مررت ذراعها خلف رأسه وأمسكت بشحمة أذنه:
ـ لا أريد أن أرحل، سأبقى معك.
في الأفلام، ليس هناك سوى جواب واحد شاف على هذه الأمنية، جواب لا يوجه إليها، بل إلى السائق كي يلتف عائدًا. ثم يطلب منه التوقف أمام الحديقة المجاورة للفندق، حيث قضيا نصف الساعة الأخير قبل الشروع في المغادرة. يترجلان. يجرجر عنها الحقيبة على الممشى الممهد بالحديقة، يعودان إلى المقعد ذاته ليمسحا عنه آثار الاستعجال، ثم يخرجان ليستأنفا حياتهما معًا. لكن الحياة ليست كالأفلام، لذلك لم يتهور الكهل بإعطاء أمر الالتفاف للسائق.
كررت رغبتها في البقاء. ولم يجد ما يقوله لها سوى تناول يدها والتربيت عليها بهشاشة العاجز.
______________________________________
من قصة "مقعد في الحديقة" تحت الطبع ضمن مجموعة جديدة بعنوان "السماء على نحون وشيك"
Published on September 24, 2015 23:34