روائع القول discussion
روائع القول
date
newest »

message 1:
by
Khalil
(new)
Oct 16, 2015 12:24PM

reply
|
flag
ولقد كان من أكبر ما أعانني على أمري في كتابة رسائل النظرات أشياء أربعة أنا ذاكرها لعل المتأدب يجد في شيء منها ما ينتفع به في أدبه:
"أولها" أني ما كنت أحتفل من بين تلك الأحاديث الثلاثة بحديث اللسان ولا حديث العقل، أي: إنني ما كنت أتكلف لفظا غير اللفظ الذي يقتاده المعنى ويتطلبه، ولا أفتش عن معنى غير المعنى الطبيعي القائم في نفسي، بل كنت أحدث الناس بقلمي كما أحدثهم بلساني، فإذا جلست إلى مكتبتي خيل إلي أن بين يدي رجلا من عامة الناس مقبلا علي بوجهه، وأن من أشهى الأشياء وآثرها في نفسي أن لا أترك صغيرا ولا كبيرا مما يجول بخاطري حتى أفضي به إليه، فلا أزال أتلمس الحيلة إلى ذلك, ولا أزال أتأتى إليه بجميع الوسائل وألح في ذلك إلحاح المشفق المجد حتى أظن أني قد بلغت من ذلك ما أريد، فلا أقيد نفسي بوضع مقدمة الموضوع في أوله، ولا سرد البراهين على الصورة المنطقية المعروفة، ولا التزام استعمال الكلمات الفنية التزاما مطردا إبقاء على نشاطه وإجمامه وإشفاقا عليه أن يمل ويسأم فينصرف عن سماع الحديث أو يسمعه فلا ينتفع به.
"وثانيها" أني ما كنت أحمل نفسي على الكتابة حملا، ولا أجلس إلى مكتبتي مطرقا مفكرا: ماذا أكتب اليوم، وأي الموضوعات أعجب وأغرب، وألذ وأشوق، وأيها أعلق بالنفوس، وألصق بالقلوب؟ بل كنت أرى فأفكر فأكتب فأنشر ما أكتب فأرضي الناس مرة وأسخطهم أخرى من حيث لا أتعمد سخطهم، ولا أتطلب رضاهم.
"وثالثها" أني ما كنت أكتب حقيقة غير مشوبة بخيال، ولا خيالا غير مرتكز على حقيقة؛ لأني كنت أعلم أن الحقيقة المجردة من الخيال لا تأخذ من نفس السامع مأخذا، ولا تترك في قلبه أثرا، وأحسب أن السبب في ذلك أن أكثر ما تشتمل عليه النفوس من العقائد والمذاهب، والآراء والأخلاق، والخواطر والتصورات، إنما هو أثر من آثار الخيالات الذهنية التي تتراءى في سماء الفكر، ثم لا تزال بها الأيام تكسوها طبقة بعد طبقة من غبار القدم حتى تصبح حقيقة من الحقائق الثابتة في الأذهان، وكما أن الحديد لا يفل إلا الحديد، واللون لا يذهب به إلا لون غيره، كذلك الخيال لا يذهب به ولا يزعجه من مكانه إلا الخيال، وللخيال الأثر الأعظم في تكوين هذا المجتمع الإنساني وتكييفه بالصورة التي يريدها، فلولا خيال الشعر ما هاج الوجد في قلب العاشق، ولولا خيال الشرف ما هلك الجندي في ساحة الحرب، ولولا خيال الذكرى ما اخترعت المخترعات، ولا ابتدعت المبتدعات، ولولا خيال الرحمة ما عطف غني على فقير، ولا حنا كبير على صغير، كما كنت أعلم أن الخيال غير المرتكز على الحقيقة إنما هو هبوة طائرة من هبوات الجو لا تهبط أرضا، ولا تصعد إلى سماء.
"ورابعها" أني كنت أكتب للناس لا لأعجبهم، بل لأنفعهم، ولا لأسمع منهم أنت أحسنت، بل لأجد في نفوسهم أثرا مما كتبت، والناس كما قلت في بعض رسائلي خاصة وعامة: أما خاصتهم فلا شأن لي معهم، ولا علاقة لي بهم، ولا دخل لكلمة من كلماتي في شأن من شئونهم، فلا أفرح برضاهم، ولا أجزع لسخطهم؛ لأني لم أكتب لهم، ولم أتحدث معهم، ولم أشهدهم أمري، ولم أحضرهم عملي، بل أنا أتجنب جهد المستطاع أن أستمع منهم شيئا مما يتعلق بي من خير أو شر؛ لأني راض عن فطرتي وسجيتي في اللغة التي أكتب بها فلا أحب أن يكدرها علي مكدر، وعن آرائي ومذاهبي التي أودعها رسائلي فلا أحب أن يشككني فيها مشكك، ولم يهبني الله من قوة الفراسة ما أستطيع به أن أميز بين مخلصهم ومشوبهم، فأصغي إلى الأول لأستفيد علمه، وأعرض عن الثاني لأتقي غشه، فأنا أسير بينهم مسير رجل بدأ يقطع مرحلة لا بد له أن يفرغ منها في ساعة معينة، ثم علم أن على يمين الطريق التي يسلكها روضة تعتنق أغصانها، وتشتجر أفنانها، وأن على يساره غابا تزأر أسوده، وتعوي ذئابه، وتفح أفاعيه وصلاله، فمضى قدما لا يلتفت يمنة مخافة أن يلهو عن غايته بشهوات سمعه وبصره، ولا يسرة مخافة أن يهيج بنظراته فضول تلك السباع المقعية، والصلال الناشرة، فتعترض دون طريقه: وأما عامتهم فهم بين ذكي قد وهبه الله من سلامة الفطرة، وصفاء القلب، ولين الوجدان، ما يعده لاستماع القول واتباع أحسنه، فأنا أحمد الله في أمره، وضعيف قد حيل بينه وبين نفسه فهو لا يرضى إلا عما يعجبه، ولا يسمع إلا ما يطربه، فأكل أمره إلى الله، وأستلهمه صواب الرأي فيه، حتى يجعل الله له من بعد عسرا يسرا،
مصطفى لطفي المنفلوطي
"أولها" أني ما كنت أحتفل من بين تلك الأحاديث الثلاثة بحديث اللسان ولا حديث العقل، أي: إنني ما كنت أتكلف لفظا غير اللفظ الذي يقتاده المعنى ويتطلبه، ولا أفتش عن معنى غير المعنى الطبيعي القائم في نفسي، بل كنت أحدث الناس بقلمي كما أحدثهم بلساني، فإذا جلست إلى مكتبتي خيل إلي أن بين يدي رجلا من عامة الناس مقبلا علي بوجهه، وأن من أشهى الأشياء وآثرها في نفسي أن لا أترك صغيرا ولا كبيرا مما يجول بخاطري حتى أفضي به إليه، فلا أزال أتلمس الحيلة إلى ذلك, ولا أزال أتأتى إليه بجميع الوسائل وألح في ذلك إلحاح المشفق المجد حتى أظن أني قد بلغت من ذلك ما أريد، فلا أقيد نفسي بوضع مقدمة الموضوع في أوله، ولا سرد البراهين على الصورة المنطقية المعروفة، ولا التزام استعمال الكلمات الفنية التزاما مطردا إبقاء على نشاطه وإجمامه وإشفاقا عليه أن يمل ويسأم فينصرف عن سماع الحديث أو يسمعه فلا ينتفع به.
"وثانيها" أني ما كنت أحمل نفسي على الكتابة حملا، ولا أجلس إلى مكتبتي مطرقا مفكرا: ماذا أكتب اليوم، وأي الموضوعات أعجب وأغرب، وألذ وأشوق، وأيها أعلق بالنفوس، وألصق بالقلوب؟ بل كنت أرى فأفكر فأكتب فأنشر ما أكتب فأرضي الناس مرة وأسخطهم أخرى من حيث لا أتعمد سخطهم، ولا أتطلب رضاهم.
"وثالثها" أني ما كنت أكتب حقيقة غير مشوبة بخيال، ولا خيالا غير مرتكز على حقيقة؛ لأني كنت أعلم أن الحقيقة المجردة من الخيال لا تأخذ من نفس السامع مأخذا، ولا تترك في قلبه أثرا، وأحسب أن السبب في ذلك أن أكثر ما تشتمل عليه النفوس من العقائد والمذاهب، والآراء والأخلاق، والخواطر والتصورات، إنما هو أثر من آثار الخيالات الذهنية التي تتراءى في سماء الفكر، ثم لا تزال بها الأيام تكسوها طبقة بعد طبقة من غبار القدم حتى تصبح حقيقة من الحقائق الثابتة في الأذهان، وكما أن الحديد لا يفل إلا الحديد، واللون لا يذهب به إلا لون غيره، كذلك الخيال لا يذهب به ولا يزعجه من مكانه إلا الخيال، وللخيال الأثر الأعظم في تكوين هذا المجتمع الإنساني وتكييفه بالصورة التي يريدها، فلولا خيال الشعر ما هاج الوجد في قلب العاشق، ولولا خيال الشرف ما هلك الجندي في ساحة الحرب، ولولا خيال الذكرى ما اخترعت المخترعات، ولا ابتدعت المبتدعات، ولولا خيال الرحمة ما عطف غني على فقير، ولا حنا كبير على صغير، كما كنت أعلم أن الخيال غير المرتكز على الحقيقة إنما هو هبوة طائرة من هبوات الجو لا تهبط أرضا، ولا تصعد إلى سماء.
"ورابعها" أني كنت أكتب للناس لا لأعجبهم، بل لأنفعهم، ولا لأسمع منهم أنت أحسنت، بل لأجد في نفوسهم أثرا مما كتبت، والناس كما قلت في بعض رسائلي خاصة وعامة: أما خاصتهم فلا شأن لي معهم، ولا علاقة لي بهم، ولا دخل لكلمة من كلماتي في شأن من شئونهم، فلا أفرح برضاهم، ولا أجزع لسخطهم؛ لأني لم أكتب لهم، ولم أتحدث معهم، ولم أشهدهم أمري، ولم أحضرهم عملي، بل أنا أتجنب جهد المستطاع أن أستمع منهم شيئا مما يتعلق بي من خير أو شر؛ لأني راض عن فطرتي وسجيتي في اللغة التي أكتب بها فلا أحب أن يكدرها علي مكدر، وعن آرائي ومذاهبي التي أودعها رسائلي فلا أحب أن يشككني فيها مشكك، ولم يهبني الله من قوة الفراسة ما أستطيع به أن أميز بين مخلصهم ومشوبهم، فأصغي إلى الأول لأستفيد علمه، وأعرض عن الثاني لأتقي غشه، فأنا أسير بينهم مسير رجل بدأ يقطع مرحلة لا بد له أن يفرغ منها في ساعة معينة، ثم علم أن على يمين الطريق التي يسلكها روضة تعتنق أغصانها، وتشتجر أفنانها، وأن على يساره غابا تزأر أسوده، وتعوي ذئابه، وتفح أفاعيه وصلاله، فمضى قدما لا يلتفت يمنة مخافة أن يلهو عن غايته بشهوات سمعه وبصره، ولا يسرة مخافة أن يهيج بنظراته فضول تلك السباع المقعية، والصلال الناشرة، فتعترض دون طريقه: وأما عامتهم فهم بين ذكي قد وهبه الله من سلامة الفطرة، وصفاء القلب، ولين الوجدان، ما يعده لاستماع القول واتباع أحسنه، فأنا أحمد الله في أمره، وضعيف قد حيل بينه وبين نفسه فهو لا يرضى إلا عما يعجبه، ولا يسمع إلا ما يطربه، فأكل أمره إلى الله، وأستلهمه صواب الرأي فيه، حتى يجعل الله له من بعد عسرا يسرا،
مصطفى لطفي المنفلوطي
روائع الشاعرة إيمان مصاروة
عشرُ ثوانٍ
ينطلقُ الرّكبُ
أَصاعِدٌ مِن أسفلِ مُنحدرِ المفرق؟
Ten seconds
The caravan sets out
Is it ascending from the bottom of the junction's steep ?
(2)
تتلاشى
في الشارعِ أنفاسُ البُعدِ
فيقتربُ وتقتربُ ويقتربونَ
ويَقتربونَ
كيومِ الفصلِ هنا كانَ الجمعُ
وصوتُ النارِ يكادُ يبين
The breaths of parting fade away in the street
So he , she, they all come nearer and nearer
Like the Day of Judgement , here was the assembly
And the sound of fire is about to come out
ْ
(3 )
تشحَذُ بالعزمِ مُسدّسَها
ذاتَ يمينٍ تصرخُ
في وجهِ الذِّلةِ
تُطلقُ في لحظةِ
صفرٍ
كُلَّ جنونِ الثأرِ فتقتلُ خمسة
With determination she sharpens her pistol
Towards the RIGHT, she shouts in the face of submission.
She releases at an ache- moment
all frenzy of revenge to kill five thenْ
عشرُ ثوانٍ
ينطلقُ الرّكبُ
أَصاعِدٌ مِن أسفلِ مُنحدرِ المفرق؟
Ten seconds
The caravan sets out
Is it ascending from the bottom of the junction's steep ?
(2)
تتلاشى
في الشارعِ أنفاسُ البُعدِ
فيقتربُ وتقتربُ ويقتربونَ
ويَقتربونَ
كيومِ الفصلِ هنا كانَ الجمعُ
وصوتُ النارِ يكادُ يبين
The breaths of parting fade away in the street
So he , she, they all come nearer and nearer
Like the Day of Judgement , here was the assembly
And the sound of fire is about to come out
ْ
(3 )
تشحَذُ بالعزمِ مُسدّسَها
ذاتَ يمينٍ تصرخُ
في وجهِ الذِّلةِ
تُطلقُ في لحظةِ
صفرٍ
كُلَّ جنونِ الثأرِ فتقتلُ خمسة
With determination she sharpens her pistol
Towards the RIGHT, she shouts in the face of submission.
She releases at an ache- moment
all frenzy of revenge to kill five thenْ
من روائع الشاعرة إيمان مصاروة
لم أُعطِ قلبيْ مَنِ ابتاعَ الهوى كَلِماً
فالقلبُ يُهدَى لمن في القلبِ سُكناهُ
واقرأْ على الحُبِّ باسمِ النّبضِ أمنيةً
قلبي لأجلِكَ عرشٌ أنت مولاه.
لم أُعطِ قلبيْ مَنِ ابتاعَ الهوى كَلِماً
فالقلبُ يُهدَى لمن في القلبِ سُكناهُ
واقرأْ على الحُبِّ باسمِ النّبضِ أمنيةً
قلبي لأجلِكَ عرشٌ أنت مولاه.