عبد الوهاب عيساوي's Blog
February 21, 2022
رسائل_كلوديوس
عرّجت على أمك هذا الصباح، بدت مسنة أكثر مما ينبغي، يدٌ تدير المطحنة والأخرى تمسح دموع حنينها إليك.
ترى ما الذي يفعله بنا الحنين؟!
كنت دوما تردد: للحنين رائحة لا تدركها الحواس، تتجاوز المسافات، يغدو الغياب حضورا، والحضور غيابا. لا علاقة للحنين بالزمان أو المكان؛ هو هكذا شارد ينفلت عند أول لحظة غياب تعود فجأة..صورة طائر أخضر شاهدته طفلا، نهر يعبر السهل مستعجلا إلى مصبه، قمر مكتمل يتطلع إليك، تجاعيد وجه على البركة. ابتسامة امرأة تكورتَ أشهرا في بطنها...وساعد فتلته الأرض..
ما الذي حدث لقلبك الكبير يا كلوديوس؟! أم أنك أسلمت قلبك للريح والعواصف؟!
#رسائل_كلوديوس
#عبدالوهاب_عيساوي
#كلوديوس
#بوتار
ترى ما الذي يفعله بنا الحنين؟!
كنت دوما تردد: للحنين رائحة لا تدركها الحواس، تتجاوز المسافات، يغدو الغياب حضورا، والحضور غيابا. لا علاقة للحنين بالزمان أو المكان؛ هو هكذا شارد ينفلت عند أول لحظة غياب تعود فجأة..صورة طائر أخضر شاهدته طفلا، نهر يعبر السهل مستعجلا إلى مصبه، قمر مكتمل يتطلع إليك، تجاعيد وجه على البركة. ابتسامة امرأة تكورتَ أشهرا في بطنها...وساعد فتلته الأرض..
ما الذي حدث لقلبك الكبير يا كلوديوس؟! أم أنك أسلمت قلبك للريح والعواصف؟!
#رسائل_كلوديوس
#عبدالوهاب_عيساوي
#كلوديوس
#بوتار
Published on February 21, 2022 11:28
#رسائل_كلوديوس
صباح الخير كلوديوس
صباح الخير بوتار
يقول الراوي الذي جال أقاليم كثيرة، وتعرف تضاريسها وبشرها:
ستحيا يابوتار سعيدا، إذ لم تتكلف معرفة حقائق الأشياء، ودقائق الأمور، ولم تلتفت إلى السر الذي تبطنه الطبيعة، ولم تجتهد في معرفة العالم، السعادة مكافأة لمن يركن إلى اليقين، ويسلم بظواهر الأشياء.
وأنت، أيها البائس، كلوديوس الملعون، ما الذي تريده؟! أتعتقد أن هناك نهاية لما تقوم به؟ الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لن يستطيع هيرقليطس ولا غيره نفيها. لا النهر يعود، ولا الجسد ينبعث مرة أخرى في هذه الحياة، إنه التراب نفسه سنعود إليه، نتحد به، ثم، ثم ينتهي كل شيء. لا تنتظر أن تستعيدك شجرةٌ في غصن، أو نهر في فقاعة، أو ليل في نجمة.. ستبقى في التراب.. هكذا نحن، كائنات ترابية دونية. يا كلوديوس العزيز.. عش الحياة، واظفر بقبلة على تجاعيد والدتك، وتعلق بساعد والدك مثلما كنت تفعل طفلا، وعد للمرأة التي ودعتك عند أسوار روما.. لا شيء يستحق.. صدقني.. لا شيء يستحق.. مآلنا العدم.
صباح الخير بوتار
يقول الراوي الذي جال أقاليم كثيرة، وتعرف تضاريسها وبشرها:
ستحيا يابوتار سعيدا، إذ لم تتكلف معرفة حقائق الأشياء، ودقائق الأمور، ولم تلتفت إلى السر الذي تبطنه الطبيعة، ولم تجتهد في معرفة العالم، السعادة مكافأة لمن يركن إلى اليقين، ويسلم بظواهر الأشياء.
وأنت، أيها البائس، كلوديوس الملعون، ما الذي تريده؟! أتعتقد أن هناك نهاية لما تقوم به؟ الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لن يستطيع هيرقليطس ولا غيره نفيها. لا النهر يعود، ولا الجسد ينبعث مرة أخرى في هذه الحياة، إنه التراب نفسه سنعود إليه، نتحد به، ثم، ثم ينتهي كل شيء. لا تنتظر أن تستعيدك شجرةٌ في غصن، أو نهر في فقاعة، أو ليل في نجمة.. ستبقى في التراب.. هكذا نحن، كائنات ترابية دونية. يا كلوديوس العزيز.. عش الحياة، واظفر بقبلة على تجاعيد والدتك، وتعلق بساعد والدك مثلما كنت تفعل طفلا، وعد للمرأة التي ودعتك عند أسوار روما.. لا شيء يستحق.. صدقني.. لا شيء يستحق.. مآلنا العدم.
Published on February 21, 2022 11:12
•
Tags:
كلوديس