بينما أسير في طريقي كما اعتدت، اعترضني صبي من الباعة الجائلين يبيع الجوارب القطنية يعرض عليّ بضاعته، كنت أنوي تجاهله كما أعتدت؛ فلا حاجة بي لمزيد من الجوارب، خزانتي ممتلئة بهم، كما إنني لا أرتدي الجوارب القطنية من الأساس، وبعد أن تجاوزته بخطوتين في آخر خطة له لإيقافي دعا قائلاً "يا رب تتجوزي اللي بتحبيه"!
ورغماً عني ارتسمت صورتك في خيالي وابتسمت، لا أدري كيف له أن يختار هذه الدعوة دون غيرها؟ كيف خمن انني غير متزوجة بالأساس وأن قلبي يحلم بك؟ كيف له أن يغامر بشيء كهذا؟
ولكن نجحت مغامرته ووقفت، ولا أعرف من أين تجمع حولي كل هؤلاء الباعة يستغلون وقفتي، وكل منهم يعرض علي بضاعته، ولا أستطيع رده، ولم أدر بنفسي إلا وقد أفرغت جيوبي لهم.
تركتهم ومضيت، بجيب فارغ وابتسامة لا زالت ترتسم على محياي، لم أشعر معها بطول الطريق الذي قطعته سيراً؛ فقد كانت دعوته لا زالت ترن في أذني؛ فلا أسير على الأرض، وإنما عانقت يداي السماء حتى ظننت أنني قد لامست القمر.
#أرجوحة_القمر
#قصص_قصيرة #قصة_قصيرة
#سارة_الليثي