أرشيفي السينمائي : فيلم «الياسمين الأزرق» .. عندما غاب «وودي آلان»

يدور الفيلم حول امرأة تغادر حياته الفارهة في نيويورك بعد افلاسها نتيجة القبض على زوجها رجل الأعمال المحتال وانتحاره، وتصل إلى منزل أختها في كاليفورنيا، بكل ما تعانيه من صدمة نفسية جراء التحول الهائل في حياتها وخاصة اكتشاف خيانات زوجها المتعددة لها في نهاية علاقتهما.
وبالتنقل ذهابا وعودة بين ماضي تلك المرأة المريضة نفسيا التي لعبت دورها كيت بلانشيت ببراعة ينسج وودي ألان أخر أفلامه ببراعة الاعتياد، مثلما تقود سيارة ببراعة دوت تفكير في طريقة القيادة لأنك اعتدت عمل هذا طيلة 50 عاما، من قدم الفلاش باك في “Annie Hall” يستطيع تقديم أي فلاش باك في عالم السينما.
ربما يعري الفيلم الحياة ويسخر منها كما اعتاد آلان دائما لكنها يفتقد إلى تلك اللمحة الخاصة التي تركها في كل أفلامه، تلك اللمحة التي يدرك من خلالها المشاهد اسم المخرج دون أن يرى "تتر" الفيلم.
وربما تستحق بلانشيت فعليا الترشح للأوسكار عن دورها الذي لعبته ببراعة، خاصة تلك المشاهد التي كانت تحدث فيها نفسها متخيلة وجود زوجها بجوارها، تعاتبه بدموعها وعتابها، لكنه يبقى أقل بكثير من أدوارا أخرى لها مثل دورها في فيلم The Aviator، ولكنها أيضا تبقى تبقى وحيدة داخل فيلم لا تتعدى شخصياته الرئيسية شخصيتين، هي واختها التي لعبت دورها الممثلة سالي هاوكينز، وبقيت بقية شخصيات الفيلم الفرعية بلا أي بناء أو ملامح مميزة، في سابقة تعد الأولى عند آلان المهتم دائما بملامح وبناء شخصياته الفرعية حتى عندما كان ممثلا يقدم فيلما يدور حوله وحده لا غير.
حتى تلك المفاجأة التي وضعها في نهاية الفيلم في محاولة لجعله أكثر حيوية، والسخرية اللاذعة من الأدمية وقرارتها الغاضبة لم تكن حاضرة بالشكل الكافي حتى تصيب المشاهد بالدهشة والانبهار.
فيلم Blue Jasmine سيبقى في تقديري أحد اسوأ الأفلام التي قدمها العبقري وودي آلان في تاريخه، بلا مبرر واضح، وبلا سبب حقيقي يشرح قراره بالغياب عن فيلمه الجديد، وسأضيف إلى قائمة أسئلتي التي بدون إجابة سؤال عن : لماذا صنع آلان هذا الفيلم؟
Published on February 09, 2014 07:37
No comments have been added yet.