للتأريخ : حالة نصب
لتوي تعرضت لعملية نصب مميزة جدا .. فقد كلفتني حوالي ألف وربعمائة جنيه .. وكرامتي
الحياة تعسة .. الوقت ثقيل الظل .. وجهي مغبر وشاحب
كان خاطفاً وبارعاً ذو حضور قوي أقنعني أن الساعة سويسرية الصنع و المعطف أمريكي .. آداؤه المسرحي وهو يسألني عن فاتح للشهية ربما يساعده على الأكل وأقراص للنوم .. فقد قتل والديه على أيدي بشار لعنه الله .. صورة باسبور متهالك وصورة ابن أخيه الميتم .. قال شيئا عن الصليب الأحمر لا أذكره .. حديثه متواصل وسريع .. مباغت إلى حد بالغ
رغم انكسار نفسي لقسوة التفاصيل ..كان شيئا في صدري لم يسترح إليه .. كان الشخص الذي ترغب أن تتخلص منه .. أن تنهي الحوار معه .. أن تسابق الزمن وهو يضع قيمك على المحك .. ويتحدى النخوة والمروءة داخلك
“دار في خلدي وقتها”
ألن تلعن بشار وتساعد أخاك بحق العروبة والدم والدين والهوية .. بلى بكل تأكيد .. هاكم الألف وربعمائة جنيه.. لا تختبروني من فضلكم .. فأنا هو الباحث عن الشعور الأفضل بالانتصار لقيم العروبة والدم والدين والهوية.
مر الوقت ثقيلا ساعتين .. توجهت لاقرب ساعاتي ..واكتشفت الخدعة!
..
لكن هناك شيء ما سخيف بالتأكيد لن يتم النصب علي كل اليوم .. والمبلغ زهيد وبخس مقابل التجربة والتعلم والسخرية ..
هو ربما ذلك الشيء الذي تحكي عنه لاحفادك الصغار وهم يتناولون الحياة في حداثتهم من أجل التهكم والضحك وصناعة الذكريات .. وشيئا تكتبه في مدونتك .. في مساء ثقيل.
وأنت تصم نفسك بالحمق
وتضحك