الشعب يريد .. عـــلاج الرئيـــس

قبل أن أسمع السباب والصراخ وتتعالي أصوات ” ألتراس ” الجماعة ( رابطة مهللين الرئيس ) بأنني هكذا بدأت بالإهانة ، ويطلع عليا أعضاء هيئة صياغة الدستور هاتوا الواد ده من قفاه .. ده كده يعتبر ازدراء رموز وطنية وهذه تهمة يحاكم عليها القانون .. طب استني لما الدستور يوافق الشعب عليه .. وازاى ميتوافقش عليه ؟! الذي يرفض احترام الرموز الوطنية يبقا إنسان مش محترم ، ويبحث ورائي البعض وتبقا مصيبة عندما يكتشف إنني أعمل في مجال الفن وبالتحديد كاتب سيناريو واسمع مساءاً علي احدي القنوات احدهم يتهمني بأنني من يكتب للفنانين مشاهد ” البوس ” والاعتلاء وأصبح بقدرة قادر متهم بتهمة ” التحريض ” علي الاعتلاء .

عموما لن أخوض معكم في هذا العبث اصرخوا كما تريدون من حقكم ولكني سأصرخ أيضا ولكن ليس مثلكم فصراخي يصدر من قلمي وخاصة أنكم تصرخون قبل أن تحاولوا فهم ما أقول .. اسمعوا أولا قبل أن ” تشتموا ” سأتحدث عنكم أيضا ..

أنا هنا أتحدث عن ” الجماعة ” وأعضائها الذين أصبحوا الآن في مقاعد السلطة ويملكون من مقاليد الأمور ما يسمح لهم تنفيذ أي قرار دون محاسبة من برلمان شعبي يوافق أو يعترض بدعم ومباركة سيادة الرئيس المنتخب العضو السابق بالجماعة ” شكليا كما يزعمون ” ، وبكل تأكيد لا أعترض فهذه هي الديمقراطية ومن يرتضي بها يتحمل ” أسافينها ” .. ولا يوجد فينا من لا يصحو كل يوم على تصريحات ومواقف وخناقات واستفزازات وعنف لفظي ومعنوي لا حصر له يقفل معانا اليوم من بدري صادر ممن هم حول الرئيس .. لماذا أصبحت أخلاقهم ” كِنزة ” هكذا ولما لا يتقبلون الأخر والنقد بالنسبة لهم خيانة ..

ولمعرفة الإجابة على هذا السؤال والأسباب التي أدت إلى ذلك يجب أن تعلم أولا انه لا يجب الفصل والتصنيف بين التصريحات والمواقف علي أنها آراء شخصية تعود علي صاحبها وليس على الجماعة وهذا الفصل غير مقبول فجميعنا يعلم إن من هم علي الساحة ينتمون إلى تيار واحد وبالتحديد إلي ” جماعة ” واحدة تنبثق منها أفرع عدة والكل يعلم أن من ينتمي إلى جماعة تسهم الجماعة بشكل كبير في نموهوبنائه الاجتماعي السلوكي السلبي والايجابي لكونها مصدرالصداقات المتعددة والنسب والمصاهرة والتي منخلال عضويته فيها يكتسب المعايير الاجتماعية .. ومن خلالها تتشكل آراؤه الشخصية التي فيحقيقتها انعكاس لآراء ” الجماعة ” التي ينتمي إليهاكذلك ، فالجماعة مصدر سلوك الفرد الاجتماعي وفيها يكتسب الفرد اتجاهاته السياسية والدينيةوتنمو لديه فلسفة الحياة وفقا لذلك ويكتسب القيموتنمو مبادئ الجماعة لديه كنتاج لعضويته فيها ، فضلا عن ذلكيستمد الفرد من خلال عضويته في الجماعة قوة هائلة وشعورابالأمان والاطمئنان وإشباعا لحاجاته التي يلبيها انتماؤهلهذه الجماعة .. لذا من الطبيعي عند مواجهة فرد ينتمي لهذه الجماعة نواجه الجماعة كلها .. وبالرجوع لما كان تمارسه الأنظمة السابقة ” البائدة ” في التعامل مع مثل هذه الجماعات واستخدام أساليب نعلمها جميعا من قمع وتعذيب بالسجون والمعتقلات ومعظمها كان لا يستهدف الحصول على اعترافات أو معلومات بل كان أحيانا لمجرد سحق شخصية الفرد وفق خطة ممنهجة تحول دون معرفة الفرد متى ستكون الضربة القادمة ولا ما هو مبررها .. انعدام التوقعات ومن ثم انعدام للمعني .. ينتج عنه حالة متطرفة من ” الاغتراب ” ومن ثم فقدان معني الانتماء .. ضيف عليهم حالة من الاضطهاد الشديد وتحميل باقي أطياف المجتمع ذنب و مسئولية ما يحدث إليهم ، وتلمس ذلك من خلال تصريحاتهم المستمرة بأنهم عانوا وحدهم دون باقي الناس وأنهم الأحق من منطلق ” إحنا اتعذبنا كتير وانتم مأنتخين ” وقد وصل الحد بأحد المحافظين الجدد الفاقد للهوية بأن هداه فكره أن ينزل ” بالجلابية ” للمرور على المستشفيات علي أساس أنه هكذا تحرر من القيود السابقة ، وقد سمعنا من قبله احد الشيوخ يتهم باقي المجتمع أنهم غير وطنيين ودمهم لا يساوي ” دم دجاجة ” وأخر يتهم كل معارضين الرئيس بالصراصير وغير ذلك الكثير من العقد و” الكلاكيع ” النفسية ..

خلاصة القول إذا أراد السيد الرئيس المنتخب أن يكون رئيسا لكل المصريين يجب عليه أن يتحرر من فكر ” الجماعة ” كما نطالبكم يا سادة يا باقي أعضاء الجماعة بالتصالح مع أنفسكم أولا قبل أن تتصالحوا مع معارضيكم …. وإلا لو استمر الوضع هكذا لن يجمعنا وطناً واحدا بل ” مستشفي مجانين ” ..
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 14, 2013 14:40
No comments have been added yet.