"تحت الملأة البيضاء ترقد أسرار رمادية"
تفتقد تلك الليالي عندما كانت تنام 8 ساعات متواصلة. في السنين الأخيرة أمست تنام نوم متقطع. ساعة و نصف علي أقصي تقدير. مهما كانت مرهقة، و لا يساعدها هدوء غرفتها. تظل أحداث اليوم الصاخبة هي محور الحديث بينها و بين خلايا مخها. في بعض الأحيان تظن أنها فقدت عقلها من فرط التحليلات. تتذكر عندما كانت ريهام صديقة الجامعة تضع كفها الصغير علي رأسها " بطلي! ركزي معانا شوية" لكنها مازالت كما هي من يراها يظن أنها إما نائمة أو عائمة في بحيرة بعيدة كل البعد عن هنا.
" ألأسرار تثبت علي ظهر الملأة بعد الغسيل"
صحت اليوم علي صوته يأتيها علي تليفونها الخاص. هو أيضا يحمل صوته أثار نوم غير دافئ. الحديث اليومي العابر عن العمل المشترك. تغلق الهاتف. ليست في حاله نفسية تسمح بمكالمات سطحية. تحتاج إلي شئ أخر. و تتسأل عن أنسنة الإحتياجات بمجرد أن تشبع رغبة تظهر الثانية و تظل تقفز علي السطح. و لدي تلك الرغبة حلا من إثنين الموت من الإرهاق او الموت من الإشباع.
" الملأة البيضاء أفضل ملابس للأشباح. هم يفضلونها"
خطت داخل الجامعة لأول مرة بعد خمس سنوات من التخرج. كيف تنسانا الأماكن. لم تعد تحمل رائحتنا. تتلفت حولها في المكان الذي يحمل ذكريات 6 سنوات من عمرها. كل ركن يحمل ضحكة ما، دموع كثيرة، قطع ملونة من قلوب مكسورة و شهقات أمان و رائحة أحضان لا يهم الأن إن كانت باردة أم دافئة... لا تصدق أنها الأن الغريبة و كل الوجوه غريبة عنها. وعندما تدخل كليتها و تصطدم صدفة بصديقة قديمة تعانقها بهلع و رغبة في إجتياز حاجز زمني و أوجاع مابعد التخرج. عندما ظهر الموت بين أصدقائهما لم تعد تسعفهم الدموع و لا صدمة وجود كلمة " الفراق" في قاموسهم الذي فقط كان يحمل " لما أكبر هعمل و أسوي" يعلمون أن واحد من الشلة لن يكبر معهم.
" قبل أن تنام مازالت تنظر تحت سريرها"
تلك الشعيرات البيضاء التي ظهرت بين طيات شعرها البني ترعبها. إزدادت تقلصات رقبتها و ألامها و لم تعد الطقوس دائما تجدي. تحت الدش، تسلط زخات المياه الساخنة علي رقبتها و رأسها عل كل الدوائر التي تلعب مع المثلثات في أحلامها تذوب. زيت اللافندر علي أطراف صوابعها و تدلك رقبتها. لا أحد يفهم أنها عندما تمد ذراعيها للخلف و تبدأ أصابعها في الضغط علي نقاط الوجع يعود لها الإحساس بالوحدة. تشكو لها ريهام أن الفرحة لم تعد بطعم المانجا. لقد ضحك عليهم منير.
Published on May 04, 2009 02:35
ولكن لماذا كل هذا الالم مازال العمر براح يا صغريتى الجميله