خرابيش 145

  




فياخذني المشهد ..

و ارى فسادي و ضعفي 

هل هذا هو الحب 

هل هذا هو الوطن 

هل هذه هي القيمة 

اننا ندعي البحث عن كرامة المطحونين في بلد ما

و نتجاهل المتالمين في افريقيا و اسيا 

نبكي على قتل .. في بلد ما 

و نتجاهل طحن الفقراء في الهند و اندونيسيا و الفليبين و مصر 

نقول اه لا يصح ، اننا نتالم 

و لماذا لا تتالموا من النساء المغتصبات في السودان 

و اوكرانيا ، و الفتيات يجبرن على الدعارة 

و عصابات تسرق المهاجرين 

و اطفال تعمل بلا رحمة 

و امهات يلدن اطفال و يتركونهن في ملاجىء 

لماذا لا تتالموا من الفقراء في الباحة الخلفية لمدينتكم 

لماذا تنزعج من السياسة الخارجية لدولة اخرى 

و لاتنزعج من افكارك الممتلئة بالتعصب و التطرف و الجهل 

لماذا تتدعي الانسانية اما الناس 

و لا تعمل بالرحمة بين رفقاء شعبك 

تشغلني بترتيبي في الدوري 

تصنع برامج لتحليل جري الماهرين ..

و تحلل افكار اللاعبون .. كيف احرزوا الهدف 

اما انا فلا تضعني امام حساباتك 

تحسبني رقما في اوراقك .. تتركني هامشا في مسئولياتك 

و تعدني بوطن ... لا يوجد بعيدا عن المشترى 

لا اثر له في المريخ 

انتظر عودة رحلتنا الى القمر 

لقد اطلقنا مكوك للقمر 

و لم تعود منذ عشرات السنين 

اخبروني اننا ننتظرها 

لقد ذهبت عقولنا في تخيل الاوهام .. و صناعة البطل 

اخبرونا ان الهدف .. هو حفظ الاغنية الجديدة للمطرب .....

و ان نرتدي ثياب فاخرة ماركة دولسي و جبانه 

و ان نشرب بيبسي .. و نتنزه في ارقى البقاع 

لقد منحوني الهواء مجانا 

في لحظة من الزمن 

تحطم القارب ، و تعلقنا ..بلوح خشبي 

يطفو فوق ماء .. مضطرب

الموج يقاتل لكي يقضي على كل فرصة لنا 

في النجاة ..


فتشتاق نفوسنا لمن يرشدنا ، 

و يشاركنا الحيرة ، و بقلب امين ..يصدنا 

لنشاركه الامل الذي لم يلامس احلامنا 

التي نجذبها بعزم حتى لا تلامس الاعماق 

و تقرع على قلوبنا المخاوف .. تريد الاستسلام


فتتركنا الامواج ليأس ، و لفشل .. لا مفر 


و اساله فما اسمع جواب

يقترب مني فلا اشعر به 

يحتضني فلا ازال اشعر بهذا الحرمان 

هو فوقي فلا اراه يمر بجانبي فلا اتنبه له 

و في هزيع الليل تصمت الامواج 

و عيوني تنظر الى ضوء خافت من بعيد 

و برغم الفزع و وحشة الوحدة 

ينادي داخل قلبي .. لا تخف انا معك 


و اذا تحطم بي القارب 

و الظلام باق

لازال بين يدي خشبة تطفو تمنع 

ان يقول الموت كلمته على جسدي المسخن 

و تتلقاني الاحلام .. تجذبني 

فتقبلني الايمان و الرجاء و المحبة 

و يخبروني ..


اصرخ من هؤلا يا يسوع 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 02, 2025 14:21
No comments have been added yet.