الصديقة بنت الصديق Quotes

Rate this book
Clear rating
الصديقة بنت الصديق الصديقة بنت الصديق by عباس محمود العقاد
590 ratings, 3.76 average rating, 96 reviews
الصديقة بنت الصديق Quotes Showing 1-30 of 47
“فمن الطبيعي أن تسر المرأة بسرور الرجل لأنها تحبه.

و من الطبيعي كذلك أن تغار من السرور الذي يحببه إلى غيرها، لأنها تحبه.

و قد يفترق القلبان في لحظة من اللحظات لأنهما مقتربان أشد اقتراب.”
عباس محمود العقاد, الصديقة بنت الصديق
“المماثلة مع الاختلاف ليست هي الصواب و ليست هي الإنصاف.”
عباس محمود العقاد, الصديقة بنت الصديق
“ولكننا إذا فهمنا النبي ص إنسانا فقد فهمناه كله، وفهمناه على حيقته التي تعنينا وتعقد له أواصر القرابة فيما بينه وبيننا، لأننا وصلنا بين الإنسان فيه والإنسان فينا.”
عباس محمود العقاد, الصديقة بنت الصديق
“والإسلام لم يقل إن تعدد الزوجات هو المثل الأعلى، ولم يفرضه على كل مسلم، ولم يحمده من كل مسلم، ولم يُخلِهِ من شرطٍ عسيرٍ، هو العدل في المعاملة وإن تعذر العدل في المحبة، ولم يفعل إلا أنه وضع التشريع في موضعه الذي يحسب فيه حساب المثل النادر والمثل الشائع، ولم تأت بعده شريعة حلت هذه المشكلة بغير الهرب منها أو المغالطة فيها، كما هو الواقع الملموس في الأمم التي تحظر تعدد الزوجات ولا تحظر المعيشة مع الخليلات، أو معاملة النساء كمعاملة العجماوات.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“فالسيدة فاطمة والسيدة عائشة شريكتان في قلب واحد تتنافسان عليه، ولكنها شركة بين كريمتين.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“لقد كانت تحبه حب المسلمة لنبيها، وكانت تحبه حب الزوجة لزوجها والمرأة لرجلها، وكانت تعجب بجماله كما تعجب بأدبه وعظمة قدره.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“يؤخرها ليبعث بها إلى النبي وهو في بيت عائشة. فوقع التغاير الذي لا محيص منه بين الزوجات، وأرسلن إليه إحداهن — أم سلمة — فأعرض عن حديثها ثلاث مرات، فلما أثقلت عليه قال لها: «لا تؤذيني في عائشة، فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة غير عائشة» — يريد بالثوب البيت في بعض التفسيرات، من قولهم ثاب إليه يثوب فهو في الثوب الذي لا يزال يرجع إليه. وتوسلن بالسيدة فاطمة — رضي الله عنها — لما يعلمن من قبول أبيها لكل شفاعة تأتيه منها، فقالت له: «إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر. قال لها: يا بنية، ألا تحبين ما أحب؟ قالت: بلى. قال: فأحبي هذه» — يشير إلى عائشة. ويسيرٌ على الزميلات المتنافسات أن يدركن حب النبي لعائشة، ويلحظن أنها كانت أحبهن جميعًا إليه، وأقربهن جميعًا إلى فؤاده. ولكن الذي لم يكن يسيرًا عليهن أن يدركنه أو يلحظنه أنها هي — رضي الله عنها — كانت أشدهن حبًّا له، ونفاذًا إلى نفسه، واتصالًا بقلبه ولبه. فكلهن كن يحببنه، ويتنافسن على قربه، ولو كان فيه التنافس على الموت وفراق الدنيا ومن فيها.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“فضلت على نساء النبي ﷺ بعشر! لم ينكح بكرًا قط غيري، ولا امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله براءتي من السماء، وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة، وكنت أغتسل أنا وهو في إناء واحد ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه دون غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم ينزل وهو مع غيري، وقُبِض وهو بين سحري ونحري وفي الليلة التي كان يدور عليَّ فيها ودفن في بيتي. وكان هذا التمييز سر البيت النبوي في مبدأ أمره، ثم شاع في الجزيرة العربية حتى كان صاحب الهدية من المسلمين”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“وهي عائشة كاملة في هذه القصة الصغيرة: هي حواء التي تحب أن تنظر إلى زينتها، وهي أم المؤمنين التي تحب أن ينظر الله إليها، وهي هنا أيضًا حواء تطمح إلى زينة أعلى وأغلى.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“لا ينظر إليك الآن؟ قلت: ولم ذاك؟ قال: أما علمت أن العبد إذا دخله العجب بزينة الدنيا مقته ربه — عز وجل — حتى يفارق تلك الزينة؟ فنزعته فتصدقت به، قال أبو بكر: عسى ذلك أن يكفر عنك.»”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“عاد وأمها — أم رومان — عندها فقالت له أمها: يا رسول الله! ما لك ولعائشة؟ إنها حديثة السن وأنت أحق من يتجاوز عنها؛ فلم يدعها حتى أخذ بشدقها معاتبًا وهو يقول لها: ألست القائلة: كأنما ليس على وجه الأرض امرأة إلا خديجة؟! وسألته مرة: ما تذكر من عجوز حمراء الشدقين قد بدَّلك الله خيرًا منها؟ فأسكتها قائلًا: «والله ما أبدلني الله خيرًا منها، آمنت بي حين كذبني الناس، وواستني بمالها حين حرمني الناس، ورزقت منها الولد وحرمته من غيرها.»”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“تغار المرأة على قلب الرجل الذي تحبه ولو شغلته الذكرى ولم تشغله المودة الحاضرة؛ لأنها تعلم من هذا أنها لم تشغل قلبه كله، وهي تأسى على كل ما يفوتها من شواغل ذلك القلب، ولو لم تكن ثمة منافسة محذورة. وتغار المرأة من المرأة الجميلة، وإن لم تنافسها على رجل تحبه، وتغار من شريكتها في رجلها كائنًا ما كان حظها من الجمال، وتغار من كل مزية غير الجمال ما كان فيها سبيل إلى الحظوة في القلب الذي تريده لها، ولا تطيق المزاحمة عليه.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“نحن إذا فهمنا النبي نبيًّا وكفى فإنما وصلنا بين ضميره وضمائرنا، وبين محراب العبادة عنده ومحراب العبادة عندنا.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“والسيادة تعلم السادة أن يعنوا بمكان بناتهم من العزة والرخاء، فلا يسلمونهن لمن ينزل بهن عن منزلة العقائل المبجلات اللواتي يغنين في بيوتهن عن الخدمة المسفة والعيش الذليل.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“فمن ذلك مثلًا أن الحرب نشبت بين بني بكر وبني تغلب أربعين سنة لأن البسوس ابنة منقذ أضافت رجلًا فضرب كليب ناقة ذلك الرجل وهو في ضيافة البسوس، فأقسم ابن أختها جساس لها «ليُقتَلنَّ غدًا جمل هو أعظم عقرًا من ناقة جارك»، وقتل كليبًا سيد بني تغلب في ثأر تلك الناقة، أو من أجل كرامة امرأة في ناقة جارها.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“عليها في المنزلة الاجتماعية، وإنما عُرف هذا وأشباهه عند الرومان قبل الإيمان بالخطيئة، وقبل الإيمان بالدين؛ لأنهم كانوا أصحاب ملك عريض لا غنى لهم فيه عن ترتيب الحقوق والمعاملات بين أبناء المجتمع وبناته كافة، فلما رتبوا هذه الحقوق نظروا إلى المرأة في زمانهم نظرتهم إلى كل ضعيف تابع لغيره، ولم يلاحظوا في ذلك عنتًا خاصًّا بها ولا ضغينة «جنسية» موجهة إليها دون غيرها؛ لأنهم نظروا هذه النظرة بعينها إلى أبنائهم الصغار وإلى القاصرين منهم على”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“فالعرب لم ينظروا قط إلى المرأة هذه النظرة، ولم يحكموا عليها قط بالنجاسة والأصالة في الشر والخباثة؛ لأنهم لم يعرفوا الخطيئة بهذا المعنى في عهد الجاهلية. كذلك لم يعرفوا التشريع الموضوع الذي يحكم عليها بالاستعباد والخطة المتفق”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“تصدق الأديان؛ لأنها تنطق بلسان الفطرة السليمة، وتكذب المذاهب التي تحسب أن ضوابط الجنس في المرأة والرجل من اعتساف الأديان؛ لأن الإباحة التي تنادي بها هذه المذاهب تدل على جهل بالفطرة، وهي تنادي نداءها باسم العلم والمعرفة الحديثة، وهنا فلنحسب للقدم مزيته الأولى؛ إذ هو قدم الفطرة الباقية، وهي أسبق إلى المعرفة الصادقة من كل حديث.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“واعتقادنا نحن أن المثل الأعلى للزواج هو الزواج بين رجل وامرأة يتحابان ويمتزجان بالجسم والروح ولا يفترقان مدى الحياة. ولكننا نعتقد مثل هذا الاعتقاد أن المثل الأعلى لم يُخلَق قَطُّ لتفرضه القوانين على جميع الناس. إنما المثل الأعلى هو الحالة النادرة التي تتيسر كلما تيسر الكمال أو تيسرت مقاربة الكمال. وليست هذه بالحالة التي تفرضها القوانين على كل رجل وكل امرأة من جميع مراتب التفكير والتهذيب.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“سنة الفطرة لا ترمي إلى توحيد العمل، بل إلى توزيعه وتنويعه، ولا تجعل جنسين ليشتركا في حقوق واحدة وواجبات واحدة، بل تجعلهما جنسين ليختلفا في الحقوق كاختلافهما في الواجبات.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“والمرأة تخالف الرجل في أعمالها وتكاليفها منذ القدم في جميع الشعوب، ومن قال إن هذه المخالفة من فعل الرجال وسيطرتهم وليست من فعل الطبيعة وسيطرتها فقد قال إنها من فعل الطبيعة وليست من فعل الرجال.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“ولكنها على ذكائها وعلمها، وعلى أنها في بيت الرئاسة نشأت وفي بيت الرئاسة عاشت، وأنها تعودت أن يُؤبَه لها وتُسمَع كلمتها، قد تحولت بها طوارئ العصر إلى السياسة العامة، فكانت فيها طوعًا لأواصر البيت ودواعي المودة والنفور التي توحيها، ولم تكن مثلًا يُقتَدى به في توجيه الأمور العامة كما كانت مثلًا للنساء كافة وهي ربة بيتها وشريكة زوجها.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“فعليٌّ قد أخطأه التوفيق في نصيحته، وعائشة قد أخطأها التوفيق في مكافحته من أجل هذه النصيحة، وإن كانت لا تُلام على أنها كانت تتمنى الخلافة لسواه.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“على أننا لا نريد بما تقدم أن نسوِّغ موقف السيدة عائشة من وقعة الجمل وخصومات الخلافة، وإنما أردنا تفسير شعورها على الوجه الذي لا غرابة فيه، ولم نرد تسويغه في نظر العقل ولا في نظر التاريخ.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“كانت السيدة عائشة أَمْيَلَ إلى طريق طلحة والزبير بشعورها وسابقة رجائها، فليس ذلك — كما أسلفنا — بغريب ولا مخالف للمعهود في طبائع الناس.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“فطلحة من بني عمومتها، ومن بني تيم قبيلتها وقبيلة الخليفة الأول أبيها. والزبير زوج أختها أسماء، وابنه عبد الله ابنها الذي اختارته لكنيتها في بعض الروايات، فكانت تكنى من أجله بأم عبد الله. وعليٌّ أقرب الناس إلى بيت النبي وزوج ابنته وأبو حفيديه، وصاحب الرأي الذي لا ينسى في حديث الإفك، وهو نصيحته للنبيِّ بتطليقها. ومن الحق أن نقول إن الشعور الذي تُكِنُّه السيدة عائشة لعلي من جراء هذه النصيحة شعور طبيعي لا غرابة فيه.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“إن فهم مأساة الجمل هي وسيلتنا إلى فهم السيدة عائشة؛ لأننا نعرف مصادرها ومواردها ومبلغ الأخطار المنظورة من ورائها عند الهجوم عليها، فنعرف النية التي جنحت بالسيدة عائشة إلى الدخول فيها، وهي كل ما يعنينا من تاريخ تلك المأساة في هذا السياق. والذي يبدو لنا من تلك الحوادث التي لخصناها فيما تقدم أن مأساة الجمل لم تكن عند السيدة عائشة إلا دفعة من دفعات الحدة التي طبعت عليها، قدحتها المفاجأة وأوقدتها كثرة المغريات بعداوة عليٍّ في بيئة لم يرتفع فيها صوت لغير أعدائه، ومهدت لها حوادث الماضي تمهيدها الذي رسم لها الوجهة، واندفع بها عن هذه الخطة دون غيرها.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“ويبدو لنا من جملة الوقائع أن حملة الجمل كانت حملة اندفاع، ولم تكن حملة تدبير وتقدير، ولا كان أحد من دعاتها يملك زمامها ويتجه به إلى مصير معروف.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“فغضب السيدة عائشة من نقص العطاء لم يكن غضب الحريص على مال والطامع في ادخار، ولكنه كان غضبًا عادلًا من غضاضة لا حاجة إليها ولا حكمة فيها، ولا تستريح إليها النفس بتعليل مقبول.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬
“ومن الصدق للتاريخ وللطبع الإنساني أن نلاحظ هذه الأمور؛ لأن الطبع الإنساني لن يدع حقوقه على أبنائه، ولن يكون الإنسان من لحم ودم إلا إذا كان فيه للحم والدم نوازعهما التي لا فكاك منها، وإن راضها أدب النبوة ونبل العشيرة، فثابت إلى أكرومة تجمل بالكرامة.”
عباس محمود العقاد, ‫الصدِّيقة بنت الصدِّيق‬

« previous 1