الارتباط به سم قاتل - مقال

في دراسة أمريكية عن الشعور بالوحدة، ظهر ان نسبة الأمريكيين الذين يشعرون بالوحدة في ثمانينات القرن الماضي من 11%-20%، في 2010 أعلنت الجمعية الأمريكية للمواطنين المتقاعدين إن نسبة هؤلاء الذين يشعرون بالوحدة من 40%-45%، احد الاسباب الرئيسية هو التمدن والاختلاف الفكري بين الاجيال واستبدال العلاقات الحقيقية بمواقع التواصل الاجتماعي، بالطبع الوحدة تؤثر في صحة الانسان بصورة سلبية وأوضحت بعض الدراسات أن الوحدة تتسبب في 26% من أسباب الموت المبكر، كل هذا بناء علي مقال في جريدة Fortune

لكن لحظة، هل الوحدة اختيار ام نحن مجبرين عليها
لا يوجد شخص في حياتنا يستكمل معنا الرحلة كاملة، فالابوين مرحلة، الحب بنجاحه وفشله مرحلة، الأصدقاء مراحل عديدة، والأبناء مرحلة، وكل من تلك المراحل يسير بالتوازي مع الأخرين، لهذا تعد مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب هي الأكثر حماسا، حيث الآباء والأصدقاء والحب والعديد من المراحل التي تسير بالتوازي لتعطي زخما للحياة، لكن الي متى، العمر يسير والوحدة تقترب، كل هذا ونحن لم نضيف الي المعادلة أعباء الحياة، والمشاكل الاقتصادية التي أصبحت تؤثر علي حياتنا
اليومية بشكل مباشر ومؤلم،

فما هو الحل ؟؟

ان تحاول ان تكون اجتماعيا، وتصنع اكبر قدر من العلاقات الممكنة، وان تحافظ عليها بشكل ثابت، بالطبع لن يبادلك الجميع هذا ولكنك ستحاول الحفاظ علي اكبر قدر من الناس حولك، تعمق علاقاتك بأبناءك، وترسل الزهور بشكل يومي الي زوجتك، وتساعد جيرانك في جز عشب الحديقة، تحضر كل المناسبات السعيدة والحزينة، وتضع قائمة للاتصال بها كل أعياد العام، ثم تنتظر في النهاية النتيجة،

محاولة جيدة، ولكنها ستجعلك تمر بالعديد من المطبات العاطفية، وطبيعة البشر ستجعلك تتعرض للكثير من النكسات والندم، وقد تصل في بعض المراحل الي العراك، فأنت تتعامل مع أعقد نظام خلق علي وجه الارض، مشاعر البشر العشوائية ورد الفعل الانساني المبني علي انعكاس لصورة داخلية تكونت عبر سنين قد لا يستطيع صانع الفعل نفسه تبرير ما فعله او فهمه حتي،

اذن ما هو العمل،

الارتباط بالبشر هو شيء طبيعي ومطلوب ولا غني عنه، ومن الجنون أن تعتقد انه يمكنك أن تعيش وحيدا، عليك أن تستمتع بحياتك كما مخطط لها، ولكن في نفس الوقت، يجب عليك تطوير نظام دفاعي نفسي من اجل مواجهة الوحدة المرتقبة والمحتملة، بحيث ان وجدت نفسك فجاة وسط الوحدة، تكون مستعدا، إليك بعض الخطوات التي قد تكون مفيدة بالرغم من غرابتها

1 - لا ترتبط بأحد بقوة، اجعل هناك مسافة للنفس، لا ترتبط بأحد بشكل يومي فتصبح عادتك عادته، اجعل نفسك خفيف، تكن مطلوبا

2 - لا تعلق أمال علي أحد، أفضل صداقة هي التي بلا توقعات، فانتظار رد فعل معين من صديق في موقف ما، هو اختبار منك للصداقة، فشله فيه سينهيها اكلينكيا، صادق دون توقعات

3 - أصنع هواية تمارسها وحدك، او حتي عادة، الشرط أن تستمتع بها، الرسم بالزيت او النحت يماثل الجلوس علي المقهي والتأمل، طالما تستطيع عمله وحيدا وتستمتع به

4 - الأشخاص المشتركون في حياتك هم عائلتك فقط، هؤلاء هم من تستطيع البقاء معهم طوال اليوم مهما اختلف المكان، ام ان يكون زميلك في العمل هو صديقك في المقهى وفي الأساس يرتبط بك بصلة قرابة، فأنت تعطي أحدهم مساحة في حياتك خروجه منها الذي قد يكون لزواجه ببساطة، يترك مساحة كبيرة من الملل والوحدة

5 - اطلب الحب بالقدر الذي تحتاجه، واعطي الحب بالقدر الذي يحتاجه الطرف الاخر، كن ظالما في كل شيء الا الحب،
في النهاية هذة ليست دعوة لعدم الارتباط بالآخرين، بل هو لفت نظر حتي لا تصطدم بالوحدة في لحظة ما في حياتك فتنتكس، وناقوس ليجعلك تعيد التفكير في علاقاتك بالاخرين، وفي رؤيتك للمستقبل، اجعل ارتباطك بالآخرين شيء ايجابي، لا ترتبط بأحد ارتباطك بالحياة، فتكن نهايته نهايتك

ولأن النجاح شيء نسبي، اتمني لكم بالسعادة


لينك المقال علي رقيم

https://www.rqiim.com/sherifz/%D8%A7%...
6 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 24, 2018 16:06
No comments have been added yet.