لكَ أشتاق

يا الله ~
أعلمُ أنكَ بالهمومِِ تختبرُ إيماني
و أنكَ بالمحنِ تربيني / تمنحني فرصة العودة إليكَ والتشبث بكَ دون سواكَ
و أنكَ بالأحزانِ تطهرني / تنقيني / ترقيني كي أليقَ بالسّماء
تلكَ النقية ... البهية ... الغارقة في بياضِ السحب و رفرفة الغيم
لا يصعد إليها سوى الطيب / النقي

يا الله ~
أعلمُ أنكَ رحيمٌ بي رغم تقصيري
تحسنُ إليّ رغم نسياني
كم من المرات تهاويت في نفسي
وغرقت في ملح الدمع ...
كنت تُلقي إليّ فيها نورًا يطبطب على صدري
ويضم قلبي إليه بشده حتى تختلط فيه شهقة الآلم بلذةِ الرضا
فيتلاشى الآلم ويظل الرضا رقيقًا / رفيقًا يؤنس وحدتي
كم من المرات كنت أوشك فيها على السقوط ...
كانت تتلقفني فيها يدُّ حكمتكَ ورحمتكَ
فيصيرُ ظلامي ضياءً .. وكربتي نقاءً و ارتقاءً

كم من المرات قصرت / ابتعدت / تُهت عنك / تعثرت / خفت / ندمت / بكيت / تلهفت / تأملت / رجوت / عدت
تسمرتُ أمام بابكَ ... كطفلةٍ لا تفقهُ في الوجود سوى البكاء بين يديكَ ...
يتيمة لا تملك سوى رحمتكَ
خائفة لا يطمئنها سوى قربكَ
فاحتوتيني بلطفكَ ومحبتكَ ...

يا الله ... يا حبيبي
أشتاقُ إليكَ .. لسجودٍ يخالطه البكاء و لذة الإحساس برحمتكَ تخالط دمي ودموعي وتربتُ على قلبي ...

يا الله ...
كيف أتوه عنك وأنت الواحد الأحد الحاضر في كل شيء !
كيف لا استحي منكَ في لحظة ذنب .. غلب فيها هواي إيماني !
وكيف لا أطمع بمغفرتكَ و أعود أرجوك و أنتَ الغفور الرحيم !
كيف لا اطمئن معك وأنتَ بيدكَ الخير كله والأمر كله !
كيف لا أشتاق إليكَ يا حبيبي
كيف لا أحبّك وأنتَ الله

يا الله ...
نقني حتى ترضى .. نقني حتى ترضى .. واستخدمني فيما ترضى وحتى ترضى
فإذا رضيت خذني إليكَ فأنا لكَ أشتاق .. على كثر تفريطي والله أشتاق لك يا حبيبي أشتاق ~
4 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 16, 2013 02:14
No comments have been added yet.