افتتاحية رواية بين عالمين
عبرت بوابة السفر بالمطار لتلحق بطائرتها العائدة بها إلى وطنها، وما أن عبرت حتى التفتت إليه وأشارت إليه إشارة وداع سريعة وارتسمت على وجهها ابتسامة باهتة حزينة.
سارعت إلى الموظف لإنهاء إجراءات السفر حيث أن الوقت كان ضيقاً.
صحيح أنها وصلت المطار منذ ما يزيد عن الساعة ولكن الوقت مر بسرعة تفوق سرعة الطائرة التى تنتظرها، فقد كانت تلك لحظاتها الأخيرة معه قبل أن تعود إلى بلدها مبتعدة عنه آلاف الأميال.
كان هو يراقبها من الخارج وهيَ تُنهي إجراءات السفر والألم يعتصر قلبه.
أخذ يراقبها حتى اختفت عن ناظريه وفى اللحظة التي اختفت فيها شعر بألمٍ حادٍ في صدره جعله يتأوه بصوتٍ مسموعٍ جعل صديقه الواقف إلى جواره يلتفت إليه ويسأله: هل أنت بخير؟
نظر إليه وهو لا يكاد يراه فقد غامت عيناه تماما وقال بخفوتٍ وبصوتٍ متحشرجٍ: في اللحظة التي اختفت فيها شعرت بقوة أننى لن أراها مجدداً.
قاد صديقه السيارة مسرعاً مستغلاً عدم وجود سيارات أخرى في الطريق في هذا الوقت حيث الساعة تقترب من الخامسة صباحاً بينما كان هو جالساً إلى جواره وعقله في مكان آخر.
هل هذه هيَ النهاية؟ ألن أراها مجدداً؟ هل كتب علينا فراق أبدي؟ هكذا كان يفكر.
نظر إلى ساعته فوجدها تشير إلى الخامسة تماما، طائرتها تتحرك الآن آخذة معها جزءاً كبيراً من قلبه.
في تلك اللحظة بدأت الطائرة تتحرك بالفعل على ممر الإقلاع.
نظرت من الشباك المجاور لها حيث الظلام لا يزال مسيطراً على الأجواء وتنهدت بقوة مما جعل الراكب المجاور لها يسألها: أتتوترين من الإقلاع؟
لم تجبه ونظرت من الشباك مرة أخرى بلهفة كأنها سوف تراه واقفا هناك في الظلام يشير إليها ليودعها وداعاً أخيراً.
" لم يكن وداعاً كما ينبغي "
قالها ناظراً بشرود إلى الطريق الخالي تماما والضوء يصارع فلول الظلام ليعلن مولد فجرٍ جديدٍ ليومٍ جديدٍ.
" لم يكن وداعاً كما ينبغي "
قالتها وهيَ تراقب الشمس في محاولتها الدؤوبة للارتفاع لتبديد الظلام.
ياليت ضوء الشمس يستطيع إنارة ظلام الفراق الذي ملأ القلب، هكذا فكرا وهما يبتعدان كلٌ في طريق.
بين عالمين
سارعت إلى الموظف لإنهاء إجراءات السفر حيث أن الوقت كان ضيقاً.
صحيح أنها وصلت المطار منذ ما يزيد عن الساعة ولكن الوقت مر بسرعة تفوق سرعة الطائرة التى تنتظرها، فقد كانت تلك لحظاتها الأخيرة معه قبل أن تعود إلى بلدها مبتعدة عنه آلاف الأميال.
كان هو يراقبها من الخارج وهيَ تُنهي إجراءات السفر والألم يعتصر قلبه.
أخذ يراقبها حتى اختفت عن ناظريه وفى اللحظة التي اختفت فيها شعر بألمٍ حادٍ في صدره جعله يتأوه بصوتٍ مسموعٍ جعل صديقه الواقف إلى جواره يلتفت إليه ويسأله: هل أنت بخير؟
نظر إليه وهو لا يكاد يراه فقد غامت عيناه تماما وقال بخفوتٍ وبصوتٍ متحشرجٍ: في اللحظة التي اختفت فيها شعرت بقوة أننى لن أراها مجدداً.
قاد صديقه السيارة مسرعاً مستغلاً عدم وجود سيارات أخرى في الطريق في هذا الوقت حيث الساعة تقترب من الخامسة صباحاً بينما كان هو جالساً إلى جواره وعقله في مكان آخر.
هل هذه هيَ النهاية؟ ألن أراها مجدداً؟ هل كتب علينا فراق أبدي؟ هكذا كان يفكر.
نظر إلى ساعته فوجدها تشير إلى الخامسة تماما، طائرتها تتحرك الآن آخذة معها جزءاً كبيراً من قلبه.
في تلك اللحظة بدأت الطائرة تتحرك بالفعل على ممر الإقلاع.
نظرت من الشباك المجاور لها حيث الظلام لا يزال مسيطراً على الأجواء وتنهدت بقوة مما جعل الراكب المجاور لها يسألها: أتتوترين من الإقلاع؟
لم تجبه ونظرت من الشباك مرة أخرى بلهفة كأنها سوف تراه واقفا هناك في الظلام يشير إليها ليودعها وداعاً أخيراً.
" لم يكن وداعاً كما ينبغي "
قالها ناظراً بشرود إلى الطريق الخالي تماما والضوء يصارع فلول الظلام ليعلن مولد فجرٍ جديدٍ ليومٍ جديدٍ.
" لم يكن وداعاً كما ينبغي "
قالتها وهيَ تراقب الشمس في محاولتها الدؤوبة للارتفاع لتبديد الظلام.
ياليت ضوء الشمس يستطيع إنارة ظلام الفراق الذي ملأ القلب، هكذا فكرا وهما يبتعدان كلٌ في طريق.
بين عالمين
Published on July 25, 2016 02:05
•
Tags:
مقتطف
No comments have been added yet.