في نهر الطريق، سقطتْ حقيبة أيامي، فلم يخرج منها إلا قلبي وروايتان لغابرييل غارسيا ماركيز.
لكن ماركيز مات. فر إلى سديم الغيب، في "زمن الكوليرا"، ولملم معه هشاشة وجهٍ طويل باهتٍ بطبيعته أقرب إلى لون الصدأ، وتمرد شَعرٍ تائه ضل طريقه إلى كل الاتجاهات.
أيتها الملائكة، أقرِضوا شفتيه ابتسامة، كي يغني للنهار الذي يطلع هناك على سجيته.
رحل المبدع الذي يهدينا بعض التفاصيل والمقارنات غير المقصودة التي تباغتنا، فتؤلمنا.
غاب الكاتب الذي يُعلمنا أن النساء الجميلات سببٌ رئيسي لأمراض القلب والشرايين.
أفلتَ من فخ الحياة ذلك الروائي الذي يلقننا أهم دروس الواقعية السحرية: صدِّق.. مادام الأمر جميلاً!
هكذا صار له ملايين التابعين والمؤمنين، حتى لو قال على لسان إحدى بطلاته مثلاً: حين كنتُ في الرابعة من العمر كان لي طفل على هيئة دُمية، ولا أعلم أين ذهب حين كبرت؛ أعتقد أنه مرض وأنا في العاشرة ومات!
ماركيز لم يعد هنا.. بل هناك!
الصمت، موتٌ معلن، ومقدمة لحِدادٍ طويل.
وداعـًا يا رسول الرواية. فقط، لا تسرف في الغياب.
Published on
April 18, 2014 06:17
•
Tags:
ماركيز