خرابيش 141
رسائل المراقب 2

بالامس تلقيت رسالة تقول استعدوا
الحرب قادمة ، جلست اراقب من بعيد لا ارى شيئا
انها اوهام ام اخبارا حقيقية
نرى قائدنا ينظر بالمنظار و يكتب في ورقة اشياء لا نعرفها
ياتي نحونا و بحزم يخبرنا ان العدو يقترب من حدودنا
استيقظوا فالامة تعقد امالها عليكم
تسالت بيني و بين نفسي :
هل سيعرفون انني انام اثناء مناوبتي ؟
ام سيعرفون انني لا اكترث بهذه الامة ؟
انا فقط اسعى لإنهاء مدة خدمتي ،
اراقب اي شيء ايها المجانين !
..انها صحراء جرداء .. لازرع فيها و لا ماء
كنت اتصارع في بيتي انا و اخوتي من هو الرجل ؟!
ابتسم ابي حين علم انه تم استدعائي لحرس الحدود،
لقد طلبت ان تكون رجلا .. ها قد استجابت السماء
و لماذا تستجيب السماء في هذا الطلب ؟
لقد طلبت هجرة
او وظيفة ذات راتب مغري
او فتاة جميلة و بيت على شاطىء النيل
و الان انا اقف تلفحني ريح النهار ..
و لا اعرف سوى ان احدث نفسي
لقد سمعت بالامس عواء الذئب ..
لم ارى شيئا و لكن زميلي اخبرني .. انه على تلك التلة
كان يشير الى كتلة صخرية بعيدة
اخبرني ان احترس ، هناك وحوش .. و ثعابين و خلفها يقع العدو
لقد اسروا اثنين العام السابق .. تجروأ و حاولوا .. لاكتشافها
اما عن الماء ، فانه ممتلىء برائحة الصدأ ، فاتر طيلة الوقت
نغمض عيوننا .. و نشربه مرغمين
و نتنفس الصعداء حين تنتهي ورديتنا لنعود للمعسكر
الغريب انني في احدى الليالي .. رايت اعرابي يمر امامي و يمسك بجمل
و يخبرني كيف الحال ؟
يا مجنون اتعبر هذه الصحراء لكي تخبرني كيف الحال ؟
نظر الي زميلي و اخبرني مع من كنت تتحدث ؟
اخبرته انه اعرابي مر من هنا كل يوم
ضحك زميلي .. اعرابي
لا تخبر احد انها تهيؤات .. و الا اصابك الجنون
لقد رايته و حدثني ،
كان زميلي يهزأ بي ، فاخبرته انني ساوجهه به حين ياتي مرة اخرى
و حين اتى مرة اخرى .. صرخت الى زميلي ..
اتى فرأى انني اتحدث مع رجل حقيقي
ماذا اتى بك الى هنا يا رجل ؟
انا عمران .. من قبيلة العوايد .. نسكن عند التلة
و ماذا اتى بك الى هنا ؟
لا تخاف يا ابني انا اعبر السلك الشائك و احضر ماء لأسقي تلك الغنامات
و اشار الى بضعة اغنام صغيرة
و بينما نتحدث معه اتى القائد .. و سال عن هذا الرجل
فاخبرته انه عمران من قبيلة العوايد
و من امركم بالحديث معه ..
اخبرتكم ان العدو يرسل جواسيسه الى هنا
اي عدو صرخ الرجل ،
هل هو الذي اخذ منا الفوؤس .. و هجرنا من تلك الوديان
لقد كانت البير لجدي .. سعفان ابو ابراهيم
وضعتم الاسلاك و منعتونا من الشرب
بحجة العدو
..
انتم من قبيلة لا تنتمي لارضنا
كيف هذا ؟
لقد حارب جدي معكم ، و كان ابي ايضا يعمل مرشدا لجنودكم
هذه اوامر لابد ان تطاع
اذا نحن الاعداء ، فلماذا لا تطلقون علينا النار ؟
لم تاتي اوامر بذلك
هل تعلم لو كنا اعداء لم كان بيننا هذا الحديث يا سعد باشا
اندهشنا ان الاعرابي يعرف اسم قائدنا
ارتبك القائد و امرنا بحمل الزجاجات و البراميل من العربة
و امرنا لا حديث مع هذا الرجل ،
مضت ايام و لم يعود الرجل ،
و الاغنام لم نراها .. لكننا من بعيد كنا نرى الرجل
يعبر الاعشاب و الاشواك البعيدة .. و هو يغني
" اش تبغي يا عمران .. اش في الصحاري و الوديان
سلمى سرقة قلبك ، اش تسعى يا عمران . .الجنود اخدوا ارضك
و البير ما ملآن .. يا الله .. اروي الظمان"
و لم تمضي ايام قليلة و جاءت اوامر بنقلنا الى معسكر الجيش
بالعاصمة