بتاع فَتَّة

اللي سمّاني كِدَه ما كَدَبْش
يا جَمالها بْرُزّها الأبيَض .. لَمّا يُحضُن عِيشُه وِيْفَضفَض
وَامّا يِحرَق قَلبُه خَلّ وتُوم .. وَامّا تتعلِّم مَراكْبُه العُوم
وَامّا تِغرَق فيه وتِتمَخَّض
عن هُبَر يِحلا عَشانها النَّبش
خَيلِة الصايم فِ عِزّ الصّوم .. فينحَيِهرَب منها غير ف النوم
حتى يِدَّن مَغرِبُه وحتّى .. تُستَباح بَعد الصلاةْ الفَتّة
اللي سماني كده ما كدَبش
"فين مزاجك؟ قُول، أبَيتَ اللُّوم .. فيه قزايز عندنا بالكُوم
كُلُّه متعتَّق هنا في القَبو .. مَيَّه واحدة والطُّعوم شَتَّى"
لأ، ماليش في الخمرة، ما باشربش
مش حكاية كِبد راح يِمرَض .. أو باخاف مِ السُّكْر لا اتنفَّض
أو حالِتّ وتِطوَل اللَّتَّة .. وافضحالأسرار فِ وسط القُوم
إنما اللي اتقال لي: "فاجتَنِبُوه" .. واللي فات عَ الآية ما يقَرَّبش
أيوة سمّيني بتاع فتّة .. افتداني ربّنا بالكبش
صَلِّ وانحَر في بدايْةِ اليُوم .. وادخُلالعِيد المُبارَك حَبو
الجبين بالذِّكر حَيفَضَّض .. والبخوريمحو الذنوب بالهَبو
كُل وما تسرفش واتمضمض .. واوصِل الناساللي في الحِتّة
لَحم كبشك يِسري في الجِتّة .. يِمرِي،تشرب رُوحك الفَتّة
"فين مزاجك؟!" لِفّ لي سْجارة .. بَسّ وَلَّع مِن نواحي العُقب!
أصل حق الجار على الجارة .. تِشفُطالدّخّان ف أضيق تُقب!
صِدر مسكينة مريضِة رَبو .. اسمها امُّفْلان ومالهاش نَقب
دُوسوا هذا العُقب يا بْنِتَّة .. خَطُّوافوقُه سبعة أو سِتّة
واللي حتخَطّي ما راح تتعبش
دا اللي سماني كده ما كدَبش
يا مثقَّف مُستَنير، عضعض .. في مشيمِةشِعرك المُجهَض
الخابور حيلِفّ زَيّ رابُوه .. عَ الدماغ،يِعمل لها نْجارة
"دا الحشيش الحُرّ .. انتخبُوه"! .. والقصايد نازلة تتخضخض
قال لي: "خسران اللي ما يجَرَّبش .. اهبِش الإحساس بوَعيَكهَبش"
وامّا شَخَّر، هاجْمِتُه العِتَّة .. والنسيجاتحَلّ كالقَتّة
مِن قُرَيِّب كان قصيد مُغمَض .. مشتأمُّل .. مُوت، كما اللي جابُوه
الدَغُه وهيهات يقوم يِنهَض .. سِيبُهواسمعني مع اللي سابُوه
اسمي شاعر شيخ بتاع فَتَّة .. لَم أُفارِق جُبَّتي البَتَّة
كِيفي في القرآن: باقول وَاحفَض .. والوُضوءمَوصُول ولا بيُنقَض
إلّا لَمّا تخُمّني الفَتّة .. وامّااحَدِّف شِعر زَيّ الدَّبش
واللي سمّاني كِدَه .. ما كَدَبش!
محمد سالم عبادة
الاثنين 24 ديسمبر 2018من ديواني (آخِر سحابة صيف) الصادر عن مركز نهر النيل للنشر والتوزيع عام 2022م