و اسألُ نفسي !

و اسألُ نفسي .. تُرى ما الذي يجعل الواحد منا صبورًا على بشاعة هذه الحياة !
ما الذي يجعله متمسكًا بالأمل والصبّر والحياة !
ما الذي يدفعه للبقاء أكثر في عالٍم ينهشُ رأسه قدميه كُلّ يوم حدّ الجنون !
ما الذي يمنحنا القوة للنهوض من جديد ..
للتبسمِ في وجه أنفسنا ونحنُ نحدقُ في المرآة .. إبتسامًة نطمئنُ بها تجاعيد العمر على ملامحنا / قلوبنا أنّ " لعلَّ القادم أفضل .. لعلَّ الخير تأخر لكنه سيصل " !
ما الذي يجعلنا نخرجُ لنقابل الآخرين بوجه بشوش وفي أعماقنا وجع يطحنُ ذاكرتنا كُلّ لحظة !
ما الذي يجعلنا لا نزال قادرين على التنفس وسط كُلَّ هذا الإختناق !
أبدًا ليست الرغبة في الحياة هي من تدفعنا لذلك .. وإلا لكنا إخترنا الفناء حين تضيقُ بنا سُبل العيش ويُصبح البقاء خيارًا غبيًا ومؤلمًا
و لما كنا أيضًا وجدنا حالات إنتحار لأشخاص امتلكوا كل أسرار ونعيم الحياة !
إنّهُ شيء أعمق من ذلك يُهون علينا ويمدنا بالرغبةِ في الصمود ..
إنّهُ " الإيمان " .. اليقينُ الذي يملأ القلب
بأنّ بعد الموت جنّة و راحة لا يُعقبهما شقاء ..
إنّهُ اليقين بأنّ هناك نهاية لكُلِّ هذا العبث والدمار .. وأنّ هناكَ قاضٍ لا يظلم سيقف أمامه الجميع ليقتصَ كُل مظلوم من ظالمه و كُل موجوعٍ ممن آلمه !
تخيلوا فقط لو أن هذا المشهد غير موجود .. وأن الحياة والموت مجرد عبث
لكان هذا الكائن البشري وصل منذ زمن إلى مرحلٍة أشدُّ بشاعًة و وحشيًة و ظلامًا مما هو عليه الآن ..
يا الله ..
شكرًا لأنكَ الله
لأنكَ موجود وخالق الوجود
لأنكَ أنتَ المعبود
ولأنَّ الإيمانَ الحقيقي بكَ يعصمُنا من الجنونِ والجحود ..
4 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 07, 2014 11:31
No comments have been added yet.