مناظرة أدبية - ارتجالة خاطرة على عصير الكتب

على جروب عصير الكتب للقراء و الكتاب كان لي مناظرة أدبية مع القلم الواعد حبيبة أقدم لكم المناظرة
----------------------------------------
-----------------------------------
Dina Nasrini : أمسح انغام الشوق الدامي من على ذاكرة الأيام و أقترب من رفرفة الحلم على أبواب غدي .. اسرق ريشةً من جناح تمردي.. اغمسها في حبر تجاربي السوداء و امنحكِ إياها لتخطي بها قصيدةً لا يمحوها الزمان .. اكتبي يا صغيرتي .. اكتبي

Engineera Rabawya: ي أخية لا تدفعيني للهلاك، وحدها الكتابة تقربني مني حدّ الهلاك،، تؤذيني كثيراً، تقترب من أوجاعي وتوصفها، والاوجاع ب التوصيف تزداد،، !

Dina Nasrini : ترتعش الحروف على أطراف دمعتي و تنقش أفكاري بسمة أمٍ تحنو على صغارها , هي الكلمات فقط من يرسم دروبنا نحو الأحلام

Engineera Rabawya:وبها أيضاً، تغلق الأبواب، وتنشق الطرق، وتقتل الأحلام، أكم من كلمة هدمت حلما، وقلت طفلا، وَ أعربت عن خُذلان، أو فراق،، لا تثقي ف الحروف كثيراً،

Dina Nasrini :تتسلل مرارة صوتك إلى دفء ثورتي حاملة لأوهامي خنجراً من واقع؛ تشهق نوارس خيالي رعباً و تحلق بعيدا أسراب الحمام , لكن دماء أوهامي تأبى إلا أن تخط سطراً على جدارن الرحيل... " قلبي ينبض شِعراً "

Engineera Rabawya:وقلبي ينفطر ألماً بوجع الحروف ذاتها ،، أتدرون حين كنت صغيرة عشقت الحروف، ولم اتخذ سواها خليلا ، إمتلئتني وتشبعت بها ، لم أكن أدرك يوماً أنها قد تخنقني أو تتلذذ ب الإقتراب من تلك المنطقة التي لا اسمح لأحد أن يقربها، أو حتي يمر بجوارها ، وحدها الكلمات فعلت ، وكأنها بقربها تقتص لكل شخص منعته م الاقتراب

Dina Nasrini :حروفنا هي ذواتنا ان ابعدناها عن جوهر روحنا تموت .. انت يا عزيزتي من خان الحروف انت من تجنى عليها انت من امتد لها بيد الهجر و النسيان فاقتصت منك جرحاً و صقيعاً و غربة , حروفنا أوراحنا تنساب عاريةً من زيفٍ و خوف امنحيها ضمةً حنونةً لتمنحك صدق مشاعرها في عالمٍ كللته الخيبة

Engineera Rabawya:لو تدرين كم تقربت وتوددت لها وقدمت قرابين المغفرة، على غير ذنب ولكنها تدللت وتمنعت، ولم تكتفي ب الهجر بل خذلت وأفرطت ف الخذلان

Dina Nasrini :اجربت ان ترصّعي لها الليالي بجواهر من دمع و اشتياق ؟ أرسمت لها قصرا على حدود الاحتراق ؟ امنحتها الحلم الذي لم يتجرأ خيالك يوما على نسجه كاملاً لتكمل سلسلة الرقص على حبل الجنون ؟ اجربت ان تكسري بها كل قوانينهم لتكون هي قانونك الوحيد ؟

Engineera Rabawya:جربت وأكثر ، جربت أن أستدعيها بصدق وحين مللت الصدق تصنعت فلم تتوقف عن الإقتراب من المحظور، والمساس ب أوجاعي، انا ي أخية حين إستهلكتني الكلمات تخلت عني، وحين أشفقت علىّ أن أثقل ب الفراغ ، ملئتني بكثير الوجع حتي دُميت وتلاشيت،!!

Dina Nasrini :دمعةٌ مسلوبة تدحرجت على خدك بيأس التقفتها اوجاعي بسرعة و زرعتها في أرضٍ بور من يأس و استسلام , اوجاعي هي أوجاعك ,العمر فيه من الجراح كثير لكن ان زرعت بذور الأمس في صحراء انتحار أحلامك أينعت شجرةً من همسٍ تنادي بشوقٍ ينابيع الأبداع الصافي , لتمنحك حضن الربيع المنساب من على طرف قلم

Engineera Rabawya:رافقتني الحروف عقداً من الزمن، كنت فيه طفلة تستشعر الربيع، وتهواه، لم أكن أفطن بعد وجه الحياة الآخر،، ولم أكن أعرف للتناقض معنى كنت سعيدة ب طفولتي ، وبتعلقي ب الأشياء الصغيرة، الأشياء التي كنت أحتفظ بها حتي لو فسدت ، الآن وبعد أن ذقت مراره التعلق ب الأشخاص وتجرعت مرارة فقدهم ، لم أعد أعرف لفصول الأعوام شعورا

Dina Nasrini :كانت حروفك لتكون رفيقك و أنيسك لكنك اذ هجرت الناس هجرتها .. جرحوا قلبك فانسابت دماؤه تنشد أهزوجة اباء و كبرياء فأغلفت عليه أبواب جرحك و خنقت صدق الحروف , امنحيها أشد دموعك حرقةً لتبهرك بألوان قوس قزحٍ تتراقص تحت قدميك

Engineera Rabawya:أئتمنها ع وجعي؟! ، أنا ي أخية أخشى وجعي كثيرا ، لا أفكر به أو أقتربه ، أخشى مارده كثيراً ، أخاف أن ينقلب علىّ وينمو في رحمي أكثر حتي ألده وحين يشتعل الرأس شيبا، يهجرني!

Dina Nasrini :تبتعدين عن الآلام فتستعمر بداخلك حيزاً من عتمٍ و انكسار .. تتغلغل في روحك لتغلفها بصقيعها و ارتعاشها حتى لترتعش الأحلام من مرأى مشانق الذكريات على جدران قلبك , تقرض جرذان الخوف روحك حتى الضياع و تبتعدين عن دفء الهوى و الطفولة .. فان مسحت مرآة دموعك و قلمت أظافر ارتعاشك لوجدت يا صغيرتي أن ضفيرة البراءة ما هي إلا قصيدة في مروج الأمل

Engineera Rabawya:وماذا عساي أن أفعل، خبّريني ي أخية، كيف أستدعي أيام الطفولة وأتخلص من يأسي المُبكر، ووجعي المزمن، وتناقضي القاتل، كيف أعود تلك الضحكة المعطرة للمكان، لا تلك الضحكة المتوارية ف الألم ، وكيف أتناسي كل م عرفت عن أوجاع الحياة وكيف أتغافله على وضوحة، علميني كيف أسرقني من الوقت واوقف العمر، وأخذه للوراء، لأيام كان الأكسجين فيها يُتنفس ولا يَخنق!

Dina Nasrini :المس أطراف اصابعك و امسح عنها أثر دماء روحٍ اغتصبتها قسوة العمر , أخطف من عينيك دمعة و أرميها بوجه الخوف , أسرق من خزانة أحلامي تغريدة ألف عصفور تتراقص هامسة بوجل , افرشي ملاءة أحلامك على دروب الغد و ارقصي حرفاً مجنوناً يكسر كل قضبان العمر الشريد , دعي طفولة الكلمات تلطخ أطراف ثوبك بالطين و بقع الألوان , سافري مع جنون الشعر لتسمي فوق ألامك و تسافري نحو الخلود , امسكي يدي يا صغيرتي ... اواه ما اشبه ألمك بألم ماضيي السحيق .. امسكي بيدي .. لنصنع من مخاوفنا سلماً نسمو به حتى الغيوم شكليها معي قصصاً تداعب نوافذ الغد عانقي دفء الشمس و اسرقي منها بسمةً , أجل هي تلك البسمة ... بسمةٌ لا يمحوها صقيع الزمان
4 likes ·   •  4 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 09, 2014 02:45
Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

حبيبة سرحان - HaB!Ba Sarhan كانت ليلة من الليال التى تبوح فيها بكل شىء ولا تُبالى <3
اسمتمعت جداَ ب مشاركتى ليكى ،، ^_^ :*


message 2: by دينا (new)

دينا نسريني أنا استمتعت أكتر ^_^ <3


message 3: by Mariam (new)

Mariam  Khttab جميل ♥


message 4: by Mohammed (new)

Mohammed Zalat رائعة


back to top