“كتبتُ ولم أكتبْ إليكَ، وإنما --- كتبتُ إلى روحي بغير كتاب
وذلك أن الروح لا فرق بينها --- وبين محبيها بفصل خطاب
وكل كتاب صادر منك وارد --- إليكَ، بلا رد الجواب، جوابي
[...] فكأنه يريد أن يقول: سواء أتكاتبنا أم لا فإن ما بيننا من اتصال روحي يتيح لنا التفاهم دون كلام، والتراسل دون كتابة.
[...] وقد روى [أبو بكر] الشبلي نفسه قصة في هذا المعنى مؤداها أن "متحابين ركبا بعض البحار، فسقط أحدهما في البحر وغرق، فألقى الآخرُ نفسَه إلى البحر، (فأنقذا)... فقال الأول لصاحبه: أما أنا فقد سقطت في البحر، أنت لِمَ رميتَ نفسك في البحر؟ فقال له: أنا غائب بك عن نفسي، توهمتُ أني أنتَ!"
وذكر أيضًا أن الجنيد بن محمد البغدادي قال: "سمعت السري (السقطي) يقول: لا تصح المحبة بين اثنين حتى يقول أحدهما للآخر: يا أنا" [...].”
―
كامل مصطفى الشيبي,
شرح ديوان الحلاج