
أي كتاب ما هو الا وجبة غذائية فكرية ، و كما ان الوجبات الغذائية التي نتناولها تفرق عن بعضها و تختلف في مقدار القيمة و الفائدة التي تعطينا اياها ، فكذلك الكتب المختلفة ! هناك كتاب حين ينتهي القارئ منه يشعر بأنه حصل على فوائد كثيرة ، و هناك كتاب قد يشعر بعده بأن فوائده اقل

اقرأ- كيف تجعل القراءة جزءً من حياتك" للأستاذ "ساجد العبدلي" كان دعوة لعودة الإنسان إلى الكتاب مرة أخرى، وتسليط الضوء على هواية القراءة "كمنهج حياة"، وقد كانت للكاتب - وما يزال - تجربة رائدة في إحياء فكرة "نوادي أو مجموعات القراءة"، وإدارة بعضها، تلك الفكرة التي انتشرت كثيرًا في المجتمعات الغربية بهدف جمع مجموعة من الهواة على كتاب معين ومناقشة ما جاء فيه من باب التعود على حب القراءة والحث عليها، ولمحاولة جعلها جزءً حيويًا من جدول الأعمال اليومي للمواطن الغربي، ورغم أن هذه الفكرة ليست بغريبة على مجتمعاتنا الإسلامية، فقد شاعت لدينا - منذ بدايات حضارتنا الإسلامية وعبر العصور المختلفة - في صورة مجالس تحفيظ القرآن والسنة، وحلق الذكر، ومجالس الإجازة، وحلقات التدارس والمراجعات، إلا أنها بشكلها الغربي الجديد تعد سابقة غير مألوفة على وطننا العربي، وخاصةً في الوقت الحالي الذي صارت فيه أمة "اقرأ" لا تقرأ.. بل ولا تكتب أيضًا.
ضمَّنَ الكاتب كتابه فصول عن تعريف بأهمية القراءة، وكيفية تعويد الإنسان نفسه على القراءة، وما الذي يمكن أن يقرأه المرء في بدايات قراءاته، وفكرة "مجموعات القراءة" ولوازمها، وكيفية تحبيب الأطفال وتنشئتهم على حب الكتاب، ثم ختم بمجموعة من اختياراته الشخصية لبعض الكتب التي يمكن أن تكون نواة مناقشات أي "مجموعة قراءة" مستقبلية.