كنت أتفقد بعض القنوات التليفزيونية حين قفزت من مقعدها كمن وخزه مخيط وصرخت فىَّ:
- عد إلى تلك القناة، إنها تعرض فيلماً رائعاً يحكى عن جريمة قتل غامضة، ستكتشف فى نهايته أن الزوجة هى القاتلة..
- ما شاء الله، تلخصين فيلماً كاملاً فى بضع كلمات..
- دعنى أكمل لك .. لقد قطَّعته إرباً ووضعته فى أكياسٍ سوداء .
- ما هذه الوحشية، هل تسمين هذه امرأة ؟
- إنه يستحق ما جرى له، لقد تزوَّج عليها .
- تقتله لأنه تزوَّج عليها؟! أتعلمين أنهم فى بعض الدول الأوروبية يفرضون راتباً إضافياً للرجل إذا تزوَّج زوجة ثانية؛ تشجعياً للرجال على الزواج .
- حقاً ؟!
- نعم إنه يؤدى مهمة قومية، لقد ارتفعت نسبة النساء إلى الرجال حتى صارت ثمانية إلى واحد تقريباً، تخيلى .. مصير سبع نساء من كل ثمانية إلى العنوسة، لذلك تقدَّر الدول المتقدمة مجهودات الرجال فى تقليل هذه النسبة الكبيرة.
- يا سلام !
- بالطبع، ولهذ أباح الإسلام تعدد الزوجات، فالرجال يموتون فى الحروب والمعارك، وتبقى النساء، كما أن الدراسات الحديثة كلها أكدت أن معدلات أعمار الرجال أقل بكثير من معدلات أعمار النساء، مما يخلق أزمة كبيرة جداً لا تقدِّرين مداها لأن الله أنعم عليكِ بنعمة الزواج، بينما تعانى ملايين النساء فى العالم كله من عدم إيجاد هذه الفرصة .
- اممممم .. تصور لم أكن أعرف كل هذا !
- نحن معشر الرجال نضحى من أجل بقاء هذا الكوكب وحفظ جنس البشر واستمراره، وعدم حرمان النساء من فرصهن فى الحصول على أزواج .
- يا لها من تضحيات عظيمة .. صحيح .. لقد كدت أنسى، غداً وأنت عائدٌ من عملك أحضر لى أكياساً سوداء.. يبدو أننى سأحتاجها قريباً !