رحلة البحث عن عمل انتهت بمصرع ٨ مصريين وإصابة ٤٧ في ليبيا

تحولت قرية أبوزعبل بالقليوبية إلي سرادق عزاء كبير، فقدت ٨ من أبنائها من ضمن ٥٥ شخصاً، كانوا في طريقهم إلي ليبيا، للبحث عن فرصة عمل، الضحايا لقوا مصرعهم بعد عبورهم الحدود المصرية فجر الجمعة الماضي،


انقلبت بهم حافلة نقل في منطقة بنغازي داخل الحدود الليبية قبل وصولهم إلي العمل في مجمع مصراطة للحديد والصلب، والمصابون حالتهم حرجة، بعضهم في العناية المركزة والآخرون بترت أيديهم وأرجلهم، أهالي بعض الضحايا لا يعلمون عنهم شيئاً،


وكل ما يعرفونه أن المصابين تم نقلهم لثلاثة مستشفيات: طرابس ومصراطة العامة وحوادث أبوسليم ووصلت أمس الأول جثامين ٤: أحمد الشريف وعيد الخولي وعليوة سعفان ورضا الشحري وخرجت القرية بأكملها لوداعهم إلي مثواهم الأخير أما أهالي المتوفي الخامس محمد درويش ظلوا جالسين أمام مسجد القرية يبكون منتظرين جثمانه.. «المصري اليوم» شاركت القرية المكلومة أحزانها ورصدتها.


البداية عندما سافر أبناء القرية لتحقيق حلم أبنائهم وتوفير متطلباتهم حيث إن هذه الفرصة تأتي كل ثلاث سنوات، عندما يطلب مجمع مصراطة للحديد والصلب في ليبيا عمالاً لصيانة المصنع مقابل ٩٥٠ دولاراً للفرد، بعضهم يريد شراء ملابس جديدة للأبناء ومنهم من يريد توفير مصاريف رمضان وملابس العيد لأولاده،


اختارت الشركة ٨٠ شخصاً من أبوزعبل منهم ٥٥ استقلوا أتوبيس «الدلتا» والباقي ركب أتوبيس آخر، واتفقت المجموعتان علي الالتقاء في المصنع، قضوا يومين داخل الحدود المصرية ولحظة وصولهم الحدود الليبية زاد أمل المسافرين في تحقيق حلمهم.


الكل يتخيل المبلغ الذي سيحصل عليه، رغم بساطته وفجأة انقلب الأتوبيس الذي يحمل ٥٥ من القرية أربع مرات انقلبت كل الأحلام وضاعت وسط الأشلاء والدماء. التقت «المصري اليوم» بأهالي الضحايا، وقال السيد إسماعيل، شقيق اثنين من الضحايا أحدهما لقي مصرعه ويدعي عليوة سعفان إثر نزيف حاد في المخ وكسور في أنحاء مختلفة من الجسم،


والثاني يعاني من إصابات خطيرة ومحجوز داخل مستشفي ليبيا بعد صمت لحظات دخل في نوبة بكاء شديد علي أولاده، الذين يحتاجونه، أوضح إسماعيل بأن الضحيتين كانا يعملان في مصنع الحديد والصلب بأبوزعبل، كانا معتادين السفر إلي ليبيا كمأمورية عمل لصيانة لمصنع مصراطة لكنهما خرجا إلي المعاش المبكر في متنصف التسعينيات وحصلا علي معاش لا يكفي متطلباتهم،


منذ خرجوهما يعملان باليومية وعلما من أسبوعين بأن مصنع مصراطة محتاج لفنيين لصيانة المصنع لمدة شهر مقابل ٥ آلاف جنيه وتوجه عليوة وشقيقي الثاني وتم قبول الاثنين وازدادت فرحتهما وكبر أملهما لأن عليوة المتوفي لديه أربعة أولاد،


فاطمة حاصلة علي الثانوية العامة وفي طريقها للجامعة و«محمد» في الفرقة الثانية من الجامعة وأسماء في الابتدائية وعبدالرحمن «٤ سنوات» كان شقيقي كل أمله الحصول علي المبلغ ووعد أولاده الأربعة بأن يشتري لهم ملابس بعد رجوعه الشهر القادم.


لكن للأسف لم تكتمل فرحتهم ولقي مصرعه، وعلمنا خبر الوفاة مساء يوم السبت وأخفيته عن أفراد أسرته، الوحيد الذي علم ابنه الكبير، ومرت أربعة أيام علي وفاته ولا نعلم عنه شيئاً ونخشي أن يأتي جثمانه في حالة تعفن، لأن الجثث سوف تأتي في سيارة إسعاف من ليبيا،


وأضاف أن المسؤولين في مصر لم يتدخلوا لإحضار الجثث ولم يعلموا بحادث هذه المجموعة ولولا تدخل سمير العزالي أحد العاملين بالسفارة المصرية في ليبيا لانتظرنا شهراً حتي تعود جثامين أبنائنا.


وقالت أم محمد زوجة الضحية الثاني رضا الشحري إنها لا تصدق خبر وفاة زوجها، وهناك من قال إنه دخل في غيبوبة وآخرون قالوا إن قدمه بترت ثم راحت في نوبة بكاء شديد لا تصدق الخبر واستطردت بأنها شاهدت في المنام رؤية انهيار منزلها وسقوط زوجها وسط الأنقاض ومات «صمتت الزوجة لحظات وهي تحتضن بناتها رحاب وهالة وتقول: «راح الغالي».


واستكملت ابنته الكبري هالة: والدي متوفي من ٤ أيام وحتي الآن لم يأت جثمانه، وفي النهاية قالوا إن سيارة إسعاف ستحضره عبر الطريق البري وصرخت الابنة أنا أخشي تعفن جثة أبي، وأضافت شقيقة سعاد الشحري أننا طلبنا إعادة الجثث بالطيران فقالوا إرسالها بالطيران سيكون بعد شهر فهل هذا معقول.؟!


الأصل هنا

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 03, 2012 03:18
No comments have been added yet.