الخديعة العظمى.. الدعاة على أبواب جهنم!
ما إن أصدرالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتواه الأخيرة حتى انبعثت أبواقٌ آثمة مجرمة تنهشفي الاتحاد وعلمائه وترميهم بأنواع الزور والبهتان، وبعض هذه الأبواق لبث الثوبالشرعي واستعمل في مضادة فتوى الاتحاد لسان أهل العلم وألفاظهم، فويلٌ لهم مماكتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون!
وما كانت فتوىالاتحاد العالمي شيئا جديدا، بل لقد يُقال إن الفتوى تأخرت كثيرا، فلا تزال الحربمشتعلة في غزة منذ عام ونصف العام، بل هي جارية لا على أصول الشرع ومعهود قولالعلماء فحسب، بل هي امتداد طبيعي لفتاوى المؤسسات العلمية الرسمية ذاتها قبلسنوات. وللتدليل على هذا فقد خصصنا قسم الراحلين من عدد المجلة هذا لفتاوى الأزهرالشريف في ذات الشأن، وفيه ترى أن فتوى الاتحاد العالمي لا تخالف ألبتة فتاوىعلماء مشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، بل إن فتوى الاتحاد في بعضوجوهها أقل لهجة وصرامة من فتاوى هؤلاء السابقين.
من رأىانتفاضة أبواق السوء هذه، أو من يسميهم شيخنا القرضاوي رحمه الله "علماءالسلطة وعملاء الشرطة"، يحسب أن الاتحاد قد جاء بشيء جديد مستنكر، وما كانتفتوى الاتحاد إلا أنها تعلن وجوب الجهاد على الدول الإسلامية في فلسطين، ووجوبإمداد المجاهدين بالمال والسلاح اللازميْن لهم في معركتهم الإسلامية الخالصة، وفيالامتناع عن التعاون مع الصهاينة وإمدادهم بالمال أو السلاح أو الطعام والشراب..وذلك كما ترى أقل الواجب الذي على المسلمين لإخوانهم المذبوحين.
ولستُ في هذاالمقام بوارد التعليق على هذه الفتوى ونصرتها، وإنما أريد أن أبذل للقارئ شيئا منباب التاريخ يزيد في وضوح الحالة التي نحن فيها، والتي توضح لماذا انتفضت أبواق السلاطينفزعا لهذه الفتوى الطبيعية.. فأعرني سمعك وبصرك وعقلك وقلبك!
(1)
رسم لنا النبيمراحل تاريخ الأمة في خمسة مراحل كبرى، كما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه، قال:قال رسول الله ﷺ:
«تكون النبوةفيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة علىمنهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها،ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أنيرفعها، ثم تكون ملكا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاءأن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة»().
والمُلكالعضوض، أي: يصيب الرعية فيه عسْفٌ وظُلْم، كأنَّهم يُعَضُّون فيه عَضًّا().وأما الملك الجبري، فهو القهر والعتو والجبر، من الجبروتية والعظموتية والعلُوّ،إذ يغلب الظلمُ والفساد().
وهذا الحديث،كغيره من أحاديث الفتن، قد وقع الخلاف بين العلماء في تفسيره وإيقاعه على المراحلالتاريخية للأمة، ولكن يكاد أن يتفق العلماء المعاصرون على أن:
- المُلك العضوضهو الذي يمتد من بداية الدولة الأموية مع عهد معاوية رضي الله عنه، وحتى نهايةالدولة العثمانية وسقوط الخلافة
- الحُكم –أوالمُلك- الجبري هو الذي تعانيه الأمة بعد سقوط الخلافة، وحتى الآن.
ولهذا يستبشرالمعاصرون بأن المرحلة القادمة هي مرحلة الخلافة على منهاج النبوة.
ويُساعد علىصحة هذا الفهم، ما جاء في كثير من الروايات الأخرى، من أوصاف إضافية لفترة الملكالعضوض والحُكْم الجبري، والروايات وإن كانت لا تخلو من ضعف على جهة الرواية، إلاأن انطباق وصفها على أوضاع هذه الأحقاب يحمل على تصديقها، فمن ذلك مثلا:
1. حديث أبيعبيدة بن الجراح أنه ﷺ قال: «إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائناخلافة ورحمة، وكائنا ملكا عضوضا، وكائنا عنوة وجبرية وفسادا في الأرض، يستحلونالفروج والخمور والحرير»().
ففي هذاالحديث المراحل الأربعة متطابقة مع حديث حذيفة، وزاد في التفصيل على ذلك أن مرحلةالمُلك العضوض خيرٌ من مرحلة الحكم الجبري الذي وصفه النبي بـ «العنوة والجبريةوالفساد في الأرض»، كما يزداد فيه الابتعاد عن الشريعة أو تركها، حتى يصير الزناوالخمر والحرير حلالا، إما بالاستحلال: أي أن تكون مباحة ومُقَنَّنة (وهذا هو نبذالشريعة والانخلاع منها)، أو أن يكون الاستحلال كناية عن كثرة الممارسة (وهذا هوالاستخفاف بالشريعة والاستهانة بأحكامها)، وهذا الوصف يدل في نفسه على أن مرحلةالملك العضوض لم تكن على هذه الصفة، كما يدل على أن أسوأ المراحل التي يمر بهاتاريخ الأمة هو مرحلة الجبرية.
وهذا الأمرسيزيد تفصيلا في الحديث التالي، وهو:
2.حديث ابن عباس أنه ﷺ قال: «أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكونملكا ورحمة، ثم يكون إمارة ورحمة، ثم يتكادمون()عليه تكادم الحُمُر، فعليكم بالجهاد». وفي رواية: «ثم جبروتا صلعاء()يتكادمون عليها تكادم الحمير». وفي رواية: «ثم جبروت صلعاء، ليس لأحد فيهامتعلق، تضرب فيها الرقاب، وتقطع فيها الأيدى والأرجل، وتؤخذ فيها الأموال»().
ويُروى هذاالحديث موقوفًا على عُمَر كما عند أبي نعيم والحاكم، ولكن وقفه أو رفعه لا يؤثرهنا، فإن الحديث من علم الغيب الذي لا يرويه الصحابي إلا على جهة سماعه من النبيﷺ، فليس هو من باب الرأي.
وفي هذاالحديث نرى أن مرحلة الملك العضوض وُصِفت بالرحمة، بينما وُصِفت مرحلة الملكالجبري –أو: الحكم الجبري- بتشبيه فظيع، وهو الجبروت الواضح الظاهر الذي تُضرب فيهالرقاب وتُقَطَّع فيه الأيدي والأرجل، وتؤخذ فيه الأموال؛ أي أنه عصر قتل وترويعوإذلال.
3. حديث جابرالصدفي عن أبيه عن جده أنه ﷺ قال: «سيكون بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومنبعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي، يملأ الأرضعدلاً كما ملئت جورًا»().
وهذا الحديثيسرد ذات الترتيب، مع تفصيل زائد في مرحلة الأمراء والملوك، فكأنه ﷺ يشير بها إلىعصر الفتنة، حيث استقل بعض الأمراء بما تحت أيديهم، كما فعل معاوية بالشام ثمبمصر، وكما فعل مروان بن الحكم بالشام أيام عبد الله بن الزبير، ثم اجتمع الأمرمرة أخرى للملوك. ومن بعد الملوك الجبابرة، الذين هم أصحاب المُلك الجبري، ثم يأتيبعدهم المهدي الذي يملأ الأرض عدلا، فتكون خلافته هي الخلافة الأخرى التي هي علىمنهاج النبوة.
وهذه الأحاديثالأربعة هي وصفٌ عجيب ودقيق لأحوال عصرنا، عصر الجبرية، والفارق بينه وبين عصرالملك العضوض، الذي كان عصر رحمة وإن شابه فساد وانحراف عن الخلافة الراشدة!
وتتشابه هذهالأحاديث مع أحاديث أخرى صحيحة، لكن لم يرد فيها وصف المُلْك العضوض أو الحكمالجبري، من أهمها: حديث حذيفة بن اليمان، يقول:
«كان الناسيسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. فقلت: يا رسولالله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال:قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم،دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا.قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزمجماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلكالفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»().
فهنا يظهرالتناظر واضحا بين هذا الحديث، وبين حديث الخلافة والملك العضوض والجبرية:
- فالخيرالأول هو النبوة والخلافة الراشدة
- والشر الأولهو عصر الفتنة بين الصحابة
- ثم يأتيالملك العضوض وهو الخير الذي فيه دَخَن، حيث لم يلزم الملوك سنة النبي ﷺبحذافيرها، لكنهم ظلوا قائمين بالحق في أبواب أخرى، ولذا وُصِفوا بهذا الوصف «يهدونبغير هديي، تعرف منهم وتنكر»
- ثم يأتيبعدهم الشر الكبير، وهو المُلك الجبري أو الحُكم الجبري حيث وُصِفوا في هذا الحديثبأنهم «دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها»، وهم أيضا: «من جلدتناويتكلمون بألسنتنا». وهذا الوصف الأخير لا يُعرف أنه تحقق في تاريخ المسلمين إلافي هذا العصر منذ ضعف الخلافة العثمانية وسقوطها.
ومما يستفادمن هذه الأحاديث:
1. أن الملكالعضوض وقع فيه نقص وترك لبعض الدين، وشابته مظالم وانحرافات، ولكنه لا يزال فيالجملة مُلْكًا فيه دين ورحمة.
2. أن مرحلةالمُلك الجبري أو الحكم الجبري هي التي يحصل فيها الخروج عن الدين والانخلاع منه،فيكون عصر ترويع وإذلال واستحلال للمحرمات وفرقة شديدة، حتى إن زعماءَه هم دعاةعلى أبواب جهنم.
وبالتأمل فينصوص الشريعة ووقائع التاريخ نستنتج الفارق بين هذه المراحل على هذا النحو:
§ الخلافةالراشدة تحقق فيها الرُكْنان الكبيران: تحكيم الشريعة، واختيار الأمة للأمير.
§ والملك العضوضتحقق فيه ركنٌ وتخلف ركنٌ؛ فقد بقي حكم الشريعة، ولم تعد الأمر تختار أميرها.
§ وأما المُلكالجبري فهو الذي انهدّ فيه الركنان؛ فلا بقي حكم الشريعة، ولا اختارت الأمةأميرها.
وقد كان معظمالتاريخ الإسلامي واقعا في زمن الملك العضوض، وشهدت الأمة في تلك الحقبة مراحل منقوتها وتفوقها السياسي والحضاري وازدهارها العلمي والأدبي. بينما جاءت مرحلة الحكمالجبري بالذل والاستضعاف والتأخر في سائر وجوه الحياة().
(2)
ومن وقائع التاريخ يسعنا أن نحدد بدايةالتحول الكبير من مرحلة الملك العضوض إلى مرحلة الملك الجبري في اللحظة التي سيطرفيها محمد علي باشا على الحُكْم في مصر، فتلك هي البذرة التي تمددت وتوسعت في ظلالاحتلال الأجنبي ونفوذه حتى سادت على الأمة كلها عند لحظة سقوط الخلافةالعثمانية، ولا نزال فيها حتى الآن.
فنحن إذن نعيش مرحلة، قد وصف النبي ﷺ حكامها بهذاالوصف الجامع، كما في حديث حذيفة في الصحيحيْن، "دعاة على أبواب جهنم"،هذا مع أنهم "من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا".
وأريدك أيهاالقارئ الكريم أن تتوقف معي طويلا عند هذا الوصف الذي هو أصل أصول المخادعةوالخطورة في واقعنا المعاصر.. أن القوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا!!
هنا مركزالخداع الضخم الكبير، الخداع الذي يشل العقول ويُخَدِّر التفكير ويشوش الصورةويطمس الحقيقة.. القوم في ظاهرهم مسلمين، عرب، وطنيين.. يتكلمون بلسان المسلمينالعرب الوطنيين.. من رآهم وسمعهم لم يشك في أنهم من أبناء هذه الأمة وأنهم ينطقونعن غاياتها وآمالها ويعبرون عن مصالحها ويرعون شؤونها وأحوالها!!!
هذا هو الخداعالضخم الذي يجعل النقاش حول هؤلاء طويلا ومريرا ومتفرعا وكثيرا.. فليست أحوالهمالظاهرة دليلا على حقيقتهم.. فتأمل في داعية يدعوك إلى جهنم، ولكنه يكلمك عن جهنمفيجعلها جنة موعودة وفردوسا منشودا، ولئن كنتَ تراها نارًا وجهنما فإنما هي فترةمحدودة، وإن ما فيها من العذاب والعنت والمشقة إنما هو في سبيل المصلحة وطنية،وإنما هي تضحية محمودة، وإنما هو أمرٌ تفعله لأجل الأجيال القادمة، وضريبة تدفعهافي طريق التقدم والنهضة، وعمل سيخلده لك التاريخ!
نعم، أخيالقارئ الكريم.. قف واستعمل خيالك كله، في تصور رجل داعية يقف على باب جهنم يدعوإليها، وتصوَّر: ماذا كان سيقول في ترويج بضاعته وجذب الناس إليها؟!
ولا بأس أنتتوقف عن القراءة ثم اسرح بخيالك.. ولكم وددتُ أن تكون لي موهبة السيناريستالروائي أو الشاعر ذي الخيال الجامح، لفعلتُها ويسَّرت الأمر على نفسي وعليك!
(3)
على أنيمطمئنٌ أنه مهما بلغ الخيال بك وبي وبالروائي المنشود والشاعر المفقود فلن نبلغوهدة الواقع الذي نحن فيه..
ها أنت ترى فيالواقع نفسه كيف انتفضت أجهزة الأمن الأردنية لاعتقال بعض الشباب الذين نهضوالمحاولة مساعدة إخوانهم في الضفة الغربية وتهريب السلاح لهم، فاتهمتهم بالإرهابوالسعي في تخريب الوطن، وسجنتهم ونشرت ما قالت إنه اعترافاتهم لتمهد بذلك حملة علىكل شيء فيه دعمٌ للمقاومة في فلسطين.. وكل ذلك باسم الوطن!
ومع أن جماعةالإخوان المسلمين سارعت بالتبرؤ من هؤلاء المتهمين وأنهم إنما فعلوا ذلك من تلقاءأنفسهم وأن الجماعة لم تكن على علم به ولا حتى تؤيده، إلا أن السلطة الأردنيةأصدرت قراراتها بحل الجماعة ومصادرة ممتلكاتها ومحاكمة من يروج لأفكارها!
ونستطيع أننسرد طويلا طويلا طويلا طويلا مجهود النظام الأردني ودوره المهم في إقامة إسرائيلأولا، ثم في حمايتها ثانيا، ثم في تسليم الأرض لها ثالثا، ثم في قتل ومطاردة منيعمل على مقاومتها رابعا!
وهل من دليلأجلى ولا أوضح من أن يكتب نتنياهو بنفسه في مذكراته المنشورة المعلنة أن"بقاء المملكة الأردنية هو بمثابة مصلحة حيوية لإسرائيل، ولو اقتضى الأمرفسنتدخل بجيوشنا لحمايتها من السقوط"؟!!
قطعت جهيزةقول كل خطيب..
وقل مثل ذلكعن غيره من الأنظمة، لا سيما النظام المصري، الذي يتولى الحماية من الجنوب، ويقومبدوره في تكبيل الشعب المصري الهادر الهائل عن إنقاذ إخوانه أو دعمهم.. وللنظامالمصري مثل ما للأردني من التاريخ الأسود من التسبب في إقامة إسرائيل وحمايتهاوتسليم الأرض لها وقتل من يفكر في مقاومتها!!
إن حقيقة الأزمةالتي نعيشها الآن، والتي تكبل الجميع عن التفكير السليم وعن التوجيه السليم، هو فيتلك الخدعة الكبيرة التي هي "من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا".. هذا مايجعل الأكثرين بدايةً من العلماء أصحاب الفتاوى وحتى العامي الذي يجلس على المقهييستمع الأخبار غير قادر على فهم الواقع، ولئن فهمه فهو غير قادر على التعامل معهكما هو، إذ الخديعة العظمى تعيق فهم الكثيرين عن تصور ما يقول وعن الاستجابة له!
فلئن أنعمالله عليه بالفهم وبالنجاة من الخديعة.. فدورك أن تسعى في سحب غيرك منها، قبل أنيستجيب لهذا الداعية القائم على جهنم، فيقذفه فيها!!
نشر في
مجلة أنصار النبي ﷺ - مايو 2025([1]) أحمد (18430)، والبزار (2796)، وحسنهشعيب الأرناؤوط، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5).
([2]) أبو عبيد الهروي، الغريبين: غريبيالقرآن والحديث، 4/1291؛ ابن الجوزي، غريب الحديث، 2/104؛ الزمخشري، الفائق فيغريب الحديث والأثر، 2/443؛ ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/253.
([3]) الملا القاري، مرقاة المفاتيح شرحمشكاة المصابيح، 8/3376؛ عبد الحق الدهلوي، لمعات التنقيح شرح مشكاة المصابيح،8/576.
([4]) الطيالسي، (225)؛ البيهقي، السنن، (17073)؛أبو يعلى، المسند، (873)؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، (8961)؛ وضعفه الألباني فيالسلسلة الضعيفة (3055) وعلته عند الألباني اختلاط أحد رواته، وبقية رجاله ثقات،وأقرَّ أن متن الحديث –دون زيادة منكرة لم نوردها في المتن-صحيح، لشواهد صحيحة، وهذه الشواهد الصحيحة هي حديث الباب، وحديث البخاري «يستحلونالحر والحرير والخمر والمعازف».
([5]) يتكادمون تكادم الحمير: كدم الحماركدما أي عضَّ بأدنى فمه، والحديث يُصَوِّر حال جدب ومجاعة حتى تبحث الحمير فيالأرض عن أصل النبات فتعضّ عليه بأدنى أفواهها، فكأن قبض أولئك الحكام على الحكمكقبض الحمير بملء أفواهها على أصل النبات بأشد ما تملك، في حال الجدب والفقروالشدة.
([6]) صلعاء: أي ظاهرة بارزة.
([7]) الطبراني، المعجم الكبير، (11138)وهذا لفظه؛ نعيم بن حماد، الفتن، (236)؛ الحاكم (8459)، وسكت عنه الذهبي؛والهيثمي، مجمع الزوائد، (8965)، وقال: رجاله ثقات؛ وصححه الألباني في السلسلةالصحيحة (3271).
([8]) الهيثمي، مجمع الزوائد، (8965)، وقال:رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم؛ وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3722). وهذاالحديث ضعفه شديد، إذ فيه عدد من المجاهيل. ولكنه –كما ترى- منسجمٌ مع التاريخ ومع بقيةالأحاديث الصحيحة.
([9]) البخاري (3411)؛ مسلم (1847).
([10]) لمزيد من التفصيل راجع كتابي: خلاصةتاريخ الإسلام، المجلد الثالث.