فارس غرايبة's Blog

July 21, 2016

خواء

أعلن الأفخم رئيس الدولة الأعظم، أن علماء الفضاء في مراكز سبر الخواء قد اكتشفوا منذ مدة كوكباً للأرض توأماً، لكنه في الحجم أصغر و في نفس الوقت أكبر من أكبر دولة على هذه الأرض المكتظة.
و ضمّن اعلانه كذلك أنه يعرض هذا الكوكب بما حوى كاملاً على أي دولة من دول الأرض بسكانها و ثقافتها و إرثها، و يتكفل بنقلهم جميعاً و بالمقابل أن يأخذ أرض دولتهم و ضمّها لتصبح جزءاً من أرض الدولة الأعظم.
هز الإعلان الأركان و زلزل المنابر و المحافل، جادت الأفواه بالخطب و الشاشات بالتحاليل و الدراسات بحثاً و تمحيصاً و تفحيصاً، و شكك المشككون بالمقاصد و نبش المنظرون عن المؤامرة، تبارت الهيئات بالشجب و انبرت الألسن بالتهديد و الرفض، و نظم الشعراء قصائد في مديح الأرض و الغزل بتراب البلاد و حب الأوطان.
أذعن الأفخم رئيس الدولة الأعظم، و عن إعلانه تحول و تراجع، ثم عاد و أعلن أنه يفتح باب هجرة الأفراد إلى ذاك الكوكب الفريد و بالأرض شبيه، و على من يرغب أن يرسل إليه بالطلب، فتلقّى من كل مَن على الأرض طلب هجرة مع رجاء أن يبقى الطلب طي الكتمان.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 21, 2016 07:33

يزن

يزن
منذ أن بدأت التردد على الحلاقين، أي منذ أن نبت شعر في رأسي، و أنا أبحث عن حلاق بمواصفات نادرة، أو الأصح مواصفة نادرة وحيدة، لربما جربت عدد يتعذر إدراكه من أصحاب هذه الحرفة، أو إن شئتم الفن، بحثاً عن من أجد به هذه المواصفة، الحلاق الصامت، أعلم استحالة ذلك أو أنني أدركت استحالة ذلك، لكن، و بالصدفة، عثرت على ضالتي بيزن، يزن حلاق صامت، مرحباً نعيماً، باختصار أو باسهاب هذا جل ما قد تسمعه من يزن، كان ذلك بالنسبة لي، و أنا كاره للفضول اللزج في أسئلة الناس، كان ذلك ذروة مناي، حلاق مبتسم قليل الكلام.
تموضع محل الحلاق يزن على شارع رئيسي خلف بيتي، على ما يبدو أنه كان يُستعمل كموقف لسيارة صاحب البيت المحاذي، ربما استغنى صاحب البيت عن السيارة أو أنها بلغت من العمر عتياً، أقصد السيارة، فما عادت جديرة بموقف خصوصي يقيها شمس الصيف و برد الشتاء، و لم يستبدلها بأحسن منها و لم يحفل بجلب ضرّة لها، نعود إلى يزن، لم يبتدع يزن أساليب قص خاصة أو إضافات لم أعهدها، لم يتابع صرعات الزمان و كأنه تجمّد معي، و هذه صفة ترفع أسهمه لدي، على أي حال و قبيل بداية شهر رمضان الفائت، أغلقت الطريق الرئيسية المارة أمام محل يزن، تحوّل السير عنها فما عاد يطرقها أي سابل أو راكب، يحاذي محل يزن محطة وقود و بعد مسافة قصيرة محطة أخرى، كنت أظن أن القانون يحتّم مسافة معيّنة بين محطة و أخرى، لكن يبدو أن هناك من بقدرته أطال المسافات و بهواتفه أضاف بضع أمتار، لن أدخل في نقاش القدرات الذي قد يطول، و كذلك أغلقت تلك المحطات مضخاتها، ليسوا كيزن فتلك المحطات قادرة على الاحتمال، أغلقت تلك الطريق لانشاء مسرب الباص السريع، رغم أنني أكره كلمة باص و أحب استبدالها بحافلة لكن هذا ما استعمله فطاحل اللغة من بين المسؤولين، انقضى رمضان و جاء العيد، جاء العيد على الجميع إلا يزن و كأنه المتنبي عائد من مصر الاخشيدي، لكن يا يزن كان ذاك عيد الأضحى، لم ينته المشروع العجيب و بقي الشارع ملعباً للأتربة و أصوات الآليات، تلك الآليات التي يبدو أن يزن كان يأمل أن ينزل منها أحد ليحلق عنده، سائقها أو ذاك الذي يقود المركبة التي تزودها بالوقود أو حتى ذاك المهندس الذي يمتطي صهوة سيارة تحتوي لوحة أرقامها لطخة حمراء، ما من أحد دخل محل يزن، و انقضى العيد و مازال يزن ينتظر العتق، حتى الحافلة أو الباص سيكون سريعاً جداً بحيث أن أي من راكبيه لن يرى محل يزن أو يزن نفسه لسرعته لن يراه.
يزن التزم طوال سنوات بترخيص محله و دفع الرسوم، و التزم كذلك بدفع ما عليه من ضريبة إن وجدت كونه يسعى وراء تحصيل خبزه كفاف يومه، و لم يتأخر بدفع فاتورة المياه كونه لن يعمل من دونها، أقصد المياه، لكن الآن يزن يعاتب نفسه على كل قرش دفعه و كأنّه غرر به، لن يحميك شيء سواء عليك إن التزمت أم لم تلتزم، يزن لا يفكر بانقلاب عسكري، يأتي كعرض مسرحية هزلية في مساء يوم العطلة لسويعات و ينتهي مضيفاً مبررات لفرض شيء ما نسج في الليال الحالكات و بالتأكيد ليس علم و ما نسجته الأمهات، يزن لا يفكر بعصيان و لا مظاهرة و لا لقاء على فضائية، يزن يفكر بخبز غد.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 21, 2016 07:31

November 2, 2013

قنوط قَنُوت


كان عائداً مما اعتاد عليه من مسير في البرية القريبة، إلا أنه في هذا اليوم قد أطال المسير فتأخر، و لما جن الليل خاف وحوش البرية فلجأ إلى كهف يقيه وقب الظلام و خفاياه، و بعد أن أخذت عيناه تدرك حلوك العتمة رأى بصيص نور في آخر الكهف، سار نحوه و خواطر ترعش الفؤاد تتدافع في الرأس، ما أن اقترب حتى أدرك شخصاً يجلس و كتاب موضعه في حجره، يحيط به كتب و لفائف، شيخ بلغ من العمر عتياً، حالما أدرك ذاك الشخص وجوده نظر إليه، تبسم، أشار إليه ليجلس قربه، اقترب بتوجس و جلس بعد أن اطمأن، نظر بصمت تنقل بنظره بين ذاك الشيخ و كتبه و سراجه الوهاج.
أتائه أنت؟
كلا بل مستتر ريبة الغيهب، لكن ما أنت فاعل هنا؟
كما أنت مستتر، مستتر روع جور، أنا العطار الذي كان يصلح ما أتلفه الدهر حتى أتاه الدهر منتقماً فما استطاع لإتلافه إصلاحاً.
أي جور أيها الشيخ؟
قل لي: أما زلتم حسب الهندام بعضكم بعضاً تصنّفون؟ و عمي عن جواهر النفوس؟بلى.
أما زلتم لتاريخكم بأنفسكم تكتبون، و بعد ذلك تطالعونه بفخر و تصدقوا ما تكذبون؟نعم، لكن من عليه أن يكتب تاريخنا سوانا، أنستكين لما يخطه يراع الآخرين؟بلى، لأنهم يرونكم بعيونهم و أنتم تروا أنفسكم بقلوبكم، فهم يروا العيوب و أنتم بالهوى عيونكم عن العيوب غضيضة.
قل لي: أما زلتم لأغنيائكم بالسرقة تتهمون و فقرائكم الحظ يلعنون، و تنسون أن رزقكم في السماء و إنه لحق كما أنكم تنطقون؟ و حق المسكين و السائل و المحروم تنكرون رغم أنه معلوم؟بلى، إلا من رحم ربي.
أما زلتم لسدنة معابدكم تقدسون و تبجلون أكثر ممن أنتم بها تعبدون و قد أعلمكم أنها له وحده و أمركم ألا تدعوا معه أحدا؟آه أيها الشيخ، بلى.
أما زلتم إذا تعثر أحدكم، تتهامزون تتلامزون و بعد ذلك تتضاحكون و يَد عَوْنٍ له لا تمدّون؟نعم، نعم، صحيح، و قد ارتسمت على فيه ضحكة كتمها بعد جهد.
أما زلتم خَلق الناس تنتقدون دون أن أخلاقهم تختبرون، و لجهلكم لا تدرون بذلك الخلق أم الخالق تنتقدون؟ سبحانك ربي عما يصفون.للأسف نعم ما زلنا إلا بعض منا.
أما زلتم بالسرّاء تتجبّرون و بالضرّاء تتضرّعون؟بلى ما زلنا، إلا الذين يتفكرون.
أما زلتم في تعبدكم تتلفتون لتعرفوا من هم حولكم و من إليكم ينظرون؟أحياناً.
أما زلتم جبابرتكم إذا ما قتلوا على يد غريب أبطالاً تعتبرون، و طغاة إذا ما قتلوا على يد قريب؟نعم صحيح.
أما زلتم إذا ابتسم أحدهم لكم تظنون به الظنون؟نعم، إما يبتسم لغاية في نفسه أو أنه مجنون.
أما زلتم تخافون مما تجهلون و لمعرفته لا تسعون، و تبقوا تخافون و تجهلون و أحياناً تندبون؟أما زلتم لكتب تكدسون و تجمعون، فقط للزينة على الرفوف تضعون و هيهات لها تقرؤون؟أما زلتم مع من يخالفكم تختلفون، و تصمّون آذانكم و لا تستمعون؟
أيها الشيخ، بزغ نور الصباح و من مدخل الكهف انبلج، ألا تأتي معي و تخرج من عتمتك هذه إلى النور ذاك؟بني، بعد كل هذا، أتسمي ما أنت ذاهب إليه نور؟ ذرني و كتبي فقد ملأني ذاك النور قنوط فعهدت لحياة القنوت، إذهب أنت عسى أن تكون ممن رحم ربي.
دمتم بخير
2 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 02, 2013 05:54

June 15, 2013

حرب البلالين


في أواخر أيام الدراسة من كل عام و حينما تبدأ ملامح الصيف تطل علينا بجفافها و حرّها، كانت تنتشر بين الطلاب حرب البلالين، يجلب الطلاب بعض بلالين، عادة تكون من البقالة المجاورة للمدرسة، يملؤوها بماء و يرموا بها على بعضهم، كثر يأخذون الأمر برحابة صدر، بعضهم يُبدي امتعاضه، و البعض يلوذ بنفسه نأياً عن البلل أو لعدم حيازته أي من تلك البالونات، أحياناً تصيب احدى البالونات الطائشة ذاك الطالب ذو الهندام الرتيب الذي دائماً ما حوى جيبه ثلاثة أقلام بألوان مختلفة يجيب دائماً عن كل سؤال، دفتره مسطّر شعره مسرح بعناية، و لتعكير الماء رتابة هندامه و صورته التي شقي في بنائها و ترسيخها في أذهان أقرانه، ينتفض ذاهباً إلى المعلم المناوب في الساحة ليشتكي، و لكونه ذاك الطالب المجتهد دائم الطاعة يبادر المعلم بالصراخ على الطلبة المارقين عصابة البالونات المائية، مهدداً مزبداً متوعداً.
يخضع بعض الطلبة بعد استشعارهم جدية ذاك المعلم، بعضهم لنفاذ مخزونهم من ذخيرة البالونات، فيتركوا تلك اللعبة التي صارت مذمومة محظورة مبغوضة، إلا أن فئة منهم تأبى الانصياع لحيازتها لكم من البالونات و مدفوعة باغراءات نخبويتهم و بعضهم لطغيان فطرة التمرد لديهم، فيستمروا برشق البلالين المائية، بعض من رفاقهم الذين انصاعوا أو كلّوا أو رغبوا باستمالة المعلم ينتظمون في صفوف المعارضين لاستمرار هذه اللعبة، ينال أحد المنقلبين رشقة بالون يتلفت بعد أن يفيق من ذهلته، يحدد الجاني فينطلق بكل عزم نحوه جرياً و ما أن يدنو منه يركله برجله بكل عزم على مؤخرته، تحتوي تلك الركلة على كل ما اختزن من غبن المحروم متصنّع الطاعة على مضض فاقد مخزون ذخيرة البلالين، يحار المعلم بعدم جدوى نهجه، يحضر عصاه التي طالما ادخرها لهكذا ظرف، يرفعها ملوحاً باشارة تهديد لكل من تسوّل له نفسه العصيان، لا ينجح، يمعن بتهديداته يمسك أحد أفراد عصابة البلالين و بعشر ضربات من عصاه على يده و بمرأى من جموع الطلبة ينفذ تهديده عله يردع العصاة، إلا أنه لا ينجح، يقترب منه الآذن يعلمه عن حل يراه ينهي التمرد، يشعره المعلم باذنه لكي يتصرف، يذهب الآذن و يغلق الماء عن كل صنابير المدرسة، لا ماء، لا لغسل و لا لشرب لنجفف منابع ذخائر المردة العصاة، تنتهي الفرصة، يعود كل الطلبة لينتظموا في صفوفهم، يشعر المعلم بنشوة نصر منقوص يسجّل الآذن نقطة على المعلم تبقى تنخز جنب المعلم كلما نظر إليه، المدير كان يطل من نافذة مكتبه مبتسماً لا أحد يدري هل هي ابتسامة سخرية أم اعجاب أو أنه تذكر طفولته؟
لم اقتنع يوماً بعفوية تحركات عصابة البلالين المائية، طالما شككت بغايات صاحب البقالة المجاورة للمدرسة يشيع تلك الحركة ليروج لما كسد لديه من بلالين، أحياناً أشك بالآذن لربما يكون من الذكاء ليسجل على المعلم تلك النقطة المذلة سراً، و تبقى تحيرني ابتسامة المدير.
كبرنا و كبروا و بقيت حرب البلالين.
دمتم بخير       
2 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 15, 2013 06:50

May 13, 2013

أهو الطير؟




في قرية نائية، قليلة السكان معزولة عن ما يحيطها من بقية العالم لبعدها، كان هناك طير يزورها كل حين، و كلّما مر بأهلها ذاك الطير مات أحد سكانها باليوم التالي دون سبب معلوم أو سابق انذار.
كان ينتاب سكانها كلما شاع خبر مرور ذاك الطير شعور بالرهبة و التّرقب، و تحضّر للمحتوم، يسارع كثر منهم إلى نفض بعض خطاياه عن كاهله، و يميل معظمهم إلى التصالح و حسن المعاملة فيما بينهم و ليوم واحد، حتى بيان الأمر المحتوم و على من منهم وقع الاختيار، و ما أن يحدث المقدّر و ينتشر النبأ حتى يعودوا إلى سابق عهدهم و بلحظات يتجبر المتجبرون و يعصي العاصون و يتكبر المتكبرون.
يخالطهم شعور لوهلة ممزوج بالفرح و الأنانية، شعور بالرّاحة الحقيرة، شعور كل واحد ممن يبقى منهم أنه لم يكن المختار، ذاك الشعور المريح المبني على مأساة شخص آخر و على أنقاض حياة زهقت.
اجتمع وجهاء و أعيان القرية يتباحثون بأمر الطير، يتشاورون بالسبيل لقتله للخلاص من شؤمه، أعدوا الخطط و أحكموا التدابير، و انتخبوا من أشاوسهم ثلة ذوي بأس شديد، عرفوا عنهم الاقدام و القدرة، و أعلموهم بالخطط و التدابير، إلا أن و من بين الجالسين عجوز طاعن بالسن خبير، أسكتهم بقوله سائلاً: أهو الطير صاحب الاختيار أم هو مجرد نذير؟ حار الجمع بجواب السؤال الخطير، و باتوا يعصفهم فكر و سهدوا بين ثنايا الليل الطويل يستجدون جواباً، أهو صاحب الاختيار أم نذير؟ و عليه انشق الأنام إلى عصبتين، عصبة صاحب الاختيار و عصبة النذير، و ما زالوا في صراعهم إلى يومنا هذا في جدل مستفيض، لكن الطير بقي يزورهم و في سمائهم يطير.
دمتم بخير.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 13, 2013 00:45

April 30, 2013

غرفة الفئران



كنت بالرابعة أو الخامسة من العمر لست أذكر تماماً فالصور تبرق كلمحات بين الضباب في ليلة مبرقة تضيء للحظة و تعاود الغرق في ظلمات الليل البعيد، ذكريات أول يوم لي بالمدرسة في دولة الإمارات، كانت من أحسن المدارس هناك، الراهبات، بجانبي ذاك الطفل يلعب بمركبة صغيرة، دخلت الصف ترتدي ثوباً أزرق داكن، نظرت إليه أمسكت بلعبته هصرتها بين أصابعها الحديدية و أعادتها بقايا فتات، نظرت إليها، تقلب نظري بحيرة بينها و بين ذاك الطفل بجانبي، شيء دخل فمي عبث به سرق تلك الأسماء التي علّمها ربي لجدي جميعاً.
في الباحة، و لأن الأطفال أكثر الكائنات اجتماعية تكونت الصداقات بلحظات، فالبراءة تلك لم تلوثها بعد مظاهر عنجهية ترف الأنا، كان بعضهم يتحدث عن حجرة الفئران، مررنا بجانب باب من الحديد أصم يجمع خلفه ظلمة تزيد اسطورة الفئران رعباً، صور الفئران بكل أشكالها تبدعها التخيلات بلحظات، نتدافع مبتعدين، يغمرني حزن على صورة عديمي الحظ الذين زُج بهم و أدخلوا غرفة الفئران، سؤال وحيد يطرق كل علامات الاستفهام، أولئك الذين أدخلوا غرفة الفئران أليس لهم أمهات، يهرعن لنجدتهم و تخليصهم من عدوان الفئران؟
بعد الفرصة عدنا إلى الصف، بعد لحظات عادت تلك التي ترتدي الثوب الأزرق الداكن ممسكة بيدها ولد يكبرنا سناً مطأطأ الرأس صاحت لا أذكر الكلمات لكن أذكر أنها طلبت منا أن نصفق له بأقدامنا، صفقنا جميعاً بحماس ليس لعلمنا بجرمه أو لكرهنا له بل ارضاءً لصاحبة الثوب الأزرق الداكن.
عدت إلى البيت، جلست أحدث نفسي، ليست هذه المدرسة التي حدثاني عنها والدي، أين الألعاب و النزهات؟ أين السعادة و الفرحة التي قال أبي أنها تملأ الباحات؟ و حتى لباسي كرهته مريول كالبنات، سردت لوالدي ما عرفت من أهوال ذاك اليوم، و الفئران و لعبة صاحبي التي باتت فتات، و ذات الثوب الأزرق الداكن، و بالنهاية قراري بإصرار أن لا عودة لي إلى ذاك المكان، فكان ذاك يومي الأول و الأخير.
بعد بضعة أعوام عدنا إلى الأردن، كنت بالصف الأول، دخلت مدرسة بقيت بها حتى نهاية الاعدادية، ذكرياتي بها كثيرة، من استاذ الاجتماعيات الذي كان يرفع الطالب من "سالفيه" بالهواء ثم هاوياً به نحو الأرض، أو استاذ الرياضيات الذي استعاض عن صفع الطلاب بعد أن ادخله ذاك الصفع بمشاكل كبيرة استعاض عنه بالبصق، إلى استاذ الرياضيات الآخر الذي كان تعليم جدول الضرب جدولاً للضرب فعلاً، مروراً بأستاذ اللغة العربية الذي لم يشف غليله الضرب بالعصى بالطريقة التقليدية فابتكر الضرب على ظهر الكف فكانت عصاه تهوي على مفاصل أصابعنا فلا نستطيع بعدها مواساة كفنا بالأخرى فلا أحد يمكنه ضم ظهر كفيه ببعضها، أما الانجليزية فببساطة كانت (بي آز إن بيطر عصاي لتحت يا حيوان).
ننظر وجوههم نرى نشوة تلذّذ ساد بعيونهم و يعتمر قلوبنا حقد ندفنه بالقهر، تعصف بنا أفكار الانتقام و تردعنا بالوقت ذاته تصورات النتائج، فهو الاستاذ صاحب القلم الأحمر، و ما أدراك ما القلم الأحمر، إنه مصيرك مستقبلك انه سوط الحاكم و القاضي و الجلاد، حجته منزلة كلامه مصدّق بلا جدال، و إذا ما اختط بذاك القلم الأحمر أرقاماً على صحيفتك تقرر مصيرك إن كنت من أصحاب اليمين أو الشمال.
أما الثانوية، انتقلت إلى مدرسة أقرب إلى "جوانتنامو" منها إلى مدرسة، لم احتمل البقاء بها لعام آخر فانتقلت، كان الحقد بها بنوع آخر متطور، لبعض عصي الأساتذة أسماء، أطلقها عليها الطلبة لتسهيل سرد الذكريات، لكن كان هناك أستاذ طور اسلوبه الخاص بالعقاب، كان يطلي أسفل نعل حذائه بطلاء الأحذية، و إذا ما أراد عقاب أحد الطلبة اقترب منه و ضربه رافعاً قدمه إلى الخلف كما الحمار تاركاً أثر الطلاء على بنطاله كوصمة عار ترافقه ذاك اليوم فيصبح الموصوم يسهل تمييزه من قبل الأساتذة الآخرين من بين جموع الطلبة، لا أدري ما نوع الطلاء إذ كان من شبه المستحيل إزالته و يستمر التوبيخ طوال اليوم حتى الانتهاء من غسله و زوال آثاره، ناهيك عن ألقاب التحبب التي كان الأساتذة ينادونا بها فما أن يعجب أحدهم بأدائك تنال و بجدارة لقب "حاوية". 
الآن يخرج علينا من يبحث و يحلل و يدرس أسباب العنف و انتشاره، ببساطة أغمض عينيك تعرف السبب دون بحث أو تحليل أو دراسة إن السبب ثقافة العقاب، التي زُرعت بكل مراحل حياتنا بكل يوم بين ثنايا اللحظات، أول ما نفكر به العقاب، يحثنا العقاب و يردعنا العقاب، فأصبحنا نحسب الأمور من خلال العقاب و شدته، نعتد بقدرتنا على العقاب، قوتنا نستمدها من قدرتنا على تحمل العقاب، انتقلنا من مراحل ثقافية متعددة و أهملناها فتطورت، كانت ثقافة الكراهية و الحقد تطورت إلى ثقافة الانتقام و وصلت الآن إلى ثقافة العقاب، لم نعالج أول مظاهرها فاستفحلت و تطورت و تراكمت حتى وصلنا إلى هذه الثقافة، ثقافة العقاب، التي باتت تتحكم بكل تصرفاتنا دون التفكير بمسببات العقاب، فبات الشعار أنا أُعاقِب فأنا موجود، هناك مَن إن تجاوزه أحدهم بمركبته ينتابه شعور أقرب إلى الدعاء أن ينحرف و يتدهور بمركبته معجلاً عقابه و قبل أن يلتمس له عذراً. 
إن أردت حل الأمر عد إلى صفوف المدارس و ابدأ من هناك من أوائل الصفوف، لأن من مضى على تربيته أكثر من ثلاث سنوات على النهج إياه لا يمكنك اصلاحه فقد أُشبع عقاباً، لعل يخرج منا جيل غير غارق بالحقد و الكراهية و الحسد و حب الانتقام متجبر بالعقاب.  
سأبقى أوشوش الأسماك فإما أن تبرز لها أذن تسمعني بها أو أن يضمر لساني فيبكم ثغري.
دمتم بخير.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 30, 2013 07:44

April 8, 2013

تاريخ المستقبل

منذ مدة و أنا أدفع بنفسي النأي عن خط ما يجول بخاطري، ضج رأسي بحروف تلاطمت و أكتظت فوق بعضها فما زادت إلا صدري ضيقاً ملأ وجهي اكفهراراً و عبساً، حاولت دفع العبس فكنت أضحك و أضحك حتى شككت بنفسي و جالستها بساعة صفاء فوجدت أنني أضحك لا لفرح أو زهو بل لما أحاطني من شر البلية.

أقرأ أسمع أشاهد، فما أجد حالنا إلا كمن يجدّ السعي متريضاً على ذاك الجهاز ذا الحزام الذي يعمد إليه هواة الرياضة فيمشون أو يركضون بمكانهم و هو يسايرهم معاكساً خطاهم، فبعد الجهد هم في مكانهم منهكون، و أحياناً نكون كمن يقف على ذاك الحزام و هو ما زال يسير فيرمي به خارج المسار متعثراً بدفعه المتواصل، لا أدري هل أخطأنا المسار أم ليس أمامنا إلا هذا المسار مستوهمين؟ و أحياناً كثيرة لا أجد أننا نسير بمكاننا أبداً بل نتقهقر أو ننحدر إلى قعر بلا قرار، فكل يوم نرى ما كنا عليه خير مما نحن الآن عليه.

أهو قدرنا؟ و ما القدر أو الغيب أو المستقبل إلا تاريخ، فكل التاريخ كان قدراً قبل حدوثه، فما لا نعلمه بما سيحدث غداً سيصبح تاريخ معلوم بعد غد، قالوا أن هناك من يصنع التاريخ فما أظن إلا أن الأقدار ساقته و بعروة وجوده بات من التاريخ فما غيّر شيء و ما كان ليغيّر.

كل الأمم لها أبطالها إلا نحن فأبطالنا أموات، أو لأننا ننحدر في ذاك الشق فنرى كل ما فوقنا أفضل من حالنا و أسمى مكاناً فما هم إلا سجناء أقدارهم التي باتت تاريخنا، المصيبة أننا لا ننظر إلا للأعلى لربما متمنين العودة إلى موضع بالهوة أقل انحطاطاً، أو التشبث و لو لوهلة بموضعنا، و لا ننظر إلى أين نهوي، نهوي إلى قعر لا منتهي فإما أن ننتهي أو ننهى.

نتخبط لأننا بحاجة لشيء نتشبث به نتحدث عنه لكن ما من شيء هناك، نحن نعيش بالفراغ كرائد فضاء تاه في غياهب سديم يحيطه الفراغ و لا يتحكم باتجاهاته فأي لمسة تقذفه إلى فراغ آخر، غداً سنشهد من يجوب الشوارع يحمل صور "كيم جونغ أون" و تغرق مواقع التواصل الإجتماعي بقصص عن عظمته و حكمته و إلهامه، هم أنفسهم الذين يحملون صوره و يسردون أساطير عظمته هم أيضا كانوا قد حملوا صور ذاك الآخر و ذاك الثاني و ألّفوا أساطير عن عظمة ذاك الآخر و ذاك الثاني، لا ألومهم فهم في التيه ذاته يتشبثون و لو بغبار أو غثاء أو بمن لا يراهم و لن يراهم.

ينظر الجميع إلى من أقسم كذباً بريبة، لكنني أرى أنه لربما كان إيمانه برحمة ربه و غفرانه أكبر من إيمانه بظلم و جور جلاده، بداية موسم الشتاء الذي ودعناه من أيام بدأت أعمال هدم في بيت خلف منزلي لإزالته و بناء ما لم أكن أعلم مكانه، كان بيتاً كبيراً، و حرص من قام بهدمه على استصلاح ما يمكن استصلاحه من بقاياه، عراه تماماً من الحجارة و النوافذ و حتى قضبان الحديد التي كانت قد استُعملت بتسليح جدرانه، أعلم كم احترفنا التدوير لا لحرصنا على البيئة بل لحالنا المدور فحياتنا بأحداثها و انحداراتها مدورة لكن بألوان و سرابيل جديدة و بنفس الجوهر، و حتى أولادنا نعيد تدويرهم على شاكلتنا فكأنما نستنسخنا، عود على ورشة العمل خلف بيتي و في إحدى الليالي و لعادة النوم بمجافاتي عسست حركة شابتها شبهة سرقة، بعض شباب جالوا بين الأنقاض يحملون مصباح حرصوا على إطفائه أكثر من إشعاله، اختلسوا بعض قضبان حديد استلّوها من المكان ولاذوا بمركبة نقل متهالكة، بت معتبرا الموقف عرضي لا يوجب التنبيه، إلا أنهم أعادوا الكرة بالليلة التالية، جلست أرقبهم و النفس تنازع اللب، أأبلغ عنهم؟ أم أنتظر الصباح و أعلم صاحب الورشة ليحتاط؟ ماذا لو كان من سأشكوه أشكو إليه؟ لا شك أن ما دفعهم إلى ذلك أشد مما يمكن أن أعتقد، فهي مجرد قضبان مهترئة بالية لا يكترث بأمرها كثر منا، و يعود لبي يدفعني عاصفاً بموج عارم من الشعارات و المبادىء، من يسرق يسرق، أنا لست شيطان أخرس، إن تغاضيت الآن قد يأتني الدور لاحقاً، و بعد هذا الصراع طار ما كان قد يمكن أن أستجلب بين أجفاني من وسن و حاطاً مكانه سهاد، حتى اليوم و بعد طول شتاء و بوادر الربيع بأزهاره يدق أبواب البراعم تناجيني النفس بخطئها، و ما زلت لم أحرك ساكناً و الورشة خلف بيتي قاربت الوصول للطابق الثاني من البناء، لاذ أولئك ببعض القضبان و أنجز البناء أدوار و أدوار كلهم سعدوا بما لم يعلموا و تركوني و نفسي يقض مضجعي ما علمت، فخرجت شيطاناً أخرس أنتظر أن يأتني الدور، ثم صالحت نفسي بأن روضتها على غض الطرف رأفةً بحالي.

دمتم بخير.
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 08, 2013 11:12

تاريخ المستقبل


منذ مدة و أنا أدفع بنفسي النأي عن خط ما يجول بخاطري، ضج رأسي بحروف تلاطمت و أكتظت فوق بعضها فما زادت إلا صدري ضيقاً ملأ وجهي اكفهراراً و عبساً، حاولت دفع العبس فكنت أضحك و أضحك حتى شككت بنفسي و جالستها بساعة صفاء فوجدت أنني أضحك لا لفرح أو زهو بل لما أحاطني من شر البلية.
أقرأ أسمع أشاهد، فما أجد حالنا إلا كمن يجدّ السعي متريضاً على ذاك الجهاز ذا الحزام الذي يعمد إليه هواة الرياضة فيمشون أو يركضون بمكانهم و هو يسايرهم معاكساً خطاهم، فبعد الجهد هم في مكانهم منهكون، و أحياناً نكون كمن يقف على ذاك الحزام و هو ما زال يسير فيرمي به خارج المسار متعثراً بدفعه المتواصل، لا أدري هل أخطأنا المسار أم ليس أمامنا إلا هذا المسار مستوهمين؟ و أحياناً كثيرة لا أجد أننا نسير بمكاننا أبداً بل نتقهقر أو ننحدر إلى قعر بلا قرار، فكل يوم نرى ما كنا عليه خير مما نحن الآن عليه.
أهو قدرنا؟ و ما القدر أو الغيب أو المستقبل إلا تاريخ، فكل التاريخ كان قدراً قبل حدوثه، فما لا نعلمه بما سيحدث غداً سيصبح تاريخ معلوم بعد غد، قالوا أن هناك من يصنع التاريخ فما أظن إلا أن الأقدار ساقته و بعروة وجوده بات من التاريخ فما غيّر شيء و ما كان ليغيّر.
كل الأمم لها أبطالها إلا نحن فأبطالنا أموات، أو لأننا ننحدر في ذاك الشق فنرى كل ما فوقنا أفضل من حالنا و أسمى مكاناً فما هم إلا سجناء أقدارهم التي باتت تاريخنا، المصيبة أننا لا ننظر إلا للأعلى لربما متمنين العودة إلى موضع بالهوة أقل انحطاطاً، أو التشبث و لو لوهلة بموضعنا، و لا ننظر إلى أين نهوي، نهوي إلى قعر لا منتهي فإما أن ننتهي أو ننهى.
نتخبط لأننا بحاجة لشيء نتشبث به نتحدث عنه لكن ما من شيء هناك، نحن نعيش بالفراغ كرائد فضاء تاه في غياهب سديم يحيطه الفراغ و لا يتحكم باتجاهاته فأي لمسة تقذفه إلى فراغ آخر، غداً سنشهد من يجوب الشوارع يحمل صور "كيم جونغ أون" و تغرق مواقع التواصل الإجتماعي بقصص عن عظمته و حكمته و إلهامه، هم أنفسهم الذين يحملون صوره و يسردون أساطير عظمته هم أيضا كانوا قد حملوا صور ذاك الآخر و ذاك الثاني و ألّفوا أساطير عن عظمة ذاك الآخر و ذاك الثاني، لا ألومهم فهم في التيه ذاته يتشبثون و لو بغبار أو غثاء أو بمن لا يراهم و لن يراهم.
ينظر الجميع إلى من أقسم كذباً بريبة، لكنني أرى أنه لربما كان إيمانه برحمة ربه و غفرانه أكبر من إيمانه بظلم و جور جلاده، بداية موسم الشتاء الذي ودعناه من أيام بدأت أعمال هدم في بيت خلف منزلي لإزالته و بناء ما لم أكن أعلم مكانه، كان بيتاً كبيراً، و حرص من قام بهدمه على استصلاح ما يمكن استصلاحه من بقاياه، عراه تماماً من الحجارة و النوافذ و حتى قضبان الحديد التي كانت قد استُعملت بتسليح جدرانه، أعلم كم احترفنا التدوير لا لحرصنا على البيئة بل لحالنا المدور فحياتنا بأحداثها و انحداراتها مدورة لكن بألوان و سرابيل جديدة و بنفس الجوهر، و حتى أولادنا نعيد تدويرهم على شاكلتنا فكأنما نستنسخنا، عود على ورشة العمل خلف بيتي و في إحدى الليالي و لعادة النوم بمجافاتي عسست حركة شابتها شبهة سرقة، بعض شباب جالوا بين الأنقاض يحملون مصباح حرصوا على إطفائه أكثر من إشعاله، اختلسوا بعض قضبان حديد استلّوها من المكان ولاذوا بمركبة نقل متهالكة، بت معتبرا الموقف عرضي لا يوجب التنبيه، إلا أنهم أعادوا الكرة بالليلة التالية، جلست أرقبهم و النفس تنازع اللب، أأبلغ عنهم؟ أم أنتظر الصباح و أعلم صاحب الورشة ليحتاط؟ ماذا لو كان من سأشكوه أشكو إليه؟ لا شك أن ما دفعهم إلى ذلك أشد مما يمكن أن أعتقد، فهي مجرد قضبان مهترئة بالية لا يكترث بأمرها كثر منا، و يعود لبي يدفعني عاصفاً بموج عارم من الشعارات و المبادىء، من يسرق يسرق، أنا لست شيطان أخرس، إن تغاضيت الآن قد يأتني الدور لاحقاً، و بعد هذا الصراع طار ما كان قد يمكن أن أستجلب بين أجفاني من وسن و حاطاً مكانه سهاد، حتى اليوم و بعد طول شتاء و بوادر الربيع بأزهاره يدق أبواب البراعم تناجيني النفس بخطئها، و ما زلت لم أحرك ساكناً و الورشة خلف بيتي قاربت الوصول للطابق الثاني من البناء، لاذ أولئك ببعض القضبان و أنجز البناء أدوار و أدوار كلهم سعدوا بما لم يعلموا و تركوني و نفسي يقض مضجعي ما علمت، فخرجت شيطاناً أخرس أنتظر أن يأتني الدور، ثم صالحت نفسي بأن روضتها على غض الطرف رأفةً بحالي.
دمتم بخير.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 08, 2013 04:39

March 5, 2013

أصنام الشطرنج



لقد رأت الشخصيات الدينية اليهودية أن خلاص الشعب و وحدته يقومان في تنظيم سلوكه تنظيماً صارماً. بل حاول هؤلاء أن يجعلوا ضوابط السلوك أكثر صرامة، و معايير الوصايا أكثر ضيقاً. و وضعوا لتحقيق خطتهم مزيداً من لوائح الوصايا و الارشادات التي يجب على كل يهودي أن يتقيد بها بدقة. و من يخالف فإن محكمة السيندريون بانتظاره لتنزل به أقصى أنواع العقوبات التي قد لا تخطر له على بال. و كان قد بدأ وضع مثل هذه الإضافات إلى شرائع موسى منذ زمن الأسر البابلي. فقد حمل الكهنة اليهود نص الكتاب المقدس معهم و حافظوا عليه...
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 05, 2013 10:49

February 19, 2013

رحلة كتاب من بيروت إلى عمان



بعد طول انتظار، و تواصل بعد تواصل مع جملون متجر الكتب العربي، بعد الشكر وصلني طلبي، كتاب أردت أن أقرأه، أن أقتنيه، أن أوسع معرفتي بما خُط فيه، لا أعرف شيء عما ينتظرني في ذاك الكتاب إذ لم أقرأه بعد، فقد وصلني اليوم، ليس هنا الموضوع، الموضوع في قصة رحلة الكتاب التي ناهزت بأحداثها ما قد يسطره روائي فذ في ملحمة أو سيرة كما سير الأوّلين كأمثال الهلالي.
كنت قد طلبت الكتاب من الموقع يوم 25 من الشهر الأخير في العام المُنصرم، و بعد أيام قصار أعلموني بعدم توفّر الكتاب لديهم في جملون لكن بامكانهم طلبه لي...
2 likes ·   •  2 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 19, 2013 00:01