منزل الاقنان Quotes

Rate this book
Clear rating
منزل الاقنان منزل الاقنان by بدر شاكر السياب
153 ratings, 3.73 average rating, 23 reviews
منزل الاقنان Quotes Showing 1-3 of 3
“لك الحمد مهما استطال البلاء

ومهما استبدّ الألم،

لك الحمد، إن الرزايا عطاء

وان المصيبات بعض الكرم.

ألم تُعطني أنت هذا الظلام

وأعطيتني أنت هذا السّحر؟

فهل تشكر الأرض قطر المطر

وتغضب إن لم يجدها الغمام؟

شهور طوال وهذي الجراح

تمزّق جنبي مثل المدى

ولا يهدأ الداء عند الصباح

ولا يمسح اللّيل أو جاعه بالردى.

ولكنّ أيّوب إن صاح صاح:

«لك الحمد، ان الرزايا ندى،

وإنّ الجراح هدايا الحبيب

أضمّ إلى الصّدر باقاتها

هداياك في خافقي لا تغيب،

هداياك مقبولة. هاتها!»

أشد جراحي وأهتف

بالعائدين:

«ألا فانظروا واحسدوني،

فهذى هدايا حبيبي

وإن مسّت النار حرّ الجبين

توهّمتُها قُبلة منك مجبولة من لهيب.

جميل هو السّهدُ أرعى سماك

بعينيّ حتى تغيب النجوم

ويلمس شبّاك داري سناك.

جميل هو الليل: أصداء بوم

وأبواق سيارة من بعيد

وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد

أساطير آبائها للوليد.

وغابات ليل السُّهاد، الغيوم

تحجّبُ وجه السماء

وتجلوه تحت القمر.

وإن صاح أيوب كان النداء:

«لك الحمد يا رامياً بالقدر

ويا كاتباً، بعد ذاك، الشّفاء!»”
بدر شاكر السياب, منزل الاقنان
“**

و لو خيّرت أبدلت الذي ألقى بما ذاقوا

ممضّ ما أعاني شلّ ظهر و انحنت ساق

على العكّاز أسعى حين أسعى عاثر الخطوات مرتجفا

غريب غير نار الليل ما واساه من أحد

بلا مال بلا أمل يقطّع قلبه أسفا

ألست الراكض العداء في الأمس الذي سلفا

أأمكث أم أعود إلى بلادي ؟ آه يابلدي

و ما أمل العليل لديك شح المال ثم رمته بالداء

سهام في يد الأقدار ترمي كلّ من عطفا

على المرضى وشدّ على ضلوع الجائعين بصدره الواهي

و كفكف أدمع الباكين يغسلها بما و كفا

من العبرات في عينيه إلا رحمة الله ؟”
بدر شاكر السياب, منزل الاقنان
“خذيني أطر في أعالي السماء
صدى غنوة كركرات سحابة
خذيني فإن صخور الكآبة
تشد بروحي إلى قاع بحر بعيد القرار
خذيني أكن في دجاك الضياء
و لا تتركيني لليل القفار
إذا شئت أن لا تكوني لناري
وقودا فكوني حريقا
إذا شئت أن تخلصي من إساري
فلا تتركيني طليقا
خذيني إلى صدرك المثقل
بهمّ السنين
خذيني فإني حزين
و لا تتركيني على الدرب وحدي أسير إلى المجهل
وكانت دروبي خيوط اشتياق
ووجد وحب”
بدر شاكر السياب, منزل الاقنان