حرية مشروعة
نتلهف الحرية ونمارس العبودية بحرفية ، من الآن سأتناول حبوب الحرية المشروعة ، سأمارس العبودية لله وحدة ، وسأركل كل الوسائل العبثية التى تدخلنى صندوق العبودية ، ذلك الصندوق ذا الملمس الحريرى من الخارج ، وما ان تدخله تدخل نفسك فى صندوق ملىء بالمسامير التى تنهش فى جلودنا فى كل لحظة دون أن نشعر .
لن أدخل سموم الشبكة العنكبوتية جسدى ، فلن أكون أسيرة لمرض الانترنت ، لنحدد من الآن وقت فقط نمارس فيه تعاطينا الانترنت كى نتعالج من ادمانه ، سنمارس من الآن هوايتنا الأخرى التى قد طغا عليها مارد الانترنت ، لنمارس حب والدينا ، اخوتنا ، بالجلوس معهم بدلا من شعورهم أنهم فقدونا ونحن مازلنا نتنفس الهواء . لنحدد وقت الانترنت وفقا لجداولنا اليومية ولا نمارس يومنا وفق ما يحدده جلوسنا على الانترنت ، سنكون أحرار .
لن أدمن حديث الهواتف وكأن الهاتف أصبح بديلا عن حديثنا اليومى ، نجلس فى الأماكن نجد زهوتها بدأت تختفى ، كل منا يمسك بهاتفه وكأنه ينفس منه ، زهوة الذكرايات الجميلة بدأت تختفى لأننا لا نتذكر ماذا حدث أثناء جلوسنا سويا ، ما نتذكره فقط أننا لم نبرح الهاتف من يدنا، نحتضن الهاتف أكثر مما نحتضن اللحظات التى ستكون ذكرى نتمنى لو كانت ترجع فى يوم من الأيام ، ان كنا نريد أن ندخل صندوق فلنختار صندوق جميل ، كصندوق اليوم اللطيف لماذا نقرر أن نخسر أيامنا الجميلة ولا نعطيها فرصة لتثبت جدارتها على اسعادنا ؟ ، نقوم باعدام ذكرياتنا قبل أن تبدأ ، نحن لسنا عبيد الالكترونيات فلنجعل الالكترونيات جزء من حياتنا وليست حياتنا كلها ، فالالكترنيات خلقت لاجلنا ، ولم نخلق لأجلها .
نحن أحرار ، فلنمارس حريتنا بكل ما أوتينا من نفس ، لنمارس حب الله ، حب الوالدين ، حب الاخوة ، حب أصدقائنا ، حب الأطفال ، حب الأيتام ، حب المرضى ، انتزعوا إبرة سموم العبودية لغير الله من جلودكم .
فاطمة الشيشينى
Published on March 05, 2014 12:21