركُ لضميرهِ نزاهة التقصي ، و سوف يُزيلُ غبار وجههِ عن مرآةِ الجثة العالقة بعينيهِ الغائرتين .
و هُنا يزهر دهاءُ الكاتبة التي ركلت مؤخرة القارئِ بلؤمٍ ليكتشفَ و في تمامِ انتهاءِ الصفحاتِ 568 ، أن حامي البلاد حراميهَا كما يُقال .
أنا أيضًا أتعبتني الرواية فِي بدايتهَا : أولا لأنها طويلة جدا و تدفعُك إلى الكآبة . ثانيًا لأنها تتسم بالغموضِ . لكن و حينما تنتصف بك الصفحات تكتشفُ أن ما بُني على لُغز فإنه حتمًا كان شيئًا يستحق . هناك اكتشفاتٌ صغيرة / كبيرة تتعلقُ بك في كل فصلٍ . تغيراتك النفسية تتصاعد أو تتباطأ و أنت تُحاول أن تفهم من هِي عائشة و من هِي عزة و من هِي الجثة التي أثقلت لسان أبو الرووس ، و جعلتهُ يحكِي بفظاظةٍ عن كل الأحلام التي سقطت في الحرم و التقفتها الملائكة حينًا و الشياطين أحيانًا عدة .
الرواية لـا يُمكن تلخيصهُا فِي مقاطع معدودة ، أو التحدث عنها بإيجاز . لأنها - و رغم ما جاء في آراء بعض الزملاء - فإنها تبقَى تُحفة رقيقة على جدارية الأدب السعودِي ، لأنها على الأقل و كما جاء على لسان قولك يا أريج فإن أغلب الإصدارات السعودية كانت باهتة جدا ، مليئة بالتفاصيل الجسدية الحمراء ، و التي إن أخدت فإنها تضيع في رتابة القول و سماجة الوصف .
إلا أن طوق الحمام : أتى ليحمل للقارئ أبعادا تاريخية و ثقافية و شهوانية و بكائية . حتى أن رجاء عالم مررت لي تذكرة إلى الحرم المكي بأناقة ، و جعلتنِي أشتهي أنْ أمشي على البلاط الرخامي ، أو أحمل قدماي إلى ما تبقى من أبو الرووس ، ليخبرني أن أبناء عمه تمت إبادتهم و لن أشم من رائحة تاريخهم سوى ناطحات سحابٍ ، أخفقت في إخفاء البؤس التراجيدي الذي يُحيط بهالاتِ الناسكين هنالك .
الحبكة مُتقنة نوعا ما :
أعطت لأبو الرووس الحق في الحديثِ ، أصبغت عليهِ أوصافًا إنسانية ، جعلتهُ قائمًا بذاته ، قادرًا على أن يأخدك في مجرى التاريخ ، و يعرفك بصاحبِ الدكان و ابنتهِ المغمورة بالحبر الأسود ، و صاحبة البن الصاخب في الدم ، و نكهتهِ التي تأتِي من الشمال لتمنحك عبق الجنوب
بل لا يكتفِي بإعطائك الهوياتِ ، إنه يحمل عكازته و يُشاركك الشارع و مآسيهِ ، يُصلي معك صلاة الفجر في الحرم ، وَ يجرك من عينيك إلى مزبلة التأبين . يُجبرك على أن تعترف أن مكة الأمس لم تعد هي تلك السوداءَ الناعمة ، لقد تحولت إلى عجوزٍ تحملُ أبناءها في خرقةٍ بالية ، و تكسوهم وهنًا على وهنٍ .
طوق الحمام :
ليس أحجية كما يعتقد البعض منكم هي لذة مُستعصية على الفهم ، لـا يُمكن أن يكتبها غبي أو فارغ ، و لا يُمكن أن يتفوه بها إلا من كان به مس سماوي
لعل رجاء كانت على علمٍ تام أن القليل هم من سيستمتعون بكتابِها ، و لـا أظن أن الأمر سيُحزنها ، فهناك كتاب لـا يأبهون كثيرًا إلى عداد القراء ، بقدر ما يبحثون عن مأدبةٍ يُفرغون فيها جوع عاطفتهم .
في آخر الرواية تكتشف أن رجاء كإنسانة ختمت بدمعتها الصفحات و مضتْ . هناك حزن مدسوس بين الأسطر ، فقد موغل في الرهبة ، و انحسار أمنية لم تكتمل . لأننا حينما نكتب فإننا نكون أبطالًا دون العالمين .
لستُ عاشقة لأسلوبها ، و لكني أحترم حرفهَا لدرجة العناق . لأنها نادرة و كعربية سأكون فخورة بهذا العملِ و بِها
بالنسبة لِي سيكون تقييمُها 10/10 لماذا ؟؟ لأنه من ناحية اللغة فهي مُترفة و ستخرج بالتأكيد بزخم لغوي مُغاير عما عهدته . هناك احترافية في الحبكة ، كما قُلت البداية غير مُشجعة لكنها لئيمة فالكاتبة تُريد لشريحة معينة أن تُقبل على كتابِها ، ليس بالضرورة أن تكون شريحة مُثقفة و لكن لها نفس طويل قادر على استحمال كل تلك المطباتِ و التغيرات و الإنتقالات بين الماضي و الآني و المستقبل . عَتبي عليها في شيء واحد ، أن هناك سقطات طفيفة كانت ستتجاوزها أكيد لو أنها أمعنت فيها النظر لا غير . لأنه لن ندخل لمخيلة الكاتب ، مادام لم يمنحنا المفتاح المُناسب .
ليس اقتباسًا إنما مشهدين :
الأول : حينما كانت تصفُ سائق التاكسي الذي كان طيارًا قبل أن تخذله الأقدار و يركله الحظ ، و هو في الغرفة المسكونة للسطح ، يُحاول أن يُجاهد مرض السرطان بمشاهدته لأفلام الأكشن ، حتى يتخلص من تلك الآلام المرتكنة بصدع في القلب . الوصف كان حيا ، شديد القُرب ، و مُظلمًا حتى أني أحسستُ بقربِ انتهاءِ الأجل و خياشيم المرضِ تمتصُ الهواء من رئتي .
الثاني :
حينما كانت عزة و يُوسف يهربُان من الإكتشافاتِ الخفية التي توالت عليهما و أقحمتهُما في مصيدة اللاهوية . حينما التقيا وجها لوجه مع ناصر ، و يُوسف يُحاول تهدئة عزة بإخبارها أن ناصر سيمد لهما يد العون و هي تصرخ في وجهه أن هذا الأخير ما هو إلا عميل ما هو إلا خائن .
لماذا أثر بي هذا المشهد دون غيره ؟؟ لأنه جعلني كَ يوسف أقف مشدوهًا أمام عري الحقيقة ، لأني أحببتُ ناصر فعلا و كنتُ أتوق إلى شهامته ، لكنه خذلني كقارئٍ و كَ مرتقبٍ مُتأمل . من قرأ الرواية سيفهمني طبعًا .
_________
شخصية يوسف :
يُوسفْ : جراحاتٌ لـا تبرأ تلك الإنهزامية التي تميز بِها يُوسف عن غيرهِ منحتهُ وميضًا فاتنًا لـا يخلُو من أسى مُبطن . أتخيلهُ كلما مررتُ على بقايَا رائحتهِ ، نحيلًـا كَ قصبِ الخيزرانِ ، أسمرًا كخبز وطنٍ مُلتهب ، دافئًا كشتاءٍ أتى على عجلٍ فَ ذهب على عجلٍ ، يسكنُ خرافة لـا لسانَ يحفظهُا ، تائهًا حينما فقد القلبَ و شغفه ، ساكنًا تشي بِهِ طرقاتُ الحرم ، دامعًا و هو الذي حسبَ أن الجنة بصدرهِ قادرة على أن تخلق لهُ حواءً بطعمِ الأمان .
" يوسف " :
أو كما جاء في تفسيراتِ الكتب المقدسة " الحزين " ، لـا أدري لما هذا الإسم يحملُ لعنة الشقاءِ أينما حل و ارتحل ، و كأنه مجبولٌ على أن يدفع ثمن البقاءِ بقاءً قيد الإنتظار . ما عساه ينتظر ؟؟ و هو الذي سُلبَ " عزة " ، الصبية التي كان يكتبُ إليها و عنها و يعيشُها كأنها وهم جميلٌ سيكتملُ بقبلة على الشفاه . " عزة " التي أخدت برحيلهَا رجولته وَ منحتهُ صك الجنون و الإندفاعِ كغولٍ ذبيحٍ يُؤكل من الوريد إلى الوريد .
حينما تمر ذاكرتي على هذا الرجل ، تجعلُني أومن أن بعض الأحلام من الأجدر أن تُخنق في المهد قبل النضوج . لأنها تكون النصل الذي يتلقفك بالظهر و أنت الغافلُ حتى عن بدءِ الشك فيها .
حينما تم توثيقه و كهربتهُ إلى أن أزبدت شفتيهِ و سال خيط دمٍ عنيف من كرامتهِ ، كان قد قرر ضمنيا أن العودة إلى الحي القديم ، إلى أبو الرووس لن تُثمر شيئًا ، بعدما تملك الفراغ المكان ، و أضحى هو ، الرجل المتهم بقتل " عزة " أو " عائشة " على حد سواءْ .
مذكراتُه كان تشِي بِهِ ، تُخبر الأسئلة النكراء أنه رجل الطريق الأصعب / الأطول / وَ الأقسى . كان شغوفًا بِ الحرف ، و لما لا و هو الشاعر النحيل الفقير المدقع المسنن بقصائد كتبها ذات ليلةٍ لإمرأة هجرت الديار و نثرت على أحزانه ملح النسيانِ فلم ينسَى اسمهَا حتى و هو يغفو على عتبةِ الموتِ .
" يُوسف " :
أجمل ما فيه هو يقينه ، في بلدٍ بدأت تكسر أواني اليقين تباعًا و لا تحفلُ بالطموحاتِ العالية التي كورتها في لقمة لتطعمها لفم الشبح . بحثه المُستمر عن المفتاح ، ركضه خلف السارق ، انفعالاته و هو يكتشف خيوط الهوية ، ذكريات أبيهِ و نسبه ، غضبه الذي أصبح ماءً ساكنًا في حضرة الوقائع التي بدأت تتناسلُ بجموح ، ذاك الإنزواء الذي تملكه و هو يعيشُ وجها لوجه مع الصورة الحقيقية لمكة في بيت اللابابيدي ، حتى أصبح يتداخل مع موتاها و تاريخها ، و تنطق الصور ما كممه الحاضر .
حينما تصادقت مع هذه الشخصية ، لم أتعاطف معهَا قط ، لأني كنتُ أعلم مُسبقًا مآلها ، و كأن ذاك الأمر أصبح معتادًا ، بل أصبح محفورًا على جبهة صاحبهَا . لكن " يوسف " : لم يضع قدره خلفه لينسَى ، بل وضعه قدامه لكيلا ينسَى أبدًا . و هذا هو الفرق الشاسع بين أن تكون إنسانًا أو لـا تكون . و لأنه على ' نياته ' جعل مكة دون أن يدري تتهاوى كصرح عدني جميل في رمال الجشع التسابقي ، فكان قد قتل " عزة " مرتين ،.
هكذا رأيته ربما رفيقتِي في هذا المقهَى قد ترى ما لم ألمحه بِ يوسف المكي الذي باعوا مكتهُ و ألقوا به في غياهبِ السجن يتيمًا بلا حجر أسود يبكيه ،. __________
خُلقَ ضعيفًا ، لكنه أهمل قلبه فَأصبح يرمي بوهنٍ على وهنٍ . أكره الضعف الذي يُحيل الإنسان إلى مأدبة للبكاء ، و المغالاة في جلدِ الذات ، يوسف لم يجد إلى هواءً مثقلا بالفواجع ليحشر رئتيهِ فيهِ ، و ينغمس في تهجد طويل
لا أظن أن الكاتبة كانت لتجعله على غير ما هو عليهِ ، حتى النهاية جاءت لتؤكد أن شخصية يوسف ' ع نياتها ' ، لا يُمكن أن تتسخ بعفنِ الرؤية الحادة ، نظره ضعيفٌ لأنه يُمسك الحياة من فمها ، من شهوة المضاجعة التي لا تنتهِي بأنة تليقُ برجولته المُجهضة .
يا الله :
لا أدري لما أنا ناقمة على مثل هذا الرجل ، ألأنه كان قادرًا على أن يفتح الباب و يرحل لكنه فضل التعلق بخيط حُب ناقص .؟؟؟
____________
أمسية الرقص على الطبولِ ، و همس الخياطة العاهرة في أذن عزة أنها أغرت الأسد بالعويل لكن مع ذلك ، فبرأيي أن هناك سقطة فكرية :
كيف يذهبُ شيخ في مكانتهِ إلى جلسة تنظمها تلك المرأة العجوز ؟؟ لأنها و من دون شك لا تدير حفلا للدعارة الأنيقة و المرموقة ، فقط أصحابها من دون المتوسط . الصفحة 464 و 465 هناك مقطع في البدءِ مقتبس عن التركية تقول فيه لعزة :
" طاوعيني حظك فاق طموحات أبرع بناتي ، في عبورك العابر وقع بعبك الصولجان ، افهمي الصولجان يا بنت " .
و هنا يتضح أن المرأة التركية التي تُدير دارًا للدعارة و الأمسياتِ الحمراء ، تحت غطاء كونها خياطة تعلم بنات الحي ، كانت اليد في أن تلتقي عزة بالشيخ . و كما نعلم أبو الرووس ليس حيا أنيقًا ، يليق بمقامِ هذا الرجل الفاره الذي يُدير الأرض بسبابتهِ البنكية .
هنا رجاء تعثرت ،.
______
شخصية عائشة
هناك أصنافٌ عدة للنساء ، و عائشة ذاك الصنف الطاغِي الذي يُحير عقلك أي الكائناتِ يلائم وجهها المخملي . أتت " رجاء العالم " لتضع هذه الشخصية فِي برواز ضيق ، ألقمتها الهجران و سريرًا فارغًا ، قدمت لها زفة هادئة أقرب إلى الصمت و سحبتها من أنوثتها لتفقد عذريتها تحت وبال المرض . " عائشة " و ما سر هذا الإسم الذي لـا يحملهُ إلا كائنٌ ذو شأنٍ عظيم أو كربٍ أعظم ؟؟ دعونِي أحدثكم عنها قليلـًا :
هِي امرأة تحمل من الجمال ما يحملهُ الترابُ المعجونُ بالمطر ، لها رائحة تأخدك إلى الكتبِ و القصص التي لن تُعاش و لن تُمارس إلا على سطح ورقةٍ تنضحُ بالأفكار التحررية و البراقة ، تشتكِي هذه المرأة - دومًا - من النصف الآخر الغير المرئي لها ، النصف الذي يجعلها مُكتملة و مرهفة الجسد / القلب ، تتخبط وسط مجتمعٍ لم يفهم تلك العاطفة التي تشكلت مُذ العصر الوردي ، فخبأت فُستانها الأحمر تحت مساماتها حتى لـا يسقط قناعها اليومي تحت نُدبِ الإعتراف .
" عائشة " :
تميلُ بك إلى أسئلة عجافٍ حرى ، تقودك إلى العمى ثم إلى الرؤية الأكثر وضوحًا ، تمنحكَ الفردوس عبر رسائلها الموشومة بالحُب و الرغبة ، ثم تُطيح بك شعرة شعرة إلى أن تبقَى أصلعًا من الحقيقة . سأكون كاذبة إن قلتُ أني فهمتُ هذه المرأة التي مات على نهدها الطفل الحزين ، هِي لم تُرسل لي إشارة لأكون قُرب نافذتها أتقصى الحقيقة كاملة ، جعلت من المحقق " ناصر " المفتاح الوحيد الذي كان يدفع بوابتها لنختلس النظر إلى أنوثتها المخضبة بالبُكاء تارة و الصلابة تارة أخرى .
هِي المرأة التي همست لحزبنا الأنثوي أنه كلما أسرفت في البعاد كلما كان الآخر أكثر التصاقًا بك ، و كلما خُنتَ العهد كلما بُجِّلتَ كما ينبغِي . لكنها كانت - ضمنيا - تكذب بترف . فلا هِي استطاعت أن تعود إلى حُضن أحمد الزوج الذي هجرها و هجر جلدها ، و تركها تتقرفص فوق سرير حديدي تنز أوصاله كلما تشنجت بها الحواس و تأوهت . و لا هِي أكملت لعبة الحب الإفتراضية رفقة ذاك الألماني الذي ثارت عليهِ فجأة فِي أواخر رسائلها ، و كأنها اكتشفت متأخرة أن لـا رجل يُمكن له أن يُضاجع جرحهَا بدواءٍ يُحد من ذاك الألم المُستغيث .
ماذا عسايَ أخبركم عن هذه ال عائشة ؟؟ إنها كون ، مساحة خالية من الأثاثِ و الروائح ، جُنون ثم انتحار ، فعل إنساني يدفعُ إلى الإعتكاف ، جموح حده الوطن و النوائب ، طفلة فطموهَا قبل الأوان هِي : عائشة العرجاء المدمنة على الكتبِ و ملمسها ، الساكنة أبو الرووس ، المختفية عن الأنظار ، التاركة خلفها أسئلة بلا أجوبة .
أكانت الجثة التي تم اكتشافها بذاك الحي لهذه المرأة المتعلمة العائدة من نقاهة فِي ألمانيا ، الفاقدة لمشيتها البِكر ، المتصلة بقطع حديدية تسكن حوضها و قدمها السمراء ؟؟؟
ستُجيبُ " رجاء العالم " في نهاية الرواية عن هذا السؤال اللغم ، لكنها ستُماطلُ و ستترك للقارئ شرف الإكتشاف ،.
Open ending, 436. sayfada bırakıyorum çünkü daha fazla ilerlemek ve finali görmek için bir gram istek duymuyorum. Hatta daha evvel aklım başıma gelmiş olsaydı ikinci bölümün başında bunu yapardım. Neyse. Kitap hakkında fikirlerim genel olarak şöyle:
Çok yoğun, yorucu bir metin. Hikayenin akışını takip etmek zor, aynı zamanda kişiselleştireceğiniz detaylar dolayısıyla boğucu. Ben bu kadar konsantrasyon isteyen kitaplardan genellikle haz etmiyorum çünkü okuma eylemini gündelik hayatın karmaşasından kurtulalım, kafamızı biraz dağıtalım diye tercih ediyorum ve şöyle arkama yaslandığım zaman okuduğumu anlayarak sayfaları geçebileyim istiyorum. Güvercin Gerdanlığı burada sınıfta kalıyor. Ilk zaman ilk sayfalarıyla iddialı/etkileyici başlayan bu ödüllü kitabın GR puanı neden düşük diye düşünüyordum, acaba kurgu sorunu mu, gelişme mi kötü, sonucu mu bağlayamadı derken aslında hayır hiçbiri değil ama evet nedenini artık anlayabiliyorum. Kalkıp muhteşem bir eser kesin okuyun diyemem ama öyle. Metaforlar ve diğerleri. Ben çok yoruldum, Allah size sabır versin.
لن أكمل هذا الكتاب فهو لم يعد يستحق الوقت الذي أقضيه عليه. فرقعة إعلامية كعادة الكتب المرشحة للبوكر، كتابٌ مخصص بالكامل لتكريس القبح -تكريساً يتلذذ بالوجوه غير الآدمية للإنسان-، وللتهجم على الإسلام كما نعرفه، في أعظم وأقدس معاقله، مكة. لا أنكر مع ذلك أن لغته العجيبة، وأسلوبه الطاغي دفعاني إلى الوصول إلى حد 200 صفحة. كنت أنوي إكماله ونقد كل مآخذي عليه، لكن وقتي لا يحتمل أن أخصص له كل هذا الجهد. متأسفة حقاً على كل الآمال التي بنيتها عليه، لو أردت المبالغة في نقدي لقلت أنه عمل تخريبي إبداعي، يتعامل مع التاريخ واللغة بعبقرية، لكنه حقيقة ليس إلا صفحات طويلة من الهذيان المطبق المليئ بالأفكار المدسوسة المختبئة بدهاء في كل سطر. كتاب "بوكري" جديد ينضم إلى لائحتي السوداء
The Dove's Necklace by Raja Alem is a captivating novel that will lure all readers to its great depth. A mystery that intrigues the soul to flip its pages in a haste to find out its secrets. What lies deep in this novel is a history that will blow readers away with every word. Raja Alem is indeed a talented writer with a way of bringing, to life, the murder, customs, and investigation that is portrayed in this stunning tale. The point of view is enjoyable. Told from an alley way's point of view...was a brilliant idea. This sets readers, onto a journey, that will keep them hooked until the last page. Ever wondered about the city of Mecca and what secrets it keeps or the lives of the people? The Dove's Necklace masterfully covers these and many more interesting questions that will surely rise as readers keep digging deeper into this powerful story.
Inside this riveting tale, The Dove's Necklace, opens readers to the place where the danger and mystery begin. It's also a place with tons of history such as wars, kingdoms, and customs that keep one's mind buzzing with action. Raja Alem's story is about love and revenge. Soon, readers are taken where a dead woman's body lies...not only is she dead but also completely nude. No one knows the woman's name...this scene and the people's reaction to the dead woman's body intrigues readers deeply. Who is she? Why her? Who killed her and why left nude? These questions and many others are answered but will keep readers guessing and on the edge of their seats as they rush through the pages with a burning intensity to find out the answers. I loved reading this Arabic story. Traveling all the way to Mecca without so much as leaving my seat was amazing. The raw beauty of the novel will hold readers in like prisoners...Intriguing, dramatic, and suspenseful...The Dove's Necklace is a must read for all. Giving readers worldwide a glimpse into one of the most famous cities of all time.
The opening for The Dove's Necklace by Raja Alem seems to declare that this is a mystery though scarcely a conventional one. I can't say that I've ever read a mystery which begins from the perspective of the street where the body was found. There is a police detective investigating the death. Yet if you were expecting to find out whodunit, you will be sorely disappointed. It can be challenging to even get an identification of a female murder victim in a country where women are completely veiled in public and no one but a close relative or a husband has ever seen her. In some circumstances, solving the case may well be impossible. So Alem's intentions must lie in another direction.
Actually, The Dove's Necklace is more like a thriller. It primarily takes place in Mecca and is awash with secret conspiracies with religious implications and a historical dimension. You might call this an Islamic Da Vinci Code. There is even a looking for clues in paintings sequence late in the book. It's certainly much more literary than anything Dan Brown ever wrote.
What do I take away from The Dove's Necklace ? Well, I'm not sorry that I read it because I did learn from some of the content about Islam and Islamic history. I did think that the book was too long. Not all the content was equally interesting. Other readers seem to have stronger opinions about the value of this book than I do.
قررت قراءة طوق الحمام مباشرة بعد تجربة رواية ترمي بشرر على اعتبار أن احداث الروايتين تدور في السعودية وتتناول أفكارها المجتمع السعودي وكانت المفاجأة أن أجواء طوق الحمام وطريقة تناولها مختلفة تماما على الرغم من أن الأحداث تدور في حي شعبي في مكة ولكنها تدور بالأساس داخل نفوس ابطال الرواية فهي رواية ذاتية نفسية تتناول الشخصيات وتأثيرتها في مجتمعها المكي المحافظ وتأثير التغييرات التي طرأت على المكان وقدسيته وذلك على الرغم من أن حبكة الرواية الرئيسية تدور حول محاولة كشف لغز جريمة قتل
يحاول المحقق ناصر القحطاني حل لغز جريمة قتل بعد العثور على جثة فتاة مجهولة في أحد أذقة حي ابو الرووس بمكة من خلال تتبع حياة سكان الحي و قراءة مذكرات ورسائل بعض الشخصيات. تتزامن الجريمة مع اختفاء فتاتين من فتيات الحي عزة وعائشة فتلتف الظنون بشأن حقيقة شخصية القتيلة حول إحدى الفتاتين وتدور الشبهات حول ذويهم
أجمل ما في الرواية مجموعة الأحداث والتفاصيل الغريبة التي حملت العديد من رمزيات عكست معاني أعمق وأبعد من الظاهر من غرابة تلك القصص كتحليل النزاح لساكني الحي حالتهم و شخصياتهم من خلال مخلفاتهم، وطريقة احتفاظ ام السعد بحليها وإخفاءها من إخواتها الطامعين في ورثها في مكان غريب من جسدها وموحي، وعلاقة تيس الأغوات و إفتتانه بالمانيكانات التي ربط بينها وبين فتيات الحي من خلال عمليات ختان تتحول بسببها الفتيات لما يشبه تلك الدمى فلا تشعر بملامسة الرجال
والرمزية الاكبر كانت لسرقة مفاتيح الحرم وضياعها مع الحديث عن التحول الديموغرافي لمكة من خلال مصاحبة معاذ ليوسف لرؤيتها من بيت المصور اليبابيدي ومشاريع تطوير الأحياء حول الحرم
تناولت الرواية مشاعر المرأة في المجتمع السعودي والشرقي المتحفظ و مخاوفها واحلامها وتقديم رؤية للجانب الذكوري بشكل مميز ومختلف بقلم نسائي
شخصيات الرواية كثيرة و احداثها مكثفة وطريقة السرد ملتفة ومشتتة كما أن طريقة التنقل مابين الأحداث في الزمان والمكان مربكة و مجهدة في المتابعة لذلك فالرواية بشكل عام مرهقة رغم أن أحداثها وتفاصيلها كانت غنية ومتقنة الا انها تطلبت مجهود كبير في المتابعة و التركيز خصوصا مع غياب عنصر الجذب والتشويق
اتبعت الكاتبة أكثر من طريقة السرد على لسان الحي نفسه واجزاء استخدمت فيها طريقه الراوي العليم التقليدية بالإضافة إلى الاستعانة بنوافذ يوسف ورسائل عائشة وعلى الرغم من اختلاف أسلوب الراوي في كل طريقة سردية إلا إن درجة الصعوبة ومستوى السرد لم يختلف وكان من الممكن للكاتبة التمسك بتلك الدرجة من التكثيف في طريقة سردية واحدة من الطرق الثلاثة والتخفيف من جماليات وتعقيدات الأسلوب في الطرق الأخرى لتعطي فرصة لالتقاط الأنفاس و وانسيابية الأحداث بطريقة سلسلة
لا شيء يستحق القراءة في الرواية سوى رسائل عائشة وحتى هي لم تسلم العبث و الابتسار وضعف النهاية الرواية طويييييييييلة و اللغة والتشبيهات والاستعارات متلعبكة كخيوط الصوف وبلا هدف سوى الغلو في اللغة عوالم الرواية تتماهى مع سراديب القذارة المكررة والشخصيات الضحلة واللامعقول كما هو ملاحظ في روايات خال (سعوديا لمن لم يقرأ الأدب السعودي فلا رواية تستحق القراءة سوى نزهة الدلفين للمحيميد) بالمختصر هي رواية تسبب الصدااااع
حاولت أن أبحث خلال قراءتي لطوق الحمام عن سبب واحد يجعل لجنة تحكيم البوكر تختار الرواية للفوز كأفضل رواية عربية لكنني في الحقيقة لم أجد سبباً !!! .... رغم وجود بعض المقاطع الجميلة في الرواية إلا أنها لا تليق بكاتبة لها تاريخ كرجاء عالم ولا يليق بجائزة البوكر أن تختار رواية كهذه كأفضل رواية عربية
Alem's novels demand patience and are to be savoured piecemeal if we are to do the writer's genius credit. I found it rich, dense, fascinating, beautiful, tiring, and at times frustrating. However, I was left with memorable, even if unbelievably philosophical, characters who managed to convey Alem's unforgettable and intricate mythologising of Macca. Hers is a very different history, one that invites tasting (تذوق) with a palate desensitised to tyranny of fact. Alem knows Macca from its mystical heritage and conveys it as such. The prophetic and apocalyptic tone of her plot is hard to ignore as facts, beamed daily into our television screens, remind us of Macca's unholy transformation into a commercial megaplex.
روايه جعلتني اشك في مصداقية جائزة بوكر الذي انتظر نتائجه بلهفه كل عام و اقبل بنهم عل قراءة الروايات المرشحه و الفائزه اعجبنتني رواية واحة الغروب و عزازيل و لم تعجبني كثيرا ترمي بضرر اما رواية طوق الحمام فهي الاسوء علي الاطلاق لدرجه جعلتني افكر بتفادي قراءة كل الروايات المرشحه للبوكر حتي لا تفعل بي صفحاتها ما فعلت بي تلك الروايه الممله الغارقه في تفاصيلها المبعثره روايه رفعت ضغطي و كرهتني بالقراءه التي اعشقها
يكتب المرء لأن في عقله فكرة يشعر أنها شديدة الأصالة، شديدة الأهمية، شديدة الصدق. ثم إن هذه الفكرة تمر ـ بمضي الوقت ـ عبر مرشّحات عقله المختلفة، ومنها إلى يده، ومنها إلى الصفحة أو شاشة الكمبيوتر، فإذا بها تشوهت، وإذا بها تقلّصت. وتكون الكتابة التي ينتهي إليها المرء ـ لو حالفه الحظ ـ مجرد اقتراب من الفكرة الأصلية التي كان يريد أن يقولها – خالد حسيني
*****
ما الفكرة الأولى التي قد تخرج منها بعد ما يقارب ال600 صفحة من القراءة . . ؟
رجاء عالم .. محظوظة جداً ..
لماذا؟ .. لا.. ليس لكونها فازت عن البوكر بهذه الرواية ولا لكل ما تُرجم لها إلى اللغات الأخرى .
إنها محظوظة بقلقها .. بهاجسها .. باستغراقها في المكان إلى الدرجة التي تستطيع هي البعيدة جداً جغرافياً أن تنتقل آنياً من باريس إلى مكة لتمتزج بكل ما فيها من أزمنة وأزقه وحكايات .. بتناقضاتها .. بالوجهين .. إنها تكتب مكة خارج النمط العام الذي يكتفي بالسطح من مكة .. بالصور التي تنقلها شاشات التلفزة عنها إنها هنا تقدمها بما يسبق التكوين المبسط عنها .. تكتبها كأنثى بعمر الأسطورة الكونية وبعمر تهتك الزمن حولها .. لا في "قلبها " .. إنها تدعوك لتعيد مراجعة هذه المكان ومحاولة فهمه وإدراك ما يضيع منه يوميا ويتهشم وأنت تحاول أن تجمع مع ناصر خيوط الجريمة .
فكرتي الأخرى التي بقيت معلقة طوال قرائتي للعمل هي : رجاء عالم هنا هي ذرات الهواء التي تتنقل في الحجاز بخفه لتلتصق بكل شيء تلمسه وتعيد سرده متى ما اهتدت إلى أي سطح أبيض يحتمل التدوين .. بهذا الهاجس القوي هي ستستمر .. ستعيش .. وستبتكر لأنها تدرك ما وراء الغايات المطلقة للبشر إلى غاية لها تخصها .
لكن هذا الهاجس جعلني أيضاً أحس بصعوبة شديدة في الركض خلف التدفق الذي أخذت تكتب به رجاء .. كانت اللغة التي جاءت وكأنها حرصت على أن تتماهى مع سمو مكة في قلبها حتى في وصف أدق التفاصيل وهو المرهق جدا بالنسبة للقارىء وهو المفسد في أحايين كثيرة للحبكة التي تحتاجها رواية مبنية على جريمة .. كما أنني شعرت وأنا في منتصف العمل بأني أقرأ رجاء في آخر عمل لها .. أعني وكأنها تضمر في داخلها أن يكون هذا عملها الأخير فأخذت تضع فيه كل ما يحتمله المجتمع الحجازي من مشكلات محورية .. كل معضلة عرضت كانت لتحتمل عملا بحد ذاته .. بعض الشخوص و قضاياها لم تكن تحتمل أن تكون الهامش .
المكان يفوز في هذه الرواية .. واللغة أيضاً -هناك عبارات تحبس أنفاسك - .. لكن الارتباط الانساني بالشخوص جاء مبتوراً بالنسبة لي .. وشغفي بمتابعة موضوع الجريمة أخذ يذوي مقابل تطلعي لقراءة المزيد حول مكة التاريخية .. الهاجس – حظ رجاء الخاص- أكل السرد والإنسان معا .
I'm really not sure what to think about this book. On the one hand, it's highly original; totally unlike anything I've ever read. On the other, it is very confusing. It is beautiful and ugly at the same time.
It is, underneath all the overlaid intersecting story-lines, a book about the conflict between modern global capitalism and traditional tribalism, class structure and religious fundamentalism. It is particularly concerned with the rights of women; how in traditional Wahabbist society, women are little more than slaves to their husbands, fathers and brothers.
It starts as a traditional detective story. But while plenty of clues are given to the reader to "solve" the mystery, an equal or greater number of red herrings and cross-threads are also presented. When you get to the end, a lot of these threads have been woven together successfully, but the central mystery the book started with is open to interpretation. Because there are multiple narrators, and they're all unreliable.
The Dove's Necklace contains some beautiful and moving lines that are eminently quotable, especially in the second part of the book. But it also contains an awful lot of purple prose and imprecise metaphors, at least in translation. It may read differently in Arabic.
Bottom line: I enjoyed it, but found it a tad difficult. But my rating may go up with the passage of time. Definitely an important book, not a "fluff piece".
حقيقة أتعبتني جداً هذه الرواية ، حتى إني لم ولن أكملها لأنها أثّرت فيّ جداً في العزوف عن القراءة لطول السرد وصعوبة الكتابة لرجاء عالم والتي تسبب عدم سلاسة القراءة وتأخر رحلة السفر في طياتها مما يؤدي الى الملل ، طول النفس الذي حاولت التحلي به بعدما قرات التعليقات المكتوبة عن هذه الرواية لم تنفع لأن الملل علق في أوراقها ولم أعدأستطيع الأختناق أكثر ، بالمناسبة النجمة الثانية جاءت للجهد الكبير من الكاتبة في هذا النفس الطويل جداً وليس لغير شيء وللآن أتساءل كيف فازت هذه الرواية بجائزة البوكر يا إلهي
أشهدُ أن لا إله إلا الله ! مش قادرة أصدق إني خلاص كده خلصتها !! مقدرش أنكر إن لغتها في البداية شديتني وحسيتها ثرية بس بعدين حسيت فيها كم من الإبتذال غير عادي, ده بالإضافة للملل المطوَّل والحشو الزائد والتفاصيل التي بلا فائدة!!
عنوان رواية طوق الحمام مستمد من كتاب العربي الاندلسي ابن حزم صاحب كتاب طوق "الحمامة" الذي يتناول قصص الحب و مفارقاته. انطباعي الاخير عن الرواية لا يختلف كثيرا عن انطباعي الاول عند بداية قراءتها : شعور بالتخبط و التيه. رغم ان نسبته تقلصت بالنهاية الا ان رجاء عالم ، برأيي، فشلت في جمعها بين شغفها بمكة و حبها للكتابة و الرواية البوليسية. لم تنهها كما يفترض.. انا لست واثقة اذا ما كان هذا هو بيت القصيد لكن الرؤية بقيت ضبابية حتى النهاية مما سبب لي خبية أمل و شعور مصغر بالخيانة. فهمت ان نورة تنكشف لتكون عزة لكن لست متأكدة من هوية الجثة التي بنيت عليها كل الحبكة ولا من هوية ناصر؟ حتى خالجني شعور في النهاية من انه هو نفسه رافا ! على الرغم من كل هذا اعجبت بالحبكة و لو اني استطيع وصفها بعدم الاكتمال او الجلاء التام. لغتها قوية و متينة لكن في بعض الأماكن تصبح معقدة بشكل مبالغ مما يضع القارئ في تساؤل اذا ما كان يعاني من عجز في الربط بين الافكار! او عدم اكتمال نمو دماغه! او على الاقل هذا ما مررت به شخصيا.. رأيت بعض التعليقات التي تنقد الرواية و بعنف لكني لا اؤمن ان من قرأ 200 صفحة من اصل 600 يملك الحق في التهجم و النقد.. تحاملت على نفسي لاكمال الرواية لإيماني انها ستنفرج عن كنز دفين . مغامرات روبرت لانغدون علمتني الصبر و الانتظار للنهاية و هذا ما حاولت اتباعه مع هذه الرواية مع انه في القراءة الاختيارية ليست فكرة محبذة ان تغصب نفسك على القراءة لكن و للأسف هذا ما خبره الأغلبية. انا شخصيا ارجح المدرسة الواقعية التي تبنتها رجاء في معظم الرواية. اعجبني فصلها غير الجلي لقدسية مكة عن بنيتها التحتية من العمالة المهربة و الفقر المدقع و كأن هناك خيط افق باهت بين الاثنين. باهت لكن موجود! انا اخالف اراء القراء الذين هاجموها لتعديها على مكة. هي بشكل ابسط تناولت المعاناة السائدة بين الطبقات الفقيرة لتأمين احتياجاتها اليومية. لم تصور مكة على انها بلد الاغنياء و ناطحات السحاب و "الذهب الملقى على الطرقات" بل على المدينة المقدسة العامرة بالاثار الضاربة بجذورها بالتاريخ جنبا الى جنب الفقراء و الازقة القذرة. أكثر ما الهمني كانت رسائل عائشة لانها لا تتصف بالوردية الساذجة بل بالنضوج و العمق. ما اعجبني ايضا ما تناولته الرواية عن بيت اللبابيدي و شغفه بالتصوير . كلما انتقل الحدث الى هناك تمنيت ان يمتد أكثر..
ليست بالسوء الذي يصفها البعض به.. فيها تأملات عن الحياة لا تقدر بثمن. حتى صفحة 450 شعرت بالسخط لأن معلمتي قدمت توصياتها لهذا الكتاب و شجعتني على قرآته. لكن و مع انفراج الحبكة بدأت الامور تبصر النور امامي. على الرغم من ذلك لن اقوم بتقديم توصياتي لها لأي من اصدقائي الا اذا كنت متأكدة بأنهم يملكون الصبر الكافي لاكمال 600 صفحة مع عدم الشعور بالخيانة من جانب الكاتبة التي حتى لم تحاول تزويد قرآها بشق تمرة طول الرواية ليغني عن توقهم و صبرهم و تحملهم للغة المتكلفة حتى النهاية.
الكاتبة تزعم االشغف بمدينة مكة ، و كل ما يحيطُ بها و لكني وجدتها تتجرأ و تعيثُ فساداُ بتلك القُدسية ! لا أحد ينكر مدى القذارة المتواجدة في النفوس البشرية ، و لكن تعميمها تقريبا على جَميع الشُخوص في كتاب واحد يطرحُ عدد من التساؤلات و علامات عدم التصديق ، الكاتبة ما فتَأت تغرسُ أنيابَ الرغباتِ الحيوانية و خوالبها في جميعِ الأحداثِ ذاتِ العلاقة و غير العلاقة !! شوَّهت بذلك الصورةَ الجَمِيلة التي تََحملها نفوسُنا لتلك المدينة المقدسة ..
لا أنكر أنَ سياقَ الرواية يحتدمُ بالإثارة و المتعة في بعضِ الأجزاء – خّاصةً البِِدَاية - ، و لا أنكرُ كَذَلِك أن الكاتبة تملكُ أسلوبا لغوياً جيداً و شيقاً في كثير من المواضع – رسائلُ عائشة على سبيلِ المثال- ، و لكنني أجدها تغرقً في هوسٍ غيرِ مبررٍ كَالهَوسِ بٍقيام القيامة كَمَا إنَّها تتعدى بشكل غير صريح على معتقدات دينية -لا يمكن غض الطرف عنها – ما جعلني أكرهُ الرواية و أتوقف عنْ قرائتها لمدة لا بَأس بَها حَتَى عُدتُ لمُوَاصلة القرَاءة لا لِشيئ سوى لإكمال ما بَدأتُ به ..
ما زَلتُ أَتسَائل أَين انقّضتْ تِلكَ الرِحلَة المُتَكَونِة من 566 صَفْحة مِن القَرطَاسِ و الحِبر ، فالأحداثَ و الحَبكَة الأدّبِية للروَاية – رغم أَنَّها تَملكُ إِمكَانِية لا يُستَهانُ بِها فِي خَلق رِواية مُمتازة ، ذكَّرتني بِرِواية حكُومَة الظِلَِ لِمُنذر القبانِي – لا تتَحمل ذلكَ القدرُ من التفَاصِيل و الحَشو المُمل التِي يَضِِيعُ القارئ فِي مُنحنيات الأحداث الغِير مترابطة و الغيرِ متسلِسلة بالشَكل المطلوب !!
الكتاب لا يترك في نفس القارئ شيئا غير بعض الحيرة و التشويش في نهاية الرواية !! و لربما بعض الاشمئزاز في منتصفها أيضاُ !! فِي نِهَاية المَطاف ، لا أستطيع أن أنصح بقراءة أو تجاهل هذه الرواية على وجه التحديد ، لا زلتُ أحمل فِي داخلِي مشاعر مختلطة حول هذه الكاتبة .. ربما وَجَبَ أنْ أقرأ لها شيئا آخراً علٍِّ أتوَصل إلى رأيِ و مَوقفٍ حّقِيقي مِنها !!
انتهيت أخيرا من هذه الرواية التي كثر شاكوها من القراء و استغربوا حصولها على جائزة البوكر عام ٢٠١١. بداية أحب أن أشيد بقدرة الكاتبة السردية و لغتها المنمقة التي أدهشتني على مر القراءة.
أعجبني توثيقها للمعالم المكية والعالم المكي بشكل عام بما فيه من شخوص و عادات و بالإضافة إلى الثقافة الهائلة التي أظهرتها رجا في روايتها حتى خيل إلى أنها وضعت كل معلومه تعرفها. حيث نجد
المعلومات التاريخية و الأدبية و السينمائية أيضا. ( بنو شيبة ، أزمة الحفاظ على التراث التي تشهدها مكة، الحج، البطالة ، حياة الحارات المكية و غيرها الكثير )كلها مواضيع نوقشت في الرواية وعلى الرغم من كل هذه
الجماليات إلا أن الرواية تفتقد إلى الحبكة و الترابط القصصي فلو سألني أحد عن قصتها فلن أستطيع أن أجيبه. كل ما أعرفه أنها أبتدأت بجريمة و هناك محقق لا أدري عن ماذا يحقق و بعض الشخصيات
التائهة في معارك الحياة و الذين كانوا سببا في ضياعنا أثناء القراءة. أنتقد على رجاء استخدامها للوصف الجنسي و العبارات الغير لائقة و التي كانت حاضرة كثيرا ببداية الرواية. أن تكون حاضرة في
أي رواية قد نتجاهل رغم بشاعتها لكن أن يوضع في سياق الحديث عن المدينة المقدسة فالبشاعة نفسها ستزيد بشاعة.
يقول الدكتور حسن النعمي (أستاذ النقد الروائي) في حديثه عن فوز عبده خال بجائزة البوكر للرواية العربية، بأن رواية عبده خال "ترمي بشرر" ليست بقوة بقية رواياته، ولكن الجائزة تُعطى على المنجز الروائي كاملا. جلستُ أتسلى بهذه العبارة وأنا أسرح بقراءة ناقصة غير مكتملة لهذه الرواية التي أستطيع أن أقول بأن نصف عذابي اليومي يأتي منها. رجاء عالم كاتبة بارعة وتمتلك قدرة رائعة في صناعة العبارة الأدبية شكلا ومعنى، إلا أن هذا النبع فجأة يتدفق على غير العادة ويطغى ويزيد فيثقل على النفس تتبع هذا الزخرف الكبير الذي يشبه رواشين مكة. والمبالغة في عجن الصياغة الأدبية ولغتها المثقلة بالمحاسن هو ما جعل رجاء عالم بعيدة نوعا ما عن جماهير الرواية كما يقول الدكتور عبدالله الغذامي عنها. يُحسب للرواية النفس المكي، والقراءات المتغلغلة في أعماق الحارات والأزقة والعادات والتي ربما جعل منها رواية تتخطى المحلية، فالأدب كلما كان محليا أكثر كان عالميا أكثر كما يقول الدكتور عبدالقادر القط. رواية واحدة ولا اثنتين تكفي لتقييم نتاج هذه الفتاة المكية، ولكنني على أمل أن اطلع على كل ما كتبت ليكون الحكم قريبا من الصواب، والله تعالى الموفق.
برأيي الرواية جميلة جداً بلغتها العذبة والمحترفة وهي نقلة نوعية في فن الرواية السعودية ..أيضاً أظهرت الكاتبة ثقافة واسعة وخيال يستحق التقدير وأسلوب جذاب... ربما لم توفق في النهاية ..إلى جانب وجود ثغرات في تسلسل الأحداث وترابطها...أي حبكة الرواية لكنها تقرأ مثل مرجع للغتها الراقية والفخمة جداً.. ------- مقتطفات أعجبتني... هل نفقد الرؤية حين ينادينا الحب لنخرج من ذواتنا؟ في الطريق بين الأنا والآخر لحظة عمى .. قد نجتازها أو تلازمنا فتطمس من حولنا الكون ..!! واحد بصير والآخر أعمى.. أهكذا تتم تركيبة الحب !!! ------- حجراً مقذوفاً في الهواء كنت ذلك الصباح .. أرتعد لحتمية اللحظة التي يحين فيها موعد إرتطامه بالأرض... ------- مازلت في بحثٍ عن تلك الكلمات التي تقول شيئاً... لتعني شيئاً آخر.. والوجوه التي تحمل ملامح ...لتتستر على ملامح أخرى....
أحار احيانا في تقييم رواية ، بين رقمين متتاليين طبعا ، إلا أنني في "طوَّق الحمام" المتوجة بجائزة البوكر العربية لعام ٢٠١١ حرت بين الثرى " واحد " والثريا "خمسة" ! تقع الرواية في قسمين اثنين اتخذت رجاء عالم للقسم الاول زقاق أبو الرؤوس المكي مسرحا للأحداث أو بالأصح مسرحاً للجريمة وتعقبها، مما أكسب النص إثارة ، فمن الذي يجرؤ على ذكر مكة بسوء أعني ( بجريمة). وفي مسيرة الكشف عن خيوط الجريمة ستغنم بقراءة كتابات ورسائل المشتبه بهم ،صاغتها " العالم " بلغة روائية عالية و بحصيلة من المعلومات التاريخية لا تقل غنىٍ أو جمال عن مكة وسندتها واللائجين بحرمها.
ثم تنتقل " العالم"في القسم الثاني إلى اسبانيا بين مدينتي مدريد وطليطلة في رحلة بحث أخرى عن الأرث والهوية. وهنا فقدت دهشتي بالنص حبكةً، رغم استمراري بالاستمتاع بالتفاصيل المعمارية والتاريخية للأندلس.
لا زلت في صفحاتها المائة الأولى الرواية ليست كما تقولون عنها ولا تصح محاكمة العمل الأدبي من خلال موقف أخلاقي شخصي الرواية حميمية إلى حد الآن ورجاء ساحرة جدا وربما تكون هذه الرواية اجمل اعمالها لكن الأذواق تختلف