ندى الحائك's Blog - Posts Tagged "ربيع"
ربيعنا العربي
أرى الفصول على وشك التبدل من شتاء إلى ربيع نتمنى أن يزيح عنا صقيع البرودة التي أثلجت أطرافنا الصحراوية التي لم تعتد البرودة.. وأجدني غير متحمسة للربيع.. لأول مرة في حياتي أجد الربيع مخيفاً وليس منعشاً وموقظاً لشقاوتي الطفولية التي أسمح لها أن تظهر بين كل ربيع وآخر.
هذا العام، أنظر إلى الربيع الذي حل في كل دولة جاورت بلادي العزيزة وينتابني الخوف.. لقد فقدت الفصول الموسمية اعتباراتها وأصبحت مجرد أسماء كانت فيما مضى ألواناً تضيف إلى حياتنا معنى جميلاً.. ما عاد الصيف صيفاً وما عاد الخريف خريفاً.. والشتاء! أظنه ترك لنا القسوة وصقيع المشاعر التي اختطفناها منه عنوة لنرتديها متفاخرين بقسوتنا التي لن تماثل أبداً قسوته. ما كان للشتاء أن يكون عديم المشاعر كحالنا الذي لا أعلم متى استبد بنا.. ما رآه الشتاء منا جعله يلملم عرضه المسرحي المتفنن في البرودة التي تجعلنا ننتعش حيناً ونتذمر أحياناً أخرى. راحلاً متقززاً منا ومما أصبح بيننا.. عار علينا!.
الربيع.. آه من الربيع.. لم يعد كما كان أبداً.. ما كان بساطاً من خضرة في الأرض وأقواساً من الفرحة في السماء.. أمسى نهراً من الدماء المسفوكة في الشوارع.. وتبدلت الفرحة إلى سواد يكاد يخنقنا كلما تطلعنا إليه.. احترقت الورود بأسيد الدموع.. اختنق الهواء بأدخنة الحقد والنزاعات.. وأصبح كل شيء يركض خوفاً من ربيعنا العربي، اختفت بسمة الطفل وضحكاته المعدية بالفرح لتصبح نواحاً في أفضل الحالات إن لم يكن مجرد وجه مكلوم من صدمة الربيع الذي حل عليه!.. أهذا هو الربيع الذي فرحنا به؟ أهذا الذي كنا نرفع الهتافات من أجله؟! اعذروني لكن الربيع ليس بشعاً هكذا.. الربيع لا يورثنا انعداماً في الإنسانية.. لا يستبيح الحرمات ولا يفشي العداوة بين أبناء المنطقة الواحدة.. لن أضحك على نفسي وأقول ستتبدل المواسم ويغدو نهر الدماء ساقية للحرية يشرب منها الجميع دون اختلاف في الهوية.. سنظل على ضلالنا مادمنا نصدق أن ربيعنا العربي هو بوابة لمستقبل جديد.. أي مستقبل سيكون وربيعنا التحف عباءة الموت وتلثم بالدموع.
إن كان هذا هو ربيعنا العربي.. كيف سيكون شتاؤنا العربي؟!
********
مقال منشور بقلمي في المجلة العربية
http://www.arabicmagazine.com/arabic/...
هذا العام، أنظر إلى الربيع الذي حل في كل دولة جاورت بلادي العزيزة وينتابني الخوف.. لقد فقدت الفصول الموسمية اعتباراتها وأصبحت مجرد أسماء كانت فيما مضى ألواناً تضيف إلى حياتنا معنى جميلاً.. ما عاد الصيف صيفاً وما عاد الخريف خريفاً.. والشتاء! أظنه ترك لنا القسوة وصقيع المشاعر التي اختطفناها منه عنوة لنرتديها متفاخرين بقسوتنا التي لن تماثل أبداً قسوته. ما كان للشتاء أن يكون عديم المشاعر كحالنا الذي لا أعلم متى استبد بنا.. ما رآه الشتاء منا جعله يلملم عرضه المسرحي المتفنن في البرودة التي تجعلنا ننتعش حيناً ونتذمر أحياناً أخرى. راحلاً متقززاً منا ومما أصبح بيننا.. عار علينا!.
الربيع.. آه من الربيع.. لم يعد كما كان أبداً.. ما كان بساطاً من خضرة في الأرض وأقواساً من الفرحة في السماء.. أمسى نهراً من الدماء المسفوكة في الشوارع.. وتبدلت الفرحة إلى سواد يكاد يخنقنا كلما تطلعنا إليه.. احترقت الورود بأسيد الدموع.. اختنق الهواء بأدخنة الحقد والنزاعات.. وأصبح كل شيء يركض خوفاً من ربيعنا العربي، اختفت بسمة الطفل وضحكاته المعدية بالفرح لتصبح نواحاً في أفضل الحالات إن لم يكن مجرد وجه مكلوم من صدمة الربيع الذي حل عليه!.. أهذا هو الربيع الذي فرحنا به؟ أهذا الذي كنا نرفع الهتافات من أجله؟! اعذروني لكن الربيع ليس بشعاً هكذا.. الربيع لا يورثنا انعداماً في الإنسانية.. لا يستبيح الحرمات ولا يفشي العداوة بين أبناء المنطقة الواحدة.. لن أضحك على نفسي وأقول ستتبدل المواسم ويغدو نهر الدماء ساقية للحرية يشرب منها الجميع دون اختلاف في الهوية.. سنظل على ضلالنا مادمنا نصدق أن ربيعنا العربي هو بوابة لمستقبل جديد.. أي مستقبل سيكون وربيعنا التحف عباءة الموت وتلثم بالدموع.
إن كان هذا هو ربيعنا العربي.. كيف سيكون شتاؤنا العربي؟!
********
مقال منشور بقلمي في المجلة العربية
http://www.arabicmagazine.com/arabic/...