في المقهى

كانت تحتسي قهوتها في الصباح الباكر كعادتها وهي تطالع الصحف في ذلك المقهى الذي آلفته كجزء من مسكنها
لم تكن تهتم بما تقرأ كانت شاردة ، فقلبها يحمل الكثير مما جعل الأفكار تتزاحم برأسها حتى قابلتها صورته ،
هو صديق قديم ربما ،أو حبيب تمنته لا تدري ، الآن أصبح كاتبا مشهورا تقرأ عنه بالصحف
فروايته الأخيرة أحدثت ضجة ونجاح كبيرين ، تتنهد من أعماقها ثم تدعو له بالتوفيق ،
تشرد ثانية وهي تسترجع الذكريات كيف كانا صديقين رائعين متفاهمين إلى درجة جعلتها تتعلق به فهي لم تصادف أبدا من يفهمها إلى هذا الحدلم تصادف من يتفهم أحلامها وأفكارها ويحمل نفس ميولها واهتمامتها في الحياة الاختلاف بينهما كان بسيطا و ثريا لعلاقتهما أما هو فكان خلوقا طيبا حنونا أنيقا في كلماته مميزا في لباقته ورقته ورجولته أيضا كان يعاملها بلطف شديد "كصديقة" أما هي فتعامله الرقيق معها جعلها تتشبث به أكثرولكن هو لم يكن يراها فهو لا يرى سوى حلمه الفتيات كثيرات جدا من حوله وهو يفكر فقط في موهبته وعمله وها قد وصل لما يريد قالتها و هي تزفر مرة أخرى من أعماقها وتحدق في لا شيء تذكرت كلماته في آخر لقاء جمعهما عندما تخلت عن كبرياءها وصارحته بحبها المكنون
فقابلها بلطف شديد :أقدر مشاعرك واحترمها ولكننا لسنا سوى أصدقاء ، يوما ما ستصادفي غيري وستحبينه ويحبك حبا حقيقيا أما أنا فسأبقى الصديق المخلص دائما فهذا ما يدوم
هي: ولكن لا يمكنني أبدا أن أصادف أحدا يشبهك والصداقة أبدا لا تدوم كما تتصور
هو : سأكون رجلا مر بحياتك ورحل وستبقى بيننا الذكرى الطيبة فلن تذكري أني استغليت مشاعرك يوما ستذكري دوما أنني كنت نعم الصديق
هي : و أنا معك أشعر بالأمان والاكتفاء والاحتواء أريدك أن تبقى وألا تكون من العابرين !
من العابرين !!
رددتها وهي ترتشف أخر رشفة باردة بفنجان قهوتها ويتردد في عقلها سؤال : كم مر في حياتي من العابرين بعدك أيها الصديق الحنون وبقيت أنت تتربع على عرش القلب الهرم ؟
أغلقت الجريدة ثم لملمت أشياءها وخرجت لعالمها وعملها ووحدتها من جديد !!
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 06, 2013 14:34
No comments have been added yet.