نداء الثورة

نشر في أخبار الأدب بتاريخ 29 /5/2011

كتبتُ النداء مساء يوم الأربعاء، نقحته، ثم أرسلته لصديق صباح الخميس التالي، ناقشني في بعض النقاط، ثم نشرت الصيغة الورادة أدناه على فيسبوك، وأرسلته لأعضاء قائمتي البريدية.
كنتُ قلقاً، وتخيلتُ أحداثاً كابوسية في اليوم التالي، الجمعة، الثامن والعشرين من يناير. ما حدث طوال يوم الجمعة كان كابوسياً فعلاً، وما تلاه من تهافت الرئيس المخلوع على الكرسي كان أكثر كابوسية. وما تلا ذلك من تهافت الوزراء ورؤساء تحرير الصحف وأساتذة الجامعات على كراسيهم، يؤكد أن المخلوع اختارهم على نفس القدر من الصلف والعناد والغرور وحب السلطة، اختارهم على صورته.
نشرتُ النداء خالياً من التوقيع، كانت الاتهامات قد بدأت تظهر للثوار في كل كلمة، هؤلاء إخوان، هؤلاء غوغائيون. ثم ظهر الشق الكوميدي، هؤلاء إيرانيون- اسرائيليون. وأتى أحدهم ليرسم مشهداً كوميدياً يليق محمد نجم؛ أكّد: نعم، هؤلاء إيرانيون واسرائيليون، إنما هم من اليسار الإسرائيلي، في محاولة – مسّاه الله بالخير- للربط بين أشهر نقيضين في الجوار. بالطبع لم أكن أتوقع كل هذه الشائعات، أغفلت التوقيع عمداً لأني أردت ألا أتهم بأني متحيز، التحيز الذي قد يستخدمه مروجو الشائعات لقتل النداء. حسناً فعلت، لا يزال البعض متهمين بالماسونية حتى اليوم.
كنت أود أن يصل النداء لكل من خاطبتهم، لكن الإعلام وقتها كان تحت السيطرة، وفضائي الإعلامي على انترنت لم يكن ليصل إلى جزء بسيط من الأغلبية. مع ذلك، كتبت ونشرت.
خذلني الكثيرون من من خاطبتهم في النداء، كنت أظنهم أكثر وطنية، وأنهم على وعي بمسؤولياتهم، وأنهم سينحازون إلينا ضد النظام. لكنهم خذلوني وخذلونا، ولا يزالون.
أظن أن إعادة نشر النداء ستذكرنا بالحدث القريب في يناير الماضي، وستجعلنا نقارن بين يومنا هذا وبين يوم الثامن والعشرين، وستجعلنا نرى أن من تحيز ضدنا ذلك اليوم، لا يزال متحيزاً ضدنا، أو أنه اكتشف طريقة جديدة للهدم فأخذ يتقاعس ويتكاسل، أو أنه لا يزال يتخابث -بغباء أسطوري- على شاشة التلفزيون، محاولاً إلهاء الناس وتشتيت أفكارهم. سيذكرنا أيضاً أن الفاسدين كُثُر، وأن كل ما فعلناه لا يرقى سوى درجة واحدة في سلم الحرية الطويل.
لكن الناس لم يخذلونا، بل انضموا إلينا.
نداء
هذا ليس بياناً، وإنما نداء.
للسادة الإخوان ضباط الشرطة والعاملين بوزارة الداخلية، قفوا الى جانب الناس، النظام راحل، لكن الناس ستبقى و ستبقون معهم. لا أطلب منكم عصيان الأوامر، أنا متفهم تماماً حجم المسؤولية، فقط ترفقوا بالناس، لا تحسنوا التصويب، لا تصوبوا نحو الصدور والرؤوس، هناك دائماً حلول وسطية. لو أحصيتم المتحكمين فيكم لوجدتم أنهم لا يتعدون العشرة أفراد، بدونكم سيكونوا ضعفاء ولا حول لهم، أنتم سلاح الحكّام، كونوا سلاحنا لا سلاحهم، كونوا للناس لا للحكّام.
للإخوان عساكر ومجندي الأمن المركزي، أنت أخي، أنت سندي وعوني، الرجاء أن تقف إلى جانبي هذه الأيام،لا أقول لك اعصى أوامر الضباط، اسمع كلام الضباط، لكن لا تقتلني، لا تضربني بقوة، أريد أن أعود إلى منزلي سالماً، أريد أن أنظر في عينك غداً ونحن لا نزال أخوة، أنا لست مجرماً، أنا أخوك.
للسادة الإعلاميين الشرفاء، أحكمتم عملية التعتيم في اليوم الأول بأوامر من الحكّام، وبدأتم في كسر التعتيم في اليوم التالي، الرجاء استكمال عملية الشفافية بالكامل، الرجاء نقل أحداث الشارع ليعلم بها كل مشاهد، مشاركتكم في الثورة لن تتحقق بالنزول إلى الشارع، وإنما بنقل أحداثها. أثق في حكمكم وقدرتكم على اتخاذ القرارات، كونوا مع الشعب هذه المرة.
إلى السادة الأطباء والصيادلة، دوركم يتمثل في اسعاف الناس، الجرحى والمصابون يعتقلون فور دخولهم المستشفيات الحكومية، دوركم محاولة إسعافهم خارج تلك المستشفيات.
إلى السادة رجال الأعمال و أصحاب الأموال، قفوا إلى جانب الناس، لا ترحلوا. ومساهماتكم في الثورة تتمثل في الاستمرار في العمل والتواجد وخدمة الشعب.
إلى الفنانين والكتّاب والمشاهير، أنتم أحباؤنا، أنتم من تصنعون البسمة وتثيرون الفكر، قفوا معنا اليوم لتظلوا في قلوبنا إلى الأبد، قفوا معنا بإعلان تأييدكم للناس.
الى الناس، انزلوا إلى الشارع يوم الجمعة القادم، لا تخافوا من الضرب، لا تخافوا على أولادكم وأهلكم، ما تفعلونه سيضمن مستقبلاً خالياً من الظلم والفساد والفقر، حتى اليوم نزل أكثر من مئة ألف إلى الشوارع في مصر كلها، ولم يعتقل سوى ألف واحد، نسبة اعتقالك لن تتعدى الواحد في المئة. وهذه نسبة صغيرة جداً. الثورة لكم ولن تكتمل إلا بنزولكم.
لست عضواً في جماعة أو حزب، ولا أنتمى إلى تنظيم أوغيره، وإنما أخاطبكم بصفتى واحد من الناس.
بلا توقيع

نداء الثورة

كتبتُ النداء مساء يوم الأربعاء، نقحته، ثم أرسلته لصديق صباح الخميس التالي، ناقشني في بعض النقاط، ثم نشرت الصيغة الورادة أدناه على فيسبوك، وأرسلته لأعضاء قائمتي البريدية.كنتُ قلقاً، وتخيلتُ أحداثاً كابوسية في اليوم التالي، الجمعة، الثامن والعشرين من يناير. ما حدث طوال يوم الجمعة كان كابوسياً فعلاً، وما تلاه من تهافت الرئيس المخلوع على الكرسي كان أكثر كابوسية. وما تلا ذلك من تهافت الوزراء ورؤساء تحرير الصحف وأساتذة الجامعات على كراسيهم، يؤكد أن المخلوع اختارهم على نفس القدر من الصلف والعناد والغرور وحب السلطة، اختارهم على صورته.

نشرتُ النداء خالياً من التوقيع، كانت الاتهامات قد بدأت تظهر للثوار في كل كلمة، هؤلاء إخوان، هؤلاء غوغائيون. ثم ظهر الشق الكوميدي، هؤلاء إيرانيون- اسرائيليون. وأتى أحدهم ليرسم مشهداً كوميدياً يليق محمد نجم؛ أكّد: نعم، هؤلاء إيرانيون واسرائيليون، إنما هم من اليسار الإسرائيلي، في محاولة – مسّاه الله بالخير- للربط بين أشهر نقيضين في الجوار. بالطبع لم أكن أتوقع كل هذه الشائعات، أغفلت التوقيع عمداً لأني أردت ألا أتهم بأني متحيز، التحيز الذي قد يستخدمه مروجو الشائعات لقتل النداء. حسناً فعلت، لا يزال البعض متهمين بالماسونية حتى اليوم.كنت أود أن يصل النداء لكل من خاطبتهم، لكن الإعلام وقتها كان تحت السيطرة، وفضائي الإعلامي على انترنت لم يكن ليصل إلى جزء بسيط من الأغلبية. مع ذلك، كتبت ونشرت.خذلني الكثيرون من من خاطبتهم في النداء، كنت أظنهم أكثر وطنية، وأنهم على وعي بمسؤولياتهم، وأنهم سينحازون إلينا ضد النظام. لكنهم خذلوني وخذلونا، ولا يزالون.أظن أن إعادة نشر النداء ستذكرنا بالحدث القريب في يناير الماضي، وستجعلنا نقارن بين يومنا هذا وبين يوم الثامن والعشرين، وستجعلنا نرى أن من تحيز ضدنا ذلك اليوم، لا يزال متحيزاً ضدنا، أو أنه اكتشف طريقة جديدة للهدم فأخذ يتقاعس ويتكاسل، أو أنه لا يزال يتخابث -بغباء أسطوري- على شاشة التلفزيون، محاولاً إلهاء الناس وتشتيت أفكارهم. سيذكرنا أيضاً أن الفاسدين كُثُر، وأن كل ما فعلناه لا يرقى سوى درجة واحدة في سلم الحرية الطويل.لكن الناس لم يخذلونا، بل انضموا إلينا.

نداءهذا ليس بياناً، وإنما نداء.للسادة الإخوان ضباط الشرطة والعاملين بوزارة الداخلية، قفوا الى جانب الناس، النظام راحل، لكن الناس ستبقى و ستبقون معهم. لا أطلب منكم عصيان الأوامر، أنا متفهم تماماً حجم المسؤولية، فقط ترفقوا بالناس، لا تحسنوا التصويب، لا تصوبوا نحو الصدور والرؤوس، هناك دائماً حلول وسطية. لو أحصيتم المتحكمين فيكم لوجدتم أنهم لا يتعدون العشرة أفراد، بدونكم سيكونوا ضعفاء ولا حول لهم، أنتم سلاح الحكّام، كونوا سلاحنا لا سلاحهم، كونوا للناس لا للحكّام.للإخوان عساكر ومجندي الأمن المركزي، أنت أخي، أنت سندي وعوني، الرجاء أن تقف إلى جانبي هذه الأيام،لا أقول لك اعصى أوامر الضباط، اسمع كلام الضباط، لكن لا تقتلني، لا تضربني بقوة، أريد أن أعود إلى منزلي سالماً، أريد أن أنظر في عينك غداً ونحن لا نزال أخوة، أنا لست مجرماً، أنا أخوك.للسادة الإعلاميين الشرفاء، أحكمتم عملية التعتيم في اليوم الأول بأوامر من الحكّام، وبدأتم في كسر التعتيم في اليوم التالي، الرجاء استكمال عملية الشفافية بالكامل، الرجاء نقل أحداث الشارع ليعلم بها كل مشاهد، مشاركتكم في الثورة لن تتحقق بالنزول إلى الشارع، وإنما بنقل أحداثها. أثق في حكمكم وقدرتكم على اتخاذ القرارات، كونوا مع الشعب هذه المرة.إلى السادة الأطباء والصيادلة، دوركم يتمثل في اسعاف الناس، الجرحى والمصابون يعتقلون فور دخولهم المستشفيات الحكومية، دوركم محاولة إسعافهم خارج تلك المستشفيات.إلى السادة رجال الأعمال و أصحاب الأموال، قفوا إلى جانب الناس، لا ترحلوا. ومساهماتكم في الثورة تتمثل في الاستمرار في العمل والتواجد وخدمة الشعب.إلى الفنانين والكتّاب والمشاهير، أنتم أحباؤنا، أنتم من تصنعون البسمة وتثيرون الفكر، قفوا معنا اليوم لتظلوا في قلوبنا إلى الأبد، قفوا معنا بإعلان تأييدكم للناس.الى الناس، انزلوا إلى الشارع يوم الجمعة القادم، لا تخافوا من الضرب، لا تخافوا على أولادكم وأهلكم، ما تفعلونه سيضمن مستقبلاً خالياً من الظلم والفساد والفقر، حتى اليوم نزل أكثر من مئة ألف إلى الشوارع في مصر كلها، ولم يعتقل سوى ألف واحد، نسبة اعتقالك لن تتعدى الواحد في المئة. وهذه نسبة صغيرة جداً. الثورة لكم ولن تكتمل إلا بنزولكم.

لست عضواً في جماعة أو حزب، ولا أنتمى إلى تنظيم أوغيره، وإنما أخاطبكم بصفتى واحد من الناس.بلا توقيع


1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 29, 2011 22:52
No comments have been added yet.