[image error]
١٤ من إبريل ٢٠١٩
نحتفل اليوم أنا وزوجي بذكرى ارتباطنا. (٦) سنوات ولا زال هذا الرجل يتحمل مخلوقًا فضائيًا مثلي.
يا له من حظ، أليس كذلك!
الأمر الغريب حقًا هو أنني لم أعُد موجودة، إلا كطيف أو خيالٍ ربما، على أحسن تقدير. الأمر ليس سهلاً. أن توجد وأنت لست موجودًا داخلك..
إنّك تفتقد نفسك الذي كنت.. كثيرًا..
النقص الذي أنت عليه، النقص العَطِش الفجّ الذي يعوي آخر رأسك؛ هو ما يتعاطى مع هذا العالم. إنّك محض صَدَفةٍ فارغة أو غلافٍ يُشبهك لا أكثر. أنت لست موجودًا أيّها الفضائيّ، ولم تعد تبالي لأن توجَد. أنت الغريب عن كل هذا، تركتَ قشرتك الصلبة ورحلتَ، غائبًا، متعبًا، ولا مباليًا بشيء.
أُطلقُ عليّ لقب فضائيّ لأن هذا ما يسمون به (اللا أرضي) هنا. لا أعلم كيف وصلت إلى هذه الحال، ولكنني أضعت الطريق حتمًا. كل ما في العالم يثير اضطرابي. الخروج من المنزل، حالة نضاليّة مستمرة تُصيبني بالغثيان. التعامل مع الناس يستهلك طاقة كبيرة، أود أحياناً تركهم يتحدثون إلى الهواء الثقيل بيننا فيما أنسحب من هذا المشهد لأهوي في قعر مسبح! أجل، في قعر مساحةٍ مائية أتبدد فيها وأذوي. الوحدة خلاصي وراحتي التي لا أكتفي منها. أحلم أحيانًا أنني أضمُّ نفسي، أتكوّرُ في وضع الجنين، وأتقلّصُ أكثر فأكثر حتى أختفي. ياله من حلم!
الخفّة، الصِّغر، التضاؤل والقدرة على الفناء كرمادٍ، يا لهذه الأمنيات التي تغمر روحي..
كل هذا الشتات، وهذا الإنسان لا يزال يحتملني رغم ذلك.
كيف يمكن لكل هذا أن يحدث؟
Published on April 14, 2019 03:33