ما بين الإرهاب والإسلام

الحضور الإسلامى الكبير بعمقه التاريخى اتعرض للحصار والتمزيق والتفتيت على مر التاريخ, واتعرض للى ما هو أسوأ " الغزو الفكرى " ولما الحكاية دى مجبتش نتيجة ولم تستطع القضاء على الاسلام طرحت فكرة الماركسية وغرقونا الحقيقة فى فكرة اليمين واليسار واللى مقبلش الاشتراكية أخدوه على القومية, المشكلة ان اللى تحمس للقومية والعربية نسى تماما ان اللى عمل للعروبة راية كان الاسلام لأن ما قبل الإسلام كان العرب مجموعة قبائل تقاتل بعضها البعض لا راية بقى ولا أى كلام تانى ..

سقطت الماركسية واختفت الشيوعية وكان وقتها الغرب والاستعمار الأوربى لازم يدينا بديل ودخلوا علينا بفكر الليبرالية والعلمانية " دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله " .. يعنى نصلى ونصوم ونتعبد واعتكف ان شئت ولكن السياسة لنا ( نعم للعقيدة ولا للشريعة )

وطبعا لرفض الكثيرين الفكرة من الأساس حتى دون النقاش فيها طل علينا الغرب بفكرة أخرى بصراحة ليها بريق خاص وهى الإسلام السياسى, المكر والتلاعب بأفكارنا من خلال دينا, وللأسف علشان يكسبوا المعركة دى جعلوا من الإسلام السياسى خصما للديمقراطية, قالولنا ان الديمقراطية كفر ودى الفكرة الأساسية اللى زرعهوها فعلا فى عقول العالم الإسلامى .. رغم إن الانتخاب والبيعة والشورى والاستماع الى رأى الخصم هو صميم الإسلام, التعددية فى الرأى شىء أساسى فى الإسلام, اى شىء عكس كده مرفوض جملة وتفصيلا ..

هنخسر كمسلمين لو استسلمنا للفكر الفاشى الموجه ضد الإسلام, وبعدين الديمقراطية دى موجودة من أيام سيدنا نوح عليه السلام لما فضل 950 سنة تقريبا يدعو بالموعظة الحسنة لا قوة ولا سلاح معتمد فيهم على الحجة والبراهين, بينما سخر الجميع منه وهددوه بالرجم ..

حتى سيدنا محمد حينما جاء برسالته كان الله يقول نفس الشىء فى كتابه الكريم
" من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
يعنى أنت حر فى قرارك ...
" إن أنت إلا نذير مبين "
يعنى لم يرسل علينا ليتحكم بنا
" إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر "
وهنا انهاء لفكرة السيطرة والديكتاتورية تماما
" ما أنت عليهم بجبار "

وهنلاقى نصوص قرآنية كتير بنفس المعنى, الديمقراطية دى بتاعتنا والأصولية الحقيقية لمفاهيم الديمقراطية موجودة فى الإسلام .. حتى سيدنا عمر بن الخطاب الفاروق وأبى بكر رضى الله عنه وهم السادة .. رضى الله عنهما ومقولتهما الشهيرة حين البيعة " إن أصبت فاعينونى وإن أخطأت فقومونى "
لا يوجد حكم إلهى فى الإسلام. وإنما هو حكم مدنى ديمقراطى يخطىء صاحبه ويراجع وده واضح فى المقولة الأخيرة ..

المشكلة إننا فعلا محتاجين إلى رجال على وعى وإدراك بالمعنى الحقيقى للإسلام مش لفكر الفتاوى اللى بترجعنا مية ألف سنة لورا .. الإسلام أرقى من هؤلاء, أكثر سماحة, مينفعش تبقى العملية بالشكل ده .. مواضيع كتير أوى تخص النقطة دى من الفن للسياسة لقضية النساء والحجاب وغيرها من القضايا للأسف الكل أخدها من منظور من يفكرون فقط بجزئهم السفلى أمثال الشيوخ - لو ينفع يتقال عليهم شيوخ - وكرهوا الناس فى حياتهم بل ومنهم من ازدرى الاسلام .. ولكن الاسلام برىء من هؤلاء .. الاسلام مستحيل يكون كل ما اعتنى به تقصير الملبس واللحية والزواج وسن زواج الفتيات وتغطية الوجه والصراع الأبدى على النقاب والحجاب .. كل دى أمور فرعية بيحاولوا يشغلوا بالنا بيها, أمور تقودنا الى الفراغ, الإسلام بتعاليمه أعمق وأجمل وأشمل .. ببساطة تامة فيه فرق كبير أوى بين الإسلام والإرهاب ..
8 likes ·   •  4 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 18, 2013 05:55
Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by Handota (new)

Handota Elsyed تسلم ايدك على الكلام دا :)


message 2: by A. (new)

A. الحمد لله هناك من يفكر بالطريقة هذه


message 3: by هويام (new)

هويام سلطان تسلم ايدك عن جد


message 4: by هويام (new)

هويام سلطان تسلم ايدك عن جد


back to top