اجتماع

" كنت قد نذرت ما بقى من العمر فى محراب الوحدة، وطويت صفحة الحب من قلبى إلى الأبد، حتى رأيتك .. فعاد قلبى ينبض من جديد .. ينبض باسمك .. أحبك .. يا ملاك العمر ..
المخلص إلى الأبد "
كتبت هذه الكلمات على بطاقة صغيرة ووضعتها لها خلسة على مكتبها فى غرفة المعلمين، ثم ذهبت إلى حصتى .
وشاءت الأقدار أن تفتح إحدى المعلمات النافذة، فحرَّك الهواء البطاقة إلى حيث تجلس الأستاذة عطيات، وما أدراك من الأستاذة عطيات .
ما أن جلست على مكتبها حتى وقعت عيناها على البطاقة، فلما فتحتها فتحت حنجرتها على مصراعيها:
- من الوقح الذى كتب لى هذه الكلمات، أنا لن أسكت أبداً على هذه الوقاحة ..
انتبه الجميع لصراخها وتجمهروا حولها يسألونها عما حدث ويحاولون تهدئة روعها وهى تتمادى فى طغيانها وتعيث فى المدرسة صراخاً وضجيجاً، ولما لم تستدل على صاحب البطاقة ذهبت بها إلى مدير المدرسة رأساً .
كل هذا وأنا فى الفصل لا أدرى شيئاً، حتى أتانى زميلٌ وأخبرنى بقرار المدير بخصوص عقد اجتماعٍ بعد انتهاء اليوم الدراسى .
انتهيت من عملى وتوجهت إلى غرفة الاجتماعات والجميع يتحدثون فى حكاية أستاذة عطيات ويتساءلون عن هوية العاشق المجهول، وأنا لا أفهم شيئاً مما يدور .
بدأ الاجتماع وقص المدير علينا ما قصته عليه الأستاذة عطيات، ثم قام برفع البطاقة ليعرضها علينا سائلاً عن صاحبها ..
غصت فى مقعدى وأنا أرفع أصبعى ..
بعد ساعاتٍ من الشرح تفهَّم المدير أن خطيبتى كانت هى المقصودة وليست أستاذة عطيات وأن ما جرى كان سوء تفاهم، وأقسمت أنى لا أعرف كيف انتقلت البطاقة إلى أستاذة عطيات ..
وحتى لا أنسى أن المدرسة ليست مكانا لهذه المسخرة على حد تعبير السيد المدير فقد قام سيادته مشكوراً بخصم أسبوعٍ من راتبى !


ليلة النصف من فبراير by محمد محمود
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 03, 2014 12:17
No comments have been added yet.