صالون الجمعة discussion

This topic is about
اللاهوت العربي وأصول العنف الديني
القراءات المنتظمة
>
كتاب شهر مايو/أيار (1): اللاهوت العربي وأصول العنف الديني
date
newest »


لا مع ولا ضد
هذا الكاتب ليس للقارئ الانطباعى
فقط شغف عقلى للحقيقة والفحص
...
معكم
بدأت بقرائته قبلكم ولما حصّلته من ضمن التصويت صوتت ووقفت قراءة عشان أكلمه معكم إن شاء الله.

حقيقة الكتب من هذا النوع بالذات تحتاج القراءة الجماعية
معكم ان شاء الله

أطول مقدمة قرأتها لكتاب حديث
وبالرغم من كونها مقدمة للكتاب
إلا أنها مهمة لتوضيح المفاهيم اللتى سيستخدمها الكاتب فى الكتاب والمعنى الذى يقصده هو
............
كما أنها توضح منهج الكاتب
فهو لديه نظرية مسبقة ويريد أن يثبتها لنا من خلال مقتطفات من الكتب من هنا ومن هناك
مما يجعله أحياناً يتناقض مع نفسه
سأذكر مثال من المقدمة وارجو التعقيب
.....
فى صـ 20 ، 21
يتحدث فى القول الأول : عن سماوية الدين بالضرورة
ويقول : إن كل دين هو بالضرورة سماوى لغة واصطلاحاً
فالسماء تعنى العلو
وكل ما أظلك وعلاك هو سماء
ولو كان سقف الغرفة
وانتهى بالإستنتاج : إن كل دين مهما كان هو سماوى بالضرورة فى نظر معتنقيه
....
وبعد أن نفا عن السما مكانها واكتفى بمضمونها أى العلو
أحضر لنا نظريته المسبقة (التى سنفهمها باكتمال الكتاب) بأن يجمع الأديان الثلاثة من جهة النسب العربى والجغرافية
فقال : ولعل الأصح أن نصفها بأنها ديانات رسالية أو رسولية ، لأنها اتت إلى الناس برسالة من السماء
.....
فأى سماء يقصد هنا .. سماء المكان .. أم سماء العلو؟
أم تناقض بسبب أسلوب الكاتب "الذكى" فى محاولة إقناعنا بفكرته؟

- حسناً سأكتب ما خطر في بالي عند قراءتي كما أتى من غير أتباع أي أسلوب معين ، لذا إن كنت تخشى (الحرق) أعتقد أنه من الأفضل تجاهل هذا الرد
- قرت أول خمسة وثلاثين صفحة من الكتاب - كما هو مجدول لهذا اليوم - ولم أجد أي جديد كل ما قرأته سبق أن قرأته لهذا السارق المتفلسف في (تويتر) أو ذلك المتفلسف السارق في (الفيس بوك) والغريب على الرغم من كثرة قراءتي لهذه الأفكار "منسوخةً" إلا أنه لم يسبق لأحدهم أن حفظ حقوق المؤلف بذكر اسمه ، بل أن بعضهم يذهب لأبعد من ذلك في الغضب لمن ينقل تغريداته بدون الرجوع إليه .. وقانا الله
- إلى الآن لم أر أي علاقة بين عنوان الكتاب وما قرأت ، باستثناء تعريج بسيط على الحروب الصليبية وإبادة اليهود للعرب الكنعانيين (السكان الأوائل لفلسطين)
أما البقية فلا أراها أكثر من مقدمة لما يريد الكاتب إيصاله .. فلا أرى علاقة بين كون اسم الديانات الثلاث "سماوية" أو "رسولية" والعنف الديني ، ويبدو والله علم أن كل ماسبق لا يعدو كونه مجرد مقدمة ومقدمة طويلة كـ هاته لا تسبق إلا الكتابات العظيمة ، يبدو أنها ستكون سبعة أيامِ ممتعة :)
- كـ أي تويتري "مسوي نفسه فاهم" أصبحت مهووس بـ تصحيح الأخطاء الإملائية ، أعتقد أن هنالك خطأ في السطر العاشر من الصفحة الثامنة والعشرين المكتوب هو [بل يبادون كما أمر (الرب) موسى] بينما أعتقد أن الصحيح هو [بل يبادون كما أمر (رب) موسى]
..

أتمنى ان انهيه ضمن الوقت المحدد :)

قرأت هذا الكتاب منذ أعوام، وأذكر ان انطباعي الاول عنه ان الكتاب لم يجب عن الأسئلة التي طرحها العنوان بقدر ما كان في الوقع مقدمة للإجابة التي كانت تستحق ولا شك ان يفرد لها الكاتب كتابا اخر أكثر تفصيلا بدلا ن ان يأتي الكلام في صلب الموضوع مختصرا في نهاية الكتاب. وهي الملاحظة التي اكتشفت ان البعض هنا يؤيدها كذلك.
للأسف لا أذكر الكثير من التفاصيل الآن (قرأته عام 2010)، لكني كتبت عنه مراجعة مطولة عما لفت انتباهي فيه، سأضع أجزاء منها هنا بعد قليل..
تحياتي.

ثم عقَّب أن اليهود والمسيحيين وهم اهل الكتاب لم يزعموا أن كتبهم نُزِّلت من السماء ، وإنما يعتقدون أنها كُتبت بوحى
ثم أكمل التعقيب قائلاً : وشتان ما بين الوحى والتنزيل
.....
وبالرغم من هذا الاختلاف بين ما يقوله القرآن عن ما سبقه من كتب ، وما يقوله الكتابيين عن كتبهم
والفرق البيِّن بين الوحى والتنزيل
إلا أنه استخدم نفس ذات النقطة كدليل على كون الديانات الثلاث هى تجليات مختلفة لنفس الديانة
.............
هل من تفسير علمى لذلك؟

يتخيل الكاتب إعتراضا ويجيب عليه
والاعتراض يدور حول محاولة الكاتب قصر الثورات على الديانات الابراهيمية الثلاث بينما الثورة طبع إنسانى
ويجيب الكاتب بما معناه ان الثورات التى يتحدث عنها هى الثورات القائمة على أسس إيمانية ومعتقدات تحمل طابع القداسة ويحاول ان يوضح ان هذه النوعيات من الثورات الدينية نابعة من الأطر النظرية الكامنة فى أصول الاديان الابراهيمية
.......
والسؤال : ألا توجد ثورات دينية فى الديانات غير الإبراهيمية؟
اليس الصراع بين اتباع امون واتباع اتون هو صراع قائم على اسباب عقائدية إيمانية تحمل طابع القداسة ؟
فى الدراسات حول الحروب فى الصين .. يرى الأغلبية ان الحروب دوما حروب عائلية .. بمعنى تصارع العائلات الكبرى على السلطة وتوسعة التخوم ، ولكن هناك آراء أيضا تصنف ما يعرف فى تاريخ الصين بثورات التمرد rebellion على أنها ثورات على أسس دينية عقائدية واشهرها تمرد اهل التبت
فما هو الغرض من قصر العنف الثائر على العرب؟

معنى كلمة إسرائيل بالعبرية أي غالب الله -جل في علاه- *حاشية ص 57*

هذا الموقف يبدو أنه يعني أن الكاتب قد تخلص من ذلك الانحياز، وانه سيكتب بموضوعية، لكنه لم يستطع ذلك، وهو ما رأيته في كم علامات التعجب التي ألحقها بنهاية كل جملة تصف شيئ لا يصدقه الكاتب -كمسلم- في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد..
أعرف أنني كمسلمة سأفكر بنفس الطريقة، لكنه أدعى في البداية أن بحثه العلمي غير منحاز، بينما علامات التعجب هي تعبير عن الدهشة، وربما عدم التصديق، فأين الموضوعية هنا؟ حتى لو كنت لا تصدق ما كتب في هذه النصوص، فأنت تذكر ما كتبت بموضوعية وليس لك أن تبدي أو تخفي اندهاشك مما ورد فيها..
ربما قصد من وراء ذلك التأكيد على المواضع التي أثارت جدلاً بين أهل هذا الدين نفسه فجعلتهم ينشقون عليه ويتفرقون إلى مذاهب عدة.. فهل الأمر كذلك فعلاً؟ لست واثقة.
جعلني هذا أقلق من مدى موضوعة الكاتب في باقي الكتاب.. لكنني لا أستطيع أن ازعم مع ذلك أنني وجدت ما يؤكد مخاوفي تلك.
----------
أما عن موضوع الكتاب نفسه، وهو جدلية العلاقة بين اللاهوت والعنف الديني، فلم يأخذ من الكتاب إلا حيزاً ضئيلاً جدا وهو القسم الثاني من الخاتمة، في حين خصص الكتاب بأكمله لإثبات أن اللاهوت العربي هو امتداد للاهوت المسيحي واليهودي.. الفكرة جديدة فكانت تستحق بالطبع شرحاً وافياً مثلما فعل هذا الكتاب، لكنه أتى على حساب الموضوع الرئيسي للكتاب، الذي كان يستحق مزيد من الشرح والتحليل.. فربما كان من الأجدر أن يسهب الكاتب في شرح موضوع العنف الديني ولو بإصدار جزء ثان للكتاب، طالما أن هذا هو الموضوع الرئيسي الذي من أجله قرأنا الكتاب من الأساس! يقودني هذا إلى موضوع اللاهوت العربي ذاك..
يرى الكتاب أن ما أسماه "باللاهوت العربي" هو امتداد للاهوت اليهودي والمسيحي، على اعتبار أن الديانات الثلاثة اهتمت بمسألة "الصفات الإلهية"، وهو يربط ربطا ذكياً فعلا بين ظهور هذا اللاهوت العربي في المناطق التي كانت معقلاً للعرب كشعب له عقليته الخاصة البراجماتية وطريقته في تناول الموضوعات الدينية، والمناطق التي سادت فيها اليهودية والمسيحية وساد فيها بالتالي جدال طويل حول مسألة صفات الإله.
ملاحظة لماحة جدا، ذكية جدا، حقيقية جدا..
لكن الكتاب مع ذلك يقلل من شأن حقيقة أن مسألة البحث في "صفات الإله" لم تكن على نفس الدرجة من الأهمية أو لنقل "الخلافية" في الإسلام مثلما كانت في اليهودية والمسيحية، بل المسيحية بشكل خاص حيث كانت تلك القضايا هي محور
اللاهوت المسيحي، بل ومحور الخلافات التي أدت إلى انشقاق مذهبي كبير في المسيحية، بينما حدث الإنشقاق المذهبي في الإسلام لأسباب أخرى طغت على الساحة الإسلامية، وهي موضوعات سياسية بالأساس تحولت إلى خلافات عقائدة مع الوقت..
بالطبع نال البحث في "الصفات الإلهية" أهمية كبيرة، وبالطبع كان أساس بعض الفرق الإسلامية، لكنه لم يكن الأساس الوحيد لها، واعتقد انه لم يكن محور لدى البعض كذلك، وسرعان ما طغت عليه خلافات أخرى، دفعت بهذا الموضوع إلى الهامش.
هل أخذ هذه النتيجة في الاعتبار كان سيؤثر في النتيجة النهائية للكتاب؟ لا أعتقد، لأن الهدف من الكتاب أصلا لم يكن الإقناع بأن علم الكلام هو نفسه علم اللاهوت، بل كان الهدف هو الوصول إلى علاقة اللاهوت بالعنف الديني.. لكنني لا أظنها ملاحظة يجدر التقليل من شأنها..
---------
تعدني مقدمة الكتاب بأنه لن يجيب عن أسئلتي، بل إنه سوف يساعدني كي أطرح المزيد منها، فهل تحقق هذا؟
إطلاقاً.. بالعكس، أجاب الكتاب عن بعض ما كان لدي من تساؤلات حول موضوع اللاهوت، العربي وغير العربي، لكنه لم يساعدني في طرح أسئلة جديدة، حول جدلية العلاقة بين الدين والعنف.. وأعتقد أن من ولد لديهم الكتاب أسئلة لم تكن في هذا الموضوع أيضا، بل كانت في موضوع الدين نفسه، وطبيعة الديانتان اليهودية والمسيحية، التي صاحبتهما كم كبير من علامات التعجب على مدار فصول الكتاب.. أجزم أن هذه هي التساؤلات التي يتحدث عنها من قرأوا الكتاب، وربما كان هذا هو ما أدركه الكاتب أيضاً في مقدمته..
هل يعد رأيي هذا تحاملاً على الكاتب؟ لا أعتقد..
وارد جد أن أكون فسرت بعض ما رأيته في الكتاب تفسيراً يحمل تلك الإشارات أكثر مما تحتمل، لكنني في النهاية إنما اكتب خواطري عن ما لفت نظري في هذا الكتاب، وليس نقداً متخصصا. ولنعتبرها خواطر أولية، بعد قراءة أولى غير متعمقة.. ومثلما قال أستاذ لي من قبل ما معناه "كي أقرأ كتباً حقاً لابد من قراءته ثلاث مرات، الأولى قراءة انطباعية عامة، والثانية أكثر تدقيقاً، والثالثة القراءة النقدية الثاقبة".. وانا لم أكتب رأيي هذا إلا بعد القراءة الانطباعية الأولى، دون الخوض في تفاصيل المنهج المستخدم ولا العلاقات بين المتغيرات، ولا الإثباتات والنتائج.
---------
وبعد، فالكتاب، بعد هذه القراءة المتعجلة، يستحق أربعة نجوم لو كان قد التزم بتقديم ما وعد به في العنوان، لكنه لم يقدم لي جدلية العلاقة بين الدين والعنف إلا في فصله الأخير، فلا استطيع أن أقول أنه أوفى بالتزامه الذي قدمه للقارئ في العنوان.. لكنه في الوقت نفسه لا يستحق تقدير منخفض، فهو قد قدم شرحاً وافياً عن موضوع اللاهوت، شرحاً ممتازاً ممتعاً كذلك، فلا استطيع أن ابخسه حقه في التقييم.. لذلك كان الحل الوسط بالنسبة لي أن أعطيه ثلاثة نجوم..
وأعود للتأكيد على أهمية هذا الكتاب في هذا المجال غير المطروق، أرجو أن يجد الاهتمام الكافي. وأرجو أن أجد المزيد من الكتب حول هذا الموضوع.
رابط تحميل مباشر
نقرأ بمتوسط يومي 35 صفحة ولمدة سبعة أيام
اثروا الحوار باقتباساتكم، آرائكم، ملاحظاتكم وانطباعاتكم